لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-12, 02:57 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وإرتجف صوتها وهي تنظر اليه بإهتياج قائلة:
" هل هذه طريقتك في التأديب؟".
راحت عيناه تحومان حول عينيها الزرقاوين باهدابهما الكثيفة واللتين ما تزالان طافحتين بالعواطف ، ثم قال بسخرية متعمدة:
" لم اجد طريقة أكثر سحرا وجاذبية ".
تراجعت سارة الى الخلف بحركة إحتجاج لا إرادية.
" لم أستسغ ما حدث".
ردت سارة بعنف ، إذ راحت عيناه ترمقانها ، وقد لاح فيهما وميض من التهديد ، ثم قال بصوت ناعم:
" يلوح لي أنك أنت المنافقة الآن أو.... ألا تعرفين؟".
" لقد نصحتني بان أبحث عن علاقة رومنتيكية".
" لن تجدي مثل هذه التجربة مع ايان ماكنزي".
" ماذا تعني؟".
قال هيو هازئا لاويا شفتيه:
" هل تريديني أن افسر؟".
" لا.....أنا....".
وإرتعشت شفتا سارة حتى لم تعد قادرة أن تجبر نفسها على الكلام ، وكرهت ان ترى القناع يزاح عن عواطفها فتتعرى امام عينيها، وحدقت في وجه هيو الأسمر الوسيم ، وشعرت بتاثيره عليها ، لأن جزءا من ذاتها راح يستجيب بطريقة لا قدرة لها على لتنبؤ بها ، لشخصيته المسيطرة ، إذا لم تقاومه فسيخضعها تماما ويسحقها ، وشعرت بالخوف يكتسحها ، فقالت ، ناثرة شعرها الى الوراء باصابع مرتجفة:
" من الأفضل ان نذهب".
فرد قائلا وعيناه تحدقان فيها بوحشية:
" الم يضمك احد من قبل ، أوهل ستحاولين ان تنكري ذلك؟".
وإنتصب رأسه فجأة :
" اعتقد بانني أكرهك".
ردت سارة وهي موقنة أن الحقيقة هي العكس، محاولة ان تتجاهل الألم الذي راح يمزق أحشاءها.
" هذا ما تصرين على إدعائه ، ولكنني أظن بانك تعرفين بأن هذه ليست هي الحقيقة ، وانا استطيع أن ابرهن لك على ذلك ، في الحقيقة قد تستمتعين بالتجربة ، أنا أضمن لك هذا ، ولكنك لست من النوع الذي إعتدت عليه".
" لا يبدو ان هذا قد شكل لك عائقا حتى الان ، ولكنني بالتأكيد ، لست واحدة من نسائك المتوحشات ، ساكنات الغابات الإستوائية أو الصحارى".
شعرت سارة بأن غضبها قد أعانها على إستعادة بعض تمالكها لنفسها وساعد على إبطاء ضربات قلبها ، ولاحظت ومضات التسلية في عينيه وهما تستقران على العرق الذي راح ينتفض في أسفل عنقها.
" في غابة لن يردعني شيء عن التصرف إتجاهك كما اريد ، كم أتمنى أن اعثر عليك في غابة يا سارة ! لأنك لن تستطيعي الإفلات مني هناك".
أدركت سارة بانه كان يهزأ منها ، ضاحكا ، ولكن عينيه راحتا تومضان بنور رمادي كالفولاذ ، وأحست بضعفها المخجل وهي تحدق فيه كالمأخوذة ، لقد إعترفت مسبقا بأنها ليست ندا له من حيث البراعة اللفظية ، وتضاءل بصيص الأمل في أن تستطيع مناورته والإنتصار عليه بوسيلة أخرى ، ثم تلاشى من نفسها تماما ، وعرفت أنه من الحماقة أن تحاول المستحيل.
فهزت راسها غير قادرة على الكلام ، أما هيو فقد إنتصب على قدميه ، قافزا بخفة لا تفق مع حجمه وطوله.
" من الأفضل أن نذهب من هنا".
قال هيو كمن صحا فجأة ، وقد فارقته روح السخرية ، ورفعها نحوه بحركة بارعة في دقيقة واحدة ، فآلمت أصابعه عظام رسغها.
" لن أكون مسؤولا عما يحدث لو بقينا هنا وانت تبدين على هذه الصورة ، بشعرك المحلول وقدميك العاريتين.
أفلت هيو ذراعها وقد راحت تحدق فيه بعينين واسعتين تطلان من وجهها الشاحب ، محاولة أن تسيطر على الشعور الغريب الذي غمر نفسها.
وإنحنت بحركة آلية لتلتقط صندلها ، واحست بغثيان خفيف بسبب الشعور بالمذلة الذي إجتاحها والذي لم تستطع له تفسيرا ، وتمنت لو تستطيع الهرب منه ، وقالت بصوت خال من التعبير:
" لا تقلق ، فإن هذا لن يحدث ثانية".
عادوا الى لوخ غويل ليجدوا الفوضى قد إستتبت في القلعة ذلك المساء ، وكان السبب هو ان بيدي ، بعد مناقشة طويلة أعلنت أنها لزمت الفراش ما فيه الكفاية ، وأن الوقت قد حان لكي تنهض من فراشها وتتولى إعداد العشاء ، فإعترى الفزع كاتي التي سارعت الى إخبار الدكتور ماكنزي بالهاتف ، ووصل الطبيب في اللحظة التي وصلت فيها بيث ، ولما كان ماكنزي في القلعة عند عودتهم من أيونا ، فقد إضطر هي والى دعوته لتناول العشاء معهم ، وقبل ماكنزي الدعوة بسرعة غير عادية ، خالية من الخجل .
" يظهر أنه يريد أن يراقب مريضتنا المقعدة !".
تمتم هيو بجفاء هامسا في أذن سارة ، وهم يجلسون على كراسيهم حول المائدة.
أجفلت سارة متجاهلة هجومه إذ أزاح لها الكرسي لكي تجلس، ألا شيء يفوته ؟ إن عيني أيان لم تفارقا وجهها منذ أن هبطت الدرج قبل خمس دقائق ، وكان من المفروض ان يجلس بجانبها ، ولكن هيو سبقه ببراعة وتعمد كما ظنت سارة .
" أعتقد أن بيدي تستطيع الآن مزاولة عملها؟".
سأل هيو مخاطبا الطبيب بصوت لاذع ، وهو يأخذ مكانه بين جيل وبيث التي بدت جذابة جدا في ثوب أسود أنيق.
" اشاركك الرأي ، كان من الأفضل ان نبقى في السرير مدة أطول ، ولكن المرء لا يستطيع أن يأتي بالمعجزات ، لقد كانت الأعجوبة أن تنجح سارة في إبقائها في السرير مدة أسبوع ، وعدتني بيدي ألا تتعب نفسها".
" إنها لا تطيق فكرة وجود أي شخص آخر في مطبخها " ردت بيث بحيوية " ولهذا حاول ان تداريها ، يا عزيزي هيو".
" إذا ما فكر هيو بالزواج والإستقرار فقد تستطيع زوجته أن تبقي بيدي في مكانها " قالت جيل بجرأة كبيرة ووجهها يفيض بالإستياء " لا استطيع انا شخصيا أن تصرف إتجاه نزوات بيدي ومزاجها".
" قد تثبت زوجتي المقبلة أنها أسوأ منك في هذا المجال".
قال هيو مداعبا جيل بكياسة ، نظرا اليها بإبتسام ، وهو يملأ كأس ايان .
" لا اصدق ذلك !". ضحكت جيل وهي تتناول ملعقة الحساء ، " ماما تقول ... بانه على الرغم من كونك رجلا فإنك ستنتقي جيدا ساعة الإختيار".
أحست سارة بشعور خفيف بالمرض ، وراحت تلتقط الطعام من طبقها إلتقاطا ، غير راغبة برفع رأسها الذي أخذ يدور ، كان شعورها بوجود هيو بجانبها طاغيا ، وراح يلهيها عما حولها بمغناطيسيته الغريبة التي وجدت نفسها غير قادرة على مقاومتها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-01-12, 02:58 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفسرت سارة شعور الأسى والكآبة التي إعترتها بتعبها والإثارة العاطفية التي عانت منها هذا العصر ، وكان الإحساس بالبحر والسماء وفتنة تألق اشعة الشمس فوق المياه ما يزال معها ، معمقا في نفسها الشعور بحقيقة تلك اللحظة المؤلمة.
وإعتراها إحساس بالإرتياح عندما أخذت بيث تتحدث الى جيل بوجه عابس عن أيونا ملقية عليها سيلا من الاسئلة عن رحلتهم وكيف قضوها
إتكأ أيان بإحتراس الى الأمام ، وقال لسارة وعيناه تعكسان عتابا خفيفا:
" لو عرفت بانك راغبة بالذهاب الى أيونا لسرّني أن أصطحبك ، في الحقيقة ، سأذهب الى أيونا في الأسبوع المقبل من اجل زيارة مريض ، هل تحبين أن تأتي معي؟".
" آه، آسفة...".
حدّقت سارة فيه مترددة ، لم يستطع أي شيء منذ عودتهم أن ينتزع من ذهنها سحر أيونا ، ولكنها ، وهي تسترجع ما حدث ، اجبرت نفسها على التركيز على الكاتدرائية بدلا من شاطىء البحر ، إنها لن تطيق العودة الى ايونا ، ليس الآن على الأقل ، ولكن كيف تستطيع ان ترفض؟ فقد أكتشفت ، رغم قصر تعارفهما ،بأن ايان قادر على إبداء الكثير من العناد والمشاكسة إذا ما رغب.
سارع هيو الى القول بحزم ، بينما كانت لا تزال تفكر:
" إن سارة فتاة عاملة يا أيان ، لا أظن أنني أستطيع الإستغناء عنها ، ليس وضغط العمل كما هو عليه هنا ، اليوم كان حالة إستثنائية ، لقد اردت أن أرى جون فينلي ،وظننت بأن التغير قد يفيد جيل".
" وأنا أريدها أن تخصص يوما من أجلي " تدخلت جيل قائلة قبل أن يجد إيان فرصة للإعتراض ،أرغب في ان نذهب معا الى أوبان لأنني اريد أن أشتري ثوبا لحفلة ، فليس عندي فستان واحد مناسب".
تململ هيو بغيظ بجانبها ، وقال:
" لماذا ، بحق السماء ، لم تجلبي فستانا معك يا جيل ؟ كان يجب أن تعرفي بانك قد تحتاجين اليه".
إبتسمت جيل إبتسامة عادية لأخيها ، ورمقته بعينين واسعتين بريئتين .
" كان السبب هو عمليتي ، يا عزيزي هيو ، لقد منعني المرض من مجرد التفكير بالحفلات والرقص ، ولهذا أرجو ألا تبخل علي بسارة ، أنا واثقة انك تستطيع الإستغناء عنها لمدة عدة ساعات ، ألا توافق يا أيان؟".
وأدارت وجهها المتوسل الى الطبيب.
هز ايان رأسه بالإيجاب ، متحالفا معها ، وقد عاد اليه مزاجه اللطيف.
" في كل حال ، سأرافق سارة الى الحفلة الراقصة ، لا تستطيع ان تجبرها على العمل خلال الحفلة ، يا صديقي العجوز".
قهقه الجميع ، أما سارة فقد وجدت من الصعوبة حتى ان تبتسم ، وتحولت عيناها رغما عنها الى هيو ، ولاحظت بخوف فجائي عصبي ان فمه كان مضموما بشدة ، وومضت عيناه وهو ينظر الى الرجل الجالس مقابله.
ولكنه قال بإهمال دون ان تبدو عليه إمارات الغضب:
" أقول في صالحك انك رجل لا يضيع الوقت، إلا إذا ... " أضاف بلهجة معسولة " كنت جسورا بعض الشيء".
تحركت ساة على كرسيها بقلق ، واصابعها الملفوفة حول كاسها مشدودة من التوتر ، وأدار هيو راسه فقابلت عيناها نظرته ، وأدركت انه عليها أن تقول شيئا ، ولكنها لم تدر كيف تجيب ، فهزت كتفيها بحركة عاجزة :
" لقد إتخذت قراري صباح البارحة فقط "إعترفت بتعاسة وهي تنظر بإتجاه بيث : لقد سألتني الآنسة اسكويث ان احضر الحفلة قبل يومين ، ولم أعتقد بأنك ستمانع".
" يبدو أن هيو يتخيّل بأنني سأهرب معك".
قال أيان ضاحكا ووجهه اللطيف يشرق بالإبتسام ، وبدا من الواضح أنه لم يكن على علم بالتيارات الخفية وراء الكلمات ، وتمهلت نظراته بحماس على وجه سارة المورد.
" لم تتح لي الفرصة لحضور الحفلة منذ سنوات ، بسبب طبيعة عملي ، ولكن لن يحول بيني وبين حضورها هذه المرة إلا كارثة أو ما يشابهها".
بعد ذلك أخذ الحديث مجرى أكثر طبيعية ، ولكن ايان ، قبل أن يغادر القلعة ، وبينما كانت سارة تستطلع رأيه الأخير بشأن بيدي ،توسل اليها ثانية بالا تنسى بأنها قد وعدت بالذهاب معه الى الحفلة.
" ليس لأن لحفلة مهمة يا سارة ، انت تدركين هذا بالطبع ، ولاحت في عينيه اللطيفتين فجأة نظرة حادة ، ولكنني لم أقابل فتاة مثلك من قبل ، ويخيل اليّ بأنني قد بدأت اقع في حبك".
" آه ، من فضلك ، يا أيان... " وحدقت فيه مجفلة ، لا يمكن ان تكون جادا إذ أنك لم تتعرف عليّ إلا منذ أيام فقط".
وإعترت سارة حالة من الإضطراب التي افلحت ، بالإضافة الى تعبها ، في تمزيق اعصابها ، وبدا أيان جادا تماما وكأنه يصدق ما يقول ، لو أنها لم تكن تعاني من الإحساس بوجود رجل آخر لكانت الأمور ، دون شك ، مختلفة ، وإجتاحتها موجة من اليأس مشتتة قدرتها على التفكير المنطقي ، ولم يسعها إلا أن تحدق في وجه أيان دون أن تنبس ببنت شفة ، ولكن قبل ان تستطيع قول أي شيء آخر ، إلتقط أيان قبعته القديمة ، مبتسما إبتسامة حزينة ، وكأنه قد خمن بعض ما يجول في نفسها.
" لا تهتمي يا سارة ، نامي على الفكرة بهدوء هذه الليلة ، ولا تدعيها تزعجك".
ثم ودّعها بلمسة رقيقة من يده ، وتركها واقفة شاخصة في الفضاء وراءه.
لقد كان يوما حافلا بلا شك !

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 04:47 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 187049
المشاركات: 110
الجنس أنثى
معدل التقييم: الملآك القاسي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 20

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الملآك القاسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حلـــــــــــــــوة ولازلت انتظر التكمله

 
 

 

عرض البوم صور الملآك القاسي   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:01 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8- عواطف متفجرة


قررت جيل ألا تذهب الى اوبان لشراء فستان جديد ، وإعترفت لسارة بأن الفكرة ولّدها في نفسها دافع عنيد لقضاء يوم باكمله مع كولن الذي كان من المنتظر أن يرافقها ، ولكنها بعد تفكير عميق ، قررت بأنه ليس هنالك ما يدعو الى الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة.
" قد يكتشف هيو الحقيقة بسهولة ، أو قد يصر على القدوم بنفسه خوفا من ان أتعرض لنكسة ، وأنت تعرفين هيو ، أحيانا يخيّل الي ان له عينين في مؤخرة راسه".
إستجابت سارة لملاحظة جيل بإبتسامة متقلصة ، ولم تكن تشعر مطلقا بالرغبة في الذهاب لشراء ثوب برفقة جيل ، كما أنه لم تكن لديها رغبة حقيقية بترك لوخ غويل حتى ولو ليوم واحد ، ولهذا فقد داخلها إرتياح كبير عندما غيّرت جيل رأيها.
تحركت جيل متململة عندما لم ترد عليها سارة ، وكانت لا تحب الصمت من أي نوع ، وراحت عيناها تتجولان بتفكير فوق وجه سارة.
" سمعت هيو يقول لبيث الليلة الماضية بأنه قد يذهب الى لندن ثانية في الأسبوع القادم ، قد أذهب معه لقضاء يومين او ثلاثة إذا قبل بإصطحابي ، إن كولن مشغول جدا ، وعليه أن ينجز بعض المهام المتأخرة ، ولا شك أنه سيغتاظ مني لو أعقته عن العمل ، ولكن إذا ما ذهبت مع هيو فإن هذا سيعطيه الفرصة لينسى وجودي حتى أعود".
أدارت سارة رأسها ببطء وحدقت فيها وقد إنتزعها كلماتها من خمولها .
"إن السيد فريزر لم يذكر لي انه سيذهب الى لندن بينما كنا منهمكين في العمل هذا الصباح".
" لعله لم يفكر بالأمر ، فهو مشغول جدا طوال الوقت بالجري وراء بيث، لا أعرف لماذا اسمح لنفسي بتحمل كل هذا القلق من أجل إخفاء كولن عن الأنظار ، ان هيو لن يلاحظ ولو جلسنا انا وكولن فوق قمة جبل بن مور".
" لقد ذكرت قبل لحظة بانه لا يفوته شيء ، حتى ولا كلمة".
" هل يجب ان تأخذي كلامي دائما على محمل الجد ؟ إنما أنا أحاول أن المح الى ان الحب احيانا يعمي الناس ، يبدو لي أنه من المؤكد تقريبا أنه سيعلن خطوبته في الحفلة".
" تعنين خطوبته الى بيث؟".
وحاولت سارة أن تبتسم ، ولكن شفتيها لم تفلحا إلا في الأنفراج بالم .
" ومن غيرها ؟ لقد راقبتهما جيدا ، وانا واثقة من ان هنالك علامات".
" علامات؟".
" إن المرء لا يحتاج الى رؤية حادة أو قدرة على قراءة المستقبل لكي يرى ما يحدث ، لقد وضعت إثنين وإثنين معا ، إن هيو يفكر بالبقاء في لوخ غويل كما سبق أن ذكرت لك ، لقد إكتشفت ان لديه خطة لأبتداء مشروع بتربية الخيول وتوليدها ، فهو كان دائما مغرما بالخيل ، أعتقد أنه يفكر أيضا ببناء بعض الأكواخ والبيوت في ممتلكات القلعة لأن عددا من الأكواخ القديمة قد بدأ يتداعى الى حد لا يكن معه ترميمها ، ولهذا ، إذا ما اخذنا بالإعتبار كل شيء ، فلا بد أن تكون بيث في منتهى السرور الان".
" منتهى السرور ؟ ماذا تعنين بقولك هذا ؟ قد تكونين مخطئة ، قد يكون هيو قرر أن يترك لوخ غويل نهائيا ، وبيع أملاكه هنا بعد أن ينسق أمورها ، ثم أن بيث قد لا ترغب في العيش هنا مطلقا".
" اعتقد أنك أنت المخطئة ، في كل حال ، إن الوقت سيحكم بيننا ، وبالمناسبة... "إستطردت جيل قائلة وهي تنقل نظراتها الحادة الساخرة من البركة الى وجه سارة " فلماذا تكثرين من إستعمال ( السيد فريزر ) هذا العصر ، البارحة بعد عودتنا من أيونا كنت تستعملين( هيو ) فقط ، في الحقيقة لولم تكن بيث في المنظر ، ولو كنت فتاة أخرى غير سكرتيرته ، لظننت بأن هيو قد إفتتن بك يا سارة العزيزة".
" لا تكوني غليظة ! أحيانا ، انا أنادي السيد فريزر بإسمه ، هيو ".
وقفزت سارة على قدميها مرتبكة وقد إشتعل خداها إحمرارا ، إن جيل لا تحتمل ! وتحركت متململة وقد إعتراها دافع فجائي غامر بأن تذهب الى مكان ما ، كان الجلوس في الحديقة ممتعا ، لكنها أحست بأنها لا تستطيع البقاء في مكانها مدة أطول ، نهبا للشكوك إثر ما قالته لها جيل .
" هل لديك مانع من السماح لي بإستعارة سيارتك لمدة ساعة أو ساعتين ؟ أحس بالرغبة في أن أذهب للمشي ، ربما بإتجاه جبل بن مور ، لقد إمضيت طوال العصر في الكوخ بصحبة غوين ، ولهذا فأنا أرغب بإستنشاق بعض الهواء النقي ، ارجوك أن تطلبي من بيدي ألا تحتفط لي باي طعام ، ساتناول عشاء خفيفا عندما أعود".
" حسنا يا عزيزتي ! ولكنني لا أعرف من سيزعجك لو بقيت هنا ، فأنا سآخذ حماما طويلا ساخنا ، ثم أصطحب كاتي الى سالن لكي تزور خالتها ، ولهذا لن احتاج اليك هذا المساء ".
إبتسمت سارة رغما عنها ، بسبب اللهجة الملوكية التي ألقت بها جيل كلماتها الأخيرة ، وأحست بأنها تعرف تماما ماذا ستفعل جيل ، ستاتي كاتي الى كوخ الآنسة بلاك ثم تذهب لقضاء الأمسية مع كولن ، ولكن سارة لم تعلق وإكتفت بان تقول:
" سأراك غدا ، إذن".
منتديات ليلاس
ما كان بإمكان سارة أن تجد متعة في هذه اللقاءت السرية ، والإثارة الناتجة عنها ، لأن ذلك كان يعني الإشتراك في خدع هيو ، وإرتعشت فجأة وهي تسير بعيدا ، فإن الشعور بأنها على علم بالخداع الذي تمارسه جيل كان يلازمها دائما، وكانت تدرك بأن أعصابها المشدودة الى حد لا يطاق على وشك التمزق ، وقد إستطاعت في الماضي أن تتحمل ، ولكن هذه الأيام الأخيرة كانت أصعب من أن تطاق ، فالآن ، على الرغم من هيو كان يبدو وكأنه غير شاعر بوجودها ، فإن إحساسها هي بوجوده في تفاقم ، وكذلك إحساسها بالثورة الداخلية العنيفة التي يستطيع أن يسببها لها ، إن معظم ما حدث بينهما كان نتيجة لأخطائها ، ولهذا فإن عليها الا تلوم إلا نفسها إذا راح الحديث عن إحتمال إعلان خطابته يسبب لها الألم ، فالرجال عادة لا يعتبرون ضمة أو ضمتين أمرا جديا ، ولكن سارة حنّت الى الشعور بذراعيه تطوقانها ثانية ، ولو كان مدفوعا بنزعة عدائية.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-01-12, 02:04 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

" ولا تهتمي بالعودة بسرعة ! " هتفت جيل وهي تهبط السلالم حاملة سترتها على ذراعها " أستطيع ان أستعمل اللاندروفر إذا ما دعت الحاجة".
لماذا لم يخطر لها هي شخصيا أن تستعمل اللاندروفر ؟ وفكرت وهي تسوق السيارة في الطريق المحاذي للشاطىء ، وكان المنظر جميلا جدا ، وكذلك الجو.
ابطأت سارة من سرعة السيارة ، وأخذت تفتش عن مكان تقف فيه ، وكانت الغيوم المتجمعة من ناحية الغرب تغير ألوان الخليج بإستمرار من الرمادي الفاتح ، الى باقة من الألوان الزرقاء تفوق بهاء وألقا ألوان البحر الأبيض المتوسط الذي شاهدته خلال عطلاتها في السنين الخيرة.
أوقفت سارة السيارة ،وتمهلت لحظة قبل أن تخرج منها.
خالج أحاسيس سارة بعض الإنتعاش ،مما جعل كآبتها تنحسر وهي في طريقها بإتجاه البرية الوعرة ، ووجدت جدولا فراحت تراقبه يسيل فوق الأحجار في مهده الصخري ، ثم إنحنت وغرفت بعض المياه الباردة في يدها ، ورفعتها الى شفتيها الجافتين ، ثم خلعت السترة ، وجثت على نتوء صخري فوق شاطىء الجدول ، وأخذت في يدها مجموعة من الحصى ، وكتبت إسمها بعناية على الأرض ، مجمعة الأحجار الصغيرة وقدعلا وجهها العبوس لشدة إستغراقها.
عندما كانت طفلة كانت أمها تلعب معها أحيانا على طرف الجدول الصغير قرب بيتهم في ويلز ، وكانتا تتسابقان احيانا في كتابة إسميهما بالحصى لتريا من تنتهي أولا ، وسهل الأمر ان عدد حروف إسم والدتها كانت تماثل عدد حروف إسمها.
وأحست ، وهي تستعرض ذكرياتها الآن ، بأن معرفة سر فوزها الدائم بهذه اللعبة ليس من العسير تخمينه الآن ، ولكن أن تربح في أية لعبة، مهما كانت بسيطة ، كان إنتصارا كبيرا للطفلة سارة حينذاك ، التي لم تتجاوز ربيعها الخامس.
أفلتت تنهيدة من شفتي سارة وهي تمضي في طريقها ، متتبعة مياه الجدول المتلألئة ، حتى جذب إنتباهها منظر غزال صغير يقف على حافة الصخور ، فإقتربت منه بإحتراس ، ولكن الغزال راقب تقدمها بعصبية وحذر ، ثم رفع رأسه وقفز هاربا.
شردت سارة دون هدى نصف حالمة تحت أشعة الشمس الدافئة ، وإستسلمت للصمت والهواء العابق برائحة الصنوبر حتى كادت تصل الى حالة من السكينة المخدرة ، وحادت عن الجدول ، ثم ذهبت لتجلس على حافة أفريز صخري غارق في الظلال ، وكانت قد أفلحت في صعود جزء من جبل بن مور المعروف بسهولة التسلق ، ولكن ليس من دون خريطة وبوصلة ، فهما ضروريتان ، ولم تكن سارة تعتزم أن تتسلق الجبل ،وما ارادت إلا ان تتجول لكي تجهد نفسها جسديا من اجل التخلص من افكارها ، وعندما جلست مسندة ظهرها الى الصخرة الدافئة ، احست بانها قد أفلحت في تحقيق مرامها.
حلّق صقر في الفضاء وراقبته سارة حتى اطبق جفناها الثقيلان ، ولم يكن هناك سوى الصقر والشمس والريح الهامسة ، فغرقت في نوم عميق .
لم تتذكر سارة بعد ذلك اللحظة التي إستسلمت فيها للنوم ، ولا ما الذي أيقظها ، إلا إذا كان جسدها يحتوي على نوع من جهاز للإنذار ظل متيقظا اثناء نومها ، ولما فتحت عينيها لم تعرف أين هي ، وإعتراها الفزع وكأنها وقعت فجأة في قلب كابوس معلق ، ولم تستطع ان تعثر على أي اثر يدلها على مكان وجودها إذ أحاط بها حجاب من الضباب الرمادي حاجبا كل شيء ، ومان كان الأمر ليختلف لو أنها وجدت نفسها فجأة في عالم آخر ، او في منتصف الطريق بين كوكبين ، أبدا لم تر من قبل مثل هذا البياض الذي يشبه القطن ، أو هذا الهواء السميك الذي لاح لعينيها الفزعتين جامدا ، لا يمكن النفاذ خلاله.
بعد لحظات خيل لها انها كانت دهرا ، تحركت ببطء وحذر ، خائفة أن تهشم هذا الصمت الرهيب... هذا الصمت الذي لم تعرف له مثيلا من قبل على الرغم من أنها كانت قد قرأت قصيدة عنه في الماضي تتحدث عن جزر الهيبريديز وصمت البحار ، وتساءلت سارة ، بإبتسامة ملتوية ، فيما إذا كان الشاعر قد عانى مثل تجربتها هذه.
افلحت روح الفكاهة التي خالجتها للحظة في تثبيت بعض مخاوفها : وراحت تمشي متعثرة، وأحست بتقلص في إحدى قدميها وهي تنظر الى ساعتها مما جعلها تجفل من الألم ، كانت الساعة الثامنة تقريبا ، لقد نامت ساعة ! ولما خفّ الألم في قدمها عاد اليها الفزع ، وراح ذهنها يجيش بالقصص المأساوية عن ناس ضاعوا في الجبال ، إذ أن والدها كان عضوا في إحدى فرق الإنقاذ ، وعرفت من تجاربه ان رجال الإنقاذ لا يصلون أحيانا في الوقت المناسب.
حاولت سارة بياس ان تتذكر بعض الإرشادات ، يجب عليها أن تبقى متيقظة ، هذا هو أهم شيء ! ثم أنه عليها ألا تقدم على محاولة حمقاء قد تؤدي بها الى الوقوع في هوة سحيقة قبل ان تصل المعونة ، ولهذا جلست متكورة على نفسها ، ولكن جلوسها ساكنة جعل ذهنها يعود الى سلسلة من الأفكار المتشائمة ، إن المساعدة إذا ما وصلت ستصل متجسدة في شخص هيو فريزر دون شك ! فهو الشخص الوحيد الذي يحتمل أن يعرف يوجدها هنا ، ستذكر له جيل بالطبع أين ذهبت ، وعندما تتأخر في العودة... وشعرت سارة بأن تخيل ردود فعله المحتملة قد أخذ يرق ذهنها في هوات صقيعية لا قرار لها ، لا شك انها قد تصرفت بحماقة ، ولكنه لن يفسر الأمر كذلك ، فقد علّمتها التجربة بأن غضبه لا يكن التنبؤ بابعاده ، وإقشعر جسمها إذ خمّنت ما يمكن أن يقوله إذا ما وجدها على هذه الحالة ، وراحت تبتهل متمنية أن ينقشع الضباب لكي تستطيع العثور على الطريق والعودة قبل أن يتفاقم الوضع.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت بارغيتر, الوعد المكسور, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, winds from the sea
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170949.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 20-08-16 01:20 PM
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ط¹ط¨ظٹط± ط§ظ„ط¬ط±ظٹط¦ط© This thread Refback 28-05-16 07:49 AM


الساعة الآن 02:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية