كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وبمضي الوقت بدأ حديثهما يفقد ترابطه , وكانت إيزبيلا مستلقية على السرير وليان جالسة على كرسي وهما تلتزمان الصمت عندما سمعتا أصوات أناس يتحدثون في الفناء , واستطاعتا تمييز صوت ريكاردو وان لم تتبينا ماذا يقول . وسمعا وقع أقدام في الممر المؤدي الى الغرفة وصوت مقبض الباب يدور , وجاء صوت ريكاردو :
"ليان , هل انت في الداخل ؟"
ونظرت ليان الى إيزبيلا بدون ان تتحرك من مقعدها وقالت :
"نعم , نحن هنا انا وإيزبيلا ! "
" أفتحي الباب اذا , وفي الحال ! "
" كلا , سنبقى هنا ."
فأخذ يزمجر ويضرب الباب بقبضته وهو يطلب منها فتح الباب ولكنها أبلغته , وقد أحمرت وجنتاها في حين أخذت إيزبيلا تحملق , بأنها لن تفتح الباب وأنهما ستبقيان هنا الى ان تلمسا منه ومن كارلوس سببا كافيا يقنعهما بالخروج . فرد عليهما ريكاردو في ثورة :
"سأقدم لك سببا كافيا بدون كارلوس للخروج , وأمامك خمس ثوان للخروج قبل ان اقتحم هذا الباب بكتفي ."
وبعد مضي الخمس ثوان بدأ يضرب الباب بقدمه فتصدع ولكنه وهذه معجزة لم ينفتح , وأخذت ليان تنتظر الهجوم . وبدأ كارلوس ينادي إيزبيلا التي أوشكت ان تلين لولا ان تشجعت عندما نظرت اليها ليان . وردت ليان فطلبت التحدث الى ريكاردو الذي أبلغته بأنها هي وايزبيلا لن تستأنفا علاقاتهما الزوجية المعهودة مع زوجيهما الا اذا اتفق هو كارلوس على نسيان الماضي والبدء في التصرف كرجال ناضجين .
منتديات ليلاس
وتحدثت إيزبيلا فتساءلت كيف يمكنها ان تضع طفلها في بيئة لا يتبادل فيها الاب والعم كلمة طيبة وقالت , ان ليان كانت على حق عندما وصفتهما بأنهما كالاطفال , وأنها تضيف فتصفهما بأنهما يتعطشان للانتقام . ووضعت يدها على فمها وقد انزعجت مما قالته في حين اتسعت عينا ليان من الدهشة . وعندئذ تحدث كارلوس لايزبيلا قائلاً :
"لم أكن أعلم أنك تكنين مثل هذا الشعور , أرجوك ان تفتحي الباب وتخرجي , وسوف نتحدث أنا وريكاردو وهذا وعد مني لك ."
فابتسمت إيزبيلا ونظرت الى ليان ثم سألت ريكاردو اذا كان يوافق على هذا , فرد ريكاردو بعد برهة بأنه وكارلوس سوف يتحدثان سويا وعندئذ أبعدت ليان قطع الاثاث عن الباب وفتحته فسارع كارلوس بدخول الغرفة ليطمئن على زوجته في حين قام ريكاردو بجذب ليان وحملها على الدخول الى الغرفة التي كان هو نفسه يشغلها من قبل وسألها :
"لماذا فعلت هذا , لقد كانت تلك فكرتك أليس كذلك ؟"
فبللت ليان شفتيها وهي تحس بجفاف في حلقها وقالت :
"نعم , كانت فكرتي , وقد اقنعت إيزبيلا بهذا , هل كنت جاداً عندما وافقت على مناقشة كارلوس في أمر نزاعكما ؟"
" لم يكن أمامي خيار آخر , ولم يكن أمام أحد من أي خيار , إيزبيلا ليست في حالة تسمح بأثارتها على النحو الذي حدث , وسوف أعاقبك لهذا السبب وحده ! "
فهزت كتفيها باستخفاف قائلة :
"هيا , افعل ما تشاء ان كان هذا يجلب لك الراحة , فسوف أتحمل العقاب كفتاة ناضجة ."
فرد عليها والشرر يتطاير من عينيه وقال :
"بل كأمرأة ناضجة ! "
فردت عليه في تبرم :
"ارجوك ان تكف عن هذا , كانت فكرتي خاطئة اذا , ولن تتفاهما أنت وكارلوس , وكان علي أن أدرك ان الوقت فات وان من المتعذر تحقيق هذا ."
فقال لها في هدوء واتزان شديدين :
"وما الذ يهمك من هذا الامر , ما الذي يعنيك لو أصبحت أنا وكارلوس أصدقاء أو أعداء ؟ هل كان هذا سيغير من العلاقة القائمة بيننا ؟ وهل كان يجعلك تنظرين الي نظرة مختلفة , لدي زوجة فلماذا أحتاج الى أخ ؟ ان ما شعرت به نحو ايزبيلا كان شيئاً لطيفاً وطيباً وكان يمكنه أن يؤدي الى الزواج أما ما أشعر به نحوك ..."
|