لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-11, 08:14 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وجدت سارة ان غرفة النوم التي خصصت لها كانت داخل أحد ابراج القلعة المستديرة ، ولم يكن فرشها حديثا ولكنه كان جذابا ، غير عادي ، وغاصت قدماها في السجادة الوردية السميكة والتي كان يماثلها لونا غطاء السرير المزركش وغطاء الكنبة المجاور للسرير ، وعل طاولة صغيرة قرب الكنبة رأت مجموعة من الكتب والمجلات ، بينما راحت مدفاة كهربائية تشع دفئا مريحا حولها ، وذكّرتها الغرفة، برغم الإختلاف ، بغرفة الضيوف في منزل والديها.
أشارت كاتي الى الطاولة الصغيرة ، وكانت مثل بيدي قد تفحصت سارة ورمقتها بنظرات الإستحسان.
" قد تحبين ان تجلسي هنا في بعض الأحيان ".قالت وهي تبتسم لسارة بمرح : " ولهذا فقد تركت لك بعض المجلات".
وشكرتها سارة بسرعة معبرة عن إمتنانها وهي تبتلع غصة من الحنين الفجائي ، وخمنت بان كاتي هي الخادمة ، واحست بميل اليها وهي ترمق وجهها المستدير المرح وعينيها الداكنتين اللامعتين وإبتسامتها الودية المبتهجة ، وإختفت كاتي لبضع دقائق ، ولكنها سرعان ما عادت تحمل صينية عليها إبريق من الشاي الحار وبعض شرائح الخبز والزبدة الساخنة .
" هذه الصينية من بيدي "، وتابعت لاهثة : " وقد اخبرتني بان اذكر لك بأن موعد العشاء هو السابعة".
بعد ان إستحمت سارة وإستراحت قليلا إرتدت ثوبا ناعما وهبطت الدرج الى الأسفل.
ثم تناولت عشاءها في غرفة طعام صغيرة قرب قاعة الإستقبال ، ولما وجدت نفسها وحدها في هذه الغرفة الفاخرة ، إذ أنها لم تستطع أن ترى هيو في أي مكان حولها ، تمنت ، متاخرة ، لو أنها طلبت تناول العشاء على صينية في غرفتها.
بعد مضي بعض الوقت جاءت بيدي لتتأكد من أن كاتي قد جلبت كل شيء تحتاج اليه سارة ، وتلكأت حتى إنتهت الضيفة من تناول قهوتها في قاعة الجلوس.
" إن السيد هيو قد ذهب لتناول العشاء مع بعض الأصدقاء".
قالت لسارة التي لم تشا ان تسال كاتي عن سبب تغيبه.
" إنه يقضي في العادة وقتا كبيرا خارج المنزل ، لا يوجد حاليا من يوفر له الصحبة الكافية ، ولكن الظروف ستتغير طبعا عندما تصل الآنسة جيل ن آمل الا يكون خروجه قد ازعجك يا ىنسة".
" لا".
لم تشعر سارة بأي إزعاج بل أحست بإرتياح لم تستطع له تفسيرا عندما وجدت نفسها بمفردها ، ثم أنه ليس لها أن تعترض على الكيفية التي يقضي فيها رئيسها أوقاته ، ولكن يبدو ان بيدي لا تدرك هذا ، فهي على الأغلب لم تضطر الى التعامل مع سكرتيرة من قبل.
" أتوقع أن اتعود على العيش هنا في وقت قصير ، ثم اظن أنك عشت هنا مدة طويلة".
" يبدو ان بعضنا لن يستمر في العيش هنا في المستقبل بعد أن آت ملكية القلعة الى السيد هيو".
ردت بيدي بحدة ، وبدا وكأن الكلمات قد افلتت منها لا أراديا بعد محاولة كتمان طويلة.
" وطبعا ". سارعت بيدي لإتمام الحديث : " نحن نقد ر بأنه قد يجبر على بيع لوخ غويل ، أو يضطر الى إستخدام من هم اصغر سنا ، بعض مستخدميه يتقدمون في العمر ، وواحد أو إثنان منهم – مثلي – يعانيان من الروماتيزم ".
وتنهدت وهي تضغط بيديها على وركيها النحيلين ، دون أن تنتبه ، وكأنها تريد ان تعطي كلماتها مزيدا من التأكيد.
وضعت سارة قهوتها جانبا ، وحدقت في وجه بيدي ، لقد املت أن تستطيع الإبتعاد بالحديث عن هيو فريزر ، ولكنها وجدت نفسها تعود الى الموضوع كالكرة ، من المؤكد أنه لن يحاول أن يحرم هؤلاء المستخدمين المسنين من بيوتهم ، حتى ولو كان عمه هوالمسؤول عن عدم تأمين مستقبلهم قبل وفاته ، وراحت سارة تنظر الى عظام بيدي الهشة وقد ضاعت الكلمات على شفتيها.
وأخيرا قالت ، باذلة محاولة متخبطة لبعث الأطمئنان في نفس بيدي :
" لا شك ان السيد فريزر يضطر الى السفر مرارا ،ولهذا فلن يكون من الأفضل ان تبقي أنت هنا لتعتني بالبيت اثناء غيابه؟".
" قد يتزوج تاركا لزوجته مثل هذه المهمة ". أجابت بيدي رافضة أية مواساة : " إن النساء يجدنه شديد الجاذبية ، وهناك آنسة معينة تميل اليه جدا".
هضمت سارة هذه المعلومات بصمت دون ان تستطيع تفسيرا للرجفة البسيطة التي اصابتها.
" قد تستطيع الآنسة جيل أن تساعد".
ولكن بيدي وكأنها ندمت على ملاحظتها المندفعة ، إذ انها التفتت بسرعة وغادرت القاعة حاملة معها فنجان القهوة الفارغ وهي تتمتم :
" أنا لا ارغب في إزعاج الانسة جيل ، انا واثقة أن السيد هيو سيجد حلا لكل مصاعبنا فيما لو اتيح له الوقت الكافي".
قالت هذا وإختفت عبر الباب الأخضر الذي يقود الى المطبخ ، هاتفة لسارة بصوت مرتفع بأنها تستطيع ان تدق الجرس طالبة كاتي فيما لو إحتاجت الى أي شيء ، لقد نسيت بيدي ، كما بدا واضحا ، انها وعدت بان تريها القلعة ، وفكرت وهي تنظر الى الباب المتارجح بأن هذا يعني أن عليها الإنتظار حتى الغد لكي تتعرف على المكان.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-12-11, 08:16 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


دهشت سارة عندما وجدت أنها نامت نوما عميقا تلك الليلة في القلعة ، وعندما إستيقظت لم تستطع أن تفهم اين كانت للوهلة الأولى ، ثم صدمتها المعرفة مع عودة وعيها ، انها في قلعة لوخ غويل بجدرانها السميكة المتجهمة ، ولكن سريرها كان مريحا ، غمرتها أشعة الشمس المتسربة من النافذة نصف المفتوحة فرمت اغطيتها بعيدا وقفزت جارية الى النافذة لتنظر من خلالها ، كان المنظر رائعا من برجها المستدير ،وبدا البحر بلا نهاية من الزرقة المتألقة ، وعندما نظرت الى الأسفل رأت مجموعة من الخلجان والرؤوس الصغيرة بمحاذاة الشاطىء الذي أحست به يناديها ، وغسلت وجهها بالماء البارد بسرعة وإرتدت ثيابها على عجلة مختارة بنطلونها الجينز القديم وقميصا مناسبا ضيقا ، وكان هيو فريزر قد ارسل لها رسالة مع كاتي في الأمسية الفائتة ليخبرها بأنه سيكون في إنتظارها في غرفة المكتبة بعد الأفطار ، ولما كان الوقت لا يزال مبكرا ، حوالي السابعة فقط اكدت لها ساعتها ، فقد قررت سارة ان تذهب للإستكشاف.
عندما وصلت سارة ال الردهة ، إرتدت صندلها وقفزت هابطة الدرج الملتوي ، لم تجد أي مخلوق في طريقها ، وكان الصمت مخيما على القلعة الضخمة مما جعلها تحس بانه لو وقع دبوس على الأرض لسمعته ، وحادت عن مدخل القلعة المهيب ، متجهة نحو مؤخرة القاعة ، ولم تجد صعوبة في العثور على الممر الطويل الذي سارت عبره البارحة مع هيو فريزر والذي قادها في النهاية الى ساحة القلعة.
في الساحة أيضا كان الصمت مخيفا مما جعلها تشعر وهي تشق طريقها الى قلب صباح ربيعي مثالي بان العالم كله ملكها ، ودارت حول بإتجاه حافة المنحدر ونظرت الى الصخور الشاهقة والشاطىء تحتها ، كانت حركة الجزر قد عرت جزءا كبيرا من الشاطىء ، تاركة بركا صغيرة عميقة خضراء بين عروق الصخور السوداء ، ولكن الرمال لم تكن بالكثافة التي قدرتها عندما نظرت الى الشاطىء من النافذة ، وقررت وهي تحدق عبر المياه الساطعة الى منحدرات جبل بن مور الهابطة بلطف نحو الأرض المنبسطة على طول الشاطىء المقابل بأن هذا المكان المعروف بلوخ ناكيل ، ولم يخطر ببالها وهي تطل على الشاطىء من فوق بأن المنحدر الذي وقفت فوقه قد يكون شديد الميل ، وظنت أنه لا بد ان يكون هنالك طريق ينتهي بها الى هذا الشاطىء المغري الذي يمتد تحتها.
وقعت سارة في اسار المنظر الجميل المحيط بها ، ووجدت نفسها تستمر سائرة حتى وصلت الى فوهة شق ضيق ينحدر بين الصخور بدا لها وكأنه بقايا مسلك قديم يقود الى الشاطىء ، رغم ان العشاب قد كادت تكسوه بالخضرة مما يدل على انه لم يستعمل لسنوات عديدة.
ومن دون تفكير شقت سارة طريقها بتصميم خلال الاعشاب النامية ، مزيحة الأغصان البرية الميتة ، محاولة أن تثبت قدميها على الأرض الزلقة التي بللتها الأمطار ، وفجأة ، ربما لشعورها بأن الوقت كان يمر ، أحست بأنه من الضروري ان تصل الى الشاطىء ، وإشتبك شعرها ببعض الأشواك التي إنتزعت الشريطة التي ربطت بها شعرها مما جعله يتناثر فوق وجهها حاجبا عنها الطريق ، وإنزلقت قدماها على الدرب فتزحلقت مسافة عدة امتار ، لكنها عندما نهضت وجدت نفسها ، لأستيائها البالغ ،واقفة على افريز صخري لا منفذ له ، ففوقها إمتد الدرب عموديا الى الأعلى ، بينما إنحدرت الصخور ملساء تحتها ، هابطة عدة أمتار نحو الأسفل.
وبحركة مرتجفة من يدها أزاحت سارة شعرها المتمرد عن وجهها وقد عراها الإضطراب ، إن خطتها لم تقدها الى النتيجة التي نشدتها ، فهي لن تستطيع الصعود سالكة الدرب نفسه الذي قادها الى هنا ، كما انه ليس بالإمكان أن تستطيع الوصول الى الشاطىء فوق الصخور الملساء المنحدرة دون ان تكسر قدما أو رجلا ، وفي مخيلتها رأت نفسها تعود الى بيتها في لندن في سيارة اسعاف مما جعلها تبتلع ريقها بتشنج والرجفة تسري في أوصالها ، ثم أنه لو تناهت الى هيو قصة ما أقدمت عليه هذا الصباح لما قبل منها عذرا.
كان من المحتم أن يعتري سارة الفزع ، فلقد كان الجرف الصخري الذي وجدت نفسها فوقه ضيقا وغير مريح ، ولم تجد فيه ملجأ يحميها من الرياح الباردة الهابة من البحر ، ونفذ البرد خلال قميصها الرقيق الى جلدها العاري فجثت خلف الصخور منطوية على نفسها محاولة ان تحتفظ بدفء جسدها ، ورأت بعض الطيور البحرية التي تشبه البط قرب حافة المياه تحتها وبعض طيور ( الغيلموت ) تغوص بينها ، ولكنها لم تجد أثرا لي إنسا ، وجربت ان تنادي ولكن لم يسمع نداءها أحد ، وادركت سارة بانه حتى لو وجد شخص في مكان قريب فإنه من المستحيل أن يسمعها فوق زئير الأمواج.
تنفست سارة ثلاث مرات بعمق متذكرة نصيحة والديها لمعالجة الخوف ، وحاولت أن تغير من جلستها غير المريحة... لا بد أن ياتي أحد ، مست سارة لنفسها بندم ، إنه من المضحك أن تشعر بمثل هذا الفزع ، ولكن كل ما إستطاعت أن تراه في ذهنها كان وجه فريزر الساخر ، ماذا سيقول لو أنه سمع بمغامرتها هذه وراحت تتخيل تعليقاته اللاذعة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-12-11, 08:17 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولكنها يا للفزع ، لم تضطر الى الإنتظار طويلا ، إذ تناهى اليها وقع حوافر حصان فوق الرمال قبل ان تلمح هيو فريزر نفسه قادما بإتجاهها ، وقفزت الى قدميها بجنون مما جعلها تكاد تفقد توازنها ، وصرخت محاولة أن تجذب إنتباهه.
الجم هيو فريزر حصانه الكستنائي بحدة مديرا راسه ، ثم رأها تلوح من فوق الصخور فوقه ، ورماها بنظرة طويلة ثاقبة سرعان ما تلاشت قبل ان يشد اعنة الحصان ويعدو به الى البقعة تحتها.
" ماذا تفعلين هناك بحق الشيطان ؟ ". صرخ قائلا بجفاف :" لقد ظننت بانني إستأجرت سكرتيرة لا بهلوانة".
وبدا في عينيه الإشمئزاز واضحا.
" آسفة ". صاحت سارة مجيبة بغضب : " إنني لم افعل أكثر من اتبع الدرب".
" الم تري لافتة ، أوتخمني مدى إرتفاع هذه الصخور ؟ إن احدا لم يستعمل هذا الدرب منذ عدة سنين ن والأعمى يستطيع ان يلاحظ هذا".
" لم أدرك....".
وبذلت سارة جهدا واضحا لكي تلجم سيلا من الكلمات المندفعة ، وهذبت الفاظها حتى بدت وكأنها مجرد إلتماس للمساعدة ، على كره وراحت عيناها ترمقه بغضب مكتوم بينما علا صوتها تطلب المساعدة بادب.
" لو إستطعت أن تستديري وتتعلقي بالحافة متدلية بجسدك ، فسيكون بوسعي أن أطالك".
ولم تفت سارة لهجته الجافة ، ولكنها وجدت أنه من العبث المجادلة ، وقررت أن محاولة التخلص من هذه الورطة باسرع وقت ممكن هي الطريقة الوحيدة للتقليل والتخفيف من ملابساتها ، فأخذت نفسا عميقا ثم فعلت ما طلبه منها مغمضة العينين ، وشعرت بدقات قلبها تتسارع عندما راحت قدماها تتارجحان في الفضاء ، ولكن في اللحظة التي بدأت فيها أناملها تنزلق من على حافة الصخرة شعرت بقبضتيه الفولاذيتين تمسكان بها وتحطان بها على ظهر الحصان امامه.
" أرجوك ، دعني أهبط الى الأرض يا سيد فريزر".
وأحست بأنفاسها تختنق في حنجرتها بينما راحت اناملها المرتجفة تحاول أن تنفذ بلا وعي خلال خصلات شعرها المتشابكة.
ولكن فريزر لم يكبح حصانه إلا بعد مرور عدة دقائق ، وبدلا من ان يطلق سراحها ، شدد قبضته عليها وهو يشير في البعد الى بقعة بدا فيها مستوى البحر ومستوى الصخور أكثر تقاربا واسهل على التسلق.
" لو أنك تابعت المسير " ، قال بصوت جاف : " لكان بوسعك أن تهبطي الى الشاطىء بسهولة ، وما كنت إنتهيت الى ما إنتهيت".
أدارت سارة رأسها بحيث لم يعد ظاهرا من وجهها إلا جانبه الذي راح يختلج بالتوسل.
" كيف كان من الممكن أن أتكهن ؟ لقد وصلت البارحة فقط".
وأحست بتفاهة ملاحظتها حتى قبل أن يسارع فريزر للإجابة بحدة:
" كان هذا أدعى لن تطلبي النصيحة".
كانت كلمات فريزر منطقية ، ولكنها في حالتها الراهنة ما كانت قادرة على التفكير السليم وشعرت بقربه الشديد منها ، حتى انها أحست بضربات قلبه عكس كتفها ، وحاولت أن تبتعد عنه قليلا ، ولكنه لم يبد كمن يريد التخلص منها بسرعة ، وإستانف فريزر محاضرته ، رافضا ان يتيح لها فرصة الفكاك منه بسهولة.
" يجب ان تحاولي التذكر في المستقبل بأن بعض نواحي هذا الشاطىء قد تكون كثيرة المخاطر ، فالصخور تعلو جدا في بعض الأماكن ، وبعضها مقلقل غير ثابت ، عندما جئت الى هذا المكان من الشاطىء للمرة الأولى ، وانا ما ازال صبيا ، كان الدرب الذي عثرت انت عليه ينحدر حتى مستوى الشاطىء ، ولكن جدار الصخر الذي يعلوه سقط معظمه فوقه في السنوات التالية مما يجعل من تدفعهم الحماقة الى إستعمال الدرب يجدون أنفسهم وقد وقعوا في فخ لا مخرج منه".
" إذن ، انا لست الأولى؟".
" ولست الأخيرة ، على ما أعتقد ، الناس لا يكفون عن إثارة دهشتي ، وإنعقد حاجباه وهو يتابع : " إن ساحل الجزيرة يجب ألا يقارن بشواطىء المصايف النكليزية".
إنتفضت سارة غضبا ، هل قرر أن يسلك سلوكا مهينا ، لا شك أنه من الذين يؤمنون بالتعبير عن آرائهم ، طبعا إنه على حق في ان يشعر بالغضب ، فهي قد تصرفت في منتهى الحماقة وتسببت في تضييع وقته الثمين ، ولكن بما انه لم يحاول ان يسألها ، عن مشاعرها انه لن يستطيع أن يتهمها بتبذير عطفه ، وإعتراها شعور حاد بالشفقة على النفس وهي ترتكز بنظراتها على عرف الفرس البني الأحمر ، وعيناها الزرقاوان تفيضان بالثورة.
" آمل الا يكون التعرض للبرد قد سبب لك بعض المعاناة".
وتصلب جسمها إذ شعرت بعينيه تتفحصان بتعمد ، مظهرها الأشعث ، ولما تأكد له أنها كانت نسبيا ، في حالة جيدة سارع الى متابعة كلامه دون أن يتيح لها الفرصة للإعتراض.
" هل تدركين ان عليك ان تبدأي العمل في اقل من ساعتين؟".
" لن استطيع إذا لم تسمح لي بالنزول".
أجابت مدافعة عن نفسها بصوت مختنق ، ولكنه ، كالسابق ، لم يعرها إنتباها ، بل اخذ يحث حصانه الضخم على تسلق المنحدر الهابط الى الشاطىء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-12-11, 08:20 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

عندما وصلا الى قمة الصخور ،وجدت سارة ان القلعة كانت ابعد مما توقعت ، وأحست بنفاد صبره وهو يشير الى القلعة قائلا بجفاء:
" تستطيعين ان تجدي طريقك الان ، وعندما يحلو لك الهبوط الى الشاطىء في المستقبل حاولي أن تنتبهي الى حركة البحر ، فقد يفاجئك المد قاطعا عليك طريق الرجعة ، ومن المحتمل ألا تجديني بقربك لكي تطلبي مني إنقاذك ثانية".
وفجأة هبت الريح عابثة بشعرها الذي تطاير فوق وجهه فمد يده ليزيحه مما جعل اصابعه تلامس مؤخرة عنقها العاري.
" لن يكون هذا ضروريا بالتاكيد ، لعله من الأفضل الا اغادر منطقة القلعة مطلقا".
ولأول مرة في حياتها وجدت نفسها تندفع الى الكلام دون هدى وأنذرها بصيص من الحكمة في اعماقها بانها قد تجاوزت حدود الأدب مع شخص هو رئيسها.
منتديات ليلاس
ولكن هيو فريزرإختار ان يتجاهل إنفجارها ، ولم يفعل أكثر من ان يجرها بذراعه وهو يشد لجام الحصان مما جعلها غير قادرة على التأكد فيما إذا كانت هذه الوخزة متعمدة أم لا.
" ما هي نوعية الناس الذين عملت في خدمتهم سابقا؟".
سال بصوت مصقول وهو يساعدها على النزول:
" والداي".
أجابت سارة بإقتضاب ، مستعيدة توازنها ، ومادة قامتها بإحتراس ، إن ذكرى والديها ما تزال تثير الألم في نفسها ، ولو ان جيمس لم يشرح لفريزر حادث الطائرة لما كان هناك ما يدعو للظن بأنه فعل ، فإنها شخصيا لا تنوي أن تذكر له شيئا ، وإكفهرت عيناها إذ تناهت اليها ملاحظته الجافة.
" يا ترى ، هل تصرفا بحكمة عندما أفلتا زمامك؟".
حدقت سارة في عينيه مجابهة نظراته الساخرة ، ووشت لها جلسته الواثقة بسيطرته التامة على الحصان الكستنائي الضخم ، هل يتوقع أن يستطيع السيطرة على النساء بالطريقة نفسها ، ورفضت أن تجيب على سؤاله الأخير.
وحوّلت نظراتها عنه وهي تتنهد بصمت ، ثم قالت لا شعوريا بصوت يفعمه التوسل:
" إنني لا املك إلا ان اسالك ان تمنحني فرصة اخرى ، ليس من العدل ان تطلب مني المغادرة بسبب هذه الحادثة فقط".
" ليست بداية عظيمة كما يجب ان تعترفي ، سترين كيف تسير الأمور ، إن فرص العثورعلى شخص آخر في هذا الوقت المتاخر صعبة ، وبالإضافة ، انا اريد الإعتماد عليك في رعاية أختي".
وفجأة عرت الحدة نظراته وتابع:
" أما الآن فانا اشير عليك بان تسرعي لتناول بعض الفطور ، وإلا فإنك لن تصلحي لأي شيء هذا الصباح".
وإرتفعت كتفاه تحت قميصه السميك بحركة آمرة بالإنصراف ، فجرت بدون ان تلوي على شيء ، ولم تتوقف حتى وصلت الى غرفتها.
في غرفة الطعام حيث وضع طعام الفطور على المائدة لم تتناول سارة سوى فنجان من القهوة وقطعة خبز ، ثم سالت كاتي عن الطريق الى قاعة المكتبة.
" سيري في هذا الممر يا آنسة ، المكتبة هي الغرفة الأخيرة عل يمينك".
وظهرت الخيبة على وجه كاتي عندما رفضت سارة أن تأكل المزيد :
" إن الانسة جيل عندما تاتي الى هنا من عادتها ان تتناول فطورا كبيرا ، وهي تقول بأن الهواء هنا يفتح شهيتها".
أسرعت سارة عبر الممر وطرقت باب المكتبة بإحتراس ، وكما خشيت ، وجدته في إنتظارها ، ولم تفتها نظراته الفاحصة وهي تعبر الحجرة ، هل كان يتوقع أن يراها بالبنطلون الجينز ؟ وسرّها ان شعرها كان مرتبا وإنها لم تستعمل إلا قدرا طفيفا من الماكياج.
طرق فريزر لب الموضوع من دون مقدمات ، ومن دون أن يذكر مقابلتهما على الشاطىء ، وقال وهو يشير الى مكتب صغير قرب النافذة :
" لقد طلبت وضعه هناك خصيصا من اجلك ، لا يوجد مكان كاف هنا".
ونظر الى المكتب الكبير الذي كان يجلس وراءه نظرة مفعمة بالعبوس ، وتبعت سارة إتجاه نظراته بدهشة : أكوام من المراسلات متناثرة هنا وهناك ، وحتى الأدراج بدت مكتظة ، حسنا لقد أنذرها!
وعبرت الحجرة الى مكتبها وهو ينتظرها بسلبية ، ثم جلست:
" لقد إشتريت هذه من لندن قبل عدة أيام".
قال وهو يراقبها تزيح غطاء الآلة الكاتبة الجديدة.
" إن عمي ، كما هو واضح ، ما كان يحبذ إستعمال هذه الأشياء، ولكنني لا اعتقد اننا نستطيع التدبير من دون واحدة".
وإلتقط بعض الأوراق بينما إبتسمت سارة بأدب وراحت تتفحص الآلة بإهتمام.
" في البداية اريد ان أملي عليك بعض الرسائل التي يمكنك أن تطبعيها عندما اخرج لتناول الغداء".
تناولت سارة دفترها متأهبة ولكن لتجد أنه عاد فوضع الأوراق على المكتب وراح يفكر:
" لعله مما يسهل الأمور ان تفهمي ، يا آنسة وينتون ، إنني لا أملك وقتا كبيرا للعمل هنا ، ومن المحتمل ان أتركك وحدك مرارا لكي تصرفي الامور بمفردك – كما أتوقع أن يكون جيمس كار قد اخبرك".
" لقد ذكر لي بانك إنسان مشغول".
" هذا تبسيط للحقيقة".
واخرج قداحته وأشعل سيكارة دافعا كرسيه الى الوراء ، وعبّ نفسا عميقا وهو يحدق فيها من خلال الدخان.
" قد تمر بك أوقات في المستقبل تحسين خلالها بوطأة العمل الشديد ، ولكن عندما أذهب الى لندن يمكنك ان تنسي كل هذا وتلعبي مع جيل ، إكتشفا الجزيرة معا جيل تعرفها جيدا وسيسعدها ان تريك معالمها".
" اتوقع ان نجد ما نفعله".
" في الوقت الحاضر ستكون ساعات عملك غير منتظمة ، أحيانا ، أضطر للعمل في المساء بعد تناول العشاء ، آمل ألا يزعجك هذا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-12-11, 08:23 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أحست سارة بأنها لا تستسيغ اسلوبه في إصدار الأوامر مغلّفة بصيغة سؤال ليس بوسعها الإعتراض عليه ، لكن إذا ما توخّى المرء العدالة ، تعترف سارة انه لا بد أن يكون مشغولا جدا بكل مشاريعه ومهامه المختلفة، لعل الوقت مناسب الان لأن شيئا في صالح بيدي وكاتي ولن كيف تستطيع أن تساله عن مستقبلهما في أول يوم تعمل فيه هنا ؟ قد يفسر تدخلها بالوقاحة المطلقة ، هذا إذا لم يجد تفسيرا اسوأ ، وعلى الرغم من شكوكها وجدت نفسها تسال لا إراديا:
" هل تنوي الإشراف على مزرعة لوخ غويل بنفسك؟".
" قد افعل في النهاية".
وإلتمعت عيناه قليلا وكأنه قد خمن بعض ما كانت تفكر فيه.
" إلا أنني ماكنت أتوقع ان أضطر الى تغيير مهنتي في هذه الفترة من عمري ، فنا مهندس كفوء".
لا شك في هذا ! وشعرت بأعصابها تتوتر ، أنه من النوع الذي لا يمكن ان يرضيه ألا منتهى الكفاءة في نفسه وفي الآخرين.
ورن جرس الهاتف ممزقا الصمت الذي ساد للحظة ، وشعرت بنظراته لا تحيد عنها وهو يتناول سماعة الهاتف.
منتديات ليلاس
أثناء المكالمة شردت نظرات سارة تاركة وجهه المتبرم لتحط على رفوف المكتب المحيط بالحجرة ، ثم لتستقر على قطعة الخشب الكبيرة التي راحت تحترق في المدفأة الحجرية الضخمة ، ولاحظت سارة ان ارض القاعة المصنوعة من اعشاب السنديان كانت مكسوة بسجادة جميلة باهتة الألوان. وأحاطت بالمدفأة من جانبيها كنبتان جلديتان ، وتخيلت سارة الراحة والدفء اللذين لا بد أن يشعر بهما المرء في هذه الغرفة في فصل الشتاء والستائر الثقيلة مسدلة لتخفف صقيع الرياح الأطلسية العنيفة.
لا شك ان لوخ غويل تنطوي على كثير من الإغراءات التي من شانها ان تجذب أي رجل ، ما هو القرار الذي سيتخذه هيو بشان هذا المكان يا ترى ؟ وعادت سارة بنظراتها الى وجهه الأسمر وقد أدهشها اهتمامها الذي ما كان كله نابعا من قلقها على بيدي وكاتي ، وأحست بفضولها يكاد يطفو الى السطح فوبّخت نفسها بصرامة متذكرة بأنها يجب ألا تسمح لأفكارها بالطواف حوله، وخصوصا أن المعرفة بينهما لم تتعد فترة وجيزة.
" كان المتحدث هو الرجل الذي تعشيت معه البارحة ".
قال واضعا سماعة الهاتف بغتة قبل أن يعود الى أوراقه ، ثم رفع نظراته عنها وقال عاقد الحاجبين بصوت حاد:
" يريد ان يراني بعد الغداء اليوم من اجل البحث في أمر طارىء ، ولهذا فإنه من الأفضل أن نتابع العمل الآن متناسين كل ما عداه".
شعرت سارة في الأيام التي تلت وكأنها قد لصقت بكرسيها في المكتب ، وان حياتها كلها كانت تدور حول الالة الكاتبة ، ولما لم تفلت من هيو فريزر بادرة تعبر عن رضاه بجهدها أو عدمه فقد واست نفسها بانه ، على الأقل ، لم يلجأ الى الشكوى ، وكان يملي عليها مراسلاته في الصباح ثم يتركها بعد ان يصدر سيلا من الإرشادات ، وبعد الغداء كانت سارة تقوم بالترتيب والتنسيق حتى إذا ما حان موعد تناول الشاي كان معظم العمل قد إنتهى ولم يتبق إلا إنتظار توقيعه على الرسائل التي طبعتها ، احيانا ، وهي في طريقها الى غرفتها في الليل ، كانت تجد النور ما يزال يتسرب من تحت باب المكتبة ، ولكنه لم يلجأ الى طلب مساعدتها في مثل هذه الأوقات المتأخرة ، اما أمسياتها فكانت سارة تقضيها غالبا في القراءة أو مساعدة بيدي التي كانت بين الحين والآخر تشكو من آلام الروماتيزم المبرحة ، ووجدت سارة في الإستماع الى بيدي ، التي كانت تملك ذخيرة حية من القصص حول طفولتها والجزيرة ، مكافأة على كل المساعدات التي كانت تقدمها لها.
" يجب ان تحاولي الخروج اكثر".
قالت بيدي بحدة وقد إنتهت لتوها من سرد حكاية طويلة لاحظت خلالها إصفرار وجه سارة بشيء من القلق.
" إن الأمسيات لطيفة في هذا الفصل ، إذهبي للمشي احيانا بدلا من أن تجلسي برفقة عجوز مثلي يا آنسة سارة".
إلا أن سارة لم تحاول ان تعود الى البحر بعد مغامرتها الخيرة ، ولو سئلت عن السبب لما عرفت الجواب ، وإستعاضت عن البحر بمحاولة إكتشاف القلعة ، ودراسة اسلوبها المعماري القديم بإهتمام متزايد ، على الرغم من جهلها بمثل هذا الموضوع ، واتاح لها تجوالها فرصة التعرف على بعض الأفراد الاخرين الذين يعملون في المزرعة".
" إنني اخرج احيانا"، قالت وهي ترمق بيدي بنظرة مبتسمة : " ولكن هنالك الكثير مما يشغلني هنا".
" انا أدرك ذلك!".
وإزدادت تقطيبة بيدي وضوحا بدلا من أن تختفي كما أملت سارة وتابعت:
" إن السيد هيو يؤمن بالعمل الشاق بدون شك ، ولكن عمه كان يتهرب من الإهتمام بمراسلاته كلما اتيحت له الفرصة ، ولهذا خلف وراءه الكثير من الفوضى ، وقد عانى محاسبه مصاعب جمة أثناء حياته ، ولم تنفعه الشكوى ولا الوعود الكثيرة بتحسين المور ، اما السيد هيو فهو على نقيض عمه تماما ، ولا شك انه سيستطيع تنظيم الأمور قريبا....ان المستقبل هو الذي يثير قلقي ، كما سبق ان ذكرت لك ، ففي عمري هذا لا يألف المرء التغيير إلا بصعوبة".
عندما نهضت سارة لتصعد الى غرفتها لم يسعها إلا ان تتساءل لماذا تصر بيدي على وضع ثقتها فيها ، ولم تجد تفسيرا إلا في إحتمال ان تكون بيدي تخشى التحدث الى هيو بهذا الشأن شخصيا مما يجعلها تامل بأن تستطيع بضع كلمات منها ، بوصفها سكرتيرته ، ان تجد حلا لمشاكلها ، ولكن بيدي يجب أن تدرك بان نفوذ سارة لدى هيو قد لا تتعدى نفوذ أي شخص آخر يقيم هنا ، هذا إذا لم يقل عنه ، وشكت في ان يتجاوز شعور هيو بوجودها ساعات العمل اليومية في المكتب.
بعد مرور عدة ايام طلب هيو من سارة في الصباح ان ترافقه الى توبر مري ، وكانت عندها تتحدث من خلال زجاج النافذة بأسى ، غير شاعرة بانه كان يراقبها حتى قال بحيوية :
" سأذهب عصر اليوم الى توبر مري ، وأود ان تاتي معي ، هذا أمر".
ولم ترغب سارة في المناقشة ، خصوصا ان شمس آذار الساطعة كانت تثير الإغراء في النفس ، ورقص على وجهها الجميل بريق من الفرح غير المتوقع على الرغم من أن عينيها راحتا تنظران الى أكوام المراسلات أمامها بشيء من الشعور بالذنب.
تبعت نظراته نظراتها بصبر نافد:
" لقد إستطعت ان تنجزي كمية كبيرة من العمل منذ أن إلتحقت بخدمتي ، يا آنسة وينتون ، ولكنني لا أتوقع منك ان تتابعي دون فرصة للراحة".
تمتمت سارة بالموافقة فتوجه الى الباب مبتسما بشيء من الحدة وقال :
" ساراك بعد الغداء إذن".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 12:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية