كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10- أين أنــا ؟
هل يُعقل أن يكون ما يجمعهما هو الرغبة فقط ؟ أم أن هنالك ما هو
أكثر من ذلك ؟
ثم بدأت جو تتساءل إن كانت مثل ساشا بالنسبة إليه , أم تبعد عنها
أشواطـــاً ؟
لا شك أن غافن و ساشا كانا مغرمين ببعضهما ولكن ما عساها
تتوقع أكثر , وهو نفسه قال إن أقل العواطف تأججاً هي أكثر
الأساسات متانة ؟منتديات ليلاس
كانا متفقين في معظم الأمور, إلى أن بدأت الهوة تتسع بينهما في
وقت لم تكن تتوقعها , كما حصل مؤخراً .
فمنذ أسابيع قليلة خلت , سافرا معاً إلى بريزبان بسبب عمل ما
هناك . تركا روزي برفقة أديل , وحجزا لنفسيهما غرفة جميلة في أحد
الفنادق المطلة على نهر بريزبان .
قال لها إنه سيتركها بمفردها معظم النهار, ولكن يمكنها أن تستغل
الفرصة لتتسوق أو ما شابه , على أن يلتقيا عند العشاء .
وافقته اقتراحه ولكنها بقيت معظم الوقت تشعر بترقب غريب . حتى
أنها لم تخرج للتسوق أو لزيارة متحف كوينزلاند للفنون الذي كانت
تتحرق لرؤيته , إنما انصرفت في نزوة منها لتسرح شعرها وتزيين
وجهها . وارتدت ثوباً رائعاً كانت تحمله من جهاز زفافها .
تناولا العشاء في مطعم مطل على النهر , وكان في طريقة نظره إليها ما
أثار أحاسيسها , فقالت فجأة : (( آه , لا ! )) .
رفع حاجبه مستغرباً : (( هل من خطب ؟ )) .
كانا قد أنهيا طبقيهما ويفكران في ما إذا سيطلبان التحلية أم لا .
ـ ما الأمر يا جو ؟
لمست شعرها المصفف وقالت : (( إنه مسدول , إذاً المشكلة ليست
فيه )) .
كان مستنداً في كرسيه , وقد بدا جذاباً للغاية في بذلته السوداء
وقميصه الأزرق الفاتح وربطة عنقه المتناسقة .
ـ يا ليتك لم تقولي ذلك .
ـ أشعر بأن فكرة طلب التحلية قد لا تكون جيدة .
ـ شعورك في محله , يا جو .
لم تستطع أن تخفي ابتسامتها : (( يبدو أنني أتعلم )) .
لم يكن المطعم بعيداً من الفندق , وما إن أصبحا في غرفتهما حتى
فكرت جو . هل يتحول هذا إلى أحد تلك اللقاءات المشحونة
بالعواطف ؟
لم يضيعا الكثير من الوقت , لشدة ما كان يرغب الواحد منهما في
الآخـــر .
وعندما استعادا القدرة على الكلام مجدداً , قال في شعرها : (( أنت
رائعــــة )) .
ثم أكمل :
ـ متى ...
ولكنه توقف فجأة وتغيرت نظرته .
ـ متى ماذا ؟
ـ لا , لا شيء , اخلدي إلى النوم الآن يا صاحبة الساقين
الطويلتين .
ـ غافن ...
ترددت قليلاً ثم سألته : (( ما الذي يدور في ذهنك ؟ )) .
ـ لا شـــيء .
ومد يده ليطفئ المصباح بجانب السرير .
فتحت جو فمها لتعترض على التغير الذي أصابه فجأة وتطالب
بمعرفة السبب , ولكنه خطر لها فجأة أنه ربما تذكـــر ساشا . ربما كانا
يقومان برحلات سريعة غير متوقعة كهذه , ربما نزلا في هذا الفندق
بالذات , وهو الآن يتصارع مع ذكرياته .
إذا كانت هذه هي الحال , فليس هناك ما تستطيع فعله أو قوله .
بقي شارداً عنها إلى أن عادا إلى كين كان , عندئذٍ عادت الأمور إلى
طبيعتها .
|