لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 05:04 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتساءلت بينها وبين نفسها عما إذا وجد فرصة لمقابلة والدها والتباحث معه في الموضوع الذي أشار اليه عندما حضر الى البيت ولم يجده ، لو أن اللقاء بينهما حصل لكانت سمعت عنه ، اللهم إلا إذا كانا إلتقيا خفية عنها وقررا الإلتزام بالصمت ، كل شيء جائز ، هنا راودتها الرغبة لسؤاله عما إذا كان قد إلتقى بوالدها وإستدراجه ، في غمرة النشوة التي يشعر بها الان وهويراقصها ، للبوح لها عن موضوع ذلك اللقاء ، ولو لماما ، لكنها عدلت عن رايها ، مؤجلة ذلك الى فرصة اخرى اكثر مناسبة ، ثم بدأت تقص عليه الأعمال التي قامت بها خلال الأسبوع الماضي والتي شغلتها عن السعي لمقابلته ، في محاولة منها لرد التهمة التي لوّح بها قبل لحظات من أنها تتجنّب اللقاء معه.
قالت له في سياق دفاعها عن النفس:
" ليكن معلوما لديك أننا ذهبنا لزيارة السيد ماديسون وزوجته يوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء زارتنا السيدة فاي وظلت عندنا لتناول العشاء ، اما يوم الجمعة فكان حافلا بالحركة والنشاط إذ نزلت الى السوق للتبضع بينما ذهب والدي لقضاء بعض الوقت في بيت قديم قرب الشاطىء برفقة السيد والت ، ولم نخرج من البيت إطلاقا يوم السبت ، وهكذا ترى أن فكرة تجنبي الإلتقاء معك غير واردة إطلاقا ، فما رايك يا براد!".
لكنه تجاهل التعليق على الإلحاح الناعم الذي أسبغته على نبرتها في ختام الحديث عن مشاغلها التي حالت بينها وبين اللقاء معه ، وسألها:
" هل لك أن تخبريني ، يا كيت ، كم من مرة يذهب والدك الى ذاك المكان ؟".
" لا يذهب كثيرا إلا عندما يدفعه الشوق لممارسة هواية صيد السمك ، لماذا تسال يا براد؟".
" لا ابدا ، ولكن أردت معرفة اين يقع ذلك البيت القديم".
تاملته مليّا وقد إستبدت بها الحيرة والدهشة الان ، ثم أجابته :
" صدقني ، إنني لا اعرف ولم اذهب ولومرة واحدة ، كل ما في الأمر أنه حصل عليه منذ سنتين خلتا تقريبا".
" إنه يقع بالقرب من الشاطىء ، أليس كذلك؟".
" ليس تماما ......اغلب الظن أنه يقع خلف تيلوك بعيدا عن الطريق العام".
وصمتت تفكر تحسبا للرد على اسئلة جديدة يطرحها عليها ، لكنه لم يفعل ، وبدلا من ذلك راح يحدّق فيها كأنه يحاول تفسير الغموض الساطع من عينيها ، ثم وجّه خطواتها نحو الباب الذي يفتح على الشرفة / حيث كانت الموسيقى تصل خافتة ، والمصابيح تعكس أنوارها الباهتة على الساحة الخارجية ، والحرارة تلفح الوجوه وتصفعها بضراوة ، وطنين الحشرات والذباب يمل الأجواء ويطغى على أصداء الأنغام الموسيقية التي كانت تتردد في الخارج.
بدت كيت الآن غير مبالية كثيرا بما كان ينعش قلبها وهي تمشي الهوينا بجانبه بقدر ما بدت تتوخى الحذر من عاقبة ما قد تقع فيه إن هي أعطته الفرصة للتصرف معها كما تصرف خلال العطلة الماضية ،وهكذا إستجمعت قواها العقلية لمواجهة كافة الإحتمالات والتعامل معه بطريقة لا تتورط معها باية مغامرات عاطفية جديدة ، دون ان يكلّفها ذلك إفساد علاقتها معه أوالإساءة الى كرامته ، كانت تعرف أن عليها أن تتصرف نحوه بمنتهى البراعة والذكاء في سبيل المحافظة على هذه المعادلة الغريبة من نوعها.
وهكذا خطت الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل عندما تملصت من الطوق الذي ضربه حولها وهي تمازحه ، وراحت تدور حول الزهور النامية في حديقة المنزل ، وتدعوه للتفرج عليها ، فلبى النداء بلا تردد ويتظاهر بمشاركتها هذه الفرحة ، ولم يطل بها المقام حتى إفتضح أمرها من خلال القشعريرة التي عكسها إنفعالها على ذراعيها ن فإنتهزها فرصة ليسالها مداعبا وهو يشير بأصبعه الى ذراعها:
" هل تشعرين بالبرد؟".
" إنك تمزح كعادتك ، ولكنك هذه المرة تسال عن الشيء وعكسه في آن واحد".
وكان ذلك حافزا له لمعاودة الحديث معها حول موضوعه المفضل ، سالها:
" هل أنت مشغولة غدا؟".
" لا أستطيع التأكيد بالضبط ، ربما ذهبت في نزهة بالقارب الى عرض البحر".
" برفقة والدك!".
" إذا كان يريد وإلا فالأمر يتوقف على الظروف".
" ما رايك أن نخرج لتمضية النهار معا؟".
" النهار بطوله!".
" طبعا ، لن ليس عندي ما افعله غدا ، انا حر طيلة النهار ,وسوف نتمتع به كيفما إتفق".
"موافقة".
قالتها مشغوفة بإبتسامة عريضة.
" حسنا ننطلق بعض الفطور مباشرة".
" لست أدري متى تفطر !".
" مهما يكن ، كوني جاهزة الساعة الثامنة تماما".
" حاضر ، أمرا وطاعة ". ومشيا معا في طريق عودتهما الى داخل القاعة حيث كانت الحفلة تشرف على النهاية ، وبدأ المدعوون يغادرون المكان عائدين الى بيوتهم.
وما ان ودّعها شريدان وغادر القاعة حتى عادت كيت وإنضمت الى والدها ليفاجئها ويحيّرها بالقول ان السيد والت عرض القيام بزيارتهما وقضاء النهار عندهما غدا ، وانه وعده خيرا ، إلا أن الآنسة كيت لم تعلّق بشيء على هذه المفاجأة غير السارة ، ولم تبح له بالوعد الذي أعطته للسيد شريدان ، وهي تفكر بتأجيل البحث معه في موضوع الزيارة التي عرض السيد والت القيام بها نهار غد ، الى أن يصلا الى البيت ، وغني عن القول أن كيت كانت لا تتوقع من والدها أن يعترض على خروجها مع شريدان إذ سبق له وشجّعها مرارا على ضرورة التمتع بعطلتها الطويلة الى أقصى الحدود ، وتلبية جميع الدعوات التي تراها مناسبة.
وهكذا لم تخطر ببالها قط أن والدها سيتضايق أو أنه سيلوح بأدنى قدر من المعارضة على خروجها مع شريدان ، بعد أن بلغته الخبر ، ودار بينهما عتاب طويل وشاق ، بعنف تارة ويخبو تارة اخرى ، لدرجة أن كيت ذهبت الى حد إلغاء الموعد إرضاء لخاطره.
والحقيقة أن والدها لم يعترض على خروجها برفقة شريدان لمجرد التلويح بالمعارضة ، وإنما بسبب الإحراج الذي وجد نفسه يتخبّط فيه بعد أن وافق على الزيارة على طلب السيد والت أن يقوم بها وتزامنها مع خروج غبنته مع شريدان ، وبقدر ما ضايقه الخبر فقد اقلقه معرفة أن إبنته التي سبق وعبرت له عن عدم إرتياحها لمصادقة ومعاشرة شخص كالسيد شريدان ، باتت تواقة الآن الى الخروج برفقته لدى أول إشارة تبدر منه ، وقد افهمها بكل صراحة أن ضيقه ومعارضته المبدئية على الخروج مع أي كان نابعان من حرصه على كرامتها وسمعتها بين الناس.
ويبدو أن كيت كانت حريصة على سمعتها بقدر ما كان والدها حريصا عليها وعلى سمعة العائلة ، إذا ابدت رغبتها في إلغاء الموعد المذكور ، والبقاء في المنزل للإشتراك في إستقبال السيد والت وتكريمه أثناء زيارته لهما ، لكن والدها رفض ذلك وألح عليها للخروج مع السيد شريدان حسبما وعدته ، وهو سيتولى معالجة الزيارة التي سيقوم بها السيد والت نهار غد ، ووعدها بعدم البوح له بأنها كانت على علم بزيارته ، فيصيب إذ ذاك عصفورين بحجر واحد.
ثم تأملها وهو يتثاءب ويتنهد بعد ان داهمه النعاس ، فنهض من كرسيه ، وقبل ان يتركها ويأوي الى غرفة نومه ، إقترب منها وإحتضنها بحرارته الأبوية:
" طابت ليلتك ، يا كيت ! وأرجو لك رحلة ممتعة".
" شكرا يا أبتاه ، وتصبح على خير".
وسار كل في طريقه الى غرفة نومه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:06 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تنم كيت طويلا تلك الليلة إذ نهضت باكرا وبدأت تستعد للرحلة وهي ترقص طربا من مجرد التفكير بها ، فوضعت بعض أصناف الطعام في حقيبتها اليدوية مع بعض الثياب التي كانت ستضطر الى تغييرها بسبب الطقس البالغ الحرارة هناك وجلست تنتظر الساعة.
شاء القدر أن يصدمها ويخيّب آمالها قبل دقائق معدودة من خروجها وبدء الرحلة التي شاءتها ان تكون حافلة بالفرح والمرح ، ففي تلك اللحظة الحاسمة بالذات فوجئت بوصول الخادم بيني ، حاملا بيده رسالة قصيرة سلّمها إياها ، وهو يقول:
" هاك يا سيدتي هذه الرسالة التي سلّمني إياها أحدهم وعاد مسرعا ".
كانت تلك الرسالة قصيرة جدا ، تقول:
" إستدعيت للسفر ، رجاء أن تسامحيني الان بإنتظار أن أعود وأعتذر لك شخصيا ، براد شريدان".
من السابق لأوانه التكهن بحقيقة السباب التي جعلت شريدان يلغي تلك الرحلة في آخر لحظة طالما انه هو نفسه احجم عن ذكر أي سبب كان ، غير أنه لا سبيل للأنكار بأن كيت أصيبت بصدمة قوية من جراء عدم وفائه بوعده بعد إلحاحه عليها للموافقة على الخروج برفقته ، ومع ذلك فإنها لاذت بالصمت وإكتفت بتمزيق الرسالة وإلقائها في سلة المهملات.
ورغم حالتها النفسية المضطربة فإنها بذلت قصارى جهدها كي تعامل السيد والت بلطف وبشاشة إكراما منها لإرضاء والدها.
منتديات ليلاس
كانت الساعة تشير الى الحادية عشرة عندما وصل والت ، وبعد لحظات قليلة تناولوا طعام الغداء ، ثم إستسلموا للراحة في جو بالغ الحرارة والرطوبة ، لا يمكن معه ممارسة أي نشاط إجتماعي مهما كان نوعه ، وبعد قليل إستأذنت كيت لتستحم وتغير ثيابها ، دون أن تفقد الأمل في وصول إشارة من السيد شريدان ، وفي الخروج معه لتمضية ما تبقى من ساعات النهار ، إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث ، فعادت أدراجها للأنضمام الى والدها والسيد والت لتجدهما يغطان في النوم ، وقفت بره قصيرة تتاملهما وهي تقلب شفتيها دهشة من منظر إسترخاء كل منهما على هذه الأريكة أو تلك ، وطريقة نوم كل منهما ، الخاصة والغريبة ، ثم إستدارت دون ان تنبس ببنت شفة ، وعادت الى غرفة نومها ، حيث إستلقت على سريرها ونامت هي الاخرى.
نامت لفترة أطول كثيرا مما كانت تنوي أن تنام ، وقد إستبد بها النوم لدرجة أنها لم تستيقظ غلا على صوت الخادم يوقظها ليقدم لها فنجانا من الشاي ، ويخبرها بأن الساعة اعلنت الخامسة مساء ، فنهضت من سريرها وهي تشعر بالإرتياح ليقينها ان السيد والت غادر المنزل في مثل هذا الوقت المتأخر ، إلا أن شعورها بالأرتياح لم يدم طويلا إذ قال لها والدها أن تستعد للخروج بغية تناول العشاء مع والت في النادي.
" أرجوك أن تسمح لي بالبقاء في البيت".
أجابته وهي تنهض من السرير وتجلس على الكرسي حاملة كتابا بيدها.
" لم لا ؟ أنا لا أرى موجبا لتصرفاتك هذه بعد كل الذي عانيت منه طيلة النهار ، وكنت أتوقع منك أن تكوني اكثر حرصا على كرامتك الشخصية ، يا كيت !".
قال ذلك بحدة لم تالفها من قبل وهو يحدق في ملامحها الواجمة الكئيبة.
" لكنني لا أفهم كيف يمكنك الربط بين الكرامة ورفضي دعوة لا أرغب في قبولها أو تلبيتها ، يا أبتي!".
" أكرر القول بأن لا حاجة للذهاب بعيدا في تضخيم الأمور والتلميح بأن هكذا دعوة عادية للعشاء بمثابة تكفير عن ذنب".
" فسرها كما تشاء ، يا أبتي، برايي ، هذا هو الواقع".
" هل تقصدين أنك لن تذهبي؟".
" نعم ، حسبه انه حصل على ما يريد اثناء النهار ، أليس كذلك؟".
" كم اتمنى رؤيتك تحاولين تبسيط الأمور بعد أن أصبحت غاية في التعقيد بدون.........". فقاطعته تقول:
" بدون من تقصد ! لست أفهم".
وألقت الكتاب جانبا بعد أن شعرت بعودة التوتر ، ثم تابعت تقول:
" ابي ، اعرف أن العم مارت كان اعز صديق لك ، ولكنني لا أرغب في أن يصبح إبنه أعز اصدقائي بهذه البساطة".
" لكنك تضخمين الأمور ، يا كيت".
وصمت ليمد يده ويتناول سيكارة من العلبة وتابع يقول:
" كل ما في المر أنني اود منك الا تتظاهري بانك تكرهين والت خاصة وأنك ستعودين الى لندن بعد بضعة اسابيع ، يقينا مني بأنك تعرفين ، أكثر من أي إنسان ىخر ، طبيعة الحياة الضيقة والمتزمتة في ماهور وإستحالة الهروب من هذا الواقع ، قريبا ستغادرين هذه البلدة ولكنني أنا باق هنا لمتابعة عملي مه هؤلاء الناس والإحتفاظ بعلاقات شخصية سليمة ومعقولة معهم ، وإلا أصبحت حياتي بينهم جحيما لا يطاق".
" إنك تخفي عني بعض الحقائق ، إذ يخيّل إلي أحيانا انك تخاف من والت ! اليس كذلك؟"
وكان ذلك كافيا لتصعيد حدة غضبه وإنفعاله ، إذ حدّق فيها وهويرد عليها بلهجة لم تألفها من قبل:
" ماذا تقولين ؟ ما كنت أتوقعك ان تكوني سخيفة الى هذه الدرجة ، يا كيت ، هل لك أن تخبريني ، لماذا أنا أخاف من السيد والت؟".
" ذلك هو ما سالتك عنه لتخبرني".
كانت تحدق فيه بعد ان أيقنت بحدسها القلق الذي يراوده من خلال ملامح الحيرة التي إرتسمت على وجهه ، ثم إستطردت قائلة:
" وهل نسيت أنك دوما تدافع عنه وتنفذ رغباته!".
"كلا ، يا كيت ! أنت غلطانة".
هز براسه وإستعاد سيطرته على رباطة جأشه ، ثم تابع قائلا:
" لا تحسبي نفسك اول من يصاب بنكسة حب!".
زمّت شفتيها وردت عليه قائلة بسخرية:
" أتظن أنك تخبرني شيئا جديدا عن تعثر والت في الحب لا علم لي به؟ يكاد قلبي ينزف من الحزن عليه !".
" ولكن هذه هي الحقيقة ، وأسوا من ذلك أن النهاية كانت مأساوية".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:08 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكأنه نسي أنه كان يتحدث مع إبنته ، وليس مع رجل آخر، أردف قائلا:
" كانت روعة في الجمال لكنها خانته إذ وهبت قلبها لمهندس يعمل في مصفاة النفط ......تصوري ، كيف أصبحت حالته".
" أجل ، وهل تنتظر مني ان اذهب لمواساته وتعزيته؟".
"كلا ، يا كيت ، لا أريدك ان تهبطي الى هذا المستوى".
وتنهدوهو يفرك ذقنه بيده ويقول:
" أظن ان ذقني بحاجة للحلاقة".
وهبّ واقفا ثم مشى فلحقت كيت به وهي تقول له بلطف وحنان:
" آسفة يا ابتاه على سوء تصرفي نحوك ، سامحني ، أرجوك ، انت تعرف كم احبك ، يا اعز مخلوق عندي في الدنيا".
" اعرف ذلك حق المعرفة ، يا عزيزتي".
القى ذراعه على كتفيها وهو يرد قائلا:
" الحق عليّ يا كيت ، ليس لي أن ألوم إلا نفسي غذ من حقك أن تختاري اصدقاءك بنفسك دون ان اتدخل في الموضوع اطلاقا ، ولكنني فكرت.....".
وقاطعته لتقول:
" فكرت بماذا؟".
" لا شيء ! لا ، أبدا ، كل ما في الأمر أنني أسعى جهدي لبعاد الأذى عنك ، يا عزيزتي".
" لكنني لا اشعر بأي اذى".
"الا ترين ، يا إبنتي ! وليكن معلوما لديك أنني اتطلع بشوق ولهفة لنقاش صريح ومخلص معك بين وقت وآخر".
" لم يكن هذا قصدي وإنما عنيت التصرف الشائن الذي عكّر عليك صفاء هذا اليوم !".
" حتى ذلك لم يعكر علي صفاء العيش".
" يجوز ، ولكن ملامحك كانت تعكس شعورك بخيبة أمل!".
"وهل توجد فتاة لا تشعر بخيبة المل ذاتها لو عوملت كما عوملت انا اليوم ؟ لكن ، لا باس من ذلك.....".
إقتربت منه تلاطفه وتغنّجه وهي تقول :
" إطمئن بالا يا ابتاه ، إطمئن ، سوف ازين نفسي بأحلى زينة والبس اجمل ثيابي إكراما لخاطرك الليلة ، مفهوم؟".
" مفهوم!".
إبتسم لها وهو يبادلها عبارات الغنج والمودة كما لو أنهما يشعران باللقاء فجأة بعد طول غياب.
وهكذا قررت كيت أن تنفض عن نفسها غبار الحيرة ، وتكف عن المواقف المتصلّبة ، ثم وعدت والدها ، وإن مداورة ومداعبة ، بالخروج معه لتناول العشاء مع والت ، فإستعادت ثقتها الكاملة بها ، والحقيقة أنها كانت صادقة معه ومع نفسها ، إذ أنها وعدت ووفت بوعدها.
ومع ذلك ظلت اسيرة بعض التساؤلات المقلقة التي كانت تساورها ، خاصة ما يدور منها حول تصرفات والدها نحوها اليوم ، إذ لم تره مرة واحدة في حياتها بغضب ويحتد مثلما غضب وإحتد اليوم ، حتى عندما كانت صغيرة السن ، كان يتركها وشانها لتختار بحرية ما تراه مناسبا ، دون ان يتدخل في امورها الشخصية بالمرة ، صحيح أنه كان يعاكسها احيانا ، لكنه كان يفعل ذلك بطرافة ودعابة بغية حملها على تغيير رأيها أو العودة عن المطالبة بممارسة شيء لا يفيده ، وكان يتأفف وينفد صبره منها ، دون أن يغضب عليها ، فما باله يغضب عليها اليوم ، ويصرخ بوجهها ، لا لشيء إلا لأنها إعترضت على أن تكون بشوشة ولطيفة أتجاه السيد والت ، كما اوصاها ؟ وكما انها كانت xxxxxة من أمر والدها ، ومن تصرفاته ، والكلمات القاسية التي إستعملها في نقاشه معها ، كذلك كانت xxxxxة من امرها هي ، وقاسية جدا في حكمها على نفسها بسبب مشاكستها لوالدها ، والتعابير غير المعقولة التي لجأت اليها وهي تشترك في الحديث معه والتي أثارت غضبه ودفعته الى معاملتها بقسوة لم تعهدها فيه سابقا ، وإنتهت الى التفكير بأن هروبها من مواجهة الحقيقة كان السبب الرئيسي في تعكير الأجواء الصافية التي كانت تسود علاقاتهما ، وإن لفترة قصيرة ، ووافقت والدها في ما ذهب اليه من أن تخلف السيد شريدان عن الوفاء بعهده صدمها واربكها ، ثم كبحت إنفعالها وذهبت وإنضمت الى والدها.
منتديات ليلاس
كان الجو رائعا عشية ذهابهما الى النادي ، حيث وجداه يعج بالحركة والنشاط وكثرة عدد رواده في مثل هذه الأمسيات الدافئة ، كما كانت كالعادة في ماهور ، وزاد النادي جمالا تلك الأضواء الخافتة التي كانت تزين المكان والمطاعم المختلفة الممتدة على طول الشاطىء والمكتظة بالرواد من كل حدب وصوب ، ومن مختلف الجنسيات والأعمار ، وفي الجهة المقابلة كانت مياه النهر تنساب بصمت وجلال ، والقوارب الصغيرة مشدودة الى مرابطها البرية القريبة ،واضواء القناديل المثبتة في سواريها تنعكس على المياه لتضفي عليها لونا بهيا.
اما النادي الذي توجهت اليه كيت ووالدها مع والت بسيارته ، فيقع في طرف البلدة ، بعيدا عن الضجيج والعجيج ، وها أنكيت اصبحت قادرة على رؤيته من المسافة التي وصلتها ، فتذكرت بمرارة الأيام الغابرة التي فاتتها ، عندما كان لا يسمح للصغار بالدخول اليه إذا لم يكونوا بصحبة الكبار.
وما هي إلا لحظات قليلة حتى وصلت السيارة فأوقفها والت في الساحة الخارجية وترجل منها ، ثم دار بسرعة حولها ليفتح الباب لكيت كي تترجل منها هي الأخرى ليشبك ذراعه بذراعها ، ويسيرا معا بإتجاه المدخل ، دون أن تحاول الأفلات منه ، وعىى العكس من ذلك فإنها تصرفت نحه ببشاشة كبداية لممارسة فلسفتها الجديدة القاضية بالتعاطف مع مختلف الطبائع البشرية بغض النظر عن شذوذ وغرابة بعضها ، لدرجة انها لم تتمالك نفسها من الضحك عندما اطلق نكتة تافهة حالما رأى توم وليندا يسيران معا في الجهة المقابلة
في هذه الثناء كان الرواد يتوافدون تباعا ، الواحد بعد الاخر ، افرادا وجماعات ، فيتبادلون التحيات ثم يدخلون الى القاعة ، ويتوزعون على الطاولات هنا وهناك.
وكم كانت دهشة كيت عندما لفت والت إنتباهها الى شخصين كانا خارجين ، وتأكدت من شخصيتهما ، وقد زاد في دهشتها أن هذين الشخصين كانا شريدان والسيدة ايلين ، وكان كل منهما يتأبط ذراع الآخر كما لوكانا زوجين حقيقيين ، وايلين تهمس في أذنه قائلة:
" دعنا نذهب الى مكان آخر ، يا حبيبي ، إذ بودي أن........". وتوقفت عن الهمس ، وغابت البسمة عن وجهها ساعة شعرت بالآنسة كيت ووالت يسيران بمحاذاتهما ، ثم إلتفتت اليها وخاطبتها قائلة وقد عادت الأبتسامة الى وجهها :
" أنا متاكدة أنك لا تمانعين ، أليس كذلك ؟ لقد أستعنت به نظرا لسفر ركس الذي يسافر بصورة دائمة ويتركني لوحدي في البيت ، شيء فظيع ومؤلم ، أليس كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:10 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وظلت كيت صامتة تحدق في عيني السيد شريدان كأنها تريد ان توحي له بأنها لا تصدق ، أجل ، كيف تصدق تلميحات إيلين البريئة بعد ان تراءى لها العكس من خلال التعابير الغامضة التي إنعكست على وجه شريدان الذي كان يحدق بوجهها هو الآخر بشكل يوحي بأنه يهم بقول شيء ما ، ولوكلمة واحدة لتبرير عدم تنفيذ وعده لها ، أوعلى الاقل لتبرير وجوده امامها في هذه اللحظة التي إفترض ان يكون فيها مسافرا ، كما اخبرها في رسالة الإعتذار ، لكنه لم يتفوه بادنى كلمة ، وإذا بالسيدة إيلين تاخذ المبادرة لقطع حبل الصمت وتقول بإلحاح:
" هيا بنا ، يا حبيبي ! هيا نتابع طريقنا ، يبدو لي ان منظرنا معا لم يعجبهما ". وردت عليها كيت وهي تتامل منظر شريدان الكئيب وتبتسم إبتسامة مصطنعة:
" ومن الذي اخبرك بانني زعلانة ، يا إيلين ؟ العكس هو الصحيح ، صدقيني أنني اتمنى لكما السعادة والهناء من كل قلبي".
قالت ذلك وإستدارت وهي شامخة الرأس ، هادئة الأعصاب ، الشيء الوحيد الذي ازعجها الى حد ما هو الدردشة المبتذلة التي كانت تدور على ألسنة توم ولينا وولت ، وتمنت لو انها ظلت متمسكة بقرارها الرافض بالمجيء الى مثل هذا المكان ، ولسان حالها يقول : ( لو أنني ألتزمت بيتي لكنت وفرت على نفسي رؤية ذاك المشهد الشنيع........ )
تقصد منظر شريدان وإيلين.
والواقع ا نكيت كانت صادقة في كل تأملاتها وتصوراتها وإنطباعاتها ، وخاصة ما يتعلق منها بتصرفات شريدان وسلوكه الشخصي ، وميله للخروج برفقة اية فتاة ، سواء كانت متزوجة ام عزباء ....... لا فرق.
الى هذا الحد من الوقاحة تمارس إيلين حياتها بلا خجل ولا حياء ؟ فلو كانت عازبة وتأمل من هذا الشاب أو ذاك ، ممن كانت تجذبهم اليها ثم تخرج برفقتهم امام أعين الناس ، أجل ، لو كانت فقط عازبة ، كما كان وضع الانسة كيت ، لكان لها عذرها ! هذه كانت التساؤلات التي راودت مخيلة كيت وهي تهم بالدخول الى صالة النادي للإنضمام الى والت ووالدها.
ما ان اصبحت في الداخل حتى إندفعت بحماس الى مشاركة الحاضرين في الرقص ، فرقصت مع والت ، ثم مع توم ، الى ان أنتهت بالرقص مع لويد قبل ان يتسنى لها رؤية والدها ، الذي بادرها بالسؤال وهو يبتسم لها:
" هل ، ها ، كيف تشعرين الآن ، يا كيتي!".
" على خير ما يرام ، يا والدي العزيز".
ومدت له يدها وهي تقول:
" هيا بنا نرقص معا كي اثبت لك حقيقة شعوري إذا كنت لا تصدقني !".
فإعتذر بلطف وهو يوميء براسه بتصديقها ويشير عليها بيده كانه يقول لها : ( إذهبي وإرقصي ما طاب لك الرقص).
إلا أن شعورها بالفرح لم يطل إذ بدات تشعر بصداع مرير من كثرة ما رقصت وطربت ، فراحت تبحث عن والدها لتخبره بانها تنوي العودة الى البيت بمفردها ، إذ أن حالتها لا تحول دون إستمراره في مجالسة اصدقائه ومسامرتهم ، ويوافيها الى البيت ساعة يشاء.
وهنا إنبرى السيد والت وتطوع لمرافقة كيت الى البيت ، بعد أن رفضت قيام والدها بهذا الدور لئلا تعكّر عليه صفاء هذه السهرة والبهجة التي كانت تغمره ، وهكذا قبلت طلب والت بمرافقتها ، فودعت والدها بإبتسامة عريضة وخرجت وصدى كلمات والدها المفعمة بالرجاء والحنان يتردد في أذنيها.
ابدى والت حرصا بالغا على راحتها ، فساعدها على إرتداء بلوزتها ثم أمسكها بذراعه وهو يسير بها الهوينا حتى وصلت الى السيارة وركبت فيها ، واسندت ظهرها الى خلف ، بينما بدأ هو بتشغيل المحرك تمهيدا للإنطلاق بمسيرة العودة.
لم تدرك كيت بان والت كان يقود سيارته في الإتجاه المعاكس للإتجاه المؤدي الى بيتها غلا بعد ان قطعت السيارة مسافة طويلة.
وبدأت شتى الظنون تساورها حول نيّة والت ، غير ان هذا الأخير طمأنها بانه يفعل ذلك عن قصد بدافع حرصه على راحتها علّها تستعيد نشاطها وحيويتها بعد العناء والتعب من كثرة الرقص والصخب في النادي ، فإطمأنت ، ولكن على مضض ، لتعود الظنون تساورها حول حقيقة نواياه بعد أن غيّر إتجاه السيارة عدة مرات ، وإنعطف بها الى هذه الطريق الفرعية اوتلك ، الى أن سار بها في الإتجاه الذي يؤدي الى ذلك البيت المهجور الذي يملكه بعيدا عن البلدة ، وتمنت في قرارة نفسها ألا يكون متوجها اليه ونفسها تحدّثها لأفهامه صراحة بأنه إذا كان ذاهبا هناك لغرض الفضل له أن يرعوي عن غيه قبل فوات الأوان ، ويعود بها من حيث أتى ، ولكنها لجمت لسانها عن الكلام لترى كيف واين ستكون النهاية.
وهكذا تابع والت سيره وسط مناطق غريبة المعالم والأوصاف ، فكان يمر بسيارته مرة عبر الأشجار ومرة أخرى بمحاذاة جدول من جداول النهر ، الى ان أوقف سيارته عند نقطة بعيدة جدا عن الطريق العام، مما اثار الإستهجان في نفس كيت ودفعها الى طرح السؤال عليه:
" اين نحن الان ؟ حذار من الإدعاء بأن البنزين قد نفد!".
وهل قلت لك شيئا كهذا؟ كلا ، يا كيت ، لم ينفد بنزين سيارتي ! اوتظنينني مهملا الى هذا الحد؟ ألا تعرفين اين نحن ان؟".
" كلا ، لا أعرف ، وهل يجب ان أكون عارفة؟".
" نعم ،لا بد انك تعرفين!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:12 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حدّق فيها بشكل اثار مخاوفها كما لم تشعر بمثلها سابقا وجمد الدم في عروقها ، واخرس لسانها عن نطق أكثر من بضع كلمات خرجت من فمها مترجرجة ومتقطعة:
" من الفضل لنا أن نعود إذ ان الوقت أصبح متأخرا جدا! ".
" ولماذا كل هذه السرعة؟ تعالي، تعالي لنتفرج على البحر علّ نسيمه الناعم ينعشك ويشفي صداعك".
عضّت شفتيها ندما وكادت أن تحتج ، لكنها إستدركت ذلك وهي تفكر بان من الأفضل لها ان تلاطفه وتداعبه عساها تستطيع بذلك إجتياز الموقف الخطير بسلام ، ثم سارت الى جانبه حتى وصلا الى مشارف الرض المنحدرة الى صخور الشاطىء لتنتابها قشعريرة باردة حالما تذكرت ان هذا المكان لم يكن سوى المكان الذي القت ليلى دنتون بنفسها منه الى البحر ، وإستدارت مذعورة لتهرب لو لم يمنعها والت وهو يسألها بلهجة غريبة:
" ترى ، هل هي لا تزال جاثمة في قعر البحر؟".
" من تقصد؟ لست افهم؟".
" بل تعرفين قصدي ، علام تتظاهرين بالجهل؟".
وقفت امامه وهي واجمة وعاجزة عن الكلام ، تتساءل بمرارة ودهشة: ( ترى ، اية فكرة جنونية تسلطت عليه وجعلته يأتي لزيارة مكان كان مسرحا لمأساة ؟ واية فكرة جهنمية دفعته لأخذها هنا والوقوف معها فوق هذه الصخور البركانية والإسترسال في حدس الدوافع التي هابت بليلى الى وضع نهاية لحياتها بتلك الطريقة المفجعة لسنوات طويلة مضت ، ثم تأملته وأجابته بهمس:
" لا ، يا والت ، إنني لا أتظاهر بالجهل ، وإنما قصدي هو ان لا فائدة ترجى من إثارة مثل هذا الحادث المؤلم بعد مرور سنوات عديدة عليه".
لكنه تجاهلها وظل صامتا وهو يتأملها تأملات فاحصة ومريبة لدرجة أنها لم تستطع تحمل تأثيرها الفظيع على نفسها ، او لجم لسانها عن مخاطبته قائلة:
"دعنا نعود ، يا والت ، ارجوك! فقد اصبح الوقت متأخرا جدا ".
" إنك ما زلت تتصرفين كالعادة ، يا كيت ، إنك دوما تتهربين من معرفة الحقيقة ، لماذا؟".
"لست افهم ما تقول ، ماذا تعني بقولك أنني اتهرب من مواجهة الحقيقة؟".
" إذن إسمعيني وإفهميني جيدا".
وقبض على كتفيها بكلتا يديه ، ثم تابع يقول:
" منذ مجيئك هنا وأنت تتجنبين لقائي قصدا ، وهكذا فعلت عندما عدت الى البيت من مدرستك في بريطانيا قبل خمس سنوات ودعوتك لتناول العشاء معي ، حتى عندما كنت صغيرة كنت تتجنبينني وتهربين مني كما لوكنت تهربين من الطاعون".
صعقتها معرفة الحقيقة وجعلتها عاجزة عن إيجاد كلمات مناسبة ، تدافع بها عن نفسها أزاء الإتهامات التي وجّهها اليها ، علما بأنها لم تظهر نحوه من ضروب الجفاء والكره ما يلوح به الآن ، بل إنها ، على العكس من ذلك ، كانت دوما تعامله بلطف وتهذيب ، ولكن الى الحد الذي يردعه عن التمادي معها في أية علاقات مشبوهة ، أو أن يدعه يفكر بأنها ميّالة الى الإستجابة ، فما باله الان يحاول ان يحملها مسؤولية تصرفاتها يوم كانت طفلة بريئة ! وما عساها تقول له لنزع هذه الأفكار الخاطئة من ذهنه ؟ أخيرا ، لملمت أفكارها المشتتة ، وخاطبته بلهجة يائسة قائلة:
" أنا متأكدة أنك أرفع من ان تحملني مسؤولية تصرفاتي الطفولية ، خاصة وأنت تعرف بأنني أصغر منك بعشر سنوات ، ولا مرة حاولت المساس بشعورك عن قصد ، صدقني ، يا والت ، لقد كنت طفلة وأنت في سن المراهقة ، فكيف يمكنني والحالة هذه أن اقوم بما يغيظك ويمس شعورك؟".
" إن ما تقولينه غير صحيح ، لو كنت صادقة في اقوالك لما كنت تفضلين علي رجلا غريبا بعد وصوله بلحظات".
" كلا ، ليس صحيحا ما تقوله".
وساهمت العتمة في إخفاء الإحمرار الذي خضب وجنتيها إذ ادركت للوهلة الأولى من كان يقصد بدون أن يسميه ، صمتت لحظة تتأمله ثم تابعت تقول:
" وحتى إذا ابديت ميلا نحوه فهذا شأني وحدي ، وليس لغيري أن يتدخل في ما لا يعنيه ". سواء كان والت يفكر بأنه يتدخل في ما لا يعنيه أم لا ، فقد تجاهل إشارتها المبطنة الى السيد شريدان ، وضغط بقوة على ذراعها الناعمة بإحدى يديه وهو يرد عليها بلهجة ساخرة:
" لا تفكري بأن الحيلة إنطلت علينا الليلة عندما زعمت بأنك مصابة بصداع ، ولكنك إفتعلت ذلك كوسيلة للهروب من الحقيقة الماثلة امامك بشخصي براد وإيلين والصدمة التي أصابتك بعدما نكث بوعده لك متذرعا بحجة أنه إستدعي للسفر بصورة طارئة ، كم مرة وعدتني باللقاء دون أن تحفظي العهد ولو مرة واحدة! هل تذكرين أم انك ما زلت لا تشعرين بوجودي؟".
" لكنك لم تقل لي ولو مرة واحدة ما تريد مني !".
بدأت تبكي وهي تحاول الإفلات منه ، فردّ عليها وهو يكز اسنانه:
" الم تعرفي انني أحبك وأتمنى أن أتزوجك في يوم من اليام ؟اجل ، كنت أدعوك لملاقاتي بدافع حبي لك ، لكنك كنت تتهربين مني".
" هذا يعني أنك جئت بي الى هنا عن قصد وفي يقينك أنني فريسة سهلة المنال ، أليس كذلك ؟ قل الحقيقة يا والت ، إذا كنت تملك الشجاعة الكافية لقول الحقيقة !".
" لا تحاولي ان تلعبي دور الفتاة الطاهرة البريئة وإلا فإنك ستندمين بعد فوات الأوان ".
تاملت كيت وهي تحاول إخفاء مظاهر الخوف الذي دبّ في نفسها ، ثم تراجعت خطوة الى الوراء وردت عليه بلهجة توحي بانها قادرة للرد على تحديه بتحد اشد واقوى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هليتون, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the beach of sweet returns, عبير, قبل ان ترحل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170495.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ‚ط¨ظ„ ط£ظ† طھط±ط­ظ„ ظ…ط§ط±ط¬ط±ظٹ ظ‡ظٹظ„طھظˆظ† This thread Refback 04-08-14 01:27 AM


الساعة الآن 05:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية