كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وتدخل السيد ركس في الحديث ليقول:
" سوف نطالب بنقله الى ماهور إكراما لخاطرك ، يا فاي! ".
فردت عليه قائلة وهي تبتسم:
" إستنادا الى ما قاله لي من المتوقع جدا ان يعود الى ماهور سواء حصلت المطالبة بعودته ام لم تحصل".
وصمتت تتطلع الى وجوه الحاضرين ، ثم تابعت تقول:
" نعم ، يجوز ان يعود ويقيم هنا بصورة دائمة ، إنه يفكر بشراء بيت الدكتور ليم القريب من الشاطىء ، من يعرفه؟".
" انا أعرفه واتذكره جيدا".
ردت الآنسة كيت وصمتت لحظة ثم تابعت :
" كان يملك مستوصفا هناك قبل بناء المستشفى الجديد".
وإستطردت فاي قائلة:
" المهم ن براد يعرفه ايضا وإتفق معه على شراء المنزل منه بعد حالته على التقاعد ، وإن شاء الله تتم الصفقة ويعود براد".
قالت ذلك وخرجت ، وتبعها ركس وماديسون وزوجته ، وكل واحد يلوّح لها بيده مودعا.
في اليوم التالي كانت ارض مطار ماهور مسرحا لوداع مؤثر كانت والدة كيت ابرز نجومه ، أدهشت الناس بطريقة تعبيرها عن عاطفتها إتجاه إبنتها الوحيدة وكانها كانت تودعها الوداع الأخير وهي تضمها الى صدرها ، تجهش بالبكاء وتقبلها ، وتهمس في أذنيها كلمات الدعاء والرضى والسفر والعودة بالسلامة.
" مع السلامة يا حبيبة قلبي وقرة عيني ، مع الف سلامة ، لست اعرف كيف ساعيش بدونك ، غيّري رايك يا حبيبتي وعودي معي الى البيت ، إسمعي مني وغيّري رايك يا إبنتي إذا كنت حقا تحبنينني".
" امي ، يا أعز مخلوق عندي في الدنيا ، إنني أحبك وأحبك أكثر من نفسي ، لا يمكنك ان تتصوري كم احبك..... هيا إبتسمي لي الان واعدك بانني لن اطيل الغياب ، ساعود قريبا لأن شوقي اليك لا يوصف".
" مفهوم يا كيتي ، مفهوم ، وهل لي أحد في الدنيا سواكما؟".
وصمتت إذ فوجئت بزوجها يطوّقها بذراعها وهو يقول لها:
" كفى يا رفيقة العمر ، كفاك بكاء وتحسرا..... إبنتنا مسافرة للعمل في لندن وستعود الينا قريبا ، لا تخافي عليها ، وأدعي لها بالسلامة في الذهاب والأياب".
ثم إلتفت الى إبنته وودّعها:
" مع السلامة يا كيتي ، والى اللقاء".
وبعد دقائق معدودة أقلعت الطائرة ،وكان على متنها أيضا السيدة فانهان التي جعلت رحلة كيت غاية في الراحة والإطمئنان.
توقفت الطائرة في مطار سنغافورة ، حيث إنتقلت كيت والسيدة فانهان الى طائرة أخرى لمتابعة سفرهما الى لندن عن طريق البحرين ، بعد إستراحة بضع ساعات أنتهزتاها لزيارة مصممة الأزياء الصينية وإبنتها الموهوبة.
وكم دهشت كيت عندما وجدت الفتاة الصينية كئيبة بسبب عدم ورود اية عروض اليها من الخارج في اعقاب نشر تصاميمها الرائعة في الصحافة العالمية اثناء معرض الأزياء الذي جرى في ماهور ، حسبما أوحت لها الانسة كيت من أن بعض دور الأزياء الأميركية ستهتم بتصاميمها وتستدعيها للسفر الى أميركا ، فتحقق احلامها الفنية والصحية هناك بفضل إمكانيات اميركا الفنية الهائلة ووسائل معالجة الشلل المتوفرة هناك.
وسرعان ما عادت اليها بشاشتها وبسمتها عندما أكدت لها كيت بأنه سياتيها عرض اوأكثر ذات يوم ، وما عليها إلا أن تصبر ، ثم أخبرتها بأنها متوجهة الى لندن وستحاول جهدها هناك أن تساعدها بطريقة من الطرق ، فإنفرجت أسارير كيم وراحت تعرض عليها رسوم بعض التصاميم الحديثة ، ولم تمانع في أن تأخذها كيت معها لتحاول عرضها على دور الأزياء التي تتعامل معها ، عسى ان تعجبها.
ولم تدع كيت هذه الفرصة الذهبية تمر دون ان تخبر الآنسة كيت عن الهواية الجديدة التي بدأت تمارسها فور عودتها من ماهور الى سنغافورة ، إذ إشترت البوما جمعت فيه الصور التي نشرتها الصحف العالمية عن الأزياء التي عرضت اثناء المعرض ، كان بينها صورة لنفسها وكيت واقفة بجانبها ، وأخرى ظهر فيها السيد شريدان وهو يحادث الانسة فاي ، مما اثار في نفسها ذكراه وبدا قلبها يخفق بضراوة وبصورة متسارعة ، كما اخبرتها بأنها طلبت من بعض الصحف أن ترسل اليها المزيد من تلك الصور لضمّها الى مجموعتها وهي تتامل وجه كيت وتبتسم لها كأنها أصبحت تملك ثروة طائلة تحرص اشد الحرص للمحافظة عليها ، ثم سألتها:
" يسعدني ان أرسل اليك عددا من الصور التي ستردني إذا كانت تهمك".
أومات كيت راسها بالموافقة وهي تبتسم ، والحزن يشع من عينيها ، لقد أعجبتها الفكرة واحزنتها في آن معا ، أعجبتها لأنها كانت تتمنى أن يكون لديها صورة أو أخرى من صور شريدان ، وأحزنتها لأنها كانت تغار عليه من فاي وتكره ظهوره معها في صورة نشرتها الصحافة العالمية بحيث يستحيل نزعها من الأذهان بسهولة ،وتحسد الثقة التي اولاها لفاي ، إذ كشف لها عن مشاريعه المستقبلية وطموحاته ، وحياته الخاصة ، بينما كان يركز إهتمامه وهي برفقته على أمور تافهة ، يحاول من خلالها التحري عن طبيعة العلاقات القائمة بين والدها والسيد والت ، ويغطي محاولاته بالتظاهر بأنه كان يحبها ، لكنها عادت وإستدركت ان لا شيء يدعوها للأسف عما فاتها ، معتبرة التجربة ، تجربة خروجها معه ، حدثا عابرا سرعان ما يفقد اهميته وتنساه حالما تنهمك في الأعمال التي تنتظرها في لندن ، وما السيد شريدان سوى شاب وسيم الطلعة ، مفتول العضلات ، عريض المنكبين ، همه الوحيد مطاردة النساء ، لا لشيء إلا لإثبات قدرته على الإيقاع بهن ، وليست هي في نظره سوى واحدة منهن ، لم تكن الولى في حياته ولن تكون الأخيرة.
|