لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-12, 05:15 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 181095
المشاركات: 54
الجنس أنثى
معدل التقييم: سهر اليل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سهر اليل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

برااااااااااااااااااااااااااافووووووووووووووووووووووووووو ,, ياقمرتنا على هيك رواية ,بس شو شي من الاخر رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه ,, بجد احترت اقول عن اي روايه احلى بس كل شي من تحت دياتك بيطلع غير شكل ,, بجد بجد مافي اشكرك ,, ناطرين باقيه الروايه لنعيش معها ياعسل ,,
بعيكي الف عافية ,,

 
 

 

عرض البوم صور سهر اليل   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 08:59 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
  
مبروووووووووووووووووووك علينا روايتك الجديدة جمرة موفقة حبيبتى يسلموا أيديكى عجبنى الملخص كتير شكلها أكشن وطريقة عرضك للملخص جميلة قوى يسلموا أيديكى جمرة دايمن أختيارتك رائعة

الله يسلمك واحم احم مبروك علينا كلنا
يب الرواية فيها اكشنات مو أكشن وحده ههههههه
بصراحة مره أحب الرواية هذه مدري فيها شيء كذه جذاب
لا أحد يسمعني بس يفهمني غلط
تسلمي يا قلبي
على كلماتك الرائعة
والدافئه
لا عدمتك أبـــداً

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 09:05 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر العراق مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم باين من الملخص ان الرواية روعة موفقة انشالله

وعليك السلام ورحمة الله
أول شـــيء اهلا وسهلا فيك بالمنتدى
لاحظت إنك جديدة . . تشرفنا بتواجدك قمر
وثاني شــيء تسلمي على الكومنت الجميل

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 09:09 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهر اليل مشاهدة المشاركة
   برااااااااااااااااااااااااااافووووووووووووووووووووووووووو ,, ياقمرتنا على هيك رواية ,بس شو شي من الاخر رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه ,, بجد احترت اقول عن اي روايه احلى بس كل شي من تحت دياتك بيطلع غير شكل ,, بجد بجد مافي اشكرك ,, ناطرين باقيه الروايه لنعيش معها ياعسل ,,
بعيكي الف عافية ,,







كمــــــان دانا غلبااان (( مقطع من مسرحية ))
مآآآآآآآره شكـــراً على كلماتك الرائعة
وحماسك الأروع . . بجد سعيدة بمتابعتك
واعتز بتواجدك الدائم . .
واتمنى ما اخذلك باختياري لهذه الرواية أو باختياراتي القادمة
ودي وخــالص شكري

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 09:15 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 3- سأقتلك يومـــاً **

 

3- سأقتلك يومـــاً * *

اندفعت فوهة الرشاش بقسوة إلى ظهر نادين , وأمرتها ليديا
بصوت متجهم : (( ادخلـــي إلى اللاندروفر )) .
لكن نادين رفضت أن يسيطر عليها الرعب خاصة وهي تعرف أن
ليديا تريد منهـــا أن تخاف .
راقبها الرجلين وهي تصعد إلى اللاندروفر على مضض , ولكن
الرجل الأصغر جسماً و الأدكن لوناً هو من جعل نادين ترتجف بسبب
الطريقة التي كانت عيناه تستكشفان جسدها . قالت ليديا وهي تدخل
قدميها إلى داخل اللاندروفر .
ـ تذكرا ما قاله سيرجيو , علينا حينما نصل إلى المزرعة أن نظهر
كــل شيء بمظهر طبيعـــي .
رد الأكثــر اسمراراً بكــراهية :
ـ سيرجيو ! ديو . . يا إلهــي ! من هو ليعطــني الأوامر ؟ طالمـا عملنا
سابـقاً وحدنــا !
أجابت ليديا بقسوة :
ـ هذا كان قبلاً أما الآن فلدينا أوامــر من روما . سيرجيو هو
المسؤول . أليس هو صاحب الاقتراح ؟ سنجني مالاً أكثر بكثير مما . . .
قاطعهــا الأطول موافقاً :
ـ المال . . آه . . أجـــل , نحن بحاجة دائمة إلى المال . منظمتنا لا
تلقى دعم الأثرياء .
ضحك الثلاثة , ثم شهقت نادين ألماً حين أمسكت ليديا بمعصمهــا
وأمرت بيدرو أن يأخذ المقود على أن يساعدها لينو على تكبيلها
بالقيود .
كان لينو أصغــر الرجلين جسماً وهو من كرهته نادين وعندما مال
إليها ذعرت من قسوة جسده , لم يكن طويل القامة , إلا أنه قوي
العضلات فأصابعه قبضت بسهولة على معصميها في آن واحد وكان أن
اضطرت للاستسلام إلى الإذلال الأخير بوضع الأصفاد في يديها مربوطة
إلى جانب اللاندروفر , قالت ليديا :
ـ نتخذ هذا التدبير لئلا تقومي بعمل أحمق , كالقفز من السيارة
مثلاً . ولكنك لن ترمي نفسك , فأنت لست من الصنف المغامر . .
أليس كذلك ؟ ألم تفكري يوماً وأنت تعيشين حياة الترف , أن في العالم
أشخاصاً يعيشون على الكفاف , ويضطرون دائماً لإعطاء ضريبة من
مدخولهم القليل لدعم مضطهديهم ؟ ولكن , سرعان ما ينتهي هذا كله .
أفزع خيالها المفرط نادين التي لم تفهم ما تقوله الفتاة . . ولكن
هاتفاً حثها على إظهار الاهتمام , وكأنما في إصغائها لآسريها قد
تكتشف مفتاح الحرية .
ـ أتؤمنين بالمساواة بين البشـــر ؟
برقت عينا ليديا :
ـ أنت على حق . من حق الجميع الرجال والنساء المساواة , لكنهم
محرومون من هذا الحق الإنساني الأساسي . . فالثورة التي يجب أن
تكون مقسمة بينهم تمسك بها الأقلية , خاصة الكنسية . . ولكن سرعان
ما سينتهي كل هذا .
لم تستطع نادين تصديق ما تسمع , وقالت :
ـ لكن إيطاليا بلد الكاثوليك . . ولا أظن الناس سيتخلون عن
دينهم .
قاطعها لينو :
ـ إذن سنضطر لاستخدام القوة . . وفي النهاية سيرى الشعب
الحكمة فيما نفعل . فالكنسية أصبحت مهترئة . . إنها آلة لصنع المال ,
ولتجويع الناس . . سنأخذ تلك الثروة ونتقاسمها فيما بيننا .
فكرت نادين برعب , بأنهم لا يصدقون بالطبع أن بإمكانهم إنجاز
ما يقولون ولكنها كانت ترى أنهم يصـدقون . فعلى وجه كل واحد منهم
تعبير ثابت حالم , وحماسة مجنونة مسطورة بوضوح على قسماتهم . .
أيشاركهم سيرجيو وجهات نظرهم المتطرفــة ؟ . .
قالت لها ليديا :
ـ تتلقى المنظمة دعماً كبيراً في الجامعات . . فشبابنا يرون زيف
الدين المسيحي . (( فليتبارك الضعفاء )) أليس هذا ما يقولونه ؟ لكن القول
والفعل أمران مختلفان ففي هذا العالم لا يداس إلا على الضعفاء .
سألتها : (( وأنتم تنوون تغيير هذا ؟ )) .
رد بيدرو بصوت خال من الشفقة :
ـ هذا ما يظنه الكثيرون من الناس , ولكن لا بد من وجود من
بيدهم السلطة دائماً , ومن ينحني أمام تلك السلطة , لكن قبل أن
نستطيع إعادة البناء , علينا أولاً أن ندمر . وحتى نفعل هذا نحتاج إلى
مال , ونحن نجمعه عن طريق الفدية .
تفاخرت ليديا :
ـ أكثــر ما يخاف الناس من المنظمات الإرهابية منظمتنا , لأننا
مسؤولون عن موت أكثر من ألف شخص حتى الآن .
صاحت نادين :
ـ لكنكم تقتلون الأبرياء . . اعتقد أن بإمكانكم الحصـــول على مزيد
من الدعم عن طريق النقاش المنطقــي , لا عن طريق الإرهاب المجنون .
رد بيدرو ساخــراً :
ـ كما يفعل الأثرياء الدكتاتوريون ؟ لقد اكتشفنا أن رشاشاً واحداً
يفعل فعلاً لا تفعله مليون كلمة , ومع ذلك سيأتــي يوم يصغي فيه العالم
إلى كلماتنا , حتى لو اضطررنا لتدمير كل ما أو من يحاول الوقوف في
وجهنــا .
أرعب الحقد البارز في نبرات صوته نادين . . كانت كلماتهم
كلمات متطرفين سياسيين .
ـ أخرجي !
كانت غارقة في أفكارها فلم تدرك أن السيارة توقفت . دفعتها ليديا
إلى خارج اللاندروفر , بعدما فكت لها الأصفاد :
ـ أسرعي , لا تدعي لينو منتظراً . . إنه يفقد صبره بسرعة , وحين
يحصــل هذا . . .
لم تنه تهديدها , لكنها لم تكن بحاجة لإنهائه لأن نادين رأت
الرجل يبتسم لها بخشونة . قال مقترحاً :
ـ لماذا لا أظهر لها عينة عمــا هو مخبأ لهــا .
ومد يده يمسك صدر قميصها , فارتدت في مقعدها , قبل أن ترد
ليديا بشيء من الندم :
ـ طلب سيرجيو ألا تلمسهــــــا .
كشر لينو عن وجهه , وقال بقذارة :
ـ لأنه يريدها لنفسه . . ثم , كيف له أن يعرف ؟ لن يكــون الرجل
الأول الذي تعاشره .
ردت ليديا بحــرارة :
ـ سيرجيو لا يريدها . . إنه يحتقرها ويحتقر كل ما تمثله . لقـــد
سمعته . .
والتفتت إلى نادين ثانية : (( هيا اخرجـــي )) .
وخرجت نادين مرتجفة فقد جعلتها لمسة لينو تحس بالغثيان
تشكر الله لأنهم لا يعرفون الحقيقة . . فلو عرفوا . وارتجفت بعنف
مدركــة أن عملية تدمير براءتها ستكــون تسلية لرجل مثل لينو .
يقع المنزل الزراعي بين بضعة فدادين من الزيتون الرديء الصنف
والكرمة المهجورة وهناك نصف دزينة من البقر الهزيل في إسطبل
صغير ملحق بالبناء الرئيســـي .
قالت لها ليديا :
ـ هذه فكرة أخرى لـ سيرجيو . . لو جاء أحد إلى هنا , لشعر بأننــا
عائلة فقيرة يحاول أفرادها تأمين قوتهم اليومي . بيدرو ولينو أخوان .
سألتها نادين بطريقة لا إرادية : و سيرجيو ؟
وليتها لم تسأل فقد لاحظت لمعان الانتصار في عيني الفتاة :
ـ آوه . . سيرجيو يلعب الدور الذي يلعبه في الحقيقة . . إنه
رجلــي , حبيبــي . . .
وضحكت بشراســة :
ـ . . أيتها الحمقاء الثرية الغبية ! أظننت حقاً أن رجلاً مثل سيرجيو
قد يعجب بفتاة مثلك ؟ أنت امرأة غبية لا تفهم إلا ما له علاقة بملابسها
ومجوهراتهــا ؟
التوى فمها بسخرية . فأحست نادين بغضبها يتصاعد وقالت
ســاخرة أيضـــاً :
ـ على الأقل , هذا أفضــل مما تطلقون عليه اسم (( القضية )) .
أمسكت ليديا بشعرها تشده وتشده حتى انتشر الألــم في رأسها
كله , أما أصابع اليد الأخرى فتركت علامات قاتمة على خــد نادين , لأن
تلك المرأة صفعتها . أرادت نادين أن تتقيأ بشدة ليس من الألم بل
بسبب العنف الجسدي . أهذه هي المرأة التي يفضلها سيرجيو عليها ,
هل ضحكا عليها وهما يتباحثان خطط الأســر وطرق المغازلة التي
سيعتمدها سيرجيو ؟
قالت ليديا وقد قرأت أفكــارها :
ـ كان هذا واجبه . . لا تظنــي أنه يشتهيك . . إنه يكرهك ويـكره
مثيلاتك . ولولا المال الذي سيدفعــه أبوك لاستردادك لقتلك غير نادم
وكــأنه يدوس على أفعى .
بدأت أخيراً نادين تفهم أنها فعلاً أسيرة هذه العصابة المتطرفة
المعتوهة التي لا تحترم الحياة الإنسانية أبداً , وما سيرجيو إلا واحد
