لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-11, 04:40 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قالت أليسون مبتسمة:
" إذن ، سأعود من المدرسة وأجد كل شيء منتهيا".
لكن إبتسامتها لم تخدع جوني ، الذي نظر اليها بحدة قائلا:
" هذا صحيح ، لا شك أنك ستجدين صعوبة في العيش في الكوخ بدلا من البيت الكبير؟".
تشاغلت اليسون بالتمعن في الخزائن وهي تقول:
" سنتعود على الواقع الجديد ، كما أن جسي ستجد الحياة هنا اسهل... على الأقل في المطبخ".
هزّ رأسه موافقا ، ثم نظر الى ساعته وقال:
" هكذا إذن ، الأفضل ان نذهب الآن ، فعندنا عمل كثير غدا صباحا ، فكلما أسرعنا في نقل الحوائج انجزنا العمل في وقت مبكر".
إستدار جوني عندما سألته اليسون فجااة :
" كيف حدث أن إختارك نيال ماكيين لأعداد الديكورات اللازمة؟".
"السيد ستيوارت هو الذي رتّب كل شيء ، ألم تعرفي ذلك من قبل؟".
أجابته بمرارة إتضحت من خلال صوتها المتهدج:
" لم أعرف إلا القليل عن مشاريع السيد ستيوارت والسيد ماكيين....".
حدّق جوني مجددا بأليسون قائلا:
" إذن هذه هي القصة".
" اية قصة؟".
قال:
" أنت تعرفين كيف تنتشر الشائعات في القرية ، فالنزاع بين العائلتين لم يبتعد عن أذهان الناس الذين يمتلكون ذاكرة جيدة كما تعرفين".
" لقد عشت في هذه المنطقة طيلة حياتي ، وأعرف جيدا طبيعة الناس يا جوني".
" يقولون أنه تغير ، ويقولون أنه يحقق دائما ما يصمم على تحقيقه".
إذن ليست أليسون وحدها التي ترى هذا التغيير ، سألته بهدوء:
" وانت ماذا تقول؟".
اجاب بهدوء:
" اعتقد أنهم محقون في اقوالهم ، ويمكنني التأكيد أن العمل معه على احسن ما يرام وليس هناك مجال لأضاعة الوقت ، فهو يحدد الأمور المطلوبة ، ويريدها ان تتحقق على أكمل وجه ، إنه يدفع جيدا ، ولا شك انه سيحصل على عمل متقن من جميع االعاملين".
قالت وهي تتوجه الى الباب:
" انا متأكدة من ذلك ، بالمناسبة هل ترغب في كوب من الشاي قبل ذهابك؟.
إبتسم فجأة وقال:
" كنت اتمنى ان تطلبي مني البقاء".
سارا جنبا الى جنب عائدين الى البيت وسط الأشجار الكثيفة التي تفصل الكوخ عن بقية المكان ، وكانت أليسون غارقة في أفكارها بحيث لم تدر الى أين تقودها قدماها ، الى أن علقت بعض الاغصان اليابسة في شعرها المتناثر فأضطرت للتوقف فجاة .
توقف جوني ايضا وإستدار ليساعدها على التخلص من الأغصان العالقة ، قال بدهشة واضحة:
" عليك الإنتباه الى أين تقودك قدماك ! إنتبهي هناك العديد من الأشواك التي ستظل في شعرك الى أن تغسليه".
أحست اليسون أن جوني يتعمد إطالة الوقت لأبقاء يديه في شعرها ، لذلك إيتعدت عنه ضاحكة وهي تدرك ما يدور في راسه إذ يكفيها ما حدث معها في الغابة حتى الان.
لحق بها بسرعة وامسك ذراعها قائلا:
" هل إعتقدت أنني أوشكت على إحتضانك؟".
أجابت اليسون متصنعة الدهشة دون أن تتوقف:
" لا... أبدا".
أخذ يضحك وهو يقول:
" حسنا ، كنت سافعل ، فلا تقولي أنني لم احذرك ، فانا ساحاول مجددا".
ردت اليسون وقد لاح البيت أمامها:
" هل ستفعل الان ؟ على كل أشكرك على التحذير ، لقد بات علي أن أبتعد عنك قدر الإمكان ، أليس كذلك؟".
نظر اليها بطرف عينه متسائلا:
" هل ستبتعدين ؟ ارجوك ألا تفعلي ، فانت أحد الأسباب التي دفعتني الى قبول العمل هنا".
إنفجرت بدهشة حقيقية هذه المرة:
" حقا يا جوني؟".
" أجل إنها الحقيقة ، كم تمنيت ان ارى كيف اصبحت بعد كل هذه السنين ، لقد رأيتك عدة مرات... لكن من بعيد ، وكنت أتمنى ان أقترب منك وأتحدث اليك ... إنني لم انس ابدا ليلة الرقص قبل...".
إستدارت اليه غاضبة:
" لا ، أرجوك ، إنها إحدى الليالي التي اريد نسيانها تماما".
تراجع الى الخلف مندهشا وقال:
" أنا متأسف ... ماذا فعل بك يومها؟".
" نيال ماكيين؟ لا شيء ، لماذا تسال هذا السؤال؟".
إبتسم وهو يفرك حنكه ، ثم قال:
" لأنني لحقتك تلك الليلة على أمل الإنفراد بك ، لكنني تلقيت لكمات مؤلمة على حنكي ، لذلك من حظي أن أسال".
جاهدت أليسون كي تحافظ على هدوئها ، وتمنع نفسها من الضحك :
" انا متأسفة يا جوني ، لكنك كنت مخطئا ، فهو لم يقصد إلا صيد السمك".
" ليس هذا ما قاله لي".
احست أليسون بنغمة خاصة في صوته جعلت البسمة تختفي عن شفتيها ، فسالته بهدوء:
" وماذا قال لك؟".
نظر اليها وكأنه ندم على إثارة الموضوع مجددا :
" آه، لا شيء يهم ، لقد مضى زمن طويل..".
" أرجوك أن تخبرني".
" قال لي ، إنها لي أيها الولد ، انها لي وليست لك ، ولن أنسى أبدا تعبير وجهه عندما قال هذه الكلمات .... أبدا".
عادت كلمات جوني ، والطريقة التي تحدّث بها ، الى ذهن أليسون في الليلة التالية ، كان الوقت متأخرا ، وقد أوت امها وجسي الى فراشهما بعد عملية النقل المتعبة ، نقلت اليسون نظرها في غرفة النوم الجديدة ، ثم ركّزتها على الكلب راستي الذي حرّك ذنبه بتثاقل وكأنه يشعر بحزن صاحبته ، كانت الغرفة أصغر بكثير من غرفتها السابقة في البيت ، ومع أن ورق الجدران كان من إختيارها ، إلا ان هذا المكان ليس بيت العائلة وبيت الطفولة والأحلام ، أطفأت أليسون النور وتوجهت الى النافذة تتأمل من خلالها مياه الخليج ، كل شيء في الخارج ساكن ، وحده القمر البدر كان يتحرك في السماء الصامتة ، ضاقت أنفاس أليسون ، فإستدارت الى الداخل لتجد عيني الكلب تنظران اليها بأسى وحزن ، قالت :
" هل تريد أن تذهب بنزهة يا راستي؟".
هبّ الكلب عندما سمع كلماتها ، فضحكت أليسون وهي تقول:
" هيا بنا ايها العجوز ، دعنا نتنزه على شاطىء البحر قليلا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 04:44 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلّلا من الكوخ بهدوء بعد أن تركت اليسون الباب مشقوقا كي لا تزعج الاخرين عندما تعود.
كان الطقس في الخارج باردا ، سارت أليسون والى جانبها راستي الذي بدا متمتعا بالحركة بعد نهار مليء بالتعب لكل الناس ، وسرعان ما وصلا الى الشاطىء ، فإختارت أليسون صخرة مرتفعة لتجلس عليها متأملة المياه في حركتها مع الرمال والحصى ، إنها تحتاج الى ما يعيد اليها الطمأنينة بعد ذلك النهار الطويل ... وما هي إلا لحظات حتى كانت السكينة قد تسللت الى نفسها وتمكنت منها.
راحت اليسون تتأمل الخليج الساكن في عتمة ذلك الليل الفضي ، كل شيء يتنفس ببطء ، البحر والأشجار ، والقمر ، والصخور ... والصوت الوحيد المسموع كان إرتطام الأمواج بالحصى الصغيرة ممتزجا بحفيف أوراق الأشجار المجاورة ، وفي هذا الجو العابق بالجمال ، تأكدت أليسون ان أحدا لن يستطيع ان ينتزع منها هذه الطبيعة الخلابة... التي ستظل مزروعة في قلبها الى الأبد.
حان وقت العودة الى الكوخ ، فقد أصبح الجو أكثر برودة والنسيم اشد قوة ، نهضت أليسون ونادت الكلب الذي اسر عاليها من دون تردد ... وبعد أن قطعت مسافة قصيرة ، تنبهت الى انها تسير بإتجاه البيت وليس الكوخ.
قالت تحدّث نفسها بصوت عال : ( ولم لا ؟ ).
منتديات ليلاس
فإلتفت اليها الكلب مستغربا ، إن نظرة واحدة أخيرة على البيت الكبير الفارغ بعد التغييرات التي طرأت عليه قد تقضي على بعض القلق في نفسها... وفي الوقت نفسه ستكون نظرة الوداع الأخير.
واصلا السير بهدوء وصوت الحصى يتردد تحت اقدامهما ، وأخيرا لاح البيت مجللا بالنور الفضي في ذلك الظلام الحالك.
بدا المكان مهجورا وكان سكانه رحلوا منذ سنين عديدة ، صعدت اليسون درجات السلم المامي ثم دخلت الى الصالة الرئيسية التي تغيّرت تماما عليها بعد ان خلت من الأثاث المعهود...وفجأة احست اليسون بأن الروح التي عرفتها منذ سنين قد غادرت البيت الى الأبد.
نظرت الى الكلب الواقف بالقرب منها ، ثم إنحنت اليه وأغرقت وجهها في فروه الجميل هامسة:
" إنه لم يعد ملكنا يا راستي".
همهم الكلب بصوت خافت وذيله لا يتوقف عن الحركة ، إنسكبت الدموع حارة من عيني أليسون وبللت فروة الكلب الساكن بين ذراعيها ، كان عليها الا تاتي الى هنا ، لقد إنتهى الأمر وكفى ، ولكن الذكريات ظلّت تهاجمها حاملة معها كلمات نيال ماكيين التي قيلت قبل سنين طويلة حول البيت ... وأيضا كلماته التي نقلها لها جوني قبل يومين ، لعلها كلمات لم تعن شيئا أطلقها شاب مراهق لتبرير قتاله مع شاب آخر ، لكنها اثارت الخوف في نفس أليسون وكأنها توقع لما سيحدث لها مستقبلا... أغمضت عينيها بالم محاولة قطع شريط الذكريات التي تلح عليها ، من الأفضل أن تبعد هذه الأحداث الى خزانة الذاكرة ، فما مضى قد مضى ولا ضرورة لنبش الماضي كل لحظة.
" هيا بنا يا راستي".
إنتهت لحظة الوداع ، وآن الأوان للعودة الى الكوخ ، وقفت بتثاقل تمهيدا للسير.
وفجاة تقوّس ظهر الكلب بتوتر ، وأحست أليسون بالخوف الشديد عندما سمعت وقع أقدام في القاعة ذات الأرضية العارية.
" بحق السماء من هذا".
أول فكرة طرأت على ذهنها كانت : ( كيف يظهر فجأة وعلى غير إنتظار عندما يكون تفكيري مشغولا به ... ) ثم ملأها الشعور بالخوف والقلق .
قالت له وهي تشكر ربها أنه غير قادر على رؤية آثار الدموع في عينيها :
" كنت على وشك الذهاب".
وقف نيال في الباب صامتا ، ثم نادى الكلب الذي أسرع عند قدميه ، وعندما مدّ يده لأضاءة النور ، صرخت أليسون :
" أرجوك ، لا تفعل !".
ترددت يده قليلا ، قبل أن يسقطها الى جانبه ، ثم قال لها بهدوء:
" لست متأكدا من وجود التيار الكهربائي ، في أية حال ".
تلعثمت وهي تقول:
" آه صحيح ، سيأتي الموظفون غدا لوصل التيار بالعداد".
ثم سارت نحوالباب قائلة:
" ارجو ان تسمح لي بالذهاب الان ".
إعترض طريقها بلطف:
" ولماذا العجلة ؟".
أجابته من دون تردد :
" لا أستطيع البقاء اكثر ".
" لا تستطيعين أو أنك لا تريدين؟".
ومرة اخرى عاد اليها الإحساس بالضيق ممزوجا بغضب مكتوم ، لذلك صرخت بنبرة حادة:
" المسالة غير مهمة أبدا .... أريد فقط أن أخرج من أملاكك !".
سالها بهدوء:
" إذن لماذا جئت من الأساس ؟".
" لا أتوقع منك ان تفهم ، لذلك لن أضيّع وقتي في الشرح ، فهل تسمح لي بالمرور؟".
" بعد دقيقة فقط ، جئت للتأكد من أن الأبواب والنوافذ مغلقة ، خاصة ان هناك مجموعة من المشردين يخيّمون في مكان قريب ، وبينهم عدد من الشبان الشرسين ، وأعتقد ان إغلاق الأبواب أفضل في مثل هذه الظروف".
" اغلقها إذن أما أنا فسأذهب".
" سوف أرافقك في طريقة العودة الى الكوخ".
إبتعدت أليسون عنه وكأنها خافت من شيء ما:
" لست خائفة من المشردين ، فهم غير مؤذين كما تتصور".
" هل هم مسالمون فعلا ؟ هل صادف أن إلتقيت أحدهم في الليل؟".
ضحكت بسخرية:
" كلا ، ولا اريد انأ لتقيهم الآن ، في كل حال ، انا أشعر بالأمان معهم أكثر مما لو كنت معك ".
وبلمح ابصر عبرت اليسون الباب وهي تشعر بالسرور للقسوة التي واجهت بها نيال ، وما أن وصلت الى أسفل السلم حتى أضاء النور المكان ، فإلتفتت لتجده واقفا وسط القاعة يتأمل المكان بهدوء.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 04:48 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شعرت اليسون بضعف شديد بعد صدمة رؤيته في البيت ، مما زاد في كراهيتها العميقة له ، وتساءلت عما يعتريها عندما تراه ؟لقد تجاوزت فترة المراهقة منذ مدة ، فلماذا إذن ، كلما واجهت نيال ماكيين ، تنتقل فورا الى حالة الدفاع عن النفس ؟ ووجدت نفسها تسترجع كلمات جوني نقلا عن نيال.... الذي يقول انه لم يكذب في حياته ابدا ، لقد إستطاع إنتزاع كل شيء منها ، فهل يريد ان يحصل عليها أيضا؟ واقسمت اليسون في سرها أن تمنعه وأن تحبط كل محاولاته في هذا المجال.
مرت الأيام بسرعة وأصبح الكوخ شيئا إعتياديا بالنسبة اليهم ، كان الطقس سيئا ، وبات من الصعب رؤية احد خاصة أن الجميع يعملون داخل البيت الكبير ، وإنشغل نيال ماكيين مع العمال يوميا ، لكنه كان يذهب في بعض الأحيان لتفقد أحوال إبنه . اما فيما عدا ذلك ، فقد قام بالمهمة العجوز فيرغوس ، وأحست أليسون بالحزن لأوضاع الطفل أندريه ، ليس لأن العجوز يمكن أن يسيء معاملته ، بل لأنه مشغول بمتابعة نتائج سباق الخيل والمراهنات ...ولا شك ان الصغير كان يشعر بالوحدة القاتلة في ذلك البيت وبالأخص أن الطقس الممطر جعل اللعب في الحدائق امرا مستحيلا.
وفي أحد الأيام الممطرة قررت أليسون امرا مفاجئا ، كانت قد وصلت مع أندريه الى محاذاة الكوخ ، ولما لم تجد سيارة نيال امام الباب إلتفتت الى الصغير قائلة:
" يمكنك أن ترافقني الى بيتنا إذا سمح لك جدك".
نظر اليها أندريه وقد إنفرجت أساريره :
" سوف اسأله".
دلف اندريه الى الداخل في حين ظلت أليسون منتظرة في السيارة ن لم يحدث ان تكلمت في حياتها مع العجوز فيرغوس ، لكن حدسها يؤكد لها انه لن يرفض السماح لأندريه بمرافقتها.
بعد لحظات خرج الصغير من البيت مسرعا ، ودخل السيارة وهو يقول:
" لقد وافق جدي ، قال أن أبي في البيت الكبير ولذلك فلا مانع من ذهابي الى هناك".
اطلقت أليسون العنان لسيارتها قاصدة البيت ، عليها أولا أن تخبر نيال ان إبنه موجود معها ، أوقفت سيارتها أمام الباب الخلفي وطلبت من اندريه إنتظارها ريثما تعود.
دخلت الى المطبخ فوجدته عاريا من كل شيء ، بإستثناء ابريق لصنع الشاي وبعض زجاجات الحليب الفارغة ، هالها ان يكون المكان خاليا بعد ان فرغ من اغراضهم ومن جسي أيضا ، إلتقطت أذناها صدى طرقات وغناء خافتا منبعثا من مكان في الداخل ، توجهت الى القاعة الكبيرة وصرخت : " هل هناك احد ؟". وفجاة توقف الغناء وتوقفت الطرقات ، وسمعت أليسون صوت اقدام تنزل السلم الخشبي ببطء ، وأخيرا ظهر جوني بلباس العمل ، وما أن لمحها حتى قال بإبتسامة مشرقة:
" مرحبا يا أليسون ، هل تريدين شيئا؟".
" مرحبا يا جوني ، إنني ابحث عن رب العمل ، هل هو هنا؟".
هز راسه مشيرا الى الخلف:
" إنه يعمل في العلية ، هل تريدين ان ابلغه رسالة ما؟".
كان جوني قد اصبح قريبا من اليسون التي أحست بعينيه تتاملانها بشغف ، إبتسمت له بحرارة وهي تقارنه بالرجل القاسي الذي سرق منها بيتها ، على الأقل جوني لطيف معها ، ومنجذب اليها بشكل مكشوف ، ومن العبث محاولة إنكار هذا الواقع الذي يصر جوني على إعلانه في كل المناسبات.
وفجأة وقع شيء غريب ، فقد رات أليسون على رموش جوني بعض الطلاء وخوفا من ان يسقط داخل العين إقتربت منه وأزالت الطلاء بسرعة، وعندما حاولت إبعاد يدها ، كان جوني اسرع وإحتضن بكلتا يديه كفها الدافىء الناعم.
شكرها جوني وإنحنى لتقبيل يدها ، وكانت على وشك أن تبعد يدها بسرعة عندما أسترعت إنتباهها حركة مفاجئة ، فإذا بها ترى نيال واقفا بصمت في اعلى السلم ، وبغريزة لم تدر لها معنى ، توقفت عن سحب يدها .... بل تركتها بين يدي جوني بحرية ودلال وهي تتضاحك مسرورة ، كانت عيناها تراقبان نيال ، واحست بالخوف عندما شاهدت موجات من الغضب تحتل كافة قسمات وجهه.... وتذكرت المعركة التي دارت بين الإثنين قبل تسع سنوات ، وأخيرا حطّم نيال الصمت ، وقال بصوت هادىء لا إنفعال فيه:
" هل تريدين رؤيتي ؟ لقد شاهدت سيارتك من النافذة".
إستدار جوني ببطء وقد أدرك أنهما ليسا وحيدين ، اما اليسون فقد ردت قائلة :
"نعم ، ساحضر أندريه معي الى البيت في هذا الطقس الماطر".
" شكرا لك ، انا آسف لأن الوقت مضى بسرعة دون ان أدري".
" سيكون معي في الكوخ الى ان تنهي عملك ، ولقد اخبرنا والدك بالأمر ايضا".
" حسنا ، إذا وجدت صعوبة في ذلك ن فأرجو ان تحضريه الى هنا كي اهتم به بنفسي".
" لا باس ابدا".
ثم إلتفتت الى جوني قائلة :
" إذا أردتم زيارتنا بعد إنتهاء العمل ، فسأعد لكم الشاي بالحليب".
" فكرة ممتازة ، هل عندك مانع يا نيال؟".
هز نيال رأسه بالنفي ثم إختفى في العلية ... وعندها احست أليسون بشيء غريب اعطاها دفعة من التشفي والسرور ، ذلك أن حركة جوني البريئة اثارت غضب نيال بشكل واضح ، صحيح أنه يكرهها لكنه في الوقت نفسه لا يحب رويتها مع رجال آخرين ، إبتسمت اليسون في سرها وهي تغادر البيت ، وإذا كان تفكيرها صحيحا ، فهذا يعني أنها تمتك سلاحا ، وإن كان صغيرا ، في معركتها ضدّ عدوها اللدود ، إنها معجبة بجوني ، ولا مانع عندها من إستغلال ذلك ضد نيال الذي يملك قلبا من فولاذ حسبما تروي عنه نساء القرية ، وطوال الطريق ، كانت اليسون تفكر بصديقتها ميغ ، التي لا شك تتلهف لسماع آخر التفاصيل عن المعركة الحامية التي تدور في شيلينغ ، وتمنت اليسون ان تحضر ميغ وزوجها بيل للتخييم في أراضي البيت قريبا.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 24-12-11, 04:49 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ومن دون أن تخطيط ، إعتادت اليسون على إحضار اندريه الى البيت كل يوم بعد إنتهاء الدراسة ، لم يعترض أحد على ذلك ، فالأم وجسي تحبان الصغير وترتاحان اليه.
وقد قررت جسي ، عندما رأته لأول مرة ، ان الصبي بحاجة الى تغذية ممتازة ... وهذا ما دأبت عليه دائما ، وإضطرت الأم وأليسون للإعتراف بان خطة جسي قد نجحت ، إذ سرعان ما ظهر اللون الحمر في خديه وأخذ أندريه يكسب وزنا إضافيا .
وأدركت أليسون ، يوما بعد يوم ، انها تزداد تعلقا بهذا الصغير، وكم كرهت نفسها لضعفها امامه ، خاصة انها تدرك أن ساعة الفراق آتية لا ريب ، وستكون قاسية للغاية ، ومع ذلك تعمّق حبها لندريه بقدر ما كان يزداد كرهها لأبيه.
وبرزت مشكلة جديدة في الأفق عندما حان موعد العطلة المدرسية التي تمتد على مدى ستة أسابيع كاملة ، وهذا يعني ان اندريه سيكون وحيدا لان أباه لا يستطيع ترك اشغاله للإهتمام به طيلة هذه الفترة ، أفضت أليسون بمخاوفها هذه الى جسي ، مساء يوم الخميس الذي يسبق العطلة ، في حين كان اندريه يلاعب الكلب راستي في الحديقة الخارجية.
سألتها جسي دون أن تتوقف عن إعداد السندويشات:
" وما العمل يا إبنتي؟".
واصلت جسي تجهيز الشاي والسندويتشات للرجال العاملين في البيت ، وهو الأمر الذي رتب منذ ان دعت اليسون جوني قبل ايام ، فقد إستمرت جسي في تزويدهم بالأكل والشاي عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر ، وأصر نيال على دفع الثمن لأن هذه الخدمة توفر عليهم الكثير من الوقت والجهد ، ولكن أليسون لم تكن مرتاحة للفكرة بعكس جسي التي سرت بها كثيرا ، فقد كانت مدبرة البيت تحب نيال وجوني للطريقة التي كانا يعاملانها بها ، وتذكرت اليسون كيف أنها عادت في وقت متأخر ذات يوم ودخلت الى المطبخ لتفاجأ بان جسي لم تكن وحيدة ، وسمعت صوت نيال يقول : " إنك طباخة ماهرة .. لو انك اصغر بعشرين سنة فقط "، وسمعت ايضا صوت جسي الضاحك : " هيا إذهب ودعك من هذه اللاعيب " ، عند هذا الحد دخلت أليسون ، فإستدار الإثنان لمواجهتها ،ظلت جسي مبتسمة ، أما نيال فقد مات الضحكة على شفتيه وعاد التجهم على وجهه ، ثم إنحنى مسلما وقال:
" ساذهب الآن ، شكرا لك يا جسي".
خرجت أليسون من ذكرياتها البعيدة لتجد ان جسي ما زالت تنتظر جوابا على سؤالها ، فقالت:
" ماذا نستطيع أن نفعل ؟ لو أن الأمر بيدي فانا على اتم الإستعداد لإبقائه هنا لكن....".
عضّت أليسون على شفتها بحزن دون أن تستطيع إكمال جملتها.
ربتت جسي على كتفها بحنان قائلة:
" إنني افهم وضعك يا صغيرتي ، المسالة صعبة بالنسبة اليك ، لكن لو إقترحت أنا وأمك ان نحضره الى هنا...."".
قاطعتها بسرور:
" هل تفعلين حقا؟".
هزت جسي رأسها بهدوء وقالت:
" سأفعل ، لكن عليك ألا تتعلقي باندريه الى هذا الحد".
" لا ضرورة لتحذيري ، فانا مدركة لخطورة الوضع ، كيف يمكن أن يحدث هذا يا جسي ؟ كيف أكره الأب ، بينما انا أحب الإبن ، كيف؟".
اخفت أليسون راسها بين يديها ، لكن نظرات جسي المتفحصة ظلت تلاحقها بتمعن ، ثم سألتها بهدوء:
" هل انت متأكدة من شعورك؟".
سالتها بإستغراب شديد :
" شعوري نحومن؟".
" هل صحيح أنك تكرهين نيال ماكيين ؟ اقصد ان الكراهية كلمة قاسية جدا...".
رفعت أليسون عينيها الى جسي قائلة:
" إذن يمكنني إستعمال عبارة ( لا أرتاح اليه) وهذا شيء انا متأكدة منه تماما ، لكن ماذا تقصدين بالضبط؟".
تشاغلت جسي مجددا في إعداد السندويشات ، وقالت دون ان تنظر الى أليسون:
" لا شيء ، مجرد كلام من إمرأة عجوز ، فقط....".
ترددت قليلا ، فحثّتها أليسون على إكمال عبارتها بسرعة.
أضافت مدبرة المنزل تقول :
" حسنا ، لا أعتقد أن نيال يكرهك كما تحاولين تصوير الأمر بالنسبة الي".
أظهرت أليسون علامات الدهشة البالغة، لكن جسي تابعت دون توقف:
" إنها الحقيقة، جاء في احد الأيام لأرجاع أكواب الشاي وكنت أنت تلاعبين اندريه في الحديقة".
إستعجلتها أليسون عندما لاحظت ترددها ، فمضت العجوزتقول:
" رايته يتوجه الى النافذة ويراقبكما بهدوء ، ثم لمحت وجهه ... بدا وكأنه فقد قسوته وصلابته ، بل يمكنني القول إنه كان حانيا ولطيفا ، ولا شك أنه جذاب جدا عندما يفقد صلابته المعهودة"
ردت اليسون بحزم:
" كان ينظر الى أندريه أساسا".
" كلا ، هذا ما إعتقدته في بادىء الأمر ، لكنني عندما إقتربت منه تأكدت انه ينظر اليك بالتحديد".
قالت أليسون بقسوة شديدة:
" إذن فهو يعاني من بعض أشكال فقدان الذاكرة ، إنه يكرهني بقدر ما اكرهه ، صدقيني يا جسي عندما اقول ان المشاعر متبادلة".
لكن شيئا في داخلها كان ينتفض ضد هذه الكلمات ، لذلك عمدت جاهدة الى إخفاء مشاعرها في اعماق عقلها وهي تؤكد لنفسها : ( لا اريد نظراته على الإطلاق ، سواء كانت قاسية أو لطيفة ).
أنهت جسي إعداد السندويشات ، ثم وضعتها في كيس من البلاستيك وهمّت بالتوجه الى البيت الكبير ، لكن أليسون أوقفتها قائلة:
" سآخذ الشاي والسندويشات بنفسي".
رفعت جسي حاجبيها دهشة ، في حين تابعت أليسون كلامها ضاحكة:
" ساسلمها الى جوني أو احد الأخوين كاميرون ... إنني ارتاح لجوني".
وبدون ان تنتظر جوابا من جسي ، حملت أليسون الحوائج وسارت بإتجاه البيت ، عندما دخلت الى القاعة الرئيسية ، كان جوني قد نزل لتوه من الدور العلوي ، فقال:
" كنت في طريقي الى الكوخ ، هيا دعيني احمل الأغراض عنك".
سلمته معدات الشاي والسندويشات وهي تساله:
" اين الأكواب؟".
نظر اليها مبتسما وقال:
" في المطبخ.. أعتقد أنها بحاجة للغسيل".
ضحكت أليسون قائلة:
" حسنا ، سأغسلها بنفسي".
سارا معا بإتجاه المطبخ ، وعندما إنتهت من إعداد الأكواب قالت له:
" ساساعدك في حمل الشاي الى الطابق العلوي ، فانا اريد ان ارى ما تم إنجازه حتى الان".
إبتسم بهدوء وهو يقول:
" أهلا وسهلا ، وساكون دليلك في الجولة".
سألها جوني وهي تسكب الشاي:
" هل ستذهبين الى إحتفالات القرية الأسبوع المقبل؟".
"بالتأكيد ، وأنت يا جوني ، هل ستذهب؟"
" طبعا ، ولا تنسي حفلة الرقص في نهاية السهرة".
هزت رأسها بالنفي.... ثم أدركت فجأة الى اين سيؤدي بهما الحديث، لذلك غيّرت الموضوع قائلة:
" اية ألعاب ستشارك فيها؟".
" قبل كل شيء سباق الجري ، ما هي إمكانياتك في هذه الرياضة؟".
ضحكت أليسون بصوت مرتفع وهي تقول:
" لا أبدا ، إن عضلات قدمي باتت متعبة هذه الأيام ، لذلك افضل مشاهدة السباق على الإشتراك فيه".
إبتسم دون ان يرفع عينيه عنها:
" كنت أمزح ، ما رايك في المشاركة بلعبة أخرى؟".
" ربما ، أنت تعرف ان عندي سبعة مناصرين صغار يؤيدونني في كل البطولات".
" سيصبح لديك مناصر ثامن ، هذا إذا لم اكن مشاركا في اللعبة نفسها...
وعندما يصبح كل واحد منا وحده ، فماذا عن الرقص ، هل تتركين لي رقصة او إثنتين؟".
إبتسمت قائلة:
" إذا أردت ذلك".
" اتمنى ذلك بشدة".
حمل جوني أكواب الشاي والسندويشات ، قائلا:
" هيا بنا الان ، وإلا فساضطر الى الحنث بوعدي".
نظرت اليه بإستغراب متسائلة:
" وعدك؟".
"وعدي لنفسي... بأن لا أعانقك دون دعوة مسبقة".
كانت قد عبرت الباب قبله ، لذلك لم ير إبتسامتها العريضة ، أصبحت اليسون متأكدة الان ان جوني لا يحتاج الى اية مناورة لأستعمالها ضد نيال ماكيين إذا ما قررت إكتشاف حقيقة موقفه منها ، لكن عليها ان تكون حذرة جدا إذا ما لعبت بهذه النيران... وإلا أحرقت اصابعها بنفسها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-12-11, 02:25 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6- الوحش


كان نيال يعمل مع الأخوة كاميرون في غرفة النوم الرئيسية في الطابق العلوي عندما وصلت أليسون وجوني حاملين الشاي والسندويشات ،وقد فوجئت اليسون بما حل بالغرفة التي كانت واحدة من أكبر الغرف في البيت كله ، كانت الغرفة فارغة من كل شيء ، الأثاث وورق الجدران والسجاد واللوحات الفنية والستائر ، بالإضافة الى جدار خشبي قطعها الى قسمين متساويين.
منتديات ليلاس
توقف الأخوة كاميرون عن العمل عندما دخلت اليسون وجوني ، أما نيال الذي كان في العلية فقد إنضم اليهم بعد أن اعلمه جوني بان الأكل جاهز.
وجه نيال سلاما مقتضبا الى أليسون أعقبه بكلمة شكر ، وقبل ان تنطق اليسون بكلمة ، تسلم جوني الحديث قائلا:
" هل يمكنني أن آخذ أليسون في جولة داخلية ، فهي راغبة في رؤية ما أنجز من عمل حتى الان؟".
سار نيال الى الطاولة التي وضعت عليها المأكولات ، ثم ألتفت الى أليسون قائلا:
" طبعا ، لكن أنتبها الى باب المطبخ فهو يحتاج الى تثبيت".
قال جوني:
" سنهتم بذلك ، هيا بنا يا أليسون".
وبينما هما يغادران الغرفة ، وضع جوني يده على ذراع أليسون لأفساح الطريق امامها ، فتساءلت أليسون بفرح طفولي عما إذا كان نيال يراقب المشهد.
صعدا السلم الخشبي ودخلا الى العلية الأولى ، ذهلت أليسون للإتساع الكبير الذي بدا عليه المكان خاصة بعد ان أزيل كل الأثاث منه، بإستثناء الحصان الخشبي الذي اصبح ملكا لأندريه ، والذي يربض الآن تحت غطاء من القماش لحمايته من الطلاء ، إلتفتت الى جوني بعد لحظات قائلة:
" إنه يختلف كثيرا عما كان عليه في السابق".
هزّ رأسه مبتسما وقال:
" هذا صحيح ، إنظري حتى تري بقية الغرف ، هيا بنا".
ظلت اليسون تتبع جوني في جولته الشاملة وهي تلاحظ التغيير الذي طرأ على كل الغرف ، إلا أن دهشتها الكبيرة ظهرت عندما خرجا من العلية الرابعة التي تحوّلت الى حمام أنيق ، ودخلا الى ما أصبح الآن مطبخا حديثا مكتملا.
وفجأة أدركت أليسون أن العلية كلها باتت تشكل وحدة سكنية قائمة بذاتها ، لذلك إلتفتت الى جوني تسال بلهفة:
" هل هذا هو المكان الذي سيعيش فيه اندريه ونيال؟".
هزّ جوني راسه وأجابها بهدوء:
" اجل ، الم تعرفي ذلك من قبل؟".
" لا... تخيّلت انه سيترك إدارة الفندق الى شخص آخر".
" ابدا ، سيتولى بنفسه إدارة الفندق ، فهذا الدور مستقل تماما ، بعد ذلك سيحضر مربية تتولى الإشراف على اندريه ، في حين يرعى هو الضيوف شخصيا ، وأعتقد انه سيختار لهذا الفندق إسما مرموقا".
لم تدر اليسون كيف فكرت بجسي عندما جاء ذكر المربية ، لكن جوني تابع يقول بعد تردد:
" وعلينا ان ننتظر لنكتشف إذا ما كانت إدارته ناجحة او فاشلة".
قالت بهدوء:
" يجب ألا يفشل ما دام الطريق سيشق قريبا... تماما مثل افيامور".
نظر اليها مندهشا:
" الطريق ليس مؤكدا بعد ، إنها مجرد شائعة لم تحقق ، وأنت تعرفين كم من الوقت سيمضي قبل التنفيذ ، إذا ما كان الطريق مقررا بالفعل".
تلفتت أليسون حولها وهي تقول:
" يبدو أنه لا ينتظر كثيرا حتى ينفذ ما يقرره !".
أجابها ضاحكا:
" انها الحقيقة ، ومع ذلك فانت تكرهينه بشدة ، اليس كذلك؟".
" وهل الأمر واضح الى هذا الحد؟".
ماتت البسمة على شفتيه وهو يقول:
" لا ، لكنني الى حد ما حساس جدا في ما يتعلق بك ، إنني ارتاح اليه ن رغم أنه ضربني من أجلك قبل تسع سنوات".
نظرت اليه غاضبة وقالت:
" قلت لك الا تذكر الموضوع أمامي ابدا".
اطلق جوني صفيرا ساخرا وهو يتراجع متظاهرا بالخوف:
" أنا آسف ، لكنك تصبحين اجمل عندما يظهر غضبك".
ردّ اليسون بهدوء:
" لست غاضبة ابدا".
إبتسم بلطف:
" طبعا لا ، فأنا لا أدخل في نقاش مع السيدات".
لم تستطع أن تكبت ضحكة عالية:
" يا لك من إنسان لا سبيل لأصلاحه على الإطلاق".
أجابها بهدوء:
" لو أنني أعرف معنى عبارتك هذه لكنت غضبت... لذلك لن أسال عن معناها ، والان هيا بنا لأريك ماذا فعلنا في الدور السفلي".
" سألحق بك بعد دقيقة".
كانت تريد إلقاء نظرة متفحصة على الخزائن والدراج المصنوعة من الخشب المصقول.
قال لها وهو يغادر الغرفة:
" إذن ساشرب الشاي قبل أن يبرد ، حاذري من باب المطبخ !".
لم تكن اليسون تستمع الى جوني ، بل كانت تتلمس الخزائن والأدراج المنقوشة بعناية بالغة ، وبعد أن تفقدتها كلها ، لاحظت عدم وجود إشارة تدل على مصدر الصناعة.
وتساءلت بإهتمام عما إذا كان نيال صنعها بنفسه ، فقد كان ابرز النجارين في القرية مما اثار حسد اخيها اليك ، اا أليسون فكانت معجبة ، وإن بالسر ، بالأدوات الخشبية الصغيرة التي كانت تبدعها يداه الرقيقتان آنذاك.
ألقت أليسون نظرة أخيرة على المطبخ وسارت بإتجاه الباب وفجأة تذكرت تحذيرات نيال وجوني ، لكن بعد فوات الأوان ، احست للحظة ان الباب غير ثابت وحاولت الإبتعاد عن الطريق ، لكن صرخة عالية إنطلقت منها عندما إنهار الباب بإتجاهها فإضطرت الى التراجع ... ثم وقعت على ظهرها وإنساب ثقله على قدميها.
إستلقت على الأرض نصف مغمى عليها ، بينما جاء من البعيد وقع اقدام مسرعة على السلم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ماري ويبرلي, black niall, mary wibberley, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, نهر الذكريات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية