كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
إنه يتلاعب بأعصابها دون شك كما يلاعب القط الفأر ومهما كانت دواعى مجيئه إلى لندن فالـ كاترينا يد فيها ولابد إنها واثقة منه كى تتجرأ وتتركه يأتى وحده
-كيف....كيف حال كاترينا؟
ضاقت عيناه :
-أظنها بخير لست أدرى لم أرها منذ أكثر من أسبوع
حدقت إليه جنيفر مذهولة ثم أنهمرت دموعها فأستدارت عنه لكنها أحست بجسمه يقف خلفها مسبباً لها العذاب والبهجة معاً
-جنيفر....جنيفر...!لماذا جعلتينى أبعدك؟ ألديك فكرة عما مر بى ؟أو بما شعرت عندما قال لى أنريكو أنك تعملين...
-أنريكو ؟
-أجل أنريكو أنستك الخبيثة لم تكتب لى شيئاً عن ذلك الخطاب الذى وصل من الدير ولا عن قرارك بعدم العودة بل كتبت إلى أنريكو وهى تعلم أنه يعارضنى لأننى أريد أن أتزوجك وأن كنت صغيرة السن
التفتت إليه لتصبح بين ذراعيه :
-نيل؟أصحيح ما تقوله؟
لم يستطيع مقاومة الأغراء فى مس شعرها بشفتيه :
-وهل أكذب عليك ؟
-لكنك قلت...إننا نحتاج إلى وقت
-قلت أنك تحتاجين إلى وقت ولكن والله لقد أمهلتك ما فيه الكفاية
لمعت عيناه شوقاً فكره تركها لذا جذبها إلى الأريكة القريبة منه ليضغط على جسدها الطرى بجسده القوى فتمتمت جنيفر محتجة :
-الأنسة تيوبولت....
ففرك لها أنفها :
-لدى ما أقوله لها فيما بعد لكننى لا أعتقد أنها ستندهش لرؤيتى
طرفت عيناها وهى تتذكر كلامه:
-هل قلت أننى...تصورت أنك لا تعرف شيئاً عن الرسالة من الدير ؟
فقال وهو يضمها أكثر :
-فلنتحدث عن هذا فيما بعد
النظرة فى عينيه لم تترك أى شك فى نفسها لما يقصده وأدركت بقلب خافق أن عليها كسب الوقت فرددت السؤال
-سأخبرك أولاً عن كاترينا
-ماذا عنيت عندما قلت أنك لم ترهامن أسبوع؟وأنك أتيت مباشرة من الريو؟
-أصبرى سأشرح لك فى البداية سأتكلم عن الرسالة أعتقدتنى كاترينا لا أعرف شيئا عن الرسالة....حسنا تلك كانت كذبة لعينة يا...يا...حبيبتى...أنريكو هو من يجمع البريد لا كاترينا وليس ذلك من صلاحيتها فأنا لا أثق بها إطلاقاً فى الأمور الخاصة وبالطبع أعطانى أنريكو الرسالة وكما تذكرين أضطررت يومها للسفر إلى بورتو نوفا لإحضار الطبيب لك أتذكرين عندما نزلت ووجدتنى فى الردهة؟كنت قد قرأت الرسالة لتوى و وقفت أفكر فيها وإذا بى أسمعك تقولين أنك راحلة فبانت على ما أعتقد مشاعرى وقتذاك
-أعتقدت يوما أن تصرفك غريب...وكأنك...كانك كنت تتوقع منى العكس
فتنهد ومرر شفتيه على خدها ثم أردف:
--هذا صحيح فبعد قراءة الرسالة كنت لأقطع لسانى قبل أن أطلب منك الرحيل
-نـيـل !
-ألم تفهمى؟عندما قرأت رسالتك علمت مدى اليأس الذى كنت تعانيه ولما ذكرت أنك راحلة تشتت عقلى
-ليتك أخبرتنى
-لقد حاولت أن أخبرك صبيحة اليوم الذى غادرت فيه فقد قصدت غرفتك وقرعت بابك فلم تردى
-لكنى ذلك الصباح أستيقظت باكراً جداً وكنت أتناول الطعام مع طلوع الفجر
فأغمض عينيه :
-إذن ذلك كان السبب يا رباهـ !...كم سببت لى من أوقات عصيبة! لو عرفت ما فعلته كاترينا لقتلتها
-ألم تعرف؟
-وكيف لى أن أعرف ؟هل لن تخبرنى طبعاً وأنت منعت الأنسة تيوبولت من الكتابة لى
-قالت إنها....ستجبرك على...على الزواج منها حتى وأن أضطرت إلى الحمل منك
-أوهـ يا إلهى! كى تحمل عليها أن تفعل أكثر من طبخ طعام الرجل وغسل ثيابه وهذا كل ما تفعله كاترينا لى
أرتجفت شفتاها وهى ترد :
-لقد قالت...
-لست أهتم بما قالته...لا أنكر أننى عاشرتها مرة لكننى لا ألزم نفسى كثيراً بهذه الأمور من الأسهل الذهاب إلى المدينة لو أضطررت
فأحمر وجهها
-وهل فعلت هذا...بعد....ليلة....
-بعد ليلة العاصفة؟يا طفلتى العزيزة....لن أرضى فضولك....لكن إذا أسعفتك ذاكرتك لعلمت أننى كنت قلقاً بشأن أمور أخرى
-الجاكوار؟هل نلتم منه؟
-أجل...قتله أنريكو فى الأسبوع الذى سافرت فيه
-المسكين!
أحست بالأشفاق حتى وهى تتذكر رعبها منه فى تلك الهوة
-فلنعد إلى كاترينا تلقى أنريكو خطاب الأنسة تيوبولت قبل فترة وبما أنه كان يعلم أن غابريال مسافر إلى روما طلب منه أن يتوقف فى لندن ليرأك وعندما أكد له غابريال ما ذكرته الأنسة فى خطابها قرر ولو ضد إرادته أن يخبرنى ولا حاجة لأقص ما حدث بينى وبين كاترينا يكفى أن أقول إنها وضبت حقائبها ورحلت
لم تستطيع جنيفر إلا أن تشفق على المرأة
-أوهـ نـيـل !
-ستعيش لديها شقيقها ووالدتها لترعاهما ثم أن أمها ستخرج من المستشفى قريباً ولم تفهم أننى لن أتزوج ثانية....لا...لا تستنتجى أستنتاجاً خاطئاً فقرارى هذا كان قبل أن ألتقيك
فشبكت ذراعيها خلف عنقه :
-ومتى قررت المجئ إلى هنا؟
-ما أن عرفت لكن الأمر لم يكن سهلاً فلدى مزرعة يجب أن أديرها أترين المشاكل التى تسببيها لى! أقفز كالأبلة على أول طائرة أخذ سيارة أجرة إلى ساحة مونتساى وأرمى حقائبى عند الأنسة بيرلى ثم أواجه امرأة سليطة اللسان نارية الطبع !
وساد صمت مرض تبعه همسها الأجش:
- ذلك اليوم فى الوادى الصخرى قلت أنك لن تستطيع خيانة الثقة التى وضعها والدى فيك...لكنك كنت تشك فى أنه كتب لك فلماذا لم تتحدانى؟
-لأننى أردتك أن تخبرينى ثم مازلت أحس بأننى مدين لوالدك كثيراً
-ليس بسبب...
-زواجى؟أوهـ أنت لا تعرفين إلا القليل عن الرجال ! أتظنين حقاً أننى قد أربط نفسى بامرأة لأننى مدين لأبيها؟
-سأكون زوجة صالحة لك أعلم أننى ليست طاهية قديرة لكننى كفؤء فى التنظيف ومستعدة لتعلم
-أعلم ولكن فى الوقت الحاضر ستذهب معنا الأنسة تيوبولت
-الأنسة تيوبولت؟
-طبعاً أتظنينى سأتخلى عنها ؟
-وماذا عن أنريكو؟هل سيرضى بى؟
-طالما ألزم أنريكو بما لا مهرب منه ويجب أن تتغاضى عن عفويته لقد عشنا زمناً طويلاً معاً
-يقول أنه يعرف والدى؟
-صحيح لقد عمل معى فى المكسيك ولأنه يستطيع ترويض الخيول عرضت عليه العمل معى لقد أستثمرت كل بنس أملكه فى المزرعة والشكر لوالدك
-أتعنى أنك دفعت ثمنها بما كسبته مع أبى؟
-أجل
-أوهـ لقد ظننته من مصدر أخر ما أشد أسفى...لم أكن أعلم
-ذلك المال خسرته فى المضاربات فى أمريكا أما المال الأخر فأشتريت به المزرعة وقتذاك رافقنى أنريكو وأبنه غابريال الذى كان يومها طفلاً
-ولم يزل طفلاً....نيل كيف فكرت يوماً فى أننى....
-الرجل الذى يحب يفكر بجنون
التصقت به أكثر
-لا أستطيع الأنتظار حتى أعود إلى المزرعة لقد كرهت لندن وكرهت بعدى عنك متى نستطيع الرحيل؟
-حالاً فلن أتركك ثانية
فتنهدت :
منتديات ليلاس
-أتعرف ماذا أريد أن أفعل أريد أن أرافقك فى رحلة لجمع الخيل
-بعد أن يزول الثلج . أوهـ أجل لدينا القليل من الثلج....ليس الكثير..وماذا تريدين أن تفعلى ؟أتبحثين عن فرسك البنية التى هربت منك؟لا حاجة لهذا لقد أعدتها سالمة
-صحيح !
فهز رأسه وأبتسامة خبيثة على شفتيه :
-ربما تعبير سالمة تعبير مخادع ...إنها حامل وسأدعك تختارين أسم ما ستلده أترغبين فى ذلك ؟
فصاحت جنيفر بسعادة :
-الحصان الأسود ! عند شلالى يوم أنقذتنى !
عندما دخلت عليهما الأنسة تيوبولت لترى إذا كان كل شئ على ما يرام أضطررت للأنسحاب على أطراف أصابعها لئلا تزعجهما
تـــمــت
|