منهم . مضت لحظة أوشكت فيها على أن تُذل نفسها بالانهيار ولكنها
تمكنت بجهد خارق من استعادة رباطة جأشها . . يجب أن تركز
تفكيرها على الهرب والانتقام كما يجب أن تمنح نفسهــا قضية تعمل
لأجلهـــا .
سرعان ما أصبحت في المنزل . في الطابق السفلي ثمة غرفة واحدة
كبيرة بدائية الأثاث , أرضها من الطين الذي مهدته السنين وثمة مطبخ
أكثر من بدائــي في زاويته موقد كبيرة وحنفية يتيمة . كانوا قد مروا بمبنى
صغير مستقل وارتجفت لمجرد التفكير ببدائية العيش هنا . . فهل
سيحاول آسروهــا تلقينها مبادئ تعاليمهم ؟ إن حاولوا فستقاومهم
بشدة , ولكنها تشك في أن تقبل منظمتهم انضمام الضحايا إليها فهم
ينظرون إليها بمنظار المال الذي سيجنونه من ورائها وهذه هي نظرة
سيرجيو إليها . . سيرجيو ! لماذا ما زالت تشعر بهذا الألم الذي لا تفهم
له سبباً ؟ فالرجل الذي ظنته , غير موجود إنه حلم يقظة ليس إلا . هو
رمز الحب والهوى اللذين صورتهما مخيلتها ورغبتهــا .
ـ تعالـــي !
منتديات ليلاس
أرجعت الكلمة القاطعة والوخزة المؤلمة نادين إلــى واقعهـــا . . .
أشــارت ليديا لها بالمسير لتصعــد سلماً خشبياً بالياً يقود إلى الطابق
العلوي . كان هناك أربعة أبواب تنفتح على منبسط السلم الصغير وكان
في أحد هذه الأبواب قفلاً جديداً لماعاً , فتحته ليديا , ودفعت الباب
فثارت عاصفة من الغبار . . كانت الغرفة صغيرة نوافذها صغيرة
وهواؤها عفن رطب , أما السرير المتربع فيها فضيق كسرير المخيمات
وإلى جانبه كيس نوم .
قالت ليديا بأدب ســاخر :
ـ هذه غرفتك . . أرجو أن تجد السنيوريتا كل ما تشتهيه نفسها .
أغلقت الباب وراءها وأحكمت إيصاده قبل أن ترد نادين .
ركـضت إلى النافذة ولكنها لم تشاهد سوى الريف الأجرد , والنهر
الضيق الذي يشق أحد السهول . . عليها أن تعترف أنهم محترفون . .
وفكرت في وضعها , فحتى يعرف والدها أنها مفقودة سيتعذر على أحد
إيجادها . لقد قرأت أشياء عن هذه المنظمات المتطرفة وعن أعضائها
العديمي الشفقة والرحمة في معاملة ضحاياهم ولكن رغم كل ذلك
عادت القصص المرعبة التي قرأتها تجول في خلدها . إنها تذكر وريث
عائلة كلارك الذي فقد أذنه , ثم لينا ميسون التي أجبرت على الانضمام
إلى العصابة التي خطفتها . كما تذكرت العشرات أيضاً . فجأة تخلت
عنها سيطرتها التي رافقتها منذ بداية محنتها , وراح جسدها كله
ينتفض , وكبحت رغبة في الصياح والصياح حتى يبح صوتها . . وما إن
تخطى الذعر دفاعاتها حتى طغى على عقلها , فرمت نفسها على وجهها
فوق السرير الضيق تنتحب وتنتحب ثم ازدادت بؤساً عندما راح الجوع
يقض مضجع معدتها . أيخططون لتجويعها أيضاً ؟ توقفت دموعها عن
التدفق . ثم استقامت في جلستها تعترف لنفسهــا أنها كانت بحاجة إلى
هذا الانطلاق القصير . . توقف جسدها تدريجياً عن الارتجاف , ثم لمـا
سمعت وقع أقدام على الـــدرج ذعرت فمسحت وجههــا بسرعة وراحت
تدعو ألا يلاحظ أحـــد آثار دموعهـــا على وجههـــا . . أصغت متشنجة
فسمعت ليديا تقــول :
ـ لينو . . عد إلى هنا . . لقد وصل سيرجيو !
تلاشى وقع الأقدام مجدداً فتنفست نادين الصعداء , ففي عيني لينو
الصغيرتين ما يجعل بشرتها تقشعر اشمئزازاً . . . يا رب العالمين ! ليتها
تنجو لتجعلهم يدفعون الثمن كلهم وأولهم سيرجيو الذي خدعها
باهتمامه بها في حين أنه لا يهتم إلا بمالها !
كانوا يقفون في الغرفة السفلى , سيرجيو و ليديا إلى جانب الطاولة
الطويلة الرثة , ونادين على الطرف الآخــر . . أما لينو و بيدرو
فيحرسانهــا .
لم يكد الفجر يبزغ حتى شعرت نادين بأنها لم تكن يوماً مسرورة
برؤية الفجر كما هي الآن ذلك أنها لم تنم إطلاقــاً . كان النوم مستحيلاً ,
وها هي الآن هنا , في هذا البناء المهترئ حيث يقال لها إن أي حركة
خاطئة تبدر منها تعني رصاصة في ساقها على الأقل .
ـ هل فهمت الوضــع ؟
تجاهلت لمعان التحذير في عيني سيرجيو وأجابـت :
ـ لماذا لا تبقيني أسيرة القفل والمفتاح ؟
ما أشد ما تغير ! كيف فكرت أنه إنسان لطيف المعشر ؟ إنه أقسى
رجـــل عرفته يوماً .
رد عليها ببرود :
ـ لسنا أغبياء إلى هذه الدرجــة . . قد يجري تفتيش هذا المكان , لذا
عليك أن تتصرفي كمـا سآمرك بالضبط . أنت ابنة عم ليديا . . معتوهة
قليلاً , ولكنك مفيدة في أعمــال المنزل . . أما نحن فاشترينا المزرعة منذ
مدة قريبة ونعمل جاهدين على إعادتها إلى العمل وهذا ما سنفعله .
وسيكون ذلك تمريناً مفيداً يا رفاق الأيام القادمة ويقع على كاهل
كل منا متاعب العمل , تذكــروا أن العالم دولة قوامهـا العمل .
لولا ذكـاؤها لأقسمت أن هناك شيئاً من السخرية في آخــر كلماته . .
سرعان ما عقت ليديا على كلماته محتجة :
ـ لن نعمل في الأرض كالفلاحين سيرجيو . . هذا ليس . .
ـ أعتقد أن أهم تعاليم منظمتنا هو أن يكون الجميع متساويين وألا
يكون بينهم سيد ومسود .
التفت الجميع إلى نادين وهي تقاطع ليديا التي أطلقت عليها نظرة
حـــادة .
ـ يجب أن يكون هناك دائماً من يتولى السلطة . منظمتنا تحضر
الآن رجالاً ونساء لمثل هذه المناصب ولكنها تشترط ألا يدفعهم الجشع
أو الشهوة إلى السلطة كما يحدث في الحكومات الحاضرة .
قالت نادين ببرود تقاطعها :
ـ هذه كلمات الديكتاتورية في جميع أنحــاء العالم .
صاح سيرجيو :
ـ كفى ! والآن إن جاء الشرطة للتفتيش عنك هنا , فحذار أن تبدر
عنك حـــركة خاطئة . . لأننا سنقتلك ونقتلهم .
قالت نادين بمرارة :
ـ وهل تستحق قضية مهما كان شأنها سفك هذه الدماء كلهــا ؟
ردت ليديا غاضبة :
ـ اسألي حكومتك المستبدة . . لقد سمن حكامها وتكاسلوا على
حساب موت الآخرين . . اسأليهم إذا كان موت هؤلاء يستحق .
قاطعها سيرجيو :
ـ ستجيدين صعوبة في تلقينها التعاليم ليديا , أنسيت أن والدها أحد
أولئك الامبرياليين ؟
ودت نادين القول إن والدها بدأ حياته بقدرات متواضعة , وبنى
لنفسه امبراطوريته المالية بجهده وعرق جبينه . ولكنها اختارت عوضاً
عن ذلك الصمت . وإنما هل ستجرؤ على كشف العصابة للشرطة ,
وهل ستصل الشرطة للتفتيش عنها في المزرعة ؟ اعترفت على مضض
أنها لا تجرؤ . . فهي لن تخاطر فقط بحياتها , بل ستخاطر بحياة رجال
الشرطة أيضاً . . سمعت سيرجيو يسخر منها وقد فسر نظرة عينيها .
ـ أنت حكيمة . . تذكــري ذلك حالما تشعرين بأقل تهور . لدى
بيدرو ولينو أوامر لن يترددا في تنفيذها . آه وثمة أمر آخـر . . قالت ليديا
إنك كنت تحاولين إقامة صلة ما مع لينو . وأنا أنصحك بالتراجع فلينو
مخلص للقضية نعم هو ضعيف أمام سحـر النساء ولكن إياك التفكير في
استغلال ضعفه هذا من أجل هروبك , فهو قادر على مغازلتك وقتلك
في وقت واحد . . أنت بالنسبة له مجرد جســد , لا شخص . الأفضــل أن
تتذكــري هذا .
ردت بمــرارة :
ـ وكيف أنسى ؟ فهذا هو القاسم المشترك بينكما . ولعلها أحـــد
تعاليم منظمتكم .
أحست بالرضى عندما رأت وجهه الأسمــر يشحب . إذن , لديه
نقاط ضعف على أي حال و يبدو أنه لم يعجبه أن تقارنه بلينو . .
ماذا ستفعل إن حظر الشرطة ؟ ترى هل ستقدر على أن تسترعي
انتباههم ؟ أم سيتعرفون هم إليها ؟ تصــاعد أملها , وكأنه رأى هذا في
عينيها وأردك السبب , فـــأعلن باختصـار :
ـ يجب أن نفعل شيئاً لمظهــرك .
تأملها ثم قال لليديا :
ـ حالما ألتقط لها الصور لأرسلها إلى والدها قصي لها شعرها .
شعرها ! ارتفعت يد نادين إلى رأسها وكأنها تحميه . . آه , شعرها
الطويل , لقد وصفه والدها بأنه أشبه بالحرير السائل . شاهدت الانتصار
في عيني ليديا , وعرفت كم ستسعد بتنفيذ المهمة .
كان الفطور عبارة عن خبز أسمر رديء وجبنة ماعز وقهوة مرة .
أجبرت نادين نفسها على تناول الفطور وقالت لنفسها إن عليها
المحافظة على قوتها وإنها لن تحقق شيئاً بتجويع نفسها .
لكي يلتقط الصور التي ينوي إرسالها إلى والدها , جعلها سيرجيو
تجلس على كرســي خشبي مستقيم , أما ليديا فقيدت يديها , وشدت
ذراعيها إلى ما وراء ظهرها فانسلت صرخة ألم من بين شفتيها
المطبقتين , ولاحظت أن عيني سيرجيو ضاقتا لمشاهدة القساوة
المتعمدة فقال :
ـ كفى ليديا . . لا نريد أن نخيف الأب الحنون برؤية ابنته باكية .
اعترضت ليديا :
ـ ولماذا لا ؟ سيشجعه هذا على دفع الفدية في أسرع وقت .
صحح سيرجيو لها معلوماتها ببرود :
ـ وقد يدفعه إلى أن يقوم بحماقة . . ألا تذكرين ما حصل مع جورج
آدمز .
خفق قلب نادين لسماع اسم صديق والدها , وهمست بألم : (( أنتم
المسؤولون عن مقتل جورج آدمز )) ؟ا
رد سيرجيو سـاخراً : (( ليس شخصياً )) .
قاطعها بيدرو : (( سيرجيو لا يهتم بسفك الدماء لأنه في غاية
اللطف )) .
رد سيرجيو ببرود :
ـ بل أنا رجل عاقل , فلم نحقق من مقتل آدمز شيئاً , بل كــلفنا
مالاً , والفدية لم تدفع . أنا لا أمانع في التخلص من أي دليل إنما قبل
ذلك علينا أن نحصل على المال .
إنه أسوأ من الباقين , فعذر هؤلاء إيمانهم بقضيتهم أما سيرجيو فلا
يشاركهم التزامهم , إنه ساخر ومنعزل . فلماذا يتعاون مع أمثالهم ؟ ماذا
يفعل معهم ؟ لا تستطيع التفكير إلا في سبب واحد . . المال . . أيمكنهــا
أن تقنعه بإطلاق سراحها وذلك بعرض رشوة عليه ؟ أو بتقديم اقتراح له
بأن تدفع له الفدية مباشرة ليطلق سراحها بدون أن يؤذيها ؟
قال لها آمراً , بصوت منخفض جذاب وهو يحضر الكاميرا :
ـ ابتسمي لأبيك .
لكنها شدت شفتيها بحزم , ورفضت حتى النظر إلى الكاميرا .
تنهد سيرجيو ثم تقدم إليها , وأمسك ذقنها ليدير رأسها , فسألت ليديا :
ـ لماذا تتسامح معها بهذه الطريقة ؟ لقد أصبحت لين العريكــة يا
صديقـــي .
وليدحض كلامهــا , اشتدت قبضته على ذقن نادين بشكــل مؤلم ,
وأصبحت عيناه قطعتي ثلج . وأدار وجهها بقسوة لتواجه الكاميرا .
وقال :
ـ ابتسمي نادين , وإلا غيرت رأيي واتفقت مع ليديا بأن للدموع
تأثيراً كبيراً في ولدك .
ردت من بين أسنانها ناسية القسم الذي وعدت به نفسها , وهو ألا
تنزل إلى مستواه بتبادل الأحاديث معه .
ـ وكيف ستفعل هذا ؟
ـ أمــر بسيط . . خاصة وأنا أتعامل مع غبية مثلك .
همست بقرف :
ـ أنت . . أيها السادي ! أعتقد أن عقلك الملتوي يظن أن خداعك
لي واستغفالي أمر يدعو إلى الافتخار والتباهــي .
ارتفع صوتها يصرخ :
ـ . . حسناً . . هيا . . أخبرهم , وأظنهم سيوافقون على ما فعلت !
أنتم جميعاً لستم من الجنس البشري !
وتهدج صوتها مثقلاً بالدموع , فحذرها سيرجيو بحدة :
ـ حذار , وإلا أظهرت لك أننــي قد أكون غير إنساني .
واستقرت عيناه قصداً على ثنايا جسدها , وما أرعبها أن تجد نفسها
تتضرج خجلاً فنظرت إليه مباشرة , وهذا ما كان يريد . . فقد قفز بسرعة
يلتقط الصورة قبل أن تبعد نظرها , ولمعت أضواء عدسة الكاميرا
حولها , واضطرت للاعتراف بأنه خدعها مجدداُ . . . وكرهته . .
كرهته !
عادت إلى واقعها وهي تسمعه يقول بصوت أجش :
ـ والآن . . التسجيل . فلنسجل بعض كلمات الأب العجوز ولا
