كاتب الموضوع :
أنس إسلام
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
[B]حدقت غرير في الخارج دون ان تري ثم قالت
- السيد كارلسن رجل غبي اتصدقين انه صدق حقا كل تلك النمعلومات عن ان محاميا لاسرة بارما بوربون اطلق سراحنا
- ومع ذلك فهو محامي والدنا ووالدنا اشترط عليه ان يستعمل المال كما املي عليه
وقطبت غرير وهي تري اختيها تقرران الاستمرار في خطتهن الاساسية
- هل خطر في بالكن ان البحارة قد يبحرون عند غروب الشمس ولا يعودون ابدا
- فاجابت الاثنتين معا " لا"
- لاباس لكنني لا اريد صراخا اذا اكتشفنا انهم ينتظروننا في حانة سيئة السمعة مواجهة البحر حيث يجالسون فتيات رخيصات في الطابق العلوي
- غرير
- لاتكوني حساسة الي هذا الحد اوليفيا
ومرة اخري وجدن انفسهن يقدن السيارة في ضواحي جنوي وبعد ان استعلمن راين متجرا لادوات الرياضة فدخلن اليه
- سنبتاع ارخص ما لديهم وسناخذه معنا الي الوطن
وبعد ان اشترين خوذات وقفازات و زجاجات ماء ملانها بالمياه المعدنية كانت كل واحدة قد انفقت 900 دولار وكان البائع مسرورا للغاية بهذه الصفقة فسمح لهن باستخدام حمام المتجر لاستبدال سراويلهن باخري نظيفة
ساعدن بعضهن البعض في لبس قلائدهن ثم وضعن جواز سفرهن في جيوبهن وتذاكر السفر ومحافظ النقود ليصبحن جاهزات تركت اوليفيا السيارة امام منزل في زقاق مسدود ووضعت المفتاح تحت ممسحة الارجل امام الباب الامامي
لم تذرف غرير دمعة واحدة علي ملابسهن ومتاعهن الموضوعة في الصندوق
بعد ان درسن الخريطة قدرن ان بامكانهن ان يصلن الي مدينة الكسندريا مع حلول الليل حيث يمكنهن ركوب الطائرة من سويسرا الي الوطن
لم يمر رجل بهن من دون ان يحاول ان يتحدث اليهن ويلقي اليهن بالقبلات ولابد انهن قد سمعن كلمة حلوة بالايطالية اكثر من الف مرة
من الواضح ان ماكسيميليانو كان يتصرف علي غرار مواطنيه فلماذا لا تبتسم وتتخلص بالضحك من اهتمامه بها كما تفعل الان مع كل الغرباء علي طول الطريق
في منتصف الطريق الي وجهتن فرغ اطار عجلة بايير من الهواء فاخرجت الادوات اللازمة لاصلاح العجلة عندئذ ابتدا الازعاج لم يتبق رجل الا وتوقف ليساعدهن
اجتمع من حولهن ما يعادل ال15 رجلا مب بين فتي ورجل مسن فاعاقوا المرور وزاد علي ذلك شاحنة مليئة بالرجال
قدمت لهن عروضا مختلفة بالايطالية طبعا لكن غرير لم تكن بحاجة الي مترجم كي تفهم المعني
وفجاة اذا بغرير تري ماكس بقامته الطويلة الرائعة يتقدم نحوها بخطواته الواسعة يرافقه لوك ونيك
وتحدث فجاة بالايطالية بلهجة تهديد فاذا بالجموع تتفرق وتبتعد فيما اخذ قلبها يدق بعنف حمل دراجتها بيد واحدة وهو يقول
- ما كان ينبغي للوك ان يرسم لك الخريطة
- كانت تلك الخريطة ممتازة بدقتها وبامكان اي صبي ان يستعملها علي اي حال راينا ان السباق الكبير لا يستحق كل تلك الاهمية وتساءلنا لما لا نذهب الي سويسرا بدلا من ذلك لكي نتفادي ذلك الزحام
- فقال بصوته المخملي المنخفض " ما دامت هذه هي المرة الاولي التي تزرن فيها اوروبا فانتن لا تعرفن انكن لا يمكن ان تذهبن الي اي مكان من دون ان تتسببن بزحام
- اريد ان تعيد الي دراجتي
- وكان قد توجه نحو السيارة حاملا الدراجة فاجاب " كل شيئ في الوقت المناسب "
- ليس لديك الحق في ان تلحق بنا وتصادر وسائل نقلنا
عندما التهبت عيناه لكلامها هذا شعرت بنفس السلطة و التهديد اللذين اخاف ذلك الحشد وجعل اولئك الفلاحين المساكين يتفرقون هاربين
- ام امنكن ليس فقط من اولوياتنا بل من مسئولياتنا نحو فابيو موريتي الذي اعارنا مركبه وسيارته من اجل اعمالنا السرية لا يمكنكن ان تتخلين عن الحذر فستقابلن رجالا عديمي الخلق لا يترددون في اخذ ما يريدونه بل اسوأ....... قد يصبح فابيو هو المسئول عن وضع ليس ذنبه منذ موت والديه وهو يزاول عملا محترما لديه اخوان وزوجة وولدا ووالد اخر في الطريق كلهم يعتمدون عليه في معيشتهم
- لم تتراجع بل قالت " اياك ان تجرؤ علي القاء ذنب هذه الرحلة علينا وما ادرانا انك لست عديم الخلق مثل الرجال الذين تتحدث عنهم
- انتن لا تعلمن لكن يمكنني ان اؤكد لكن اننا لو كنا من اولئك الرجال لاخذناكن من المطار الي القاضي في محكمة جنوي ليحتجزكن في السجن شهورا في انتظار المحاكمة
من هو هذا الرجل وتابع وعيناه تخترقان عينيها
- عندما رايت امراة لها مثل هذه البشرة والعينان وهذا الجسم الرائع الجمال وهذا الذكاء المتوقد لكن من دون رقة الانثي اصابتني صدمة وخيبة امل يا سنيورا غرير لم اعرف مثلها حتي الان ........
دهشت غرير لعمق الجرح الذي احدثه كلامه هذا في كيانها وربما في اعماق روحها سالته بفتور
- الي اين ستاخذنا
- الي فرنازا حيث توقعن علي وثيقة رسمية امام شهود تعفو فابيو موريتي من اي مسئولية اوالتزام عندئذ يعاد اليكن مبلغ المال الذي قمتن بدفعه نقدا بصرف النظر من انه سيعاني من الخسارة لكن هذه ليست مشكلتك اليس كذلك ستكونين حرة في ان تتجولي في انحاء اوروبا كلها اذا شئت
سرعان ماكانوا في طريقهم عائدين الي جنوي ثم الي المركب بيكسيوني لم تستغرق رحلة العودة سوي 25 دقيقة
وحاول الرجلان ان يجعلا شقيقتي غرير تتحدثان وتضحكان وكأن الوضع طبيعي وعادي ولكن ماكس بقي صامتا واغضبها ان يضع كل اللوم في جدار الغضب وعدم الثقة هذا الذي نشأ بينهما عليها هي وحدها
ولكن عندما وصلا الي المركب تخذ الخوف من ان يكون ما قاله عن السنيور موريتي صحيحا يعذب ضميرها
قالت بعد ان جلسن جميعا في غرفة الجلوس التي ابتدات تشعر نحوها بالالفة وكانها بيتها الثاني " علينا ان نتحدث يا بنات "
بعد ان روت لهما الحديث المر الذي دار بينها وبين ماكس قالت بايير
- لست واثقة مما هو صحيح وما هو غير ذلك لكنني اعلم امرا واحدا وهو ان لا احدا من اولئك الرجال الذين توقفوا ليساعدونا في اصلاح عجلاتنا قام بذلك من باب الشهامة فقط
- فتمتمت اوليفيا فلنعترف باننا شعرنا بالارتياح عندما راينا البحارة قادمين وتبدد فزعنا
- اومات بايير مع البحارة تشعرين بالخوف من انك بدات تصدقين ما يقولونه
- وافقتها اوليفيا الراي "تعنين ان كلامهم يعجبك اما عن رجال الشاحنة فما تشعرين به هو مجرد الفزع
كانت شقيقتا غرير قد وضعتا الاصبع علي الجرح فاغاظتاها وذلك منذ تلك الليلة حين طلب منها ماكس ان تسبح معه كان بامكانه ان يتصرف كاؤلئك الرجال تماما لكنه تركها تذهب كان يعلم مدي ضعفها الليلة الماضية جسديا وعاطفيا لكنه لم يستغل وضعها ذاك
وخطر لها ان تصرفاته ليست تصرفات حيوان حقير متوحش يفترس امراة عاجزة بل تصرفات رجل يبحث عن اسئلة مصمما علي العثور عليها
ورغم ان غرير لا تعرف من يكون او ما عمله الا ان اقترابه منها هذا المساء علي الطريق اظهر الوضع كله
سواء اكان لص مجوهرات ام لا فالاغراء اخر ما في ذهنه وحدها القلادة جمعت بينهما
لو صح كلامهم عن قلادة اخري مثل التي اهداها اليهن ابوها وسرقت مع المجوهرات الاخري التي لا تقدر بثمن فلا عجب في ان تقرع اجراس الانذار عندما وصلت مع شقيقتيها الي المطار وهن يضعن تلك القلادة بالجملة
عندئذ اصبحت غرير جاهزة لتصدق انه عندما ينجز هؤلاء هملهم في موناكو سيضعونها هي وشقيقتيها في طائرة تقلهن الي الوطن
نبهتها حركة مالوفة تحت قدميها الي انطلاق المركب فهتفت
- ساعود حالا يا بنات
ودهشت شقيقتاها وهما تريا ناها تندفع خارجة من الغرفة الي الردهة ثم الي سطح المركب
جنوي السيدة المشرقة علي البحر الابيض المتوسط تراجعت في الظلام الذي كان احتوي الشاطئ وتمكنت غرير من ان تميز جسم لوك الذي يلف حبلا
التفتت لتري ماكس يتفحص التفاصيل لم يظهر عليه انه شعر بوجودها الا بعد ان اصبحت علي مسافة قريبة منه عندئذ رفع راسه وتشابكت نظراتهما
كان غضبه قد تبدد وحل مكانه تحفظ بالغ تحفظ يمكن اب يبديه تجاه اي غريب وليس المراة التي كان منذ يومين بعاطفة جياشة
كان عليها ان تشعر بالارتياح فهذا ما تريده ومع ذلك شعرت بفمها جافا بشكل غريب وقلبها اشبة بطائرة بمحرك واحد فقدت توازنها فانجفعت بعنف نحو الارض
- مهما كان ما تريدين قوله يا سنيورا فقوليه للقبطان انه قائد المركب وليس انا
- لكنه يصغي الي مساعده فارجو ان تخبره اننا سنمضي الساعات القليلة التالية في تحويل انفسنا الي دوقات كينغستون لقد قررنا ان يكون دخولنا الي موناكو مذهلا حتي انك ستتسائل عما اذا كنت مخطئا حين اعتبرت ان ما من قطرة دم ملكي واحدة في عروقنا
[/
B]
شكرا لكم وقراءة ممتعة
نهاية الفصل
|