لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-12, 02:23 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لا ارغب في ان أفعل أي شيء".
قالت بصراحة وهي تتثاءب مكورة فمها الوردي الصغير .
" ساصاب بالملل دون شك ، أنا واثقة أنك ستتمتعين بنزهتك أكثر من دوني".
أوشكت سارة ان ترد عليها قائلة بان خروجها ليس للمتعة ، وان الإنسان يحتاج احيانا الى تنفس بعض الهواء النقي ، ولكنها أحست بانه من الحكمة ألا تقول شيئا ، من الواضح ، لسبب لا يعرفه أحد غيرها ، إن جيل تعاني من سوء المزاج ، وعندما لمحت لها سارة بان مزاجها سيتحسن عندما تستعيد صحتها ردت قائلة:
"أنني لست مقعدة".
وكانت لهجتها غاضبة إذ أغاظتها لهجة التفاول في كلمات سارة .
إبتسمت سارة مكرهة ، من السهل إثارة مشاعر جيل العدائية ، ولكنها إذا ما أرادت أن تعيش معها تحت سقف واحد ، فإنه من الأفضل أن تكون معها على وفاق ، بعد قليل تركتها سارة تستمع الى بعض الأسطوانات ، وهرعت الى السيارة.
إقتربت سارة من الجاغوار بإحتراس ، لقد سمح لها هيو بإستعمالها شريطة أن تلزم جانب الحذر.
" كل ما تحتاجينه هو إستعمال عقلك".
أجابها بصبر نافد عندما إحتجت بانها لم تجربها بعد.
منتديات ليلاس
ركبت سارة السيارة وتمنت مبتهلة ان يكون هيو على حق وهي ترجع بالسيارة الكبيرة الى الخلف لتخرجها من المرآب ، وتخيلت التعليقات اللاذعة التي لا بد ان يبديها هيو فيما لو سببت حادثا للسيارة ، أو ألحقت بها الأذى ، هذا على الرغم من تهاونه معها بإستعمال السيارة ! يحتمل أن تكون تعليقاته في مثل هذه الحالة أسوأ من التعليقات التي كان بوسعه ان يتفوّه بها عندما أبدت ملاحظتها بشان بيث إسكويت ، لا شك ان التمالك والسيطرة على النفس اللذين بذلهما... هذا الصباح يستحقان الإعجاب إذا ما أخذ المرء بعين الإعتبار لذاعة لسانه حتى في الأحوال الطبيعية.
في سالن ، ألقت سارة الرسائل في صندوق البريد ، وإشترت الحاجات التي طلبتها منها بيدي ، وبعد أن وضعت المشتريات في صندوق السيارة ، قررت ان تذهب لبحث عن شقيقة بيدي ، لم تكن إرشادات بيدي واضحة ، كانت قد طلبت منها أن تبحث عن بيت صغير في الجانب الآخر من البلدة ، وقالت:
" أي شخص يستطيع ان يدلك عليه".
ولكن سارة لم تجد أي شخص حولها لتوجه اليه السؤال ، وأنّبت نفسها لأنها لم تسأل عن البيت في مكتب البريد ، وكانت بيدي قد اعطتها إسم البيت أيضا ، ولمّا لم تكن على عجلة من أمرها ، فقد قررت أن تذهب للإستكشاف ، وكان العصر دافئا ولطيفا ، ولهذا فإن البحث عن البيت سيعطيها فرصة للتعرف على ما حولها ، ولم تشك في انها ستعثر عليه قريبا ،وفجأة عند منعطف الطريق ، شاهدت كاتي تتحدث الى رجل ملتح ، كانا يقفان جنبا الى جنب والأشجار تكاد تحجبهما ، مستغرقين في الكلام.
توقفت سارة بدهشة ، وشخصت بناظريها ، يبدو أنه مكتوب عليها أن تلتقي به دائما ! آخر مرة في توبرمري ، والان هنا ، ولكن عامل المفاجاة هذه المرة هو ان تراه يتحدث الى كاتي ، على الرغم من أنها ذكرت بأن صديقها لا يعيش في هذه الجزيرة ، او لعله ليس إلا عابر سبيل توقف ليسال كاتي عن الطريق ، هناك تفسيرات عديدة.
وإستدارت سارة وقد فقدت إهتمامها لتتابع بحثها عن البيت ، واخيرا عثرت عليه في الجانب الآخر من القرية ، وبعد أن عرّفت بنفسها إنتظرت حتى إرتدت اخت بيدي ، الآنسة بلاك ، أفضل معطف وقبعة لديها.
" لا يناسب القلعة إلا الأفضل".
قالت الآنسة بلاك بغموض وهي تستقر في المقعد بجانب سارة.
