لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-12, 05:38 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تحركت سارة كالمنومة ، وعيناها الواسعتان الزرقاوان تعكسان توسلا لاشعوريا وتنشدان التعزية والسلوان.
وتابع هيو ، طاحنا الكلمات:
" إن ما تحتاجين اليه الان هو ثورة عاطفية من نوع آخر ، تجربة أكبر من أن تستطيعي مجابهتها ، تجربة تكتسح بقايا مشاعر الإشفاق على النفس التي تتمسكين بها بكل هذه الصلابة".
" مثلا....؟".
حدق هيو في سارة وقال بسوداوية:
" إن الثورة العاطفية توصف عادة بعلاقة حب ، ربما من الأفضل ان تركزي إهتمامك على أيان ماكنزي الذي لن يبدي إعتراضا بالتاكيد ، أحيانا ، حتى انا أجدك جذابة وساحرة".
إنطلقت يد سارة بإتجاه هيو دون أن تستطيع لها منعا ، ولكن قبل أن تصل الى وجهه الساخر امسك بها في قبضته الجامدة ، وشدها الى الأسفل مسببا لها الألم الذي أرادت أن تسببه له.
" لا أستطيع أن أفهمك!".
قالت لاهثة تكاد تشهق بالبكاء ، وغلبها الوهن والضعف ، ثم أحست بيده تمسح على ذقنها ، إن تأثير الصراع في هذه الساعة المتأخرة أخذ يبدو واضحا عليها ، ولاح وجهها شاحبا مجهدا ، ولما أدرك هيو مقدار تعبها ، تغير التعبير المرتسم على وجهه ، وتراخت يداه ، وصرخ صرخة مكتومة وهو يدفع بها بعيدا عنه الى كنبة كبيرة، ثم سكب لها قدحا من الماء ووقف بجانبها حتى تجرعته كله ، وعلت وجهه إبتسامة خفيفة إختفت تحتها تقطيبته ، قال بلهجة كالحة:
" يبدو أنك قد نجحت على الأقل في تجرع كأسك دون أن تشرقي أوتسعلي".
" لست طفلة".
قالت سارة ثم أكملت تجرع كأسها ، لا لأنها عطشى ، ولكن لأنها ارادت بأية طريقة أن تسترجع تمالكها لنفسها ، وبعد فترة قصيرة قال هيو بسخرية:
" والآن ، يا صغيرتي ، إذا لم يكن لديك مانع ، فأرجوك أن تغادري الغرفة لأن لدي بعض ما أريد إنجازه هنا".
" ولكنك قلت.... بان هنالك بعض الأمور التي تريد ان تناقشها معي".
فأجاب هيو بإبتسامة متهكمة ، مطلا عليها من علو:
" كان هذا مقصدي قبل ان أحيدعن الموضوع ، وأدخل في تشعبات لا صلة لها به ، أما الان فأنا أنوي التخلص منك قبل أن يحدث هذا مرة اخرى ، لقد عاد اللون الى وجنتيك الان ،ولكنني لا اريد أن يغمى عليك او أي شيء من هذا القبيل هذه الليلة ، غدا سستاح لنا الفرصة لمناقشة شؤون العمل ما حلا لنا".
ومد لها يده بحركة مهذبة بحتة ليساعدها على النهوض ، ولكنها إختارت ان تتجاهلها ، ووقفت تترنح على قدميها ، كانت عضلاتها ما تزال ترتعش قليلا.
" ما رايك ، هل إستعادت جيل صحتها الآن؟".
تعثرت سارة مجفلة وهي في طريقها الى الباب ، كانت على وشك أن تلقي عليه تحية المساء عندما هبط سؤاله فوق رأسها المجهد التعيس ، ولم تستدر اليه وهي تتمتم : (" نعم " محاولة ان تحجب عنه وجهها ، وشعرت سارة بنه حتى ولو توقفت حياتها على قول المزيد لما إستطاعت.
" حسنا ، لا داعي لأن تتصرفي وكأنك قد أصبت برصاصة في الظهر ، في الحقيقة لقد فكرت ان أصطحبها معي الى أيونا غدا ، أستطيع ان أخلط النزهة ببعض العمل لكي لا أضيع الوقت ، هل سبق ل كان ذهبت الى ايونا ؟ هل تحبين ان تأتي معنا؟".