تنسي أن تقولي إنك تستمتعين معنا .
صاحت به وهو يضع أمامها جهاز تسجيل صغير :
ـ اذهب إلى الجحيم ! لن أتفوه بكلمة !
الطريقة التي تقدم بها إليها رافقتها صيحته , (( آه , ولكنك قسماً
ستتكلمين )) . كان لصيحته هذه تأثير مطبق على إرادتها .
أردف : (( نستطيع تحقيق هذا بطريقتين إما بنظافة وبدون مشاكل
وإما بضجة و . . .
صمت منتظراً وعرفت نادين أنه لا يطلق تهديده اعتباطاً , لذلك
استسلمت مجبرة الكلمات اللاذعة على التراجع .
فقالت بصوت أجش : (( ماذا علي أن أقول )) ؟
كانت تحاول جاهدة تجاهل كرامتها الثائرة على استسلامها ,
ولكن أسرها واختطافها قضيا تقريباً على روح المقاومة . . وكان
التسجيل مختصراً لم يتعد بضع جمل , قالت فيه إنها في خطر كبير وإن
على والدها عدم اللجوء إلى الشرطة وتنفيذ ما يطلبه الخاطفون
بحذافيره .
قال سيرجيو ساخراً حين أنهت كلامهــا :
ـ رائع . . أترين ما أسهل الحياة عندما نتعاون ؟
استسلمت لعواطفها وهمست : (( يا إلهي ما أشد كرهــي لك ! )) .
ضاقت عيناه اللتان تركزتا على وجهها الــذي سرعان ما تضرج
خجــلاً .
وضع الشريط المسجل في مغلف وأخفاه , ثم عاد ليقول :
ـ حسناً . . الجــميع إلى مراكزهم . . نادين ستساعد ليديا في
تحضير الغداء .
تمتمت معترضة بأنهم خاطفوها ولكنهم لــن يجعلوها خادمة
منزل . . فصاح بها :
ـ ماذا ؟ أتجدين عمل المنزل وضيعاً ؟ أتفضلين العمل مع لينو في
حقول العنب ؟
يا الله كم تكرهه ! لقد عرف نقطة ضعفها بسهولة شيطانية . .
وعرف ما تشعر بها تجاه لينو الذي يجعل بشرتها تقشعر رعباً وقرفاً .
وعندما كانت تهز رأسها غيـر قادرة على التفكير السوي , لحقت
ليديا إلى المغسلة البدائية القذرة وكانت ضحكة ليديا الهازئة تصم
أذنيها . وهناك في المطبخ بدا من الواضح أن ليديا لا تتقن شيئاً من
الأعمال المنزلية , ودفعت ليديا بقصعة الخضار إلى نادين .
ـ خذي , اعملي أنت بها .
واتبعت أوامرها بمحاضرة عن وجهة نظر المنظمة عن دور المرأة
في المستقبل , وقد فهمت نادين منها أن هذا المستقبل لا يشمل مثل
هذه الواجبات , كتحضير الخضار للطبخ مثلاً . . ولكن من تظن ليديا
ومثيلاتها أنه سيقوم بالمتطلبات الأساسية كالطعام والملبس والأعمال
المنزلية الضرورية , في ذلك العالم الجديد الذي تصمم ليديا ومثيلاتها
على تكويــنه ؟
عندما كانت تبرش الجزر نظرت إلى السكين التي تحملها . . إنها
صغير وحادة . . أيمكن . . أتجرؤ على أن تخبئها ؟ نظرت من فوق
كتفها فإذا لينو واقف في الباب ينظف بندقيته , و بيدرو في الخارج .
كانت ليديا تتحدث بصوت منخفض مع سيرجيو فخفق قلبها بشدة وهي
تلف أصابعها حول السكين . .
ـ هل انتهيت ؟
انتزعت ليديا القصعة المعدنية منها فأسرعت نادين تدس السكين
في جيب سروالها . ضج الدم في عروقها لأنها توقعت أن يصيح بها
أحدهم ولكن أحداً لم يفعل ذلك .
سألت ليديا :
ـ متى أقص لها شعرها ؟ لن نخاطر بتركها على هذه الحال .
نظر سيرجيو إلى نادين , فازدادت سرعة نبضات قلبها . هل عرف
بأمر السكين ؟ كان في عينيه تعبير غريب , وللحظات ظنت أنها سمعت
شيئاً من الندم في كلمة (( لا! )) التي قالها , وأكمــل :
ـ حسن جداً . . إذن اصطحبيها إلى فوق .
كان لينو يتكئ على السلم وهذا جعل نادين تضطر إلى ملامسته
عندما مرت به . . ابتسم ابتسامة الذئب وعيناه تجوبان جسدها . .
فتقوقعت على نفسها , قالت ليديا لـ سيرجيو :
ـ انظر إليها ! تتظاهر بطهارة لا تملكها . لينو لا يختلف عمن
عاشرتهم من الرجال , واعلمي أن له عشيقات من الطبقة الراقية , فنساء
الطبقة الراقية يعشقن الرجال الأقوياء , أليس كذلك (( كارا )) ؟ أم أنك
تظهرين هكذا , شاحبة ضائعة بسبب سيرجيو ؟
ـ حذار يا رفيق . . ستحاول الالتفاف حولك , أعرف مثيلاتها !
دفعتها ليديا في سجنها الضيق إلى الكرسي الوحيدة . وكانت
الإيطالية رغم نحولها قوية فتألمت نادين من ضغط أصابعها وحاولت
عــدم الصياح حتى عندما شدت بقسوة شعرها , تقطع الخصلات
الحريرية بمقص مطبخ غير مشحـوذ .
لن تصرخ , لن تبكي . . ولكن صعب عليها عدم الشعور بالعذاب
والألم وهي ترى شعرها يقع على الأرض عند قديمها . . حين انتهت
ليديا من عملها , قالت ساخرة :
ـ ليس شكله مستساغاً عندك ولكنني سمعت أنهم في إيرلندا
الشمالية يطلون الخائنات بالقطران وبإلصاق الريش فيه . . وأظن أن
الطريقة الوحيدة لإزالة القطران هو بحلق الشعر كله . . أليس كذلك ؟
ـ لماذا تسألين ؟ أتفكرين في إقناع منظمتكم بتبني هذه العادة مع
الخائنات ؟
ـ لا . . . لـكنني أظن أن والدك سيدفع الفدية في أسرع وقت إن شاهد
صورتك وأنت مطلية بالقطران وفوقك الريش ملصوق . يجب أن أكلم
سيرجيو في هذا الأمــر .
هذا أكثر من أن تطيقه نادين . بطريقة ما أصبحت السكين في
يدها , التي ارتفعت نحو ليديا . وسمعت صيحة الفتاة الشرسة ,
وسمعتها تنادي سيرجيو , وسمعته يأمر لينو بالبقاء على حذر ثم ارتقى
السلم الخشبي بسرعة ودخل الغرفة , حيث رأى المنظر .
ـ نادين ! أعطنـــي السكين !
ثم دار خلفها وأمسك بمعصمها بحزم , ولكن بدون أن يؤلمهــا
أرجع ذراعها إلى الخلف يفتح أصابعها فوقعت السكين إلى الأرض . .
أمسكت ليديا ما تبقى من شعر نادين وشدته بقسوة , وصفعتها على
وجهها تكيل لها السباب بلغتها .
صاح سيرجيو : (( ليديا , توقفـــي ! )) .
ـ انظــر ما فعلته بــي !
تركتها لتريه جرح السكين على ذراعها وأكملت :
ـ ســـأجعلها تدفع الثمن !
تحرك سيرجيو , ليكبح ليديا بالسهولة التي كبح بها نادين . .
وسألها بهدوء : (( هــل فتشتها ؟ )) .
صاحت نادين : (( لن تلمسنــي ثانية ! )) .
خرجت الكلمات منها قبل أن تتمكن من منعها , وفهمت ما تعنيه
هذه الكلمات قبل أن يقول سيرجيو ببرود :
ـ حسناً جداً إذن . . سأفتشك بنفســــي .
ـ لا !
أطلق احتجاجها العاصف ضحكة قاسية من ليديا . .
وقال سيرجيو لها :
ـ أعطيني المقص , وانزلي إلى تحت لتساعدي لينو في المراقبة .
أحست نادين بأن الإيطالية مترددة في تركهما بمفردهما , ولكن من
الواضح أنها لا تجرؤ على تجاهل أوامــر سيرجيو . . بعد خروج
الإيطالية لم يتحرك سيرجيو من مكانه للحظـــات , ثم قال ببرود :
ـ الآن , تعالي إلى هنا ولننه الأمــــر .
ـ لن تلمــسنـــي !
كان في صــوتها هذه المرة بعض التردد وراحت تتراجع نحو
الزاوية , مع أن سيرجيو لم يتحرك .
ثم تحرك . . تحرك بسرعــة جعلتها مسمرة بين ذراعيه . كانت
أنفاسه باردة على جبهتها , وكانت عضلاته قاسية تحت قميصه المشعث
النظيف ووجدت نفسها تتساءل كيف يمكنه من بين الجميع البقاء نظيفاً
مرتباً . . في الوقت نفسه الذي كانت فيه تتوسل , ويدها تبعده عنها
بضعف قــــائلة :
ـ لا !

نهايــة الفصل (( الثالث )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السيف بيننا, احلام, بيني جوردان, دار الفراشة, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t171070.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 12:28 AM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط§ط­ظ„ط§ظ… ظ…ظƒطھظˆط¨ط© ظ…ظ„ط§ط°ظ†ط§ This thread Refback 11-10-14 12:01 PM


الساعة الآن 01:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية