كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الخاتمة .
المعجزة .
****************
وحلّ الصيف . كان النسيم يهب دافئا يحرك اوراق شجر المطاط ، ويتنهد برقة عبر بساتين التفاح ، وقف ماكس وفوبى وجيك وجوش والعمة " هاتى " عند طرف الاملاك 0
لعل المربية كولين تبكى فى بيت المزرعة امام كوبى الحليب اللذين تركهما الطفلان على المائدة . فقد اصبحت عمة برينت عاطفية للغاية فى المناسبات الهامة ، وذهاب الصبيين الى المدرسة الابتدائية لاول مرة هو مناسبة هامة بكل تاكيد . كما ان كاترين زارتهم مرات عدة خلال الشهور الماضية حيث تعرفت الى ابنىّ اخيها ، لكنها لم تكن هنا اليوم 0
ظهرت الحافلة من بعيد ، وعندما اقتربت منهم اخذت تهتز بعنف 0
-انها هنا ، انها هنا 0
اخذ الولدان يقفزان متحمسين ، واستطاعت فوبى ان تدرك مشاعر ماكس وهو يقف بجانبهما ، لكنها نظرت الى هاتى ولم تستطع الا ان تبتسم 0
كان ماكس قد قلب استراليا رأسا على عقب بحثا عن نسيب حقيقى لفوبى ، شخص غير امها وابيها ، وكانت فوبى قد ادعت انها لا تريد احدا ما دام لديها ماكس وولديه لتحبهم ، لكن ماكس عثر على هاتى وهى ابنة خال بعيدة من ناحية امها ، وامرأة تفيض حبا ما جعل فوبى شاكرة للغاية 0
كانت هاتى تعمل بالقرب من " يلاك هيث " حيث احترفت صناعة الخزف ، وقد اولعت بفوبى واسرتها 0
كانت فوبى سعيدة للغاية ، وعندما التفتت الى ماكس ابتسمت فى وجهه الحبيب : اراك عابسا سيكون الولدان فى احسن حال ، صدقنى 0
اخذ نفسا عميقا ، ثم اومأ وحاول ان يظهر الارتياح : اعرف ذلك . كل ما فى الامر ان الفراق صعب 0
كان ماكس يعمل ثلاثة ايام فى الاسبوع هذه الايام ، ويمضى بقية الاسبوع فى بيته حيث يعمل فى المزرعة او يلعب مع الطفلين ، وسيواجه صعوبة فى تقبل غيابهما وخسارة هذا الوقت الذى يمضيه معهما . لكن فوبى ابتنسمت فستبذل جهدها لتبقيه مشغولا بأى شكل . حياهم سائق الحافلة ، ثم توقف بعيدا عن الطريق العام ، وعندما انفتح الباب التفتت فوبى الى الولدين وعانقتهما بقوة وبسرعة فائقة 0
عندما صعد جيك وجوش الى الحافلة بثقة وجلسا بجانب احد اصدقائهما من دار الرعاية ، شعرت فوبى بغصة فى حلقها لكنها ابتسمت لهما ابتسامة واسعة انه يومهما 0
وعندما تحركت الحافلة رفعت هاتى يدها تلوح لهما بمنديلها الوردى ، وكذلك فعل كل من ماكس وفوبى 0
عندما غابت الحافلة عن الاعين ، اخذ ماكس فوبى بين ذراعيه فدفنت وجهها فى صدره . لكنها شعرت بأن عليها ان تظهر نوعا من لكنها شعرت بأن عليها ان تظهر نوعا من الاحتجاج : لست بحاجة الى التعزية . انت تعلم ان ذهابهما كان رآيى انا 0
انفجر ماكس ضاحكا : من قال انك انت من يحتاج العناق 0
وتلاقت شفتاهما فابتسمت له شاكرة سعيدة . لديها ماكس ... اكثر الازواج حبا ... وولدان رائعان قد تقبلاها اما جديدة لهما بكل بساطة ومن دون ان يلتفتا الى الوراء 0
قال ماكس بتردد وهو يتأبط ذراعها ليسيرا عائدين الى المنزل : انت لم تخبرينى عن موعدك مع اخر اخصائى 0
لم ينظر اليها ، وادركت انه لا يحب ان يسألها . ماكس قد اصر عليها كى تزور الطبيب عندما اعترفت له بأنها لم تذهب قط الى طبيب لفحص حالتها . اراد ان يتأكد من انها بخير وصحيحة الجسم بحيث لن يصيبها أذى الان او فى ما بعد 0
ظهر من الفحص الطبى انها صحيحة الجسم ، وشعر الاخصائى بأن لديها فرصة للانجاب يوما ما ، اذا ما ابتسم لها الحظ ، وكان قد عالج حالات اخرى لنساء لم يعرفن العادة الشهرية او كانت نادرة لديهن ، ومع ذلك استطعن ان يحملن ، وقد اصرّ على ان تراجعه لدراسة حالتها فثمة امور لم يتناولها الفحص بعد . لم تهتم فوبى فلديها ماكس والطفلان . كان قلبها ممتلئا ... ولم يمض يوم من دون ان تستيقظ صباحا باسمة شاكرة سعيدة ، وكانت تذهب الى الطبيب فقط امتثالا لرغبة ماكس . التفتت اليه باسمة : قد حدثنى الطبيب فى الواقع عن التخصيب 0
رفع ماكس حاجبيه ، ولم يستطع ان يخفى ومضة الرجاء فى عينيه ، وابتسمت هى تغيظه قليلا : نعم . هذا ما قاله ، لكن هذا لم يعد مهما 0
أوما وهو يبتسم لها : حسنا لابأس . هذا غير مهم ، تحدثنا عن ذلك من قبل ، نحن لسنا مستعجلين . يمكننا القيام بذلك فى وقت لاحق اذا شئنا ...
قطع حديثه وهو يراها تبتسم ، وضحكت هى : الن تسألنى عن سبب ضحكى ؟
نظر اليها وكأنها مجنونة لكنه رد عليها ، كما توقعت : لماذا تضحكين ؟
امسكها ورفعها الى اعلى : اخبرينى عن سبب ضحكك او ابقيك هكذا طوال النهار 0
-انا اضحك لان التخصيب لم يعد مهما 0
نظر اليها متسائلا : وكيف ؟ لا افهم اتريدين ان تقولى ان ثمة امر اخر حدث ؟ وانك تاكدت من انك لن تحملى ابدا ؟
فهزت راسها : لا ، انا لا اقول هذا لاننى حامل 0
واخذت تلمس يده بلطف وهى ترى تاثير كلماتها فى وجهه ، ثم وضعت يده على بطنها : هل تشعر بشئ ما ؟
-ظننت لتوّى ...
وسكت وهو يتفحص وجهها بانفعال بالغ ، ثم هز راسه : هل انت واثقة ؟ هل اجرى لك اختبارا ؟ هل انت بخير ؟ هل الطفل بخير ؟
-بكل تاكيد ، لقد اجرى لى اختبارا وانا بخير والطفل بخير 0
وابتسمت فتأوه ، ورفعها بين ذراعيه واخذ يدور بها حتى دار راسها واخذت تضحك ، ثم قبلها من كل قلبه ، وعندما افترقا كانت الدموع تسيل من اعينهما 0
-اتريدين هذا فعلا يا فوبى ؟ لم اسألك قط من قبل . اظننى لم اشأ ان اسالك لانى اعتبرت انه لن يحدث قط 0
فقالت وهى تدنى راسه منها : بل اريده لاننى احبك ، ولان الله منحنا هذا رغم الموانع كلها . انه حظنا نحن الاثنين ، ان نحصل على ما كنا يائسين من حدوثه . سترى الطفل منذ ولادته ، وانا ... حسنا ، سأحصل على هذا واكثر 0
فقال بصوت اجش : نعم ، انا احبك يا فوبى . احبك للغاية 0
-وانا ايضا كذلك 0
انها تحبه وهذا هو المهم 0
******
تمت
قراءة ممتعة للجميع .
|