كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بعد ذلك تابعا طريقهما إلى الحظيرة ثم قدم لها الفرس التى تمتطيها الآن طبعاً بعد ساعة من التمرين أى بعد أن اطمأن أنريكو لسلامة ركوبها عليها . ولكنها الآن شعرت بإرتخاء فى ساقيها فقال أنريكو مازحاً:
-ما بالك يا أنستى....ألا ترغبين فى القيام بنزهة؟
فنظرت إليه بإمتعاض :
-أنت تعلم كم اتألم لماذا لم تدعنى أستخدم السرج مثل أى شخص آخر؟
-ألا تعلمين ان من الأفضل فى بلاد كهذه أن تتعلمى الطريقة الصعبة؟وركوب الخيل بدون سرج إنجاز هام أنه يعنى أنك تسيطرين عليه أنه الأتصال الجسدى...ها.والآن لن تنسى ما تعلمته فأنت بت تعرفين الأحساس بالحيوان التلامس....ها؟
التلامس....مرة آخرى تلك الكلمة! أبتسم أنريكو مشجعاً(زهرة منسية):
-هل سامحتنى على هذا الدرس؟
أحست بالندم لغضبها منه :
-أوهـ...أجل...أعتقد أنى سأسامحك......شكراً لك
-شكراً لى؟على ماذا؟أعلى ما سببت لك من ألم؟...لا أنظرى أليست هذه السيدة العجوز التى ترافقك؟
-أنسة تيوبولت؟
التفتت الأنسة تيوبولت فوجدتها تقطع الممر بين الحظائر بإتجاهما فأحنى أنريكو رأسه ليهمس لها:
-هل سنعلمها الركوب؟أستطيع أعارتها سروالاً وقميصاً؟
فتجاهلته لتسير نحو الأنسة تيوبولت متألمة ولم يفت هذا السيدة فنظرت إليها أولاً ثم إلى العملاق الضاحك ورائها :
- جنيفر!
-مرحبا أنسة تيوبولت أسفة إذا كنت أقلقتك ولكن...كما ترين؟؟؟؟
-ماذا فعلتن بنفسك؟
نظرت إلى أنريكو, وبكل وقار الرجولة فيه أنحنى لها محيياً وخطا إلى الأمام قائلاً:
-كنت أعطى صديقتك الشابة درساً فى ركوب الخيل سنيورا وللأسف....كيف أقول؟....بالغت....
-بالغت....؟بالغت فى ماذا؟
فتنهدة جنيفر وأخبرنها أن ظهرها يؤلما من التمرين
فصاحت الأنسة تيوبولت :
-وفى هذا الحر؟أتريدين أن تمرضى حال وصولك إلى هنا؟
وما ان قالت هذا حتى أحست جنيفر فعلاً بالحرارة مست جبينها المبتل بالعرق فعلمت أن وجهها أيضاً يرشح عرقاً وتابعت الأنسة تيوبولت :
-ألا تدركين أنك قد تكونين شديدة الحساسية فى طقس جديد عليك؟
ولكن جنيفر تجاوزت أحتجاجاتها وقالت:
-هل قابلت أنريكو؟
وتم التعارف وهذا ما أوقف تماماً أى أعتراض من جهة الأنسة ولكن أنريكو تبع مرحه وأصر على تقديمها إلى الفرس ولأن الفرس لطيفة وهادئة سرت بها الأنسة تيوبولت كثيراًة ولكن اثناء عودتهما إلى المنزل عادت إلى هجومها:
-يجب ان أخبرك أننى دهشت عندما سمعت أن السيد ستيوارت أقترح السنيور بيغليو مرشداً لا يبدو على الرجل أى أثر لتمدن أتظنين هذا؟له أنف كبير....هل هو هندى؟
-الهنود لا يتركون أى شعر على وجههم عادةً
ذكرها الهنود أعاد تذكيرها بنيل فظللت عينيها بيدها تنظر عبر الوادى لكنه كان واسعاً ممتداً بحيث لم تتمكن من رؤية أكثر من أمتداد طفيف لأرض معشوبة وإنحناء للنهر الأزرق المائل إلى الرمادى تحت السماء الزرقاء المشعة وشاهدت تصاعد غبار شاحب على بعد وهذا قد يعنى أى شئ لكنها تمكطنت من سماع أصوات مألوفة للبقر من بعيد وأصوات الدجاج فى المنزل
من هذه الزاوية يبدو المنزل مختلفاً المستودعات المسقوفة كما قال لها أنريكو تحتوى على كل شئ ضرورى لمجتمع بحجم هذا المجتمع إضافة إلى علف الحيوانات وإلى الأت الزراعة وأدوات فخارية وجلود وطعام مجفف ولحم مقدد للحالات الطارئة وهناك كذلك محل للحدادة بين الحظائر وأمكنة مسقوفة لجز صوف الخراف الموجودة الآن فى مراعى الجبال والمنزل بحد ذاته هو الأساس فى إدارة المزرعة أى المحور الذى تدور عليه عجلة مختلف وجوه الحياة فى سان غبريال
تساءلت مع نفسها عما إذا كان نيل سيعود وقت الغداء لكنها ظهراً خاب أملها فالوجبة التى قدمت فى المطبخ رغم أمتعاض الأنسة تيوبولت كان يشاركهما فيها كاترينا وريكو
أنريكو أختفى لأكمال عمله أما جنيفر فلاحظت أن رفيقتها تجد الحياة هنا مختلفة كثيراً عما أعتادت عليه وفكرت للحظات فى ما قد تفعل أن أختارت الأنسة تيوبولت توضيب أغراضها والعودة إلى أنكلترا.فمن الممكن أن تجد الحرارة أو العزلة أو حتى تصرفات كاترينا أكثر مما تستطيع تحمله وتقرر أنه مهما كانت ظروفها بائسة فالحياة فى بلدها افضل حالاً من العيش فى هذا الوادى النائ
مهما كانت حالتها فهى أولاً وقبل أى شئ سيدة مهذبة والمزاج الجلف الذى يخرج من أمثال أنريكو بيغليو إنما سيزيد الفوارق
تنهدت جنيفر وحاولت التركيز على الطعام أمامها يجب إلا تفكر بتشاؤم فعلى كل الأحوال الأنسة تيوبولت أبلغت بظروف الحياة هنا وان كانت الحياة مختلفة عما تصورتاه فهذا لا يعنى أن الحياة لن تكون مقبولة لهما
منتديات ليلاس
نهاية الفص الثالث
|