لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-11, 05:59 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Dancing 9- كــــان خيالاً فهوى

 

9- كــــان خيالاً فهوى


كسر الصمت ضحكة جادة انتهت بقهقهة ساخرة وبدا واضحاً أن ما
سمعته كارا مارثاين سلاها ولكن شقيقها لم يكن هكــذا .
ـ بحق الله . . لا تكوني سخيفة . . ليس لدينا الوقت الكافي .
أكد لها كلامه الباتر أن لا مجال للنجاة بغير هذه الوسيلة وأن هذا
هو طريق الخلاص فكـــررت بعناد :
ـ ســأمثل الدور معك أو لن أمثل أبــــــداً .
عادت كـارا إلى سخريتها :
ـ إنه إنذار نهائي نجمتك ليست لينة العريكة براند . . لكن , بمــا أن
هذه مقامرتك الخاصة , فلماذا لا ترضيهــا ؟ .
منتديات ليلاس
تجاهل أخته :
ـ كوني منطقية جانيس . . . لا تنســي مستقبلك المهنــي . . هذا وقت
الصعــود أو الهبوط ! .
لم يعد لكلمــاته القوة لتحريك قلب جانيس . . وظلت صامتة .
فمقاومتها أغضبته , وأشــار بيده إحباطاً وقال بصوت فظ :
ـ إذن هذه نهاية كل شــيء إذا لم تغيري رأيك !
تنفست الصعداء . . . لقد حررها من قيدهـا , وتستطيع الآن أن
ترحــــل .
ـ براند . .
قطع صوت ايفا آشتون الموقف الحرج بكل سلطته المفروضـــة .
ـ لقد دفعـنــا مالاً كثيراً من أجل الإعلان ونحن الآن عرضة
لخسارة كل ما دفعناه أو القبول بالحل الوحيد الذي سيعود علينا
بفائدة . . . إذا كانت الآنسة يونغ ترضى أن تقوم بالدور معك فليكن ذلك
فبهذا لن تخســـر الشركـــة .
شعرت جانيس بمزيد من الحذر وهـي تدرك أن براند آشتون يقلب
النظر في نصيحة أمه . . . لا يمكن هذا بالتأكيد .
ـ وينثرز . . حضر المشهد قبل أن أعود . . ســأغير ملابســي .
أضاءت ابتسامة كبيرة وجه المخرج .
ـ حاضر سيـــدي .
وسرعان ما انطق يصيح ملقياً أوامـــره .
أما كارا فتعالى صوتها بشــيء من عدم التصديق :
ـ براند . . لن تحط من قــدر نفســك بـــأن . . .
ولم تصدق جانيس ما يحصل . كانت واثقة أنه سيرفض . . عصر
الخوف قلــبها وغص حلقها بحشرجة كبيرة . كيف ستتمكن من أداء
الدور معه ؟ لقد رمت بقفاز التحدي وهي واثقة أنه لن يرضى بذلك أو
يقبل , الآن , لم يعد هناك سبيل لتجنب الأمــر المحتوم . . لولا أمه . .
ونظرت إلى ايفا آشتون بكــراهية فلمحت وميض ماذا ؟ ما هذا ؟ مراقبة
حادة ؟ هل عرفت السيدة العجوز أن اقتراح جانيس خــدعة ؟ وأنها لم تكــن
تتوقع القبول به ؟ . .
قالت ايفا آشتون بصوتها الذي لا يمكن تجاهله :
ـ تعالي كارا . . سننسحب إلى الخط الجانبــي , ونترك الآنسة يونغ
تحضر نفسهــا للمشهد الحاسم . . . فقد حصلت الآن على الشريك الذي
اختارته .
ارتفع الدم الحار إلى وجنتـي جانيس فأحرقهــا . . . في الواقع لم
يعد هناك خيار . . . فقد جاءت إلى هذا الشاطـئ . . وكان هو هنا . .
مجرد غريب , ثم أصبح شخصاً مهماً وحبيباً إلى قلبها . . إنه الرجــل
الذي أخرجها من بؤسها ذاك وأشعرها بأنها كائن حي مستقل . . لقد فتح
أبواباً رائعة . . قادهــا إلى أفق جديد المشاعــر . . أجــــل . . إذا كان من
الممكن إدارة الزمن , فلن تتمنى أن يكون هناك سواه . . ولو كان لها
الخيار مجدداً لما تركته .
لكنه أسقط ستار الحب , الشريك , الصديق المتفهم . . وتوقفت
المشاركة عند هذا الشاطـــئ . . وها هــي الآن ستمثل الدور الذي كان
يوماً حقيقية . سيكون معها , ومع ذلك ليس معهـا . . إنه يمثـل معها
مضطراً ومجبراً على أمـــر لا يريده .
ـ جانيس ! إلى هنــا ! .
عندما استدعاها وودي وينثرز أجبرت نفسها على الرد . . فقد كان
المخرج يفور حمــــاسة وثقة .
ـ سنحقق الأمــر وحق الله ! سنضع كل شيء في علبته الليلة , مهمـــا
كلف الأمر . . الإنسان ينتظر العمر كله من أجــل شيء كهذا . . فلا
تخذلينــي الآن جانيس . . لقد حققت مرادك وحظيت بالرجــل الذي
تريدين . . ظننت في لحظة مريعة أن الأمــر انتهى . . والشكر لله على
تدخل السيدة العجوز ! إنها صاحبة عقل تجاري . . لم تصل إلى ما هــي
عليه بسهولة . . إنها نمرة حقيقية ! .
بل هــي لبوءة . . زوجة الأسد . . ملكة الغابة . . رددت جانيس
الكلمات بينها وبين نفسها تصحح النعت الذي وصف به السيدة . .
ولكم تمنت لو أنها لم تطأ بقدميها أرض السيدة العجوز المفضلــة .
سحب وودي وينثرز نفســاً عميقاً وبدأ العمل .
ـ الآن . . حين يصل آشتون إلى هنــا نراجع الحركـــات بسرعة . .
عليك أنت أن تنفذي ما تمرنا عليه بالضبط . . ستصورك الكاميرا وأنت
تهرعين إليه . . ثم ستصور وجهك بالكامل وهو يرفعك في الهواء
وعندئذٍ لن يبدو منه غير ظهــره . . فهمت ؟
هزت رأسهــا إيجاباً .
ـ هذا يعني أن التركيز الأســاسي عليك جانيس . فهذا إذن هو الوقت
المناسب لإظهار براعتك . . إن أجدت التمثيل تصبحين نجمــة متأنقـاً
يريد الجميع رؤيتهــــا .
نظــر من فوق كتفهــا :
ـ آه . . ها قد جاء آشتون الآن . سأذهب إليه وأعطيه التعليمـــات
اللازمـــة .
عندما سارع نحوه . . . انجذبت نظرتها دون مقــاومة نحو الرجـــل
القادم . . كان بران آشتون يرتدي الثياب ذاتها التي كان يرتديها ذلك
اليوم منذ أسابيع . . التيشيرت أظهرت عرض منكبيــه والبنطلون الجينز
مرفوع إلى ركبة الساق القوية العضلات .
سرت قشعريرة الذكريات في بشرتها تضخ نبضاً خائـفاً في شرايينها
حاولت يائسة التمسك بوقارها والسيطرة على نفسها ولكن ذلك كـــان
سراباً تخلت عنه منذ اتخذ براند آشتون الوضع الذي أشــار إليه وودي
وينثرز . كــان على مقربة شديدة منها بحيث لم يعد يفصل بينهمــا غير
سنتيميترات بسيطــة وما هي إلا لحظــات حتى تزول هذه المسافة أيضاً .
تفوه وودي وينثرز بالكلمـــات المخيفة :
ـ بداية , سترفـع جانيس بحيث لا تلمس قدماها الرمـل . . ومــا إن
تلف ذراعيها حول عنقك , حتى تتركهـــا تنزلق نزولاً . . وما إن تصل
قدماها حتى تتركهــا وسيكون عليها الاندفاع إلى الأمــام لترقص . . حسنــاً
فلنجـــرب .
لم تستطع النظــر إليه . كــان قلبها يضرب كطبل غابات مجنون . .
رفعها , وثبتها إلى قلبـه . . ذلك القلب الذي دق مرة في تناغم فرح مع
قلبها . ضغطت يديها على كتفيـه وتركت عينيها مغمضتين ولكن جسمها
كله كــان ينتفض ذعــراً .
صدمتهــا اللمسة الأولى وكأن كهرباء مستهــا , رفعت رأسهــا إلى
الوراء , تفــتح عينيها على وسعيهما بذعــر . . فشد بشكــل غريزي على
أصابعهـا . . . في محاولة عظيمة لتهدئة التشويش الذي كان يثيره فيها .
سخرت العينان السوداوان من الخوف المــائل في عينيها .
ـ أليس من الممكن أن نتعـــانق ؟
قال وودي :
ـ آه . . . حسنــاً .
رد عليه بحـــدة :
ـ لا داعـــي لتغيير السيناريو .
تبعت الحركــة كلماته قبل أن تتــاح لها فرصــة الاحتجاج . . كــانت
إحدى ذراعيه تساندهـــا بينمــا الأخرى تتسلل إلى فوق لتمســك رأسها
بثبات . . وفي هذا الوقت أخذت أصابعه الدافئة تداعبها وتعذبها , حـتى
ارتفعت يداها طوعاً لتلتفا حول عنقه . . ولم تدرك أنه كـان يتركهــا تنزلق
إلى الأسفــل . . فعناقه أثــار مشاعرهـا بشكل كبير حتى شعرت بأنهــا تكاد
تخنقها . . وسبح عقلها بدفء مثير للدوار . . . ولم تنتبه أن قديمها
لمستا الرمــل الرطب حتى التفت المياه حولها . . ثم انتزعت نفسهــا من
عناقه . . جعلتها غريزة الحفاظ على النفــس تتبع تعليمات السيناريو . .
ووفر هذا لهـــا فرصة ضرورية ليتوقف الجــــنون العاصف بجسمها .
صــــاح وودي راضيــاً :
ـ جيد . . جيد . ! ابقـــــي هكـــذا لحظــة جانيس .
كانت قد وصلت إلى النقطــة التي تنهى فيها رقصتها لتعود إليه
راكــضة . . ونظرت بحدة إلى براند آشتون . بدا هارباً , غير متأثر , وكــأن
لا شيء حدث . . لا شـيء حدث ! مجرد عناق , عناق قصير لا معنى له .
بالنسبة له .
آه ّ . . يا الله ! هل فضحت نفسها وهل أدرك إلى أي درجة هز
كيانهــا ؟ فهـــي حتى الآن ما تزال ترتجــف .
ـ الآن سيد آشتون . . فيما ترقص جانيس , تحرك نحوها خطوتين ,
واستدر لئلا يظهر وجهك جيــــداً وهــي تعود .
وتبع تعليمات وودي .
ـ حسناً , لقد رأيت كيف رفعهـا بيترسون عالياً . فأحذو حذوه , ثم
دُر معها بهذا الوضع لتنعكــس صورتها إزاء السمــاء والبحر . . هكذا . .
قبل أن تنزلق إلى الأسفـل مرة أخرى , والكاميرا ستلحق بها . . مفهوم ؟
ـ أعتقد هـــــــــــذا .
ـ حسناً جانيس ! ابدئــي الرقص ! .
سحبت نفسـاً عميقاً , وأمرت قدميها بالقيام بالخطوات التي تدربت
عليها . إن استطاعت النجــاح منذ المرة الأولى فلن يكــون بحاجة إلى
المزيد من المراجعة . . وكلما أسرعت في إنهاء هذا المشهد , كــلما
استطاعت النجاة بشكل أســرع من العذاب الجسدي والعــاطفي الذي يثيره
فيها براند آشتون .
أمسكـهـــا بأمان ورفعها , يديرها بالضبط كما قال وودي وينثرز .
كانت فقدماها تتدليان على خاصرتيه . . ثم أخذت تنزلق نزولاً وهو
يراقبهــا , ليس بعينــي براند آشتون القاسيتين . . بل بتلك العينين اللاهثـتـين
بالذكريات الحميمــة .
صاح وودي بانفعــال :
ـ ممتاز ! لن نحتاج لإضــاعة المزيد من الوقت . . عودا إلى نقطة
البداية , وفـي هذا الوقت ســأنظف الرمل استعداداً للتصوير .
صفق بيديه بسرعــة بالتعليمات . . كانت جانيس مصدومــة , لم تفهم
ماذا يجري في رأس براند آشتون . . وفيما كانت غــارقة في أفكــرها
المشوشة , دارت عيناها حولهــا لـتقعـا على الرجل الواقف إلى جانبها .
زادها ارتجافــاً أن ترى المخيم كله مجتمعاً مراقباً إياهما لأن مشاركــة
براند آشتون في التصوير أثارت فضول الجميع على ما يبدو .
طال وودي وينثرز الجميع بالـتراجع . فتراجعـوا مبتعدين إلى حدود
الكــاميرات لكن اهتمامهم الذي انصب عليهمـا بوضوح أربك جانيس .
ـ لا تهتمــي بأحــــد !
رفعت رأسهــا . . هذا ليس براند آشتون الذي اعتادت على رؤيته ,
هذا هو الرجل الذي أحبهــا . . . يده أمسكـــت خدهـا . كانت لمسة رقيقة
أيقظت ذكريــــات حادة .
ـ تظــاهري إننا وحدنا . . تذكري الإحساس الذي شعرته عندما كنت
معــي في ذلك اليوم ! أعيديه إلي جانيس ! أشعرينــي به ولو مرة واحدة .
انخفض صوته حتى أصبح همساً وتمتمة جــاءت في صوت أجــش . .
كان في عينيه شوق عميق , شوق بحاجة إلى الكثير الكثــــير لإشباعـه .
قالت بصوت مختنــق :
ـ لماذا ؟ من أجـــل الفيلم ؟ .
قال كلمات غامضــة :
ـ بإمكـان الرجـل أن يحلم . . وأنت كنت حلمــاً جميلاً جانيس . . قد
يكون هذا جنونــاً . . . ولكننـــي أريد أن أعيش ذلك الحلم مجــدداً . . .
أريده ولو دام بــضع لحظــات فقط . . أشعرينـــي بما تشاركناه يومــاً .
قفز قلبها أملاً :
ـ إذن . . إذن . . لقد عنـى لك هذا شيئــاً . . . ولم يكــن مجرد . .
ـ آكــشن ! .
اختنقت الكلمــات الـــتي حاولت قولهــا أمام نيران مشاعره . . نيران
تفجــرت بدورهــا في شرايين جـانيس . وبطريقة ما ذكرت نفسهــا بأن عليها
أن تضغط يديها على كتفه . . ثم شعرت به يرفعها فسارعت يداها إلى
الالــتفاف حول عنقه وأخذت أصابعها تندس في شعره الكثيف . . تتوسل
بلهفــة حتى ترى الحب الذي رأته في عينيه يومــاً . .
كانت عيناها تناديان عينيه وقلبه ينادي قلبها بشوق . وتفجــر الفرح
حباً وازدهــر وامتد إلى كــل المساحات الفارغة .
تمتم بـــصوت أجــش :
ـ جانيس ! .
سحبت نفســــاً مــلؤه الاستسلام :
ـ نعـــم .
ـ جانيس . . يجب أن تبتعدي الآن . لن يستغرق هذا سوى لحظـــات ,
وتراقصــت مبتعدة , تطيــر من السعادة وتشعر بأنها حرة من الظلمات , حرة
أن تُحـب وتحب . . رقصت بفرح صرف لأنهــا شعرت بأنها عادت حية . .
حية بشكـــل براق وجميـــل .
كــانت ذراعاه ممدودتين إليها , تريـدان عودتهــا . . فهرعت إليه
بسرعــة . . . ما إن وصلت إليه حتى رفعهــا عالياً يدور بهــا , فقوست
جسدهــــا نحو السمــاء بسرور عـارم . وذابت وهــي تتوقع أن ينزلهـا ليضمها
بين ذراعيه بطريقــة تنبئ بـــأنهــا ملكـــه .
. . أحست أنه أخترق روحهــا ليأخذها , وأعطته إياها دون تردد .
ثم , وبشكــل لا يصدق , أخـذ ينسحب . ارتفع رأسـه , وأبعدتهــا
أصابعه القاسية عنهـــا , لكنهــا تمسكت بها فقد أربكهــا ابتعاده المفاجــئ
عنها . . أخيراً أمسك يديهـا وأنزلهمــا إلى جانبيها . . لحظتئذٍ فقد بــلغ
صوت التصفيق البعيد أذنيهــا وأعادهـا إلى الواقـــع .
نــظرت حولها فأجفلهــا عدد المشاهدين وكانت الوجوه كلهــا مبتسمــة
وكــأنها تسخـر منها . لقد رأوا كل شـيء , وأصبــح الجميع يعرف ما تشعر
به نحــو براند آشتون .
اقتربت منه أكــثر تسعى إلى حمــاه ودفئه وتقدم وودي وينثرز إليهمـــا
ـ شكـــراً لك سيد آشتون .
ثم رفع يديه إلى السمـــاء .
ـ نحــــمد الله على الحــــــظ الـــــــذي ابتســـــم لنــا هذه الليلــــــة . . لقد حفظــــت
الفيــلم في آمن مكــان وأعد أن أشــــرف عليه أنــا وحــدي بكــل مهابة وتقدير . .
جانيس . . كنت مذهلــة . . مذهلة ! ومن دواعــي سروري أن أصورك يــــــا
فتاتــي العزيزة .
ثم ربت كــرشه معتـــداً بنفســه .
ـ آه . . . يا له من إعــلان ّ ليس للـعطــر فقط سيد آشتون , بل لــ جانيس
ولــي , ولفن صناعة الأفلام . إنه إنجـاز رائع بحق الله ! جوهــرة براقة بين
الإعلانــات القديمة . . عندمــا سيعرض الإعلان لن يستطيع أي مشاهــــد
شرب فنجــان الشــاي لأن أنظــار الناس ستتسمر عليه وستعمد العيون إلـى
التملـي من جمـاله . . إنتــاج ضخم ! ضخـــم ! ويستحق كل متاعبك سيد
آشتون , إنه كرم كبير منك أن تقف لما أمام الكاميرا . . أجــل سيــدي . .
وأحســنت كــذلك .
ـ شكــراً لك وينثرز . . لكــن الآنــسة يونغ هــي النجمة .
قبل أن تنظــر إليه متسائلــة , تـلقت صفعة على ظهــرها , وأدارهــــا
المخرج ليتفوه بابتهــــاجه .
ـ ويا لهـا من نجمــة ! يا له من إحــساس ! يا له من تعبير ! عزيزتــي . .
كنت بارعة بل متفوقة . أشكــرك من أعمــاق روحــــي الفنية . . أعــد أن
أعطيــك حقــك
أنهى كــلامــه بانحناءة احتـــرام .
تمتمت جـــانيس :
ـ أنت بغــاية الطيف .
أحــرجهــا بكلامــه ولكنهـا لا تستحق كل هــذا . . فهــي لم تمثـل , فمــا
يتطلـبه الفيلم هو أبعـد شــيء عن تفكيــرها ولولا براند وحــثه إيـاها لمـا
توجهت عيناها بذلك الحب الـدافئ ولمــا أشرقت . . .
لم تجده . . لقد رحــل . . زحفت برودة مفاجـئة إلى قلبها , ثم لمحته
قرب أقرب فريق تصــوير . . كان يتحدث إلى مايكل ويذرس . مــرة أخـرى
وعـــت عـــدة المشاهديــــن الكبيـــر , هذا ليس المكـــان المناسب لحـــديث
خــاص . . لكنهــا تمنت لو انتظرهــا . . . ربمــا سيعيدها بنفسه إلى منزلها . .
لقد انتهى عملها هنــا , ويمكنهمـا الذهاب معاً . هنــاك الكثير ليـــقال .
تقدمــت ميرنا نحوهـــا , تبتســم :
ـ أحسنت جانيس . . أنــا مســرورة كثيـــراً بنجــاح العمـــل . . لـــم أكـــن
أرغب أن أرى كـل هذه الأزيــــاء تذهب ســـدى .
قال وودي :
ـ إنهــا أزيــــاء رائعــة ! .
تقدم براند آشتون إلى أمــه وقال لهـــا بضع كلمــات , ثم هــز رأســه وهــي
ترد عليه . ثم تقدم نحــو الكــوخ دون أن يــلقي ولو نظــرة واحـــدة إلى الوراء .
ـ جـانيس ؟ .
كــان صوت ميرنا متسائــلاً بفضــول .
ـ عـفـــواً .
ـ كنت أقترح عليك المجــيء إلى المقطورة لتغيري ملابســك .
ـ آه ! .
حــاولت جانيس لملمة شجــاعتها . . لا شك أن براند آشتون سيعود
ليرتدي بذلة العمل . . ويجب عليها أن تتخلــص من هذا الزي أيضــاً .
قالت : (( تعالي إذن )) .
لو لم ترافقهــا ميرنا لركضت جانيس حتى تصل إلى الكوخ . . لكــن
الفتاة الأخرى احتجت على سرعتهــا . . وكانت يدهــا تمتد إلى السحــاب
الخلفــي حـين أغلقت ميرنا الباب .
ـ مهلك لــحظة ! ســأفعل هــذا .
خلعت جانيس ثوبهــا وارتدت بــسرعة روب الشاطــئ , وكانت عنـد
البـــاب قبل أن تمنعهـــا ميرنا .
ـ ألا تريدين أن تــزيلــي مساحيق التبرج ؟ . قد لا تستطـيعين ذلك
وحــــدك .
أجـبرت نفسهــــا على الجلـــوس .
ـ أجــل . . أجـــــل . . بالـــتأكيــد . . آسفة . . أرجــوك أن تســرعي ميرنا .
ـ لم العجـلة ؟ لــن نرحــل قبل ســاعتين أو أكــثر .
ـ أريد فقط . . أن أعــود إلى طبيعتــي .
تنهدت ميرنا التي شرعت تطــلي وجه جانيس بالمساحيق اللازمــة .
ـ لا أدري . . أنت غريبة الأطــوار جانيس . . هل أنت دائمــاً متوترة
هكذا ؟ لم أشاهدك مــرة مسترخية إلا وأنت نائمة ثم ما إن تستيقظين حتى
يعود التوتر إليك بسرعــة غريبة . . يجب أن تمــارســي اليوغا . . إنها رياضة
نــافعة للجسم وللفكـــر .
تلقـــت النصيحة آذانـــاً صمــاء لأن تفكيــر جانيس كـــان يتســارع محـــاولاً
التغلب على الشكوك التي تصاعدت فجأة من لهفتهــا , لا يمكنه أبـــداً
إشعــال الحب ثم إطــفائـه بكبسة زر , وكــــأن شيئاً لك يكــن . . مع ذلك فقد
نحاهــا جانباً في النهاية , وتحرك مبتعداً . كيف يمكنــه تركهــا هكذا ؟ كـــان
الإحســاس بينهمـــا الآن . يجب أن يكـــون منــــتـظراً .
مـع ذلك لـم ينس أنه يمثــــل فمع أن عناقه محا كــل شـــيء في رأسهـــــــا
فهو لم ينس أين هو ومــاذا يفتـــرض أن يفعــــلا . وحيـــــن توقــفت آلات
التصوير عن الدوران . . . لا . . . لا ! صــرخ عقلـها بها رافضــاً التفكيـــر في
هذا الاتجــاه . . . التفكيــر . . هذا غير ممكن ! لا تظنه أثار مشاعرها فقط
من أجـــل الفيلم . . . لقد أرادها . . أرادهــا حقــاً , كما أرادها ذلك اليوم
على الشاطئ منذ زمن بعيد . لذا لا يمكنه أن يدير ظهــره هكذا .
ذكــرت نفسها بألم . . لقد فعلت هـي هذا . . . طلب منهــا البقــاء
فرفضت وفضلت الرحيـــــل . رحلت مخــلفة وراء ظــهرها حلماً جميلاً . .
هذا ما قالــــه . . لم يصـــدق أنه سيدوم . . يـــــدوم لهـــا أم لـــه ؟ يجب أن
تكلمــه . . يجب أن نعرف .
ـ يكـــفي .
قفزت عن الكــرســي تكـــاد توقعهــا .
ـ ما زال هنـــاك بعض اللمعــــان . . .
لكن جانيس لـــــم تسمـــع شيئاً لأنهـــا كانت تنزل درج المقطـــورة بسرعــة ,
ونبضات قلبهــا تخفق بقوة وذعـــر . . كــان باب كــوخ الخشب ينفتـــــح ومنه
خــرج براند آشتون الـــذي مــا إن نظــر إليهـــا حتى كتمت أنفــسها . . تــلاقت
عيناه بعينيها , ولكنهـــا لـــم تر فيهمــا أي اعتــراف بوجودهــا أو أي شـــيء
شخصــي . . بل مجــرد سواد . . مثــل الرمــاد الذي استهلكت ناره ثــــم خــبا .
بدا بارداً متسلطاً لا يمكن فهمــــــه . . . ولم تكن المسـافة بينهمــــا مسافـــــة
ملموســة فقط . لقد أبعد نفســـه عنهــا , وعاطفيـــــاً . وإذا كــان هناك مكـــان
ما في داخـله فيه نقطة ضعف تنبض , فهــي غير ظاهرة أبــداً . . إنه براندون
آشتون رأس الشركـــــــة .
لـــم تستطع جانيس دفع نفسهــــا للكـــلام , ليس ليدهــــا القـــوة لـلـقـفـز فوق
الجدار بينهما . . . إنه جــدار مرتفع مخيف , وهــي غيـــر واثقة مـا إذا كـــان
فيــه نقطــــة ضعف .
هــز لهـــــا رأســـه باقتضــــاب , ثم ســارا رأساً إلى سيــارته المتوقفة قرب
اللاندروفـــر . . راقبته حتـــى اختــفى هـو وسيارته خلــف دغـــل كثــيـــف .
حلم جميـــل . . خيـــال . . محبوس فــي فيلــــم . . لكن مضمــــونه مرمــــي
بعيـــداً . . الـــرجل الذي كــــان على الشاطــئ . . ضــــاع منهــا إلى الأبـــد .
* * *

نهاية الفصـــــل (( التاسع )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 12:17 AM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,236
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

الله يعطيك العافية حبيبتي
مجهود رائع .. وانا عم انتظر النهاية لحتى اقرائها على جوالي^^
من يد مانعدمها

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 01:53 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana مشاهدة المشاركة
   الله يعطيك العافية حبيبتي
مجهود رائع .. وانا عم انتظر النهاية لحتى اقرائها على جوالي^^
من يد مانعدمها


مرحبــــــا
يعافيك ربي يا قمر
تسلمــي على الطلة الجميلة
واليوم سنسدل

ستارة النهاية على فصول الرواية
تحيــتي لك يا رائعة

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 02:04 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Boring 10 - ذهـــب لــيصـــــاد

 

10 ـ ذهـــب لــيصـــــاد


(( عزيزتـي الآنــسة يونغ
إيفـــــــا آشتــــــــــون تـــــرغــــب فـــي أن تحضــــــري العـــــرض الخــــــاص
بإعلان
[ [ الخيال ] ] . سيقام العرض في قاعة المؤتمرات في مبنى آشتون في
الخامسة من بعد الظهر يوم الجمعة في التاسع والعشرين من آذار .
يحق لك أن تأتــي معك بضيف إذا شئت .
))
المخلص مايكل ويذرس

ـ حسنـــاً ؟ .
خـدشت الرقـــة واللهــفة فــي صوت أمهـــا أذنـي جانيس . . وضـعت افلين
يونغ الرسالـة بين يدي ابنتهـــا , تطلب أن تقرأهــا فوراً فلا شـك أن الشعار
الموجــــود على المغــــلف أثــار تســـاؤلات الأم . . فيمـا كانت جانيس فــي
الخــــارج تتسوق .
ردت جانيس : (( لا شــــيء محــدد )) .
ـ لا بد أن هناك أمــراً ما فلن يرسلوا إليك رســالة من أجــل لا شــــيء .
كانت أصابع افلين يونغ تتحــرك بعصبية وتنهــدت جانيس وناولتهــــــا
الرسالة . . لن يهدأ لهـا بال حتى تقرأ أمهـا الرسالة , وربمـــا بعد ذلك
أيضـــاً .
منذ عادت من الشــاطئ , عاشــــت جانيس مخـــدرة العواطف غير قـــادرة
على الحماس لــشـيء أو لعمل فالمستقبل أمــامها بات كئيباً , رمادياً , غير
متبلور ولا تريد التفكـــير فيه . أما أمها فكـانت ترفض الكلام بالمسألة .
أشرقت عينا افلين يونغ إثـــــــارة :
ـ هذا رائع جانيس ! لن يزعجوا أنفسهـــم بعرض الفيلم لولا اهتمامــهم
به . . . ولن يدعوك لولا . رغبتهم في إبرام عقد معك اقـــرئــي ما بين
السطور تفهمــــي . . .
ـ ليس هـناك التزام يا أمـــي . . فلا تنجرفــي بعيداً ! إنها مجــرد دعوة .
ـ لكن الــدعوة تتحدث عن نفسها . . لا أدري كيف تظهرين هـــذا
البرود أمــام دعوة كهذه . فكري في ما تعنيه لك . . آه . . . لا أستطيع
انتظـــار يـوم الجمعة لأشاهـــد عملك وأقابل أيضاً آشتون . . . سيكون
هــــذا . . .
ـ لا أريد منك أن تذهبــــي أمـــي .
علا وجه افلين الألــم ثــم الصدمـــة .
ـ جانيس أنت لا تعنين هذا بالتأكيد . . الرسالــة تقول إن بإمكانك
اصطحــاب ضيف معك .
تنهدت جانيس : (( أمـــي . . . لا أظننــي سـأوقع العقد حتـى لو عرض
علي . . . لن أستطيع القيام بعمــل كهذا مــرة أخرى )) .
فجــأة تساقطت الــدمـوع على خديهــا . . فمسحتهــا بسرعة , لكن
الدموع تابعت تدفقهــــا . . .
ـ جانيس . .
سارعت الأم تواسيها فضمت ابنتها إلى صدرهــا وراحت تربت على
ظهرها وتلمس شعرها , وتتمتم كلمات مهدئة , بينما كانت جانيس
تنتحب نحيباً متواصــلاً .
أبعدت جانيس نفسها أخيراً خجلة من انهيارهـــا وراحت تعتذر
بكلمات غير مفهومة فأدخلتها افلين يونغ إلى غرفة الجـلوس , وأجلستها
على الأريكـة , وأمسكت يديها تدعكهمـا بعطف رقيق .
ـ جانيس . . لقد أبعدتنــي عنك منذ انفصالك عن ستيفنز .
هزت جانيس رأسهــا .
ـ لم ترغبي في الاستمــاع إلـــي .
ـ أنا آسفة . . ظننت أننــي أعـرف ما هو أفضـــل لك . . لكننــي لم أعــد
أعرف ماذا يجري . . لقد أصررت على المضـــــي وحدك , وربمـــا كنت
أنا . . . مسيطرة جداً عليك في الماضـــــي . . لكن لم يكن لـديك توجـــه
خـــاص . . كنت بحاجــــة إلى رعـايـــة . . كنت تعتمــدين علي لاتخـــاذ
القـــــرارات .
سحب نفساً عميقاً وتابعت :
ـ الآن تريدين اتخـــاذ قراراتـــك بنفســـك ويجــب أن أقبل بهـــــذا . لكــن
أرجــوك ألا يمكننــا التكلم عن هذه القرارات ؟ الدنيا مكان موحش وأريد
أن أساعدك . . . قد تظنين أننــي أنني لم أكن أماً صالحة , لكننـي أحبــك .
وأهتم بك كثيراً , وبما يحدث لك . . أرجوك لا تبعدينــي عنك ! .
ـ آه ! أمــي . . لا أعـــــرف ما أريـــد . أحسســـت بالوحــدة الرهيبة فـــي
الأسابيع الأخيـــرة .
ـ لماذا لا تريدين منــي أن أذهب يوم الجمعة جانيس ؟ .
ـ لأنك . . . سترين . .
كيف تشرح لهــــا أنهـا ستشعــر بالـــحرج المشاعر التـــي أظهرتهــا . .
وتنهـــدت . .
ـ بإمكـــانك المجيء معــي , لكــــن أرجـــوك لا تدفعيننــي إلى أي شــــيء
ولست واثقة إن كنت أريد فــي المستقبل أية علاقة مــع آشتون . . إنهــــم
متطلبــون كثيراً .
ـ ماذا تقصدين ؟ .
ـ كل ما يهتمون به هو تسويق منتجاتهم .
ـ لكنه عملهــم .
اكتأبت العينان الخضراوان أكثــر .
ـ أعرف , لكننــي لا أرغب أن أكون بيدقــاً ضعيفــاً في لعبـة شطرنج
السلطـة بحيث يتلاعبون بــي ويتقاتلون علي قبل أن يرمونــي جانباً .
ـ لكنه سلاح ذو حديـن عزيزتــي . . أنت استغليتــهم أيضاً للحصــــول
على ما تريدين ويجب ألا تأخذي الأمور على محمـل شخصـي , هكذا .
لكنها كذلك أمور خاصة شخصية . . و جانيس لا تستطيع أن تشــرح
هــذا , فالكلام سيؤلمهــا كثيراً .
ـ ربما أنت على حق أمــي . . لكننــي لا أستطيع الاحتمال .
ـ أتتركيننــي أساعدك ؟ أستطيع الوقوف بينك وبينهــم . . مـا تحــــتاجين
إليه هو مـــدير أعمــال يحميك .
ـ أمــي . . لا تدفعينــي , أرجوك ! دعــي الأمر كمــا هو الآن , انتظــري
حتى يوم الجمعة , وسأرى كيف أشعر بعد عرض الفيلم .
للمرة الأولى لم تحاول ايفلين يونغ ملاحقــة وجــهة نظــــــرهــــا . .
وحرجت عن عادتهـا فراحت تدلك جانيس , وأخذت تطهـــو لها الوجبــات
اللذيذة لتفتح شهيتهـــا , واشترت لهـــا البطاقات للحفـلات الموسيقية . .
وفتحت معهـــا أحـاديث تنعــش القلـب وعاملتهــا بتساهـــل ولكـــم امتنت
جانيس لمجهوداتهــا . . هناك فجوة كبيرة في تفاهمهمـا لكن هـذا أمـر لا
يسهل ردمه . فنظرتهمـا إلى الحيــاة مختلفـــة , لكن على الأقــل بينهمـــا
تواصـــل وتعاطف أراح وحــدة جانيس .
حل يوم الجمعة وفــي هذا اليوم أصبحــت جانيس أكثــر صمتاً وتوتــــراً .
حاولت أمها أن تدفعهـــا إلى ارتداء شــيء لم يرها فيه جمــاعة آشتون ,
لكنهــا اختارت الفستان الوردي والأخضــر الذي ارتدته يوم المقابلــة مع
ايفا آشتون . ووضعت مــاكياجاً مناسبــاً تخفـي شحوبها والظلال الخفيفة
تحت عينيها . تركت شعرها على طبيعته فهذا أسهــل من الذهاب إلـــى
المزين لتسريحة رسمية . وبعد ذلك وضعت عطر الخيال الذي أعطتهــا
إياه ايفا آشتون . . كانت الرائحة مميزة بشكــل غريب , تدفع المرء إلى
تنشقهـــا مرات ومرات .
ارتــدت ايفلين يونغ كعادتهــا بذوق خـــال مـــن الشــوائب . بـــدت أنيقة
بشعرها الأشقر المرفوع وتبرجها الماكــــر الدقيق . . وابتسمت بسعـــادة
حقيقية حين قالت لها جانيس هذا .
وصلتـــــا إلى مبنى آشتون قبــــل خمــــس دقائـــــق من الموعد , وهنـاك
قابلهما مايكل ويذرس الذي رافقهما إلى قاعدة المؤتمرات وهـــو يرد على
أسئلة السيدة يونغ . أدخلهما إلى قاعة بدت مليئة بالناس . . وسرعان مـــا
تعرفت جانيس إلى بعض الوجوه . فجأة تفرق الجمع وتقدمت إيفـــا آشتون
نحوهمــا بكـل جلالة الملكـــة .
ـ عزيزتــي الآنســـــة يونغ . . مـــن دواعــي سعادتــي أن تكونـــــــــي معنـا
مجدداً . . وهذه . . .
ـ أمـــي . . السيدة افلين يونغ .
ـ حــقاً ! أهلاً بك وسهــــلاً سيدة يونغ . . في هــذا المكـــان جميــــع النــــاس
الذين اشتركــوا في إنتاج عطرنا الجـديد من المختبر إلى الإعـــلانات . . لــــن
أضيـع الوقت في التقـديم الرسمــي . . فأنا واثقة أنكمـــا ملهوفتــان كـــالجميع
لرؤية الفيلم . . تعاليا , اجلــــســا معـــي .
كـــان استقبـــالاً مهذبـــاً وضخمـــاً , ابتسمت جانيس لنظـرة الامتنـــــــان على
وجه أمهــا . كان في الغرفة همهمــة إثارة وهن يتقدمن إلى الأمــام ومــن كـان
واقفــاً جلـــس بسرعة . رأت جانيس براند آشتون يقــــود ســيــدة حــــاملاً إلى
مقعــد بذراعين وعندئذٍ قفــز قلبها بسقــم وسارعت لتشيـــح بوجههــا عنهمــا .
ابتــــسمـــت كارا مارثاين ابتسـامــــة رفيـــعة . كــــانت تتحـــــــدث إلـــى وودي
وينثرز المبتسم بلـــطف . . ولــوحت لهـــــا ميرنا ويرنر . . وجـوه أخــرى بدت
تنظــــر إليهــا بفضــول , وكانت مسرورة لجلـوسهـا فـــي الصف الأمــامي قرب
ايفا آشتون , وركـــزت نظــرهــا على الشاشــة الكبـيرة . . وتمنت لـــو كـــــانت
أصغــر حجمــاً , وتمنت أكــثر لو أنهـــا لم تأت .
انطفــأت الأنــــوار . . وكــانت الظلمــة مريحـــة . مـاتت التمتمــــات المتبقيـــة ,
ولمعت الشــاشـــة بلـــون أزرق , وظهـــرت عليهــا كلمــــات ســوداء وذهـبية .
آشتون تقدم الخيــــال
سرعــان ما ارتفـــع هديــــر البحـــر , وبدأ مــزمــار يعزف لحنـــاً حزينـاً . .
وظهـر البحر متقلب الألــوان يلمع حتى أصبح أفقـاً من الألـوان المبهرجــة .
لاحظـــت الكاميرا الألوان الـمتلاشــية حــــول السمــاء حتـى ظهــرت جانيس
فجــأة على شــاطئ تحمـــل حقيبة الأصداف .
أول ما أحســـت أنها بحاجــة إليـه , هـو أن تغمــض عينيهــا . . لكــن كـــان
هناك سحر فظيــع في مراقبــة العواطـف الباديــة على الوجــه الظـــاهر على
الشاشة , وبدا أن الإحساس العاطفــي هذا يزداد حــدة مـع صــوت المـــزمار
المرتعـــش , المتدفـــق . واستخــــدام الضــباب لإخفاء عمــلية التحويل مــن
حورية إلــى فتاة وتتم تنفيــــذ ذلك ببراعة وذكــــاء , ولاحظــت تبدل الألوان
نفخـة طويلـة من المزمــار . . كان الإخــراج رائعاً بحيـث استحـال القول أين
أخــذ براند آشتون مكــان كايرد بيترسون .
انكمشـــت جانيس عندمـــا ركــــــزت الكــاميرا علـــى وجههــا في المشهـــد
الأخـيرة . . وهناك على وجههــا كـان كل شيء . . . الفرح , الإثارة ونشوة
الحـــب المتبادل والتــرقب . وإذا لـــم يكــن كـــل هـــذا واضحاً , فالموسيقى
تكفلت برواية الحكاية . إذ كانت تصدح وتصـدح حــتى انتهى الفيلم بلقطـــة
لصدفة العطــر حول عنقها وهي تنزلق في آخـر عناق . . ولــو شمل الفيلم
تلك اللحظــات الأخـــيرة مـــن النشوة لمــــاتت خجــــلاً وحــرجاً . . اسودت
الشاشة وأضيئت الأنوار وسـاد صمت رهيــب , كســره وودي وينثرز بفرح
عارم :
ـ ألست عبقرياً ؟ .
ضحك أحدهــم , ثم انفجـرت القاعة بالتصفيق الـــذي كــــــان يــصـــــــــــــم
الآذان . . تقدم وودي وينثرز إلى جانيس . . وجـذبتها لتقف . . ورفــــع يده
يطلب الصمــــــت . .
قال يربت علـــى كــرشه :
ـ أنتم علــى حــق ! أنا بكل تـأكيد عبقري لكننـــي أقدم لكـــم نجمــة قـــــادرة
على منافسة انغريد بيرغمان الصغـيرة . . إذا استطاعت أن تشفي نفسها من
أن تكون كــابوساً للمخـــرج .
ارتفــــع الضحــــك , وازداد التصفيق . . واحمــــرت جانيس بــــشـدة , فــلن
يتركهــــا المخرج الذي حصل على مركـز الاهتمــام , ولن يتخلى عن المركــز
بسهولــــــة .
ـ إن لــــم يســوق هـــذا الفيلم عطــر الخيــال . . فـــلا شــــيء قد يسوقــه . .
وأشكـــر الجميــع للمســاهمة على عملـــي الفنـــي .
طــــاف الانتصــار والفــــرح فــــوق هدير الأصـــوات الـــذي تــلا . واغتنمت
جانيس الفرصــة تعـــود إلـــى مقعدهــــا وفـــي هـذا الوقت ارتفع صوت مايكل
ويذرس يدعو الجميع إلى الهـــــدوء .
ـ اعتقد أن السيدة آشتون ترغب في قول بضع كلمـات .
وقـفـت السيــــدة العجـــوز فـــران الصـــمــت .
ـ أهنـــئ كــل مـن عمل في هذا المشــــروع . . . اســـم آشتون سيزداد ثــراء
بهــذا العطــر الجديــد الذي هو أفضــل ما أنتجنـــــاه أبداً , كمــا أعتقد . ولهذا
أردنــا أن نتخــذ مســاراً مميـزاً جديداً في الإعلان , وأنا أهنــئ ابنـــــي على
فكــرته المــبدعة , وعلى بعد نظــره لأنــه اختار الآنسة يونغ للعــب الــــدور
الـــرئيســـي .
نظـرت جانيس إلــى براند آشتون الــذي لــم يتحـــــرك من جــــانـب المــــرأة
الحـــامل . . كانت عيناه جامدتين ووجهه كتمثــال قد من حجــر , ولم تكــــن
على وجهه تعابير ظــاهرة . . لا شــيء تغير , ولم تتوقع أن يتغير . . لكـــن
الألــم فــي قلبهــا ازداد عمقــاً وارتسمت على وجهه ابتسامة جــافة :
ـ أهنــئ السيــــد وينثرز علـــى عبقريته . . فالإخـــراج والتصــوير كــــانـــا
رائعين حقـاً . . وأهنــئ السيـــدة لينغ , المعروفــة للعامــة أكثــر ككاتبــــــة
أغنيــات , سـالي روجرز التي قبلت مشكورة تــأليف الموسيقـى التصـويرية
التي عبرت بكــل جمال عن الجــو الذي ساد الفيلم .
ســــرت همـهمــة اهتمــام , واشرأبت الأعنــاق لــرؤية المرأة الـــتي ارتبط
اسمهــا بــأغنيات عديــــدة مثيرة للذكــريات . . وفهمت جانيس أخيراً سـبب
الاهتمــام الكبيــر الذي بيديه براند آشتون للسيدة الحـامل . . ســالي روجرز
ضيفــة مميزة . . لذا ذوت عارضة الأزياء البسيطة أمام اسمهـا اللامــع . .
تنهدت . . وتمنت مــرة أخرى لو أنها لـم تـــأت .
نظــرت إيفا آشتون مباشــرة إلى جانيس, وتابعت :
ـ كمـــا تعرفون جميعاً . . سياســة الشركة منذ سنوات عـــدة تعتمــــد علـى
استخدام نجمــات متألقــات للإعلان عن منتجاتها , وفــي هذه المرة قامرنا
مع الآنســة يونغ . كان بعضنا يشك في قدرتهـــا على التمثيل والتفاعل مع
المشاهد التي صُورت وأعترف أن ما من واحد منا توقع منهــا هذا الجمال
وهذه الشفافية المؤثرة فــي الأداء الذي ستبقــى ذكــراه لـسنوات عــديدة
قادمة . . إننا محظوظون بشكـل لا يصدق لأنها ستكون ولو لبعض الوقت
على الأقــل موضوع الساعة في أنهـا [ [ فتاة خيال آشتون ] ] .
كانت جانيس مذهولـــة جــداً حيـن أمسكــت العجـوز بيدهـــا وجذبتهــــــا
لتقف . . ران صمت متوتـر متحفـز . . كـــان الجميع ينظـر إليهــا وفجأة
أدركـت أنهم يرونهـا , ليس كامـرأة وقفت أمـامهم , بل يرون الفتاة التي
ظهــرت علــى الشاشــة .
شــيء ما هو أشبه بتنهيدة مختنقة جمــاعية مرت فـــي القاعـــــة . . .
وغرقـت جانيس فـي عـــــذاب الارتـباك . هذا أســوأ بكثيــر من التصفيق
ومن غير وعــي منها سعت عيناها إلى براند آشتون الـذي كان هو أيضاً
ينظــر إليهــا .
كـــل هـــذا كــان لـك . . لـك وحـدك . . ألا تعــرف هــذا ؟ كــانت صيحــة
صامتة من الأعمـاق . . ولكنه أغمض عينيه وأحنى رأسـه وكـأنه لا يريد
استــلام الرســـالة .
أنهت ايفا آشتون كلمتهــا :
ـ أدعوكم الآن جميعاً للاحتـفال بإنجـاز عملكــم .
وكان هذا إشــارة للمزيد من التصفيق الـذي تبـــع الضجــة العارمة بسبب
وقوف الجميع . . وكانت جانيس ممتنة لكــل من وقف . . . فهـذا جعـلــها
أقل بروزاً , ولــكن الضغط الخفيف على يدهـا أشار إلى أن ايفا آشتون لـم
تنته منهــا بعــد . فالتفتت إلى السيدة الكبيرة وهــي تشـــعر بالقلق من أي
حديث شخــصي .
ـ حضرنا لك عقـــــداً آنسة يونغ . . . وهو ينتظــر أن تدرسيه ثم توقعيه .
سيحدد مايكل ويذرس موعداً معك قبل مغـــادرتك هذا المســاء وأرجــو أن
يرضـيـــــك .
قالت جانيس بــهدوء :
ـ سأدرســه سيدة آشتون .
اخترقت العينان الســـوداوان دروع جانيس بحدة , لكـــن دفــاعاتها كــانت
في مكانها الصحيح فــ جانيس لن تلزم نفسهـا بأي شــيء الآن .
أدارت ايفا آشتون نظــرها إلى افلين يونغ التــي وقفت وكــأنها مصااااااابة
بــــدوار .
ـ لا بد أنك فخــــورة بابنتك , سيدة يونغ .
ـ لا أدري مــا أقول . لم أتصـــور قط . .
ونظــرت إلى ابنتهــا بحيرة واضحــة .
ـ جانيس . . كنت مذهــلة . لم أدرك قط أن لإمكــانك التمثيل بهذه
الــروعة .
قالت ايفا آشتون التي نظرت إلى جانيس بتســاؤل .
ـ مع ذلك فقد قالت ابنتك بصراحــة إنها ليست ممثلة . . لكن أداءهــا
كان رائعــاً . . آه . . كارا .
ارتدت إلى ابنتهــا التي وصلت إليهن وعـلى وجهها اهتمام مفتعـــل .
ـ هذه السيدة يونغ . . والدة جانيس . . وهذه ابنتــي , كارا مارثاين .
تمتمت افلين يونغ التي مازالت مرتبكــة :
ـ كيف حالك ؟ .
هزت كارا مارثاين رأسهــا بطريقة ملوكـية قبل أن تلتفـت إلـى جانيس .
ـ يا لهــا من مفاجــأة رائعة , انقلبت إليها , آنســة يونغ ! لكــن , لـيس
هناك شيء يضاهي معرفة ما في أعماق المرء . ومن المـؤكـد أن براند
يعرف جيداً ما في أعماقك ! أليس كذلك ؟ قد أخبرني وودي وينثرز للتو
كـــيف . . .
قاطعتها ايفا آشتون بكــل رقة السكين الحادة :
ـ كارا . . . الحصـــرم لا يفيد .
ثم ابتسمت كلبوءة تكشف عن أنيابها : (( تجرعــي شراباً ما ليطفئ مــا
في أعماقك كارا )) .
وصــل ســاق يحمل صينية , وجــاء مـــن خلفــــه براند آشتون ورجـــل
آخـــر . . دايفد كينغ , الـذي لم يكن فقط زوج سالـي روجــر , بل منتـج
تلفزيونــي أيضــاً .
تقـــــدم وودي وينثرز مجــــدداً . وانضــم إلـــى الــجميــع مايكل ويذرس
وميرنا ويرنر . وعندئذٍ تعالت صيحات المهنئين لجانيس بنجاحها , ولكن
لم تبدر من براند آشتون كلمة واحدة . ابتسمت جانيس . وهزت رأسهـــا
تجاوباً ولكنها لم تكن تعــي ما يقال . . لأنهــا كانت تحس بشــيء وأحـــــد
وهو صمت براند الذي أرادت منه أن يقول شيـئاً , أي شـــيء . . أن يفتـح
ولو باباً واحد للتواصـــل .
كان يراقبهــا بتحفــظ بـــارد . . في هذا الــــوقت أبدى دايفد كينغ اهتمــامه
بالاتصال بمدير أعمالهــا فســارعت افلين يونغ تقول إنهــا هــي التي تديـــر
أعمال ابنتهـــا . . وتــكلم وودي وينثرز عن مستقبــــل جانيس المـــــشرق .
مستقبلــها . . عمالهـــا . . مستقبلهـا المهنــي . . شعرت بأن مطرقة ثقيلــــة
تضرب على التوتر الـذي يفـــرق بينهمــا , وتدفــــع براند إلى الابتعاد أكــثر .
كــــان انسـحــابه مـلمـوســاً . . فـأرادت أن تــمــد يدهــا إليـــه , توقفــــه , أن
تصيح أن عملها لا يعنـي لهـا شيئاً . فمـا أظهــرته على الشاشــة هو الحقيقـــة
الوحيدة . . . إنهــــا لا تـــريد الأضـــواء المبهــرة . . بل تـــريد دفئه وحـــبه .
تغلب اليــأس علــى الكرامــة , فنظـــــرت إليه بعــــذاب وحب وظــــهرت فــــي
عينيهــا الخضراوين حـــاجتهــا إليه . وعندمـــا نظرت إليه رأت مــــا يشبــــــه
الاستجـــابة في عينيه اللتين سارع إلى إبعادهمـــا عنهــا , وفــي وجهه رفــض
واضــح . . رأته يتمتــم بضــع كلمـــات لأمــــه , قـــبل أن يبعــد نفســه عـــــن
المجمــوعة التــي حول جانيس . . ثم اخـــترق الجموع بخطــوات هـادئة وترك
القـــــاعة .
أمســك مايكل ويذرس ذراعهــا وقال شيئاً عن العقد , ولكــــــم قلبهـــــا كـــــان
يخـــفق محتجــاً متوســلاً . . . مطــالباً بفرصة أخيرة . . ولحقت قدماها بمـــــا
أمــلاه عليهـــا قلبهــا , وحملتاهـــا بعيداً عن الناس مختارة بشكــل آلــي طريق
براند آشتون وراحـــت تســرع بلهفة حتى وصلت إلى الباب .
كــان الممــر فـــي الخـــارج فارغـــاً . . هــرعت إلى حيث المصــاعد ورأت أن
أحدها يهبط فضغطت علـــى الــــزر الآخـــر . . يجـــب أن تلحق بــه , يجـب أن
تخبـــره . . يجب أن تجعله يصغي . اغرورقـت عيناهـــا بدمـــوع الإحبـــاط لأن
الأبواب ظــلت مقفلــة .
ـ جانيس . . انتظــــري ! .
ارتدت إلى مايكل ويذرس بنفاذ صــبر وذعـر . . وصــاحت به :
ـ لا أريد عقدكــم .
امتدت يداهــا إلى أزرار المصعــد مجدداً . . وسمعت صوتاً يصيح :
ـ أوقفهـــا مايكل .
أمسكتهــا يدان تمنعانهــا من فتح أبواب المصعــد . . وصــاحت جانيس
باكيــة منتحبة .
ـ دعني أذهب ! يجب أن أذهب ! .
ـ سيدة آشتون ؟ .
سمعت طقطقة حــذاء فـي الممر .
ـ شكــراً لك . . لن أحتاج إليك أكــثر من هذا .
سمرت المفاجأة جانيس في مكــانها للحــظة , ثم أدركــت أنهـــا حـــرة .
دخلت المصعد وضربت يدهــا على زر الهبوط وأقفلت الأبواب إنمـا ليس
قبل أن تخطــو ايفا آشتون إلى الداخــل .
نظرت العجــوز إلى جانيس نظرة الخبير بالحياة .
ـ هل تعرفــين مــاذا تفعليـن ؟ .
ـ لا أهتم . . لا أهتم بمــستقبلــي العملــي .
تسمرت عيناهــا على أرقــام الطوابق الـــتي كانت تنطفــــئ وتضــاء فـي
اللوحة . . الطابق الرابع . . الثالث . . المصعد يزحف نزولاً . . . يا الله !
اجعلــه يســرع أكثـــر .
ـ عزيزتــي , علــى المرء دائماً أن تبقـى خياراته مفتوحــــة . . العــــــقد
بانتظــارك حتى يوم الاثنين إذا غيرت رأيك .
ـ لـن أغير رأيي .
الطابق الثـانــي . . هيا . . هيا . .
ـ لا . . لا أظنك ستفعلين . . . على فكـــرة , إذا كــان هــذا يعنـــي شيئــاً
لك . . قال لــي إنه ذاهب لــيصطـاد السمك .
يصطــاد السمك . . امتلأ قلبهــا بالمشــــاعـــر وارتــدت إلـــى السيـــدة
العجوز . . ودمــوع الراحــة تتدفق علـى وجنتيهــا .
ـ يجب أن أذهب . . فأنــا أحبه .
ابتسمت ايفا آشتون ابتســامة متعبة .
ـ سأخبر أمك بالمكــان الذي ذهبت إلــيه .
كــانت ابتسامــة جانيس مرتجــفة .
ـ شكــراً لك .
انفتح باب المصعـد على البهـــو . . وخرجت جانيس والأمـــل يُشعـرهـــا
بأنهــا تطير بينمـا تفكيرهـا وقلبها يقفزان أمامهــا نحو الرجـل الذي على
الشـــــــــــاطئ .
* * *

نهاية الفصــل (( العاشر )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 22-12-11, 02:10 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Handkiss

 

11- يا رمال . . . أعيدي الخيــــال !

عندما لم ترَ وميضاً في الكــــوخ ضغط الخوف على قدميهـــــا فوق دواســة
السرعة , فقفزت السيارة إلى الأمــام وكـادت تخرج من مســــارها . . يجب
أن يكون هنا . . . التقطت الأنوار الأمامية اللاندروفر الواقف أمـــام الكــوخ
فرست الراحــــة شرايينهـــا . . إنه هناك . . أوقفت سيارتهـــا بسرعة , ثم
جلست بضع لحظات لتلملم شتات نفسهــا . . . لن يرفضهـــا . . لن تتركــه
يرفــضهـا .
مع أن خطواتهــا أخـــذت تتــردد وهـــي تتـقدم إلى الــــــكـوخ , إلا أنهـــــا
استجمعت كل ذرة من إرادتهــا لتدفع الباب وتسير إلى الداخل . . ولكنهــــا
لم تسمع صــوتاً في هذه الغرفة المظلمة الفارغة . . وأجبرت نفسهــا على
الكـــــلام :
ـ براند ! أيـــن أنت ؟ .
لا جــواب .
الشاطــئ . . سيكون على الشاطــئ . . رفست صندالهـــا من قدميهـــــــا ,
وخلعت جوربها ورمته على أقرب كرســـي . . وسارت . . ســــارت حافية
القدمين , وقلبهـا يخفق ملهوفاً . . . ركضت إلى الخارج وسـرعان ما رأت
عيناها صورة لشبح أسود قرب حافة الماء . . لم تستطـــع أن تعرف ما إذا
كان ملتفتاً نحوهــا أو نحـو البـحر . لـم يكـن يتحـرك فتابعت الركـــض على
الرمــــال التـــي كانت ثقيلة فأبطــأت من تقدمها . . لكنهـــا لـــم تتوقف عن
الركض حتى رأته يواجههــــا .
مــع ذلك لـــم يتحرك ولم تبـــدر عنه خطـــوة واحــدة نحوهـــا . . . كـــان
وكأنه تمثال لــولا بريق العينين السوداوين . . . كان يدس يديه في جيبــي
منتديات ليلاس
سترته الواقية من الريح ورأسه إلى الوراء في وقفة تكبر مهيبة .
توقفت جانيس تلتقط أنفاسهـــا . . . لـم يكـن في وقفته أي دعـــوة لهـــــا .
مع ذلك أحسـت أنه ينتـظــر وأنه يريــد منهــا أن تتكلـــم . ابتـلعـت ريقهـــا
واختارت الكلمات بدقــة , تسعــى إلى زمن التنـاغم الجميل بينهما .
ـ أيمكن . . . أيمكننــي البقاء معك ؟ .
انخفـض ذقنه بحــدة , وسمعــت أنفاسه تخرج بقــوة وكأنه كــــان يكبتهـــا
لمدة طويلة . وشــد التوتر أعصــابهــا وهي تنتظر رده . .
ـ إذا رغــبت فـي هذا .
مــع ذلـك لـم يـتقــدم نحوهـــا . . تلفــظ فقـط بالكــلمـــات همســاً . . . ثــم
سحب يديه ببطء من جيبه ومدهـما إليهــا , فأسرعت تـأخذهمــا كمـا يأخذ
الغريق طـوق النجـاة , والتفت أصابعهـا حول أصابعه بقوة وبدا فـي عينيه
نظرة عدم تصديق . . . ابتسـمت له جانيس مطمئنة لكنهــا كانت ابتســامة
ملـؤهـا العذاب وتأرجحت أنفاسها ما بين التردد والقلق .
قــال بصوت متجهم : (( فلنسِــر )) .
هـذا يكفيهـــا بدايـة . . . يكفيهــــا . . أن تكــون إلـــى جانبه , أن تــلامس
ذراعها ذراعه . أن يخطـوا معاً وهـي تعرف أنه تقبــل وجودهــــا . . كانت
الأمواج المتكسرة تلتف حول أقدامهـا , كمـا حدث منذ أسابيع عـدة .
تدحرجت صدفة تحت قدميهــا , فتوقفت لتلتقطهــا .
ـ لا تلتقطيهــا .
خرج الأمــر الحاد كصيحة عـذاب فاستقامـت ترفع نظرهـــا إليه بعينين
مجفلتين .
هز رأسه وسحب نفســاً عميقـاً :
ـ جانيس . . لا أريـد خـــيالاً . لقــد جبــت هــذا الشـــاطئ مرات ومـــرات
وقلبـي يأمل أن تعودي . حين ركضــت نحـــوي أحـــســســت أن حلـــمي
تحــقــق . . لكــن . .
وضعت يدهــا على شفتيه تسكته .
ـ لا . . لا قـلـق . . أنا لست حلمـاً . . أن هنـا . اغمرنـــي , ضمنـــي
إليــك . .
وضعت نفسهــا عليه بقـوة ولفت ذراعيها حول عنقـه ورفعت رأسهـــــا
إليه بتمتــمة :
ـ أحـــبك . . أريدك . . أحتاج إليك .
تـأوه بصــوت عميـــق . . ثـــم التفـت ذراعــاه حولهــا تستحقــانها إليــه .
تحركت يداه عليهـا بتملك لا يلين . . وكـأنه يحتاج أن يتــأكد أنها حقيقية .
تمتم وفـــي رنة صوته بهجـــة وحبور .
ـ أنت جميلــــة جـــداً .
أسعدتهــا كلماته لكــن حــاجتهــا إلى أن يضمهــا كانت أكبر من حاجتهــا
إلـــى كلمـــاته .
لفــت ذراعيـــهــا حولـــه أكثـــر وأكثـــر .
فجـــأة ســألهــــا :
ـ كــم من الوقت أمـــامــي جانيس ؟ .
الاستســلام الصريح في صوته غــرز فـي قلبهــا إبر التردد . . وســألت
بصوت متــوتـر :
ـ مــاذا تعنـــي ؟ .
تنهد وكــأن رجفة تجــــري في جسده .
ـ يوماً ؟ يومين ؟ هــل ستبقين معـــي حتـــى الأحـــد ؟ .
قــالت واعدة بــصوت أجــش : .
ـ سأبقى طالمـا أردتنـي . . ولا أريد أن أتــركك أبداً .
أحســت بأنفاسه تخرج حادة , وفــي هذه اللحظــة تخللت أصــابعه فــي
شعرهـــا .
ـ أتعنين نهـاية الأسبـــوع هــــذا ؟ . . . أعـــرف أنك ستوقعين العقد يوم
الاثنــين .
كان صوته خالياً من العواطــف فيه حذر شديد . . إنه يختـــبئ منهـــا .
أبعدت نفسهــا عن ذراعيه لتنظــر في عينيه فإذا همــا بركتان سوداوان
عميقتان جــامدتان . . لامست خــده بحنان , ترســـل له حبها عبر أطراف
أصابعهـا الناعمة .
ـ لا أريـــد العقـــد . . لا أريـــد العمـل . قلــت لهـم هــذا قبــــل أن ألـــــحق
بك . . فتاة آشتون الوحيدة التــي أريد أن أكونــها , هــي أن أكـــون فتاتك
وسـأكون لك طالمــا أردتنـي . . . سأبقى حتى أسبوع . . أو شهـر . . . أو
ستة . . أو كـــل حياتــي . . إذا كنت تريدنـــي .
كانت حـاول بكــلامهــا الرقيق إقناعه أن عرضـــها حقيقــي , حاجــة ملحــة
لا يمكن أن يجيب عليهــا سواء .
أمســـك رأسهـــا بين يديه :
ـ كــفى ! لا تقولـــي ما لا تعنينه ! .
في صوته الآن عــاطفة جياشــة وفي عينيه ضعــف لــــم تره من قبل .
ـ يجب أن أعـــرف مـــاذا أتوقــع . . بإمكانك الحصـــول علـــى عقـدك ,
حياتـك العملية . . لن أحاول انتزاع هذا منك . ولا أعرف كيف سأتحمل
الفراق , لكننـــي سأتكيف معــه طــالما أنت تحبيننـــي .
طمـــأنته بحــنان :
ـ آه براند . . ! ســأحبك دائمـــاً . . أنــا لســت ممثلــــة , ولا أحــب حتــــى
مهنة عرض الأزياء . . كان عملاً دفعتني إليه أمي بسبب جمالي . . وكــان
هــذا طموحها هـي , وليس طموحي . جارتيهـا فـي هذا لأنني لم أكن أعـرف
مـاذا أفعل ولأنه أرضــاهــا . . وأنت الــذي دفعتني إلـــى العمــــل الذي ينيئ
بمستقبل بـاهر ووافقت معـــك بدافع الكبرياء . ذلك اليوم الأول فـــي مكتبــك
حــين لامستنـــي لم أرد سوى أن أشعـر مرة أخرى بالسحـر الذي تشاركنـاه
ذاك اليوم على الشــاطئ . . لم يكن لهذا علاقــة بالعمل .
جاء الصراع بين التصديق وعدمه بتوتر مــؤلم إلى صوته :
ـ لا تستطيعيــن أن تفهمــي كـــم كان قاسياً أن أبعـــدك عنــي ذلك اليـــوم
جانيس . . . لكنك سبق أن رفضتنـي ورفضت ذاك السحر الذي علقنا فيه
وظننت أنك لـم تشعري بمــا شعرت به . . وإلا لمـا استطعت الابتعاد عني
كمــا فعلت . . كيف استطعت هـذا ؟ .
تنهدت ولتمســت بلطف خطوط الألــم على جبينه .
ـ أتذكر كيف كنت ساعة وجدتنــي ؟ كنت مجــروحــة متألمــة ,
ومحبطة . ولكن تعارفنا أعطب هذا الألــم . وبـدا لـي أن لقاءنا وتعارفنا
كان حلماً لكــن ما إن عدت إلى حياتــــي حتى فهمــت مـا تخليــت عنه .
ـ لكــن . . . كــان بإمكـــانك أن تعــــودي . . هل تصدقيــن لو قـلت لـك
إننـــي بقيت هنـا ؟ كنت هنا كل ليلة , ولأســابيع , انتظرتك .
طعنتهـــا الوحـشة التي بدت فـي صــوته وشعرت بالــذنب وخجلــت من
الحقيقـة , لكنهــا لا بد أن تقــال ! .
ـ كنت خائفــة . . لم أكن أعرف هويتك , كنت أكثـــر جبناً من أن أقــفـز
إلى المجهول .
ران صمته ثقـيلاً , ثم جــاءت كلماته التالية فــإذا هــي أكثــر ثقـــلاً . .
هادئة , باردة , ميتة :
ـ لكنــك رضيت الآن لأنك عرفـــت أننـــي براندون آشتون .
الرجل الذي تحبه تبدل فجـأة بـ براندون آشتون البارد القاسـي , رئيس
مؤسسة آشتون . . وأحست جانيس وكـأنه صفعهـا فانكمشت عنه ثم
ابتعـدت وجلست على الرمـال تضم ساقيها شاعرة بالوحـدة ثم أجفلتها
لــمسته الرقيــقة على كتفها بعد أن جلس قربهــا :
ـ لا أهتم بسبب وجودك معــي , ما دمـت أنــت هنا . فلا تهربــي منــي
مجدداً .
ضــمهــا إليه يبدد توترهـــا بيدين ملاطفتين .
ـ لا شـيء في حياتـي يمــاثل ما أحسستــه نحوك ذلك الـيوم . . أتعرفين
ما كنت تشبهين ؟ فتاة صغيرة خائفة . وأردت مواساتـك , والتخفيف عن
ألمك , وكنت مســروراً جداً عندمــا رأيتك تبرزين من خلف الظلال التــي
في أفكـارك . كنت كــالفراشـة التـي خرجت من شرنقتهـا وفتحت جناحيها
نحــو الشمـس .
ازداد عمــق صوته وهــو يضمهـا جيداً .
ـ أرادت استبقــاءك , لكننـي لم أستطـــع إفســاد الأمـر عليـك أو التدخــــل
في طيرانـك . كنت مشــرقة متوهجة بفرح خـاص . . . وكـان كـــل شــيء
كالسحــر الذي يتجــاوز كــلأ أحــلامـي المجنونة . . كــأنني أحتضن كــــل
الأشيـاء البدائية في الحياة , وأعرف أنهــا لك . ظننت أنني سـأحصل على
كــل شــيء يريده رجـل . . . لكنك رحــلت .
تنهد ســاحباً نفـسـاً طويلاً مرتجفاً في شعرهـــا ولكـــن هـذا الهجران الذي
تردد صوته في نبرته حمــل بالدموع إلى عينيها , فلم يعد لديهــا أي شـك
في مدى حبهـا له . . فارتدت تلف ذراعيها حول عنقه , تشعـر بالاطمئنان
لأنهــا موجودة معــه .
ـ لن أتركك مـرة أخرى . . ليـس إلا إذا أبعدتنـــي أنت عنك . لــم أقـــصــد
إيلامك براند . . لكننــي لـم أكن قادرة على التفكـــير الســوي , ولم أثــق
بمشاعري . . . ألم ترَ كم كنت مشوشة ؟ ظننت أننـي محطمة الفؤاد بسبب
ستيفنز وغدره بـي , كنت أظن أننـي أحبه . . ثم أبعدته فجأة عن تفكيــري
وعندئذٍ لـم أستطـــع أن أفهـــم كيــف استــطــعت أن أكــون متقلبـة هــكذا .
أحسست أن العالــــم كــله انقلب رأســاً علـى عقـب , وأننــي خرجـت مــن
الوجود ثم وجدت أن عــلي أن أتسلـق مجـدداً إلـــى أرض الواقـع . حين
عرفت أنك براند آشتون , وحضرتني لتمثيل الفيلم , ازددت تشوشاً . لقد
حـلمـت طويــلاً بالرجــل الذي على الشــاطئ . . لكننــي كـرهت براندون
آشتون . . كــرهت ما تفعله بــي . . ولو كان أمامـي بديل , لمــا قبلت
عرضك , لكن , والأمــر كمــا كــان , لم يبق لدي خيار .
ـ ماذا تعنين ؟ كــان بإمكانك الـــرفض .
مررت يدهــا على جبينه المقطــب .
ـ ألــم تعرف أننـــي لم أستطع أن أجــد عمـلاً ؟ .
هز رأسه , وازداد عبوســه عمقــاً .
ـ أوه . . براند ! يومـــذاك كنت يائســة إذ لم يرد أحــد استخدامـــي بدون
ستيفنز , لكننـي لم أعد أستطيع العمل معه ليس بعد خيانته إياي . . على
أي حال كان قد جاء محاولاً أن يقول لــي أننـي حمقاء سخيفة , وشرعت
أمـي تدعمه . . ثم جاء عرض آشتون , فلوحت به في وجهيهمـا لأريهما
أننــي أستطيع أن أعمل مستقلة . . لم أعرف أنك وراء العرض . . ظننت
أنه عرض حقيقـي , وبدا لي أنه فرصتي الوحيدة لأقف مجدداً على قدمي
بمفردي . . لكننــي فقدت توازنـي تماماً حين دخلت مكتبك ورأيتك .
تمتم :
ـ لم أكــن أعـرف . . ولم أفكــر في هذا الــواقع .
سرحت عينـاه بعيداً وعلا وجهـه الكــآبة , فمدت يدهــا إليه برقــة تريد
أن تشعره بوجودهــا أكثر . . أمسك يدهـا وضغط عليها , وقال بصوت
يتعمد البـــطء :
ـ هكــذا علقت فــي فخ لعب الــدور , وأنت لـم ترغبــي حقاً فــي القيام
به .
تنهدت واندست به .
ـ كان علي إمـــا القبول بالعمــل وإمــا الاعتراف بالفشـــل . وما زاد مــن
بؤســي أنـك أردت تصـوير ما كـان أمراً شخصــياً خاصـاً جداً . . لكننــي
أقنعت نفسي بأن علي أن أنسى أهمية الأمــر عندي لأن ذلك لم يعن الكثير
لك . أردت في نفســـي أن أنسى وكــأن الأمــر لم يكن له تلك الأهميــة . .
لكن التنفيذ آلمنــي حتـــى لـم أعد أستطيع القياــم به . . على الأقل قبل أن
تخطو وتأخــذ مكان كايرد بيترسون . . لم أتصـور قط أنك ستقبل , أتعرف
هـذا . . كنت أحـاول أن أجد وسيلة للتهرب . . وظننتك سترفض .
ضمهــا إليه بشدة أكــثر :
ـ كنـت أحمــق , أحــمق أعمى وأبلـه . . كــل الدلائل كــانت موجــودة ,
لو كان لي عينان تريان لـرأيت الأمــر من زاوية مختلفة .
ضمهـا إليه وعينــاه تتوسـلان الغفــران ويده تبعد خصــــل شعرهــا عن
صدغيها .
ـ وأنت عـــــــدت إلي . . لكننـي لا أستحقك جانيس . . كنـت معتداً جـــداً
بنفسي , متكبراً مغروراً . . وطوال الوقت لم أفكـر إلا فـي ما أريده أنا .
قاطعته بنعومــة :
ـ هذا غير صحيح . . كنت تعتقد أنك تمهــد لــي الطريق للوصول إلى
النجومية على الصعيد المهنـي .
سحب نفســاً عميقاً ما لبث أن أطلقة :
ـ لا . . كل ما كنت أفكـر فيه هو كيف أجعلك تعودين إلي . . . لــم
يكن لـلفيلم علاقة بتسويق العطــر , أو برفعك إلى النجومية . كان فقط
لأذكرك بأنني موجود , وأجعلك تشعرين بالندم على رحيلك عني , كنت
أكثـر تكبراً من أن أتوســل . . على الأقـــل كنت هكذا حتى احتويتك بين
ذراعي فـي آخـر مشهد , وعندئذٍ لم أستطع كبح نفسـي . أردتك بطريقة
مــؤلمة بحيث أن أي فتات منك كــان يكفيــني .
أدخلت الـــذكرى الاتهام إلى صوتهــا .
ـ لماذا إذن تركتنـــي وابتعدت بعد المشهد ؟ كـــان يجب أن تعرف أننــي
لم أكن أمثل , براند ! .
ـ استجابتك لــي شوشتنــي بشكل كامـــل . . . لم أتوقع أن تعطينــي مــا
في نفسك كما فعلت . ولم أكن أعرف مــا إذا كنت تحاوليــن تعذيبــــي أم
تحاولين تجربة مـدى سلطتك علي . . كنت غاضبـاً من نفســي لتوسلـي
إليك وغاضبــاً منك . لأنك فضلــت عملك عــلـي . أردت أن أريـك كـــــم
أحتــاج إليك لكننــي مــا كنـت لأزحــف عند قدميك . وعندما خرجت من
الكوخ , ووقفت قرب المقطورة منعتنـي كبريائي اللعيـنة مــن التقــــــدم
وانتظرت أن تبادري أنت أولاً لكنك لم تتحركي . . بل بقيت واقفــة حيث
أنـــت .
ـ كنت أنتــظر إشــارة منك . . كنت أرتجـف . . ظنــنت أنك فعلـت مــا
فعلت من أجــل الفيلم . . لقد قــلبـت كيانـي رأساً على عقب , ولم أعد
أعرف بمــاذا أفكــر . بدوت بارداً ومتباعداً جداً . . حتى الليلة لم أكن
واثقة . حاولـت أن أظهــر لـك مـا أحــس به بعد عـرض الفيلــم , لكــنك
ارتددت على عـقبـيك وتركت المكان .
ـ كان يجب أن أذهـب . . لــم أستطــع تحمــل كلمة أخـــرى عــن عمــلك
ومستقبلك . . عرفــت أنـك تريديننـي جانيس . . رأيت هذا فـي عينــيك,
لكنني لــم أكن واثقاـً ما إذا كنت قادراً على القبول بأن أكون حبيباً لجزء
من الوقت , فأنا أتوق دوماً إلى أكثر مما أنت مستعدة لإعطائي إياه . لم
أكـن أريد أن أكون في الدرجة الثانية بعد الكاميرا . . وجئت إلى هنا كي
أفكــر بكــل شــيء .
ســألت برقة : وإلام توصـــلت ؟ .
ـ لا شــيء . . مشيت على الشاطئ حالمــاً فقط بفتاة عرفتهــا يومــاً .
أتمنى لو كان من الممكن أن أعيد الزمن إلى الوراء . . ثم وصلت .
داعبت أطــراف ابتسامته بأصـــابعهــا :
ـ وهل فــوجئت ؟ .
فكــر لحــظة , ثم هز رأســه :
ـ بدا لـي الأمــر وكـأننــي كنت أنتظــر مجيئــك . . ولــم أتســاءل عــن
هذا . . حـلمت بهذا دائماً بحيث أحســست عندما حــــدث الأمر أننــي
لا زلت أحـــلم .
ـ كنت خائفة أن ترفضــني .
ابتسم : لك قدرة كبيرة على الإقنــاع فتلك الكلـــمات التي قلتها كانت
قويــة جداً . . هلا رددتهــا مجدداً ؟ .
ـ مــاذا ؟ .
ـ آه ّ . . كلمات مثل : أحبك , أريدك , أحتـــاج إليك . . . و . . . لا أريد
أن أتركك أبداً . المشكلــة أننــي لم أصدقك لحظتئذٍ .
طغى الدفء فـي قلبها على صوتها وهــي تردد له مـا أراد أن يسمعه . .
ثم ســألهــا برقة :
ـ وهــل تتزوجيننـــي ؟ .
اغرورقت دموع السعادة فــي عينيها وهمســت بصوت أجــش :
ـ إذا أردتنــي .
طبع قبــلات صغيرة على وجههــا كله , ثم قال :
ـ جانيس . . أنت حبي . وكــل حياتي . لا أريد أبداً أن أعيـــش بدونك
بعد اليوم .
أشعلت كلمــاته حبهمــا فتعانقــا فرحـــين .
ـ هذا ليس خــيالاً , أليس كـــــذلك حبيبتــي ؟
ضحكت بـــجذل :
ـ لا . . . لا . . إنه حقيقــي . . آه ! . . براند ! إنه حقيقـــي جميــل
ورائــع .

* * *

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميــع . .
سلااااااااااااااااااااااااام من القلب
وتحيتــي
جمره لم تحترق

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايما دارسى, emma darcy, fantasy, دار الفراشة, يارمال اعيدي الخيال, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية