لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-12, 03:51 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تبذل سارة جهدا لكي تحتفظ ببرودة اعصابها ن وحوّلت عينيها لكي تتجنب نظرة الإستخفاف من عينيه الداكنتين ، لقد كان الخطا خطأها .
ما كان يجب ان تستثيره ، كيف تأمل فتاة مثلها ان تخترق توازنه الفولاذي ، وردت متجاهلة نبرة السخرية في صوته:
" إن الكفاءة ليست من إحتكار السن " وتابعت بعناد : " كما تعرف بدون شك".
" النساء يعرفن معظم الإجابات قبل ان يغادرن المهد ، اما الرجال فهم يبتدئون عادة بداية سيئة ، خذي ماكنزي مثلا ، لقد قهرته بنظرة واحدة من عينيك الزرقاوين على الرغم من أنك فرضت عليه الإنتظار".
القت سارة عليه نظرة سريعة وقد إعتراها الخجل:
" آسفة !".
تمتمت وهي تنظر الى يديها .
" كنت اتحدث الى جيل مما جعلني انسى الوقت".
كرهت سارة ان تشرح له بأن جيل نسيت ان تبلغها رسالته حتى اللحظة الخيرة ، من الأفضل ان تدعه يظن بها الإهمال بدلا من أن تعرّض علاقته المتوترة باخته لمزيد من الضغط ، لقد أخطأت دون شك لأنها نسيت ان تعتذر لأيان ، إن منظره الفتي نسبيا اذهلها عن القيام بالواجب ، ولكن هذا التفسير سيبدو سخيفا لو تفوهت به ، ولهذا إكتفت بان تضيف بهدوء:
" شرح لي الدكتور ماكنزي بعض الأشياء المتعلقة ببيدي عندما ذهبت معه الى السيارة لإحضار بعض الحبوب".
" تصرف سليم ، يا آنسة وينتون !".
ثم قال بلهجة مصقولة وهو ينهض ببطء مبتسما بلين:
" إسمحي لي !".
تدفق الدم في وجنتي سارة وهي تهب على قدميها متجنبة وجهه المرتاب وقالت بسرعة:
" إذا لم يكن هناك ما أفعله ، فإنني أحب أن أخرج لتنسم الهواء ، جيل ذهبت الى سريرها مبكرة ، لقد سمعتها تصعد الدرج قبل قليل ، وبيدي لا تحتاج الى شيء".
فدار بسرعة ليطفىء النور ، ثم خرجا من الغرفة .
" إذا لم يكن لديك ما يدعو الى اإعتراض ، فسآتي معك !".
أوقفتها نبرة صوته الثاقبة ، كان القمر بدرا ، وهي دائما تحب التجول وحدها ، إنها لا تريده ان يصاحبها فهي تود أن تريح أعصابها وتسترخي .
ونظرت سارة اليه نظرة شبه يائسة:
"أفضل ان أذهب بمفردي ، إذا لم يكن عندك مانع ، إن الوقت ليس متأخرا".
تجمدت نظرة هيو الواثقة وقال:
" لدي مانع ، ثم إن خروجي معك أفضل لسلامتك ، هذا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ان إنقاذك في وضح النهار كان صعبا ما فيه الكفاية ، وبالإضافة ، انا أيضا اشعر برغبة في المشي ، وهناك بعض الأمور التي اريد مناقشتك بشأنها ، غدا سأسافر الى لندن ، ولن يسمح لي الوقت بالتحدث اليك".
كيف تستطيع أن ترفض ؟وبدون أية معارضة اخرى وضعت على كتفيها شالا بدلا من أن ترتدي معطفا لأنها كانت لا تنوي الإبتعاد مسافة طويلة.
كانت النجوم تتألق بشدة في سماء خلت من الغيوم ، وهبت ريح خفيفة ، وبدت القلعة كبناء أسطوري تحت ضوء الكواكب ، بينما جاشت الفضة في البحر الذي عكست امواجه ضوء القمر ، واحست سارة بجمال المنظر وهي تتبع هيو الى الشاطىء بأسى.
سارت بسرعة وكأنها ارادت أن لا تطيل هذه اللحظات لشعورها الحاد بالرجل المحاذي لها ، وسلكا الطريق الذي كان هيو قد دلّها عليه في السابق ولكنها كانت تضطر بين الحين والآخر الى التمهل لكي تلملم شعرها الذي راحت الريح تعبث بخصلاته ناثرة إياها فوق وجهها وعينيها ، وهمهمت بغيظ لأن شعرها وتنورتها الطويلة أخذتا تعيقان حركتها ، وجرت لتلحق بهيو.
توقف هيو فجأة ، وضحك بصوت منخفض ، وقفزت نبضاتها عندما شعرت به يمسك بيدها ويشبك أصابعها حول اصابعه بتكاسل ... كانت اصابعه نحيلة وقوية واخذت تعبث بتمالكها لنفسها ، وبدأ شيء في اعماقها يتحرك ببطء... شيء جديد مثير للفزع ، وسببت لمسته شعورا لاذعا في حنجرتها.
صرخت بومة ليلية فوق إحدى الصخور العالية صرختها الموحشة ، وبصعوبة سمعتها سارة ، ولكنها احست في نغماتها تحذيرا ، ووصلا الى ارض اقل وعورة فإبتهلت سارة ألا يشعر هيو بإرتعاشاتها المتشنجة لأنها ما أرادت أن يعرف المشاعر العاصفة التي ثارت في قلبها ، لقد مدّ هيو يده اليها ليساعدها كأنه يساعد طفلة ، ولهذا فإن رد فعلها القوي ليس إلا إستجابة حسية بحتة ، حيلة من حيل الليل.
وإستدارت سارة لتواجهه وقد احس بأنها غير قادرة على متابعة هذا التحليل الصارم لمشاعرها ، وتفوهت بأول جملة خطرت لها:
" متى تعود الى لندن؟".
اعطى الصمت العيق لكلماتها رنة من الإستفهام اللاهث ، فندمت سارة في الحال على سؤالها.
توقف هيو ومدّ يده ليزيح خصلة عنيدة من الشعر الملتفة حول حنجرتها ، كاشفا عن كمال إنسياب خطوط وجهها من الجبين حتى العنق.
" هل أنت سعيدة لانني ساسافر يا سارة؟".
وكانت في لهجته نبرة غامضة ، وتفحصتها عيناه الثاقبتان في الظلام.
حاولت سارة ان تقلد اسلوبه الهادىء المجرب ، وهي على يقين بأنها ليست ندا لبراعته اللفظية ، وتذكرت بنه قد هزأ في إحدى المرات من عدم قدرتها على رد الكيل بمثله ، إنها على إستعداد للإعتراف بضعفها هذا ولكن ليس تماما
" لقد سبق أن ذكرت أنه بإستطاعتي ان آخذ إجازة أثناء غيابك".
اجابت سارة متعمدة ان تعيد حديثا جرى بينهما في السابق.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-01-12, 03:54 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فرد هيو وأسنانه البيضاء تلمع :
" لقد إخترت ان تذكريني بوعدي ، ولم يمض على تقلدك لمنصب مدبرة منزلي إلا وقت قصير ، ولكن ، هذا إذا لم تخني ذاكرتي ، كان هناك قيد".
" قيد؟".
" لقد وعدت بان تراقبي جيل".
" دون ان اختار".
تجاهل هيو ملاحظتها ، وقال:
" إن إزدياد المسؤوليات سيساعدك على النضج ، ام أنك لا ترغبين في هذا؟".
" لست بحاجة الى النضج ، فأنا قد بلغت 21 عاما ، الا تعرف؟".
" سن متقدمة!".
وضحك إلا ان ضحكته هذه المرة كانت خالية من التسلية ، وثبت عينيه على وجهها المتالق في ضوء النجوم ،وقال بجفاء.
" ان العمر لا يقاس بالسنوات ، بالضرورة".
" تعني الخبرة؟".
" تستطيعين قول ذلك ، ولكن الخبرة هي شيء بعيد عن متناولك ، كما أتخيل".
علّق ردا على ذلك ، فإرتعشت سارة ، ولكنه تابع دون رحمة :
" لا شك ان تعلقك بحماية والديك قد حال بينك وبين التجربة ".
حدّقت سارة في وجهه الأسمر الجذاب ن وقد تناثر شعرها كالحرير فوق كتفها ، ذائبا في نور القمر.
" لقد تحرّيت اموري ، إذن".
" لم تدع الحاجة الى ذلك يا فتاتي " قال مائلا بإتجاهها ، فما على المرء إلا ان يراقبك ليصل الى هذه النتيجة".
فأجابته سارة بصوت رفيع يغلي بالغضب:
" إنك إنسان مستحيل".
"وانت أيضا ، دعينا نعلن هدنة بيننا".
عضّت سارة على شفتها بشدة ، محاولة السيطرة على نفسها كي لا تشاجر معه بعنف ، ولم تذكر انها شعرت بمثل هذا الغضب من قبل ، وإبتعدت عنه عدّة خطوات وإنحنت لتلتقط حصاة كانت تحت قدمها ، ورمتها بقوة بعيدا ، الى حيث راحت الأمواج تتكسر على الشاطىء.
ثم اخذت نفسا عميقا ، وقالت:
" كيف تريدني ان أتصرف مع جيل أثناء غيابك ؟ إنها لم تذكر شيئا عن صديقها ، هل انت متأكد ان لها صديقا؟".
فاجاب هيو بحدة وكأن تغيير الموضوع قد اثار إستياءه.
" اؤكد لك بأنه موجود ، لقد تنازعنا أنا وجيل بشأنه اثناء عودتنا من المطار".
تبعت سارة شعاعا من نور القمر فوق الرمال ، ولاح وجهها رقيقا عكس الألق المرتعش.
" إن المعارضة غالبا ما تؤدي الى النتيجة العكسية".
" هل تريدين حقيقة أن نتكلم عن جيل؟".
كانت الرمال تتسرب من خلال أصابع قدمها وصندلها موحية لها بشعور وثير غريب ، وراحت رائحة البحر تغزو حواسها ، مفعمة الهواء بما يشبه السحر ، وتحركت الرغبات ، لم تكن الليلة مناسبة للتفكير المنطقي ، ولكن سارة صممت على ان تستمر في المحاولة.
" لقد ظننت أن هذا هو السبب الذي دفعك لمرافقتي".
إرتفع حاجباه الداكنان بحركتهما المعهودة، مما اعطى وجهه في ضوء القمر تعبيرا منهمكا.
" إن ليلة كهذه لم تخلق للنقاش".
قال بنعومة ساحرة.
فتصلّب جسم سارة ، وبدت كحورية بحر على إستعداد للهرب: عيناها مستديرتان ، وراسها مرفوع الى الوراء فوق عنقها النحيل ، وغلبها شعور غريب عمره كعمر البد ، فإبتلعت ريقها وقالت:
" لا أظن انني أفهم ما تعنيه".
فلمعت عيناه ، وتاملها بنظرة طويلة مقصودة:
" الا تظنين انه قد حان الوقت لتفهمي؟".
" ليس هناك ما يجبرني على الإصغاء لمثل هذه الكلمات".
قالت بضعف ، وهي تطرق بعينيها تحت وطأة نظراته الفاحصة المستعصية ، فضحك ضحكة عميقة.
" لن أمثل دور الرجل المتوحش ابدائي ، إذا كان هذا ما يقلقك".
إرتجفت سارة عندما مد يده مرة ثانية الى شعرها ، لاويا خصلة منه حول إصابعه راحت تتألق في ضوء القمر ، وتابع مكملا حديثه بصوت مشدود:
" ولكنني لا أملك إلا أن اتساءل كيف ستتصرفين لو فعلت ، هل هذه الهالة من البراءة التي تحيط بك مجرد غلاف سطحي ، يا ترى ؟ عندما تختار فتاة مثلك أن تدفن نفسها في جزيرة نائية فإن السبب في العادة لا بد أن يكون رجلا".
" اتعني انك لا تعرف السبب وراء قدومي هنا؟".
" لقد ظننت انه من المثير أن أحاول معرفته ، خصوصا بعد أن رايت الطريقة التي نظرت بها الى أيان ماكنزي".
اجاب بسخرية لا تحتمل.
" كيف تجرؤ؟".
وإشتعل غضب سارة ليتلاشى بالسرعة نفسها ، ومسحت على وجهها بيدها كالمنومة ، وقالت:
" ماذا لو قلت لك أن السبب هو إحساسي بالتعاسة".
"وفّري عليّ التفاصيل البائسة، إن كتفي لم يخلق لتجفيف الدموع".
" لا يمكن لأمرىء صحيح العقل أن يظن بك مثل هذا الظن".
أجابت سارة بعنف ، رادة كلماته الى نحرها ، وعيناها تفيضان بدموع لم تذرفها نتجت عن الجرح العميق الذي سببه لها ، وندمت على النزوة التي كادت أن تدفع بها الى الإفضاء اليه بالحقيقة عن والديها ، وحركت راسها بسرعة لكي تخفي وجهها المبلل بالدموع تحت خصلات شعرها الثقيل ، ولكن هيو لاحظ لمعان الدموع في عينيها.
" وفري عليّ هذه الدموع ، أعدك بأن أطلق العنان لنفسي كالبركان إذا ما إستسلمت للبكاء ، او لعله من الأفضل أن أخلق لك سببا يدعوك للبكاء!".
شعرت سارة بجسمها يطفو في الهواء ، تتدافعه صعودا ونزولا زوبعة عواطفها الثائرة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-01-12, 03:55 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

صدمت سارة عندما عانقها هيو لأنها كانت على جهل بالمشاعر التي كانت تجيش في نفسه بإستثناء غضبه ، واحست بقربه منها يحجب قدرتها ، على التفكير الواضح.
وفجاة ، ومن دون إنذار ، إنتزع ذراعيها من حول رقبته وأزاحها بحزم بعيدا عنه ، فترنحت سارة تحت صدمة هذا الرفض غير المتوقع.
وتناهى اليها صوته خشنا ، قاسيا:
" لم تتصرفي وكان قلة الخبرة التي تدّعينها قد شكّلت لك عائقا".
أحست بوقع كلماته عليها كالماء البارد ، فعاد اليها وعيها ، إنه لمن الجنون ان تدعه يعاملها بمثل هذه الطريقة.
" ما الذي جعلك تتصرف هكذا؟".
" الله وحده يعلم... الإغراء .... الإستفزاز!".
وسرت نظراته فوق جسمها النحيل تومض بلمعة إستحسان مزعجة .
" ما كان يجب ان آتي معك الى الشاطىء".
" لم اشجعك".
وغطت كلماتها حاجتها اليائسة لبعث ثقتها في نفسها من جديد .
إستعاد هيو تمالكه لنفسه وبدا وجهه كالقناع الجامد وقال:
" هناك عدة طرق لتشجيع الرجال ، يا سارة ، وأنت تفعلين ذلك دائما لا شعوريا".
" هذه كلمات مريضة ، كيف تستطيع التفوه بها؟".
" هذه هي الحقيقة يا سارة، سواء أكنت عالمة ام جاهلة بها ، أنت تجذبين الرجال كما يجذب اللهب الفراش".
حدقت فيه سارة مرتاعة ، هل يظن أنها معتادة على مثل هذه التصرفات؟".
" أظن إنك قد إرتكبت خطأ ".
" لا " اجاب بقوة وبصوت بدأ الغضب يذوب منه : " ولكن الوقت متأخر وأنت تبدين متعبة ، ثم إننا لا نريد أن نبدأ شيئا لا نستطيع أن ننهيه ، يحسن بنا أن نعود ، وكما قلت سابقا ما كان يجب أن آتي معك".
" ولكنك قلت بان هنالك بعض الأمور التي تريد أن تناقشني بشانها".
وبصعوبة إستطاعت سارة ان تدرك فحوى كلماتها لأن ذهنها كان ما يزال يعاني من اثر الصدمة.
" ليس هنالك من لا يستطيع الإنتظار".
لفت سارة الشال حول جسمها ، وحدقت في البحر امامها ، كان القمر قد إختفى وراء غمامة مما جعلها غير قادرة على تبين موقع خطواتها إلا بصعوبة ، وتعثرت فجأة ولكن يده إمتدت اليها في الحال لتسندها ، إلا أن لمسته الآن كانت جافة خالية من المشاعر ، وراح يساعدها على صعود الدرب الضيق الغارق في الظلال.
وأحست سرة بانه قد ندم على مغازلتها ، وبذلت سارة محاولة شبه مكشوفة لتجمع شتات نفسها ، وسارت دون أن تعلق على كلمات فريزر الأخيرة ، وتمهلت خطوات هيو بجانبها ، وبدا وجهه الداكن عصيا على القراءة ، ثم تناهت اليها كلماته المفعمة بالسخرية:
" لا داعي لأن تغلقي الأبواب في وجهي لأن الصدف شاءت ان أكون رئيسك ، أنت دائما تصرين على الإشارة الى وضعك ووظيفتك حتى أصبحت فكرة لا تتزحزح في رأسك الرجعي الجميل هذا ، إنه من المعروف ان كثيرا من الفتيات ينتهين بالزواج من رؤسائهن".
سرت القشعريرة في جسم سارة ، إنه يحاول ان يجعل الموقف يبدو مسليا ، لقد كان من الممكن ان تغفر له عدم إهتمامه ، ولكنها لا تستطيع ان تغفر له هذه السخرية اللاذعة ، وإبتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت:
" لم اعمل في خدمة العديد من الرؤساء ، يا سيد فريزر".
" من الآن فصاعدا ، يا صغيرتي ، ناثرة اللهب ، نادني بإسمي : هيو".
إرتجفت سارة ، من الواضح ان أسلوبها المتكلف قد ضايقه ، ولكنها تفضل ان تواجه غضبه على ان تدعه يكتشف الطريق المؤلمة التي إستجابت بها له ، حمدا لله على قرب موعد سفره ، أثناء غيابه ستحاول ان تتعلم كيف تواجه هذه الكتلة من العواطف الجياشة التي تعتمل في نفسها ، حتى إذا ما عاد إستطاعت أن تواجهه بنوع من الموضوعية ، ولو لم تشعر بها.
أطلت القلعة مهيمنة ، وصاح طائر بين الأشجار ، وإرتعدت سارة إذ حادت نظراتها عن وجه هيو الساخر لترحل عبر الريح والسماء فوقها ، وأحست بانوثتها كما لم تحس بها من قبل ، ولكنها صممت على ألا تدعه يخمن مشاعرها.
أخذت سارة نفسا عميقا ، واشاحت بوجهها لتخفي قطرات الدموع التي لسعت عينيها.
" من الأفضل ان أذهب الان ، لقد وعدت بيدي بأن اعد لها شرابا ساخنا ، ستتساءل الى أين ذهبت إذا لم افعل".
وإستدارت ثم عبرت الباب الأمامي الضخم بخطوات سريعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 01-01-12, 08:09 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 187049
المشاركات: 110
الجنس أنثى
معدل التقييم: الملآك القاسي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الملآك القاسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

متــــــــــــابعه بشـــــــــوووووق

 
 

 

عرض البوم صور الملآك القاسي   رد مع اقتباس
قديم 02-01-12, 02:22 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- أرجوحة الحزن


غادر هيو القلعة مبكرا في صباح اليوم التالي ليذهب الى لندن
وكانت سارة قد نهضت من فراشها متأخرة بعد ليلة غير مريحة مما اثار غيظها ، وهرعت الى الأسفل لتجد أن هيو قد خرج بعد أن تناول فطوره بمفرده ، ونظرت سارة الى كرسيه الفارغ بمزيج من الإرتياح والياس.
" كان مستعجلا جدا يا آنسة سارة " قالت كاتي من وراء ظهرها :" سألني الا اوقظك لأنه قدّر بأن تكوني متعبة ، ولم ينتظر حتى أقلي له بعض البيض ، لقد أخذت بعض الشاي الى بيدي قبل قليل ، وهي تصر على مغادرة الفراش وإستئناف العمل".
" آه ، لا !".
منتديات ليلاس
واسرعت سارة تصعد درجات السلم الى غرفة بيدي بإستياء شديد لكي توبخها ، ولما إستطاعت أخيرا ان تقنعها بالبقاء في السرير ، وجدت في إنتظارها مجموعة من المشاكل مما إضطرها لأن توفر لها إهتمامها الكامل ، ولم تجد وقتا لتناول أكثر من فنجان قهوة وقطعة خبز محمصة.
" الآنسة جيل تشعر بالتعب ". قالت كاتي وهي تقوم بإعداد صينية فطور بإهتمام: " ولن تغادر غرفتها قبل موعد الغداء".
لم تنزعج سارة لأن هذا الترتيب من شأنه ان يتيح لها طبع رسائل هيو والحصول على توقيعه قبل ذهابه ، وعندما رأته أخيرا لم يبد عليه القلق بشأن جيل.
" هذا شيء متوقع ، كما اعتقد ، لا شك أن الرحلة قد أتعبتها وستحتاج الى الراحة لفترة قبل ان تستعيد قواها ، وهذا يعني انها لن تسبب لك كثيرا من المضايقات قبل عودتي".
بدا واضحا انه ما كان ينوي أن يبدي عواطف الشفقة! ودون ان يضيّع مزيدا من الوقت وقّع الأوراق ونظر بسرعة الى بريد الصباح:
" ساغادر بعد قليل".
قال وهو يرمق مكتبه بسرعة، ثم حطت عيناه على وجه سارة المصفر :
" أتوقع أن تديري الأمور بكفاءة ، ولكن إذا ما حدث أي شيء وإحتجت الي فيمكنك الإتصال بي في مكتبي ، هذا هو الرقم ، ساترك لك ايضا رقم الشقة لكي لا تجدي صعوبة بالإصال بي عند الضرورة".
نظرت سارة بكآبة الى رأسه الداكن وهو ينحني ليكتب رقم الهاتف ، وكان قد إرتدى بدلة أنيقة فوق قميص مقلم فاتح مما أبرز سمرته ورجولته .
إستقام هيو بقامته وإستعرضتها نظراته ببطء حتى إستقر على الضماد الطبي فوق ذراعها ، فأفترت شفاه عن إبتسامة خفيفة ساخرة.
" لا شك ان الدكتور ماكنزي سيعتني بك ، لا تسمحي لنفسك بالوقوع في شباكه تماما ، يا سارة".
أزاحت سارة راسها بسرعة متجاهلة كلماته ، وتصنعت الإستخفاف ، ولكن ملاحظته آلمتها ، فاجابت:
" قد تعود من لندن قبل أن ياتي لزيارتنا ثانية".
ورفعت راسها فوجدت عينيه مصوبتين عليها فتسمرت تحت وطأة نظراتهما النفاذة للحظة ، ثم أجبرت ذهنها على التحوّل للإهتمام ببعض التفصيلات التي بقي عليها إتمامها ، رافضة أن تدع ذهنها يعود الى ليلة البارحة ، وعلى الرغم من هذا شعرت بحمرة الخجل تصبغ خديها ، فاسرعت لتجمع حزم الرسائل وأخذت ترتبها.
" اشك في هذا ، إن الرجال أمثال ماكنزي لا يقعون تحت تأثير النساء بسهولة ، ولكن عندما يفعلون لا تستطيع حتى الخيول البرية أن تصدهم".
هل حملت ملاحظته نوعا من الحذير الخفي؟ لا شك أنه ققصد ان يلفت نظرها الى حقيقة نوايا ماكنزي ، هذا إذا كانت لديه نوايا ! ولكنه ليس بالقيّم عليها ، إن ايان على الأقل تصرف بمنتهى اللياقة ، أما هيو فإن سلوكه يتارجح بين اللطف والخشونة من لحظة الى اخرى ، وردت سارة متسرعة تحت وطاو السخرية في عينيه:
" لقد وقعت أنت نفسك تحت تأثير الآنسة اسكويث في الأمسية الفائتة".
إنكمش هيو في الحال ، وأحست بافكاره تنفصل عن ذهنها ، وكانه إنسحب بجسمه من الغرفة ، وبلّل العرق كفيها إذ تجسمت لها فجأة جسامة حماقتها ، ولكنه عندما تكلم جاء صوته ثابتا ، على الرغم من ان السخرية ما تزال عالقة به.
" لعله يمكننا تشخيص مزاجنا هكذا : مواجهة الصباح بعد ليلة البارحة " وهزّ كتفيه بإستخفاف ، وكانت هذه هي الملاحظة الوحيدة التي أبداها بشان نزهتهما على شاطىء البحر ، فغمرها الخجل الشديد.
توقف هيو للحظة ليتامل اللون الوردي الذي تالق في خديها وقد رفعت راسها المتلألىء لتحدق في عينيه ، وكان وجهه قريبا منها فاشاحت بوجهها لتتجنبه.
" آسفة !".
إعتذرت بلهجة يائسة ، محاولة ان تخفي ضربات قلبها وهي لا تدري ماذا تقول ، فإلتمعت عيناه بسخرية لا قرار لها ، ومد أصبعه الى خدها المحمر ناقرا إياه بخفة ، ثم أدار ظهره فجأة قائلا من وراء كتفه وهو يتجه نحو الباب:
" ساراك عندما أعود".
لم تستطع سارة ان تستقر في البيت بعد الغداء ، ولهذا قررت ان تذهب الى القرية لتضع الرسائل في البريد ، وسألتها بيدي أن تحضر لها بعض الحوائج كما طلبت منها ان تذهب لزيارة اختها التي كانت على موعد معها هذا العصر ، ولما لم يكن بالإمكان ان تخرج بيدي من القلعة فقد وعدتها سارة بأن تسأل فيما إذا كانت اختها تحب ان تاتي لزيارتها لمدة ساعة او ساعتين.سعدت سارة بهذه الفرصة لمغادرة القلعة التي بدت موحشة بعد ذهاب هيو.
لم تهبط جيل الى الطابق الأسفل إلا بعد رحيل هيو ، وأمضت بقية الصباح في التجول من غرفة الى غرفة من دون هدف ، وإقترحت سارة عليها أن تأتي معها الى سالن ، ولكن جيل لدهشتها رفضت.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 10:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية