كاتب الموضوع :
جمره لم تحترق
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10- أين أنــا ؟
10- أين أنــا ؟
كان الطقس قد ازداد دفئاً بشكل ملحوظ بعد ثلاثة أشهر على وصول
جو إلى كين كان للمرة الأولى .
نهضت من النوم ذات صباح , ارتدت سروالاً قصيراً كاكــــي اللون
وقميصاً زهرياً وانتعلت حذاءً خفيفاً . أما غافن فكان قد استيقظ قبل
بزوغ الفجر ليراقب العمال .
راجعت جو خططها للنهار بينما كانت تتناول الفطور مع روزي ,
كانتا ستعملان على منزل الدمى الذي تبنيانه معاً . هو في الواقع ليس
منزلاً للدمى بكل معنى الكلمة فـ روزي لا تحظي بالوقت لمثل هذه
الألعاب . أنما و أشبه بحظيرة مسقوفة للأغنام , فقد تبنت روزي حملاً
يتيماً ضمته إلى مجموعتها المؤلفة من جرو وحصان صغير وببغاء .
وفكرت جو في سرها أنها تبرع في الأمومة على ما يبدو , وهي
تستمتع في دورها هذا . لقد حرصت على أخذ الأمور بروية وعدم فرض
نفسها على روزي كأم , ويبدو أن الأمر ينجح .
جل ما كانت تخشاه جو هو أن ترفض روزي مشاركة والدها مع
شخص آخر, والتحديد مع زوجة . فالفتاة في السادسة من العمر ولم
تحظ يوماً بوالدة , لذا قد يكون هناك احتمال كبير بأن تصاب بصدمة .
غير أن روزي لم تُظهر أي امتعاض على الإطلاق , بل على العكس
كانت تتحمس دوماً لكل الأمور التي يفعلانها معاً , كالسباحة والرسم .
والقراءة وحتى التجول في أرجاء المزرعة .
وقد بدأت روزي تستشير جو في ما يجب أن ترتديه وفي ما يتعلق
بأصدقائها , وكان اقتراح جو بناء منزل صغير لحيوانات روزي الورقة
الرابحة التي أكسبتها قلب الصغيرة .
عندما كانت جو تشعر أحياناَ أن روزي تحتاج إلى رعاية والدها
والاستئثار باهتمامه , كانت تنسحب لترسم وتتركهما وحدهما , ليوم
كامل في بعض الأحيان , وكانت روزي دوماً تعوض عما تحتاجه خلال
هذه الأوقات .
في الواقع دخلت الصغيرة قلبها بسرعة واتضح ذات يوم أن الأمر
نفسه حصل مع روزي ... عندما اتفقتا ضده , على حد قوله .
بدأ الأمر مع الحمل اليتيم . فقد أخذته روزي في غرفتها حيث سبب
خراباً كثيراً .
جن جنون السيدة هاربر بحيث أخبرت (( الرئيس )) على الرغم من
حبها الكبير لـ روزي .
أخرج الحمل من المنزل , فغضبت روزي واتهمت والدها بالقسوة .
وعندما قيل لها إن الجرو الصغير يُمنع دخوله إلى المنزل , ضربت
قدمها في الأرض وقالت لـ غافن إنها تكرهه فعلاً .
ولكن جو قصدت كايز لاستشارته , فظهر عصر ذلك اليوم منزل
خشبي صغير في الحديقة تحت غــرفة روزي .
اصطحبت جو غافن و روزي لرؤيته قبل العشاء , واقترحت أن
يسكن الجرو والحمل معاً في هذا البيت , بالقرب من غرفة روزي , شرط
ألا يدخلا المنزل الكبير طبعاً .
وقبل أن يتسنى لـ غافن أن يوافق أو يعترض , أحاطت روزي جو
بذراعيها وقالت لها بعاطفة حقيقية , إنها أفضل أم يمكن لولد أن يحصل
عليها . حضنتها جو وأحسـت بشعور لذيذ لرؤية روزي سعيدة .
قال غافن أخيراً وهو يراقب كل هذا : (( فهمت )) .
ـ ماذا فهمت يا أبـــي ؟ أليست فكرة رائعة ؟
ـ فهمت أن المرأتين الوحيدتين في حيــاتي اتفقتا وتأمرتا ضـــدي .
دست روزي يدها في يد جو وطمأنت والدها قائلة : (( ولكننا نحبك ,
والآن هل يمكننـي أن أحضر حيواناتي ؟ )) .
أومأ لها فأسرعت مبتعدة .
نظر غافن في عيني جو , فهزت كتفيها وكأن ما بيدها حيلة : (( آسفة ,
ولكن ... )) .
عانقها وقال لها : (( كنت رائعة . ولكن عليك أن تفكــري منذ الآن فـي
أن الجرو سيكبر معتقداً أنه حمل والحمل سيكبر معتقداً انه كلب )) .
فانفـجرت جو بالضحك .
بعد عدة أيام , قالت روزي إنها ترغب في الحصول على إخوة .
|