لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-11, 09:08 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لم يتم مراجعة الاخطــاء وذلك لــضيـــق الوقت
ولكن كما وعدت اربعة فصــول خلال دقائق فقط

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 18-12-11, 09:12 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Argh 5 - يشتري روحهــــا

 

5- يشتري روحهــــا

وقف هناك . . . طويلاً , قوياً , سيد الموقف , كما يجب أن يبدو
الرأس المدبر في مثل هذه الشركة . . . اعترف بالتقديم الرسمــي بابتسامة
خفيفة , ثم خاطب مدير العلاقات العامة بثقة الرجل الذي يعرف أن
تعليماته ستنفذ حرفياً .
ـ هل تــم الاتفاق ؟ .
ـ أجـــل .
منتديات ليلاس
ـ إذن , أريد التحدث إلى الآنسة يونغ على انفراد .
لم تتحرك جانيس أو تتكلم , فقد سمرتها الصدمة بأرضها وأخفت
موجة إثر موجة من المشاعر تولد أفكارها متضاربة , إنه براندون آشتون
وليس صياد سمك مجهول . . . يالله ؟ كيف تجرأت واتهمته بأنه متسكع
متشرد طفيلــي يعيش عالة على النساء ؟ لقد قال إن هويتها لا تعنيه
شيئاً . . . ولماذا تعنيه وهو براندون آشتون ؟
هل أحضرها إلى هنا ليظهر لها هذا ؟ ليريها الحقيقة بأم عينيها ؟ يبدو
أنه المسيطر هنا . . ابقي معي . . ابقي معــي . . ودارت الكلمات فــي
عقلها . . . ماذا أراد منها هذا الرجل القوي ؟ أن تكون عشيقته لبعض
الوقت في كوخ الشاطئ ؟ لماذا احتال عليها كــي تحضر هنا الآن ؟
ليتابع معها من حيث توقفا ؟ أو من حيث تركته هــي ؟ هــي التي ابتعدت
عنه . . . ولم يكن راغباً فـي أن تذهب . كان غاضباً غضباً شديداً , وجهه
ينضج بالازدراء . . وله كل الحق . . ولكن لماذا لم يقل لها من هو .
كان قادراً على تسكين مخاوفها بكلمة واحدة , لكنه لم يفعل . . بل
تركــها تذهب مع موجة ازدراء . . والآن . .
انغلق صوت الباب وراء مايكل ويذرس , واندفعت الكلمات التي
كانت تجول في رأسها إلى الحياة :
ـ ماذا تريــــــد ؟
كان ملء صوتهــــــا الذعر .
أحنــى عبوس سريع الحاجبين السوداوين :
ـ أنــا آسف لأنك صدمــت . . الظروف تغيرت . .
ـ لا يمكن أن تتغــير أ:ثر من هذا .
ضحكت ضحكة هستيرية :
ـ الكبير العظيـــم براندون آشتون يضعنـــي في مكانـــي المناسب .
ازداد عمق عبوســه :
ـ لم تكن نيتــــي هذا .
ـ لا لم تكن نيتك هذا .
جـاءت كلماتها مشبعة بعدم التصديق .
أتــى الرد حازمــــــــاً عاصفـــــاً :
ـ لا .
لم يشرح لها أكــثر ولم تلبث العينان السوداوان أن اخترقتا عينيها
بقوة أثارت عدم ارتياحهــا وأحســت بسلطته تلفها . بدا منتظراً إشارة منها ,
فجأة أصبحت خائفة من ضعفهــا أمام هذا الرجل , خائفة مما قد يقودها
إليه لو كشف مدى تأثيره العميق فيها . سارت نحــو النافذة الواسعة
عاجزة ثائرة فأدارت ظهرها إلى القوى المثيرة للاضطراب المسماة
براندون آشتون .
تشبث عقلها بتفاصيل عرض العمل واسترجعت كل ماقيل لها
عنه . . إعلان تجريبــي غير مضمون . . إلا إذا رضـي السيد آشتون . .
رضــي . . علقت الكلمة في طاحونة أفكــارها وتشابكت مع الصور . . إنه
يريدها أن تعود لكن حسب شروطه , رجــلأ متسلط يفرض سلطته . .
وربما يعرف مدى حاجتها للعمل . . لقد أهانته , وتخلت عنه . . رجــل
مثله معتاد على الحصول على ما يريد , يكفـــي أن يشير بإصبعه لأية
امــرأة .
لم تستطع تحمل النظر إليه , لكنها تريد معرفة الحقيقة . فسألت :
ـ إنه . . . ليـس عرض عمل بماـ للكلمة من معنى , أليس كذلك ؟
أنت ترمــي لــي الطعم لأماشيك في اللعبة التــي تريدها .
ران صمت مشحون . . وتعلقت كلماتها في الهواء تنضح معانـــي
قبيحــة . . .
ـ وهل ستجــاريننــي فـي لعبتــي . . . جانيس ؟
جـاء السؤال بصوت رقيق , لكن مضامينه وقعت على رأسها
كالصاعقة . . . وعلقت أنفاسها في حلقهــا , وتكهرب كل عصب فــي
جسمها بسبب قربه منهـــا .
فتحت فمها لتتكلم , لكن يده لامست وجنتيها برقة وإغراء . عنـدئذٍ
توقف لسانها عن الاحتجاج فقد أرسلت أطراف أصابعه سحراً شريراً
سرى في جسمهــا سريان النار في الهشيم , فأيقظ تلك المشاعر التي
شعرت بها في ذاك اليوم . . وارتجف قلبها كعصفور حبيس . . وضغطت
سدهــا عليه لتحاول بيأس إيقاف خفقاته المجنونــة .
مزقت الحقيقة كل ما وضعته من قيود على قلبها . إنها تتوق لتشعر
بذراعــي هذا الرجل حولها مرة أخرى .
ـ تحصلين على العقد جانيس . . . إذا أعطيتنــي ما أريد .
كان صوته منخفضاً . . فيه كل الإغراء . . وفــي هذا الوقت كانت
يداه تنزلقان إلى خصرها ولكن حركته هذه جعلتها ترتجف .
أخذ منها حقيبة يدها التي سمعتها ترتطم بالأرض , لكن صوت هذا
الأرتطام تناهى إلى مسمعيها مخنوقاً وكأنه آت من بعيد , فطغى عليه
صوت أعلى هو خفقات قلبها المتسارعة .
ارتفعت يداها , رغماً عنها , إلى هذا الرجل الذي لم تستطع نسيانه
قط . عندما أحست بتنفسه الحاد رفعت نظرها إليه فرأت عينيه السوداوين
وكأن لا قرار لهما , ولم تكن تدري أن عينيها الخضراوين كانتــــــــــا
مشتعلتين بالمشــاعر .
قاوما مشاعرهما لجزء من الثانية , ثم تفجر عنف شديد في عناقهمــا
في رد فعل غامر فقد شدتها يداه القاسيتان إليه أكثر فأكثــر فاستسلمت
لهما لتنعم بما يفجره في أعماقها من حب . والتفت ذراعاها حوله
بوحشيــة .
اندست أصابعه في شعرها وأرجع رأسها إلى الخلف . . فشهقت
جانيس ألماً . . ورفعت نظرها إليه بتوسل حائر , ونظرت بعدم تصديق
إلى الغضب الملتهب في عينيه . .
ارتد عنها . . . ينظر إليها بازدراء كــــــــــامل .
ـ أنا لا أستبدل العمل بخدمــات جسدية جانيس , لكن من المثير
للإهتمام أن أعرف إلى أي مدى قد تذهبين في سبيل تأمين مستقبلك
المهنــــي .
صاحت : (( أنا . . لا أفهمك )) .
ـ ولن تفهمـــي .
البرودة في صوته , بردت الحرارة في جسمهـــا فارتجفت . . .
وارتفعت يداها إلى ذراعيها تدلكــانها لتعيد الاحساس إلى جسمها . كان
رأسهــأ في حالة من الدوار وبدت غير قادرة على فهم الموقــف .
قالت بصوت مرتبكٍ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ لماذا ؟ .
ارتفع أحد حاجبيه بشكل ساخر .
ـ أتظنين أنك مغرية بشكل لا يقاوم جـانيــس ؟ أتظنين هذا لأننــي
وجدتك يوماً مثيرة . . أتعتقدين أنه ليس عليك سوى عرض جسدك حتى
أصبح ألعوبة بين يديك ؟ .
كان صوته حاداً ملؤه الاشمئزاز .
راقبته يبتعد عنها ويتوجه إلى مكتبه حيص جلس في المقعد الجلدي
المريح . . . كانت كلماته القاسية قد دمرت آخر بذور تلك المشاعر التي
حركها في كيانها . . إنه حقاً غريب الآن , غريب بارد عديم الإحساس .
بدا وهو جالس إلى مكتبه , رجل قوياً متسلطاً لا يتوانى أبداً عن تحجيم
الآخرين حتى يشعرهم بأنهم أشبه بالحشرات . . . فها هو يبعث فيها
شعوراً بأنها ليست أكثر من غبار تحت قدميه .
ـ لا تسيئي تقديري مرة أخرى جانيس . . لا أخلط العمل بالمشاعر
فأنا لا أريد شيئاً منك سوى خدماتك المهنية كعارضـــة . . . المديرون
الآخرون في مجلس الإدارة لا يعتقدون أنك قادرة على القيام بالعمل .
فإذا أرضيتهم , وأرضيتنــي , تحصلين على العقد .
كان هذا تقرير أمر واقع باتر , لا مشاعر فيه أبداً . . . كانت عيناه
تنظران إليها وكأنها مجرد (( علف )) للكاميرا .
ـ ولماذا اخترتنـــي أنا ؟ .
مال إلى الخلف في كرسيه .
ـ لأنك قادرة على القيام بالعمل . . قد رأيت فيك جانباً لم يره
غيــــري .
اندفعت الدماء الحـــارة إلى وجنتيها , وأضـــاف بسخرية :
ـ وبقدر ما يبدو هذا غريبــاً , أردت إرضاءك .
ـ إرضـــــائــي ؟ .
ابتسم دونمــــا مــرح :
ـ بعد ظهر ذلك اليوم , ظهرت لــي كم تقدرين مهنتك , فقد تخليت
عنــي . . . وهذا العقد سيساعدك للوصول إلى الجناح العالمــي . . سأقدم
لك شيئاً لن يكون لديك مقابل له , ولكن ليس عليك إلا إظهــار
أفضــل ما لديك .
أحست جانيس بالغثيان , وجف الدم في وجهها لأنها استوعبت
المعاني الكاملة وراء كلماته الآن . . . أدركت أنه كان يشعر عندما كان
هناك في الكوخ أن بينهــا وبينه صلــة روحيـة سحرية نادرة إلى درجة أنها
بدت حلماً , ولكنها سممت تلك الصلة وذاك الحلم بكلماتها المتســـرعة
التي جاءت عقب الخوف والضعف الهائل الذي أحســت به . . ولا مجــال
للعودة الآن. . . لقد حكم عليها وأدانها .
ســـألت وجسدها يرتجف احتـــجـاجاً .
ـ أكنت تعتقد أننـــي سأنام معك في سبيل . . . في سبيل أن أضمــــن
مستقبلــي المهنـــــي ! .
التوى فمه سخريـــة :
ـ إنهـــا ليست فكــرة سديدة . . . هلا اهتممنا بالعمل ؟ لا أريـــد تضييـــع
وقتـــي بالأمور التــافهـــة .
أشــار إليها أن تجلس فلما خطت خطوات مرتجفـــة إلى الكرســــي ,
اصطدم قدمها بشـــيء . . . إنها حقيبتها التي ما تزال مرمية على الأرض
حيث أوقعهـا . . لسعت الدموع مقلتيها وهي تنحنـــي لتلتقطهــا , ورافقت
موجــة من الأسى المدمــر تحركها إلى الكرســي , لكنها ركزت جــاهدة على
الجلوس برشاقة عارضة الأزيــاء المدربة . . ضمت ساقيها إلى جانب
واحد فـــي وضعية متفق عليها . الشـــيء الوحيد الذي بقــي لديها لتمسك به
هو عملها , وهو الآن في الحضيض بسبب انفصالها عن ستيفنز . . ومن
الضروري الآن أن تعض على الجرح , وتصغــي لما سيقدمه لها براندون
آشتون .
ـ أولاً . . . دعيني أشرح لك أننا غير مهتمين بصورتك المهنية
القديمة . . . بل نسعى وراء شــيء جديد فيه إبداع لتسويق عطـــرنا .
ظهرت الحيرة على جانيس .
ـ لكن . . إذا كان عملـــي لا يعجبك . . .
ـ أنا واثق أنك كنت ناجحة كل النجاح . . لكن على فتاة آشتون أن
تكون امرأة . . لكل ما للكلمة من معنى . . . وليس فتاة صغيرة مثيرة .
تورد وجه جانيس , وغضبت من نفسها لأنها أوصلت نفسها إلى ذاك
المستوى . . براندون آشتون على حق فالصورة التي اخترعها ستيفنز
كانت تتعمد الإغواء الحقــــير .
سألت بصوت جاف :
ـ بما تفكـــر بالضبط ؟ .
ـ أريد امرأة يكون جمالها طبيعياً عفوياً . . . غير متأثر بشــــيء . .
امرأة بريئة حالمة . . وباختصـــار , أريد المرأة التــي رأيتها على الشاطئ
يوماً . فإذا كنت ممثلة بارعة وأظهرت هذا في فيلم , فالعقد عقدك .
ذهلت جانيس . . . لقد كشفت أموراً كثيرة عن نفسهـــا ذلك اليوم .
معتقدة أن سرهــا في أمان مع غريب متفاهم . . لقد تركت نفسها ولسانها
على سجيتها وكانت تريد التحرر من قيود ستيفنز وكان ذلك أمراً رائعاً
ولكنها ترى أن مجرد التفكير في تحويل ذلك السحر الخاص إلى إعلان
تجـــاري هو خيانة عظمى للثقة . ومع هذا , يقترحه علها براندون
آشتون . . . لا . . بل يأمرها به .
سألت بصوت مخنوق : أتطلب هذا منـــي ؟
هذا كثير . . . كيف يجرؤ على ازدرائها باقتراح عرض جسمها
ومقايضة روحهـا بعطر .
بدت الدهشــة في عينيه :
ـ ألست ممثلة بارعة تتمكنين من إعادة تمثيل ذلك المزاج ؟
جاء سؤاله وكأنه طعنة متعمدة في الصميم .
وكرهتــه في تلك اللحظة . . كرهته بك ما أوتيت من قوة . . لقد
كانت مخطئة . . فما شعرت به كان من جانب واحد . . . فذاك السحر
الذي لفها لم يعنِ له شيئاً ذا قيمة . . لم يهتم كثيراً . . إنها مجرد
عارضة يستخدمها . . وهذا كل شــيء بالنسبة له . . فهو رجــل عرف
الكثيرات من الجميلات . . . وأفرغ قلبها يأس كليل لينعكــس ظله على
وجههــــــــــا .
ـ جانيس . .
التطلب الخشن في صوته بالكاد لفت نظرها . . ونظرت إلى جهته
مخدرة الإحساس . تتساءل لماذا قال إنها أعطته شيئاً له قيمة كبرى
لديـــه . . .
ـ جانيس .
كان صوته أكثر إصراراً , يقطع ذكرياتها . ومال إلى الأمام بتوتر لم
تلحظــه فيه من قبل .
ـ هل . . . هل عنى لك ذلك اليوم شيئاً مميزاً ؟ .
كيف تعترف بهذا الآن ؟ لقد جعل الاعتراف مستحيلاً ومخجــلاً .
ردت دونمـــا اكتراث .
ـ فقط , مثلما يكون أي خيال له خصوصيته . لكن إذا كان هذا ما
تريده سيد آشتون , فسأقوم بما فـي وسعــي كي . . كيف وصفت الأمر ؟ . . .
لإعادة تمثيل ذلك المزاج ؟ على الأقل . . . سأحاول .
يجب أن تحاول . . ولو أنها تخلت عن عرض براندون آشتون ,
سيــكون هذا اعترافاً منها بالفشل , أمــام أمها و ستيفنز .
عاد براندون آشتون للاستناد إلى الخــلف .
ـ آه . . . خيال ! أجــل . . . ذلــك هو الاسم الــذي اخترنـــاه لهذا
الـعطر . . الخيال . . وأنا واثق أنك ستعطينه حقه جانيس . على أي حال ,
أعرف أنك قادرة على خلق الخيال . . ليصبح حقيقــة .
وحدها السيطرة المتصلبة على النفــس هي التي منعت جانيس من
رمـي العرض في وجهه والخروج . أشعلت الكراهية دمها إلى درجة
الغليان , لكنها بطريقة ما أبقت زخمها محصوراً , وهــي تصر على أسنانه
بتصميم جبار . . ستريه أنها موديل تصوير محترفه , وعارضة ناجحة .
ستري الجميع هذا . . أمها , ستيفنز , والعالم كله . لكنها ستري هذا
أكثر من أي شخص آخر , لـ براندون آشتون . . وأصرت عليها كرامتها أن
لا يعرف كم جــرح هذه الكـــرامة .
قالت عبر أسنان مشــدودة :
ـ أرجــو أن تكون راضيــاً .
ـ هدفنا الأول هو إظهار مقدرتك للمدراء الآخرين . . هل أنت حرة
صبــــــــاح الغد ؟
لا داعي للادعــاء بأنها مشغولة :
ـ أجــل .
ـ جيد . . . سأدبــر لك لقاء . . كونـــي هنا في التاسعة , أم أن هذا وقت
مبكـــر لك ؟ .
ـ أبداً .
ـ لن تحتاجــي إلى الذهاب عند المزين أولاً . . أريد أن أقدم لهم فتاة
آشتون الجديدة . . . فاغسلـي عنك الزي الأنيق الأملــس , ودعـي شعرك
يجف ليصبح تموجات طبيعية . . وأرجوك امتنعــي عن التبرج , مهمــا
كان . . . هل لديك ثياباً أكثـــر أنثوية في خزانتك ؟ .
ســـألت متوترة :
ـ ماذا تقترح ؟ .
هز كتفيه .
ـ فستان يتناسب مع جسمك . . . ربما . صورك القديمة تميل إلى
إخفــــاء تفاصيل جسمك .
وانفلتت سيطرتها على أعصابها .
ـ لماذا لا تطلب منـــي الحضور عارية ؟ .
ومضت عيناه توتراً , ثم التوى فمه بابتسامة ساخرة .
ـ آشتون تهدف إلى الحساسية والإثارة . . والنساء لا يعجبهن ما هو
واضح . . . وكل أعضاء مجلس إدارتـــي من النساء . . . وأنا واثق أنك
قادرة على إظهار مكانتك الطبيعية دون أن تكونـــي واضحة بشكــل فظ .
ـ كما تشاء . . هل هـناك شـــيء آخر تريدنــي أن أفعله ؟ .
ورفعت له عينيها الخضراوين الصاخبتين كجدار دفـــاع صلب . . .
الاستسلام لمطالبه كان مصطنعاً جداً . . . وقــسى وجهه . . . ولمعت عيناه
بالازدراء . . وفي داخلها ردت جانيس على ازدرائه فهــو لن يستطيع بعد
اليوم إيلامهــا بمثل هذا الازدراء .
ـ لا . . . لا شيء آخر أريده منك . . إذا كنت مستعدة لتوقيع العقد
الآن , بإمكان ويذرس أن يأخذك إلى قسم الشؤون القانونــية .
مال إلى الأمام , فسارعت تقول :
ـ هناك شـــيء واحد بعد , سيد آشتون .
رفع حاجبيه متسائلاً فأكملت :
ـ أفهم أن هذا الاتفاق هــو على أســـاس مهنـــي تماماً ؟ .
ـ ظننت نفســــي أوضحـت هذا تماماً .
ـ إذن , فـــأنا أصر أن تنادينــي بصفة مهنية رسمية , سيد آشتون ,
أنا أكــره استخدامك الأنيق لاسمــي الشخصــي . ليس من حقك مناداتــي
جانيس .
أعطاها البريق الخطير في عينيه , تحذيراً صامتاً من أن تحديهـــــا لــه
كـــان غبــاء منهـــا .
وانفجر غضبه فجــأة . قال راعـــداً :
ـ من تظنين نفسك بالضبط لإملاء الشروط علــي ؟
السخط دفع صوته إلى الارتفــاع , مكمــلاً :
ـ أنت لا قيمة لك , ولو بمقدار ضئيل , في الصورة العالمية . . .
هناك لائحة طويلة من النساء . . . اللواتـــي ينتزعن الإعجاب لهذه
الحملة ! لكننــي أخاطر بالوقت والمال لأعطيك فرصتك للنجـــاح
الكبير . . . ويا له من شكر لعين أحصل عليه ! أولاً , أهنت فهمــي
وذكائــي . ثم تمسك غرورك المتشامخ ببعض التعليمات الضرورية . .
وفوق كل هذا , لديك الوقاحة التي لا تصدق في الوقوف بكل جلالة
قدرك , لتقولـــي لــي ما يجب أن أدعوك ! .
سحب نفساً متحشرجاً , وانخفضت لهجته قليلاً , لتصبح لاذعة
السخرية :
ـ حسن جداً . . اسمعــي هذا , آنسة جانيس يونغ ! سأناديك بأي اسم
لعين يخطر ببالي . . . يجب أن تشكري السماء وحظك الطيب , أنك
هنا , لينادى عليك بأي اسم كان . . . وإذا لم يعجبك الأمر , انهضــي من
مكانك وتابعــي سيرك . . فأنت وحق الله . . . يمكن استبدالك بكــــــل
سهولــة ! لقد كلفتنــي المتاعب أكثر مما تستحقين . هل كلامـــي واضح
أيتها الفتاة التافهة السخيفـــة ؟ .
تصاعدت الدموع إلى عينيها , وعلقت غصة ضخمة من المشاعــــــر
المتشابكة في حلقها . . دماغها اعترف بالوقائع اللعينة . . بالنظر إلى
المسألة من وجهة نظره , فهــي فعلاً سخيفة جداً . .. لكنها مذ دخت
غرفته , لم تكن قادرة على أي تركــيز واضح على عرض العمل . . فقد
كان هناك الكثير من المواضيــع الجانبية ألهت أفكرهـــا المشتتة .
قالت بصــوت مخنوق ترميه بنظــرة توسل يائسة :
ـ أنــــــا آسفة .
تنهد . . . مرر يده فوق وجهه , وكأنه يمحو عنه الغضب . وتحولت
تعابيره وجهه إلــى الإرهــاق :
ـ أنا آسف كذلك . لا فائدة . . كان المجيء بك إلى هنا غلطة .
ـ لا . . . أرجوك . . . أنا أريد العمل , وأنا ممتنة لعرضك . . الأمــر
فقط . . . لم أستطع . . سأقوم بجهدي . . حقاً سأفعل .
للحظــا طويلة مشدودة , نظر إليها بصمت . وكان لـ جانيس انطباع
قوي بأنه لا يراها أمامه أبداً , مع أنه كان ينظر إليها مباشرة .
أخيراً تمتم :
ـ خيال . . . حسن جداً ! الاتفاقية جاهزة لتوقيعها . . إلا إذا كان
ليك شــيء آخـر لتقوليه . . . والأفضـل أن ننتهــي منه .
هزت رأسهــا نفيــاً .
ضغط زر الهاتف الداخلـــي :
ـ أرسلـــــي ويذرس إلى هنـــا .
انفتح الباب ليدخل مدير العلاقــات العامـة على الفور تقريباً . . .
وقف براندون آشتون وفعلت جانيس مثله .
ـ دع الآنسة يونغ توقع العقد , وأكمل الإجراءات الضرورية
التفت إلى جانيس يهز رأسه ليصرفها .
ـ في التاسعــة صباح الغد آنسة يونغ .
لم يتحرك من وراء منضدته . بل وقف مستقيماً , طويلاً , شخص
مسيطر , قوي , سلطوي . لقد تعامل معها وصرفها . . . تنفست جانيس
بعمق تهدئ روعها , وتقدمت نحو مايكل ويذرس . . . الذي ابتسم لها
ابتسامته الفاتنة وفتح لها الباب . . لم تستطع رد الابتسامة . . . وكل ما
استطاعته هو أن تجعل انسحابهــا انسحابـــاً وقــوراً .
إنه انسحاب في أكثر من مجال . . . أجلــى غضب براندون آشتون
ضباب رأسهــا . . . إنه يحمل كل الأوراق الرابحة , ويجب عليها أن
تلعب كمــا تشاء إذا كتب لمستقبلها المهني النجاة والاستمرار , هذا عدا
الصعود إلى القمة . . . ربما كان من الأفضــل العودة إلى ستيفنز . . لكن
المنطق أنكـــر عليها هذا , فالعمل لــ براندون آشتون قصير المدى , وسرعان
ما ينتهـي . وقد تنجح عندها وحدها . . وهذا بكل تأكيــد يستحق القليل
من ألم القلب .
أما ما تبقى من ذاك اليوم الــذي أمضته حميماً معه فهـــو حدث مقرب
جداً . . . وسيبقى محصوراً إلى الأبد في بُعد زمنـــي ومكانـي آخر , لا
علاقة له بالحاضر . مع ذلك . . . حين لامسهـــــا . . .
صاحت بنفسها بعناد : انســـي هذا ! لقــد كـــان براندون آشتون . .
براندون آشتون ! وهذه فــي نهاية الأمــــر .

* * *
نهاية الفصــل (( الخامــس )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 18-12-11, 09:18 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Listen 6 - الحــب تمثيليــــة

 

6- الحــب تمــثيلية

ـ لن تخرجــي هكذا !
تنهدت جانيس التي رمت أمها نظرة سخط :
ـ أمــي . . لقد أخبرتك بتفاصيل العرض كله , ولن أعرض هذه
الفرصــة لأي خطر بتجاهلي للتعليمات .
شخـرت ايفلين يونغ بازدراء :
ـ ماذا يعرف الرجال عن تقديم الرموز ؟ ستقابلين إيفا آشتون هذا
الصباح , ملكة أدوات التجميل ! ولن تتوقع منك أن تظهـري بوجه خالٍ
من التجميل .
ردت بحدة : (( من يدير العمل الآن , هو براندون آشتون . . أمــي )) .
منتديات ليلاس
ـ لن يلاحظ لمسة فرشاة , أو خطاً خفياً على العين , لن يذهب
القليل من الغش سدى . . الأسود ليس أسود والأبيض ليس أبيض فـي
عالم الأعمال . . يجب أن تظللــي الأشياء بطريقتك . . لقد آن الوقت
لتتعلمـي هذا جانيس .
قالت جانيس بصوت ســاخر :
ـ لا أظن أن السيد آشتون يحب الظلال الرمادية أمـــي .
إنها تعرف أن الأسود أسود قاتم بالنسبة له , والغش سيكون قاتماً
كثيراً برأيـــه .
ـ قال : لا تبرج . . وأنا سأتبع تعليماته بحذافيرهــــا .
اشتدت شفتا افلين يونغ بعدم رضــا . . وتمتمت وعيناها تجوبان على
ابنتها بانتقاد حـــاد :
ـ عنيدة . . حسناً . . على الأقل للفستان طرازه . . وأرجو أن يقدر
هـذا .
وهذا ما أملته جانيس كذلك . لقد أمضت طوال فتره بعد ظهــر
الأمس بالبحث ف مجلات بيع الألبسة , عن الـفستان المناسب . . .
فكرامتها تفرض عليها عدم إعطاء براندون آشتون فرصة لانتقادها . . . إنه
فستان يزيد من إضاءة لون بشرتها الطبيعــي . . وخصلات شعرهــا الحريري
الأشقــر , كانت تتناسب مع انسيابه . وقد زاد من تأثير لون عينيهـــا
الخضراوين المذهل . . عندما ألقت نظرة على نفسها وهـي على طبيعتها
شعرت بالسرور لأنها بدت أفضــل مما كانت منذ زمن طويل .
ودعت أمها بحزم , تاركــة كل النصائح وراء طهرها . . وسارت
بخفة كمـا حدث ذاك اليوم على الشاطئ . . هذا الصباح , هـي متحررة
من صورة جانيس يونغ , أو جانيس الطفلة القديمة . هذا الصباح , هـي
نفسها . . فالعامل الوحيد المثير للاضطراب هو الرجـل الذي ستقابله
عرفت أن عليها ضبط ردة فعلها أمام براندون آشتون . . مع ذلك , كلمـا
فكرت فيه كان تفكيرهــا يتشوش ومعدتها تتقلص وبشرتـها تقشعر
وأعصابها تتأرجح بشكل مدمـر . . ما إن اقتربت من مبنى مؤسسة آشتون
حتى هيأت نفسها للقاء . . وكانت عازمة النية على الظهور بوجه ملؤه
الثقة بالنفس والهدوء .
مع ذلك توترت توتراً شديداً حين دخلت إلى مكتبه . . كان واقفاً
أمام النافذة الواسعــة , وكأنه لا يعــي دخولها . أرادت أن يلتفت , أن يأخذ
المبادرة , أن تعرف شيئاً عن مزاجه اليوم . . لكنه لم يتحـــرك .
أجبرت نفسها على القول بصــوت جاف :
ـ صباح الخــــــير .
التقت إليها . . وسرعان ما أضفى وجوده المسيطر على الغرفة هالة
من القوة . مرت عيناه بها مقوماً فتشنجت معدتهــا بانتظار التعليق الذي لا
بد منه .
ـ جاهزة الآن ؟
الواضح أنه لم يتـــأثر أو يهتم .
لعنت جانيس ضعفها أمام الرجل وقالت بغضب : (( أجل . . شكراً
لك )) .
حرقت بقعتان حمراوان وجنتيها , ورفعت عينين مثقلتين راحتا
تنظران إليه بتحد . وما زاد من اضطرابها أنها رأت رقة غير متوقعة في
عينيه . . . وللحظة عم المكتب ضباب , وتغلبت عليه ذكرى البحر
والرمــــل .
ثم اقترب نحوها بخطوات بطيئة , ولمست أصابعه خدهــا بلطف :
ـ تبدين . . جميلة جداً .
كتمت أنفاسها لأنه بدا لها أنه ينحنــي نحوها .
ـ جانيس .
ما هذا الذي في عينيه . . عذاب . . أم رغبة ؟ وغشيها إحســاس قوي
غريب , أسرهــا ووتر كل عصب في جسمها ترقباً , وشعرت أنه على
وشك قول ما له أهميه كبرى . . ثم ضاعت اللحظة . . إذ رأته يحسب
ويتراجع نصف خطوة إلــى الخلف .
تنهد : (( ليس الوقت المناسب . . تعالي ! يجب أن تحافظـي على
هدوئك هذا الصباح . . فأنت على وشك الدخول إلى عرين (( اللبوة )) .
لقد شقت أمــي طريقها إلى القمة بمخالبها , والعمر لم يقلل من حدة هذه
المخـــالب )) .
كان تحذيراً ملؤه الود وكأنه من صديق , ولكن ذلك ضاعف من
ارتباك جانيس لأنها تفهم براندون آشتون . فتعامله معها الآن يتناقض
كل التناقض مع ما جرى من قبل . . رافقته وهـي مذهولة ولم تساعدها
لمسته على ذراعيها في إجلاء تفكيرها رغم المشاعر السعيدة التـي حركها
فيها . ما عليه سوى الاقتراب منها حتــى تستجيب إلى هذا السحر الذي
يجذبها إليــه .
سارا في مكتب الاستقـــبال متوجهيــــن نحو الباب , ومنه إلى مكــــتـــب
استقبال آخر . . فاجأها الديكور كثيراً فمن الديكور الحديث بشكــــل
صارخ إلى كل أناقة الماضي . . وغاصت قدما جانيس في سجادة سميكة
مشمشة اللون . . كان الأثاث ضخماً وأنيقــاً , ستائر من المخمل و الحرير
المخرم , وأثاث فريد من نوعه , وسجادة مطرزة معلـقة على الجدران ,
وخشب مصقول , ومزهريات مليئة بالورود . . حتى منضدة الاستقبـــال
جميلة . . واندفعت عينا جانيس إلى اللوحة المذهبة الإطــار . . كان وجه
ايفا آشتون المهيب تحـــذيراً كافياً فمـــن الواضـــــح أنهـا امـرأة لا تطيق
التصرفـــات الحمقـــاء .
حيا براندون آشتون موظفة الاستقبال الأنيقـة بشكــل سريع ثـــم
تجاوزاها , ولكن عينــي الموظفة برقتا اهتماماً . اقتادهـا براندون إلى
مكتب كان من الممكن أن يكون صالة استقبال في قصــر منيف أو حتـى
غرفة عرش . . وكانت ايفا آشتون بحق منصب رئيس مجلس الإدارة .
وكانت امرأة أخرى جــالسة إلى يســــــار المكتب .
سرعان ما أصبحت جانيس هدفاً لعيون حادة , ولم تتحرك أي من
المرأتين أو تتكـلم . . لكن الصمت كان مشحوناً بالأسئلة . . وكان
الواضح أنها أم ابنتها فالشبه مذهل فكلتاهما ضخمتا الجسم , قويتا
القسمـات , ولكنهما لا تعتبران على جانب كبير من الجمـال , وكان جفنا
ايفا آشتون المثقلان وفكها المتراخي يفضحان سنها . . لكن بنية هذه
المرأة الضخمة جعلت من السن أمراً تافهاً أمام التشابه الكبير .
ـ ايفا آشتون . . كلارا مارثاين . . جانيس يونغ . .
كان هذا إعلاناً أكثر منه تعريفاً . . وبدا من الغريب أن يضع الأسماء
كلها على مستوى واحد من الأهمية .
قالت جانيس بأدب حذر :
ـ أنا مسرورة جـــداً بلقائكمـا .
وتر صمتهما وتفرسهما فيها أعصابها .
وقال المرأة الأصغــر سناً بمكــر:
ـ دون شــك !
ـ كارا !
كانت لهجة إيفا آشتون حاسمة , فهــي معتادة أن تأمر فتطاع ,
وأعادت نظرها إلى جانيس .
ـ كنت انتظــر مقابلتك بفارغ الصبر , آنسة يونغ . . أرى الآن أن
صورتك السابقة كانت خادعة , وبصراحة ما كنت لأفكـر فيك ولو
لحظة . . ولكن لدى براند دائماً أفكــار غير عادية . . أظننا الآن سنكون
منصفين بحقك . . . بإمكانك الجلوس .
ـ ليس بهذه السرعة أمـي . . . أنت لا تطلبين رأيي لكننـــي أرفض أن
تتجاهلــيني فنحن لم نر بعد كيف تتحـــرك .
أرسل الامتعاض في صوت كارا مارثاين , قشعريرة ارتباك إلى ظهر
جانيس , عندئذٍ تركها براند واقترب من الكرسـي الواقع يميناً قرب
الطاولة . وعندما جلس أشار إلى جانيس بتكاسل غير مهتم , ينصحها بأن
تذعــــــن .
ـ سيري جيئة وذهــابــاً جانيس .
كان كل عملها كعــارضة يرتكز على الكاميرا , وهـي لم تختـبر قط أن
تعريها العيون وهـي تتحرك , لذا صعب عليها أن تحافظ على هدوء
أعصابها وأمامها هذه العيون الناقدة :
ـ كفى .
جاء صوت إيفا آشتون صارمــــــــــاً . .
ـ حسناً كارا ؟
التفتت جانيس للمرأة الصغيرة , تأمل أن ترى دليل الإعجاب ..
وتهلل وجه كارا مارثاين التي ابتسمت ابتسامة شريرة .
ـ أريد أن أراها تلعب دور الخيال . . الجسد شـيء . . والقدرة على
التمثيل شــيء آخــر .
ـ الآنسة يونغ , لم تتلق بعد سيناريو دور الخيال كارا . . ولقد دبر
لها ويذرس اللقاء مع مخرج الفيلم فيما بعد , هذا الصباح .
حمل تصريح براند آشتون البارد وميض الانتصار إلى عينــي شقيقته .
ـ أترين أمــي . . . ! لم تخضع حتى لتجربة !
لم يكن وجه المرأة العجوز مقروءاً , مثله مثل وجه ابنتها .
ـ ليس شقيقك أحمق كارا . . فلا شك أن لدينه أسباباً تدعوه للإيمان
أن الآنسة يونغ قادرة على القيام بالدور .
رمت كارا كلماتها بسخرية وازدراء :
ـ لديه أسبابه ! حسناً لا برهان متوفر على هذا . . هل من برهان ؟ لقد
جعل هذه . .
ولوحت بيد عابثة نجو جانيس , دون أن تعترف بمعرفة اسمها .
ـ . . . هذه العارضة المحدودة الأفق , توقع عقداً لإعلان رئــيسي
سيكلف الشركة على الأقل عشرين ألف دولار , وأنا أقول إن من حقنا أن
نرى دليلاً على أن هذا المال لن يرمـــي في البالوعة .
ارتدت إلى جانيس وعيناها البنيتان القاتمتان تومضان شراً .
ـ حسناً آنسة يونغ . . سأقول لك ماذا تريد , أنت تسيرين على
الشاطئ تجمعين الأصداف وإحدى هذه الأصداف هي عطر الخيال . .
تفتحين الزجاجة , تضعين العطر , ثم تحلمين أنك حورية بحر فاجأها
حبيب خالــي , قَلبك عناقــه إلى امرأة .

أمسكت علبة صغيرة عن الطاولة ومدتها إليها .
ـ هاك العطر . . فلنرَ كيف تضعينه والآن تحكمـــي بوجهك حتى ترى
مدى قدراتك .
وفي هذا الوقت انعصر قلب جانيس وكأنه كرة مشدودة , كانت كارا
مارثاين تتكلم عن التفاصيل ولكن جسمها كله تشنج احتجاجاً . . .
براندون آشتون لا يطالبها فقط أن تكـــون المرأة التي على الشاطئ , بل
ينوي إعادة تمثيل المشهد الذي حدث بعد ظهر ذلك اليوم بكل تفاصيله
الشخصيــة .
ـ لا أستطيع !
صاحت كارا مارثاين :
ـ لا تستطيعين ؟ ماذا تقصدين بأنك لا تستطيعين ؟ إنه مطلب
منطقــــي . هــاك !
و مـدت يدها بالعلبة بإصـــرار .
ـ أرجـــو أن تنفــذي منظر إلى ما طلبته منك .
لم تستطع جانيس إلى براندون آشتون . . بل نظرت إلى المــرأة
التي تبدو كملكة عن أمل أن تريحها ايفا آشتون من هذه المهمة
المستحيلة . . لكنهــا لم تجد المساعدة منها , فالعينان السوداوان كانتا
تراقبان جانيس بتحفظ بارد . ولم تجد العون من براند آشتون كذلك ,
وقد أبرز صمته أنها الآن بمفردهــــــــا .
أجبرت نفسهــا على التقدم إلى الأمام لتتناول العلبة . . كانت العلبة
المربعة السوداء تحمل شعار آشتون . . عندما ختمت الغطاء , وجدت
على الحــشــوة الناعمة المصنوعة من الساتان الأرجوانــي صدفة مروحية
الشكل . . مصنوعة من البلاستيك , لونهـا من الصفاء بحيث بدت
حقيقية . . وثمة زران من اللؤلؤ الصناعـي وهما عبارة عن القفل .
ارتجفت أصابع جانيس وهي فتحها . . في الداخل زجاجة صغيرة على
شكل محارة , فيها العطر .
عرفت أن لا فائدة . . فرفعت عينيها إلى ايفا آشتون تتوســــل أن
تفهم , ولكنها كانت تتوقع الرفـــض :
ـ أنا آسفــة . . لن أستطــيع . . أنا لست ممثلة تستطيع تحويل مزاجها
متى تشــاء . . يجب أن أشعر بالدور . . ولن أستطيع الشعور به في هذه
الغـــرفة .
تهكمت كارا مارثاين :
ـ أوه . . هذا رائع . . أليس كذلك ؟
وصفقت يدها على ذراع المقعد بازدراء ترسل نظرة سخط إلى
أخيها .
ـ اختيار رائع براند . . ! لقــــد خصصت ميزانية تصـــوير ليوميــــن .
يوميــن ! ماذا إن لم تشعر بأن مزاجها مناسب ؟ كم تنوي زيادة الميزانية في
سبيل الانغمــاس بنزوتك هذه ؟
جرحت كرامـــة جانيس التي تورد وجههــا غضباً .
ـ سأقوم بما في وسعـــي في الوقت المحدد , سيدة مارثاين .
صاحــت المرأة :
ـ ما بوسعك ! وما هـي الضمانة ؟
ارتدت إلى أمهـا ووجهها ينبئ بمدى اتعدادهـا بنفسها وكأنها سوت
المســــألة .
ـ لا أدري كيف تسامحين براند في هذه المسألة . . ســأذكرك مرة
أخرى أمـي أن جلب مجهولــة هو ضد سياسة الشركــة . . إن فشلت هذه
التجربــة , آمــل أن تأخذي بعين الاعتبار آرائــي . . وسأحاسبك حسابــاً دقيقاً
على هذه الـغلطــة . .
رفعت ايفا آشتون حاجبيهــا .
ـ لا تجرؤي على القول لـي ماذا يجب أن أفعل كارا . . يجب أن
يثبت خطأ هذا أولاً . وليس من حسن إدارة العمل أن تصبح السياسة في
الشركـة راكدة , جامدة . . الدم الجديد قد يكون مثيراً ومغرياً . . ولعل
براند وجد نجمــة جديدة قد تعطينا [[ إعلان العصر ]] .
ـ نجمــة ! يا إلهـي ! لم يسمع بها أحد خارج استراليا . . قريباً ترين
أننـــي على حق أمــي .
نهضت على قدميها فبدت مخيفــة أكثر . .
ـ بما أننــي غير قادرة على التصويت في هذه المسألة لذا لا ضرورة
لبقائـي ولكننــي لا أشك أنني على صواب . سأترككمـا للتخطيط لنجمتكمــا
الجديدة .
توجهت نحو الباب ونفحت أنفهــا بازدراء .
ـ كــارا . .
لم تنادها بنبرة حازمــة ولكن السيطرة كانت واضحـة . . إنها تحقق
سلطتها دون جهد . . ارتدت ابنتها على مضض , ويدها على مقبض
الباب دليل تحــد .
ـ أنت مخطئة فـي شــيء واحد . . للآنســة يونغ جسم جميل .
بدا الإحباط على وجه المرأة الصغيرة . . وترققت شفتاها لتستعيد
رباطة جــأشها , ثم نظرت نظرة حقد لأخيها وفتحت الباب وخرجت
تصفقه خلفهـــــــا .
قال براند : (( ما كان يجب أن تهينيها أمــي . . . هذا لا ينفع في إحلال
الوئـــام )) .
ـ لا مجال للوئام مع كـارا . . فهـي لا تستطيع أن ترى أبعد من
مشاعرها . . بإمكانك الجلوس آنسة يونغ
نظرت جانيس بدهشــة إلى السيدة العجوز , كانت ايفا آشتون قد
استقرت أكـثر في كرسيها واستند رأسها إلى المخمل وبدا بريق في
عينيها وكــأنه يزحف ببرود .
جلست جانيس إلى أقرب كرسـي , وشعرت بالراحة لأنها حصلت
على هذا الامتياز . عندما أطلقت كار مارثاين عليها أسلحتها في صراعهـا
للسيطرة , شعرت بأنها أشبه بفراشة أسيرة . . وأحست جانيس أن
براندون آشتون قد وضع نفســه في مركز حرج حين استخدمها . . لكن
دوافعه بدت غير واضحــة .
دارت الاسئلة في رأس جانيس . . . هل هدفه فرض سلطته وحكمه
في الشركة ؟ أم لديه اهتمام شخصــي , حقيقــي , بـ جانيس نفسها ؟ لا شـيء
يبدو واضحــاً أبداً . لقد أصيبت جانيس بالأذى من مخالب اللبوءة
الصغيرة لكن اللبوءة الأم ما زالت متوارية حتـى الآن .
قالت الملكـة برقة :
ـ أنا آسفة لأننـي عرضتك لهذا الموقف المشين . لكن من الأفضل
لك أن تدركـي أنك فعلاً أمام التجربة . أنا أحترم حكـم براند . . أردت أن
أقابلك لأعرف ما الذي رآه فيك . . وبعدما رأيتك أجدنـي في حيرة . أين
التقيت براند أول مرة ؟
فاجأها السؤال الذي جاء على حين غرة . . . واندفعت موجة من
الحرج الشديد شتت أفكــارها حتى باتت غير قادرة على الكـلام . . .
حاولت شفتاها صياغة جملة , لكن لسانها شل عن الحركــة .
قال براند : (( لقد رأيتها على الشاطئ منذ بضعة أسـابيع )) ,
ابتلعت جانيس ريقها للرد المباشر , والتفتت إليه وفي عينيها رجاء
يائس . . كان يواجه أمه التي بدت تعابيرها محايدة وأضاف :
ـ كانت كما ترينها اليوم أمـي , ولكن جمالها الطبيعي كان أكثر
وضوحـاً حين رأيتها , كان جمالاً مذهلاً لا يصدق . والحقيقة أننــي
احتجت لوقت طويل حتى تعرفت إلى شخصية جانيس الطفلة , ذلك
أنها لم تعطنـي اسمها ولم تكن لديها فكرة عمن أكون حتى دخلت مكتبــي
اليوم .
ـ آه !
كانت همهمة رضى , وعادت العينان البارقتان إلى جانيس :
ـ هذا يفسر الكثير . . . هل توقعت سماع أي خبر منه ؟
ـ لا . . لقد ظننت . .
صمتت جانيس التي تلاشى اللون من وجهها بالسرعة التي تصاعد
منها إلى شخصيتها , أنهت كلامهـا ببطء وحـذر :
ـ ظننت أنك أنت مهتمة بمقــابلتــي .
ران صمت متوتر . . وجمعت جانيس دفاعاتها لمواجهة الهجوم
التالي , ولكن الظاهر أنها أجلت الهجوم لفترة قصيرة فقد أدارت ايفا
آشتون نظرها إلى ابنها منتقدة :
ـ أرجـو أن تكون مدركاً لما تفعل براند . . فلدى كارا نقطة واحدة
محقة , أنت تستخدم مال الشركــة ووقتها .
رد باختصار : (( ولن يضيع سدى )) .
أسندت رأسها إلى الخلف , وأغمضت عينيها :
ـ قطع الأحجية تتطابق . . لا تظننــي بلهاء براند . . لقد أطلقت يدك
فاذهب وأبدا مغامرتك . . وأرجو أن تكون الآنسـة يونغ ممن يستحق كل
هــذا العنـــاد .
رفع براند آشتون نفسه ببطء عن كرســيه وتقدم إلى الجسد الثابت
دون حراك خلف الطاولة ووضع يداً على كتفها , وقال بصوت منخفض :
ـ وأنا لست أبلهاً كذلك . . أمـي .
ارتفعت يدها تغطـي يده . . ثم رفعت جفنيها إليه فرأت جانيس
للمرة الأولــى عينيها تلينان .
قالت وهـي تبتسم :
ـ أعرف معنى المغامرة , لقد قمت بهذا مراراً عديدة . . وفي الغالب
كنت ألقى المعارضة الشديدة . . أتمنى لك الحظ .
تردد وكأنه على وشك قول شــيء , ثم ارتد يواجه جانيس . .
والواقع أن الابن وأمه نظرا إليها وفــي عيونهما ذات التشدد . . فجأة
أحست بالعلاقـة المقربة بين الأم وابنها , تقارب أرواح لا تشارك فيه
كارا , ولن تشارك , فالابنة أهملت لصالح الصبــي , الوريث الطبيعي
لأمــه .
لزم جانيس قوة إرادة كبرى لتقف و تتقدم إلى الأمام , لتعيد العطر
ـ احتفظـي به عزيزتي . . أنا واثقة أنه سيعجبك , إنه أفضل شـيء
أنتجناه يومـــــــاً .
أذهلتها لهجــة الأم اللطيفــــــة :
ـ شكراً لك . . أنت . . أنت بغاية اللطف .
تنهدت السيدة العجوز :
ـ لا مجـال كبير للطف في عالم أدوات التجميل . . أتمنى بكل
صدق ألا تخذلـي ابني . . آنسة يونغ .
ـ سأخذل نفسي أكثر مما سأخذله إن لم أنجح سيدة آشتون , سأبذل
جهـــــــدي .
اتسعت ابتسامة العجوز التي ربتت على يد ابنها بتسامـح .
ـ أنا واثقة من هذا عزيزتــي , كل الثقة . . لك أفضل تمنياتي .. بل
لكما معاً أفضل تمنياتي . . ما أكثر ما قمت بمغامرات ناجحة هي أكثر
سوءاً من هــذه .
خفق قلب جانيس خفقــة غريبة لأن المرأة ربطت بينها وبين
براند آشتون . . ولقد تم هذا بطريقة معرفة غريبـــة .
وتمتم براند : (( شكــراً أمــي )) .
خرجا من الغرفة معاً وكانت جانيس مضطربة عاطفياً لذا لم تسأل
حتى إلى أين سيأخذها . . أقفل باب مكتبه وراءهما قبل أن تتمكن من
جمع رباطة جــأشها .
ـ لا تتوقف أمي عن إذهالي أبداً . . لــم أتوقع منهـا معاملتك
بلطف , لكنك بدون شك بحاجة إلى ما يهدئك بسبب ما فعلته بك كارا ,
فماذا ترغبين , قهوة أم شـــــاي ؟
تراكم ضغط الأربع وعشرين ساعة التي مرت بشكل غير محمول ,
وأحست جانيس بنفسها مرهقة جسدياً , ونفسياً , وعاطفياً . . عندما
نظرت إلى الرجل شعرت بالغضب من قدرته على الابتســـام .
انفجرت قائلة : (( أنت نذل بكل ما في الكلمة من معنى براند
آشتون , ولست أهتم إذا تم العقد أم لم يتم )) .
اختفت البسمة ودلائل اللطف من وجهه . . . وقال ببرود :
ـ تأخرت قليلاً في التفكير مرة أخرى آنسة يونغ .
ردت بحدة :
ـ وأنت تأخرت كذلك لتعرفني إلى ما تريده بالضبط . . لماذا لم
تستخدم كل ما حدث ؟ . . لكن , بالطبع . . .
رفعت نظرها إليه لأنها لم تستطع تحمل الذكريات التي أثارها فيها
بكل قسوة . . . ارتدت على عقبيها وابتعدت عنه , تنفث كل ألمها فــي
غضبها المسعور .
ـ هل تلهمك كل مغامراتك العاطفية هذه الأفكار النيرة سيد آشتون ؟
هل من عادتك التغرير بالنساء ليعدن بتنفيذ الأفكار التي تريد تحقيقها .
التفتت إليه وعيناها ملتهبتان بالسخرية .
ـ إلى أي درك من القسوة قد تصل ؟ كيف تستخدم إحساسـي ذلك
اليوم , كيف تريد إحيــــــاء شـــيء خاص جداً . . .
صمتت لأنها شعرت إن كلمات التي أوشكت على قولها تكشف
عن الكثيــــــــر .
ـ و . . مـــاذا؟
جعلها السؤال الهامس ترتجف . . أضاف بصوت ناعم ماكر قطع
أوصــال قلبها :
ـ بماذا أحسست جانيس ؟
دنا منها فانتفضت , ولما رأى منها ذلك لوح بيده بعدم اكتراث .
ـ ما دمت لم تتأثري بما جرى في ذلك اليوم , فلماذا كل هذا
الضجيــــــج ؟
احتجت بصوت ساخط : (( كان . . خاصاً . . شخصياً )) .
هز كتفيه , مع ذلك كان هنالك الحذر في عينيه .
ـ لم تجدي غضاضة في إدارة ظهرك لـي والرحيل . . بل الواقع أنه
أعجبك أننــي أعطيتك الفرصة لتخترعــي الأعذار لرمــي كل شيء خلفك . .
كان الأمر أسهل لو كنت فعلاً نذلاً بكل ما للكلمة من معنى , أليس
كــذلك ؟
لم يدرك أن خيانة ستيفنز لها قد ضعضعتها كثيراً ثم جاءت خدعته
وعدم ذكره أنه يعرفها فزاد الطين بلة . . بقد شعرت أنه طعنها وخدعها
وغشها ولكنه لم يفهم هذا , بل ظن أنها كانت ترمــي إهاناتها عليه
لتتخذها حججاً لرحيلـــها . .
قالت بصوت مختنق :
ـ آسفة لأننــي قلت تلك الأشياء , كنت مخطئة . . لكنك . . لكن
لماذا لم تذكــر لـي هويتك ؟
التوى فمه سخرية :
ـ وأعطيك اسمـي , ورتبتي , وحساب تقدير ثروتـي ؟ هل كنت
ستبقيــن معــي جانيس ؟
خرجت الحقيقة هامسة من شفتيها :
ـ لا أدري .
سخرت منها العينان السوداوان بوحشية :
ـ لقد اخترت العودة إلى عملك . . وأنا الآن نذل لأننــي لا أترك لك
مجالاً لنسيان ذلك اليوم . . بل أجره إلى الواجهة . . فماذا في هذا ؟ لماذا
هذه الحساسية جانيس ؟ يمكنك تحويله إلى حساب جيد . . عارضة
جائعة للنجاح مثلك , لن تتوقع أن تبقى حياتها الخاصة بعيداً عن
الأضواء . . فحياتك ستصبح عامة ما إن تحققــي طموحك . . فلماذا
التردد الآن ؟ أنت تريدين النجاح . . أليس كذلك ؟ ماذا تريدين أكثر من
هذا ؟ أن تصبحـي جانيس يونغ العارضة العالمية لهذه السنة ؟
كان وراء الكلمات حزم وتر أعصابها . . إنه على بعد ذراع منها وإن
لأمسها فقد . . . ماذا ؟ فجأة هاجمتها تلك المشاعر التي اجتاحتها يوماً
معه , أرادت أن تشعر مجدداً بها , لكنه ليس رجل الشاطـــئ . . إنه براند
آشتون , الرجل البارد الذي لا يرحم .
قالت موافقة : (( أجل . . هذا ما أريد )) .
أسترخـي التوتر , وحين تتكلم مجدداً لم تجد في صوته غضباً , بل
الرقة والتعب .
ـ إذن , لا جدال . . نفذي ما يطلبه منك السيناريو . . وسيكون كل شيء
سهلاً لك .
رن جرس الهاتف الداخلـي . . فارتد إلى منضدته وضغط الزر :
ـ السيد ويذرس على الخط سيد آشتون , يقول إن الأمر ضروري .
ـ أوصليه معــي. .
ما إن ابتعد عنها حتى ارتجفت جانيس تحت وطأة عجز موقفها . .
كانت متعبة وضائعة . . تقدمت إلى النافذة , تنظــر إلى المدينة خلفها
ولكنها لم تر سوى ألمها . . كانت الأمور أسهل لو بقيا دون أسماء . .
فالآن اسمه , وكل ما يمثله , يقف بينهما كحاجز يصعب تجاوزه
مجدداً . . إذا قالت له إنها تريده , فلسوف يحتقرها كما احتقرها بالأمس
عندما تجاوبت معه ولا تظن أن التوســـل سينفع معه .
ـ جانيس !
كان النداء حاداً باتراً فنظرت إليه بحذر .
ـ أيمكنك التواجد طوال الأسبوع القادم ؟ إن لم يكن ذلك ممكناً فما
هـي الأيام التـي يمكنك فيها التواجد ؟
ـ أنا حاضرة متى أردتنــي .
نظر إليها طويلاً . . ثم عبــس عبوس قلق قبل أن يتكلم مرة أخرى
هــاتفياً :
ـ فليتم هذا بأسرع وقت ممكن . تأكد من مكتب الأحوال الجوية
ومن دائرة الملابس , ثم رتب ما تستطيع . . ويذرس أنت تعرف من أين
تتلقى أوامرك . . ففـي المستقبل عليك عدم الاهتمام بأي مطلب تطلبه
السيدة مارثاين قبل أن تعيد المســألة لي .
ساد صمت قصير , قال بعده :
ـ ابق على اتصال بـي لتبلغني عن تقدم العمل . . و أرسل شخصاً إلى
هنا ليرافق الآنسة يونغ .
قطب وهو يضع السماعــة من يده , وكان لا يزال مقطباً حين
واجههـــا .
ـ جانيس . . . لو حاولت كارا الضغط عليك بشكل مباشر أو غير
مباشر فأعلمينــي . . وإن لم أكن موجوداً أخبري ويذرس . . لن أتحمل
أي تدخل في هذه المرحلة , هل ستعلمينــي ؟
عندما هزت رأسها ابتسم ابتسامة باردة :
ـ لا شك عندي أنك ستنجحين .
ـ أرجو هذا .
كان ردها همساً أجش وكان حلقها جافاً , ولم تكن تشعر بالثقة
بالنفــس .
تردد قليلاً ثم تلكم بحدة :
ـ مع ويذرس رئيس فريق تصوير الفيلم , وسيعطيك السيناريو
الكامل, وتجربة كاملة على زوايا التصوير . . وسيرافقك إلى القسم
الملابس , وما إن تمضـي فترة الصباح حتى تجدي ويذرس قد خطط
لجدول الأعمال , وعندئذ ستعرفين كل شــيء قريباً .
على الشاطــئ ؟ . . أحست جانيس بالسقم لكنها بذلت جهداً لتخفــي
ردة فعلها , أما براند فرافقها إلى الباب . . . لقد عانت بمــا فيه الكفاية
بسبب سخريته . . وطالبتها غريزة الدفاع عن النفس بإخفاء ضعفها عنه ,
وسلمها إلى رجل المنتظر وهو يهز رأسه هزة خافتة .
سحبت جانيس نفساً عميقاً . . لقد صرفها براند آشتون بطريقة
محض مهنية , وهذا ما لم يترك لها سوى أن تكون مهنية , فليكــن هذا
إذن .
سارت نحــــــو أول بداية فعلية للعمـــل الذي ينتظــرها .

* * *

نهاية الفصل (( السادس )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 18-12-11, 09:27 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Cheers 7 - تبحـث عن سحرٍ ضــاع

 

7- تبحـث عن سحرٍ ضــاع

اقتربت لحظة الحقيقة بسرعة . . لـــم تكن التمــــارين تسير بشكـل ســيء
ولكن جانيس عرفت أن وودي وينثرز لم يتأثر بأدائها . كان مخـرج الفيلم
الممتلئ الجســــم بحثهــا ويناشدهـا , ثم يزفــــر أنفاســــه من خلف لحيته
الكثيفة , وما أكـثر ما دلكت يداه كـرشة الضخم , وما أكــثر ما فقدت عيناه
الزرقاوان بريقهمــــا . . آخـــر كلماته المادحـة كانت تفتقر للحمـــــاس . .
الواضــــح أنه اقتنــــع أنها لن تستطيع تقديــــم أفضـــل ممـــــا قدمــت . .
لم تكـن جانيس واثقـــــة من النتيجـــة كذلك , فهــي تعرف أن الشــــاطئ
يثبط عزيمتها . . حاولت إقناع نفسها أن الموقف لا يشبه مــــا مضى . .
عربات [[ الكارافان ]] والمركبات الأخرى , كانت تصطف حول الكـــــوخ
الممتد طولاً . . والناس في كل مكــان , كل مشغول بمهمـــات مختلفة . .
كان مايكل ويذرس دائم الوجود , ليتأكد من عــــدم بروز المشاكــــــل . .
وكانت جانيس تلقي اهتماماً من جميع العاملين معها . . أما براند آشتون
فظلَ بعيداً . . كل ما كـان عليها أن تفعله , هو الانخراط بالدور المطلوب
أكثر فأكثـر . . . لــكن هذا الدور يذكرهــا بفترة ساحــرة . . والذكــريات
تـؤلمهــا .
ارتــدت ميرنـــا التي كانت تعــدل من وضعية المــرآة التي تقف أمامهـــا
جانيس . . دفعت بتوتر خصلة الشعر الأشقـر التي اندفعت إلى جبينهما ,
وضاقت العينان البنيتان الكبيرتان بجولة انتقاد .
ـ أعتقد أنه يلزمك أحمـر شفـــاه أغمق من هذا .
فتشت في الحقيبة عن [ الإصبع ] المناسب .
انفرجت شفتاها قليلاً لتستطيع أخصائية التجميل إتمام عملها
بنجاح . . ميرنا ويرنر مسؤولة الأزياء والماكياج وهي شخص كفؤ , فكل
العاملين في مؤسسة آشتون أكفاء . . كان البرنامج كله يتقدم بتقدم
الساعة . . بعد دقائق ستكون جانيس جاهزة لتصوير أول مشهد . . ستترك
المقطورة , وتقترب من المياه وتبدأ الكــاميرات بالدوران .
تراجعت ميرنا ويرنر لتتأمــل المرأة مجدداً وهذا كــاف . .
ـ هذا كافٍ . . فستبدين طبيعية جداً في الفيلم .
نظرت إلى ســـاعتها :
ـ حان وقت ارتداء ملابس الدور .
خلعت جانيس ثيابها , لترتدي التيشيرت الطويل الذي سيكون
فستاناً قصيراً لها , كان التيشيرت مناسباً أكثر من قميص براند آشتون ,
لكـن التأثير كان متشابهاً . . وبدلاً من حزام رجل , وضعت طوقاً جميلاً
من الأصداف , ولم يبق أمامها لتأدية الــدور إلا حمــل كيس بلاستيكــي
شفاف فيه مجموعة مختلفة من الأصداف .
قرع باب المقطورة .
ـ جاهزة ميرنا ؟
إنه مايكل ويذرس .
ـ جاهزة !
ربتت ميرنا كتف جانيس بود ودلت ابتسامتها على رضاهــا بمــــا
أنجزته يداهــــا .
ـ تبدين جميلة . . حظــاً سعيداً !
ـ شكــراً لك .
كان صوت جانيس متحشرجاً وتصاعدت غصة توتر إلى حلقها
استقبلهـــا مايكل ويذرس بابتسامة عريضــة .
ـ حان الوقت . . . الشمس على وشك المغيب .
نظرت جانيس إلى الأفق , كان البحر والسماء يستحمان بألوان
متألقة بهية . . الآن ستلتقط الكاميرات آخر أشعة الشمس قبل أن تتركز
على جانيس وهـي سير على الشاطئ . . رأت جانيس أن كل طــاقم
الفيلم متوتر . . وما إن بدأت المسير مع مايكل ويذرس فوق الرمـال حتى
لاحظت الجسد الطويل القوي الواقف إلى جانب المخرج , عندئــذ
تمسكت يدها بالـذراع التي كانت تتأبط ذراعها .
سألها بلهفة : (( نسيت شيئاً ؟ )) .
سحبت نفساً عميقاً لتهدي من روعها :
ـ لا . . ذلك هو السيد آشتون . . أليس كذلك ؟
ـ مع وودي ؟ طبعاً . لن يفوت التصوير أبداً , فهو المسؤول عن
المشروع كــله .
اشتد توتر أعصاب جانيس قليلاً . . كان عليها أن تتوقع حضوره .
ألم يقل لها إنه سيراها على الشاطئ . . . لكن غيابه حتى هذه المرحلة
خفف من الضغط على أعصابها . وأن تمثل أمامه . . الآن . . حيث لا
وقت للتجربة والخطأ , سيسبب لها ضغطاً فكرياً شديداً . لن تستطــيع
القيام بالعمل , لكنها مضطرة للالتزام ولا مجال للهرب ولا مجال
لتجاهل وجــوده . . أدارها مايكل ويذرس بخط مستقيم نحو الرجلين .
هز براند آشتون رأسه يلقي عليها تحية عابرة وفي هذا الوقت جالت
عيناه عليها مقوماً إياها بشكل سريع .
ـ جانيس . . أنت تتقمصين الدور . . وينثرز يقول لــي إن التمارين
كانت سهلــة .
نظرت جانيس إلى المخرج , لكن اهتمامه كان متوجهاً نحو طــاقم
العمل . . وتصاعد لون الارتباك إلى خديها , وتمتمت : (( كانت التمارين
مقبولة لا بأس بها )) .
قاطعتها وودي وينثرز فجأة :
ـ حان وقت أخذ موقعـــك جانيس . . قد تحتــــاج إلى عدة لقطــــات , ولا
أريد أن تغيب الشمس قبل أن نكمــل . . حين أعطــي الإشارة . . تصرف
برقة وعفوية كما تدربنــا . . اتفقنــا .
هزت رأسهــا موافقة , وتجنبت نظرة براند آشتون . .
تابع المخرج إرشــاداته :
سيري على الرمال الجافة لأننـا لا نريد آثــار الأقدام عليهـــا .
أحست بالعينين السوداوين تلحقان بهــا . . اليد التي تحمل حقيبة
الصدف أخذت تتعب , والرمال ضايقت قدميها . إنها تتذكر بعد ظهر
ذلك اليوم بكل وضوح وها هـي تشعر بالاختناق . . حاولت دفع الذكرى
بعيداً لتستطيع التركيـز على العمل الذي يجب أن يُنجز . . لكن براند
آشتون كان يراقبها , ووجوده يعسر عليها الأمـر ويجعلها غير قادرة على
التصرف بشكــل طبيعي . .
اتخذت الوضعية التي تدربت عليهـا , حيث يلتقـي الرمل الجاف
الأمواج المتكسرة . . ركزت نظرتها على الكاميرا التي ستُظهـر وجههـا في
اللحظــة الحـاسمة .
ـ مستعدون للتصوير ؟
رد على نداء المخــرج كل طاقم التصوير .
ـ جانيس ؟
ـ جــاهزة .
إنها جاهزة نسبة للظروف .
ـ آكشــن !
أجبرت جانيس ساقيها على الحـركة في خطوات مسترخيــة . .
وغسلت موجة الصدفة التي ستكون أول وقفة لهـا . انتحت , والتقطتها
ووضعتها قليلاً في أذنها لتصغــي إلى صدى البحــر , ثم رمتها في الكيــس
الذي تحمله . . كانت صدفة [ الخيــال ] على بُعد عدة خطوات إلى
الأمام . . أسرعت إليها , تحاول خلق الإثارة وهـي تفتحهـا . . راحت تنفذ
ما تمرنت عليه دون تردد أو ارتجـاف أو أخطاء . . أخيراً استطاعت
إغماض عينيها وراحت تداعب العطر على عنقهـــا .
صاح المخرج بشكل باتر , غــير متحمس :
ـ اقطع ! سنلتقط المشهد .
انتهى الأمر . . وشعرت بالراحة ترس خيوط الاسترخاء إلى جسدهـا
ولكن صوتاً آخـر قاطعها وأعاد إليهــا التوتر .
ـ فليبق الجميع في مكــانه , أرجوكــم . . وينثرز أريد مكالمتك .
كان صوتاً آمراً باتراً , والواضح أن براند آشتون لم يكن راضياً .
سلبت تنهيدة الانهزام كل اهتمام من نفس جانيس . . ووقفت
متململة وأصابعها تعيد غطـاء العطر بارتجـاف . . عندما رنت بطرف عينها
رأت أن الرجلين يتناقشان نقاشاً حاداً . عرفت أنها نفذت ما كان يتوقعه
وودي وينثرز منها . . . وهو دون شك يؤكـد لـ براند آشتون أن اللقطة جيدة
تفجــر السخط : (( هذا ليس ما أردته ! )) .
جاء الحكــم القاطع .
ـ لا تستطــيع أن تعطيك ما لا تملك !
نظرت جانيس إلى صدفة [ الخيال ] التي بين يديها . . فليس للعطــر
سحراُ عندهـا ووحده براند آشتون أعطاها ذاك السحر الذي تتلهف إليه
وفي مكان ما . . ضاع ذلك السحر , تبدد مع رياح الشك وعدم الثقة .
لم تكن تعــي الصورة المثيرة للشفقة التي ترسمها ورأسهـا منحنٍ
وكتفاها منهزمتان . كان أحد أصابع قديمها يرسم دوائر لا هدف لها فـي
الرمال وكانت تقاوم ألمهــا , لذا لم تدرك أن براند آشتون يتقدم نحوهـا
حتى اخترقت كلماته قلبها .
ـ ما هو الدور الذي تظنين أنك تلعبينه بحق الله ؟ [ [ ما نيكان ] ] من
صلب ؟
ارتفع رأسهــا بحدة , وكأنما شده خيط ما . . وضع يده على
كتفيها . . كانتا قويتين وفـي قوتها ما يدل على نفاذ الصبر . . عندما
أدارهـا لتواجهه رأت فمه رقيقاً مشدوداً بخط غاضب , وعيناه حائرتين
ملؤهمــا التساؤل .
ـ لم يكن المشهد حياً جانيس . . لم تضعـي في أي إحسـاس . ألا
تريدين النجاح في هــذا .
ارتدت إليه وعيناها قد خدرهمــا ذكرى ما ضاع .
تحركت شفتاها تتمتم مدافعة : (( قلت لك إننــي لست ممثلة )) .
ـ لست مضطرة للتمثيل . . كل ما عليك فعله هو أن تتذكــري . . ألا
تتذكرين بعد ظهـر ذلك اليوم . . جانيس ؟ ألم يكن رائعاً ؟
قالت بصوت مختنق : (( لم يكن حقيقياً )) .
ـ بل كان حقيقياً . . أنت كنت هنـا . . على هذا الشاطـئ . .
تخوضين هذا الماء , ووجدت صدفة وأحببت الحرية . . . لا يمكنك أن
تنســي .
همست : (( لا )) .
ـ إذن عيشــي اللحظة مرة أخرى ! افعلــي هذا أمام الكاميرا . . أليس
هذا ما تحبينه أكــثر من أي شــيء آخر ؟
تلوى الألم على وجههــا , وقالت ناحية :
ـ أوه . . يا الله !
حاولت نزع نفسهـــا من قبضته , وقالت بصوت ملؤه التوسل
واليــأس :
ـ أنت لا تفهـــم .
- ما الذي لا أفهمه ؟
هزت رأسها تبتلع الدموع .
- جانيس . . .
دفعتها اللهفة القاسية في صوته إلى الهستيريا .
- دعني! سأحاول . . سأحاول مرة أخرى . . لكن , يجب أن تذهب
من هنا . . لا أستطيع القيام بالدور أمامك . . اذهب من هنا ودعني أنهي
الأمر . . أرجوك .
حملت الهستيريا المجنونة في صوتها , التقطيب إلى وجهه :
- وهل أؤثر في أدائك؟
صاحت : (( أجل . . لا . . ))!
لانت قبضته , ومرر يديه مداعباً على ذراعيها .. فارتجفت وابتعدت
عنه : أرجوك . . لا تلمسني .
نظر إليها ودعم التصديق يتصارع مع إحساس آخر أكثر قوة , حرك
نبضاتها لتقفز بسرعة . . ثم قال ببطء :
- حسناً . . سأذهب . . ستعطيني ما أريد جانيس ؟
لم تستطع أن تعده :
- إذا . . استطعت .
أطرق برأسه . . وارتد مبتعداً يسير نحو المخرج بكل صبر
قرب أحد طواقم الكاميرات , ينتظر التعليمات التي أعطيت بإيماءات
حادة باترة . ونادى براند آشتون مايكل ويذرس إلى جانبه وناقشه في
شيء ما , ثم سار مبتعداً عن الشاطئ دون أن ينظر خلفه .. اتجه رأساً
إلى اللاندروفر المتوقف على حافة الرمال .
صاح وودي وينثرز :
- حسناً ..! فليتحرك الجميع ! امسحو آثار الأقدام عن الرمال ,
وأعيدو الأصداف إلى أماكنها . . وأعيدو الفيلم للدوران . . هيا . . هيا !
إلى مركز العمل . . . وبسرعة ؟
أشار إلى جانيس حتى تأخذ مكانها , فأطاعت . . كانت تراقب
رحيل براند آشتون . دار محرك اللاندروفر , ثم اتجه على الطريق الترابية
إلى الشارع العام .
سألها المخرج بصوت رقيق :
ـ أنت بخير ؟ تبدين مصدومة قليلاً .
ـ أنا بخير . . . كم بقى لـي من الوقت ؟
ـ حوالــي عشر دقائق . . النور يتلاشى بسرعة . . يمكننا اقتطاع مشهد
الغروب من اللقطة السابقة . . لكن من الأفضل ألا تضطر لهذا . .
أتعتقدين أنك قادرة على القيام بالدور كما هو مطلوب ؟
ـ سأذهب إلى مكــانــي .
هناك حدود لتأكدهـــا .
أمضت جانيس الوقت , تستذكر ذاك اليوم الساحر . . . وأقفلت
الباب بقسوة على كل المخاوف والشكوك . . لم تسنح لنفسها أن
تتساءل لماذا يجب أن تفعل هذا لـ براند آشتون ؟ لماذا يجب أن تعطيه هذه
الهدية من أعماق نفسها ؟ و لكن ثمة حاجة عميقة ملحة في أعماقها
تطالبها بإظهار ما أحست به ذلك اليوم لـ براند .
ـ آكشن !
دفعتها الكلمة إلى الحركـة . . . أحست بتوترها يتلاشى بعيداً وبنسيم
البحر يتلاعب بشعــرها , إنها قادرة على النجاح من أجله , إنها تحس بكل
شـيء الآن . . عطر الحرية المسكـر . . والبحر والرمال حولها فقط . .
وهناك تلك الصدفة التي أحست ببهجة طفولية عندما رأتها , وتردد
هدير البحر فـي أذنيها ممتزجاً بصدى الـكلمات التي قالت لها إنها جميلة . .
وصدفة أخرى . . خيالية وردية . . العطر . . زاد من حدة عطرها رائحة
الهواء العابث بالملح . . كانت لذيذة . . مغوية . . جميلة . . تداعب
بشرتها . . وتذكرت يدين رقيقتين تعانقانها بحب . . للآن أرادت أن
تشعر بذلك الحب مجداً . . كثيراً كثيراً جداً . .
ـ اقطــع !
جرت جانيس نفسها بطء من الحلم الذي فرضته على نفسهــا . .
وغمرتها موجة ثقيلة من الكــآبة . ولكن الواقع عاد إذ ارتفعت الأصوات
وتتالت الملاحظــات من فريق العمل وأحست بالإثارة التي عمت العاملين
حولهــا , ولكنها لم تتأثر بمن حولهــا .
صارح وودي وينثرز هادراً وارتفع صوته فوق الضجيج .
ـ ضعوا الفـيلم في علبته , واعتنوا به بقفازات وردية .
صـــاح أحدهم :
ـ هل أنت متأكـد أنك لا تريد لقطة أخرى . . وودي ؟
ضحك المخرج: (( أسكتوا ذلك الأحمق )) .
وتقدم إلى جانيس , يضمها إليه معانقاً أياها .
ـ كان عظيماً ! عظيماً ! سنغلف هذا الإعلان بالذهب إذا لعبت الدور
هكــذا غداً . . جميل ! جميل !
احمر وجه جانيس حرجاً , وتخلصت من ذراعيه , تتمتم : (( مسرورة
أن لأن المشــهد أعجبك )) .
ـ أعجبنــ] ! يا ألهــي ! لقد أرسلت رعدة فـي أوصالـي .
تلاشت ضحكته وهو يحس بابتعادهـا عن مسرحه .
ـ هاي . . أنت لا تشعرين أنك قمت بعمل بارع , أليس كذلك ؟
هزت كتفيهــا : (( أنا لست ممثلة , على الإحساس أن يكون
موجوداً . . وأنا الآن متعبة . . إذا انتهى كل شــيء اليوم , فسأذهب إلى
مقطورتــي )) .
سارع لتلبية طلبهـــا .
ـ سأوصلك .
ـ لا . . أفضل الذهاب بمفردي ولا شك أن لديك عملاً تنجزه .
ـ كما تشائين .
ارتدت جانيس لتذهب , لكن يده امتدت لتوقفها , فالتفتت إليه
متسائلة .
ـ هلا قلت لــي شيئاً ؟
ـ هذا وقف على ما هو هذا الــشيء .
ـ أنا أعمل في هذا المجال منذ زمن طويل , ولست غبياً في عملــي ,
أعرف تماماً كيف أستخرج أفضل ما عند الذين يعملون معـي . . بعد ظهر
اليوم استخدمت خبرتـي كلها معك , ولكنك لم تقومي إلا بالأداء الآلـي
فقط , ثم تكلم معك براند آشتون فتغير كل شيء , من العمل بشكل آلــي
إلى العمل بشكل حيوي خيالي فماذا قال لك ؟ أنا مستعد دوماً لتعلـــم
الخدع الجديدة .
ردت بحدة لم تكــن تريدهـــا :
ـ اســأله .
ضاقت عيناه لريبة :
ـ إنه ليس رجلاً أهتـــم بإغضابه .
شقت ابتسامة قلق شفتــي جانيس .
ـ اعتقد أننـي لن أهتم بإغضابه أيضاً . شكــراً لموقفك وصبــرك
علي . . أرجو أن أتمكن من إرضائك غــداً .
تركها دون تعليق , ولكنها لم تستطع الذهاب بمفردها إذ تقدم
مايكل ويذرس ليسير معهــا .
ـ يبدو وودي مســروراً .
ـ أجــل .
ـ الواضح أنه التقط ما يريد .
ـ بل ما يريد براند آشتون .
سارا بضع خطوات بصمت .
ـ تبدين محبطــة قليلاً . . هل هناك ما يمكننــي فعله من أجلك . .
جانيس ؟
رمته بنظرة قلق :
ـ لا . . أريد فقط تغيير هذه الملابس والعودة إلى مقطورتــي , لأنفرد
بنفسي فترة , هل ينال هذا موافقتك ؟
ـ ليست المسألة مسألة موافقتـي . . أنا أريد فقط أن أتأكد من . . .
قاطعته متنهدة :
ـ من عدم وجود مشاكل , أعرف . حسناً , لقد حصل على ما يريد ,
فلا مشكــلة إذن . . ويجب أن أعيــش مع الفكــرة , هذا كل شيء .
اغرورقت عيناها بالدموع وأصبحتا ضباباً أخضر ملؤهما الألم .
ـ أتعرف ما هو الأسوأ في كل هذا ؟ إنه لا يعرف بالضبط , ما حصل
عليه .
تحول وجه مايكل ويذرس إلى رسم كاريكاتوري لأنه لم يفهم
شيئاً . . وأشــار بيده إحبــاطاً :
ـ هلا شرحت لــي . . .
وصلا مقطورة ميرنا ويرنر . مسحت جانيس عينيها , وسحبت نفســاً
عميــقاً .
ـ لا يهم . . . أنا أهذي فقط . . رُد ذلك إلى مزاجي كفنانة . . .
أرجوك دعنــي وشـأني الآن .
قبل أن يقول المزيد , فتحت جانيس باب المقطورة ودخلتها , ميرنا
ويرنر لم تكن هناك . . سارعت جانيس إلى تغيير ملابسهــا وكانت على
وشك الخروج حين دخلت ميرنا مسرعة , تقول بأنفاس مقطوعة :
ـ آسفة ! لم أعرف أنك قادمة . أتحتاجين إلى مساعدة ؟
ـ لا . . . شكراً لك . كنت على وشك الخروج .
ـ هل أنت على ما يرام جانيس ؟ يظن مايكل أنك بحاجة إلى
صحبة . . سأرافقك إذا أحببت . . فقد يساعدك أن نتبادل الأحاديث
فحتى العاملون القديمون مثلنا لا يرون إداء كهذا إلا نادراً .
ابتسمت جانيس :
ـ وهل يفتعل مايكل ويذرس دائماً الضجة وكأنه دجاجة ترعى
صيصــانها ؟
ردت ميرنا الابتسامــة . . .
ـ لا تلوميه . . فأنا لم أشاهد قط السيد آشتون متوتراً هكذا . ستحب
السيدة مارثاين بالتأكيد رؤيته يقع على وجهه في مشروعه هذا . . فلتلك
الــساقطة . . .
صمتت , وكأنها أدركت فجأة أنها أفشت ســراً .
ـ حسناً , لا بأس , تلك سياسة الشركة . أهنئك . . . وودي يسير
نافخاً كرشه والجميع مسرور . . كلنا نحترم براند آشتون . . ونحب
طريقته في إدارته للشــركة , لكن شقيقته . . . سافلة .
قالت جانيس :
ـ لا تهمنــي كارا مارثاين كثيراً . . . شكراً لك لأنك عرضت علي
صحبتك لكننــي أفضل البقاء وحدي .
ـ حسناً . . سأراك وقت العشاء إذن .
ترددت جانيس . . العشاء سيقدم في الكوخ الخشبي . . تكدرت من
فكـرة الجلوس هناك فالذكريــات تهاجمهما شيئاً فشيئاً .
ـ أظن أننـي سأحضر لنفســي وجبة سريعة في المقطورة , وأنام
باكراً . . فهلا اعتذرت نيابة عنـي لـلآخرين ؟ أرجوك ميرنا .
جعدت تقطيبة جبين المـرأة , ونظرت بقلق ولهفة إلى جانيس :
ـ هل أنت واثقة أنك أنك على ما يرام ؟
ـ أجل . . لا تقلقــي . سأكون بخير غـداً .
عندما خرجت , هزت رأسها محيية مايكل ويذرس المنتظــر فـي
الخارج , ثم اتجهت رأساً إلى مقطورتها المتوقفة خلف الكوخ إلى يسار
خزانات الماء . صعدت إليها وأقفلت الباب . إن خزانة المؤن والبراد
ممتلئان وهذا يعني أنها لا تحتاج إلى شــيء أو أحد , يمكنها أن تتصرف
كما يشاء قلبها . . ولكن لا شيء قد يرضي قلبهــا .
المقطورة عبارة عن سرير مزدوج مريح . . . صعدت إليه لاحقاً ,
ودفنت رأسها في الوسائد . الدموع التي كبتتها طويلاً وجدت طريقها
للانهمار , دموع تعب ترافقها دموع البؤس .
أزعجها القرع على باب المقطورة , ولم تتحمله .. وجرت الوسادة
فوق رأسها , تفكر بتمرد .. فليذهب الجميع إلى الجحيم .
وتمسكت بعناد بالصمت .
ـ جانيس أعرف أنك في المقطورة , فإما أن تفتحـي وإلا دخلت .
سرت البرودة في دماء جانيس . . إنه براند آشتون . . لكنه رحل . .
لقد رأته يرحـل , فكيف يكون هذا صوته ؟ إلا إذا عاد ليتأكد من أدائها .
لكن لا بد أن وودي وينثرز طمأنه , فماذا يريد الآن ؟ ألم تمنحه ما فيه
الكفاية من نفسهـــا اليوم ؟
ـ جانيس . . سأدخــل الآن .
إنه قاس لا يرحـــم .
ـ لا ! انتظــــر !
أطلقها الذعــر إلى خارج السرير . . لا يمكنها أن تتركه يراها هكذا ,
ملطخة بالدموع , مشعثة , ودفاعاتها مشتتة .
نادت مجدداً :
ـ لن أتأخـر دقيقة . . أرجوك انتظـــر .
وركزت بشراسة حتى تستجمع ذاتها .
أسرعت نحو المغسلة ثم رشت وجهها بالماء البارد آملة بهذا أن
تضع قليلاً من اللون فيه . . بعد ذلك مررت الفرشاة في شعرها , ثم
سحبت نفساً عميقاً . وحطت إلى الباب , وما أن فتحته حتى دخل براند
آشتون .
ما إن أغلقت الباب وراءه حتى وبخت نفسها فكيف لم تفكر في
الخروج من المقطورة فقد سيطر وجوده على المساحة الصغيرة , لأنه
كان على مقربة شديدة منها . وفي محاولة للتخفيف من وجوده المثير
للاضطراب , جلست في أحد المقعدين المثبتين حول الطاولة , ولكنها
اختلست إليه نظرة وأشارت إليه أن يجلس قبالتها .
ـ أرجوك اجلس . . سيد آشتون .
كانت الكلمات فورية ولكنها جافة , والواضح أنها متململة . . .
لكنه لم يتحرك فاضطرت إلى رفع نظرها إليه , عندئذ حرقت عيناه
السوداوان عينيها , وكان فيهما تساؤل ولهفة . . غير أنها سارعت إلى
غض طرفها وتكلمت بسرعة في محاولة لإخفاء اضطرابها :
ـ لماذا تريد رؤيتـي ! لقد أنهينا العمل اليوم , كان السيد وينثرز
راضيــاً عن آخــر مشهــد صوره .
جــاء الرد :
ـ بــل أكثر من راض . . فلماذا أنت متكــدرة ؟
ـ لست متكدرة . . أنا متعبــة , وهذا كـــل شيء .
وأطرقت بــرأسها تنظر إلى الطاولة .
ـ وينثرز, ويذرس , ميرنا ويرنر , كلهم قالوا الشـيء ذاته . . أنت
متقوقعة على نفسك بشدة . . وهذا ليس رد الفعل الطبيعــي على النجاح ,
جـــــــانيس .
غضبت من هذا التوبيخ الســاخر, وأطلقت لسانهـــا قبل أن تتمـــكـن من
كبحـــه :
ـ لقد فعلت ما أردت أنت . . ولم أضيـــع مالك سدى . . فماذا تريد
الآن ؟ قل ما تريد . . قله ثم اتركنــي وشأنــي .
هل ما تراه هو موجود انعكاس للعذاب الذي في عينيها , في عينيه ؟
للحظة حية , بدأ أنهما عادا روحاً واحدة , في هذه اللحظة أغرتها نفسها
أن تمد يدها إليه تتوسل أن يفهم الحاجة التي استعادة تلك المشاعر التي
حركت كيانها كله . وبدا وكأنه يولد القوة الدافعة وراء هذا الاحساس . .
لكن لا . . لا . . لا يكون هذا . . ليس عبد كل ما قاله
وفعله . . انتزعت عينيها منه . ولئلا تغرق يضعف أحمق وضعت مرفقيها
على الطاولة تغطـي وجههـا بيديها .
ـ جانيس . . .
أفــــي صوته توسل ؟ ولكن اللهفة في صوته تشير إلى هذا , إنما . .
إنما لن سمح لنفسها أن تصدق . . سمعت نفسه الحاد وتنهيدته قبل أن
تمتد يداه إلى كتفيهــا . تقوقعت على نفسهـــا لأنها تذكــــرت كيف أدائهـا
عندما استجابت للمسته في أول لقـــاء لهمــا في مكتبه .
سحب لمــسته بســرعة .
ـ جانيس . . إذا كنت لا تريدين المتابعة . . إذا كان ما طلبته . . إذا
كان يؤلمـــك . . فسأعفيك من العقد . . لم أرد أن أؤلمك جانيس .
لمست كلمات الاهتمام قلبها بألم وذكرتها بالرجل الذي كان على
الشاطئ , ولكنها ذكرت نفسها : خيال . . وما هذا إلا تعاطــف مع
الضغط العاطفي الذي تسببه لها . . أحرقت الــدموع مقلتيها , لكنها
أجبرتها بحزم على التراجـع . . يا الله إنها لا تريد المتابعة . . لكن ماذا
يمكنها أن تفعل غير هذا الآن ؟ أين تذهب ؟ إلى أمها . . إلى ستيفنز . .
لتعترف لهمـــا بالفشل ؟
قالت بصوت مختنق بائس :
ـ ليس لدي خــيار آخـر . يجب أن أتابع .
أثار صمته أعصابهــا . . اذهب من هنا . . اذهب من هنا . . أخيراً
تكلم وبدا صــوته متوتراً كمــا تشعر جانيس :
ـ أنا آسف . . لا أقصد أن أضيع مزيداً من الضغط عليك بزيارتي
هذه . أردت فقط أن . . أن أعلمك أن لا مجال لطلب تعويض فيما لو
رغبت في التخلي عن العقد . . . وأرجــو لك النجاح غداً .
ثم ذهب . . وتردد صدى باب المقطورة في الفــراغ الذي وضع شروطــه
دون رحمـــة ؟
جرت نفســهــا وصنعت إبريقاً من الـشاي وقطعت بعض الجبن ,
وقليلاً من البسكويت . . كان على قطع البسكويت الجافة أن تغتسل لتمر
في حلقهــا , لكنهــا تابعت على مضض . . ما من جدوى في أن تجعل نفسهــا
ضعيفة من قلة الطعام , يجب أن تكمل عملها في القصر . . ولسوف
يحصل براند آشتون على الإعلان الذي يريد . . ولسوف تضطـر كارا
مارثاين أن تعترف بالهزيمة . . أما جانيس . . فستحصل على مستقبل
مهنـي . . مستقبل فارغ لا معنى له , ملـيء بالأنوار المشعة , والـظلام
النفســـي .
خلعت ملابسها . . هواء الليل كان قد انقلب بارداً بشكــــل غير
متوقع . . برجفة صغيرة ارتدت ثياب النوم , وأطـفأت النور , ثم صعدت
تحت البطانيات . أدارت الوسادة المبللة دموعــاً , وسوت نفسها بارتياح
عليها . . مع ذلك راوغها النوم . . فتحت النافذة تصغـي إلى هدير البحـر
المهدئ . . كــــان يـجــب أن يهدئ أعصابهـــا لـكنه لـــــم يفعــل . تلوت
وتقلبت , جسمها لا يرتاح مع الكثير من الأشواق المحبطــة .
سمعت أصوات الآخريـن المخنوقــة وهم يتوجهون إلى النوم . . فـي
محاولة لإبعاد الأفكـار المزعجــة , ركزت على التقــاط أصوات الطبيعة ,
أزيز الحشرات , نداء الطـيور , هسهسة أوراق الشجــر . . أخيراً استولى
عليها النوم , لكنه كان مليئاً بالظلام , أشيــاء لا اسم لها ومخيفة , عذبت
لاوعيهــا ولم تعطها أية راحــة .
* * *

نهاية الفصــل (( الســابع )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 18-12-11, 09:35 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Girlshit 8 ـ أنت أو لا أحــد

 

8 ـ أنت أو لا أحــد

استيقظت جانيس متعبة متململة . الضجة في الخارج أنبأتها أن
العمل بدأ . لن يتم تصوير المشهد الأخير في الإعلان إلا بعد غياب
الشمس , لكن تحضيرات الدقائق الحاسمة ستستمر طوال النهار . . .
وخافت جانيس من تلك اللحظات التي كانت تلوح أمامها وكــأنها
كــابوس .
حلمت مرة أن تكون نجمة شهيرة تكرم مع المشاهير , ويعجب بها
كل من في أنحاء العالم . لكنها م تحلم فقط بالثمن الذي يجب أن تدفعه
منتديات ليلاس
لتصل إلى النجومية . . الكلفة الشخصية الصرفة التي تعري حياتها من
كل الخصوصيات التي تئمنها , إنه ثمن مرتفع جداً . . وأن تمثل ما يجب
أن تمثله هذا المساء , سيتركهــا مهجورة عاطفياً .
لن تستطيع أن تكمــل . . ولن تكمــل , ويجب على براند آشتون أن
يكتفــي بأقل مما يريد . . حتى ولو كان هذا يعني أن تحـرق فرصتهـا
بالحصول على العقد الكبير . إنها لا تريد عقداً معه . وجوده يجلب إليها
دومـــاً الألم والارتباك .
ناداهـــــا مايكل ويذرس :
ـ جانيس . . الفطـور بعد عشرين دقيقة , هل أنت مستيقظة ؟
ـ أجل . . سأخرج في الوقت المناسب .
تناولت الفطور وهي تشعر بالكــآبة ولكنها لم تأكل إلا القليل قبل أن
تخرج من الكوخ الخشبــي بأسرع وقت ممكن . . أخذت قهوتها إلى
الخارج , إلى حيث وجدت بضعة كراســي قابلة للطــي موضوعة تحت
الأشجار وانضم إليها مايكل ويذرس الذي تغضن جبينه من القلق .
ـ هل أنت على ما يرام جانيس ؟ تبدين شاحبة قليلاً هذا الصباح .
ابتسمت : لأننــي دون تبرج .
لم يستجب لابتسامتهــا :
ـ هل هناك مشاكـــل أستطيع معالجتهــا ؟ .
تجنبت نظرته الثاقبة ونظرت إلى البحـر :
ـ لا . . . إنه صباح مشرق . . أليس كذلك ؟ .
تنهد وجلس على كرســي إلى جانبهـا :
ـ يجب أن يكون يومــاً مشرقاً . . . إذا سار كل شيء على ما يرام .
ارتشفت قهوتها , بينما أخذ مايكل يلقي نظرة على برنامج العمل
معها ليتأكد من أنها تعرف أين يجب أن تكون , ومتى . . كان هذا الشيء
غير ضروري , لكن جانيس تركته يتابع الكلام تفضل أن يكون الحديث
عاماً . . أخيراً اعتذرت لتغير ملابسهــا للتمارين الصباحية .
يتطلب منها مشد حورية البحر أن تكون في الماء . . لذا ارتدت
جانيس ثوب رقص باليه ضيق , لكن مريح . . التقت منشفة شاطئ
كبيرة , وعادت إلى مايكل ويذرس .
جذب انتباه مايكل هدير سيارة تقترب فلحقت جانيس بنظرته ثم
سرعان ما توترت عندمـا رأت لاندروفر براند آشتون .
ـ هذا بيترسون دون شك .
ـ أوليس السيد آشتون ؟ .
ـ اللاندروفر هو الشركــة . . هل كنت تتوقعين السيد آشتون هذا
الصباح ؟ .
ـ لا . . . أنا . . لا .
عندما توقف اللاندروفر قربهما , كانت قد نجحت ف إخفاء توترها
الداخلي . وسرعان ما تعرفت جانس على السائق . . إنه مدير العلاقات
العامة , أما الراكب الذي معه فقد كان ينبه بكل ثقة وتعجرف الرجل
المعتاد على التزلف إليه . كان طويلاً , أسود الشعر , وسيمــاً . . خصلات
شعره مجعدة سوداء , وعيناه بارقتان وأسنانه ناصعة البياض وجسمه
مصقول بادي القوة .
جالت عيناه على جسد جانيس صعوداً ونزولاً , وارتفع حاجبه
بخبث عنــــدما قال :
ـ أنت جانيس يونغ ؟ الساقان أعرفهمــا , لكن الجسم والوجه شـيء
آخر . . لقد تحولت حورية البحر قطعاً إلى امرأة مغرية . . شـيء ما ينبئني
أننــي سأستمتع أن أكــون حبيبك .
ردت بصمت : أبداً . . . أسخطهــا غروره الأحمق , وأغاظها أكــثر
فكرة أن تكون بين ذراعيه .
قام مايكــل ويذرس بالتعارف . . وهزت جانيس رأسها ببرود ,
وأدارت اهتمامها عمداً إلى الحديث الدائر بين الرجلين الآخرين .
ـ هل من رســالة ؟ .
هز السائق رأسه نفياً .
ـ يجب أن أعود فوراً . . مع أن لدي أخباراً لك . سأقود السيارة بعد
ظهر اليوم حاملاً معــي السيدة الكبيرة نفسهــا .
ايفا آشتون ؟ .
ـ والسيدة مارثاين , كلتاهمـا قادمتان .
ران صمت قصير ملؤه الحيرة قطعه كايرد بيترسزن ليظهر أهميته .
ـ السيدتان تريدان رؤية المشهـد , كمـا هو واضح . . ولن أخيب
أمهمــا . . .
قال مايكل ويذرس :
ـ حسناً . . لا شك أنك ستحقق غايتهمــا.
التفت بقلق إلى جانيس ليرى ردة فعلها . . لكن وجهها الجامد
بحذر لم يكشف شيئاً عن توترها الداخلـــي .
ـ شكراً للمعلومة . . واعمل على أن تكــون الرحلة مريحــة .
ضحك السائق :
ـ لا تقلق . . فلا أحصل كل يوم على شرف أن أكون سائق
الملكــة . . . أراكــم فيمــا بعد .
عاد إلى اللاندروفر ملوحاً وهو ينطلق . . وتنهد مايكل ويذرس ثم
ارتد إلى الاثنين اللذين في عهدته . . قبل أن يقول شيئاً , استرعت
اهتمامهم صيحة عن الشاطئ . . . وأحذ وودي وينثرز يشير إليهم
بالمجــيء إليه .
وضع كايرد بيترسون ذراعه على كتفــي جانيس وقال :
ـ لا راحــة للمساكين . . فلنذهب طفلتــي .
تصلبت جانيس . . وعدوانيتها ازدادت عمقاً إلى درجة الكره . هذا
الرجل الكريه هو الذي سيمثل معها دور الحبيب ! كيف تستطيع أن
تتجاوب معه بالتمثيل فيما جسدها كله يصرخ رافضاً كل لمسة من
لمســـاته ؟
قالت ببرود, وهــي تبعد ذراعه عن كتفهــا :
ـ لم نبدأ التمرين بعد سيد بيترسون .
ركزت نظرها على وودي وينثرز وتقدمت نحوه , ترفس الرمل بأقدام
غاضبة .
لحق بها كايرد بيترسون بسرعة دون أن تردعه برودتها . .
ـ هذه فرصتنـا الكبيرة لعبتــي . . . شهرة واسعة في العالم ! وأنا أريد
أن أستفيد من الفرصة أكبر استفادة ممكنـــة .
الأفظع ولأهم أنه يأخــذ نفســه على محمــل الجد . . إنه يعتقد فعلاً أنه
أكبر هبة عالمية للنســاء . . وهذا الاعتقاد امتد إلى التمارين . . فقد حاول
تحويل العناق في مشهد الحوريــة إلى تهجم واسع النطاق عليها جعلها
ترتجف قرفـــــــــاً .
قاطعه وودي وينثرز بجفــاء :
ـ لا وقت لكل هذا بيترسون . . فليكن العناق قصيراً ورقيقاً . . نحن
لا نصور فيلماً سينمائياً كــاملاً . . دع العمل يسير بسلاسة ودع الدقة لما
بعــد .
استلزم وقتاً كبيراً لتوقيت المشهد الثانـي بدقة . . فبعدما رفعها من
الماء وعانقها , كان على جانيس أن تدفع الحبيب عنها , ثم ترقـص بضع
خطوات لإظهار الفرح بالحصول على ساقين بدلاً من ذيل سمكــة . .
وكان عليها أن ترقص بفرح وحبور ثم العودة إلى الحبيب , ليرفعها في
الهواء ثم ينزلها ببطء في عناق منزلق . . . واستفد كايرد بيترسون قدر
استطاعته من ذلك العناق . . إذ راحت يداه تكتشفان كل زاوية . . وما إن
أصبح وودي وينثرز راضياً عن التقدم حتى كانت جانيس تحس بالغثيان
من ملامساته القــذرة .
ـ الغداء ثم الراحــة الآن .
بعثت الكلمات الراحة إليها . . والتقطت جانيس منشفة الشاطئ
ولفتها حول نفسها , لكنهــا أحست بالبرد يخترق عظــامها وروحهــا .
قال وودي آمــراً :
ـ جانيس تعالي وسيري معــي .
سارت إلى جانبه حافية . وسار المخرج لاهثاً على الرمال وبسبب
تقدمه البطيء استطاعا الابتعاد عن مدى السمــع .
ـ جانيس . . إذا ظننت أننـــي سأصور المشهد بالشكــل الذي مثلته قبل
قليل , فأفضــل السير إلى البحر وإغراق نفســي . . تركت المشهد يمر لأن
لك الحق التقنـي . لكننــي أقول لك الآن . . إن لم تتفاعلـي مع الحدث
حين نصور هذا المساء فسنحظى بفيلم ميت وسيضيع كل السحر الذي
التقطناه بالأمس هباء . . هل تفهمين هذا ؟ .
ـ أجــــــــــل .
نظر إليها . . . إذ لم يعجبه ردهــا المختصر .
ـ هذا الأمر بغاية الأهمية لـي جانيس . . الرجل يتعب من أفلام
الدعاية العادية حتى ولو كانت جيدة . هذا الفيلم مميز . . أيمكنك
التفاعل مع المشهد ؟
إنها كلمات براند آشتون . . كلمات فارغة لا معنى لها . . تطلب
المستحيل . . فليس لها سوى حبيب واحد . . ولهذا الحبيب وحده
يمكنهــا إطلاق العنان للمشاعر الدفينة التي يتطلبها الخيال . . لكن مع
كايرد بيترسون . . هذا مستحيل ! .
ردت بصوت مراوغ .
ـ ســأحاول .
أظهر وودي وينثرز سخطه بأن توقف وقطب بعبوس شديد نحوها :
ـ هناك وقت لمزيد من التمرين بعد الظهــر .
ـ لا . . لا أريد المزيد . . لن يخدم هذا أي هدف . فكــا قلت لـي
الحق التقنــــي .
ـ أجل ّ التقني ! حسناً , فليكن ما تريدين والله يعلم أن لا قول لــي
في كل هذا .
اعتذرت جانيس وسعت إلى نشدان العزلة في مقطورتها . هنا على
الأقل ستكون حرة من أيه أسئلة . . ولن يزعجهـا كايرد بيترسون . خلعت
ثيابها ونظفت نفسها , ثم صنعت بعض الطعـام وأكلته دون شهية . بعد
ذلك استلقت على السرير فجرها الإرهاق إلى نوم عميق لا أحــــــــــلام
فيه . . .
طالبها نداء ملح بالخارج من المقطورة لكن لا وعيها لم يرغب فــي
الاستجابة , فتمسكت بالفراغ المظلم , حتى أحست بيد تهز كتفيها . .
حركت رأسها على مضض وفتحت عينيها , للحظة أحست بالضياع
الكامل , ثم تعرفت إلى وجه المرأة التي كانت تطل عليها وبدأ الوعـي
بزحف إلى دماغها بقوة , فتأوهت مستديرة .
قالت ميرنا ويرنر بلطف :
ـ آسفة جانيس . . لكن يجب أن تنهضــي الآن . لا نريد أن نخسر
الوقت .
رفعت جانيس نفسها عن السرير , واتجهت إلى المغسلة حيث
رشت الماء على وجهها , ثم شربت بسرعة وأشارت إلى ميرنا أنها
جاهزة .
قالت المرأة بصوت ملؤه الشفقــة :
ـ تبدين مرهقة . . لكننــا سنفعل شيئاً بهذا الخصوص . . ألم تنامـي
جيداً ليلة أمس ؟ .
ردت باختصار : تململت كثــيراً .
ـ وعملت جاهدة . لا بأس . سينتهي كل شيء اليوم . . .
وقفت ميرنا التي راحت نحرس باب غرفة الغسيل , لأن جانيس
تستحم وتغسل شعرها بالشامبو . ولكنها كانت تسرع بغسل نفسها لأن
في هذا المكان ذكريات كثيرة . . لفت نفسها بروب منشفة , ورافقت
ميرنا إلى مقطورة المـــلابس .
على عكس الأمس , كان لدى ميرنا أشياء كثيرة تقوم بها , فقد
سرحت شعر جانيس بعناية أكبر وطلت أظافر يديها وقدميها بلون وردي
لؤلؤي . بعد ذلك جاء دور التبرج . وضعت لوناً خفيفاً على خديها أرضاء
بشرتهــا ولوناً وردياً على شفتيها , أما ظلال العيون فأبرزت عينيها . . بعد
ذلك لمست فرشاة ميرنا حاجبي جانيس المقوسين بلون براق
ووصلت إلى جـفنيها فظللتهما بلون أخضر قاتم ثم أخذ يخف تدريجياً
حتى أصبح فضياً أخضر فوق عينيها . تحت الرموش السفلى , كـررت
اللون الأخضر الفضي , إضـــــــــافة إلى لـــــــمسات براقة صغيــــرة .
تطلب تحضير ثوب الحـــورية ليصــــــــبح مناسباً لـ جانيس وقتاً طويلاً ,
كان عليها إلباسها تنورة ضيقة من القماش المطاطي الذي سيجعـــــل
ساقيها ملتصقين . وفوق هذه التنورة سترتدي تنورة أخرى لهــــا ذيل
مصنوع من البلاستيك وبهذا أصبح قسم السفلي في جسمها لذيل
الحورية جاهزاً أمــا الجزء العلوي فتصميمه كان أسهل .
رُصع الذيل بالخرز البراق ليكون على شكل حراشف صغيرة وهذا
الخرز البراق أعطاه مظهر السمكة المتلألئة تحت أشعة الشمس . أما
القسم العلوي فكان عبارة عن قماش رقيق بلون البشرة .
كان آخـر الزينة , عقداً مع قلادة وهو عبارة عن منمنمـات صغيرة من
أصداف [ [ الخيال ] ] الوردية التي صفت في سلسلة فضية في وسطهــا
العطر . . . وهذا كل ما ستستخدمه جانيس عند تمثيل الدور . . فهي
ستتلمس الزجاجة حالمة حين يـأتي حبيب [ [ الخيال ] ] ليفاجئها .
ابتسمت ميرنا : (( الآن أنت تبدين خيالية رائعة )) .
استلقت جانيس أرضاً على قطعة من القماش فشعرت وكــأنها ديك
رومي محشو معد طعاماً للأسود أو بالأحرى للبوءات . . . كانت ميرنا قد
أبلغتها أن ايفا آشتون وكارا مارتاين قد وصلتا منذ عشر دقائق . . ولكنها
لم تذكر أن براند آشتون وصل ولم تشأ جانيس أن تسأل عنه .. . إنها لا
تريد أن تفكر فيه أو في أي شيء آخــر فجل ما تريده هو الانتهاء من كل
شــيء , ورميه وراء ظهــرها .
قرع مايكل ويذرس الباب وما إن رأى الحورية أمامه حتى برقت
عيناه إعجــاباً .
ـ جاهزة للخروج . . هذا الزي عمل عبقري ميرنا . . لم أر شيئاً
مغوياً مثله قط . . لا أقصد إغضابك جانيس .
ردت بجفــاء : (( لا شك أنه سيساعدنــي في تمثيل أول مشهد )) .
أشار إلى الخارج , فدخل سائق اللاندروفر الشاب الذي نظر إليها
بذهـــــــول .
ـ واو . . ! ربما يجب أن أتعلم صيد السمك .
ضحكت ميرنا : (( كفى ! إذا مزقتمـــا حرشفة واحدة وأنت تحملها إلى
الخارج فسأقطــع رأسيكمــا .
التقط الرجلان جانيس بناء على تعليمات ميرنا وحملاهــا إلى
الشاطـــــئ .
أبعد وودي وينثرز نفسه عن كايرد بيترسون وأمــر الكاميرات أن
تستعد ثم أعطـى التعليمات لوضع جانيس في المكان المنـاسب عند حافة
الماء . . . الواضح أنه كان يراقب حركة الأمواج . . ووضعت جانيس في
مكان حيث تلمس المياه الــذيل برفق . ألقى نظرة على وضعيتها ثم أبعد
ذراعها التــــي تستند إليه إلى الوراء قليلاً بحيث أصبحت تجلـــس مــائلة
أكثر , ثم عاد إلى منصة الكاميرا ليتــأكد أن الزاوية صحيحة .
لم تنظر جانيس حولها . . مع أنها رأت الجموع واقفة خارج نطاق
الكاميرات , لكن كان من السهل أكثر أن تتظاهر بأن هذا أمر لا يعنيها ,
وتحرك فريق العمل حولها يمسح آثار الأقـــدام . عاد إليها وودي وينثرز
لاهثاً ووقف فوقها وعلى وجهه نظرة تجهم وتصميم .
ـ حسنــاً . . الأمر الآن بين يديك يا ابنتـي . . تبدين رائعة بما فيه
الكــفاية لتذهلــي المشاهدين على أي حــــال . ولكننـــي أريد أكثر من هذا . .
أمامك خمس دقائق للاندماج بالدور . . . وحباً بالله ! تفــاعلي معه .
ارتفعت أصابع جانيس إلى صدفة عط [ [ الخيال ] ] المعلقة حول
عنقها . . ونظــرت إلى البحر محــاولة صد كل ما في رأسها , كل الأفكـار
المؤلمة التي تعذبها . . وشيئاً فشيئاً طغى البحــــر على كل شــيء . . .
آكشــن ! .
لكن البحر كان فارغاً . . أنها بحاجة إلى شيء , إلى شخص ما
ليشاركهــا فراغ عالمها . . شخص يبعث فيها الحياة . كانت المشاعر في
أعماقها متوئبة للانطلاق والعطاء والمشاركة وهي ليست بحاجة لأكثــر
من لمسة واحدة مناســبة .
كانت اللمسة حين أتت ليدين دافئتين قويتين رفعتاها إلى ذراعين
متطلبتين احتضنتاها بتصميم . . . فشعرت غريزياً أنها تقاوم . إذ راحت
تدفع بذعر الكتفين القاسيتين و أحنت رأسها إلى الخلف تقاتل بيأس
لتتخلص من العناق الكرــــــــيه .
ـ اقــــطع ! .
بقيت تحفر تمردهــا بأظافرها حتى بعد أن أبعدها عنه . وصــــاح كايرد
بيترسون :
ـ أيتها السافلة ّ لقد أفسدت المشهد كله ! لماذا قاومتنــي ؟
فجأة وصل وودي وينثرز : (( اخرس بيترسون ! )) .
وأخذها بين ذراعيه , يدعمها بلطف .
قال كايرد محتجاً بغضب :
ـ لم تكن غلطتــي ! لقد انقضت علي كقطة الجحيم . . يالله ! قد
تظن أنــي كنت أحاول اغتصابها , أو شيء من هذا ! .
ارتجفت جانيس تخبئ وجهها في قميص صاحب الكرش .
تمتمت : أنا آســــــفة .
تلقت ربتة مواساة على رأسهـــا .
ـ لا تقلقي لشـــيء . . يمكننا اقتطاع هذا المشهد الأخيــر . . فالباقــي
كان رائعاً . . . ممتازاً ! وهذا كل ما يهم حتى الآن . . . سننتقل إلى
المشهد التالــي .
ترقرقت الدموع في عينيها . . وقالت بصوت مخنوق :
ـ لا أستطيع الاستمرار .
اشتدت ذراعاه حولهــا :
ـ بل تستطيعين : يجب أن تستمري . . يا إلهــي ! امرأة تتقمص الدور
كما فعلت الآن تستطيع القيام بكل شيء , هدئي روعك الآن بينما تعدك
ميرنا للمشهد الأخيــر .
عبث بشعرها بحنان وتشجيع ثم رفع صوته منادياً :
ـ ويذرس ؟ تحرك وعاملها بحذر ! إنها بضاعة غالية .
مرة أخرى , حملت جانيس عن الشاطئ وأغلقت أذنيها عن دمدمة
الأصوات من حولها . . لحسن الحظ أن مايكل ويذرس ومساعده بقيا
صامتين . وأنزلاها بعناية على قطعة القماش في المقطورة , وخرجا
بسرعـــــــة .
انطلقت ميرنا وينر بالعمل , تخلع عنها بسرعة ثوب الحورية ,
وساعدتها جانيس في لف الذيل البلاستيكــي , وإزالة الزي نفسه . . .
شعرت بالراحة لأنها تحررت من ذلك القيد غير المريح , لكنها لم تشعر
بالراحة المطلقة لأن أمامها محنة أخرى .
أصلحت ميرنا ببراعة وكفاءة المكياج على وجه جانيس . . ثم
أمسكت الثوب الأخضر وألبستها إياه . . كان الثوب نسخة مماثلة من زي
الحورية ما عدا الذيل . أعادت ميرنا العقد الصدف , وأصبحــت جانيس
مستعدة للمشهد الأخير . . ستعود حسب كل ما تتطلبه المظاهر
الخارجية . . لكنها لن تكون مستعدة أبداً للتجاوب مع كايرد بيترسون .
رافقها مايكل ويذرس إلى الشاطئ . . ونظرت جانيس خلسة إلى
الأشخاص المهمين . كانت ايفا آشتون تتحدث إلى وودي وينثرز , وكارا
مارثاين تثرثر مع كايد بيترسون الذي كان يضع على وجهه ابتسامة
اعتزاز بالنفس . عبست جانيس بألم وتركت نظرها يتجه إلى براند آشتون
الواقف بصمت بعيداً عن الآخرين يراقب تقدمها . ربت المخرج كتف
كايرد وانفصل عن المجموعة فأراحها بذلك من التحدث إلى أحد .
لاقاها ولف يده الكبيرة حول يدها وضغطها بطريقة تآمرية .
ـ جهد واحد بعد جانيس . . هذا كل ما نحتاج إليه . . سنكمل
المشهد من حيث تدفعين كايرد عنك . . ستجري الكاميرا على
جسدك لتلتقط لحظة تلامس أطراف أصابع قدميك بالرمال , ثم تصعد
مجدداً . ويجب أن يظهر جسمك مرناً مطـواعاً أمام تلك القطة الطويلة
قبل أن تنطلقــي .قالت بصوت جاف :
ـ دون عناق ! .
لاحظ وودي عاصفة التمرد في عينيها فوافقها على ما تريد .
ـ لا عناق . . . سندير الكاميرا ثلاثة أرباع الدورة لتبدوان متعانقين ,
ولن يؤثر هذا فيك .
تمتمت :
ـ سيساعدنــي هذا .
وصلا إلـى محاذاة المياه وهناك استلقت جانيس لتمثـل المشهد
الأخــير .
رتب وودي سيرها : (( انتظري هنا ! سأعطـي تعليمات لـ كايرد . .
سنجرب العناق لمرة واحدة , ثم نصور . . حسناً )) .
هزت رأسها . مضت عدة دقائق قبـل أن يعود ولم تنظر إليه لأنها لا
تريد أن تنظر إلى كايرد بيترسون . . ولا أي شخص آخـر
ـ حسناً . . فليكن العناق سريعاً ناعماً سهلاً .
أحست جانيس بعداء كايرد قبل أن تلتفت , ثم شعرت بيديه
تمسكــــــان خصرها بشـدة فنفذت تعليمات المخرج بأفضل ما تستطيع ,
محاولة تجاهـل الاشمئزاز الذي تشعر به .
ـ استرخـــي . . أيتها الساقطة البلهـــاء ! .
جاءت كلماته هسيســــاً ملؤه الحقد وراحت أصابعه تحفر بقسوة فــي
لحمهـــــا .
صاح به وودي وينثرز :
ـ أقفـــل فمك كايرد . . وأبقه مقفلاً ! قم بدورك كمــا قلت لك
بالضبط , وستقوم جانيس بدورها . . سأعد بشكل عكــسي حتى تستعد
جانيس . . وما إن أصبح , آكشن ! حتى تباشري .
بعدما تركهما بمفردهمــا حدق كايرد بيترسون إلى جسم المخرج
المنسحب , ثم إلى جانيس بــــــازدراء . . .
قال بصوت فظ : (( أتعرفين ما تحتاجين إليه . . أنت بحاجة لمن
يربطك في فراش حتى يذيب آخر ذرة ثلج فيك . . ويا إلهي كم أود لو
أكون أنـــــــا الفـــــاعل .
ـ خمسة . . أربعة . . ثلاثة . . .
وضعت يديها على كتفه وبدأت تضغط مبتعدة عنه . . ولكن كايرد
اغتنم الفرصة وشدهــا إليه وهو يرفعهـــا .
ـ اثنان . . واحد . . آكـــشن ! .
لا مجال لإقناع جانيس بإعادة هذا المشهد . . وهي مدفوعة بهذه
الفكـــرة وحدهــا , أكملت روتين الـتصوير بدقة .
ـ اقطــع ! .
صاحت جانيس بوجه كايرد وعيناها ترمقانه بشراسة :
ـ ارفع يديك عنــي فوراً ! .
اندست يداه حول جسمها بإهانة بطيئة وأخذ يلاعب جسدهــا وهي
تبتعد عنه فلم تستطع منع نفسهـــا من مهاجمته بأسنانها وأظافرها .
اقترب وودي وينثرز مسرعــاً وألقى الأوامر ليستعدا لتكرار المشهد
ثم تقدم نحو جانيس , ويقول بصوت ليس فيه أثــــر للرضــــا :
ـ حسناً . . ماذا تريدين غير هذا ؟ لا فائدة من هذا ! وتعرفين هذا
جيداً ! يجب أن تضعــي مشاعرك في المشهد . . فما المشكلــة الآن ! لا
جدوى من تصرفك كدمية ميكــانيكية . .
ردت بغضب :
ـ هذا كل ما ستحصــل عليه .
ارتدت على عقبيها تنوي الهرب , فأمسك وودي بذراعيها وأدارها
إليه .
ـ هل أنت مجنونة ؟ لا يمكنك رمـي كل شــيء أدراج لرياح ! لقد
أنهينا ثلاثة أرباع العمل . . مجرد جهد بسيط آخــر وسوف . . .
صاحت : لــــــــن أكمـــل ! .
كرر بعدم تصديـــق : لن تكملـــــي ؟
أمسك كتفيها وهزها وهو يصيح راعداً :
ـ بحق الله ! بل ستكملين ! وسنصور ذلك المشهد مراراً وتكراراً
حتى أحصل على ما أريد . لقد وقعت عقداً يا فتاة ! .
ـ لأن أحتمل أن يلمسني هذا الغيظ . . وابعد يديك عنـــي ! .
كانت تصيــــح وهي ترمـي يديه عنها . .
ـ ماذا بحق الله ؟
ـ مـــا المشكلة ؟ .
قطع صوت براد آشتون الحاد المتسلط حديثهما , فرفع وودي يديه
إلى الأعلى .
ـ إنها تتمرد وترفض التصــرف بشكل منطقي .
صاحــت جـانيس :
ـ منطق ! ليس هناك أي منطق في المنــاسبــة . . إذا اقترب هذا
الغوريلا القذر منـــي مرة أخرى , فســأتقيأ .
ــ بيترسون ؟ .
ارتدت نحو براند آشتون فكــــادت تنفجـر غضباً .
ـ أجل .. كايرد الخنزير الجليل بيترسون ! لقد اخترتم الحـــبيب
الخــيالي الرائع , المعتد بنفســه . . . ولكن ذلك الخيال على ما يبدو لا
يكفــيه آه . . لا ! طريقته بالتمثيل هي التهجم الجنســي . . هذا طرازه . .
وإذا ظننت أننــي سأتركـــه يمسنـي مرة أخرى .
قاطعها كايرد :
ـ اسمعـي الآن أيتها المتكبرة الباردة ! إذا كنت . .
ـ كفى بيترسون .
ـ لم أبدأ بعد . . إنها تدفعنــي عنها منذ البداية . . قل له هذا وينثرز !
هـي لا تعرف قواعد المهنة لتنفذ عناقاً بسيطــاً .
صاحت جانيس به :
ـ أنت بحاجة إلى ***** محترفــة لتتحمل عناقك .
ـ أيتهــا . . .
لا مجال للجدال مع لهجة براند آشتون الفولاذية . .
رفع صوته : ويذرس تعال إلى هنـــــــا .
سارع مايكل إلى الأمام , تلحق به كارا مارثاين . .
قال براند :
ـ تأكد من مغادرة السيد بيترسون الموقع فوراً . . . بيترسون . . لم
نعد بحاجة إلى خدماتك , وستندفع لك الأجــر المتفق عليه .
ـ مهلك لحـظــة . . .
ـ فـــــوراً ! .
سألت كارا مارثاين بحدة :
ـ لماذا يجب أن يترك العمـــل ؟ .
ـ هذا قراري كارا . . فلا تتدخـــلي . . أرجوك اذهب من هنا بيترسون
فلا فــائدة من الجدال .
سخــر كايرد بيترسون :
ـ حسناً . . . أنا راحــل ! لكنك ترتكب غلطة كبيرة , فهــي المشكلة لا
أنـــــــــــا ! .
لم يتأثر براند آشتون , وأظهر وودي وينثرز سخــطه عندما رأى كايرد
يبتعد .
ـ إلى أين سنذهب من هنـا ؟ لقد رأيت ما صورناه حتى الآن . .
كانت وكأنهـا مفسدة الملذات في المشاعر التي أظهرتها . . لقد دمرت ما
كان يمكن أن يكـــون . .
ـ لدينـــا رجل آخـــر . .
احتجت أختــه :
ـ رجل آخــر ! هل جننت براند ؟ سنحتاج إلى وقت طويل حتى
تحصل على رجــل آخر وإلى وقت أطول لإعادة المشهد كله . يومــان من
التصوير . . هذا ما قلته . ومن يقول إن الآنسة يونغ لن تعترض على
الرجل الآخر والآخــر ! لا يمكنك المضي بنزوتك هذه . . . هذا عناد
وجنون . . أعتقد أنها حصلت على فرصتــها . . أما أنت فاستنفذت
ميزانيتك وانتهى الأمــر .
ـ لدى كارا وجهة نظر صحيحة براند .
ارتد ليواجه أمه .
ـ لقد رأيت الفيلم ليلة أمــٍ . . وهو يستحق المضــي فيه .
قال وودي وينثرز :
ـ لن أرغب في هدر هذا الفيلم سدى . ويمكننــي تدبير وقت تصوير
إضافــي في برنامجــي بعد أسبوعين .
ـ أسبـــــوعين ؟
صاحت كارا بسخط : (( هذا محــال . . وحتى أنت لن تستطـــيع
المقامرة إلى هذا الحد براند )) .
ارتد بحــدة إلى وودي وينثرز :
ـ أيمكنك التصوير بطريقة مختلفة ؟ تقليل أهمية الرجل . .
أعرف أنه يجب أن يكون هناك , لكن التركيز كله يجب أن يكون على
جانيس . . ولا أظن أننــا سنخسر كثيراً إذا زدنا التركيز عليها . . وقد
يكون الرجل أياً كان بشرط أن يكون ضخــم البنية .
جاء الرد المتلهف :
ـ أن يكون مسانداً أكثر منه ممثلاً ! أجل . . يمكننــي القيام بهذا لكن ,
يجب أن نختــار بسرعة من يقوم بهذا ! إذا أردت الانتهاء هذه الليلة فسرعان
ما تتوارى آخر فلول الشمــس .
ارتد براند آشتون إلى جانيس :
ـ الأمر عائد إليك . . انظــري حولك واختاري رجلاً .
صاحت أخته ساخــرة :
ـ إذن نحن الآن بصــدد تمثيلية للهواة . إذا كانت لا تستطيع التعاون
مع ممثل محترف . . .
ـ اصمتــي كارا ! جانيس . . إنها فرصتك الوحيدة .
لم تكن جانيس قد استوعبت الجدال الدائر حولها . . فما إن أزيــح
كايرد بيترسون من أمامها حتى شعرت بجســدها كله مخدراَ وكانت تشعر
بالغثيان بحيث لم تهتم بما يجب أن تقرر . . لم تعد تهتم بالفيلم . .
بالمستقبل . . أو بمهنتها . كان اليومان الأخيران كابوســـاً من المشاعر
المتشابكــة المتشنجــة ولا تريد سوى التخلــص , من هذه المشـــاعر .
هي لا تريد فرصة أخرى , ففرصة أخرى تعنــي أن عليها التفتيش في
روحهــا عن المزيد من المشاعر التي استنفذت كلهــا . . . نظرت إلى براند
آشتون مرهقــة متعبة الروح , وفي عينيها ألم من الحمل الذي ألــاه على
عاتقــــــها .
قال بإصـــــــرار يحثهـــا :
ـ هيا جانيس . . اختـــــاري .
ســـعى عقلها إلى وسيلة نجــاة . ووجــد الوسيلة . . إنه خيار لن يقبل به
براند آشتون ! .
ـ ســـأقوم بالدور معك ! .
* * *

نهاية الفصــل (( الثامن )) . . .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايما دارسى, emma darcy, fantasy, دار الفراشة, يارمال اعيدي الخيال, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية