كاتب الموضوع :
om mayar
المنتدى :
الارشيف
_ كوري يسعدني أن أراك مرة أخرى، وأرجو منك أن تناديني باممي
جيليان .
كان ذلك صباح يوم من أيام شهر نيسان بعد أربعة أسابيع مما حدث
يوم الجمعة السابق . كانت قد استأجرت شقة بسيطة جميلة . وفي ذلك
الصباح دخلت كوري إلى مكاتب شركة هانتر وهي تشعر بالخجل
والارتباك . . كان المبنى ضخما مزخرفا بشكل يدل على الترف . . وهناك
استقبلتها ابتسامة جيليان كوكس الحارة التي خفضت من الذعر´ الذي كان
يتملكها وهي تواجه سكرتيرة رئيس الشركة في أول يوم لها في وظيفتها
الجديدة .
قالت بصوت بدا طبيعيا أثار دهشتها :
_ مرحبا يجيليان يسعدني أن أراك مرة أخرى أنت أيضا ، كيف حالك؟
_ أرهقني العمل حتى أصبحت مجنونة تقريبا وعلى شفير الانهيار .
وعدا ذلك ، فأنا في أحسن حال .
اتسعت ابتسامة جيليان التي جا،ت إلى غرفة الاستقبال لترحب
بكوري شخصيا ولتصحبها إلى المصعد وهي تقول :
_ لا بد أنك متلهفة إلى مقابلة ماكس . من غير المعتاد أن يقابل
الموظف رئيسه قبل أول يوم من تسلمه العمل . أليس كذلك؟
أجابت كوري بصوت ضعيف :هذا صحيح .
_ لكنه عاد للتو من رحلة إلى الشرق الأوسط كانت حافلة باجتماعات
العمل ، ولكنها كانت مثمرة للغاية وهذا هو المهم . ستنجحين معه
كوري، فهو رثيس لن تجدي مثله . . إنه رثيس بمليون رئيس . ما كنت
لأتركه أبدا لولا حصول زوجي على تلك الوظيفة الرائعة في الولايات
المتحدة ء خصوصا بعد أن أمضيت في خدمة ماكس خمسة عشر عامأ
لكن ذهابي إلى زوجي كولين ضروري .
كانت جيليان تتكلم عندما وصل المصعد إلى الطابق العلوي حيث
المكتب . انفتح باب المصعد فظهرت الأرض مكسوة بسجاد سميك تبني
اللون، وسرعان ما اخترق السكون صوت غاضب لرجل، يقول :
_ جيليان ، بحق الله يا امرأة ، أين الفاكس الذي وصل هن
كاتشويا؟
انطلقت نظرات كوري إلى الباب القائم في منتصف الممر ، حيث كان
يقف رجل أسمر ضخم الجسم لكن عيني ماكس هانتر لم تكونا مصوبتين
إلا إلى سكرتيرته الهادئة الأعصاب التي تقدمت نحوه بعد أن أشارت إلى
كوري بدخول مكتبها الذي كان يواجههما . . تقدمت نحوه قاثلة بهدوء :
_ إنه على مكتبك ، ماكس، منذ ثلاثة أيام . لا شك أنك دفنته تحت
كومة الأوراق تلك التي كنت تقرأها أثناء العطلة الأسبوعية .
توارت جيليان لثانية أو اثنتين قبل أن ترغم كوري نفسها على دخول
مكتب المرأة الأخرى الذي سرعان ما سيصبح مكتبها هي إذا نجحت
بالاستقرار في هذه الوظيفة ء ولكن بعدما رأت ماكس هانتر شكت بذلك .
هذا الرجل ضخم الجسم ، عريض الكتفين . ولكنه ليس كبيرأ
منذ خمسة عشر عاما رحل والده تاركا إرثه هذا لابنه الذي كان يبلغ العشرين وقتذاك
ئلائة وعشرين عاما . لكن وجهه الصيارم الملامح وشعره الاسود ألذي خطه
الشيب ، أظهره أكبر سنا . سحبت كوري نفسا عميقا وغارت .في أحد
المقاعد الوثيرة المنتشرة في مكتب جيليان الفسيح سلوكه هذا لا ينطق
على أنه رئيس بمليون رئيس..
_-عاد كل شيئ، إلى الهدوء كما كان .
قالت جيليان هذا وهي تدخل إلى مكتبها من خلال الياب الموصل بين
مكتبها ومكتب ماكس هانتر، ثم تابعت تقول : كان السيد كتشوي
منتظرا في الطرف الاخز من،التليفون . . هو يكره كل ما هو غير منضبط مائة
بالمئة .
أومأت كوري بصمت . لقد فهمت ذلك بنفسها . أخذت تسوي بذلتها
الأنيق« الكحلية اللون الباهظة الثمن ، ثم تنحنحت ، عندما مالت جيليان
إلى الأمام وقالت بسرعة :
_ لا تهتمي بمظهر ماكس ولاسلوكه ، يا كوري . فهو رجل رائع حقا
رغم كل هذا ، لقد كنا دوما منسجمين معا
_ أحقا؟
كانت كوري بحآجة ماسة للشعور بالاطمئنان ..
_ إنه يعرف بكل تأكيد ما يريد وما لا يريد ، كما أنه لا يحب أن يخدعه
أحد .
ضحكت ، فتجاوبت معها كوري بابتسإمة باهية . وتابعت جيليان.:
_ كما أن لديه وجهة نظر صارمة بالنسبة للآخر ين .
رأت كوري أن الأمر قد ازداد سوأ ، أما جيليان فتابعت قاثلة :
_ قابلت باسمه عشر فتيات تقدمن لهذه الوظيفة فكتت أنت الوحيد ة
التي وافقت صفاتها ما يريد . بعضهن كن بالغات االفضول ، وبعضهن
فاقدات لذلك . وبعضهن حوامل. ٠ ينتظرن الولادة ويسألن عن إجازاتت
الأمومة وهذا يصيب ماكس بالجنون . كما أنه لايريد تلك التي تنشغل
بزينتها على الدوام او التي تسمر عينيها.على ساعة الجدار ، وهو يريد
الفطنة والجذر إلدائم .
وأشرق وجهها بالابتسام .
فقالت كوري بحذر
` _ حسنا لقد حدثتتتي عما يكرهه ، ربما ٠ ينبغي أن أعلم ما يحبه أيضا .
واذا بصوت عميق هاذئ يقول :
• بالإضافة إلى التعليم الجامعي ، هناك العقل،
الحكمة ، و . . .
_ ماذا؟
كان عليها أن ترغم نفسها على قول شئ . إن شنخصية هذا ٠ الرجل عن
قرب مدمرة . . لكنها لم تجرؤ على إظهار مدى تأثيره فيها صحيح أن
ملامج وجهه صارمة ، كما سبق أن رأتها ، لكنها كانت اكثر من ذلك
بكثير فالرجولة تتجلى فيها، ببشرته السمراء، و انفه و فمه القوي لكن
عينيه هما اللتان كانتا تشعان جمالا بلونهما الذهبي..و اهدابهما الكثيفة•
السوداء . لم تر في حياتها قط مثل عيني هذا الرجل فإن لهما تإثير يصيب
الناظر باشلل.
اكمل باختصار : و الجمال
وفي اللحظة التي إقترب منها باسما ، رأت عينيه ترسلان شعاعهما
الذهبي ليغمرها إلن أخمص قدميها .
تمالكت.نفسها بسرعة ء وقفزت واثقة تمد يدها ٠ إلى حيث ابتلعتها يده
الضخمة ء لكنها جعلت قبضتها.قوية ثابتة رغم ابتسامتها المرتجفة نوعا
ما . . أدركت أنه كان يمزح و هو يذكر الجمال`.فجيلياتبالغة الاناقة لا
عيب فيها، ولكن مهما كان مقدار تقديره لها لا ٠ يمكن أن يقول إن فى وجها
الذي ينضح بمشاعر الإمومه هو وجه جميل
_ إذن فانت نوذج الكمال الذي كانت جيليان مستمتعة بالبحث عنه.
قال ذلك مفكرأ وقد بدت في صوته لكنة لم تستطع تمييزها .
قالت وهي تجذب يدها من يده :
_ أنا كوري ماسترز يشرفني التعرف إليك .
_ وأنا كذلك ، والاسم هو ماكس بالمناسبة .
ماكس ما الذي يجعل بينهما كل هذه الإلفة حتى يسمح لها بأن
تدعوه باسمه الأول؟
تابع يقول : إنه مختصر اسم ااماكسيميليان دعاني أبي باسم النجم
السينمائي المفضل لديه ااماكسيميليان الروبوت في فيلم الثقب
الأسود . كان أبي يقول ذلك للناس ، ولكنه سرا كان يعترف بأنه دعاني
باسم الأمبراطور الروماني ماكسيميليان الأول ، وهو يعني باللاتينية ،
الأعظم .
قال ذلك وهو ينظر إليها متكاسلأ لاوي الشفتين .
قالت كوري بينها وبين نفسها أن الاسم يناسبه كثيرأ . . فهو أعظم
شخصية عرفتها في حياتها وها هي ذي تلتزم بالعمل مع هذا الرجل
سكرتيرة ومساعدة شخصية . لا بد أنها مجنونة .
|