كاتب الموضوع :
romantico triste
المنتدى :
قصص عبير الاحلام القصيره
تسلم ايديك ياعبد الله .. وبالنسبة لانها اول كتاباتك .... انا شايفة انها كانت رائعة ........... واستمتعت بيها جدا رغم الحالة الصعبة التى تمر بها البطلة ...... والحزن الرهيب الذى طغى عليها خصوصا عندما اقتربت نهايتها ....
عندما قرات الملخص لما اكن اتوقع ان تحمل القصة هذا العمق النفسى والانسانى للبطلة التى لازالت اطياف الماضى تلعب بها وترميها على شواطئه وترفض ان تستقل سفينتها لتبحر فى عالمها الحقيقى وتواجهه بكل ما فيه ...........
طيف الماضى ... عنوان يحمل الكثير والكثير من المعانى فكم من اطياف من الماضى تهاجم الانسان ... ذكريات حزينة ..تؤثر عليه وتغتاله احيانا وفى حالة بطلتنا طيف الماضى يتملكها تماما .... يتملكها بارادتها .... وهى ترفض ان تنفض هذه الاطياف عنها .... متمسكة بها بصورة كبيرة فلما ؟؟
عند قراءة هذه النوعية من الروايات نجد اننا نقراها وتكون طبيعية جدا .. لاشىء فيها يدعو الى الشك ... كلها حوارات واسباب منطقية يمكن ان تحدث ..... وعند نقطة معينة تبدأ التساؤلات ؟؟ وعند نقطة اخرى تبدأ الحيرة فعلا ..... ليقوم الكاتب بااعطاء بعض الاشارات عندما تشرف الرواية على نهايتها تمهيدا لتفسير ما يحدث من غموض فى الاحداث .... وهذا ما حدث فعلا فى سرد احداث الرواية .......
شخصية مثل شخصية البطلة.... اهتمامها انحصر فقط فى مشاعر حب تفتقدها وتريد الشعور بها ... اذن هى الباحثة عن الحب بضراوة ... تقرأه فى رواياتها ....... تعيشه فى احلامها ... حتى تحقق الحلم فى يوم من الايام وانقلب لواقع .. بعد انتظار دام الكثير ... وانقضى شبابها فيه واحبت فعلا.....قابلت فيه زوجها – راندى جاستين - من واقع احداث الرواية انها احبته حبا جما وراته فارسها ومنقذها وبطلها ... كان حبا مثاليا فى نظرها .... فكان من الصعب عليها التخلى عنه عندما انتزعه القدر منها .. لذا لم تحتمل .... لم تحتمل ضياع الحب ولم تحتمل مرور سنوات اخرى كثيرة فى انتظار الحلم المنشود مرة اخرى ...... فانهارت ..... ورفض عقلها الباطن ان تمضى الى الامام .. وظل يوجهها الى النظر الى ماضيها .. وجعلها ترفض فكرة التخلى عن الحب الذى وجدته ولا ننسى ان فكرة البحث عنه هى عاشتها بكل مرارة ........فرفضت الواقع وغرقت فى بحر من الاوهام ........
اذا عقدنا مقارنة ما بين واقع ماليندا الحقيقى وعالمها الوهمى نجد انهم يتلاقا فى نقطة واحدة او يعيشان نفس الحالة تقريبا ........
ففى الواقع ................. ظلت ماليندا تبحث عن حب طيلة حياتها .. طيلة احلى سنوات عمرها فكاد ان يصيبها اليأس الى ان قابلت زوجها فى هذه الفترة .......... وعاشت الحب الذى ارادته يوما ...
ووفى العالم الوهمى ايضا ... تصل الى حالة من اليأس من عدم وجود الحب فى حايتها ......... الخ .. لتلجأ للتخلص من كل هذا وتفكر فى الانتحار وفى هذه اللحظات تلقائيا يعود طيف الماضى اليها ... يعود طيف زوجها السابق ..... يبدأ عقلها فى نسج قصة حب ....الفارس الذى يظهر لها ..... ينتشلها من هذه الحالة المزرية .... تعيش معه احلى قصة حب وهمية ......تصطدم بنفس الواقع التى كانت تخشاه فى كل مرة .. فتنهار وتفقد الامل فى الحياة وتعى فى لحظة وتفقد ادراكها فى الف لحظة بعدها ... وكأنه لامفر من هذه الدوامة التى تعيش فيها ..... وكأن كل حياتها وقفت عند هذه اللحظة فقط ............. وكأن ايضا حياتها عبارة عن شريط كاسيت يتوقف عند لحظة معينة ويبدأ فى اعادة نفسه مرة اخرى ......
تعمق الكاتب بوصف حالة ماليندا بداية من اول ظهور لها .... فتاة يائسة .... وحوارها الطويل مع نفسها لتسترجع باايجاز الاسباب التى جعلتها تصل لهذا لقرار الانتحار .......وحتى فى هذه اللحظة تلتفت حول نفسها علها تجد هذا الفارس الذى ظلت باانتظاره طويلا .... ولكنه لم يظهرايضا ... وتقدم على تلك الخطوة ليظهر الفارس الذى اتى من العدم والذى صنعه خيالها ......... وهنا يمتزج الواقع بالوهم لديها .... وتبدا بنسج رواية مستغلة كل ما حولها ليخدم تلك الرواية ... محل زهور مغلق ... ويكون هذا الفارس هو من يمتلكه ... يحوارها ويشد من ازرها وعزيمتها ويعطيها امل فى الحياة وان عليها الا تتسرع فى انهاء حياتها ...... والاهم تسأله عن اسمه ليجيب باسم راندى جاستين الذى يمثل لها الحب الوحيد فى حياتها ...
فتتحول الفتاة اليائسة فى بداية الاحداث الى فتاة اخرى تملأها السعادة ...... لتترد لحظات امام شقيقتها عندما باحت بااسمه .. وهذا الاسم كان كفيل باثارة الريبة والقلق الشديد لدى كلا من شقيقتها وزوجها ومن هنا بدأت الحيرة فمن يكون جاستين هذا ؟ وما هو مدى خطورته على ماليندا ؟؟
استمرت الاحداث هكذا ما بين سعادة زائفة وخوف .. وتخللتها بعض الاحداث المهمة او الاشارات التى جعلت القارىء يتنبه ان هناك شىء ما فى الاحداث ليس طبيعى او منطقى ؟؟ فجاء حديث قصير بين ماليندا وسلمى ابنة اختها الصغيرة تسألها ان كانت بمفردها او لا؟؟ ويحمل تساؤلها خوف واندهاش كبير.... ورغم تأكيد ماليندا انها تتحدث مع نفسها الا ان هناك بعض الخوف وعدم التصديق من قبل الفتاة الصغيرة .....
هناك ايضا حديث بين جيسيكا وبافى وكلا منهما تتبنى وجهة نظر مختلفة .. فجيسيكا ترى ان الامر عليه ان ينتهى لانها قلقة جدا على اختها من ردة الفعل ولا يهمها بتاتا تلك السعادة الزائفة التى تعيشها ... اما بافى فتنظر للامور لحظيا .. و مادامت ماليندا سعيدة .. اذن اتركوها .. ولكن عندما اخبرتها ماليندا باانه قادم ليتزوجها .. تغيرت رد فعلها تماما وكأنها ادركت حجم الهوة التى تسقط فيها صديقتها .....
من امتع واروع الحوارات فى الرواية .. لقاء ماليندا بجاستين عندما ذهبت لتخبره بان عائلتها تريد رؤيته .... يمكن من البداية تدرك انه حوار عادى طبيعى ولكن عندما تكون مدركا لحالة تلك الفتاة .... تنظر للحوار بصورة مختلفة .... الحوار حمل الكثير من الاشارات التى تصدم القارىء اثناء القراءة.... فعندما ذهبت للقائه مسرعة ..يكون المحل مغلق كالمعتاد - وهنا تأكيد من الكاتب اكثر من مرة فى الاحداث -.. يظهر صوته من اللاشىء .... وعندما يجلسان ويحتسيا الشاى معا .... تفاجا بنظرات النادل الغريبة لها وكأن شيئا ما خطأ فتسارع بتفسير ذلك لنفسها ولها ... يأتى الشاى ولا يلمسه .. وعندما تلاحظ ذلك التصرف الاخير تسأله ودون ان تنتظر الاجابة حتى تجرف نفسها لحوار اخر - وكأنها لا تريد ان تكتشف الحقيقة - ....... حوار رائع جدا ......
وتستمر لعبة الاشارات مرة اخرى ... يعطيها وردة فلم تجدها ........... ولا ياتى فى موعده كما قال زوج شقيقتها ..... لتنهار وتخرج مسرعة لتصطدم بالحقيقة المرة .. وياليتها حقا الحقيقة ..فقط انه غدر بها كذب عليها ..هجرها .. وليس انه لا وجود للشخصية اصلا .... لتصاب باانهيار نفسى .........
نهاية الرواية كانت صعبة وحزينة وبها نوع كبير من الاستسلام واليأس ... فقد عادت لنقطة البداية دون ان تتحسن .. فستظل دوما تنظر خلفها .. تنظر لماضى موجع ... ولا تستطيع المضى قدما فى حياتها ...
اعجبتنى الرواية جدا وتأثرت بها كثيرا وارهقتنى حالة البطلة جدا جدا فلم اعرف اكرهها لاستسلامها ام اشفق عليها لحالة اللاوعى التى اختارتها لتكون سبيلا لها للسعادة .........
تسلم ايديك مرة تانية .....
|