المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الأناركييون
انفتح باب المترو....
ودخل يمشي متثاقلاً ثم قرر أخيراً أن يجلس إلى جواري ...
كنت أنظر إلى أرضية العربة أفكر في شئ ما لا أذكره الأن ..
لكنني لمحته بطرف عيني ..فقررت أن أرفع طرفي إليه في بطء
لأتأمل ذلك الجالس جواري ....
شاب من هؤلاء الشباب الذين سقطوا من بين أوراق الكربون
الغربي .. نسخة كربونية أخرى على طريقة الهيبز القديمة ...
الشعر الطويل الملتوى كالخواتم والفانلة الضيقة والسراويل
الساقط الذي انسدل على المؤخرة على طريقة الشواذ !!....
والحقيبة على الكتف..
كان هذا يكفي كي أشعر بالغثيان وأغالب القئ ... لكنني تمالكت
نفسي ... سأهبط بعد محطتين ..لاداعي لتلويث المكان إذن....
وكدت أنسى وجوده تماماً إلى جواري لولا أنني لمحت تلك
الميدالية في يده اليسرى ...
كانت ميدالية أنيقة ....
لكنها ذكرتني بشئ ما ....
أو حلم ما ......
وسرحت بخواطري بعيداً ......
***
الأن يبدأ دوركم كنخبة تختص بالعمليات القذرة ....
لاتبتئسوا فلستم بأقل من حكومات عديدة متسلطة تستخدم
متخصصين في الوسائل القذرة ...لكنكم تستخدمونها من أجل
إعلاء اللاسلطوية .......
لقد تم تدريبكم على كافة الأسلحة الغير تقليدية للقيام بعمليات غير تقليدية
حينما تعودون إلى أوطانكم ...اعلم ان كلمة وطن لا وجود لها ولا معنى لها لديكم
وهي كذلك ..هي مجرد مصطلحات صنعها المستبد السلطوي
لمزيد من السلطوية ... لكننا نذكرها مجاراة للسلطويين حتى يأتي
اليوم الذي تصير فيه الأوطان لاشئ ..
فالوطن الحقيقي هو أنت...............
ويوم يرى الوطنيون شعاركم على الجدران وفي الحافلات
والقطارات سيعني هذا أن ساعة العمل قد دقت ...
وبعنف .........
وأن العنف صار لغة التفاهم الكونية التي تستطيع بسهولة
أن تقنع بها مخالفك....
إن الشعوب عطشى للعنف فقط هم ينتظرون من يشعل الفتيل ..
وعندها يبدأ مهرجان الدم ..
ساعتها ستفهم ....
أن للعنف لذة لا تقاوم ...
ساعتها ستفهم ...
أن العنف هو محركك ....
ساعتها ستفهم ....
أن العنف هو الدم الذي يجري في عروقك ليحررك ....
فقط ...أنتظروا العلامة ....
ورفعت لهم كفي اليسرى مبسوطة كي يرونها بوضوح ...
حقاً كانت ميدالية أنيقة ...
ألستم معي في هذا .....
***
كالملسوع رفعت طرفي إلى فتي الهيبز ثم عدت أخفضه ثانية
إلى الميدالية التي في يده .....
هو مجرد شاب عادي من هؤلاء هو غالباً لا يدري كنه ما يحمل.....
جذبت نفس عميق لأهدأ... وحاولت أن أبعد الفكرة عن رأسي..
كانت محطتي هي القادمة ...وحينما توجهت لباب النزول
متحدياً الأعراف!! رأيته يقوم بتلك الحركة المتثاقلة ويتجه
إلى باب الصعود لينزل منه متحدياً اللافتات ...
شاب عادي من هؤلاء ... ولاداعي للقلق ...
هنا قام الشاب العادي بعمل أخر شئ يمكن أن أتوقعه من شاب عادي
من الحقيبة التي يحملها أخرج قلم من نوع الـ (فلوماستر)..
ثم انهمك في كتابة أو رسم شيئاً ما على الجدار المجاور للباب ....
نظرت مدققاً إلى مايصنع فلم استطع تبينه من بعد المسافة وزاوية
الجدار ...هنا قررت أن أتوجه ناحيته لأرى بصورة أفضل
وكذلك يمكنني النزول من باب الصعود ولو لمرة واحدة في حياتي !!...
وعندما اقتربت من الفتى المنهمك في الرسم استطعت أن
أميز مايصنعه ...
كان يرسم نقشاً على شكل ميدالية أنيقة ...
***
فقط ...أنتظروا العلامة ....
***
ويوم يرى الوطنيون شعاركم على الجدران وفي الحافلات
والقطارات سيعني هذا أن ساعة العمل قد دقت ..
وبعنف .................
***
وعندها يبدأ مهرجان الدم ..
***
وانفتح الباب ...
وغاب الفتى وسط طوفان البشر الهادر ...
وغبت أنا في خواطري السوداء ...
كنت لا أرى شيئاً تقريباً ويبدو أنني ارتطمت بعدد لابأس
به من البشر دون أن أشعر ....
كنت فقط أرى ذلك النقش الذي رسم في أكثر من مكان بالمحطة
وخيل لي وقتها .........
أنه كان يقطر دماً ......
***
( بدأت )
|