كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
1 ـ لا حواجــز بيننــا * *
بقيــــا فترة طويلة وكــأنهمـا غريبــان وذلك منذ مـــوت والــــدة نادين
تقريباً . وقتذاك كانت تلميذة في الثانية عشــرة , وكـان والـــدها الكثير
الأشغـال في الأربعين من العمر . أما الآن فقد تجاوزا المحنـة بأعجوبة
ووجدا طريق العودة إلى بعضهما بعضاً وهـا كل منهما معتز بالعلاقــة
الجـــديدة .
ـ نادين , عزيزتــي , أنت رائعة كـــأمك !
وجدت وراء الفخــر في نبرة صوت والدهــا ألمــاً وفهمت سببه .
دارت حول نفسهـا فرفرفت تنورة فستانهــا الرقيقة حول قدهــا الرشيق .
ـ أيعجبـــك ؟
كــان الفســتان باهــظ الثمـــن , اشترته في لـندن , خصيصاً لهذه المناسبة
المعــدة سلفــاً لإعلان بدء العطـلة التي طالمـا انتظراهـــا . ولكــن وبمــا أن
السير برادلي يترأس مؤسسة كلايتون الصناعية فـوقته ليس ملكه وعشـية
سفرهما إلى روما كان عليه أن يخبر نادين بأنه سيتأخـر بضعة أيام قبل أن
يتمكن من الانضمام إليها في فيلتهما الواقعة في جنوبــي إيطاليا .
وأكـد لهـا السير برادلــي :
ـ بكل تأكيد , خاصة بعدمــا استلمت الفاتورة !
راح يتأمـــل التغيير الــذي طـرأ عليهـا مفكــراً . مــن مراهـقـة متمـردة إلى
سيدة شــابة صغـــيرة لقد حدث هذا بين ليلة وضحــاها تقريباً . كان فخـوراً
بابنته كثيراً فهـي ابنته الوحيدة التي أوشك أن يفقدهـا بسبب المرارة التي
عانيا منها بعد وفاة زوجـته . . وكان قد نسى أن نادين فقـدت هـي أيضاً
أمهـا . . وعاد إحساسه بالذنب يظهر من نظرته القلقة التي يرمقها بها . .
أضـــاف :
ـ أنا آسف بالنسبة للعطلة ولكن إن كنت محظوظـاً لن أمكث فــي
سان فرانسيسكـو مدة طويلة , أنت على الأقل ستتمتعين هذه الليلة ,
السنيور ميدسيني دعا معظم مجتمع روما الراقـي إلى هذه الحفلة .
علقت نادين بخبث :
ـ هذا ليؤثر فيك حتى تستثمـــر أموالك في أعمـاله .
منتديات ليلاس
جـــعلتها البشرة الذهبية الدافئة والشعر الأصهب اللذان ورثتهما
عن أمهـا إضافة إلى رشاقة قدهــا الذي تحسدهــا عليه أرقى العارضات
تصبح المفضلــة لدى المصورين طوال حياتها المــراهقة , هذا عدا ذكر
الوجه المنحوت الذي يشبه تمثال فينوس . فكر برادلي كلابتون بينه
وبين نفسه وهو يراقبهـا : ليس غريباً ألا تفتقر إلى صحبة الرجـــال !
جعلها الفستان إلى اختارته لحفلة الليلة , تبدو هــشة رقيقــة بريــئة
المظهر , وكأنهـا حورية من حوريات البحـر . عندما زاد تغضن جبينه
بعبوس مؤقت ابتسمت نادين تشجعه , وقالت هامسـة وهي تتأبط ذراعه
وتفتح باب غرفتهــا في الفندق :
ـ لا تقلق فلن أخــذلك , ولن أعبث طوال السهرة لأنك لـن تستطـــيع
مرافقتــي , فقد ولت تلك الأيـــام .
ـ وما كان يجب أن تكــون لولا انشغــالــي الدائم بأعمــالي .
اجتاح بعض الضباب عينيها الخضراوين لأنهــا تذكــرت سنوات
مراهقتهــا غـير الـممتعة , والألــم الذي شعــرت به لفقدانهــا والدتهــــا .
قاطعته قائلة : (( اتفقنا على عدم التفكير في الماضــي )) .
|