لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-01-12, 02:06 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بعد نصف ساعة تقريبا سمعت سارة صوتا ينادي ، ولكنها وهي راكعة قرب الصخور خالتها أوهاما .
وهكذا بدت عندما عثر عليها هيو: جاثية متكورة تحت الصخور العالي ، ترتعش مرتجفة ،ولم تسمعه حتى وقف أمامها يكاد يدوسها بقدميه.
" لا شك أنك ولدت تحت كوكب محظوظ".
قال برصانة ، وهي تنظر الى الأعلى لتحدق في عينيه ووجهها شاحب شاخص، وعيناها تفيضان بخليط عجيب من الخوف والإمتنان.
إلتصقت السترة الرطبة بجسدها النحيل ، وراح قلبها يمور بسيل من العواطف إذ إستراحت عيناه على وجهها الأعزل.
" كيف وجدتني؟ لم أصرخ".
" اما انا فقد صرخت ، ولو أنك كنت تصغين وأجبت ، لوجدتك قبل الآن ، مما كان سيجعل مهمتي اسهل".
هزت سارة رأسها هزة بكماء ، وأخيرا تمتمت بصوت مرتعش:
" آسفة ، لم أسمعك".
كانت يداها قد أطبقتا بشدة وعنف حتى بدا معصماها بلون البياض ، وأحست من إنحناءة راسه وتجهمه انه كان في حالة نفسية تنذر بالخطر ، كان ما يزال واقفا ، مهيمنا فوقها ، دون أن يفصح عن شيء ،ولكنه ما لبث ان قال ووجهه خال من التعبير.
" لقد وجدت إسمك قرب الجدول ، وكذلك إسم امك ، فقد دعتها صديقتك ، عندما تحدثت عنها في لندن ، بإسمها : إيما ، وهذا أتاح لي أن اتبع الأثر الصحيح ، ولكنني كنت على وشك الرجوع عندما عثرت عليك فجأة ، لقد كان من الجنون أن آتي بمفردي كل هذه المسافة.
" كل هذه المسافة؟".
" نعم لقد تجولت أميالا".
لم يبد لها هذا ممكنا ، ولكنها لم تجرؤ على الإعتراض ، وركع على الأرض بجانبها ، وأمال راسه بإتجاهها.
" ألم تدركي خطر الشرود وحيدة في مكان كهذا دون اية إحتياطات ، حتى ولا معطف حقيقي؟ لو لم أجدك لتجمدت من البرد قبل بزوغ الصباح بهذه الثياب الهفهافة".
وتنقلت عيناه فوق جسمها وثيابها الرقيقة بجرأة ، فإرتجفت كريشة في مهب الريح ، وتناهى اليها صوته يتأرجح بين الغضب والإهتمام.
" لم يكن في الأمر ما يستدعي هذا ، أليس كذلك؟".
وكاد هيو يسمع النفس الحاد الذي سحبته في الفضاء المشحون حوله عندما قالت:
" هل تظن بانني فعلت هذا عن عمد؟".
" ربما ، بعض الناس يجدون متعة في عمليات إنقاذهم".
" لا استطيع ان أثبت لك شيئا ، ليس بوسعي ان أقدم لك أي برهان إلا كلمتي".
طاف نوع من الإستهزاء بفمه الحازم وقال معلقا:
" إن أي واحد منا قد يتعرض لسوء الظن".
" لم يخطر لي انني سأفقد طريقي".
" ماذا كنت تتوقعين؟".
أخذت سارة تصارع للوقوف على قدميها المرتعشتين محاولة الإبتعاد عنه ، ولكن يده هبطت ضاغطة على كتفها بقوة كانت كافية لتلزمها مكانها.
" من الأفضل أن تبقي هنا في مكانك ، لا أعرف ماذا تريدين ، ولكنني لا أنوي المخاطرة بعنقي مرتين ، فقد نسلك دربا خاطئا ، وكما قلت لك من قبل ، إنني مجنون بلا شك للجراة على القدوم الى هنا بمفردي".
سرت في جلد سارة مئات الرعشات وهي تحاول أن تتخلص من قبضته القاسية ، وآلمتها التكشيرة الهازئة التي أفتر عنها فمه الى حد كبير ، فجابهته بنظرة طويلة متوسلة إذ ركع بجانبها على الأرض مقرقعا بصوت جزمته على الأرض الصخرية الوعرة.
وبدا وكأنه لان قليلا ، وراحت عيناه مكانهما بنظرات سريعة مقيمة.
" سننتظر هنا بعض الوقت ، قد ينقشع الضباب ، إن الرياح قد بدأت تهب ، والتنبؤات الجوية حسنة ، وإذا ما حالفنا الحظ فإن الضباب سينحسر خلال فترة نصف ساعة ، إننا على مسافة بعيدة عن السفح ، ولكنا لسا قريين كثيرا من القمة".
حدقت سارة في هيو بإضطراب كبير وقد إرتسمت الحيرة على وجهها .
" ألن يقلقوا في لوخ غويل؟".
إستند هيو بظهره الى الصخرة ، فاردا كتفيه ، محاولا ان يجد بقعة مريحة ، وقال وهو يطلق سراحها بحركة لا مبالية :
" لقد طلبت منهم أن يعطوني مهلة حتى العاشرة ، إذا ما حالفنا الحظ قد نصل قبل هذا الموعد فالساعة الان لم تتجاوزالثامنة إلا قليلا ، وإذا لم نستطع العودة فإننا سنعتبر محظوظين أيضا لو لقينا بعض المساعدة".
" إنني لأتساءل لماذا لا تلقي بي في قعر هاوية ما".
قالت متسرعة ، متهورة.
إبتسم هيو إبتسامته الهازئة وعيناه تستقران على خديها المضرجين .
" أؤكد لك بأنني لا أهجر مسؤولياتي بهذه السرعة ، حتى ولو وجدت هوة سحيقة".
تجنبت سارة عينيه ، وإلتفتت غير لاوية على شيء ، وراحت تحدق في العتمة المتكاثفة ،وسألت فجاة :
" هل تناولت عشاءك؟".
"في المطبخ " أجاب ببطء " بسرعة ، اخشى أنني لست من فصيلة الأبطال الذين يهرعون الى تسلق أعالي الجبال ومعداتهم خالية حتى ولو من أجل فتاة جذابة مثلك".
" آسفة !".
" إشربي هذه ، لا شك أنك تشعرين بالبرد".
أخذت سارة الزجاجة منه غير راغبة ، وأمسكت بها بين يديها الباردتين .
" إشربيها !".
اطاعت سارة ورفعت الزجاجة الى شفتيها وشرقت قليلا عندما أحست بالدفء يسري في حنجرتها العارية ، ثم أخرج هيو ترمسا من الجيب الآخر وسكب منه بعض القهوة الساخنة.
" هذه من بيدي ، لقد إستطعت ان التهم بعض الطعام بينما كانت تعدها".
كان للقهوة مفعول السحر وسرت الحرارة في جسم سارة ، طاردة البرودة ، رافعة من روحها المعنوية رغم أن الضباب كان ما يزال مهيمنا ، وسيطرت على الرعشة في صوتها وقالت برقة:
" لا أريد ان تظن بانني ناكرة للجميل".
" وفري علي هذا ، بحق السماء".
حدّقت سارة فيه ، ووجهها ينبض بالحيرة ، وأدهشها التغيير السريع الذي إعترى مزاجه.
" آسفة".
تمتمت بشيء من الحدة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:07 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وعندما لم تسمع منه جوابا عقدت ذراعيها حول جسمها وتكومت على نفسها ، وأحست بان وجهها كان قذرا ، اما قميصها فكان متجمعا ، ولاحظت انها قد فقدت أحد أزرارها ، ولكنها لم تبال ، وضايقها شعرها إذ أنها كانت قد أضاعت شريطتها ، مما جعله يتهدل حول كتفيها ، ويتطاير في الهواء حول فمها ، وحاولت أن تدفع به الى الوراء وقد نفد صبرها ، ثم قالت :
" عندما أجد بعض الوقت سأقص شعري ! إن شكلا قصيرا سيبدو لطيفا ، ويساعدني على ترتيبه بسهولة".
حطّت عينا هيو فوق رأسها المحني ، وقال بصوت فيه تهديد رقيق:
" إياك أن تفعلي ذلك ، دعي شعرك وشأنه ، إنه يعجبني هكذا.
" لا يهم ، لم تبق لي إلا عدة أيام هنا".
وسرت في جسدها رعشة قوية مؤلمة ، فإعتصرت جسمها بين ذراعيها لكي لا يلاحظ ، اخطأ هيو فهم ما عنته ، فتبدّل مزاجه على الفور ، وقال :
" أما زلت تشعرين بالبرد؟".
وامسك بذراعها جارا إياها حتى لصقت به ، وقال وقد بدا وجهه مشدودا :
" قد نضطر للبقاء هنا مدة ، والبرد كالشيطان المريد في هذه الأماكن".
شرقت سارة بأنفاسها ، وحاولت أن تتخلص منه قائلة:
" دعني أذهب !".
فهزّها هزّة خفيفة وقال:
" إنني لا أمزح أو ابحث عن سبب لكي احيطك بذراعي ، لا أريدك أن تفقدي الوعي ، هذا هو كل مرادي ، وإشتدت قبضة ذراعيه حولها ، هل تشعرين بالدفء الآن؟".
" لست بردانة ".
قالت ووجها يتاجج تحت وطأة صراحته الهازئة ، وغمرتها موجة من الكراهية.
" لماذا ترتعشين إذن؟ " ومدّ أصابعه الفولاذية الى اصابعها يتفحص حرارتها ، إن ثيابك غير مناسبة بالمرة".
" لقد أحضرت سترة معي ، وكانت الشمس حارة".
" أما الآن فهي ليست كذلك ، وأما بالنسبة الى هذه السترة فهي غير كافية على الإطلاق".
وقبل أن تستطيع الإعتراض خلع معطفه الكبير ، ولفّه حولها بحيث احاط بهما معا ، فوجدت نفسها تلتصق بصدره الدافىء بحكم الضرورة .
أحست سارة بما يشبه الحمى ، وشعور غامر بالإثارة على الرغم منها ، فاغمضت عينيها وقد قررت ألا تدعه يحزر ما بها ، وغزاها إحساس عميق بالشوق نبع من حيث لا تدري ، مخدرا وعيها حتى خالجها الخوف من أن تتكلم أو تتحرك.
مرت الدقائق ببطء ، ثم سأل هيو :
" هل تشعرين بتحسن؟".
كانت سارة تحلم ، ولكنه عندما تكلم نظرت اليه بسرعة لتجد أنه كان يحدق فيها بغرابة ، فأدارت راسها بسرعة ماسكة أنفاسها ، وراح قلبها يضرب بشدة في السكينة ، وأحست بأن الحقيقة الوحيدة هي هذا الرجل الذي كان يرنو اليها بقلق مستتر.
" سألتك سؤالا !".
" آسفة ! طبعا اشعر بتحسن ، لا حاجة بي الى معطفك".
فإرتفع احد حاجبيه بحركة ساخرة ، ونظر اليها هازئا:
" هذا مثال لنكران المرأة لجميل الرجل ".
ورفع يده ، فظنت سارة أنه على وشك إسترجاع معطفه ، ولكن عوضا عن ذلك أمال رأسها الى الوراء بقوة ، وازاح بأصابعه شعرها الثقيل عن عينيها غير عابىء بالعقد ، ثم رفعه عن عنقها بمهارة متعمدة، سارحا بنظراته فوق وجهها الرقيق ، متمهلا بعينيه فوق البقع المتسخة على خديها ، وفوق أهدابها الذهبية الأطراف.
" هيو....".
سمعت سارة إسمه على شفتيها يتصاعد مع تنهيدة خفيفة ، دون أن تشعر بأنها قد نطقت به ، وإعتراها شوق عارم ، وبدأت تختلط في أعماقها مشاعر حلوة ، ولكنه لم يتحرك من مكانه ، وتابعت يده فقط التجول فوق وجهها ، مسمّرة إياها في مكانها ، مثيرة عواطف في نفسها لم تكن تعرف بأنها تملكها.
" كنت تقولين .......؟".
حثّها على المتابعة برقة ، بصوت خافت إمتزج بالريح التي بدأت تهب:
" لا شيء....".
وداهمها الإضطراب ، وأطبقت جفنيها الثقيلين ، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية نفسها ضد مقدرته على قراءتها كالكتاب ، وصبغت الحمرة وجنتيها ، وخشيت أن يلمح لونها حتى في النور المتلاشي.
بعد لحظة صمت ، تمهلت خلالها أصابعه بتردد على وجنتيها المحمرتين ، كما خشيت ، قال ببطء:
" لقد بدأت تشعرين ثانية ، يا سارة ، وكنت قد قررت أن تعيشي في عالم مجدب لا مكان للعاطفة فيه مدة طويلة ، ولكن هذا العالم قد بدأ يختفي الآن".
عادت سارة الى وعيها تحت تأثير لهجة هيو المتأججة ، ولكنها لم تجرؤ على التحرك ، وتصلّب جسمها ، كانت خائفة أن يحزر الكثير ، فإن عالمها المجدب الخالي من العواطف قد تعرض لغزو هذا الرجل الذي هو ملك إنسانة أخرى ، هل يتوقع منها ان تشعر بالإمتنان لأنه افلح في إيقاظ عواطف راح يراقبها بنوع من الموضوعية الطيبة، واحست بالغضب المفاجىء يملأ عينيها بالدموع اللاذعة ، وشعرت بدفئه يتسرب اليها ، فإختلجت متشنجة.
ولكنها ، حتى عندما حاولت ان تبعده عنها ثانية ، احست بذراعيه تضيقان حولها ، شادتين جسدها بحركة رقيقة ، وفجأة رفع رأسه وكأنه قد أحس بالخطر وراح يتفحص السماء.
الغيوم !" هتف وقد سرحت نظراته فوق راسها ، ولاح يقظا يتنسم الأجواء ، إنها ترتفع تحت تأثير الرياح الهابّة ، يحسن بنا أن نسرع"
وهبّ على قدميه جارا سارة معه ، مركزا إتباهه على الجو ، وبدا رأسه الداكن الصلف وكأنه قد عكس لون السماء والعتمة، وأخذت الريح تهب عابثة بثيابها ، مالئة الليل ضجيجا ، ممزقة الصمت المخيف الذي كان سائدا من قبل ، وكان الضباب الان قد إرتفع الى قمة الجبل بينما لاحت الأرض أمامها واضحة ، ولكنها عندما رفعت وجنتيها الحارتين الى الريح الباردة ، أحست برذاذ المطر وبنذير أمطار ستهطل عما قريب.
" يحسن بنا أن نسرع ".
رد هيو ، وهو يتفرس في السماء ليستدير اليها خالعا معطفه ، ثم زرّره حولها مسكتا محاولاتها الضعيفة للإعتراض بنظرة حادة ، وإلتقط الترمس بيد وامسك بذراعها بالأخرى ، ولم يسمح للتعبير الصارم المرتسم على وجهه باية معارضة إذ شدّها بقوة لتجابهه.
" علينا ان نسير مسافة لا بأس بها ، وقد تعود الغيوم فتتجمع في أية لحظة بسبب الجو المتقلّب هذه الليلة ، ولهذا اسرعي بالمشي ، نعم ... هذا حسن ، قد لا يحالفنا الحظ مرة ثانية إذا ما تمهلنا".
ولاح وجهه عابسا متجهما وهو يلقي نظرة سريعة على وجهها .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:08 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان هيو على حق ، كما أدركت سارة بعد برهة ، إذ لم تمض عليهما نصف ساعة إلا واحاطت بهما ثانية أسوار الضباب الرمادي وهما لا يزالان على بعد مئة متر تقريبا من الطريق ، ودفعها امامه بقسوة ، رافضا أن يسمح لها بالتوقف حتى وصلا الى السيارتين ، وادركت سارة لاهثة الأنفاس ، بأنه ما كان بوسعها أن تقوم بهذه الرحلة بمفردها ، فقد بدا وكأنهما سارا عدة أميال ، إلا ان هذا لم يقترب بهما من هدفهما كثيرا.
" انا أعرف هذه المنطقة جيدا ، عندما كنت صبيا تسلقت قمة بن مور".
بدت خطوط فمه مشدودة من التعب والتوتر ، وقال لها وقد توقفت للحظة في العتمة ، متأهبة ، وكانها على وشك الطيران :
" اريدك ان تعديني يا سارة ، ألا ترجعي الى هنا ثانية بمفردك".
فتحت سارة باب السيارة وهرعت الى داخلها محاولة ان تتخلص من النبرة الديكتاتورية الحازمة في صوته ، وشعرت بأنه لم يكن يتوسل أو يتظاهر بمشاركة وجدانية لم يحس بها ، فكل ما يريده هو ألا تتصرف بهذه الطريقة الحمقاء مرة أخرى.
راحت تبحث عن مفتاح المحرك على غير هدى.
" أنت ديكتاتور".
قالت بغصة في حلقها ، محاولة أن تتجنب النظر اليه ، وإعتراها نوع من الشعور بالذنب لأنها وجدت أن جانبا من نفسها قد رفض ان يهادنه ، ولو أنها كانت شخصا آخر لأندفعت بشعور من الواجب بالثناء عليه وإغراقه بالشكر ، وغمرت الثورة كيانها بأجمعه ، ضد القدر الذي سمح لها بأن تقع في حب رجل لا تعني شيئا بالنسبة اليه.
نظرت سارة الى وجه هيو ، وأحست بأعصابها تنكمش خوفا ، كان هنالك شيء يشبه الغضب في عينيه ، وكأن ملاحظتها المقتضبة قد جرحته ، ولكنه إبتسم إبتسامته الساخرة المعهودة كما لو كان يبتسم لملاحظة أبدتها طفلة جريئة.
" كنت تقولين......؟".
حثّها على الإسترسال بإرادته الفولاذية ، ويده على الباب المفتوح تمنعها من التحرك بالسيارة ، وصوته مشحون بالتحدي.
" آسفة".
قالت سارة وهي تطلق ضحكة رنانة مقتضبة ، وقد صممت على مجابهة الموقف ، إن الإنتهاء الى مثل هذه النغمة الناشزة لهو خير الف مرة من أن يخمن حقيقة مشاعرها ، ولو أنها تبعت جانب الحذر المطلق لأستطاعت أن تجنب نفسها مرحلة الإذلال النهائي ، وأجبرت عيناها على مقابلة نظراته النافذة وقالت برعونة متهمدة:
" إنني ممتنة لك جدا ، كما سبق أن ذكرت لك ،ولكن إذا كان التكرار يسعدك فأنا أكرر شكري لك ، يا سيد فريزر ، واعدك بأنني سالك سلوكا حسنا في المستقبل".
" مما يعني كل شيء ، او لا شيء ، أهنئك يا آنسة وينتون ، ، انحني لآداء التحية للحضور !".
وصفق باب السيارة بصرخة نصف مكتومة ، فقفزت تحت وطأة عنف إحتقاره إذ حط بثقله على المقعد بعيدا عنها ، وأشار اليها بالتحرك قائلا:
كل ما اسأله منك هو ان تتجنبي طريقي في المستقبل".
ظنت سارة وهي تعبس متحيرة ، ضاغطة على مكبس البنزين ، بأنه من الغريب ان يقول رجل مثل هذه الكلمات لسكرتيرته.
بعد رجوعهما الى القلعة قالت جيل في صباح اليوم التالي:
" لا اعرف لماذا غضب هيو عندما إكتشف انني لم اكن هنا عندما رجعتما الليلة الماضية ، لقد حاولت ان اشرح له انني كنت متيقنة بأنه سيجدك ، ولكنه رفض الإصغاء الي ، مما جعلني اقرر انه ربما أراد أن يثير ضجة كبيرة حول لا شيء ، خصوصا أن الشخص المعني لم يكن إلا انت".
" لقد كان غاضبا بشان موضوع آخر ، موضوع خروجك مثلا في ذلك الوقت المتاخر ، كما أظن".
" ما أحمق مثل هذا التصرف ، انا لم اعد طفلة".
" بغض النظر عن هذا ، إذا توخينا الكلام بشكل عام ، كان من المحتمل أن تتعرض حياة إنسان أو إثنين للخطر ، إن أي شخص قد يتعرض للمتاعب ، وكان من المفروض ان تقومي بطلب المساعدة إذا لم نعد".
دفعت جيل راسها الى الوراء وقالت دون أن يبدو عليها التأثر:
" إنك اسوأ من هيو ، ما زلت أصر بأنه لم يكن هناك داع للغضب الذي أظهره ، كانت الساعة العاشرة تقريبا فقط ، كما أن كاتي كانت تعرف أين تجدني".
" يبدو ا ن كاتي تعرف الكثير ، أعتقد أنها عرفت بوجود كولن هنا قبل ان عرف أنا بزمن طويل".
هزت جيل كتفيها ، ولكنها بدت خجلة بعض الشيء إذ قالت :
" لقد عرفت كاتي طوال حياتي ، منذ أن بدات أتذكر الناس والأشياء ، ولهذا فإنه من الطبيعي أن تخلص لي دون الاخرين ، أستطيع ان اعتمد عليها".
" حسنا ، أنت تعتمدين عليها ، ولكن يجب عليك ان تتذكري بانني لن أستطيع ان أفعل المحال ، لا شك أن هيو سيجد الحقيقة يوما ما ، وإذا ما أردت الصراحة ، فإنني سأتنفس الصعداء عندما يفعل ، ولو كنت مكانك لركزت كل جهودي على محاولة إيجاد تفسير جيد".
القت جيل عليها نظرة عابسة ، ثم قفزت على قدميها وشعرها المجعد يتناثر:
" بحق السماء ، لا تبدأي بإلقاء المحاضرات عليّ ثانية ، لقد سمعت منها ما يكفيني طوال حياتي ، لماذا يعترض هيو على زواجي من كولن إذا كان هو قد إعتزم على الزواج من إمراة سيئة مثل بيث ؟ إن احدا لا يهتم بي مطلقا !".
داخل سارة شعور يشبه الغثيان ، وراحت أذناها تطنان طنينا مؤلما ، وسمعت نفسها تجيب بصوت واهن:
" إن بعض الأشخاص حاولوا أن يساعدوك...".
" كل شخص يختار طريقته ! " أجابت جيل بغموض ، وخداها محمران من الغيظ " ولكن دعيني اقول لك بأنني لا ابالي بإكتشاف هيو للحقيقة ، ثم انه قد يجد صدمة في إنتظاره في وقت أقرب مما تتصورين".
وإلتفتت جيل لتتناول معطفا صوفيا أزرق عن الكرسي الذي كانت تجلس فوقه في غرفة سارة ، غير عابئة بالتعبير المرتسم على وجهها الشاحب.
" هل ستأتين ؟ أم لا ؟".
قالت جيل بصوت ما يزال فيه أثر للضجر ، وهي تتحرك بإتجاه الباب ، فتبعتها سارة كارهة بعد ان إلتقطت معطفها هي ايضا.
كانت جيل تعاني من أحد امزجتها الطفولية الإنتقامية ، ولهذا لم تكن بالرفيقة الودودة لهذا اليوم ، وتمنت سارة لو انها رفضت إقتراحها بأن تذهبا معا لتصففا شعرهما عند المزين ، وأحست بأن الوقت قد فات لتغيير رأيها الان من دون ان تثير شكوك جيل المغرمة بتوجيه الأسئلة المربكة ، والتي تملك موهبة على إنتزاع الأجوبة المهمة ، وتنهدت سارة وهي تهبط السلالم وقد طاف بذهنها أن جيل تستطيع ان تتخذ من موهبتها مهنة.
قابلتا هيو في الردهة ، وكانت سارة قد أمضت الصباح كله في المكتبة ، محاولة أن تنفذ بعناية سلسلة من التعليمات التي تركها لها مكتوبة بخط يده ووضعها بجانب الآلة الكاتبة ، وبإستثناء عدة دقائق أطل خلالها ليوقع بعض الرسائل الهامة ، كانت هذه هي المرة الأولى التي إستطاعت ان تتحدث فيها اليه هذا اليوم.
رفع هيو حاجبيه متسائلا ، وهو يقف جانبا من أجل أن يدعهما تمران ، فترددت سارة ، وتورد وجهها تحت وطأة نظراته الفاحصة.
" هل تتذكر يا سيد فريزر... بأنك سمحت لي بالذهاب لتصفيف شعري هذا العصر؟".
ووقفت غير واثقة ، بينما سارعت جيل الى العبور خلال الباب المفتوح ، فتمهلت نظراته على رأسها الذهبي بتعمد ، وبدت ساخرة بعض الشيء.
" نعم ، إنني اتذكر الآن ، يا آنسة وينتون ، أظن ان بعض العناية بمظهرك مفيد لك بعد ليلة البارحة ، على الرغم من أن شعرك يبدو لي جميلا على الدوام".
إعترى سارة شعور احمق ، لا تفسير له ، بأن هيو كان يغازلها ، ولولا الوميض الخفيف الساخر في قرارة عينيه لصدّقت بأن خيالها لم يخترع هذه الفكرة.
ولكن كلماته الخيرة التي تناهت اليها ، مصقولة ملساء ، أقنعتها بأنها كانت غبية لتسمح بمثل هذه الخواطر:
" إن المزين الذي ستذهبين اليه ماهر جدا ، فبيث تبدو دائما كنجمة سينمائية بعد ان تزور صالونه ".
كانت جيل قد قادت السيارة وتوقفت بها أمام المدخل ، وراحت تنتظر سارة بصبر نافذ ، ضاغطة على بوق السيارة ، وتحت وطأة هذا الصوت تحطم شلل سارة التي كانت تقف متجمدة في مكانها ، فنظرت الى هيو نظرة شاخصة ، ثم تمتمت تستأذن بالذهاب ، مرددة عدة كلمات غير مفهومة.
ودارت على عقبيها ، ثم فرّت هاربة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:09 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9- وغرّد طائر في القلب


عندما جلست سارة ، بعد عدة ساعات من اليوم نفسه ، تنتظر أيان لياخذها الى الحفلة شعرت بيأس متفاقم ، ولم تكن راغبة في الخروج مطلقا ، ولما وصل ايان أخيرا ، لم يفلح الإعجاب الصريح الذي إرتسم في عينيه أن يخفف من كآبتها ، كيف ستستطيع ان تتحمل الموقف فيما لو علن هيو خطبته لبيث ، كما خمّنت جيل بأنه سيفعل ، وردت سارة الفكرة المؤلمة من ذهنها ، وجلست في لسيارة بجانب ايان.
كان هيو قد سبقها بصحبة جيل وأحد الجيران ، وبقيت سارة في غرفتها عن عمد حتى سمعتهما يغادران المنزل ، وقد قررت ألا تعطيه الفرصة لأدراك حقيقة مشاعرها ، أو أبداء ملاحظة قد تطيح بالبقية الباقية من تمالكها لنفسها.
منتديات ليلاس
أخذت سارة نفسا عميقا ، وأجبرت نفسها على التخلي عن التفكير بمشاكلها عندما تناهى اليها صوت ايان يعتذر بقلق بسبب تأخره .
" لا يهم ، أنا أعرف كل ما يتعلق بهذه الأمور ، فإن مرضاك يجب أن تكون لهم الأولوية بغض النظر عن كل ما يحدث".
" أظن ذلك ( قال بإبتسامة ملتوية ) من حسن الحظ أن الحادث كان بسيطا ، على الرغم من أنه جعلني أعطيه أهمية أكثر مما يستحق عند وقوعه ، تعرفين ما أعني؟".
هزت سارة رأسها مبتسمة وهي تنظر اليه.
كانت المسافة الى بيت بيث ، قرب خليج كارسينغ بعيدة قليلا ، ولكن سارة لم تهتم فقد وجدت في رفقة أيان صحبة طيبة ، وهذا اعطاها الفرصة لإستعادة توازنها ، وكان نور النهار قد بدأ يتلاشى عندما وصلا الى البيت الكبير المربع المحاط بالأشجار ، ولم يبد منعزلا أوكئيبا كلوخ غويل ، ولاحت أراضيه ، المحمية من تأثير الرياح ، غنية بالوان زهور الرودودندرن وزهور الأسيجة التي كانت على وشك التفتح.
" إنه مكان قديم وجميل".
" يبدو أ كل سكان الجزيرة هنا".
همس ايان بصوت خافت ، وهو يأخذ ذراع سارة عند اسفل الدرج الخشبي الحلزوني الذي هبطته بعد أن وضعت شالها في الأعلى.
عند مدخل قاعة الرقص قدّمها ايان الى السيدة اسكويث ، والدة بيث الرملة ، والى السير دونالد أرفين ، عم بيث من غلاسكو ، الذي راح يساعد في الرسميات ، وأعتقدت سارة ، وهي تصافح السيدة الصغيرة الحجم الغنية بمشاعر الأمومة ، بأن بيث لا تشبه والدتها مطلقا ، إذ ان بيث لا تملك إلا القليل من دفء والدتها وعذوبتها.
بعد قليل تحركا ، وقدّمها ايان الى عدد كبير من المدعوين ، ولاحظت سارة وجود حشد كبير ، وكان معظم الرجال يرتدن الملابس التقليدية لسهرة في مناطق الهايلاند ، بينما معظم النساء يرتدين التنانير الشعبية الطويلة ، وراحت فرقة موسيقية تعزف فوق منصة مرتفعة قليلا في قاعة الرقص ، وبدا عليهم السرور واضحا ، وسرت عدوى هذا الجو المرح الى سارة ، فوجدت سارة نفسها بعد عدة دقائق ترقص الفالس بسعادة بين ذراعي أيان ، وقد أخذت بعض مخاوفها السابقة تتلاشى.
وبينما كانا يرقصان شدّها أيان اليه وهمس في أذنها ، وعيناه على شعرها الذهبي المنساب في موجات راحت تتطاير متجاوبة مع خطوات رقصتها السريعة.
" إنك جميلة يا سارة !".
أدركت سارة من النبرة العميقة في صوته ، بانه قد يسعى يوما ما ، كما كان قد لمح لها ، الى نشدان ما هو ابعد من الصداقة ، واحست أنه من الأرحم أن تحاول إيجاد طريقة لتحذره موحية اليه بأن الصداقة هي كل ما تستطيع تقديمه له ، ولكنها كانت شديدة الإستغراق في البحث بنظراتها عن هيو ، من فوق كتفه ، حتى انها بصعوبة سمعت ما كان يقوله لها ، وضاعت معظم كلماته في الفضاء فوق راسها .
ولاح أن ايان قد حزر أخيرا بأن أفكارها لم تكن معه ، ولو لم يعرف أين كانت بالضبط ، فقال:
" إذا كنت تبحثين عن أصحابنا في لوخ غويل فلا داعي لأن تقلقي ، لا شك أنهم هنا في مكان ما يتمتعون بالحفلة والرقص".
" في الحقيقة كنت افكر في جيل".
اجابت وهي تشعر ببعض الخجل من نفسها ، لا لأن ما قالته كان بعيدا جدا عن الحقيقة بل لأن جيل ومشكلتها كانتا لا تفارقان ذهنها.
" أظن انني لمحتا قبل قليل ، في لحظة دخولنا ( قال ايان ) وكانت ترقص ، أعتقد أنها في صحة جيدة الآن ، فقد مضت مدة لا بأس بها على عمليتها".
إبتسمت سارة وهي تلتفت الى أيان ثانية ، وراحت تنظر اليه بينما كان يقودها في الرقص ، وتمنت لو تنسى هيو ، فإن أيان هو الذي إصطحبها هذه الأمسية ، ومن حقه عليها أن تبدو مرحة.
لم تر جيل في أي مكان ، وأملت سارة ألا تكون ما تزال غاضبة من هيو.... من المؤسف أنها لن تستطيع أن تسال كولن أن ياتي معها ، وهذه حقيقة يبدو سلوكها السابق في ضوئها غبيا ، فلو أنها كانت شجاعة ، وحاولت أن تتكلم مع أخيها في الموضوع مرة ثانية ، لكان في وسع كولن أن ياتي معها ويستمتع بالحفلة.
عزفت الأوركسترا النغمات الأخيرة من رقصة الفالس ، وإنساب ايان وسارة بين ذراعيه فوق ارض الصالة ، وعيناه تتلألآن .
" سأحاول ان أجد بعض المرطبات قبل ان يتيقظ الآخرون للفكرة نفسها ( قال مقهقها ) إن المرء بحاجة الى أن يحتفظ بقواه من أجل مجابهة هذا النوع من الرقص".
فكرت سارة بانه كان هناك عدد كبير من الناس ، وراح أيان يحاول ان يشق طريقه بين الجموع بصعوبة بالغة.
" من أين أتوا جميعهم؟".
سالت سارة وقد افلحت في العثور على مكان هادىء ، وعلى كأس من الشراب البارد.
" قد تتعجبين ! إن عددا كبيرا منهم لم يكونوا بين المدعوين على الأكثر ، وهذا لا يعني أنه يمكن ان نعتبرهم متطفلين ، فهم في العادة أصدقاء للاصدقاء إذا أدركت ما أعني".
" نعم ، افهم".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:10 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجابت سارة بهزة من راسها ، وظنت أنه يمكن إعتبارها هي شخصيا من هذه الفئة ، إذا ما توخى الإنسان الدقة ، وحدّقت فيما حولها ترتشف شرابها ، وراحت تستمع بتراخ الى أيان وهو يشير الى عدد من الأشخاص المرموقين الذين اتوا خصيصا لحضور الحفلة ، وكانت لم تر جيل بعد ، وفجأة توترت أعصابها إذ رأت بيث ترقص بين ذراعي الرجل المعجب بها.
بدت بيث طويلة جذابة بشعرها الأسود ووجهها المطلي باناقة ، وكانت حركاتها رشيقة ، ووقعت عيناها على سارة التي تراجعت مجفلة تحت وطأة النظرة العدائية الباردة التي إرتسمت في أعماقها ، ولكنها إعتقدت بعد لحظة بانها لا بد أن تكون قد اخطأت ، إلا ان بيث لم تبد وكانها تفيض بمثل هذه السعادة التي لا بد ان تشعر بها فتاة على وشك ان تعلن خطوبتها.
ولكن أيان لم يتح لها إلا وقتا قصيرا للتأمل ، وبعد العشاء كانت قد بدأت تشعر بمزيد من السرور والإرتياح عندما ظهر هيو فجأة الى جانبها.
منتديات ليلاس
بدا انيقا جدا وملفتا للنظر ، كما يمكن ان يبدو الرجل الطويل فقط في ثياب السهرة ، وعلى الرغم من دوافعها الأخرى ، فإنها لم تستطع ان تمنع نفسها من لذة تأمله بإمعان ، وكانت عيناه تلمعان كالفضة في وجهه الداكن الأسمر.
" هذه الرقصة لي ، كما أظن".
وإنساب بها بعيدا قبل أن يجد ايان الفرصة للإعتراض ، وأمسك بها بعيدا عنه قليلا لكي يستطيع ان يرى وجهها.
" اخبريني هل تتأملين الناس دائما بهذه الطريقة؟ من قمة الرأس الى أخمص القدمين؟".
" آسفة ! هل أطلت التحديق ؟ لقد كنت اتساءل اين كنت؟".
خرجت الكلمات الأخيرة من بين شفتي سارة قبل أن تستطيع إيقافها ، فتوردت قليلا ، ولاح الإحمرار واضحا تحت جلدها الأملس الشفاف.
" لقد كنت اتأمل بذلتك بإعجاب ، في الحقيقة كانت جيل هي التي اردت أن أرى".
" في هذه الحالة من الأفضل ان تتوقفي عن البحث ، لا شك أنها هنا في مكان ما ، ولكن من المستحيل ان تجدي حزمة قش في هذه الزحمة فكيف بالقشة؟".
" كل ما اردته هو ان أتبادل معها بعض الكلمات".
" الا يمكن ان تستعيضي بي عنها ؟ من فضلك لا تفسدي أمسيتي بتوجيه مثل هذه النظرات المتعالية ، إنه شيء توصلت الى إتقانه تماما ، خصوصا خلال الأيام الأخيرة".
وحدّق في وجهها بإمعان ، وعيناه السوداوان تطفحان بالأسئلة إذ إنحدرتا فوق راسها المحني ورموشها الثقيلة ، وكان ثوبها من الحرير ( الجورجيت ) أبيض اللون ، له كمّان واسعن مضمومان عند الرسغين ، وتكمله تنورة فضفاضة ، وكان صدر الفستان ضيقا إلتصق بجسدها ، كاشفا عن عنقها وكتفيها ، وبدت سارة فيه جميلة جدا.
أحست بحواسها تتخدّر تحت وطأة نظراته العميقة ، وشعرت بالضعف ، فكادت تتعثر إذ وجدت نفسها تغرق في بحر من اليأس ، وضاقت ذراعاه حولها للحظة ، وشدّها اليه ،ولم يصغ الى الإعتذار القصير الذي تفوّهت به ولا التفسير الذي صاحبه.
لزمت سارة الصمت مشيحة بوجهها ن واخذ النبض يضرب بشدة في اسفل عنقها ، وغامت عيناها ، لم تشعر أبدا بمثل هذا الشعور من قبل ، وكرهت هيو لأنه كان السبب ، شهق هيو نفسا مسموعا وعيناه تتنقلان فوق وجهها:
" دعينا نخرج من هنا ، كل هؤلاء الناس ! لا أعرف من أين جمعتهم بيث".
" هذا من اجل غاية جيدة".
إعترضت سارة بوهن ،وهي تشعر بهيو يقودها عبر باب جانبي بحزم ، ثم عبرا ردهة مظلمة بإتجاه خلفية المنزل ، ولم تعرف اين كانا ذاهبين.
" أشك في أن يستطيع الكثيرون منا التحمل".
علّق هيو بجفاء ، وهو يفتح بابا خارجيا إنتهيا منه الى الهواء النقي العليل.
وجدت سارة نفسها تمشي مسرعة عبر ممر الحديقة ، ثم عبر قوس بني في جدار آجري قديم يقود الى خميلة من اشجار الصنوبر وبعض الأعشاب القصيرة المتشابكة ، بعد ذلك هبطا بعض الدرجات الحجرية غير المنتظمة ، ووصلا الى كوة قرب ما بدا لسارة في الظلام بركة تكاد تغطيها الأعشاب النامية ، وقرب البركة رأت مقعدا خشبيا قويا صقله تعاقب المواسم والأجواء.
حدّقت سارة بفضول الى زوايا الحديقة التي بدت واضحة في ضوء القمر ، وكادت أن تنسى وجود هيو للحظة ، حتى قال بهدوء:
" لن يجدنا أحد هنا".
وتمهل ، وأخذت الرياح تخلف فوق وجهه ظلالا كلما هبت خلال أغصان الأشجار القريبة ، مما أعطاه منظر قرصان متغطرس متهور ، واخذ قلب سارة ، الذي كانت ضرباته قد هدأت نسبيا ، ينبض من جديد بشدة عندما نظرت اليه ، وشعت إبتسامته برقة عندما نظرت اليه كومضة بيضاء في العتمة ، ولكنها دهشت عندما قال لها:
" كان أخو بيث صديقي ، وكان معروفا في عالم سباق السيارات ، لن تستطيعي تذكّره بالطبع ، لقد قتل قبل عدة سنوات ، وكانت هذه البقعة هي بقعته المفضلة ، كما كان يدعوها ، كنا نأتي الى هنا احيانا عندما كنا صغارا لهرب والإختباء من بيث ، لا أحد ياتي الى هنا الان ، كما أعتقد".
" آسفة ، إنني افهم".
ووقفت امامه في ثوبها الأبيض الطويل .
" الا تؤمن بالأشباح؟".
" لا ، فيما عدا الشبح المنتصب أمامي الآن ".
وكانت الإبتسامة ما تزال ترف على شفتيه عندما لمس أحد قرطيها الذي راح يهتز.
" وهو ليس يالتأكيد شبح بن الذي كان يتمتع بروح الفكاهة والمرح".
سمعت سارة وراءها صوت إنسياب المياه الى البركة المهملة ، تحت الأعشاب النامية ، وكان الصوت الوحيد حولها عندما توقف هيو عن الكلام ، وعلى الرغم من شعورها بعدم الإرتياح ، سارت بعيدا عن هي والى حافة البركة ، ونظرت الى اعماقها المظلمة ، وأحست بالدموع تلسع عينيها.
"لقد بنى بن هذه البركة بنفسه ( قال هيو مقتربا منها ، ومتابعا إتجاه نظراتها دون ان يلاحظ الدموع في عينيها ) كان يحب العمل في الحدائق ، مثل بناء الجدران وشق الدروب وغير ذلك ، ولم أستطع مطلقا أن أعرف كيف كان يوفق ولعه بالحدائق وتعلقه برياضة سباق السيارات".
" إن حبه للحدائق ما كان ليقتله".
قالت سارة وقد إعتراها الخجل قليلا للنبرة الجريئة في صوتها ، ولكنها ما كانت ترغب في ان تدفع العواطف تتسرب الى نفسها ولو قليلا ، وبدت لها اللهجة العاطفية في صوت هيو سلاحا آخر يوجه ضد تحصيناتها المضعضعة ، إذا لم تتوخ جانب الحيطة فإن البقية الباقية قد تتداعى ، مخلفة إياها تحت رحمته تماما.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 12:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية