كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وهكذا بدأت العطلة ، ابلغت جسي أليسون أن اندريه سيأتي كل يوم الى الكوخ في الوقت الذي يعمل فيه الأب في البيت ، خفق قلب أليسون فرحا وسالتها:
" كيف طلبت منه ذلك؟".
إبتسمت جسي يسرور وردت:
" اثرت الموضوع مباشرة ، قلت له أن عليه التفكير في إبنه خلال العطلة ، وعما إذا كان يريدني أن أهتم به ، وسالني إذا كان اندريه سيسبب لي المتاعب لأنه ينوي تركه معه في البيت ، فقلت له ان ذلك يعتبر جريمة ، واشرت الى ان أصدقاء سيزوروننا هذا الأسبوع ومن بينهم طفلان وهذا ما سيسلي أندريه".
توقفت جسي للحظات ثم تابعت:
" عندها أصر على ان يدفع لي بدل أتعابي ، لكنني اخبرته إنك ستساعديننس في الإهتمام باندريه ، وانك لا يمكن ان تقبلي اية اموال .... قال لي إنني محقة في إعتقادي هذا ، وانه لاحظ التغيير في شخصية أندريه بفضل تعاملك وإهتمامك به".
وأخيرا وجّهت نظرة حادة الى أليسون قائلة:
" وهكذا ترين انه يشعر بالتقدير لما قمت به".
إبتسمت أليسون قائلة:
" يا لها من طريقة رائعة للإعراب عن التقدير".
وفجأة دخل اندريه من الحديقة حاملا باقة من الزهور والأعشاب قدّمها الى أليسون ثم غادر مسرعا ، وقد أدّى هذا المشهد غير المتوقع الى قطع الحديث عن نيال ماكيين.
اليوم بدات العطلة فعليا سيكون اندريه معهم لعدة اسابيع ، وبعد أيام سينضم اليهم ميغ وبيل ... لقد أخذت أليسون تحس أن الحياة ستكون أفضل.
إستيقظت أليسون صباح الخميس وهي تشعر بالنشاط والقوة ، كانت قدمها قد تحسنت بشكل ملحوظ ، ولم يعد يظهر من الجرح سوى خدش غير مرئي ، إنها تنتظر احتفالات يوم السبت على أحر من اجمر ، وخاصة حفلة الرقص في النهاية وخلال الأيام القليلة الماضية كان نيال أو احد الأخوين كاميرون يحضر لأخذ الطعام أو الشاي ، وليس جوني ... ولكن أليسون لم تفكر في الأمر كثيرا ، وبعد ظهر يوم الخميس قررت أن تحمل الشاي بنفسها الى البيت الكبير ، كانت قد إرتدت ثوبا برتقالي اللون يناسبها تماما إستعدادا لوصول ضيوفها في وقت لاحق بحيث بدت جميلة جدا لكنها لم تكن تدري ذلك.
عندما إعترضت جسي على طلبها ، قالت لها أليسون:
" قدمي تحسنت ، وأنا احتاج الى بعض التمرين".
ومن دون أن تنتظر جوابا ، حملت الشاي وسارت مسرعة ....ولم تر طبعا إبتسامة جسي ذات المعاني الكثيرة.
دخلت الى البيت الكبير وقلبها يخفق بسرعة غير معتادة ، سمعت اصواتا من الدور العلوي فصرخت بصوت عال:
" الشاي جاهز".
لم تتوقع ان يكون نيال اول النازلين ، عندما شاهدها توقف ثم تابع سيره ، قالت له بسرعة:
" لست متاكدة إذا كانت اكواب الشاي في المطبخ أو في الدور العلوي".
" إنها في المطبخ".
وصل نيال الى جانبها بدون أن يرفع عينيه عنها ، بل راح يتفحصها بتمعن مما أشعرها بالإحراج الشديد ، احست انه يحللها جزءا جزءا ثم يعيد جمعها وينتظر النتيجة النهائية ، وأخيرا مدّ يده لتناول صينية الشاي منها.
إستدارت اليسون نحو المطبخ وهي تحس بنظراته تلاحق كل خطوة من خطواتها ، حاولت ان تتصرف بشكل طبيعي ، لكنها عجزت ، وأخيرا قالت لنفسها : ( لماذا أهتم بنظراته هكذا ؟ ) دخلت الى المطبخ وعمدت الى غسل الأكواب ، ثم نقلتها الى الطاولة قائلة:
" هاك الأكواب ، اعتقد انك تستطيع حملها الى الأعلى ، سارحل الان".
شعرت برغبة عارمة في ضربه ، وفي البكاء ... وفي الهرب بسرعة ،وأدركت بانه يحس بكل ما تفكر به ، وذلك من خلال الإبتسامة الخفيفة المرتسمة على شفتيه .
وفجاة قال لها بنعومة:
" هل تريدين ان أرسل وراء جوني لمساعدتك في سكب الشاي؟".
وإستطاعت الرد بصعوبة:
" أعتقد أنك لا تستطيع الإستغناء عن عمله قليلا أليس كذلك؟".
إتسعت إبتسامته وهو يقول:
" ليس بالضروري ، ولكنني متأكد انك لا تريدين إضاعة جمال الفستان عليّ أنا وحدي !"
مرت أليسون الى جانبه دون أن تجيب ، محاولة عدم الإقتراب منه قدر الإمكان ، فهي لا تريد الدخول في نقاش مع شخص تدرك تماما انها لن تربح معه، بل ستفقد أعصابها فقط ، وقبل ان تصل الى الباب ، كان قد وضع ذراعه أمامها قائلا:
" ما الأمر يا اليسون؟".
أجابته بجفاء :
" لم اسمح لك بان تناديني بإسمي الأول ، والان هل تفتح لي الطريق رجاء".
إنحنى بسخرية دون ان يسحب ذراعه من أمامها:
" المعذرة يا آنسة ماكاي ، كانت زلة لسان ، هل قلت شيئا اثار غضبك؟".
ردّت بغضب:
" كل شيء فيك يثير غضبي ، ولكنني سأكتفي من الان فصاعدا بان اهتم بإبنك فقط دون ان احضر لكم الشاي والطعام".
وادركت على الفور انها اصابت وترا حساسا في نفسه ، إذ سحب يده من امامها قائلا:
" انا متأسف".
ثم إستدار عائدا الى الطاولة ، ترددت اليسون للحظات قبل أن تغادر المطبخ عائدة الى الكوخ ، إنه مسؤول عن هذا النقاش ، لكنها ندمت للكلمات القليلة التي قالتها ، وحاولت إقناع نفسها بان لا أهمية لذلك ، ومع ذلك كانت تحس أنها جرحته في الصميم ، إلتفتت خلسة الى المطبخ قبل أن تبتعد ، كان نيال مسمرا قرب الطاولة لا يأتي بحركة ، لقد اخطأت تماما في تصرفها ، فهو يملك قلبا يشعر ويحس ايضا.
|