المنتدى :
من عيون الشعر العربي والعالمي
قلبي بحمص متبول
قلبي بحمصَ متيّمٌ متبولُ *** نفسِي فداها والفداءُ قليلُ
معشوقةٌ يهوى النسيمُ هواءها *** فيقيمُ فيها بالدوامِ يجولُ
تاريخُها بالنّور خطّ حُروفَه *** والمجدُ فيها حقُّه التبجيلُ
ببطولةٍ يحكي ثراها قصةً *** فيها الحديثُ عن النّضال يطولُ
عن مجرمٍ خانَ البلادَ وأهلها *** وأتاهُ من وحي الشّرورِ نُقولُ
فطغى بحقدٍ لم يراعي حُرمةً *** و اشتدّ منه المكرُ والتقتيلُ
لمْ يدْرِ أنّ الشعبَ حرٌّ مؤمنٌ *** بالله ليس يُخيفهُ التنكيلُ
وإذا بحمصٍ بعد درعا سُطّرت *** فيها ملاحمُ ما لهنّ مثيلُ
وتصدّرت ركبَ البطولةِ أوّلاً *** بدماءِ أحرارٍ هناك تسيلُ
يا ليتَ شعري والنظام يدكّها *** ويظنّ حُمقاً أنها ستميلُ
لكنّها حمصُ العديّةِ لو دَرَوْا *** منْ خاضَ فيها خاسرٌ مخذولٌ
يا أيّها الباغي لحتْفك جئتها *** هلاّ اعتبرتَ بمن رأيتَ يزولُ
ما حمصُ إلا حرةٌ رغم العِدا *** ومصيرُ باغيها الحقيرِ أفولُ
ما حمصُ إلا للطّغاةِ مقابرٌ *** مَلَكُ السماء بحفظها موكولُ
ما حمصُ إلا جنّة الله التي *** منْ زارها فبفضله مشمولُ
ما حمصُ إلا مُهجةٌ رقراقةٌ *** فتنتْ قلوبَ الناس وهي بتولُ
لا تعجبنّ فكلُّ حمصَ محاسنٌ *** ولفرطِ عشقي دائماً سأقولُ
“إن رمتُ فخراً قلتُ حمصيٌّ أنا " *** فالفخرُ فيها واجبٌ وأصيلٌ
|