" هذا ما قاله السيد فريزر العجوز أمامي عندما جاء ليستقر هنا ، وقد ردد هذه الكلمات بذاتها فيما بعد مشيرا الى الجزيرة ، إنني لأتساءل فيما إذا كان السيد فريزر الشاب يحمل الرأي نفسه".
أدركت سارة بأن الآنسة بلاك عنت هيو، وإن فضولها يدفعها كالآخرين ، الى محاولة معرفة فيما إذا كان ينوي أن يتخذ لوخ غويل مقرا له ، ولما ردّت سارة قائلة بأنها لا تعرف بدت خيبة الأمل واضحة على قسماتها التي تشبه قسمات الطيور ، وكتمت سارة رغبتها في أن تضيف متنهدة بانها هي أيضا تتمنى لو تسمع منه قرارا بهذا الشان ، من المحتمل أن أجبار كل هؤلاء الناس على العيش في حالة توقع يعطي هيو شعورا بالأهمية ، وهو شعور لا تستطيع ان تشاركه إياه ، ولكي تتجنب أفكارها المزعجة راحت سارة تثرثر متحدثة عن بيدي ، وسرها أنها قد نجحت في تحويل إنتباه الانسة بلاك.
" آمل أن تتحسن بيدي خلال يومين أوثلاثة ".
" لقد قلت لها مرارا بان الوقت قد حان لكي تتقاعد ، لا لأنها قد عجّزت كثيرا ، ولكن لأن آلامها ستتفاقم إذا لم تعتن بنفسها".
كان من الصعب إيقاف اخت بيدي عن الكلام بعد الشروع فيه ، ولهذا تركتها سارة تتكلم ، معيرة إياها إنتباها بسيطا ، لأن أفكارها أصرّت على العودة الى كاتي والرجل الغريب.
" إن كاتي هي إبنة أخيك ، أليس كذلك؟".
سالت سارة عندما أبدت الآنسة بلاك ، ويا لحسن الحظ ، ملاحظة تتعلق بكاتي.
ولم تعرف تعرف سارة لماذا سالت هذا السؤال.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-01-12, 02:25 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ليست إبنة أخي بالضبط " شرحت الآنسة بلاك " بل قريبة بعيدة نسبيا ، وكان من حسن حظها أن تعثر على وظيفة في القلعة عندما رفضت ان تترك الجزيرة".
" لماذا؟ أعني ان الحياة الهادئة في القلعةلا تناسب فتاة يافعة مثل كاتي".
" نعم ، من بعض النواحي".
تابعت الآنسة بلاك من دون أن يبدو عليها أنها وجدت شيئا غير عادي في سؤال سارة.
" قد يتبرّم معظم الناس من مثل هذا الهدوء ، إن قلة الوظائف هي المشكلة الحقيقية ، ولكن لكي تكوني على علم أكثر بالموضوع، سأفضي لك بأن والدة كاتي ماتت عندما كانت طفلة ، ولهذا تولينا أنا وبيدي أمر رعايتها ، وقد أمضت كاتي جزءا كبيرا من طفولتها وصباها في القلعة ، ولعبت مرارا مع الآنسة جيل التي كانت تأتي لقضاء عطلاتها هنا ، ولهذا يمكن القول بأنهما شبتا معا رغم إختلاف ظروفهما، تعرفين ما أعني ؟ والى الآن ما زالتا صديقتين حميمتين ، وكان هذا أحد الأسباب الذي دفع كاتي لأن تذهب للعمل في القلعة بعد ان تركت المدرسة".
بدأت الأمور تتّضح لسارة بعد هذا الشرح الطويل ، وقالت بإبتسامة:
" لقد وصلت جيل البارحة ، أتوقع ان تكون كاتي سعيدة بلقائها " وأضافت بحذر : " اعتقد أنني لمحت كاتي بينما كنت ابحث عن بيتك ، في سالن هذا إذا لم أكن على خطأ ".
" لا ، لا أعتقد أنك اخطأت".
وهزت المراة الصغيرة راسها الرمادي ، وعلا العبوس وجهها الذي لوحته شمس البحر.
" ولكن آمل ألا تظني بأنها تختلس الوقت من وراء ظهرك ، لقد جاءت لتراني لبضع لحظات ، وقالت بانها قد اتت الى سالن بغرض إبلاغ رسالة من الآنسة جيل الى صديق ، لم تذكر إسم الشخص المقصود ، ولكنها ستعود الى القلعة في الحال بعد تبليغ الرسالة ، هذا ما قلته".
أظلمت السماء بغتة ، وخذت قطرات المطر تتساقط على زجاج النافذة فسارعت سارة لأدارة المجفف لمسح الزجاج أمامها.
" امل الا تبتل تحت هذا المطر".
قالت سارة مبتسمة بإستياء وهي تضغط على مكبس البنزين .
" هذا ليس إلا وابلا من المطر على ما أعتقد ، وكاتي لا يزعجها المطر ، فالأمطار تهطل بغزارة هنا".
بدا على الآنسة بلاك أنها وجدت في تعليق سارة العابر باعثا على الإطمئنان.
وإسترخت في مقعدها مصعدة تنهيدة إرتياح.
ألقت سارة عليها نظرة سريعة ، ثم راح ذهنها يجيّر لحقائق التي كشفتها لها هذه المحاورة ، بدا من الغريب ان ترسل جيل كاتي الى سالن لتحمل رسالة منها بعدما ذكرته عن شعورها بالتعب وعدم رغبتها في إزعاج نفسها بشيء ، ثم إنه من المؤكد أن معظم معارف جيل في الجزيرة يملكون هواتف في بيوتهم ، ولهذا فإن كل الملابسات تشير الى مؤامرة تحاك في الخفاء ، ولكن من المحتمل أن كاتي قد إختلقت هذا المبرر لكي تخرج من القلعة ، مستغلة مرض بيدي ، وعبست سارة ضائقة بالقلق الذي غمر نفسها ، وفجأة لمعت فكرة مفزعة في ذهنها ، إن الرجل الغريب الملتحي تكلم بلهجة تدل على أنه قادم من الجنوب ، لا ، لا يمكنها ان تصدق هذا ، ولكن هل يمكن ان يكون هذا الرجل هو الفنان الذي تحبه جيل ، هذا الإحتمال هزيل دون شك ، فالرجل غادر القارب معها عندما وصلا قبل ثلاثة أسابيع ، ولو أنه كان صديق جيل لأنتظر وصولها قبل أن يسافر ، يجب الا تدع خيالها وشعورها بالمسؤولية يسيطران على افكارها بهذا الشكل.
ساقت سارة السيارة الى ساحة القلعة ، وبعد ان ساعدت الانسة بلاك على مغادرة السيارة اخذتها لترى بيدي ، ثم تركتهما معا واعدة بان تعود بعد ان تعد لهما بعض الشاي ، وأخبرتها بيدي قبل ان تترك الغرفة بأن الطبيب جاء لزيارتها ، وانه وعد ان يمر ثانية في الصباح.
" لا افهم ما حدث ! ثلاث زيارات خلال ثلاثة ايام ! إنني أخشى حتى وضع قدمي على الأرض ، على الرغم من ان آلامي قد زالت".
وفكرت سارة وهي تهبط الدرج : ( لقد كان هيو على حق إذن بشأن أيان ، أم هل كان ؟ ) طبعا هي لا تعرف شيئا عن عادات الأطباء في هذه المنطقة من العالم ، ولكن ليس هنالك سبب واضح يدعو لتفسير زيارات ايان بغير الإخلاص للواجب.
فوجئت سارة بجيل في المطبخ ، التي إستدارت بتلهف عندما سمعت وقع اقدامها ، ولكن خيبة الأمل حلّت محل التطلع عندما عرفت شخصية القادم ، من الواضح إنها كانت تنتظر شخصا آخر ، وحيت سارة بإقتضاب واشاحت بوجهها عابسة ، بينما سارعت سارة لأعداد الشاي.
" سآخذ الشاي الى غرفة بيدي ". شرحت سارة مجيبة على التساؤل الصامت في عيني جيل : " إن الوقت ما يزال مبكرا ولهذا فستعد لنا كاتي الشاي عندما تعود من سالن".
صاغت سارة جملتها بإحتراس ، وراحت تراقب وقع كلماتها على جيل بإنتباه ، لحظة صمت ! ثم لاحظت سارة بارقا من الحذر يزحف الى عيني جيل على الرغم من انها لم تفصح عن أي شعور بالفزع.
ضحكت جيل فجأة ، مشيحة بوجهها عن وجه سارة المرهف ، وذهبت لتجلس قرب الموقد على كرسي بيدي ، وأسندت ظهرها متكئة الى الوراء ، شابكة قدميها النحيلتين ، وأحست سارة بانها تراقبها من خلال جفنيها شبه المطبقين ، مما اثار الغيظ في نفسها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-01-12, 02:26 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" طبعا " قالت جيل وهي تطلق ضحكة رقيقة : " لو عرفت بأن كاتي كانت تنوي الخروج لسألتك أن توصليها الى سالن عندما عرضت علي مرافقتك الى هناك".
من الواضح أن هنالك بعض الأسباب التي تدفع احد هؤلاء الأشخاص الى عدم التصريح بالحقيقة ، بينما راحت تفكر فيما قالته جيل ، إذا كانت جيل صادقة فإن كاتي قد كذبت من دون شك ، ولكن لماذا تتظاهر كاتي بأنها قد ذهبت الى سالن من اجل ان تحمل رسالة من جيل؟ لم يكن هناك ما يدعوها لأختلاق مثل هذا العذر عادة في الفترة التي تتلو الغداء وتسبق تناول الشاي.
" بما أن كاتي تقطن في سالن "تمتمت سارة وهي تراقب وجه جيل الأملس : فإنني أعتقد بأنها ذهبت الى البلدة لتزور خالتها ، لقد إضطحبت الآنسة بلاك من سالن لتزور بيدي".
" الانسة بلاك؟".
لو ان سارة قصدت لا شعوريا ان تفزع جيل لقد نجحت ، لأن الاخيرة إنتصبت في مقعدها فجاة ، وجابهتها بوجه خال من التعبير ، ثم هتفت بغضب:
" هل تعنين هذه المرأة العجوز الثرثارة التي لا تنقطع عن الكلام ؟ إن المرء لا يستطيع أن يصدق نصف ما تقوله".
" من فضلك...".
ورفعت سارة يدها بحركة دفاع عن النفس ، وراحت تحدّق بعينين غمرتهما الدهشة والفزع بالفتاة الجالسة على الكرسي ، عن السيدة بلاك ليست إمرأة ثرثارة كما وصفتها جيل ، ولكن من الواضح أن قدومها مع سارة هذا العصر قد سبب إزعاجا كبيرا للفتاة.
قررت سارة مدفوعة بالرغبة في حماية نفسها ، ألا تسمح للقلق ان يسيطر عليها ، وكانت على وشك إتمام جملتها بعد صرخة التعجب التي أطلقتها عندما رن جرس الهاتف ، فقفزت جيل التي لم يكن من عادتها ان تهب للمساعدة للإجابة على الهاتف ، أما سارة فقد راحت تدهن بعض شرائح الخبز بالزبدة.
عادت جيل بعد دقائق وقالت:
" كانت المكالمة من بيث إسكويث".
وجلست على الكرسي ، وبدا عليها انها قد إستعادت تمالكها لنفسها ، ثم تابعت بإبتسامة راضية:
" كانت غاضبة جدا لن هيو سافر دون أن يخبرها ، وسالتني فيما إذا كان سيرجع قبل موعد الحفلة الراقصة في الأسبوع المقبل".
" حفلة راقصة؟".
سألت سارة محاولة أن تكتم موجة الفرح التي غمرتها ، فقد ظنّت ان هيو وبيث ذهبا معا الى لندن .
" آه ! حفلة راقصة تقليدية ، إن والدة بيث تقيم واحدة في حزيران من كل عام ، وأحيانا تأتي خصوصا لحضورها ، من دون هيو بالطبع ، لأنه غالبا ما يكون في مكان ما في الخارج ، لقد أخبرت بيث بأنني لا أظن أنه سيستطيع حضور الحفلة هذا العام ايضا ، مما جعلها تضع سماعة الهاتف بسرعة ".
" ولكن...".
وحدّقت سارة في وجه جيل عابسة وقد لاحظت التعبير الشقي المرتسم عليه.
" إن هي يتوقع أن يكون هنا بعد يوم ا إثنين ، لقد ذكر لي ذلك بنفسه ".
" هل قال ذلك؟" ردت جيل بصوت ناعم ذي لمعان ، إن الدقة في تحديد المواعيد والماكن ليست من طبع هيو".
" لا تكوني حمقاء".
اجابت سارة بثبات ، ولكنها احست بوجهها يشتعل خجلا بسبب التلميح الذي تضمنته كلمات جيل ، وختمت كلماتها قائلة بضعف:
" أظن انك كنت تمزحين مع انسة اسكويث".
" هذا كلام فارغ " وتجعد وجه جيل بتكشيرة غير لطيفة : " أنا لا أستلطف الانسة اسكويث ، واعرف أنها لا تحبني ، ولهذا فلا داعي لأن تقفي بيننا مسلحة بسلاح الدبلوماسية ! لم أجد ما يدعو الى تهدئة قلقها ، من الصعب ان يثق المرء بهيو ، فهو يغيب احيانا لمدة عدّة أسابيع إذا راق له ذلك".
" هل من عادة سكان الجزيرة أن يقيموا عدة حفلات من هذا النوع؟".
" طوال فصل الشتاء " أجابت جيل بإقتضاب: " في أغلب الأحيان لا يتعدى الإحتفال تبادل الأحاديث والإستماع الى بعض الأغاني ، أو تناول الشاي والقهوة مع السندويشات والكعك الساخن ، أما والدة بيث فإنها تقيم حفلة كبيرة كل سنة تخصّص ريعها للجمعيات الخيرية ، وتصر على أن يكون كل شيء في كامل الزينة والأبهة ، ربما يصطحبك هيو معه إذا حضر في الوقت المناسب".
تذكرت سارة فجأة دعوة ايان ماكنزي ، فقالت بإندفاع دون أن تفكر:
" في الحقيقة دعاني الدكتور ماكنزي لحضور الحفلة بصحبته".
" حسنا.... " هزت جيل كتفيها بدون إكتراث ، وبدا على وجهها الصغير عدم الإهتمام :"يبدو أنك ستحضرين الحفلة بطريقة او بأخرى ، في الحقيقة انا أكره فكرة زواج بيث من هيو " واضافت دون ان تاخذ نفسا : " إلا ان هيو يجب ان يتزوج يوما ما ، لعل زواجه سيحسن طباعه ويجهل منه إنسانا".
غادرت سارة المطبخ بسرعة خوفا من ان تستطرد جيل في الكلام ، وتلكأت في غرفة بيدي غير راغبة في العودة الى المطبخ كي لا تسمع المزيد عن هيو وبيث ، محاولة ان تقنع نفسها بان السبب الوحيد هو كرهها للإصغاء الى الشائعات ، ولكن صورة هيو طاردتها في كل مكان ، وكلما إلتفتت رأت وجهه ينحني فوق وجهها والقمر يضيء شعره الكالح.
حاولت سارة أن تطرد خيال هيو من ذهنها ، فعرضت على الآنسة بلاك أن توصلها االى سالن ،وعادت قبل موعد العشاء بدقائق ، فسارعت لتحضير بعض الحساء والسلطة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-01-12, 02:27 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأحست بالإرتياح عندما وجدت أن جيل كانت في غرفتها ، إذا كانت جيل وكاتي تتآمران معا ، فإنها لا تريد أن تعرف شيئا عن الموضوع ، ولكن كاتي هدات من شكوكها عندما جاءت الى المطبخ ، وقالت لها بانها ذهبت الى سالن لترى صديقة وعدت بأن تأتي وتطبخ حتى تشفى بيدي من مرضها.
" إذا لم يكن لديك مانع ، فإن جين ستقوم بالمهمة خير قيام".
لم يكن هنالك داع لقلقها إذن ! " وتابعت كاتي قائلة بان السيد فريزر هو الذي إقترح هذا الحل قبل ذهابه ، ولم تعرف سارة أسرّتها الفكرة أم أغاظتها ؟ الم يكن بالإمكان أن بستشيرها قبل أن يسارع الى إتخاذ القرارات ؟ فلو أنها عرفت مسبقا سبب ذهاب كاتي الى سالن لما عانت من كل هذا القلق غير الضروري.
في صباح اليوم التالي عندما وصلتها رسالة من جين مع بريد الصباح ، إزدادت سارة إنشراحا ، وقالت جين بانها مشغولة في المكتب ، ولكنها ستأخذ إجازة قصيرة عما قريب ، وقد فكرت في ان تأتي لقضائها في جزيرة ( مل ) وسالت سارة ان تخبرها عن وقت يناسبها لكي تستطيعا قضاء بعض الأيام معا ، ثم العودة الى لندن معا أيضا إذا ما كانت سارة قد إنتهت من العمل في لوخ غويل.
إنتهت من العمل في لوخ غويل ؟ وشعرت سارة على الرغم من سرورها برسالة جين بأن الصباح قد فقد إشراقه.
منتديات ليلاس
قضت سارة بقية الصباح في إنجاز عملها ، ولم تر جيل إلا لماما ، وكانت على وشك ان تذهب للبحث عنها لكي تتناولا الغداء معا عندما وصل أيان ماكنزي ليزور بيدي كما إدعى ، وقضى في القلعة ساعة أمضى نصفها في التحدث الى سارة وحاول أن يقنعها للمرة الثانية بالذهاب معه الى الحفلة الراقصة ، ولكنها وجدت نفسها كالسابق ، غير قادرة على إعطائه وعدا قاطعا ، إذ انها لم تستطع أن تتخلّص من فكرة أن بيث اسكويث لا تميل اليها ، على الرغم من أن مدة تعارفهما كانت قصيرة ، وشعرت سارة بأن هذا أدعى لأن لا تفرض نفسها على بيث ، وودعت أيان بإبتسامة آسفة ،ثم عادت للبحث عن جيل.
ولما لم تستطع ان تجدها ، سألت كاتي التي كانت مشغولة في المطبخ تغسل أطباق الغداء ، فأجابت بأنها لا تعرف.
" لعلها قد ذهبت لتزور الآنسة اسكويث، لقد ذكرت لي بان الآنسة بيث قد تلفنت البارحة".
ولما وجدت سارة ما تزال واقفة تحدق فيها بعبوس ، ادارت زر الراديو ورفعت الصوت.
إمتنعت سارة عن الرد ذاكرة بأنها على علم برأي جيل بشان هذه المكالمة ، وظنت بأنه من غير المحتمل أن تكون جيل قد ذهبت لزيارتها ، ولكن لماذا ؟ احيانا يدعي الناس بانهم يكرهون بعضهم بينما لا تكون هذه الكراهية في الحقيقة إلا شيئا ظاهريا ، إلا أن سارة إستمرت على الرغم من هذا في شكها في ان تكون جيل مع بيث ، طبعا ، إن كاتي إنما خمنت تخمينا ، ولهذا فإن جيل قد تكون في مكان آخر ، أي مكان !
ما كان للقلعة جيران ملاصقون ، وكان اقرب جيرانهم يعيشون على بعد عدة أميال على الساحل ، ولولا ان دق جرس الهاتف فجأة لما عرفت سارة من اين تبدأ البحث عن جيل.
كانت سارة قد قررت ان تنسى جيل لبرهة ، وتذهب لقضاء ساعة على الشاطىء لأن اليوم كان جميلا وشعرت بأشعة الشمس والبحر يناديانها خصوصا أنها وجدت نفسها لأول مرة دون مسؤوليات كبيرة ، وكانت بيدي نائمة في غرفتها ، وفجأة رن جرس الهاتف ممزقا الصمت المخيم على القلعة ، وسمعته سارة وهي في طريقها نحو الباب ، فإستدارت وقفزت السلالم بسرعة لكي تجيب على المكالمة ، وأشارت الى كاتي التي كانت جالسة في المطبخ تقرا كتابا ، ان تبقى في مكانها.
" ألو !".
هتفت في السماعة لاهثة الأنفاس ، وكانت المكالمة لدهشتها من بيث .
" تبدين مضطربة ".
علّقت بيث بصوت فاتر:
" آسفة ! ". قالت سارة وأصابعها تتقلص على السماعة : " كنت على وشك الخروج عندما رن الهاتف فظننت أن المكالمة هامة".
" ربما من لندن !".
قالت بيث بصوت بطيء تشبه نغماته صوت القطط ، مما أثار الدهشة في نفس سارة ، ولكن بيث تابعت قائلة:
" في الحقيقة إنني كلمت هيو بالهاتف مساء البارحة ، إنه يحب عندما يكون غائبا أن أكلمه بالهاتف ، قال أنه سيعود الى البيت في وقت يسمح له بحضور الحفلة – التي أريد أ اكلمك بخصوصها لقد إلتقيت بأيان ماكنزي في سالن بعد الغداء ، وذكر لي بانه يرغب في إصطحابك الى هذه الحفلة ، ولهذا فقد شعرت بأنه يجب ان أقول لك كلمة ترحيب".
من العجيب ان تبدر هذه البادرة من بيث ! فهي ليست من النوع الذي يحب المساعدة ، خصوصا مساعدة فتاة غريبة لا تميل اليها ، ولكن سارة ذكرت نفسها بأنها قد تكون على خطأ وانه ليس من حق المرء ان يقفز الى مثل هذه النتائج بعد لقاء وحيد قصير.
" اشكر لك لطفك ، ولكنني غير واثقة من قدرتي على تلبية دعوتك ، إذ يجب عليّ اولا أن أطلب إذنا من السيد فريزر ، ثم أن بيدي مريضة ، وجيل وصلت منذ فترة قصيرة فقط !".
" بحق السماء ، ما دخل جيل في هذا الموضوع؟".
ولسعت أذنها ضحكة بيث الحادة .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 02-01-12, 02:29 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" لست أدري ما يدعوك للقلق عليها ، فهي تبدو سعيدة بصحبة صديقها الجديد ، وهو فنان إستاجر كوخا قرب الشاطىء ، هل هيو على علم بالموضوع يا ترى؟".
" لا شك انك مخطئة".
أجابت سارة بحدّة ، وقد غمرتها موجة من الإستياء ، ورفضت أن تصدق ما كانت تعرفه بالغريزة.
ضحكت بيث مرة ثانية ، وبدا واضحا أنها إستمتعت برنة الفزع في صوت سارة.
" أؤكد لك أنني لست مخطئة ! فقد بدت لي جيل في أحسن حال عندما صادفتهما في طريقي قبل لحظات ، وليس في هذا ما يدعو الى العجب لان آل فريزر ليسوا ممن يضيعون وقتهم ، ألم تكتشفي هذا بعد؟".
" من فضلك !".
وسقطت سماعة الهاتف من يد سارة تحت وطأة إنفعالها ، وراحت تحدق بها وكأن مجرد لمسها سيلسعها ، يجب ان تعيد الإتصال ببيث كي تعتذر ، فلا شك ان بيث تتوقع منها ذلك ، ولكنها لم تكن تعرف رقم بيث ، ولم تجد لديها الوقت أو الرغبة في البحث عنه.
غمر سارة شعور بالخطر ، لقد ظنت قبل لحظات فقط ان مخاوفها لا تستند الى أي برهان ، والان ؟ يجب ان تفعل شيئا من اجل أن تساعد جيل ، لكي تحذرها وتذكر لها بان بيث على علم بعلاقتها الرومانتيكية ، وإنه من المحتمل ان تخبر هيو ، ووجدت سارة ، وقد داهمتها موجة من المشاعر المتشابكة ، إنها غير قادرة على توخي الأمانة الكاملة مع نفسها.
يجب ان تحاول العثور على جيل مهما كلّف هذا من أجل ان ترى بنفسها فيما إذا كان هذا الفنان إنسانا بلا ضمير ، كما وصفه هيو ، أو رجلا مقبولا وصديقا معقولا ، ولكن كم كانت غبية لأنها لم تستطع الإحتفاظ بهدوئها ولم تسأل بيث عن عنوان الكوخ الذي إستأجره الفنان ! وكرهت سارة ان تسأل كاتي عن هذا الموضوع ثانية ، خصوصا أنها شكّت في أن تسرع كاتي الى تزويدها بالمعلومات التي تريدها.
تركت سارة مكان الهاتف وهي تتنهد ، ثم إلتقطت معطفها هامة بالخروج ، وفجأة تذكرت الدعوة التي وجهها اليها أيان بالذهاب معه لزيارة مريض يقطن قرب الساحل بعد أن نزل من غرفة بيدي ، وقد قال لها بأن المريض يعيش قرب أطلال الكنيسة المهجورة ، ولو ان بيث قد صادفت كلا من ايان وجيل بعد الغداء في الطريق ، فلا بد أن تكن قد رأتهما في بقعة واحدة ، أو في مكانين متقاربين، وقد ذكرت بيث بانها رات أيان في سالن .
ساقت سارة سيارة الجاغوار وقد عاودتها الثقة، لا شك أن جيل قد إستخدمت السيارة البيضاء الصغيرة التي تستعملها والدتها عندما تزور لوخ غويل ، والتي توضع عادة في المراب الخارجي ، مما يفسر عدم إنتباه سارة الى مغادرة جيل للقلعة.
توقفت سارة في القرية وسألت مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون إذا ما كانت توجد في القرية مجموعة من الأكواخ التي تؤجر خصيصا للزوار والسياح ، وما كانت سارة تحب الحصول على المعلومات بهذه الطريقة ، ولكنها شعرت انها أفضل من السؤال في أحد الأمكنة والمقاهي ، فالأولاد سيظنونها سائحة عابرة تبحث عن المأوى ، ويطردونها من ذهنهم حال إختفائها عن أنظارهم.
اخبرها الأولاد ، بان هنالك مجموعة من هذه الأكواخ ، إلا أن معظمها تؤجر عادة في مثل هذا الوقت من العام ، وكانت على وشك أن تشكرهم وتنطلق بسيارتها عندما قالت فتاة صغيرة:
" إن السيد مانسون الذي يسكن في نهاية هذا الشارع عنده كوخان ، أجّر أحدهما الى رجل فنان ، أما الكوخ الثاني فهو خال ، لأن الأمطار تنفذ من سقفه ، فإذا كنت لا تبالين بالمطر ، فإن السيد مانسون سيؤجرك الكوخ الثاني...".
عجبت سارة للسهولة التي عثرت فيها على الكوخ في نهاية زقاق ضيق ، لقد كان كوخا قديما بني قرب شاطىء النهر يكاد لقدمه يختفي في حضن المناظر حوله ، وبدا الكوخ خاليا من الحياة فيما عدا حبلا من الدخان الخفيف المتصاعد من بقايا المدخنة.
إقتربت سارة من الكوخ بحذر ، وكانت قد تركت سيارتها بجانب رصيف الشارع الرئيسي خشية ان تتعرض للأذى فيما لو ساقتها عبر هذا الزقاق الضيق ، ولم تكن تعرف ماذا ستقول او تفعل ، وإبتهلت وهي تقرع باب الكوخ أن تجد الكلمات المناسبة.
بعد عدة ثوان بدت لها عدة ساعات ، فتح الشاب الملتحي الباب ، ونظر اليها بدهشة ، ولكنه جابهها من دون أضطراب البتة ، وقال مجترا كلماته:
" يا للمفاجأة ! إنك فتاة القارب ، أليس كذلك ؟ وسكرتيرة السيد فريزر ، كما أعتقد".
وعلت وجهه إبتسامة ساخرة.
ولكن قبل ان تجد الفرصة للكلام سمعت حركة خفيفة وراء ظهر الشاب ، ثم ظهرت جيل امامها وقد إرتسم على وجهها المتدفق حيوية ، تعبير بالإشمئزاز الشديد ، وحطت نظراتها على سارة وبدا جليا انها لم تسر بمشاهدتها.
" أنت مخطىء يا كولن ، من الأصوب أن تقول عضو البوليس السري ، سارة وينتون".
حدقت سارة فيها مجفلة ، وأحست بنفسها غير قادرة على الكلام ، ممزقة الأعصاب ، ولكنها أدركت بعد أن إلتقت نظراتها بنظرات جيل بأن الأخيرة إنما نهجت نهج الدفاع عن النفس لكي تخفي جرح مشاعرها ، وإعترى سارة الإحساس بغتة بأنها دخيلة على الموقف ، وكأنها كانت تقف خارج دائرة حطمتها عن عمد.
يجب أن تحاول إفهام جيل وصديقها بأنها إنما أت الى هنا من أجل ان تساعدهما وليس بوصفها سكرتيرة هيو ، وشعرت بغريزتها بأن هذا الرجل الرجل هو الفنان الذي يعيش في لندن ، وقد أدركت هذا لحظة ان فتح الباب لها .
" أنا آسفة يا جيل ، لقد جئت من أجل المساعدة ومن أجل أن أحذرك ، هنالك شخص على علم بوجود كولن هنا ، وطبعا لن تمضي مدة طويلة حتى يعرف هيو أيضا".
" بيث أسكويت ، دون شك ! " وإحمر وجه جيل إنفعالا ، هذه الكلبة الحقيرة !".
" جيل ! " إحتجت سارة محاولة أن تسيطر على إنفعالها بجهد ، أنت تعرفين أن توجيه مثل هذه الإهانات لن يوصلك الى هدفك ، ولن يشفع لك مثل هذا الأسلوب عند أخيك ، لماذا لا ندخل ونجلس لنناقش الموضوع بهدوء؟ ".
احست سارة للحظة ، بان جيل كانت على وشك ان ترفض إقتراحها ، ثم إستدارت فجأة بهزة من كتفها وسارت الى الداخل ، بينما تراجع كولن عدة خطوات الى الوراء لكي يتيح لسارة فرصة اللحاق بها.
لاحظت سارة ان غرفة الجلوس كانت نظيفة على الرغم من الفوضى التي سادتها ، وشاهدت في زاوية من الغرفة حاملا للوحات تحيط به ما يحتاجه الفنان عادة من أنابيب الدهان والفراشي ، وعلى الطاولة قرب النافذة ، تربعت مجموعة من آلات وأدوات التصوير.
وأضفت النار المشتعلة في المدفأة على الغرفة جوا من الراحة ، مخلّصة إياها من الرطوبة.
جلست سارة بإحتراس على طرف كرسي مقلقل جره كولن من أجلها من تحت الطاولة.
تكومت جيل فوق الكرسي الآخر ، ونظرت الى كولن ثم الى سارة بعبوس ، ثم قالت فجأة بلهجة أكثر حرارة.
" آسفة يا سارة ! قد تبدو لك كل هذه الأمور وكانها سلسلة من المؤامرات والأكاذيب ، إنني احب كولن وهو يحبني ، ونحن نرغب في الزواج ، أحيانا يندفع الإنسان لقول الأشياء الخاطئة بحافز الدفاع عن النفس ، لعلك لا تعرفين ان كلا من هيو ووالدتي لم يزعجا نفسيهما حتى بالتفكير بمقابلة كولن ، لقد حكما عليه قبل ان يشاهداه لأنه فنان ، ويظهر أنهما يظنان أنه لا يجد حتى لقمة العيش !".
بذلت سارة محاولة ذهنية لكي تزن الأمور حق وزنها ، وتذكرت بأنها يجب ان تلتزم الحذر على الرغم من تعاطفها مع جيل ، إن هذه الفتاة اليافعة الشقية تملك قوة التأثير على سامعيها ، وهي قادرة ان تخدع أي إنسان إذا ما كرست ذهنها لهذا الغرض.
" لا شك انك قادرة على تدبير مثل هذا اللقاء بينهم ، ما كنت لأظن بان الحذق والدهاء ينقصانك".
ألقت جيل على كولن نظرة سريعة وقالت:
" من المؤسف أن شخصا ما نقل الى والدتي قصة غريبة عن كولن ، وهي قصة غير حقيقية ، ولكن أمي رفضت أن تصدقني عندما حاولت ان أقنعها بكذبها ، انت تعرفين كيف تتعقد الأمور ، بعد هذه المحاولة كرست كل جهودي لكي أحول دون أن يتقي هؤلاء الثلاثة ، وأعتقد ان هيو قد أصغى الى القصة كما روتها أمي قبل ان يأتي الى هنا ، وما كاد يراني حتى ألقى علي محاضرة طويلة ، مما جعل الأمور تزداد تعقيدا منذ ذلك الوقت".
" لماذا لا تبداين بداية جديدة ، بتقديمي الى صديقك ؟ ربما نستطيع بعد ذلك أن ندرس الموضوع من جانب او جانبين".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 10:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية