كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لكنه كان قد تركها ليفتح الباب فإذا بالمرأة الواقفة بالباب تجاوزت منتصف العمر عمرها يتراوح ما بين الخامسة والأربعين والخمسين ثيابها ومظهرها يليقان بمهنتها لو أنها فقط وصلت قبل الآن لربما تمكن من التعامل بفاعلية أكبر مع وصيته
-سيد ستيوارت؟(سألت المرأة بأدب)
فأحنى نيل رأسه ومد يده يصافحها مشيراً إليها بالدخول
-هل أنت الأنسة تيوبولت؟
-أسفة على تأخرى
أقفلت الباب وراءها ثم أمتد بصرها إلى جنيفر الواقفة خلفه
-أنا...لم أجد تاكسياً بسهولة...ثم الزحام...
-لا باس أنسة تيوبولت ولكن تأخرك أحدث ما قد غير الوضع جذرياً
أمتد بصرها مرة أخرى إلى جنيفر ومرت على وجهها نظرة قلقة أعتقد نيل أن الوظيفة كانت تعنى الكثير لهذه المرأة فقد لاحظ قدم معطفها الكحلى والرتق الدقيق المرتب فى قفازها الصوفى .قدم لها كرسياً ثم قال:
-أخشى أن الوظيفة...لم تعد موجودة....فالصبى أنقلب إلى فتاة...وهى كما ترين كبيرة لن تحتاج إلى مربية
تقاسيم الأنسة تيوبولت القلقة أظهرت خيبة أملها فقالت:
-أجل....أرى هذا
-أنا أسف
فوقفت المرأة وواجهته بثقة زائدة بالنفس:
-سأذهب الآن سيد ستيوارت شكراً على مقابلتك أنا أسفة أن الأمور لم تسر كما توقعت....أقصد...أننى لا أعنى....
-لا باس أنسة تيوبولت أعرف تماماً ما تعنين
أبتسم لها ليمحى أثر أرتباكها فهزت المرأة وأبتسمت لـ جنيفر وأستدارت نحو الباب فقال لها نيل وهو يفتحه لها :
-حظاً طيباً
فكانت أبتسامتها أبلغ من أى كلمات
أقفل الباب وأستند إليه.ماذا الآن؟ماذا سيفعل بهذه الفتاة؟إن الشئ الوحيد المؤكد هو عدم أستطاعته أصطحابها معه إلى سان غابريال فبستثناء كاترينا يعتبر منزله الخالى من النساء غير مؤهل لوجود مراهقة مثيرة تنتظر أن تجرب مخالبها...ثم...ليس هناك شئ يناسب فتاة فى مزرعة.إن حياته بعيدة عن الترف وبعيدة عن أى تجمع أجتماعى ومع صبى سيكون الأمر مختلفاً كان سيجول به فى المزرعة يعلمه ركوب الخيل وربط العجول وترويض الخيول والنوم فى العراء تحت النجوم عندما يبدأ موسم الجمع السنوى كان سيعامله كأبنه....الأبن الذى من غير المحتمل أن ينجبه حالياً ولكن....فتاة...بحق الله....ماذا يمكن أن يفعل بها؟
كأنما أحست بما يشعر به....فتركت جنيفر مكانها قرب المدفأة وتقدمت منه...فأجفل عندما وقفت أمامه وسألته:
-ما الأمر؟فيم تفكر؟أتريد تغيير رأيك بشأنى؟
فقطب:
-أغير رأيى؟لست أدرى ما تعنين
-بل أعتقد أنك تدرى أنت تتمنى لو أننى صبى أنت مثل والدى تماماً ماذا دهاكما ؟ما الخطب فى أن أكون فتاة ؟أليس للفتيات فائدة؟
أبتعد نيل عن الباب بسرعة وقال :
-حسنا...لا أنكر هذا كنت أفكر فى هذه الأمور ولكن كونك فتاة يعقد كل الأمور
-ولماذا؟
-لماذا؟أوهـ أيتها الأنسة هانت...لا أظنك بهذه السذاجة
-أرجوك دعك من منادتى بالأنسة هانت أسمى جيف....جنيفر أحببت اسمى أم لم تحبه أنت تفضل الجنس الذكرى
-كنت أفكر لو كنت صبياً لرافقتنى إلى سانتا فيوريا لتقيمى معى فى سان غابريال
-سان غابريال....وما هذا...منزلك؟
-بل مزرعتى
-هذا رائع! أوهـ....أحل نيل....سأحب جداً الذهاب معك
-رويدك لحظة....قلت لو كنت صبياً...وما الفرق مادمت أنا أريد الذهاب ؟
رفع نيل عينيه إلى السماء مظهراً سخطه
-مادمت تريدين الذهاب؟يا عزيزتى الأنسة.....جنيفر!تعرفين تماماً أننى لا أستطيع أصطحابكة إلى المزرعة
-وهل ستعترض زوجتك؟
-لست متزوجاً
فركت أنفها بيدها مفكرة:
-أهـ...لا...لن تفعل هذا
فقال بغضب:
-وماذا تقصدين بهذا الكلام؟
-لا شئ...فقط أنك ممن تكره النساء ألست كذلك؟
-لا....تباً لك ! أنا لست كذلك لأننى أتمتع بصحبة النساء كأى رجل آخر لكنى لا أنوى أصطحاب تلميذة معى إلى مزرعة لا يرى فيها الرجال امرأة بيضاء من سنة إلى آخرى
أفلتت ضحكة عميقة من جيف وهى تقول ساخرة:
-قرر ما تريد....أما أن أكون تلميذة أو أكون امرأة ...أيهما؟
-أنت تفهمين ما أعنىوالآن فلنبحث عما تريدين القيام به فى حياتك
-أريد البقاء معك...أما هنا أو فى سان غابريال...همم أسم جميل هل هى مزرعة جميلة كأسمها؟
-جنيفر!!
تحذيره مضى دون أن تهتم به :
-هكذا أفضل...احب الطريقة التى تلفظ بها أسمى
ألتفت نيل يائساً نحو النافذة...لا طائل من كل هذا....يا إلهى...لماذا فعل هارفى بى هذا ؟كان يعرف دون شك التعقيدات التى سيسببها كل هذا لى فما كان قصده؟ماذا توقع ان أفعل أنا بها؟ألم يهتم بكل الأخطار التى قد تحيط بفتاة تعيش وسط رجال هم فى شوق لصحبة امرأة ؟ ثم ماذا يعرف هارفى عنه ليثق به ويضع أبنته تحت وصايته؟
-نيل...
صوت جنيفر جعله يعرف أنها تحركت لتنضم إليه عند النافذة
-نيل أرجوك...ألا يمكن أن نتفاهم؟أعلم انك صدمت لدى رؤيتى وأعترف أننى جعلتك جاهلاً متعمدة ولكن هذا لأننى كنت خائفة من عدم مجئيك
-أى نوع من الخنازير تعتقديننى ؟يا إلهى لقد تركك والداك تحت وصايتى حتى الثامنة عشر على الأقل مهما كانت دوافعه لن أتخلى عن مسؤلياتى
-أهـ...مسؤولياتك لا أريد أن أكون مسؤولة من احد ! أنا أنسانة كائنة حية لها حقوقها ولا أريد أن أكون عبئاً على أحد لا أريد أن أكون جزءاً من حياتك أو جزءاً من حياة أى كان...
صر نيل على أسنانه :
-حاولى أن تفهمى ! أرجوك!
-وماذا أفهم؟هل أنت خائف منى سيد ستيوارت؟أتخشى أن أغريك؟
-لا تكونى سخيفة هكذا! أحاول ان اشرح لك ان حياتى ليست خيالية كما ترينها على شاشة السنيما بل فيها رجال شرسون يعتبرون أى امرأة غير مرتبطة لعبة ...هل أوضحت قصدى؟
-كل الأيضاح؟...ولكن كونى وصيتك يعطينى دون شك بعض الأحترام
-ربما....ولكننى لا أشعر برغبة فى تمثيل دور حاضنة أطفال
-وهل هذه هى الحقيقة .أوهـ أنت كوالدى تماماً !
أدارت له ظهرها تبحث فى حقيبتها عن منديل لم تجده...راقبها نيل يائساً مرتبكاً عدة دقائق ثم قدم لها منديله
بدلاً من أن تشكره كما توقع أنتزعت المنديل من يده ورمته علىالأرض لدوسه متعمدة بقدمها ثم رفسته بعيداً ومسحت أنفها بظهر يدها فصاح:
-أيتها....
-هيا! قلها!أشتمنى!هذا أفضل من أن تنكر وجودى !
فأنحنى ليستعيد المنديل تفحصه لحظات ثم طواه ليعيده إلى جيب سترته وفى هذه الأثناء أخذت جنيفر تتنشق دموعها ولكنه لم يحاول مواستها بل أخرج علبة سيجار رفيع طويل ووضع أحدها فى فمه واشعله
كانت رائحة التبغ لطيفة مهدئة كان يريد أن يحافظ على هدوئه لكن بطريقة ما يجب أن يجعلها ترى المنطق ثم عنت له فكرة هذه الفتاة(زهرة منسية)بحاجة لمن يرعاها أمرأة فجأة!برز أمامه اسم الأنسة تيوبولت يمكن أقناعها بقبول وظيفة مديرة منزل تقوم بعمل مربية يمكن أن يستأجر منزل لهما فى لندن وستتمكن جنيفر عندئذ من أختيار الدراسة أو العمل وهو سيسمح لها بزيارته فى (منتديات ليلاس)سانت فينوريا فى بعض المناسبات.
قال لها بصوت هادئ:
-جنيفر.....
ألتفتت مستجيبة للهجته اللطيفة
-نعم؟
-لقد توصلت إلى قرار...
منتديات ليلاس
|