لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-12-11, 01:22 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- الشاطىء المسموم




وصلت الانسة كيت إلى نادي السباحة لتجد الشاطىء يعجّ بالمدعوين وهواة السباحة , السيد شريدان ومارلو والمطلقة فاي , وإيلين وزوجها ركس ونتون كانوا مستلقين على الرمال الناعمة بثياب السباحة و وما أن لمحوها حتى بدأ كل منهم يثرثر معها , فبادرها شريدان مداعبا:
" أهلا ,أهلا بحلوة الحلوات! أهكذا دوما تتغنجين لتخيبي الآمال لبعض الوقت لتعودي وتنعشيها بظهورك المفاجىء !".
وتبعه والت ساخرا:
" الغنج إمتياز تحتكره النساء يا رجل , ولكن قليلا من ملح الإطراء والمديح يقلب الأمور رأسا على عقب .....ولا تعجبّن من ذلك إذ ان الإطراء هو أكسير الحياة بالنسبة الى الجنس اللطيف ".
وهنا تدخلت السيدة فاي فعلقت على قول هذا الأخير وهي تضحك ضحكة صفراوية :
" الملح هو للطعام , يا..........".
فقاطعها والت ليقول لها متهكما:
" اجل ,ذكّريني به غدا كي أعطيك بعض الدروس في فن الطبخ"
كل ذلك والآنسة كيت صامتة تصغي الى كل تلك الثرثرة الساخرة واللاذعة في آن دون أن تبالي ، وكأن الأمر لا يعنيها ,وسرعان ما راودها الشعور بالندم على المجيء بعد أن كانت مصممة على الرفض.
كان الطقس رائعا ، والبحر هادئا والشاطىء في منتهى الروعة والجمال ,والأشجار الخضراء الوارفة المحيطة بكل جوانبه تزيده جمالا على جمال ,والنسيم يرطّب الأجواء وينعش النفوس بهباته الناعمة.
تنهدت الانسة كيت بإرتياح وهي تستعيد ذكريات الطفولة من خلال المشاهد الطبيعية الرائعة الباقية على حالها ,وقدزاد في إرتياحها ونشوتها رؤية أن المقصورات الجديدة المضافة الى النادي الجديد لم تؤثر على جمال الشاطىء ,وأن التضاريس الطبيعية الممتدة الى الشاطىء المقابل حيث الذكريات مجبولة بكل حبة رمل من رماله كانت لا تزال تنعم بجمالها الدائم الحضور
ولئن كانت مدعوة الى قضاء عطلة نهاية الأسبوع في هذا النادي الجديد إلا ان مشاعرها كانت ترنو الى ذاك المسبح القديم ، وتتحرق لهفة لأستعادة ذكرياتها وإنعاشها باللعب والقفز ولو للحظات يسيرة فوق رماله ,وكم كانت دهشتها وهي تتطلع اليه من بعيد عندما لمحت بناء المستوصف القديم وإحدى زوايا منزل الدكتور ليم الذي هجره بعد وفة زوجته ,وغيرهما من بقايا الأماكن والمواقع الحافلة بذكريات طفولتها البريئة , فخالتها تناديها للعودة اليها وربط خيوط ذكريات كادت تنقطع بفعل مرور الزمن , ذكريات لا أروع ولا أمتع , لا تحمل في ثناياها سوى البراءة والوداعة ,وأبعد ما تكون عما يختلج في صدور الوافدين الآن الى نادي السباحة الجديد من هواجس تدفعهم للسعي والبحث عما يشبع الأهواء والرغبات العابرة.
وما لبثت ان قطعت حبل تاملاتها والذكريات لتهتم قليلا بالحاضر وتشارك رواد النادي مرحهم وألعابهم ، وتفكر بان الوقت الان هو للراحة والإستجمام وليس لرباك النفس بأحلام الماضي أو لمضايقة موظفي الشركة الذين لبوا الدعوة للراحة والترفيه عن أنفسهم , ولا شيء يدعوها لشعارهم بما كان يجول في خاطرها من الذكريات أو لعطائهم أي إنطباع عن كونها غير مرتاحة للأختلاط بهم بصورة طبيعية ,ثم صارت تتطلّع الى المنبطحين على الشاطىء ,وتتأمل كل واحد منهم بمفرده ,قبل ان تقرر المدى الذي ستذهب اليه في تعاملها وإختلاطها مع هذا او ذاك.
فماذا كانت نتيجة تاملاتها الفاحصة تلك ؟الإنطباع المبدئي الذي تكوّن عندها عن السيدة فاي هو أنها انسانة قريبة الى القلب , جذابة ولكن مملّة ، مشهورة بتصرفاتها البريئة , ذات صوت رخيم , مولعة بهندامها والرجال , تركّز إهتمامها بحثا عن الرجل المناسب كي تتزوجه وتنعم معه بحياة هادئة , صريحة وصادقة مع نفسها والآخرين , ذكية ولكن سطحية الأفكار.
اما ايلين زوجة السيد ونتون فقد إستنتجت انها شديدة الحساسية والسلبية في تعاملها مع بنات جنسها , ذات جمال رائع ولكن من النوع الصارخ ,ميّالة الى المشاكسة والمخاصمة , قليلة الإهتمام بشؤون زوجها وإحترامه بالمقارنة مع ما تبديه من إهتمام وإحترام نحوغيره من الرجال الذين تسعى للتعرف عليهم ومصادفتهم ,مما رفع من قدر الزوج في أعين معارفهما وقلّل من قدرهم وإحترامهم لها , وسرعان ما جاءها الدليل على صحة ذلك عندما شوهد الزوجان يتخاصمان وهما يسبحان على مرأى من الجميع , لدرجة أن السيدة فاي لم تستطع لجم لسانها عن التعليق على ما كان يجري بينهما بقولها:
" من حسن حظها أنني لست زوجها وغلا كنت أعلّمها درسا لن تنساه طيلة حياتها في الخلاق والاداب ,مسكين أنت يا سيد ونتون!".
منتديات ليلاس
ولا غرو في ذلك ، فالجميع كانوا يحبون السيد ونتون ,ويحترمونه ,ويعطفون عليه ,ويتعاطفون معه ,فقد كان هادىء الطبع ، حلو المعشر ، رفيع الأخلاق ، لا يعوزه شيء البتة سوى معرفة كيف يتعامل مع هكذا زوجة ويروّضها كي تعود عن غيّها وتصرفاتها الطائشة لتصبح زوجة مطيعة ,عاقلة , ورصينة.
والغريب انه في الوقت الذي كانوا يركزون حديثهم على تصرفات إيلين الشاذة نحو زوجها ,كانت حدّة المخاصمة بين إيلين وزوجها في البحر ترتفع لدرجة جعلت فاي تهاجم ايلين بضراوة ، وتلصق بها أقبح النعوت والأوصاف ، وتعد بإعطاء زوجها جائزة على ضبط اعصابه وعدم مجاراتها في سلوكها الشائن ، ولسان حالها يقول ( يا لها من إمرأة تافهة ..... يجد ربها ان تواري نفسها خجلا وخزيا لمجرد تغاضي زوجها المسكين عن خروجها مع الشباب الغارقين في التفاهة حتى قمم رؤوسهم.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 01:23 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهنا تدخل السيد شريدان لينصحها بالتقليل من حماسها في الدفاع عن الرجال .
عند هذا الحد إكتفت الآنسة كيت بما رأته يجري امامها من المشاهد الحيّة , ثم إستدارت صوب السيد شريدان المنبطح على الرمل وهومغمض عينيه كأنه لا يبالي بالسخافات والتفاهات الجارية هناك , وشعرت بالمرارة تحزّ في نفسها وهي تلوم نفسها للمرة الثانية على المجيء الى الشاطىء ووفكّرت بأن أفضل ما تستطيع فعله الان ,ما دامت قدجاءت , هوالإبتعاد عن هذا الجو الصاخب ، وتمضية الوقت في السباحة لوحدها , ولكنها لم تكد تقف على قدميها حتى شاهدت شريدان يفتح عينيه ويسألها:
" وانت ايضا ذاهبة !".
"نعم ، غنني ذاهبة".
"هكذا تذهبين بدون كلمة وداع واحدة !".
"وهل هذا ضروري ؟".
قالت ذلك ونهضت وهي تركض بسرعة نحو البحر دون أن تلتفت الى الوراء ، ثم قفزت في الماء وأخذت تسبح بعيدا عن الشاطىء.
وغني عن القول أن الآنسة كيت كانت شديدة الثقة بنفسها , إذ كانت سبّاحة ماهرة قادرة على البقاء مدة طويلة في عرض البحر بفضل قوة عضلاتها وصلابة جسمها وإرادتها ، وبدافع شعورها هذا كانت مطمئنة الى عدم قدرة السيد شريدان على اللحاق بها لمتابعة تعليقاته ,نظرا لما كانت تعرفه عنه عندما كان صغيرا من بطء في الحركة ، والإبتعاد عن ركوب المغامرات البحرية خوفا من كلاب البحر ,ومع ذلك ظلّت تسبح وهي تراقبه بحذر مخافة ان تكون الأيام والسنين قد غيّرته وجعلته مغامرا جريئا ,دون ان تنسى مراقبة السيد والت ايضا وبحذر يفوق حذرها من شريدان ,إذ كانت تشعر بالخوف منه كلّما راودتها ذكريات الطفولة والمضايقات التي كانت تتعرض لها على يديه وهو يطاردها ويغطس رأسها في الماء.
وما لبثت تسبح بعيدا عن الشاطىء حتى وصلت الى مشارف تلك البحيرة الطبيعية التي طالما تمتعت بالسباحة ضمن ضفافها الرملية ،ومياهها الضحلة ، عندما كانت تأتي الى البحيرة برفقة والدها أثناء طفولتها ، وهنا صارت تخفف من سرعة سباحتها كي لا تضلّ الطريق في هذه المنطقة المشهورة بكثرة صخورها المرجانية وتشعباتها الخطرة ، وفجواتها الكثيرة التي تربض فيها زواحف بحرية سامة لا تخلو وخزاتها من خطر الموت إذا صدف ووطأت قدم الإنسان عليها بدون إدراك.
مرحى لذكريات الطفولة فما احلاها على قلب كل إنسان تراوده كلّما وجد نفسه في المكان الذي تشدّه اليها.. .... هكذا شعرت الانسة كيت عندما وصلت الى منطقة تلك الشعاب المرجانية ، وصارت تتصوّر نفسها لابسة ثوب السباحة الذي أهداها إياه والدها بمناسبة عيد ميلادها التاسع ، فانستها هذه الذكرى ثياب السباحة التي إستهلكتها فيما بعد خلال مرحلتي المراهقة وسن الرشد ، بحيث صارت تغطس في الماء وتخرج ، تسبح وترتاح ، تقف وتقفز ، لتنفض الماء عن وجهها ، وتعصر شعرها ، وهي على أحلى ما يكون من الفرح والمرح والذكريات الحالمة.
ثم هدأت عن الحركة لترى ما إذا كان بإستطاعتها رؤية النادي الجديد من هناك، فلم يظهر لها منه سوى سطوح مقصوراته وقمم أشجار النخيل المحيطة بها ، ثم تحركت الى المام ومشت بمحاذاة الضفاف الرملية، تنقل خطواتها بمنتهى الأنتباه والحذر لتفادي الأصطدام بالنواتىء الصخرية الحادة ، عملا بوصية والدها ,وكم كانت مسرورة عندما إكتشفت أن أرضية البحر ناعمة وخالية تماما من التشعبات الصخرية الخطرة ، ومن أي اثر لحوريات البحر التي طالما سمعت عنها وهي صغيرة ، فزادت تقة بنفسها وشعورا بالأطمئنان .
وتابعت سيرها حتى وصلت الى حدود تلك البركة الطبيعية ، حيث إستعادت ذكريات ولا اروع ولا أمتع من ذكريات الطفولة ، وراحت تعيد تمثيلها بشوق لا يضاهيه شوق ، غذ كانت تقفز وتغطس ,وتخبط الماء بيديها ، لتعود وتغطس في الماء مسافة طيلة ، تخرج بعدها الى سطح الماء وتنفض قطرات الماء عن وجهها وشعرها ، وهي تتنفس ملء رئتيها ، وتضحك ، وتغرف الماء بيديها لتصبه على راسها وتراقبه بشغف وهو ينساب بين تقاطيع وجهها وكتفيها وذراعيها.
إلا أن هذا الشعور بالحرية المطلقة غير المقيّدة بأي قيدمن قيود المجتمع لم يدم طويلا ، إذ بارحها عندما تراءى لها شبح شيء ما ، لم تتاكد من طبيعته بعد ، يغور في الماء على مسافة قريبة منها ، ثم يظهر ليعود ويختفي من جديد ، مما اثار الذعر في نفسها من أن يكون ذلك كلبا بحريا يقوم بمناورة إستعدادا لمهاجمتها ، مع ذلك ، حافظت على رباطة جاشها ، وهي تستبعد وجود كلاب البحر في هذه البقعة الهادئة خاصة أن كلاب البحر أذكى من ان تخوض مغامرة الإنتقال في حركتها الى المياه الضحلة ، حسبما كان والدها يحدّثها ، ومهما يكن ، وجدت أن من الأفضل والسلم لها ان تبتعد عن دائرة الخطر ، إذ لعلّ الشبح الذي لمحته قبل لحظات ، كان فعلا شبح احد الكلاب البحرية.
وكم كانت دهشتها ، بعد ان وصلت الى تلك الضفة الرملية الامنة ، عندما وجدت نفسها وجها لوجه أمام السيد شريدان ، فصرخت بوجهه وهي ترتعش وتشهق من الذعر:
" تبا لك ، يا هذا ! ماذا تفعل هنا؟".
" اجل ، هذا انا ! وهل كنت تتوقعين أحدا واي؟".
وأنتصب واقفا امامها في الماء وهو يرفرف بأهدابه الداكنة ، ثم اضاف :
"الان عرفت كم أنت ماهرة في السباحة !".
" صحيح !".
"نعم صحيح وأكثر ! صدقيني انني لم اقصد بك شرا حينما حاولت المساك برجليك الممشوقتين ، وإنما قصدت مداعبتك ليس إلا ، ثم غيّرت رأيي كيلا أكون السبب في إثارتك ورعبك".
" سخيف ! يا لك من تافه وأبله".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 01:25 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت لا تزال تعاني من آثار الصدمة وترتعش وتشهق ، وتفكر بالويل الذي كان سيحل عليها لو أنه إنصاع لنزوته الطائشة وأمسك برجليها بينما كانت غاطسة في الماء.
تاملها طويلا ثم اجابها:
" انك تضخمين الأمور ، يا كيت ! وتصفينني بابشع النعوت بدلا من ان تشكريني لن ذلك الشبح كان شبحي وليس شبح السيد والت".
" كذا ! وهل تظن السيد والت يسمح لنفسه بالتصرف بمثل طريقتك الطائشة؟ كلا ، أبدا ! ثم ، من تظن نفسك تكون!".
كان ذلك كافيا ليفقده أعصابه ، غذ اخذ يضيق الخناق حول عنقها بيديه الضاغطتين لدرجة انها كادت تشعر بالإختناق ، فاطلقت صرخة مدوية ممن فرط ما إعتراها من اللم ، وهي تتمتم متوسلة كي يرأف بها ,وتقول:
" لماذا تفعل بي كل هذا ، يا براد! ماذا تريد مني , إتركني ، ارجوك ان ترفع يديك عني".
" مرادي أن اراك ولومرة واحدة غاضبة وثائرة !".
" لكن لماذا؟ هل ما فعلته بي يرضيك حقا !".
" الى حد ما .... لكنني فعلت ما فعلته الان إستعدادأ لجولات لاحقة أجني منها رضاك ومودتك وخاصة إقناعك بأمر من الأمور التي تهمني".
" لست أفهم ماذا تقصد بالأقناع والإقتناع ومدى علاقتهما بي أنا شخصيا !".
" لا ، أبدا ، وإنما هي غريزة حب الإستطلاع التي يشتهر بها معشر الرجال امثالي".
" لكن حياتي لا تعرف الأسرار ...... أنت واهم ، يا براد ! لا أسرار في حياتي ولا من يحزنون".
" بلى ، يا كيت ، حياتك كلها اسرار .... وحسبك منها ما يحيّر العقول بين ما أراك عليه من سذاجة وحيوية وعاطفة بالمقارنة مع ما تظهرينه من برودة أعصاب ونظرات صاحية أمام عدسات المصورين........".
" يا لها من تخيّلات مثيرة للضحك والسخرية ! لم اتصور قط أنك خيالي الى هذه الدرجة يا براد ، إلا بعد ان سمعتك تحلّق بعيدا في مثل هذه الأجواء الوهمية ".
"وماذا اقول عن صفاتي الأخرى التي تجهلينها والتي أنصحك بعدم البحث فيها للا تصابي بصدمة قوية يا كيت!".
" هيا يا سيد شريدان ! دعك من كل هذه السخافات التي لا تهمني إطلاقا !".
" إنتظري إذن لتري كم ستقدرينها في الوقت المناسب وتحترمينها !".
" مرحى ، مرحى لبراد شريدان ! عظيم أنت في اقوالك ، يا براد !".
قالت ذلك وهي تشعر بإستعادة هدوئها وسيطرتها على أعصابها بعد كل ذلك الخوف الذي داهمها ، فقررت ، وهي تقارعه الحجة بالحجة ، وترد سهامه الى صدره ، قرّرت الإنتقال من موقع الدفاع الى الهجوم، في محاولة اخيرة لتوجيه ضربة غرادتها أن تكون بمثابة الضربة القاضية ، ولكنها اخطأت بالتقليل من شأن منافستها والإعتزاز كثيرا بقدرتها من خلال تصرفاته الآتية نحوها ، عندما عمد الى تخفيف حدة لهجته وهو يرد عليها بلطف وهدوء ، وسرعان ما ادركت خطأها ، عندما أنتهرها قائلا:
"عندك! قفي مكانك وإياك أن تحركي ساكنا او أن تخطي خطوة واحدة الى الأمام".
وإنقض عليها كالصقر فأمسكها بكلتا يديه ، وقفت جامدة في مكانها وهي تشعر باللم يحزّ في اعماقها ، فيما كان يقول لها:
" إرفعي رجلك اليمنى من الماء....... والآن إخطي خطوة واحدة الى الوراء".
كانت نبرته قوية لدرجة أنها لم تستطع إلا الأمتثال لأمره بدون أدنى تردّد ، فتراجعت الى الوراء وهي حائرة مما كان يجري حولها .
كل ذلك والسيد شريدان يسندها ويوجّه خطواتها ، دون أن يتخلى عنها ولو لحظة واحدة الى أن إستعادت حالتها الطبيعية ، وأصبحت قادرة على إستيعاب الدوافع الحقيقية التي جعلته ينقض عليها كالصقر ويجمدها في مكانها ، وذلك لينقذها من وخزة افعى بحرية سامة وقاتلة في آن معا فيما لوتركها تتقدم خطوة واحدة أخرى الى الأمام.
وكم كانت رائعة ودقيقة في تجاوبها مع نصائحه لكي تبقى جامدة في مكانها ،وهي تشهق وتتنهد وتهذي من فرط الرعب الذي تولاّها ، مما حدا به الى ملاطفتها بقوله:
" ليس هناك ما يبرر شعورك بالرعب الى هذا الحد بعد أن رايناها وتجاوزنا خطرها ، أصبحنا في مأمن من شرّها ,ولا يبقى عليك الان إلا التراجع الى الوراء بكل عناية وحذر.
هكذا بدأت تتراجع الى الوراء دون ان تحيد قيد شعرة عن توجيهاته ، أو أن تصدّه عنها وهو يعانقها بشوق ، وإنما إكتفت بالهمس في أذنه:
" ماذا تظن كان سيحدث لي لو أنك لم ترها في الوقت المناسب؟".
" ارجوك أن تنسيها بعد ان أصبحنا في مأمن من شرّها".
" كانت الشيطانة قابعة بين الصخور تنتظر فريستها ، هذه هي المرة الأولى التي ارى واحدة منها ، بعد القصص التي سمعتها عنها كان يجب الا أمشي حافية القدمين فوق الصخور المرجانية ، لكنني نسيت ، فتبا لي!".
قالت ذلك وصمتت بعد ان تعثرت الكلمات في حلقها ، وهي ترتجف وتحدّق في وجهه ، وتفكر بكلمات مناسبة يمكنها بواسطتها أن تعبر له عن مدى شكرها وإمتنانها له ، وتحفظ لها ماء الوجه إذا إستطاعت ان تلفظها خالية من رعشة الرعب الذي لا يزالك يتحكّم بها ، وإلا اصبحت هدفا لسخريته وتهكمه ، ثم أطرقت براسها وهي تقول بلهجة خجولة :
" لست أدري كيف أشكرك ، يا براد ! انت...".
وقاطعها قائلا:
" ايتها العزيزة كيت ، سبق وقلت لك أن تنسي ما حدث ، وتعطيني فرصة كافية كي أجتازمرحلة الذعر الذي أصابني".
" أنت ذعرت ؟ هيا ، يا براد!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 01:28 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم يجبها على الفور ، وإنما راح يلامس ذراعيها بكلتا يديه ، ثم قال لها:
" نعم ذعرت ......... وها أنذا احاول جهدي الإفلات من حلقة الرعب الذي أصابني بقدر ما أصابك".
قال ذلك وهو يحدّق في وجهها المكفهر وفي عينيها اللتين عكستا الهلع ممّا كان سيحدث.
إقترب منها وعانقها بشوق غريب كانه يحاول ان يثير في نفسها توازنا بين ذاك الهلع الساطع من عينيها وهذا الشوق الوافد اليها من عمق ذاته ، ان ينتشلها من دائرة الشعور بالهلع ، لتعود الى ذاتها الأصيلة ، وقد نجحت هذه التجربة إذ سرعان ما خالجها شعور بالإبتهاج ، وطار شعورها بالخوف وكرهها للسيد شريدان ، تخيّلت ان كل شيء في هذا العالم عاد القهقرى ، وبدت لوهلة كأنها لا تريد بديلا عن هذا الشعور كأنها تتربع على عرش الطرب الى ما لا نهاية.
وما ان إستفاقت من ذهولها وفتحت عينيها لترى إذا كان ما تعيشه للحظات خلت حقيقة وليس حلما عابرا ، حتى عادت الى سابق عهدها وبدأت تسحب يديها المرتعشتين عن كتفيه في محاولة يائسة لقطع صلتها بالسعادة التي غمرتها ، كما لو أنها تقوم بهذه البادرة ليس لمجرد دفع نفسها بعيدا عنه وإنما لتجنّب شر قريب الوقوع ، ثم إستدارت وتنهدت ملء رئتيها وهي تقول له:
" أعتقد أن من الفضل لنا ان نعود".
"وهل هناك ما يمنعنا من البقاء؟".
وبدون أن تلتفت اليه دفعت بنفسها في الماء وراحت تسبح بسرعة لم تعهدها من قبل ، خاصة بعد تعبها وشعرت بأنه يحاول اللحاق بها.
وصلت الى الشاطىء المقابل بعد دقائق معدودات وهي تلهث من التعب وترتعش من الخوف ، وحاولت الإسراع بعيدا عن أعين الذين كانوا جالسين بالقرب من الشاطىء هربا من مواجهة فضولهم وسخافاتهم ، إلا أن السيدة فاي سدّت عليها الطريق ، فيما لاح شبح شريدان خلفهما ، وبادرتها بالقول وهي تبتسم بفتور:
" الى اين ؟ أنا لا يهمني معرفة ما حصل بينكما هناك".
" وماذا تظنين فعلنا هناك؟".
" لا أعرف ، ولا أريد أن أعرف ، كل ما في المر اننا إندهشنا عندما رايناك ذاهبة ثم لحق بك شريدان مسرعا دون ان يتفوّه بكلمة واحدة كما لو أنه ...... أجل ، كنا نراقبكما بدهشة لنرى النهاية".
ثم أومأ السيد ونتون رأسه بالموافقة وقال:
" بعد ذلك رايناكما تثرثران ببشاشة فعدلنا عن فكرة إرسال فرقة للأنقاذ".
فرد عليه السيد شريدان يقول بلهجة ناشفة:
"عظيم هو نظرك ، يا سيد ونتون ! انني اعطيك ستة على ستة ".
هنا تدخلت إيلين في الحديث لتقول:
" الحقيقة أننا وقعنا في الحيرة لمعرفة من منكما كان بحاجة للإنقاذ ".
كانت تتطلع الى الانسة كيت شزرا بطرف عينها.
والملاحظ ان الكل أدلوا بدلوهم ( بطريقة أو بأخرى ) كما توقعت الانسة كيت ، ما عدا السيد والت ، الذي بقي صامتا وهو يحدّق في وجهها بطريقة تحمل في طيّاتها ألف معنى ومعنى ، مما اخجل كيت وأنطق لسانها بالقول:
" كدت أدعس على أفعى سامة قاتلة".
قالت ذلك وصمتت تراقب ركس يتأوه بعجب ، وإيلين تشتم كلمات مبهمة ، وفاي تتنهد بقوة:
" لا شك أن تلك اللحظات كانت فظيعة ، وكيف تشعرين الآن ، يا كيت؟".
وتبعها ركس يشرح الخطر الداهم الذي تشكّله افعى البحر على الأنسان بمجرد الدعس عليها ، وهو يستشهد بحادث تعرّض له أحد معارفه صدف أن وطأ برجله على شوكتها السامّة وكانت الوخزة قاتلة.
وكانت إشارة ركس الى خطر الموت الذي تشكّله الأفاعي على حياة الأنسان كافية لأثارة عطف السيد وايت نحوكيت ، إذ إقترب منها وهو يقول لها:
" ما كان يجب أن تذهبي الى هناك ، يا كيت ، تعالي وإشربي كوبا من الليموناضة".
ثم امسك بذراعها لمساعدتها في الخروج من الماء وهي تتمتم بعد رؤية الباقين يتجمعون حولها وكلهم عيون شاخصة:
أرجوكم ألا تخبروا والدي بما جرى لي".
فردّت فاي:
" لن نخبره إطمئني".
وتبعتها غيلين :
" المهم هو ان الحادث مرّ بسلام ، وعلام كل هذا الفزع ! أقصد القول أنه كان يجوز لك أن تمري من امامها بسلام ودون أدنى خوف لولم تشاهديها".
" صح ! الحق معك".
أجابتها كيت ثم سارت في طريقها الى شرفة النادي ، حيث كان والدها جالسا مع أمين الصندوق وإثنين من اصدقائه يشربون الشاي والقهوة معا ، ويتبادلون أطراف الحديث ، وما أن وصلت حتى بادرتها السيدة لينا بالقول:
" أهنئك يا كيت على سباحتك الماهرة!".
" إبنتي سباحة ماهرة منذ الصغر".
قال والد كيت ردا على إشارة السيدة لينا ثم وجّه حديثه الى إبنته قائلا:
"هل وجدت البركة؟".
منتديات ليلاس
فأومأت له بالموافقة وإستدارت لتفاجأ برؤية شريدان يقترب من المكان ، وليعاودها التفكير في مسؤولية شريدان عن مدى القلق البارز بوضوح على ملامح والدها وتساءلت : ( ترى ، هل يكون قلقي أنا وقلق والدتي على والدي من نسج خيالنا ؟ وهل يعقل أن يشكّل وجود شريدان هنا أي خطر على مستقبل والدي في الشركة ؟ ) ورغم هذه التساؤلات المقلقة ، وحرجها على مستقبل والدها ، شعرت بنبضات قلبها تتسارع في الخفقان على أثر تذكر تلك النشوة التي غمرتها وهو يعانقها ، بعد ان أنقذها من خطر داهم كان سيكلّفها حياتها لو لم يهرع لنجدتها وإنقاذها في تلك اللحظة الحاسمة ، وحوّل بذلك شعورها نحوه ، من كره وجفاء ، الى مودة وصفاء.
إلا ان ضميرها ظلّ يؤنبها بدافع شعورها بالذنب خلال ما تبقّى من العطلة ، دون ان يراودها أي شعور بالسف على ما جرى ،ولا على بقائها بمفردها ساعة ودّعها والدها يوم الأثنين ليذهب الى عمله ، وهو يبتسم لها وعلامات الرتياح بادية على محياه كأنه يريدها أن تشعر بثقته الكاملة بها ، ومع ذلك ، لم يتمكن والدها من إخفاء معالم القلق بشكل دائم في عينيه ، ما جعل كيت تفكر بأن سبب قلقه ليس مصدره الأفراط في العمل أو الخوف على حياة والدتها التي كانت ستخضع لعملية جراحية حسّاسة قريبا ، وبدت مقتنعة ، أو شبه مقتنعة بأن هناك شيئا ىخر يشغل باله ، بدليل أن والدتها كانت تشاركها الشعور ذاته ,وتساءلت في ما عساهما يفعلان لمساعدته في التغلب على قلقه طالما أنه يرفض الإعتراف لهما يوجود ما يشغل باله بالمرة ، ثم تنهدت والمرارة تحز في نفسها ، وتوجهت الى المطبخ لتعد لائحة بالمواد الغذائية التي يجب أن تشتريها لسد حاجاتها المنزلية خلال الأيام القليلة القادمة.
لم تطل وحدتها أكثر من بضع ساعات غذ عاد الخادم بيني لمزاولة عمله بعد أن قضى بضعة أيام عند أهله ، وزار خلالها خطيبته ، وتجدر الإشارة الى أن بيني يعمل في خدمة العائلة منذ سنوات ، جنبا الى جنب مع العمة نونا ، يساعد في تنظيف البيت وترتيبه ، ويذهب الى السوق ، مرة اومرتين في الأسبوع ، لشراء لوازم البيت من مواد غذائية واشياء أخرى.
هذا وبدت الانسة كيت اليوم متحمسة لتركيز إهتمامها على تدبير شؤون البيت ، إذ نادت على بيني وطلبت منه أن يحضّر بعض القهوة ويأتي بها لشربها معا والتداول في الأمور المنزلية ، وبعد دقائق كانا يتشاوران حول الأغراض الموجودة في غرفة المؤونة ، خاصة وأن كيت كانت تنوي إقامة حفلة عشاء خلال الأسبوع الجاري ، ثم وضعت لائحة طويلة عريضة بالأغراض المطلوبة ، واعطت بيني بعض المال ، وطلبت منه الذهاب الى السوق لشراها والعودة بها بأقصى سرعة ممكنة.
ومان أن خرج بيني من البيت حتى ذهبت كيت الى الصاولن حيث جلست تفكر بما عساه سيكون رد فعل والدها على قرارها بإحياء حفلة عشاء قريبا ،بعدما لفت بيني إنتباهها الى برنامج التقشف الذي بدأ بتطبيقه فور سفر والدتها الى بريطانيا للمعالجة.
في المساء ، طرحت كيت الفكرة على والدها ، فحاول أولا أن يقنعها بعدم إقامة حفلات كهذه في بلدة مثل ماهور ، التي لا يؤمها سوى عدد قليل من الوجوه الجديدة ، بين الشهر والآخر ، ثم عاد وسمح لها بإقامتها بشرط أن تؤجلها الى الأسبوع القادم ، ريثما يعود السيد والت الى البلدة بعد إنقضاء زيارة خاصة في الخارج.
وهكذا إنتهى الجدال بينهما الى نتيجة لا تبعث على الإرتياح الكلي في نفس كيت ، التي إستدارت دون أن تعلق بشيء على إقتراحه لتأجيل إقامة الحفلة ريثما يعود السيد والت ، وتوجهت الى غرفة نومها ولسان حالها يقول : ( لماذا يا ترى يخصص والدي قرصا في كل عرس للسيد والت!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-11, 05:03 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- المفاجآت تأتي تباعا



بعدما مرت بضعة أيام لم تر خلالها إلا السيد شريدان ولا السيد شريدان ولا السيد والت ، تذكرت الآنسة كيت ما سبق وقاله لها عن الفارق الكبير بين الحياة الأجتماعية الصاخبة والمنتظمة في لندن والحياة الأجتماعية الرتيبة والمشوشة في ماهور ,وتأكدت من صحة تلك الأقوال ، وهكذا بدأت تعوّد نفسها على التكيف مع هذا النمط الروتيني من الحياة في ماهور طالما أنها ستبقى هنا ريثما تعود والدتها من لندن وتتماثل كليا للشفاء بعيدا عن الإثارة والمفاجآت ، الوجوه التي تقابلها يوميا هي ذاتها، والمناظر الماثلة أمامها ,والروائح المنبعثة من حرارة المناخ ورطوبته لا تتغير ، وليس هناك من يكترث كثيرا لدعوة فلان من الناس الى حفلة غداء أوعشاء ، لا فرق ، اولتلبية دعوة ، الكل يتزاورون كيفما إتفق وساعة يحلولهم ، بدون موعد أودعوة سابقة ، وكثيرا ما تجتمع النسوة في بيت هذه أوتلك ، لتناول القهوة والثرثرة، خلف ابواب ونوافذ مغلقة بوجه شمس الشرق اللاهبة.
حتى أن هواة الرياضة قلما يمارسون لعبة التنس او الغولف ، أو السباحة ، أو السباق ، بروح التحدي أوالمنافسة ، ليس بسبب إفتقارهم الى مثل هذه الروح وإنما لأن الطقس الحار هنا يخمد الحركة والنشاط في النفوس ، ويجعل الرياضة وسيلة من وسال التسلية الفارغة يمارسها الرجال والشباب لمجرد قتل الوقت وملء الفراغ ، تلك هي الحياة الجارية والمعاشة في ماهور ، حيث لا يجد الناس ما يتمتعون به سوى الدردشة عن الدكاكين وحالة اسواق المطاط المتردية ، وتبادل القال والقيل.
في ظل هذه الأجواء أقامت الآنسة كيت حفلة عشاء ارادتها أن تكون حافلة بشتى الوان الترفيه من مآكل ومشروب ورقص وطرب وموسيقى ، بعد ان دعت اليها جميع الشخصيات المعهودة في مجتمع ماهور ، وفي مقدمتهم إيلين وزوجها ، وتوم ولينا ماديسون ، والسيدة فاي ، وشريدان ، ووالت وغيرهم ، وقد هيات نفسها لمواجهة كافة الإشكالات المتوقعة أثناء الحفلة إستنادا الى خبرتها الحديثة عن تصرفات بعض المدعوين ، أمثال إيلين التي اصبحت مضرب المثل في المشاكسة مع زوجها ، والتودد الى الرجال بقصد التعرف اليهم ومصادقتهم ، والسيدة فاي التي ستاتي برفقة شاب جديد تأمل أن تستهويه للزواج منها ، وما يتخلّل تلك المطاردة وهذا الهرب من مشاحنات كلامية لاذعة وساخرة ، الى آخر ما هنالك من شؤون وشجون.
كان أول الوافدين الى الحفلة إيلين وزوجها ، ووصل بعدهما على التوالي كل من السيدة فاي ، وشريدان ووالت وغيرهم ، وكانت الآنسة كيت تستقبلهم ببشاشة على الباب ، وبعد لحظات إختلط المدعوون ببعضهم بعضا ، يتبادلون أطراف الحديث والإنجذاب ، بعضهم يدردش ببراءة والبعض الآخر ينتقد هذا اوذاك بدافع التهكم او الغيرة.
إيلين مثلا لم يعجبها منظر فاي وهي متأبطة ذراع أحد كبار العاملين في إحدى شركات النفط ، وعلّقت على ذلك بقولها ، على مسمع من الآنسة كيت:
" أنها حقا مقرفة ومبتذلة ، لقد ىن لها أن تخجل من نفسها عن تصرفاتها الحقيرة وتكف عن مطاردة الرجال منذ لحظة وصولهم الى المطار.
فردت عليها كيت موضحة بعض الأمور الكامنة وراء تصرفات فاي بطبيعة وظيفتها في دائرة العلاقات العامة ، بحيث يقتضي منها إستقبال وتوديع الشخصيات الوافدة الى ماهور بدعوة من الشركة ,ولا عجب إذا شوهدت بين الحين والاخر برفقة احدهم.
إلا أن هذا النوع من الدفاع عن تصرفات فاي لم يقنع إيلين ، التي تمادت في الطعن بسلوك فاي ونعتها باقبح النعوت لدرجة جعلت السيد والت يتصدى لها قائلا:
" بصراحة ، لا مجال لنكران حقيقة أن فاي رائعة الجمال والجاذبية لدرجة أنني لن أتردد لحظة واحدة في الموافقة على الزواج منها لدى أول إشارة بقبولها إياي زوجا ".
" ومن تظنه سيمنعك عن تحقيق رغبتك خذه!؟".
أجابته إيلين بإزدراء وسخرية:
" لا يقف حائلا بيني وبين تحقيق امنيتي سوى شوق غير متبادل يعود الى أيام الصبا ، وكما يقول المثل : ما الحب إلا للحبيب الأول........وأنت ربما تعرفين أن كيت رفيقة الطفولة مذ كنا متجاورين".
مطّت إيلين شفتيها إستخفافا ثم إستدارت وهي تقول:
" هنيئا لكما إجتماع شملكما بعد فوات الأوان".
قالت ذلك وتركتهما لتذهب وتبحث عن مجال آخر للدردشة ، فيما افلتت كيت نفسها من ذراع والت لتستقبل شريدان بعد ان رأته يقترب منها ، وبدون أن يقول كلمة واحدة ، دعاها للرقص معه على انغام الموسيقى الحالمة الناعمة ، لا يؤثر على شعورهما بنشوتها وطربها سوى الجو الحار الخانق الذي يخيم في أجواء القاعة رغم وجود مكيفات الهواء التي بدت عاجزة عن تخفيف حدته.
رقصا طويلا حتى إذا شبعا من تبادل النظرات التي تعكس بوضوح بهجة كيت وفرحتها وهي منسجمة مع الموسيقى ، تنقل خطواتها برشاقة متناهية مع إيقاعات الألحان وخطواته البارعة المنسّقة ، بادرها بقوله:
" صدقيني يا كيت أنني بدات أفكر بانك تتجنبين لقائي!".
" أنا ؟ لماذا تتهمني بمثل هذه التهمة التافهة؟".
" وانّى لي ان أعرف الحقيقة !".
صمت قليلا وهو يراقصها ويفكر ثم تابع قائلا بهمس:
" لم أرك منذ الأسبوع الماضي ، ألا يبرر ذلك تهمتي التي تقولين أنها ظالمة؟".
تنهدت الانسة كيت إذ تذكرت بدهشة وعجب الحديث الذي جرى معه أثناء هبوب العاصفة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارجري هليتون, margery hilton, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, the beach of sweet returns, عبير, قبل ان ترحل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t170495.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ظ‚ط¨ظ„ ط£ظ† طھط±ط­ظ„ ظ…ط§ط±ط¬ط±ظٹ ظ‡ظٹظ„طھظˆظ† This thread Refback 04-08-14 01:27 AM


الساعة الآن 10:11 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية