كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
2- الجمــيلة النائمة
ـ أظن أن مشاركة السرير مع شخص غريب أمر يجعلها عرضة
للشكوك ., ناهيك عن كل الأمور الباقية . ففي النهاية , أنت من بدأ
بالإغواء أولاً .
ـ ولكن عليك أن تقري بأن الــسرير أصبح أكثر دفئاً .
بالفعل ! وأكثر أماناً أيضاً . ربما لأنها تعرف من هو فعلاً الآن ,
وتعلم أنها إلى جانب الأخيار ! صحيح أنه لا يزال هناك شك كبير ولكنه
نتيجة سلسلة مصادفات لا تصدق !منتديات ليلاس
أمر وحيد كانت واثقة منه هو أنها لم تمر ببوابة كين كان الرئيسية . ما
الذي حل بها إذاً ؟
فتحت فمها لا لتسأل هذا فقط , إنما أسئلة كثيرة أخرى : هل لديه
فكرة عن هوية خاطفيه المحتملين ؟ كيف أفلت منهم ؟ ... ولكن تنفسه
العميق البطيء , واسترخاء ذراعه حول وسطها أنبأها بأنه غط في النوم
مجدداً .
ابتسمت رغماً عنها . كان فيه الكثير من الإغراء , لكن إذا كان
صحيحاً ما لمح إليه من أن نساء كثيرات يجدنه جذاباً , فمن الأكثر أماناً
أن يبقى نائمـــا.
وتساءلت فجأة في سرها : أي نوع من النساء يجذبنه ؟ الـــجميلات ؟
حتماً . المثيرات ؟ بالتأكيد . جوان لوكاس ؟
تحركت فجأة وأبعدت نفسها عنه لتنام على السرير الآخر , وهي
تحاول مع ذلك مشاركته الغطاء .. لكنه لم يتحرك على الإطلاق .
* * *
كان الفجر على وشك البزوغ عندما تململ غافن هاستينغ في فراشة ,
وإذا به يقطب حاجبيه فجأة . كان خده مستنداً على شعر أحدهم , وشعر
حريري ناعم تفوح منه رائحة .. رائحة ماذا ؟
ولسبب ما تراءت في مخيلته علبة شامبو مزينة برسوم التفاح
والإجاص ومملوءة بسائل أخضر . تذكر أنه رأى علبة مماثلة بين
أغراض جوان الشخصية , كما لمح أيضاً أداة حلاقة زهرية اللون .
وفرك ذقنه مفكــراً أنه حتى شفرة حلاقة زهرية ستكون ممتازة بالنسبة
لشخص لم يحلق ذقنه منذ يومين .
وإذا بذهنه يشرد مجدداً ويتجه نحو المرأة النائمة بهدوء بين ذراعيه .
كان جسمها ناعماً دافئاً .. ففضل أن يخرج نفسه من هذا الوضع .
ولكن عندما حاول إزاحة جو لوكاس عنه , همهمت معترضة ودفنت
رأسها في كتفـــه .
أضاءت التسلية عينيه , سوف تكرهينني عندما أخبرك بهذا
(( جوزي )) ... وإذا تعاليت مجدداً , كما أتوقع أن تفعلي , فلن أستطيع
مقاومتــك !
ماتت التسلية عندما حدق بالجميلة النائمة بين ذراعيه . فلم تكن
رائحة شعرها وحدها تداعب حواسه إنما بشرتها الناعمة وجسدها
الدافئ الرائع .
سلخ نفسه عن تلك الأفكار الجانحة بجهد بالغ . من هي بحق السماء ؟
ليس هذا فقط ! كم من مرة ومرة لجأ إلى النساء لينسى , وإذا به يجدهن
مجرد مسكن لأوجاعه , وليس الدواء الناجح .
نهض من السرير وتمطى بقوة . وعندما استدار , كانت جو قد فتحت
عينيهـــا .
ـ صباح الخير آنسة لوكاس . آن الأوان الآن لنعود إلى مشكلتنا .
بقيت جو مطولاً مكانها ثم جلست فجأة وراحت تسرح شعرها
بأصبعها :
ـ صباح الخير .
سألها بشيء من السخرية : (( هل نمت جيداً ؟ )) .
ـ أظن .. أظن ذلك . لا أذكر .
ـ أظنك نمت جيداً .. أكثر مما تتصورين .
بقي واقفاً مكانه ينظر بوقاحة , بينما بدت هي مرتبكة تماماً . ثم
غير الموضوع كلياً : (( ربما لم تلاحظــي , ولكنها لا تزال تمطر ما تشائين بينما
أشعــل النار )) .
كررت بغير ثقة : (( أفعل ما أشاء ؟ )).
ـ ربما تريدين أن تغيري ملابسك أو تسخنــي بعض الماء أو ربما
تتأملــي نفسك إذا كان هذا ما تفضلين فعله في مثل هذه الساعة من
الصبــاح .
ضاقت عيناها وعلم أن لا شيء سيسعدها الآن أكثر من لكمه على
وجهه . إلا أنها التزمت الصمت ونهضت من السرير .
شيء ما جعله يشفق عليها , فناولها معطفها قائلاً : (( خذي, ارتدي
هذا )) .
أخذته منه رافضة النظر في عينيه حتى عندما أنزل لها حقائبها
وحذاءها من العلية .
بعد ذلك بربع ساعة , كانت جو بمفردها محتجزة داخل الكوخ ,
ولكنه كان قد أشعل النار ووضع إبريق القهوة على الموقد , بالإضافة إلى
وعاء كبير من الماء للاغتسال .
شعرت جو بحال أفضل بكثير بعد أن اغتسلت وارتدت طقمها
الرمادي , وسرحت شعرها وربطته إلى الخلف ثم أعدت لنفسها فنجاناً
من القهوة .
تخيلت غافن هاستينغ يتصارع مع مظلتها الصغيرة ومعطفها المشمع
اللذين طبعاً لن يؤمـنا له الكثير من الحماية , ولكنهما في النهاية أفضل
من لا شيء في هذا الطقس الماطر .
وأخذت تفكر في الملاحظــة التي قالها غافن عن النوم الهنيء الذي
أمضته الليلة الفائتة , فلم تفهم مقصده منها .
طبعاً لم يستغلها أثناء نومها , ولا يمكن أن تكون هـي قد فعلت شيئاً
لذا ... ؟
ألقت نظرة سريعة إلى السريرين , فرأت أحدهما مرتباً بينما الآخر
كان مجعداً جداً. فصرفت أسنانها منزعجــة .
|