إلتفتت سارة اليه نصف إلتفاتة بعصبية ، وبدا جانب وجهها مشدودا متوترا ، كانت متأكدة ان جيل لن ترغب في الذهاب دون كولن ، ولكن هيو لا يعرف بوجود كولن هنا ، وقد وعدت سارة الا تخبره ، إنها ورطة ! لماذا ، بحق السماء ، وافقت على ان تحتفظ بسر جيل ؟ لماذا لم تملك من حدة الذهن ما يجعلها تتبين ما يعنيه ويتضمنه مثل هذا الوعد؟
" لماذا.... لماذا لا نترك الحديث في هذا الموضوع حتى صباح الغد ؟ أنت تعرف جيل ، من المحتمل ان تكون قد رتبت مشروعا آخر ، فأنت لم تحدد موعد عودتك".
عندما إستيقظت سارة في الصباح رأت وهي تاخذ حماما سريعا بأن كلماتها الأخيرة خير ما امكنها أن تقوله ، وسارعت الى إرتداء ثيابها آملة أن تعثر على جيل ، وتخبرها بنوايا هيو قبل ان يجتمع بها ، إذا كانت جيل لا تريد أن تذهب الى أيونا ، فعليها أن تحاول الإفلات معتمدة على نفسها ، شارحة أعذارها من دون مساعدة ، فهي لا تريد أن تضيف جريمة أخرى الى قائمة جرائمها فيما لو إكتشف هيو الحقيقة.
لم تجد جيل في غرفتها ، ودهشت سارة عندما هبطت الى الأسفل لتجد أن جيل قد إتهت من تناول فطورها تقريبا ، وقالت لسارة بأنها خرجت لركوب الخيل برفقة هيو في الصباح الباكر ، وانها قررت مرافقته الى ايونا .
" بهذه السهولة؟ وأنا التي قضت ليلة بأكملها أقلّب الأمور دون ان أستطيع النوم؟".
"ولم لا ؟ الحقيقة يا عزيزتي سارة هي أن أخت كولن ليست من النوع الذي آبه له ، كل ما تريد أن تفعله طوال النهار هو التجول في البراري ،وهي مجنونة ، ككولن ، بمراقبة الطيور ، ولكن لأسباب مختلفة".
" مثلا.......؟".
"تعرفين انك ولن يذهب لمراقبة الطيور من أجل الحصول على الصور اللازمة لعمله ، وهو الآن قد حصل على كل الصور التي يحتاجها ، ويستطيع ان يعود الى لندن وينهي لوحاته هناك ، إلا ان غوين تصر عل أن يرافقها ، أعتقد انه أصيب بالعدوى".
" أية عدوى؟".
" مراقبة الطيور ! " اجابت جيل بغيظ " لا تبدين حاضرة البديهة هذا الصباح ، أليس كذلك ؟ حسنا ، لقد قال كولن لأخته ، دون ان يسألني ، بأنه لا مانع لد ولما عرفت قلت له بأنني شخصيا أعترض ، ولكنك لا تعرفين كولن".
" وكيف أستطيع؟". أجابت سارة بإحتراس " إننا لم نتقابل إلا مرة واحدة ، ولكنني ظننت بانك تحبين كولن!".
" طبعا احبه ، ولكنني لست جاهلة بأخطائه ، إنه يناقش طويلا ، وهو عنيد جدا ، إنه مجنون ، مثلك ، بضرورة إخبار هيو ، لقد أمضيت دهرا البارحة لأقنعه بالعدول عن الفكرة ، أما الآن فهو يحتج باننا إذا ما كنا بحاجة الى الإجتماع فعلينا أن نراعي أخته".
"هذا التصرف يليق بكولن ! " قالت سارة بصمت محاولة أن تخفي إبتسامة ، لقد أعجبها تصرف كولن ، كلما عرفت سارة المزيد عن كولن مالت اليه ، إن جيل فتاة أفسدها التدليل ، ولا شك أنه من مصلحة كولن ألا يشارك في تدليعها ، إن بعض المعارضة لأهوائها لن يضرها.
" ولهذا فقد قلت لهيو بأنني أرحب بالذهاب معه الى أيونا بعد الغداء، كل شيء على ما يرام ، كاتي ستعتني ببيدي ، وكولن سيعتني باخته ، أما هيو العزيز فسيعتني بك وبي".
وإتكأت جيل على ظهر مقعدها وقالت بخفة:
" إذا ما لعبت اوراقي كما يجب ، فقد أكتشف لماذا ذهبت أمي الى أميركا ، وماذا تفعل هناك؟".
" لماذا لا تحاولين أن تنسي مشاكلك يا جيل ، هذا العصر فقط!".
" حسنا ! ". قالت بإبتسامة قوية ، وقفزت على قدميها " آسفة يا سارة ، اعدك بان أسلك سلوكا طيبا إذا ما وعدت بأن تصرفي إنتباه هيو عني الى حين عودتي من زيارة كولن ، يجب أن يفهم بأنه ملكي هذا الصباح ، تستطيع غوين أن تفعل ما تشاء بقية اليوم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 02:51 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- اشكال العذاب !


كان الجو جميلا عندما غادروا القلعة حوالي الساعة الواحدة ظهرا بعد أن تناولوا غداءهم مبكرين ، وساق هيو سيارة اللاندروفر ، وجلست جيل وسارة بجانبه ، كانت هناك مجموعة من الأشياء مبعثرة هنا وهناك في مؤخرة السيارة ذكّرت سارة باول يوم لها في الجزيرة ، ولكنها لم تعبأ بالفوضى هذا النهار ، فعلى الرغم من أنه لم يمض على قدوم سارة الى الجزيرة إلا بضعة اسابيع ، فقد بدأت تفقد شيئا من حساسيتها للترتيب والتنسيق الصارم.
ولدهشتها وجدت ان هيو ما زال يتذكر هذا اليوم أيضا إذ علّق مازحا:
" بدت خيبة الأمل واضحة على قسماتك ذلك اليوم".
وإبتسم بشقاوة.
" لا عجب في ذلك ! " قالت جيل هابة للدفاع عنها" فهذه السيارة العجوز تبدو دائما مثقلة بالخردة والروائح الكريهة ، وهي طبعا ليست مكانا للشخص الأنوف".
ضحكت سارة ، وأحست بالإنتعاش لأن مزاج جيل كان مرحا هذا العصر ، وقالت بسرور:
" اعتقد ان الخردة مفيدة أحيانا".
طوال الطريق الممتد على الشاطىء الغربي ، راحت جيل تثرثر بمرح عن لندن ، بينما جلست سارة في مقعدها مكتفية بالتطلع الى المناظر التي لا بد أن يكون مرافقها قد شاهدها مرارا.
وسرّها ان تجد أن هيو كان اكثر من ند لأخته ، وأنه أظهر براعة في الرد على ملاحظات أخته الماكرة ، خالطا أجوبته ببعض الملاحظات المنطقية بين الحين والاخر ، وإكتشفت سارة أنه على الرغم من تصرفاتها الطفولية ، فإن جيل قادرة على التفكير بذكاء لماح إذا ما شعرت بالرغبة في ذلك ، وتساءلت في نفسها فيما إذا كانت جيل قد فكرت في ان تدخل ميدان العمل يوما ما ، فإن إختيارها لمهنة مناسبة قد يساعد على تجنيد كل حيويتها لأشباع ميولها بشكل أكثر فعالية ، لعل جيل ، مثلها ، قد تمتعت دائما بنوع من الحماية الأسرية التي عاقت نضجها ، كما لمح هيو الليلة الماضية ، أنه من المؤسف أنه لا يطبق نظريته بشانها على اخته ايضا ، وشكت سارة في ان يصف هيو لخته الدواء نفسه الذي وصفه لها.
بعد ليلة البارحة الممطرة ، تلاشت الغيوم من الغرب وبدت السماء صافية ، وخلعت سارة معطفها لأن الحرارة أصبحت لا تطاق داخل السيارة التي راحت اشعة الشمس تضربها بسهامها.
" من الأفضل ان لا تنسي معطفك عندما نترك السيارة " قال هيو ملقيا عليها نظرة سريعة وهي تحاول التحرك في المقعد المحشور " قد تحتاجين اليه فيما بعد".
" لن انساه".
تمتمت قائلة وهي تستدير لتضع المعطف خلفها.
احست سارة بالإرتياح عندما عبروا قرية صغيرة، ومروا بحجر ضخم قائم بين بيتين دفع هي والى الإفضاء بشرح قصير.
قال انه في القرن الأخير جاء زوجان شابان ليقضيا ليلة العرس في ذلك المكان ، ولكن عاصفة شديدة هبت في تلك الليلة ، فهبطت صخرة عظيمة من التلال فوق البيت بمن فيه.
إرتعشت سارة عندما توقف هيو عن الكلام مفكرا ، ولكن جيل هزت كتفيها ، وقالت بإستخفاف:
" إن هيو يمارس هوايته كالعادة ، بحق السماء ، لا تشجعيه يا سارة ، وإلا كتب علينا ألا نرى أيونا هذا اليوم !".
فأجاب هو بجفاء من فوق رأس سارة ضاغطا على البنزين:
" هل تتعلمين كيف تبدين مشاعر الشفقة أحيانا؟".
" ولكن ليس الهوس بالماضي".
" إن الزمن لا دخل له في الموضوع ، فهذه القصة تعتبر مأساة في أي عصر".
تنشقت جيل قائلة:
" ولكنك ذكرت ان الزمن يساعد الإنسان على التغلب على معظم الأشياء".
" بالضبط ، ولكنني لم أعن أن المرء ينسى بالمرة".
منتديات ليلاس
أحست سارة وهي تصغي الى حوارهما ، بأن لهذا الحوار صلة بمناقشة سابقة بينهما حول كولن ، فشعرت بعضلاتها تتقلص خوفا ، إن المرء لا يعرف ماذا يتوقع من جيل ان تقول أو تفعل ، وعلى الرغم من أنها قد وعدت بأن تسلك سلوكا حسنا ، فليس هناك ما يضمن أنها ستفعل ، لا شك انه من الصعب على جيل الغارقة في الحب ان تحاول إخفاء عواطفها على الدوام ،ولكن الذنب ذنبها الى حد ما لأنها إختارت أن تخفي علاقتها بكولن ، بدلا من أن تحاول البحث عن حل للمشكلة.
وبينما راحا يتناقشان ، أحست سارة بوجود نوع من الرفقة الحميمة بينهما ، مع شيء قليل من الفهم الصحيح ، وغلبها الإرتياح عندما حوّل هيو مجرى الحديث فجأة ، وكانه قد تعب من الخوض في الموضوع نفسه.
أعجبت سارة بمناظر الطرف الجنوبي من جزيرة ( مل ) التي لاحت جبلية وعرة ، ولكن جيل نظرت بملل عندما حاولت سارة ان تلفت نظرها الى المنظر ، ولم ترد.
" يجب ان تاتي يوما لأستكشاف هذه المنطقة كما ينبغي".
قال هيو وقد سرّه إهتمام سارة ، ولكنها تساءلت فيما إذا كان سيذكر وعده ، أم سيكون مصير هذا الوعد وعده السابق بالخروج لمراقبة الطيور .
ارادت جيل أن يتوقفوا في قرية على الشاطىء ، وإحتجت عندما أصر هيو بانه لا وقت لديهم ، فشرح قائلا:
" لقد وعدت ان اقابل جون فينلي في الساعة الثانية ، ولا أريد ان أجبره على الإنتظار".
نظرت جيل اليه غاضبة وقالت:
" لم تسأل بيث الخروج معنا اليوم؟".
واحست سارة بأن جيل أبدت هذه الملاحظة بغرض الإنتقام من هيو وإغاظته.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 02:52 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لقد جاءت ملاحظتك متأخرة بعض الشيء ، ولكن إذا ما أردت بعض الإيضاح ، فإنها مشغولة بالإستعداد للحفلة ، وستاتي للعشاء هذه الأمسية".
أحست سارة ببرودة مفاجئة ، وقررت بإبتئاس ان هيو لا بد ان يكون قد وجه الدعوة الى بيث عندما خرج ليودعها ليلة البارحة.
" هل سيأخذنا جون فينلي في قاربه كالعادة؟".
" إنه يحتاج الى العبور هو شخصيا ، ولهذا سيرافقنا".
سرحت عينا سارة الى الساعة الذهبية حول رسغ هيو القوي الأسمر ، بينما راحت تفكر في السرعة اللاهثة التي غيّرت بها جيل الموضوع عندما اشار هيو الى الحفلة ، هل السبب هو ان جيل لا تريد ان تحضر الحفلة؟ وشعرت سارة بانها هي أيضا تود لو تستطيع تجنب اللحظة التي سيكتشف هيو فيها أنها ستحضر الحفلة مع ايان ماكنزي ، لقد إتصل بها أيان مرة ثانية هذا الصباح ، وإضطرت الى قبول دعوته كارهة لأنها لم تستطع أن تجد عذرا مناسبا تقدمه له ، ووجدت سارة انها من بعض النواحي تتطلع الى حضور هذه الحفلة ، ولم تستطع أن تجد سببا لترددها ، إلا إذا كان منبعه الخوف من ملاحظات هيو المبهمة.
في بلدة فيونفورت قابلوا جون فينلي : رجلا أكبر سنا من هيو ، أخذهم الى أيونا في قاربه الصغير.
همست جيل لسارة بينما كان الرجلان يتبادلان الحديث:
" إنه كاتب من نوع ما ، يكتب في حقل الأفلام الوثاقية وتواريخ الحياة هذا النوع من الكتابات التي لا تدر عليه ربحا كبيرا ، وقد إستأجر كوخا صغيرا ، كما فعل كولن ، أول ما قدم الى هنا ، ثم إبتاع بيتا متداعيا ، وصادف ان كان هيو هنا في ذلك الوقت فساعده على تحويل البناء الى مكان يصلح للسكن ، ولهذا كلما عزمنا على الذهاب في رحلة يصر على تقديم خدماته ، لا تدعي هيو يعرف ما قلته لك لأنه لا يحبني ان اتكلم في هذا الموضوع".
" فهمت...".
كان المضيق ضيقا ، ولما عبره القارب إجتاز المسافة القصيرة نحو المرسى وتوقف ، وساعد هيو سارة على مغادرة القارب المتارجح بنظرة ودية من عينيه.
ولما فارقوا المرسى ساروا عبر القرية الى الكاتدرائية ، بدت القرية هادئة لأن معظم زائريها اليوميين قد غادروها ، سار هيو بقامته الفارغة وراء الفتاتين لافتا إنتباههما الى المعالم الهامة ، شارحا لهما بعض المعلومات التاريخية.
لم تستطع سارة أن تستوعب كل ما سمعت ، فإبتسمت مقلّصة وجهها ، وعيناها تومضان ، وقالت:
" لن أتذكر نصف ما قلته لنا ، أخشى أن أضطر الى شراء دليل سياحي".
" بإمكانك أن تفعلي ذلك بالطبع ، إلا انك ستجدين كثيرا من الكتب الجذابة والمشوقة حول ايونا في مكتبة لوخ غويل".
أخذت جيل تتلكأ في الخلف ، وبدا عليها الضجر التام ، وقالت متشكية عندما سألتها سارة عما ألمّ بها:
" لقد اتيت الى هنا مرارا في السابق".
" مرة واحدة".
اجاب هيو رافعا وجهه العابس بصبر نافد قبل أن تستطيع سارة ان ترد .
" ثم أنك قد تأتين الى هنا مئات المرات ، ومع ذلك تكتشفين ناحية لم تعرفي عنها شيئا من قبل".
" ولكن كل شيء هنا قديم جدا ! " إحتجت جيل غاضبة ، وانت تعرف بانني لم أهتم مطلقا بالتاريخ في المدرسة أو خارجها ، خذ هذا المدفن مثلا... وأشارت بيد آمرة الى مقبرة أوران ، عندما كان عمي ديفيد حيا كان لا يمل أو يتعب من ترديد هذه المعلومات وغيرها على مسمعي عندما كنت طفلة ، وهذا ما يجعلني اتذكرها جيدا ، إن عقلي يوشك على الإنفجار عندما أفكر في هذا الموضوع".
كان تعبير جيل مضحكا الى الحد الذي كان يدفع هيو الى الإبتسام رغما عنه ، ولم تدهش سارة عندما أعلنت جيل بعد ذلك بانها تفضل أن تذهب الى الفندق لكي تجد شخصا تتحدث اليه.
" سأراكما هناك".
هتفت وهي تلوح لهما بلا إكتراث ، مبتعدة.
شرح هيو لسارة بأن جون فينلي ينوي قضاء العصر مع صديق جاء ليعيش على الجزيرة قبل مدة قصيرة ، وسارا معا بإتجاه الكاتدرائية في الشارع الذي كانت تسير فيه مراكب جنازات الملوك والزعماء قبل أن تحمل جثتهم الى مقرها الأخير.
بهرت سارة بروعة الكاتدرائية وتسارعت نبضاتها ، فهي على عكس جيل ، تستجيب على الدوام لجمال الأبنية القديمة وللأجواء التي تعشش فيها ، ولهذا فإن نظرتها الأولى للكاتدرائية التي إنحدرت فوقها أشعة الشمس مؤلفة أحجارها الغرانيتية الوردية جعلتها تتسمر في أرضها أسيرة لكل هذا البهاء.
" منظرها يستحوذ على النفس ، أليس كذلك؟".
فأجابته بهزة صامتة من راسها وبإبتسامة خفيفة ، فاخذ ذراعها وقادها الى الأمام ، وقد علا التفكير وجهه الأسمر.
" لم أر لها مثيلا من قبل".
دخلا البناء من البوابة الرئيسية التي ذكر لها هيو بأن تاريخها يرجع الى عام ألف وخمسمئة ميلادية ، وتمهلت قرب منحوت من الحجر ، زين بنقوش محفورة تشرح قصصا دينية قديمة.
وقادها من مكان الى آخر ، وعندما وصلا الى الجدار الشرقي النورماندي لفت نظرها الى لوحة زيتية شهيرة ، وعلى الرغم من أن الإضاءة كانت خافتة في الجناح الشمالي من الكاتدرائية إلا أنها لم تستطع أن تخفي جمال اللوحة ، وإنتقلت افكارها ببطء الى كولن ، وشعرت انه من المؤسف الا يكون هنا هذا العصر ، فهذه اللوحة رائعة ، والكاتدرائية ، وكل ما يحتويه المكان لا بد أنها كانت ستستثير حماسته الفنية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 02:54 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لاحظ هيو فورا التبدل الذي إعتراها ، فسال:
" ماذا يزعجك يا سارة؟".
وإستقرت نظراته عليها بشيء من السخرية ، واحست سارة بأنه يغزو أحاسيسها ، فسارعت الى دفعه عنها.
" لا شيء....".
قالت متجنبة بمهارة ان ترد على سؤاله ، وأزاحت شعرها عن جبينها ، ثم تركت اللوحة وسارت عبر الباب الشمالي الى الرواق الخارجي ، ثم توقفت أمام تمثال جميل وقد داهمها شعور بالحماقة ، ولاحظت ان التمثال صنع عام الف وتسعمئة وخمسين ، ثم شعرت بهيو يقترب منها.
" من المؤسف أنك لا تجدين القدرة على الإفضاء بما يزعجك يا سارة ، هل ابدو لك وحشا مرعبا؟".
" طبعا لا "وحثّت نفسها على بذل مزيد من الجهد ، إنك لطيف جدا هذا العصر".
" اسلوب ممتاز في الكلام ، ولكنني أعتقد ، لا اعرف كيف بأن هنالك شيئا يسبب لك الإزعاج ، يا صغيرتي الجبانة".
وقفت سارة تحدق فيه ، والنور والظل يتلاعبان فوقها ، وجسمها المشدود بحذر يتأرجح على حافة الهروب ، بعد لحظة صمت قال بإكفهرار:
" وبما أنه يبدو انك فقدت لسانك ، وإنني قد افرغت جعبتي من المعلومات ، فإنه من الخير أن نذهب للبحث عن جيل فهي على الأقل تملك ذخيرة لا تغيض من الكلمات".
ظلت سارة على صمتها ، وراحت تنتظر أن يتلاشى اضطرابها ، وغادرت الكاتدرائية على مض مع هيو ، وسارا بإتجاه فندق القرية.
" في كل حال ، اعتقد أنك رأيت بما فيه الكفاية اليوم ، وإذا ما حاولت ان تري المزيد فقد تصابين بسوء هضم ذهني ، ثم أنه بوسعنا أن نعود الى هذا المكان إذا رغبنا".
بعد أن فرغوا من تناول الشاي ، إقترح هي وان يذهبوا في جولة صغيرة بمحاذاة الشاطىء الى الخليج ، حتى يحين موعد عودة جون فينلي.
ولكن جيل تذرعت بالتعب ، وأبدت الرغبة في ان تظل في الفندق من اجل ان تتحدث الى بعض الطلاب الذين كانوا يقيمون في الفندق ، فوافق هيو على طلبها متذكرا عمليتها.
سارت سارة برفقة هيو بمفردها، ورغبت ان ترى كل ما يمكن ان تراه من أيونا في الساعة المتبقية لهما لأنها ظنت أنه من الحماقة ان تضيع مثل هذه الفرصة ، حتى ولو هذا يعني أن تتيح لهيو ان يشاكسها كلما قالت او فعلت شيئا غبيا ، يجب أن تتعلم كي تتجنبه.
كان الطريق بإتجاه الجنوب يسير بمحاذاة شاطىء رملي ، ولكنه إنتهى قبل أن يصلا الى الخليج ، فسارا على الرمال عدة أمتار لأن المد كان قد إنحسر كاشفا جزءا من الشاطىء.
كان الخليج صغيرا وجميلا جدا ، إذ إنحدرت الصخور المطلة عليه في تدرجات عريضة تغطيها شجيرات اللبلاب، وكانت قمم الصخور مكسوة باعشاب الخلنج التي ترتدي حلة من الزهور الوردية في الفصل المقبل ، وبدت البقعة مهجورة مما اثار دهشة سارة ، فقد ظنت أنهما سيلتقيان ببعض السياح هنا.
وإنعطف الخليج متغلغلا في البر ، بينما راحت الرمال البيضاء تتألق قرب الصخور التي كستها الطحالب الفضية ، وفاضت البرك الصغيرة التي خلفتها الأمواج بمختلف انواع الأعشاب البحرية الرقيقة المتعددة الألوان ، وإمتدت أمامهما ، مطلة بعظمة ، جبال ( مل ) بقممها الغارقة في رماد الغيوم ، وكان الهواء نقيا عليلا ، وبدا كان الألوان في ايونا تتصف بنوع من الصفاء الغريب الذي ياسر الحواس.
ركعت سارة على الرمال لتخلع حذاءها، وقد نسيت وجود هيو للحظة ثم ثنت نهايتي بنطلونها ، وفجأة شدها هيو بسرعة وصمت الى ظل صخرة مجاورة ، فكادت أن تفقد توازنها ، ومدت يدها بحركة مرتعشة لكي تمنع نفسها من الوقوع.
" إذا ما إنتظرت هنا قليلا ، قبل أن تتسرعي في الغوص في البرك ، فإننا قد نرى بع الطيور قانصة المحار ، لقد وعدت ان آخذك لمراقبة الطيور ، اليس كذلك؟".
على الرغم من حرارة الجو ويوم حافل بالمغامرات شعرت سارة بموجة من الإثارة لم تقمعها رنة المزاح في صوت هيو ، والوميض الساخر في عينيه ، إذا كان يظن أن قضاء نصف ساعة على شاطىء رملي كفيل بأن يخلصه من الوفاء بوعده لها بمرافقتها لمراقبة الطيور ، حسنا ! ومن هي لتناقشه في قراره؟
عاد ذهن سارة الى كولن براون لأنها شعرت بان الجزيرة بمناظرها وطيورها لا بد ان تشكل موضوعا مفيدا له.
" إنظري !".
ولكزها هيو مشيرا الى بعض الطيور قانصة المحار التي إستقرت على الشاطىء قربها.
" لعل هذه الطيور تبحث عن سرطان البحر ، إذا ما جلست دون حركة ، فلعنا نرى أحدها يمسك بالسرطان".
حاولت سارة أن تفعل ما إقترحه عليها ، ولكن ضيق المكان أزعجها ، إذ وجدا نفسيهما في شق عميق بين الصخور ،وكادت أكتافهما تتلاصق، وشعرت بالرمال تتسرب من خلال أصابع قدميها ، مما أثار في نفسها شعورا حسيا غريبا ، فتسارعت ضربات قلبها مما جعلها تخشى أن يلاحظ هيو هذا الوجيب ، فأدارت رأسها نحو الشاطىء، وافلتت منها تنهيدة خافتة.
كانت الطيور التي رأتها كبيرة ، بيضاء وسوداء ، ولها مناقير برتقالية تتصاعد منها بين الحين والآخر صيحات حادة وغريبة ، سرعان ما تنقلب الى نغمات مزمارية مجنونة كلما إهتاجت أو إضطربت ، وراحت هذه الطيور الصاخبة التي بدت أليفة نوعا ما تحفر حفرا في البرك الصغيرة ، التي خلفتها مياه البحر ، بمناقيرها الطويلة بين الطحالب البحرية، وصادف الحظ بعضها ، وأمسك احدها بسرطان كبير ولكن سرعان ما فقد فريسته عندما إنقض عليه طائر نورس كبير ، وإختطفها منه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 02:56 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لتكن الغنيمة من نصيب الرجل الأفضل".
" اليست هذه هي الحالة دائما؟".
ردت سارة بتمهل وهي تبحث عن صندلها ، وقد اخذ إهتمامها بالطيور ، وحتى بالبحر ينحسر إذ احست بأن الوقت قد حان للعودة.
" يسعدني ان اعتقد ذلك".
وإتكأ على الصخور خلفه بإرتخاء، سادا طريق الهرب امامها ، ولم يبد عليه أنه كان على عجل.
"ولكن هذا لا يحدث دائما ، خصوصا فيما يتعلق بالنساء ، اللواتي اجدهن مخلوقات مشاكسة عنيدة ، وهن أحيانا يقعن في هوى الرجل حبا في نقائصه وضعفه ، مما يجعلهن يتعامين عن حاجته الى خصال أكثر صرامة".
نظرت سارة اليه بسرعة ، هل يشير الى إنسان معين بالذات ؟ وقالت بإحتراس:
" قد تكون على حق".
وإنحنت الى الأمام عابثة بالرمال بين أصابعها النحيلة ، وأخفى شعرها المتهدل على جبينها تعابيرها ، لأنها لا تريد ان ينتهي هذا اليوم المثالي بنغمة ناشزة ، وثبتت صحة حدس سارة عندما سأل هيو فجاة :
" هل تظنين بان جيل ما زالت تصبو الى صديقها الفنان؟".
فقالت بسرعة:
" من المحتمل انها ما تزال ، بل أعتقد أنه أكثر من إحتمال".
" الم تسر لك بشيء ؟".
"لماذا لا تسالها بنفسك ، يا هيو؟".
إرتفع حاجباه الداكنان إذ قال:
" إنك تتعمدين المراوغة والتملص".
فلدغتها كلماته ، وشعرت بأنه ليس هنالك أمل في أن تستطيع إخفاء الحقيقة.
" سارة !".
منتديات ليلاس
رفعت رأسها منتفضة إذ خرقت مسمعها صرخته القصيرة ، كان وجهه قريبا جدا منها ، حتى أنها إستطاعت ان تتبين الخطوط الحادة حول فمه قبل أن تلتقي عيناها مباشرة بعينيه.
" هيو... عندما ترجع والدة جيل ألن تعيد النظر بالموضوع ، وتوافق على مقابلة هذا الرجل؟ لا بد أنه يملك بعض الصفات الحسنة".
إستراحت نظراته على ذراعها العارية ، وإمتدت يده الى يدها ، وفك أصابعها المتقلصة برقة، واحدا فواحدا ، فأفزعتها لمسته ووخزتها كالأبر . قال بعذوبة وعيناه تستقران ثانية على وجهها المصفر:
" هل تعتقدين بأنني يجب ان أفعل يا سارة؟.
" لا أظن بأنك ستندم على مثل هذه الخطوة".
وحمل صوتها رنة أسى خفيفة.
" هذا تفاؤل عظيم ! " قال بسخرية رقيقة" لكن من أجلك يا سارة قد اقدم على هذه الخطوة".
أضاء وجهها فجأة عاكسا الدفء الداخلي الذي غمر جسمها ، ولكنها هزت رأسها قائلة:
" إن ما تفعله ، يا هيو ، يجب أن يكون من اجل جيل لا من أجلي ، فالمشكلة هي مشكلتها لا مشكلتي".
" ولكنك قد تجابهين مشكلة خاصة بك باسرع مما تتوقعين".
تناهت اليها كلماته متكاسلة غامضة ، ومد رجليه بخفة بجانبها ، وراح يلف خصلة من شعرها الطويل حول أصبعه ، وقفز قلبها بتعاسة عندما حطت بظراته عليها ، لن تستطيع الإفلات منه إلا إذا اطلق سراحها ، وشعرت انه من الغباء ان تتوسل اليه ليفعل ذلك ، ماذا عنى بكلماته الخيرة ؟ وفاضت فيها التساؤلات ، لقد عانت من قسوته من قبل ، كيف سيتصرف لو عرف بأن كولن يعيش هنا ، وأنها قد علمت بالأمر ؟ لا ، لا يمكنها أن تفكر بما سيحدث ، وقالت سارة محاولة ان تتخلص من تعذيب اعصابها المرهقة:
" ان جيل لا تفهم لماذا ذهبت والدتها الى أميركا من دونها".
" من الأفضل ألا تفهم"
" في كلماتك نذير".
وندمت سارة على جملتها المتسرعة ، سيظن بأنها تحاول ان تسبر غوره .
إبتسم هيو فجأة ، وشدّ خصلة من شعرها حول أصبعه بحركة قاسية متعمدة ، وراقبها تجفل ، فقال بنعومة:
" الحقيقة....؟ اظن أن جيل قد طلبت منك أن تجسي نبضي ، أيتها الأعجوبة الصغيرة ، حسنا ! قولي لها بانني رفضت ان أتكلم ، ودعينا نرى ماذا تفهم من ذلك".
إشتعل جلد سارة إنفعالا وغضبا يائسا:
" ولم الظهور بمظهر المنافق؟".
" انا لست منافقا فيما يتعلق بك ، في ظروف غير هذه كان من المحتمل ان أستجيب لأغراء جمالك ، فما انا إلا بشر".
" لا تبدو واثقا مما تقول".
" طوال حياتي ... كان من عادتي ان أتصرف بسرعة ، ولكن الرجل يجب أن يتمهل احيانا ، إن مظهرك البريء يجبر المرء على كبح نفسه ، ولكن هذا المظهر قد يكون خداعا".
شهقت سارة وقد كاد الغضب يخنقها ، ورفعت يدها التي لمست خده المشدود في محاولة للتخلص منه فوق الرمال ، ولكنه كان اسرع مما توقعت ، ووثب كالفهد وامسك بها قبل أن يقعا معا على الشاطىء.
لم تجد سارة متسعا من الوقت لألتقاط انفاسها ، وتحركت يداها نحو صدره لكي تدفعه بعيدا عنها ، ولم تستطع ان تتحرك تحت وطأة عناقه القوي ، واحست بضربات قلبه وشعرت بدمائها تتأجج وهي تتمنى أن تستمر هذه اللحظة الى الأبد.
قد تكون هناك أشكال أخرى للتعذيب ، لكن لا يوجد ما يوازي هذا الشكل عمقا وإكتساحا ، كان الهواء يمور بصيحات الطيور وأغانيها ، ولكن سارة لم تبال ، وتباطات الثواني ثم طالت ، واخيرا رفع رأسه الداكن ، وراح يحدق في وجهها المورد.
وفجأة جرت نفسها بعيدا عنه ، وهي غير قادرة على التفكير بسبب الفوضى التي غمرت ذهنها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 01:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية