كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
11- فيضان ... حب
إذا كانت هذه تجربة مؤلمة بالنسبة لها , فالآتــي أعظم .
رمى غافن حبلاً باتجاه الغصن الأدنى من الشجرة وتسلقها كهر
كبير . وناداها من فوق وهو يربط الحبل : (( إنه متين وآمن يا جو )). ثم
رمى لها الطرف الآخر قائلاً : (( لفيه حول خصرك واصعدي كما فعلت
أنا )) .
ـ لا أظننـــي أستطيع ذلك .منتديات ليلاس
ـ استعيني بالعقدة لتضعـي قدميك عليها . ولا تقلقي إذا انزلقتِ ,
سأساعدك .
تردت , ولكن المياه كانت تتخبط على أبواب السيارة الآن .
وضعت يديها على الشجرة وشعرت بالحبل يشد على وسطها , فبدأت
ترفع نفسها ببطء .
كان يحدثها طيلة الوقت , ولكنها تجمدت فجأة ولم تستطع التقدم .
ـ جو , تمسكي بيدي !
رفعت نظرها فرأته ممدداً على الغصن , مدا يده إليها .
ـ لا يمكننــي ذلك . لا أستطيع .
ـ بل يمكنك , جو , أنا أحبك, لقد أحببتك منذ اليوم الأول .
ـ مـــاذا ؟
ـ ما كنت سأخبرك إلا لاحقاً , عندما نصل إلى المنزل , ولكن هذا
صحيح . هيا , يا جو . قليلاً بعد وتصلين .
ـ ولكنك كنتَ ... كنتَ ...
ـ قلت لك إننــي فاشل في الحب .
ـ أعرف أنك لا تستطيع أن تنساها يا غافن ...
ـ أنت هي من أخشى فقدانه . أرجوك حبيبتي , قليلاً بعد . يمكنك
القيام بذلك !
وبالفعل تمكنت من الوصول . لم تعرف كيف استطاعت ذلك , ولكن
ما كانت أكيده منه هو أنها لما قدرت على ذلك من دونه ومن دون قوته
وخبرته ... أو ربما من دون كلماته .
وصلت لاهثة إلى فوق , في حين انجرفت السيارة مع المياه .
سألته : (( ماذا قلت ؟ )) .
أمسك وجهها بين كلتا يديه : (( أحبك حبيبتي كدت أصاب بالجنون
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة , وأتساءل إن كنت ستقعين في حبي
يوماً )) .
انفرجت شفتاها ولكن قبل أن تتمكن من قول كلمة واحدة , سمعا
هدير طوافة تحوم فوقهما .
أشار إلى الأعلى : (( الحمد الله ! هذه المرة ستصعدين بالرافعة .
وسأكون معك )).
عندما أصبحا على متن الطائرة , قال لهما الطيار : (( لم أرِ شيئاً كهذا
من قبل . شارلزفيل وكونامولا في حالة استنفار قصوى )) .
ـ ماذا عن كين كان ؟
ـ أخشى أن الأخبار ليست جيدة .
قالت جو بقلق : (( روزي ! )) .
ضمها إليه مطمئناً : (( إنها في بريزبان )) .
سأل غافن الطيار : (( إلى أين نحن ذاهبون ؟ )) .
ـ إلى روما . لا تزال المدينة جافة , مع أن الفيضان يرتفع أيضاً .
ولكننــي أخشى أن يكون هذا أبعد مكان أستطيع نقلكما إليه . علي أن
أتزود بالوقود وأن ألبي نداءات استغاثة أخرى .
ـ هل يمكنك إيصالي إلى كين كان ؟
ـ طبعاً يا صاح ! ولكن ستكون جولتنا سريعة جداً .
قال غافن في أذن جو : (( سأرسلك إلى الشاطئ الذهبي من روما .
علي العودة إلى كين كان . هل تفهمينني ؟ )) .
ـ طبعاً ولكن توخ الحذر . لا أصدق السرعة التي حدثت بها
الأمـــــور!
ـ أعرف ... من لا يرى مثل هذه الأمور لن يصدقها . سأتوخى
الحذر , وأنت أيضاً . أتصور ما تشعرين به الآن فوق كل ألمك .
أسندت رأسها إلى صدره : (( سأكون بخير )) .
ثم نظرت إليه بعينين مبتسمتين : (( أتعلم ؟ كانت حياتي مملة آمنة إلى
أن تعرفت إليك )) .
طبع قبلة على أنفها وضحك وهو يعدد لها : (( خاطفون , قوارب
مشتعلة , فيضانات , طوافات إغاثة ... ربما تسبب لقاؤنا باصطدام
بين الكواكب , ما رأيك ؟ )) .
ضحكت وعادت تسند رأسها إلى صدره , من دون أن يقولا المزيد .
أمضت جو أربعة أيام في منزل الشاطئ قبل أن يعود غافن إليها .
|