كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
عندما وصلت أليسون الى الباب ، كانت جسي قد سبقتها اليه وادخلت نيال قائلة له:
" سوف اخطر السيدة ماكاي بحضورك".
لكنها توقفت عندما رأت أليسون ، إبتسمت اليسون بحرارة وقالت:
" لا باس يا جسي".
ولكن هذه البسمة غابت عندما إلتفتت الى نيال قائلة:
" سوف اقودك الى أمي يا سيد ماكيين ، فهلا تبعتني؟".
" شكرا لك".
إنحنى قليلا لجسي قبل أن يلحق أليسون التي إستدارت عائدة من حيث اتت ، سارت منتصبة القامة وهي تحس بنظراته القاسية تلاحقها ، وإستغربت أليسون كيف أن وجوده يشعرها دائما بالأنزعاج وكأنها تريد أن تهرب منه.
قرعت على الباب وفتحته قائلة:
" تفضل يا سيد ماكيين".
نظر مباشرة في عينيها ن فإضطرت الى إبعاد بصرها أمام نظراته الحديدية الباردة ، لكنه لم يقل اكثر من كلمة شكر ، ثم دخل الغرفة ، اغلقت أليسون الباب خلفه بيد مرتجفة وسمعته يقول:
" لقد وصلت الان من المدينة ، هل جاء احد؟".
وإختفى الصوت تماما عندما تركت المكان هاربة من صوته ووجوده ... الان فقط ادركت أليسون لماذا تجده الأم جذابا ، فصوته – مع الأم طبعا – كان دافئا وصادقا كأي رجل لطيف في حضرة سيدة محترمة ، وفكرت أليسون وهي تغادر البيت الى الحديقة إنه عندما يمتلك المكان وتصبح امها مجرد موظفة عنده ، فلا شك أن اللطف سيزول وتظهر طبيعته الحقيقية.... وعندها فقط ستكتشف الأم كل الواقع ، لكن الأوان يكون قد فات آنذاك.
عند المساء ابلغت السيدة ماكاي إبنتها ان نيال سياتي في نهاية الأسبوع لإجراء بعض القياسات والحسابات المتعلقة بمواد البناء اللازمة للتعديلات المقترحة ، نظرت اليسون الى أمها بغضب قائلة:
" وبالطبع ، وافقت على طلبه".
ردّت الأم بحزن:
" طبعا ، انا آسفة يا حبيبتي لكن الأمور يجب أن تسير ، وعليك ان تظلي خارج المسالة كلها ، لماذا لا تتصلين بصديقتك التي لم تشاهديها منذ مدة وتسالينها ما إذا كانت مستعدة لأستقبالك في عطلة نهاية الأسبوع؟".
" إنها فكرة ، ساتصل بها فورا ، ساكون مسرورة لرؤيتها مرة أخرى".
لكنها أضافت قائلة لنفسها : ( وسأحدثها عن هذا الشخص الكريه وأخفف من الأعباء التي أحملها من جراء وجوده) ، طلبت أليسون رقم هاتف صديقتها وهي تتمنى أن لا تكون ميغ قد قررت الذهاب الى مكان بعيد مع زوجها بيل والأولاد ، وعندما سمعت ميغ صوت صديقتها هتفت بسرور:
" أهلا وسهلا يا أليسون ، كم انا مشتاقة لرؤيتك ، ستاتين الجمعة مساء بسيارتك؟ انني في إنتظارك على احر من الجمر".
فرحت اليسون كثيرا لسماع صوت صديقتها وأدركت أنها ستكون قادرة على الفضاء بمكنونات صدرها الى تلك الصديقة القديمة ... وهذا ما خفّف عنها بعض العناء.
راقبت ميغ صديقتها وهما تتناولان القهوة وقالت:
" يبدو أنه كريه جدا ، لكنه حسب كلامك ثري جدا ، انا متأكدة انك تبالغين في الوصف".
ضحكت اليسون بسعادة إفتقدتها طيلة الأسبوع الماضي ، كانت الساعة قد جاوزت منتصف ليلة الجمعة ، والصديقتان جالستان تتسامران حوالي النار ، وفي الخارج مطر غزير لا ينقطع ، في إحدى الغرف رقد طفلا ميغ التوأمان البالغ عمرهما ثلاث سنوات ، اما الزوج فقد ذهب الى غرفته بعد أن حذرهما قائلا:
" ساترككما مع ثرثرتكما التي لا تنتهي ، لكن ارجوكما ان لا توقظاني بضحكاتكما العالية ... وإلا هجمت عليكما وعاقبتكما".
أدى هذا التحذير الضاحك الى إيجاد جو من المرح في جلسة الصديقتين الحميمتين ، كانت ميغ الصدر المريح الذي تحتاجه اليسون ، فقد إستمعت الى حكاية صديقتها بإهتمام منذ أن جاء نيال القرية وحتى التحذير المبطن الذي أطلقته الأم بعد ظهر ذلك اليوم.
راقبت اليسون صديقتها ميغ التي قامت لتجلب فنجاني القهوة مرة أخرى ، فاحست بإرتياح شامل ما كانت تتوقعه بمثل هذه السرعة ، كانتا في العمر نفسه تقريبا وتخرجتا سويا من معهد أدنبرة ، وإفترقتا : ميغ الى دينجوال واليسون الى شيلينغ .
كان قد مضى على إلتحاق ميغ بسلك التعليم سنة واحدة فقط عندما إستطاع مدرس الرياضة الوسيم بيل غراهام أن يغزو قلبها وينقلها الى عش الزواج الذهبي ، ومع ان الزوجين قررا مواصلة العمل عدة سنوات قبل الإنجاب ، إلا ان إرادة الله حققت العكس ، فبعد سنة فقط ، كانت أليسون تهنىء صديقتها بميلاد طفليها التوأمين ، وطيلة هذه المدة ظلتا على إتصال مستمر عبر الهاتف أو بواسطة الرسائل ، وكثيرا ما ذهبت ميغ مع زوجها وطفليها لنصب خيامهم في اراضي بيت اليسون ،وكانوا يرفضون بحزم إستعمال غرف النوم في البيت ، ويكتفون بتناول الفطور يوم الأحد مع جميع أفراد العائلة.
بعد أن ملأت ميغ فنجاني القهوة ، عادت الى مقعدها متسائلة:
" نيال ألم ينقذك في السابق من حادث جرى لك؟".
إنفجرت اليسون ضاحكة:
" إنه هو ، والسبب نزاع عائلي قديم ...وهكذا ترين".
" لكنني بصراحة لا أجد الرابط بين الشيئين ، وانا أتذكر أننا كنا نتحدث عن الموضوع في الكلية بنوع من الرومنطيقية....".
أحمر خداها عندما واجهتها أليسون بنظرة إستغراب لكنها تابعت تقول:
" ما أقوله صحيح ، لا شك أنكما كنتما عدوين لدودين ، لكنه انقذك من ذئب بشري ، ثم عانقك أقصد أن ما حدث لك هو ما كنا نحب أن نقرأ عنه في سن المراهقة ، الا تتذكرين يا أليسون؟".
|