لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-11, 09:54 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Motz 1- خاطف ورهينة

 

1- خاطف ورهينة

كانت جوان لوكاس تقود سيارتها الرانج روفر في الطريق الوعرة
وهي تهز رأسها .
هي طبعاً لم تتوقع أن تكون الطريق إلى مزرعة مواشي في
براري كوينزلاند معبدة منبسطة , ولكنها الآن وقد أوشكت أن تصل
إليها , وجدتها أسوأ بكثير مما توقعته ... وأبعد مما تخيلته أيضاً . كما
أن غروب الشمس في ذلك العصر البارد من فصل الشتاء لم يساعدها
كثيــراً .
أجالت نظرها في الأفق بحثاً عن أثر مسكن , ولكن لم يتراءَ أمامها
أي شيء . بلدة (( مورويشاير )) هذه منطقة مواشي بحق . لقد عرفت من
البحث الذي أجرته عنها أنها تضم حوالي 800 ألف رأس ماشية ! لذا
يُفترض أن تكون شاسعة ومنعزلة .
أما بالنسبة إلى مزرعة (( كين كاين )) التي تتوجه إليها فهي مشهورة .
وكذلك مالكوها , آل هاستينغ , الذين اشتهروا بالثراء وجودة أصواف
ماشيتـــهم .
ولكن كيف يُعقل أنهم لم يهتموا بالطريق المؤدية إلى مزرعتهم ؟ وكيف
بحق الله تسير الشاحنات هنا ؟
منتديات ليلاس


وتساءلت إن كانوا يتعمدون ذلك لإبعاد الزائرين . وإذا بها ترى
رجلاً وسط الطريق يصوّب سلاحاً نحوها , فكبحت الفرامل بقوة .
ما العمل الآن ؟
سُلِبَ منها كل قرار عندما تقدم الغريب ناحيتها وفتح باب سيارتها
قبل أن تتمكن من إقفاله , ولم يكتفِ بذلك , بل علق سلاحه على كتفه
وجرها بخشونة على الطريق .
بدأت تقول : (( اسمع , هذا جنون و ... )) .
ولكنه صرخ بها وهو يسندها إلى غطاء المحرك : (( ما اسمك ؟ )) .
- جو .. جوان , ولكن ... الجميع يناديني جو .
- تماماً كما توقعت , ومع أنني كنت أنتظر رجلاً يحمل هذا
الاسم ... ولكن ربما ظنوا أنه بإمكانك إغوائي حتى يتعقبوني من
خلالك .
توقف لحظة عن الكلام وومض في عينيه الزرقاوين شعاع سخرية
وهو يتفحصها من رأسها إلى أخمص قدميها : (( إلا أنك تفتقدين إلى
الأنوثة يا جو . لذا سأتبع خطتي الأولى )) .
فقدت جو أعصابها وداست على قدمه بكعبها العالي .
غير أنه لم يرمش له جفن : (( حذائي مغطى بالفولاذ عزيزتي .. ولكن
يبدو أن نعتي لك بعديمة الأنوثة أثار جنونك )).
كان هذا في الواقع صحيحاً بمعظمه , مع أن ذلك جنون كهذا
الوضع برمته . وقاومت رغبتها في إخبار هذا المجنون بأن معظم النساء
سيبدين عديمات الأنوثة لو ارتدينّ سروالاً واسعاً كالذي ترتديه ومعطفاً
كبيراً وقبعة صوفية تغطي شعرها .
ولكنها أيضاً كبتت الصوت الصغير داخلها الذي ما انفك يذكرها
بأن بعض الرجال يجدون طول قامتها وعرض كتفيها شيئاً من عدم
الأنوثة ...
- إسمع , أياً كنت , يفترض بي أن أكون الآن في المزرعة لذا ...
- أعرف ذلك ولكنك ستذهبين إلى مكان آخر . والآن لنرَ ما تخبئينه ,
وبدأ يفتشها كرجل شرطة .
- أخبئه ؟
صرخت بذلك وهي تجنّب يديه : (( هلاّ توقفت عن لمســي !
لست أخبئ شيئاً ! )).
وعندما وصلت يداه إلى خصرها , أمرها قائلاً : (( اخلعيه )) .
فغرت جو فاها : (( أخلع ماذا ؟ )) .
ـ سروالك , سيدتي .
ـ لن أفعل هذا بالتأكيد .. هل فقدت صوابك ؟
ـ حسناً ! استديري وضعي يديك على غطاء المحرك لكي أتمكن من
البحث عن بيت مسدس أو أي مكان آخر تخبئ به النساء أسلحتهن .
حدقت به في ضوء النهار المتلاشي وتساءلت إن كانت تفقد
صوابها أو أنها في كابوس ؟ فالرجل الذي تراه يشبه كل شيء إلا
الأحـــلام .
كان طويل القامة , أطول منها وعريض المنكبين , يرتدي سروال
جينز متسخ . أما شعره الأسود فكان قصيراً أجعد ولحيته قد نبتت على
وجهه . ناهيك عن تينك العينين الزرقاوين اللتين تدلان في كل ذرة
منهما على رجل لا يمكن العبث معه .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 02-12-11, 09:56 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Motz 1- خاطف ورهينة

 

ولكن لماذا ؟ كيف ؟ أيعقل أن يكون لص أدغال طليقاً ؟ حتماً لا .
صحيح أن هذه الأمور شائعة ولكن لِمَ تراه كان يتوقع رجلاً يدعى
جو ؟
أمرها الرجل قائلاً : (( قرري . ليس ليدنا النهار بطولة )) .
فأخذت جو تخلع معطفها بيدين مرتجفين .
نظر إليها هازئاً : (( لا يجدر بالمرء أن يتسرع في حكمه على الأمور .
فلو كنا في ظروف أخرى لرحّبت بإغوائك , عزيزتي )).
وما لبث أن عاد إلى نبرته السلطوية الجادة: (( استديري )) .
تحول غضب جو إلى غليان ولكنها التزمت الحذر . فاستدارت
ورفعت يديها وهي تسأله من فوق كتفها : (( هل أنت راضٍ الآن ؟ )) .
ـ أجل .
ـ حسناً هيا بنا . سنذهب في نزهة .
ـ نزهة ؟ إلى أين ؟ .
ـ إلى ...
كاد يقول لها ولكنه سكت فجأة: (( لماذا تسألين ؟ )) .
ترددت قليلاً , إذ لم تكن واثقة من أن عليها إخباره بأنها استهانت بالمسافة إلى كين كان وسرعان ما ستفقد سيارتها الوقود ...
حرك سلاحه مهدداً : (( هيا يا جو .. تكلمي )) .
ـ لم يبقَ لي الكثير من الوقود .
أطلق شتيمة : (( نساء لعينات! ))
ـ أظن أن هناك محطة وقود في المزرعة لذا ...
ـ أخبروك ذلك , لا ؟ حسناً هذه الخدعة لن تمر علي , اصعدي
وأديري المحرك لأرى مستوى الوقود .
ابتلعت جو ريقها . وعندما أدارت المحرك كان مؤشر الوقود يلامس
الخط الأحمر , فشتم مجدداً : (( أليس لديك وقود احتياطي ؟ )).
ـ كلا .
ـ من أنت ؟ عميلة تؤمنين لهم الدعم ؟
ـ ليس لدي فكرة عما تقول . هذا جنون .
ـ بالفعل هذا جنون .
وفرك ذقنه بقلق ظاهر ولكن علامة الضعف هذه لم تدم طويلاً إذ
سرعان ما ابتسم قائلاً : (( سأتبع الخطة باء إذاً )) .
* * *
وبعد عشر دقائق , كانت جو تقود سيارتها في طريق وعر آخر لكنها
هذه المرة كانت تتبع إرشادات خاطفها .
لم يكن لديها أي فرصة للهرب , فقد أوضح لها تماماً بأنه سيرميها
بالرصاص لو قامت بأي محاولة فرار . وعندما طلبت أن تعرف ما الذي
يجري , كن جوابه : (( لا تلعبي دور الــبريئة معي )) .
كما أنه رفض أن يصغي إليها وهي تحاول أن تشرح له من تكون وما
سبب قدومها إلى مزرعة كين كان , وأنه يقترف خطأ فادحاً .
فضلاً عن ذلك , فتش السيارة قبل أن يقلعا ثم رمقها عابساً لحظة
طــويلة .
كانت جو تقود السيارة صامتة وقلبها يخفق بقوة . لم يسمح لها
بتشغيل الأنوار الأمامية وكان ضوء النهار قد بدأ يتلاشى .
وإذا به يشير فجأة إلى ظلال داكنة في الأفق القريب : (( توقفي هناك )).
للوهلة الأولى , ظنت جو أن تلك الظلال عبارة عن بعض الأشجار
الباسقة , ولكنها ما لبث أن ميزت مبنيين .
ـ ما هذا ؟
ـ كوخ لعابري الحدود .
ـ هل تعيش هنا ؟
ضحك هازئاً : (( من تحاولين أن تخدعي جو ؟ )).
أخذت نفساً حاداً وهي تجيب : (( لا أحاول خداع أحد! ليس لدي
أي فكرة عما يجري أو من تكون ! ما اسمك ؟ )) .
نظر إليها ساخراُ : (( ما رأيك أن تختاري لي اسماً , توم أو هاري أو
أي اسم آخــر )) .
ـ لدي فكرة أفضل : (( هتلر اسم يتلاءم تماماً مع رأيي بك .
نظر إليها بعينين زرقاوين تلمعان إعجاباً وأضاء النور داخل الكوخ
قائلاً برقة : (( يبدو أن للسيدة مخالب )) .
ـ بالتأكيد .
وتشابكت نظراتها . كانت لحظة غضب وتحد بالنسبة لجو , ولكنها
كانت تخفي الكثير من الخوف والارتباك . فصحيح أنه كان يتصرف
كلص أدغال أو قاطع مُهين ومثير للغضب ــــ ناهيك عن أنه غامض جداً
ولكن لهجته مثقفة توحي بأنه شخص ثري, ارتاد المدارس الخاصة. ثم
هناك كنزته الكحلية التي تبدو أنها كلفت ثروة , كونها مصنوعة من
الصوف الناعم الجديد ـــ مع أنها في مزرعة ماشية مشهورة بانتاج
الصوف العالي الجودة .
إلا أن أكثر الأمور المربكة كانت تلك الرعشة التي تتسلل إلى
أطرافها . فبغض النظر عن ذقنه الحادة وعينيه الشريرتين , كان متناسق
الجسم , وسيم المظهر ..
ـ ماذا ؟
أجفلت لسؤاله .
ـ لا ... لا شيء .
ـ أتراك تغيرين رأيك ؟ صدقيني جو لعب دور العشيقة سيعود
عليك بالفائدة ...
وضعت يديها على أذنيها , رافضة الاستماع إلى ما يقول : (( كفى ! أنا
لست عشيقة أحد ولا أنوي أن أكون كذلك! )).
ـ لا ؟ كنت على وشك أن تخدعيني منذ لحظـــات .
عضت جو على شفتها والغضب يتصاعد داخلها .
فضحك قائلاً : (( لستِ بارعة جداً في ذلك . صحيح ؟ )).
انفجرت به ساخطة : (( لو كان لدي فكرة عما تتحدث ... )).
ـ كفى ! لندخل ونأخذ معنا أغراضك كلها .
ـ ما الداعي ؟
ـ علي أن أتحقق من كل ما تحملين .
لم يكن أمامها خيار سوى اللحاق به وعندما وصلا إلى مدخل
الكوخ , أشار إليها بالدخول أمامه .
فتش أغراضها قطعة قطعة , وبعد أن تأكد من أمان الكوخ, أشعل
نار المدفأة بالحطب والصحف القديمة .
كان الكوخ الخشبي صغيراً وقديماً يحتوي على سريرين ضيقين غير
مريحين وطاولة وكرسيين. بالإضافة إلى خزانة تحتوي على أطعمة قديمة
يابسة وبعض قوارير الحليب . قام الرجل بتغطية النافذة بملاءة كبيرة,
على سبيل الحيطة , الأمر الذي لم يعد يروق لجو .

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 02-12-11, 09:57 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Motz 1- خاطف ورهينة

 

في الواقع , الأمران الوحيدان اللذان أراحاها قليلاً هما الدفء
المنبعث من المدفأة ورائحة القهوة المتصاعدة من الإبريق الذي وضعه على
النـــار .
منتديات ليلاس


من جهة أخرى , لاحظت وهي تنتظر القهوة , أمرين زادا من
ارتباكها. لقد نظر إلى معصمه ليتفقد ساعته , ثم استدرك منزعجاً
وسحبها من جيبه واضعاً إياها على الطاولة . لاحظت جو أن ساعته
مكسورة ولكنها لاحظت أيضاً أنها مصنوعة من مادة البلاتينيوم الباهظة
الثـــــــــــمن .
عقدت حاجبيها مستغربة . قاطع الطرق يحمل ساعة تساوي آلاف
الدولارات ؟ ثم هناك سروال الجينز الذي يرتديه . صحيح أنه متسخ
ولكنه يحمل توقيع ماركة عالمية .
ناولها فنجان قهوة قائلاً : (( ليس لدي حليب , إنما هناك سكر )) ,
وأشار إلى علبة السكر : (( اخدمي نفسك )).
أخذت مقدار ملعقتين من السكر وراحت تحرك القهوة وهي تنظر
حولها .
ثم أشار إلى الكرسي المنجد قائلاً بسخرية : (( اجلسي على الكرسي
الأفضل , سيدتي )).
ـ شكراً .
تمتمت بذلك , و جلست على الكرسي , فتصاعدت سحابة من
الغبار , ولكنها كانت متوترة جداً لكي تهتم للأمر .
لاحظت أنها لا تزال تعتمر قبعتها , فنزعتها واستدارت لتنظر إلى
خاطفها الذي كان قد أطلق صوتاً غريباً .
رفعت حاجبها : (( ماذا فعلت الآن ؟ )).
ـ لا .. لا شيء . ولكن لمَ بحق السماء تغطين شعرك ؟
مررت جو أصابعها في شعرها الذهبي الداكن . كان أحدهم قد قال
لها ذات مرة أنه بلون أوراق الخريف , ولكن بغض النظر عما إذا كان
ذلك صحيحاً أم لا, فهي كانت تعتبره, تاج جمالها, بل تاج جمالها الوحيد
نظراً لطوله وملمسه الحريري .
رفعت غرتها عن جبينها وهزت كتفيها : (( المكان بارد وكثير الغبار
هنــا )) .
تسمرت نظرته الزرقاء عليها بشكل مثير للاضطراب وأحست
بالاحمرار يغزو وجنتيها وهي تدرك أنه يتأمل جسمها .
حول انتباهه فجأة إلى حقيبتها , مفرغاً محتويات إحداها على
الطاولة .
احتست جو قهوتها وأخذت تراقبه وهو يتفحص أغراضها قطعة
قطعة: كتيبها وعلبة التبرج وعلبة الإسعافات الأولية ومفكرتها وهاتفها
النقال والخريطة والسكاكر ...
ثم أمسك بهاتفها قائلاً : (( هذا لن يجديك أي نفع هنا . ما من إرسال
في المنطقة )).
ابتسم بمكر : (( هل حاولت الاتصال بهم بعد أن غادرتِ
(( كوتامولا )) ؟ كان عليهم أن يحذروك بهذا الشأن .. أو أن يزودوك
بهاتف يعمل على الأقمار الصناعية . جوان لوكاس )) .
قرأ اسمها على مفكرتها وبطاقة اعتمادها ودفتر سيارتها .
نظرت إليه بهزء : (( إن تصفحتَ مفكرتي , فقد وجدت عنواني واسم
طبيبي وطبيب أسناني وربما رقم السنكري والكهربائي )).
لم يجب على تعليقها ولكنه أخذ يعيد الأغراض إلى الحقيبة . وإذ لم
تحتمل رؤيته يمسك ثيابها مجدداً , قفزت من مكانها قائلة : (( سأوضبها
بنفسي )) .
ـ حــسناً .
تركها تفعل وتناول الحقيبة الأخرى :
ـ يبدو أنها عدة رسم .
أخرج من الحقيبة علبة أقلام تلوين زيتية وأقلام فحم وعلبة تحتوي
على مبراة وممحاة .
استند إلى الـخلف قائلاً : (( حسناً لا بد أن هذه عدة التمويه , أليس
كذلك سيدة لوكــــاس ؟ )).
ـ يمكنك أن تظن ما تشاء ولكن كما سبق وحاولت أن أخبرك ,
استدعتني السيدة أديل هاستينغ إلى مزرعة كين كان لأرسمها . ولهذا
السبب أنا هنا .
ـ السيدة أديل هاستينغ ليست في كين كان .
حدقت جو به : (( ولكنني تحدثت إليها منذ أيام قليلة لأجري معها
الترتيبات الأخيرة )) .
هز كتفيه وشبك ذراعيه على صدره . فسألته جو : (( كيف تعرف أنها
ليست هناك على أي حال؟ )) .
ـ عملي ... عملي يقتضي أن أعرف .
عبست جو : (( هل أنت لص أدغال أو قاطع طرق ؟ أهذا ما أنت
عليه ؟ )) .
ـ تابعي .
ـ ماذا تقصد بقولك (( تابعي )) , كل ما أحاول فعله هو فهم أي شيء .
كان إحباطها واضحاً ولكنه قال : (( لنفترض أنني هكذا , في ماذا
سيساعدك ذلك ؟ )).
ـ ربما ... داهمت المزرعة وضبطوك فهربت , وحسبتني الدعم ,
فأخذتني رهينة ...
وتوقفت فجأة عن الكلام واتسعت عيناها الرماديتان, وهي تلوم
نفسها لمجرد ذكر هذا الاحتمال .
ابتسم مجيباً: (( صحيح . لقد هربت , جو . وقُبيل ذلك بلحظات,
سمعتهم يتصلون بقوة الدعم, بشخص يدعى جو ويطلبون معلومات عن
السيارة التي سيأتي بها , فقالوا إنها سيارة رانج روفر فضية اللون )).
هذه المرة جحظت عينا جو فعلاً : (( ولكن هذه ... هذه ... )) .
ـ مصادفة ؟ لا أظن ذلك . ثم أنت دخلتِ من البوابة الخلفية بحسب
التعليمات , الأمر الذي تطلب منك اجتياز مسافة إضافية كبيرة ,
وكونك امرأة, لم تنتبهي لاحتياطي الوقود الذي قد تحتاجينه .
فتحت جو فمها وأغلقته مرتين , ثم قالت: (( هذا السبب إذاً بدت
المسافة أبعد بكثير مما ظننت ولكن .. )) .
ثم توقفت لحظة لتفكر: (( ولكن ماذا حل بالبوابة الأمامية ؟ )).
ضاقت نظرته وهو يتأملها وقال أخيراً: (( أنت أذكى بكثير مما ظننت
في البداية . أنت حتماً كاذبة محترفة ... ماذا يمكن أن يكون قد حل
بالبوابة الأمامية ؟ )) .
صرت جو أسنانها : (( وفقاً للسيدة أديل هاستينغ , البوابة الأمامية
الرئيسية وهي البوابة الوحيدة التي أتت عل ذكرها , تبعد 50 كيلو متراً
إلى الوراء عن البوابة التي عبرتها, وكان يجب أن يكون عليها لافتة
كبيرة . قالت لي : سترينها حتماً . إنها سوداء كُتِبَ الاسم عليها باللون
الأبيض . صدقني لقد أبقيت عيني مفتوحتين جيداً ولم أرَ شيئاً كهذا )).
ضاقت عيناه ولكنه بقي يهاجمها من ناحية أخرى : (( وقدتِ كل تلك
الكيلومترات الإضافية ؟ )).
ـ أجل , ولكن كان ذلك بعد أن حاولت الاتصال بكين كان لأجد
أن لا إرسال في المنطقة . كانت الطريق جيدة وفكرت في أن 50 كلم
ليست بالمسافة البعيدة بالنسبة إلى أهل الريف .
أضاء طيف ابتسامة عينيه ولكنه اختفى بالسرعة التي ظهر فيها .
ونهض من مكانه قائلاً بعزم : ((( أنت مُحقة على أي حال . فأنا أنوي
احتجازك كرهينة,عزيزتي . لذا آمل أن تكوني مهمة لمن تعملين لحسابه,
وإلا فالأمور لن تكون سهلة بالنسبة لك . والآن , هل تريدين بعض
الحساء ؟ أم أنك تفضلين المعكرونة ... )) .
دنت جو منه لتصفعه على وجهه ولكن انتهى بها الأمر مسمرة بين
ذراعيه .
قال لها برقة: (( حسناً يا صاحبة الساقين الطويلتين , ربما أنت
رياضة ولكن لا يمكنك أن تهزميني )).

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 02-12-11, 09:59 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Motz 1- خاطف ورهينة

 

ـ لا تناديني هكذا .
ـ أناديك كما يحلو لي . أنا الرجل المسلح هنا , أنسيت ؟
ارتجفت جو . وشعر بذلك من خلال ثيابها, وخطر له مرة أخرى أنه
لو كانت الظروف مختلفة , لَوَجد في جو لوكاس المرأة التي تروقه :
ممشوقة القوام, واضحة الخطوط , أما بالنسبة للوجه , فهو على
الأرجح ليس جذاباً جداً للوهلة الأولى , ولكن إذا ما نظرت إليه بإمعان
أكثر , استحوذ على اهتمامك . فبشرتها ناعمة بيضاء , أما حاجباها
وأهدابها فأكثر دُكنة من شعرها , تحيط بعينيها الرماديتين بشكل رائع .
أنفها مستقيم وفمها مغرٍ للغاية ...
جمالها كان طبيعيـاً . لا أثر لأي تبرج أو طلاء أظافر على الإطلاق .
ولكنه تساءل في سره : ماذا أفهم من كل هذا ؟ أنها امرأة عملية جادة وفي
الوقت ذاته رائعة على طريقتها الخاصة ؟
عض على شفته وأوقف حركتها المفاجئة التي قامت بها لتحرر نفسها
من قبضته . ومجدداً تشابكت نظراتهما , فابتسم في داخله للكبرياء التي
ظهرت في عينيها الرماديتين , للنظرة القائلة بأنها تكره كل لحظة تبقى
فيها محتجزة بين ذراعيه , رغماً عنها .
لو كانت النظرات تقتل , لكان ميتاً الآن لا محال . وتساءل كيف
عساها تتصرف لو حاول أحد التقرب منها أكثر ...
أوقف أفكاره الجانحة عند هذا الحد , رافعاً حاجبيه , فطرقت بعينيها
حائرة وكأنها تحاول أن تقرأ ما يجول في فكره , ولكن من دون
جدوى . أما هو فحاول مجدداً توجيه أفكاره في ناحية مهنية , فوجد نفسه
يتكهن عن سبب تورطها في هذا الوضع الجهنمي .
لعلها عشيقة أحدهم وقد قادها شغفها إلى هنا . ربما ... ولكن لا ,
لا يبدو الأمر كذلك . كما أنها لا تبدو من النوع الذي يُرتشى , يصعب
معرفة ذلك سيما مع النساء . ولكن من عساها تكون ؟ ما تراه أتى بها إلى
هنا ؟ الضغينة ؟ ولكن ماذا لديها ضده ؟ ضغينة ضد المجتمع أو ...
عندئذ , توقف ليسأل نفسه إن كان هناك خطأ ما .
ولكن ماذا عن كل تلك المصادفات ؟ كثيرة منها قابلة للتصديق ,
ولكن من جهة أخرى , لم يظهر معها أي أداة مشبوهة , أو أي جهاز
إطلاقاً , ما خلا هاتفها العديم الجدوى , ولكن كل هذا لا يمنع من أن
هذه المرأة كانت تقود سيارة الدعم , أليس كذلك ؟ وهو لا يستطيع
المخاطرة على أي حال .
أفلتها فجأة . فقالت بهدوء : (( خطرت لي فكرة . أثناء احتجازك لي
كرهينة قد يكون جو الحقيقي , إذا كان له وجود حقاً , في طريقه الآن إلى
المزرعة )) .
ضاقت عيناه مجدداً : (( الوقت كفيل بإظهار ذلك )).
ـ من أنت ؟
خرجت الكلمات منها عن غير قصد , فعضت شفتها . ولكن بما
أنها قالتها , قررت أن تتابع : (( قل لي على الأقل ما الذي يجري. من حقي
كرهينة أن أعرف في ما أنا متورطة )) .
توالت تعابير مختلفة في عينيه , وإن لم تكن مخطئة , فقد لاحظت طيف
ارتباك سرعان ما حلت مكانه وقاحة ظاهرة . فكرر بعدها : (( ما أنتِ
متورطة فيه , مشكلة من صنع يديك جو . والآن , لا أعرف ماذا بشأنك
ولكن أنا سأتناول الفاصوليا والبسكويت )).

* * *
بعد ذلك بساعتين , كان الكوخ غارقاً في السكون والظلام . فبعد أن
تناولت جو ملعقتين من الفاصولياء وقضت حاجتها في الحمام الملحق
بالكوخ, بـمراقبة مشددة من خاطفها , وقف كلاهما في الخارج لبعض
الوقت صامتين, محاولين أن يستشفا أي علامة حياة في عتمة الليل
الحالك البارد, ولكن عبــثاً حاولا .
وكانت تلك الفرصة لجو لتدرس أي إمكانية للهرب, إلا أنه لم يفارقها
لحظة ورافقها إلى الداخل , آمراً إياها بالخلود إلى النوم .
كان السريران ملتصقين بالجدار , مشكلـين زاوية مستقيمة , ولم تكن
هناك أي ملاءة تغطيهما . نزعت سترتها وحذاءها واستعدت للتمدد
ولكنه أوقفها فجأة آمراً إياها : (( ارتدي ثياب النوم )).
ـ لماذا ؟
ـ لأنك ستأوين إلى السرير .
أشارت معترضة : (( وهل تسمي هذا سريراً ؟ )).
ـ هذا هو الموجود .
ـ ربما , ولكنني سأشعر بحال أفضل إذا ما نمت بثيابي . قد يكون
هناك ذباب ... حشرات ... أي شيء .
ـ لا يهمني جو . سترتدين البيجاما . سأحضرها لك .
وأمسك بحقيبتها . إلا أنها اعترضت , واضعة يديها على وركيها :
(( لا ... مهلاً ! إذا كنت تظن بأنني هنا لأقدم لك عرضاً ؟ إذا كنت
تريدني أن أرتدي البيجاما لهذا السبب , فأنت مخطئ تماماً ! )) .
رفع حاجبيه وتفحصها من رأسها إلى أخمص قدميها . فبدت له مثيرة
وهي تضع يديها على وسطها بهذا الشكل .
قال بنعومة وهو يتأمل صدرها وخصرها النحيل : (( يا لها من فكرة
مغرية ! ولكن لسوء الحظ أن هذا لم يكن ما أفكر فيه , فقد كنت أنوي
الخروج بينما تغيرين ثيابك )) .
حدقت به حائرة : (( إذاً .. لماذا .. ماذا .. ؟ )) .
ـ الأمر بسيط عزيزتي . لا يُحتمل أن تهربي وتجولي في الريف بثياب
النوم إذا ما خطرت لك فكرة جهنمية تحثك على الفرار , ناهيك عن أنك
ستتجمدين من البرد .
وأطلق ضحكة شريرة قبل أن يضيف : (( لا تتأخري , فأنا أيضاً لا
أنوي أن أتجمد في الخارج )) .
ثم خرج .
شدت جو فكيها وأطلقت كل شتيمة خطرت على بالها , ولكن لم
يكن أمامها حل آخر سوى تغيير ثيابها وارتداء البيجاما التي أحضرتها .
ناداها من الخارج : (( هل انتهيتِ )) .
ـ أجل .
ـ جاهزة ومجنونة .
قال ذلك وهو يدخل ويقفل الباب خلفه . ثم تفحصها من الرأس إلى
أخـمص القدمين .
نظرت جو إلى بيجامتها القطنية البيضاء , ثم رفعت نظرها إلى وجهه :
(( سأنتقم منك ذات يوم , ولو كان ذلك آخر يوم في حياتي )) .
ـ هذا مثير للاهتمام , والآن هيا إلى السرير , جو .
ـ ماذا .. ماذا ستفعل ؟
ـ أنتظر وأراقب . هل من أمر آخــر ؟
ـ إذا تجرأت واقتربت من سريري ...
ولكنه قاطعها بسرعة : (( في الواقع لا أحب الاغتصاب , أياً يكن
رأيك بي . أُفضل أن تكون عشيقاتي دافئات راغبات .. علماً أن بعض
العدائية مثير أحياناً )).
أجابت من بين أسنانها: (( أنت مقرف )).
ضحك عالياً وهو يقول : (( هناك جمهور من النساء يخالفك الرأي )) .
ـ أتصور ذلك . عشيقات اللصوص , لا شك .
علق بتعبير بارد : (( ما من واحدة منهن كانت بارعة مثلك في
التمثيل , عزيزتي )) .
واستدار ليلتقط سترتها وحذاءها وحقيبة ملابسها ويرميها إلى
العلية .
كانت جو على وشك أن تصرخ لشدة الإحباط ولكنها حافظت على
رباطة جأشها وتمددت على السرير بهدوء , ورفعت الغطاء إلى رأسها .
كان النوم طبعاً أبعد ما يكون عن تفكيرها , مع أنها أغمضت عينيها
عدة مرات بينما كانت نار الموقد تخمد شيئاً فشيئاً . وكان خاطفها قد
استند إلى الخلف في كرسيه , واضعاً سلاحه على ركبتيه .
أخذت جو تفكر في أنها لو تظاهرت بالنوم, لربما نسي أمرها وغط
في النوم . ولكن ماذا ستفعل لو تمكنت من الخروج من الكوخ ؟ مفاتيح
سيارتها في جيبه وحذاؤها ليس في متناول يدها . وكما توقع تماماً , لم
تكن فكرة الهروب بثياب النوم وحافية القدمين مغرية جداً إلا لداء الرئة
والبـــــرد .
ولكنها أعادت التفكير في الأمر : ربما أستطيع الاختباء . يبدو أنه
ليس لديه أي شعلة . وربما أستطيع أن آخذ الغطاء معي .
فتحت عينيها وحدقت بالباب وسط الظلام , لم يكن هناك أي قفل
إنما مزلاج من الداخل و ... أخذ قلبها يخفق بسرعة أكبر وهي تتذكر أن
هناك مزلاجاً من الخارج أيضاً . كم سيكون رائعاً لو تمكنت من التسلل
نحو الخارج واحتجازه من الداخل !
أخذت نفساً عميقاً تستجمع به نفسها وتتحرك قليلاً . أصدر السرير
صوتاً خفيفاً , ولكن الرجل لم يحرك ساكناً .
لقد نفدت بجلـدها , ولكنها قررت أن تنتظر قليلاً , حبذا لو كان نومه
ثقيلاً ! بعد عشر دقائق , جلست بحذر وانتظرت. لم تصدر أي حركة عن
الكرسي , فنهضت من السرير وأجفلت للصرير الذي أصدره . مع
ذلك , بقي الرجل نائماً من دون حراك . وقفت بهدوء محاولة الاعتياد
على الظلمة فالنار قد أخمدت تقريباً في الموقد .
كان السلاح لا يزال في حضنه , فتمكنها رغبة عارمة : ليس عليها
سوى الاقتراب والإمساك به ... ولكن لم يكن لديها فكرة على الأسلحة
إطلاقاً . إلا أن الأمر سهل ! أي كان يستطيع الضغط على الزناد . ليس
بالضرورة عليه هو , ولكن لو علم أنها مستعدة لإطلاق النار , لكان
ذلك كـــافياً .
تحرك قليلاً فتسمرت مكانها . ولكن ما فعله كان أنه استدار في مكانه
قليلاً ووضع يده على السلاح, متمتماً بعض الكلمات غير المفهومة قبل
أن يغط في النوم مجدداً .
بارحت جو مكانها, واهنة من الخوف وقررت ألا تلمس السلاح ,
خشية أن تؤذي نفسها .
تناولت الغطاء عن السرير , واتجهت نحو الباب على رؤوس
أصابعها , محاولة فتح المزلاج بحذر بالغ .
ـ محاولة جيدة عزيزتي .
كاد تقفز من مكانها , واستدارت لتجده واقفاً خلفها , موجهاً
سلاحه إليها . كيف وصل إلى هناك من دون أن يصدر أي صوت ؟
سألته متلعثمة : (( ما .. ما الذي أيقظك ؟ )).
ثم نظر إليها بسخرية : (( هل كنت تأمين النجاة بفعلتك , جو ؟ )).
هزت كتفيها : (( لست أدري ولكن لم يكن باستطاعتي أن أبقى هكذا
مكتوفة اليدين وتقبل القدر أو ما شابه ! )) .
حدق بها فرأى النبض يتسارع عند أسف حنجرتها وعينيها متسعتين
ذعراً .. وعناداً .
أطلق تنهيدة داخلية وأخفض سلاحه . عليه أن يقر بأن هذه المرأة
تثير إعجابه , فلا بد للمرء أن يكون شجاعاً ليحاول الفرار في مكان
مجهول وليلة باردة , من دون حذاء أو ثيــاب .
ولكن لا يمكنه أن يخاطر ويصدقها , مهما بدت له شجاعة .
استدار ليضع مزيداً من الحطب في النار ثم وقف وأخذ يفكر .لم
يعرف ما الذي أيقظه , ولكن ما يعرفه هو أنه لم ينم لحظة خلال
الساعـــات الأربع والعشرين الماضية , وبدأ يتوق للنوم .
ـ حسناً , إليك ما سنفعله .
دفع سريرها والصقه بالسرير الآخر , وأشار إليها قائلاً : (( اصعدي
إلى ذلك السرير لجهة الحائط , وأنا سأنام في هذا )).
فتحت فمها لتعترض , ولكنه أحبط محاولتها قائلاً : (( جو , لن
أتعرض لك جسدياَ . لكنني أحذرك بأن الطريقة الوحيدة للفرار تحتم
عليك المرور من فوقي وأؤكد لك أنك لن تجديني عندئذٍ في مزاج
متساهل . والآن هلا صعدت إلى السرير ؟ )).
ترددت قليلاً ثم فعلت ما أمرها به وتمددت , وجهها إلى الحائط .
غطاها ثم تمدد بدوره إلى السرير الآخر .
كان محقاً , كما أدركت. هي محتجزة تماماً ولا سبيل لها للفرار .
تنهدت وتململت قليلاً مكانها , محاولة إيجاد وضعية مريحة . فقال لها
صوت ناعس من الخلف : (( أعتذر فقط عن السرير . وسيفرحك أن
تسمعي , لو كنتِ فعلاً جوان لوكاس الرسامة , أن الأسرة في المزرعة
أكثر راحة بكثـــير )).
ـ وما أدراك أنت ؟
ـ لقـد نمت هناك .
عبست جو و سألته : (( من هؤلاء الأشخاص الذين تظنني أنتمي
إليهم ؟ ولماذا تهرب منهم ؟ )).
ـ إنهم خاطفون , كما لو أنك لا تعلمين .
نزعت الغطاء عنها وجلست : (( هذا سخيف ! لِمَ يرغب أحد , سواي
طبعاً , باختطافـك ؟ )) .
ـ بسبب خطاياي , يصادف أنني غافن هاستينغ الرابع .

نهاية الفصل ( الأول ) ...

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 02-12-11, 10:02 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
Love الجمــيلة النائمة

 

الجمــيلة النائمة .

صُعقت جو وبقيت صامتة لعدة دقائق , ولكن أفكارها كانت
تتسارع وهي تتذكر محادثاتها المتعددة مع السيدة أديل هاستينغ ,
والدته ... إن كان فعلاً من يدعي أنه هو !
والصفة التي تستطيع نعت السيدة هاستينغ بها هي أنها متحدثة من
الدرجة الأولى . وغالباً ما أتت السيدة على ذكر طفلة تدعى روزي في
أحاديثها , ولكنها لم تستطع معرفة ابنة من هـي .
كما أن اسم ابنها غافن طغى على الأحاديث , فأخبرتها أديل
هاستينغ أن ابنها رائع . صحيح أنه متسلط قليلاً ويحب القيام بالأمور
على طريقته الخاصة و لكنه مقتدر تماماً ويستطيع القيام بكل ما يصمم
عليه , وهذا أمر ضروري لكـــي يتمكن من إدارة إمبراطورية آل هاستينغ
الشاسعة التي ورثها عن أبيه ...
أجرت جو بعض الأبحاث عن العائلة واكتشفت أنها فعلاً سلالة
عريقة . كان غافن هاستينغ الأول رائداً , وقام حفيده , والد غافن ,
بتوسيع ممتلكات الأسرة واقتناء المواشي . كما أنه تزوج أديل ديلاني
وهي ابنة بارون فذ . توقفت جو في بحثها عند هذا الحد , فهي سترسم
لوحة تمثل أديل وليس سواها .
منتديات ليلاس


ولكن كيف يُعقل أن أديل لم تخبر ابنها الرائع , المتسلط ـــ وهذا الأمر
تصدقه تماماً ـــ بشأن اللوحة ؟
وكيف يُعقل أن السيدة هاستينغ ليست في كين كان ؟
ومن جهة أخرى , إن كان فعلاً من يقول إنه هو , فهذا يفسر ثيابه
الغالية وساعته ولهجته المثقفة , رغم أنه بدا لها غريباً ألا يعرف بشــأن
اللوحة .
نظرت إلى خاطفها لتطرح عليه السؤال , ولكن غايفن هاستينغ الرابع
كان يغط في سبات عميق .
استندت جو إلى وسادتها , غارقة في التفكير . كان الضوء المنبعث من
الموقد أقوى الآن ولم تكن مضطرة للتحديق كثيراً لتميز قسمات وجهه ,
وتلاحظ أنه يبدو أصغر سناً , يناهز الرابعة والثلاثين من العمر تقريباً .
إلا أن النوم لم يسلب شيئاً من وسامته , مع أنه خفف عجرفته إلى حد
كبير . كانت بشرته مائلة قليلاً إلى السمرة وحاجباه الداكنان أقل شراً .
أما فمه ذو الابتسامة الشيطانية , الساحرة , الوقحة ـــ وهذا أقل ما
يمكنها أن تقول فيه ـــ فكان مسترخياً .
لم يكن لديها شك في أن غافن هاستينغ جذاب جداً , و لكنها سرعان
ما ذكرت نفسها بأنه بغيض أيضاً . ويمكنه أن يكون فظيعاً , متعجرفاً وإن
كانت تلاحقه عصابة خاطفين .. ثم مازال عليها أن تثبت له بأنها
ليست عشيقة أي زعيم عصابة أو ما شابه .
ربما يصدقها إذا رسمته ؟ ليس الآن طبعاً ولكن عند أول فرصة
سوف تفعل ذلك . أما بالنسبة لعملية اختطافها معه ...
استسلم دماغها المنهك عند هذا الحد وغطت في النوم .
لم يكن لديها أدنى فكرة كم مضى من الوقت عندما استيقظت بحفــلة
على صوت شبيه بقرع الطبول . جلست واضعة يدها على حلقها الجاف
فشعرت بذراع أحدهم تطوقها وصوت يطمئنها : (( إنه المطر, خبر
ســـار )).
بدأت تستعيد وعيها : (( من ... ماذا .. ؟ المطر ! يبدو كصوت
رشاش )) .
ـ هذا بسبب السقف المعدنـي .
ارتجفت جو . لم يكن هناك أي أثر للناس في الموقد كان الطقس بارداً
جداً . سألته : (( لِمَ تقول إن الخبر سار ؟ )).
ـ سيصعب عليهم المطر العثور علينا , إن كانوا لا يزالون
يبحثون .. لست أدري إن كنت تشعرين مثلي ولكنني أتجمد من البرد .
ـ يمكنك أن تشعل النار .
ـ لدي فكرة أفضل . استندي علي آنسة لوكاس .. أظن أنك
آنسة , لا ؟
تجاهلت جو السؤال وطرحت عليه سؤالاً آخــر : (( لماذا ؟ )).
ـ لكي نشعر بالدفء , سنضع كلا الغطاءين فوقنـــــــا .
ـ هذا ليس وارداً عندي .
ووجدت جو نفسها مستندة إلى الخلف بين ذراعيه .
ـ لقد شككتُ بأننا سنصل إلى هنـــا .
ـ ماذا ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة , فقال في شعرها : (( نيتك سيئة جوزي . هل
تكرهين الرجال لسبب ما ؟ ألهذا السبب تساورك الشكوك ؟ )).

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليندساي أرمسترونغ, الباقي من الزمن .. لحظة, احلام, دار الفراشة, lindsay armstrong, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the millionaires claim facebook
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية