كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني:عينان تشبهان عيني صابر............
نظر لها قائلاً بجفاء البقاء لله وسحب مقعداً اخر للجلوس عليه،تمتمت فجر البقاء لله وهي تشبك أصابع يديها تحت الطاوله من التوتر وقد انكسر.. قلبها..ماذا حدث له؟ حتي عندما علم بوفاة أبي...هل يعامل مرضاه هكذا؟،لاحظت الأم قسوة رد ولدها ولكنها تجاهلتها قائله فجرمازالت طالبة طب أريدك أن تساعدها في النقل إلي جامعة القاهره، أنت أستاذ مساعد هناك وفي نفس الكليه قالت بصوت امر ،نظر نحو فجر متسائلاً لم ليست في قريتها تحلب بقرتها وتطعم دجاجها وتبكي علي أفلام الأبيض والأسود؟هذا عهده القديم بفجر ابنة القريه المعتزه بأصلها،لم هي هنا؟سيكلم الأم علي انفراد في هذا الأمر،لا يصلح التحويل من كليه إلي كليه عندنا بعد تمام أول ثلاثة سنوات وفجر أعتقد قاربت النهايه قال مقراً حقيقه يعلمها وهو يتساءل في نفسه تبدو متعبه ومستهلكه إلي أقصي حد لم؟،هنا أجابت فجر بشئ من الحزن أنا لم أدخل امتحانات الفرقه الثاله بعد...وجهها مطرق إلي الأرض..أعلم أني في الثالثه والعشرين وكبيره لأكون متأخره بهذا الشكل...ولكن حدث لي حادث طريق منذ خمس أعوام ..كنت في غيبوبه لأربع شهور وهكذا ضاعت سنه...شعر بالخجل من نفسه الأم ذهبت لها ولكن هو ..أجّلت امتحان ماده في الفرقه الثانيه، وقرب موعد امتحان التأجيل انفجرت المراره...واضطررت لإعادة سنه أخري...والدي مريض كبد تدهورت حالته في العام الماضي بشكل....لم أقدر علي تركه...انتهي كلامها وظهر حزنها بسبب إخفاقها في المرتين الأولتين ،وفخرها لخدمة الوالد لم يبدو في صوتها أي ندم .....
حسناً اعطيني الأوراق وسأنهي الأمر....قال بصوت بارد ،أين ذهب دفء صوته ..لا يشبه ابن خالتي المتفائل البشوش أبداً..نظرت له علي استحياء وقالت وهي منكمشه من شعورها بالغربه نحوه..شكراً ولكن الأمر سيحتاج تخليص الأوراق من جامعة .. مشوار سأقوم به أنا،تدخلت الخاله التي عندما لاحظت جلوس فجر علي مقعد ولدها لم تعترض ،كانت فجر تناوشه عندما كانت صغيره وبقادره علي تغيير مزاجه بسرعه عجيبه،فكرت ربما يحدث هذا ...شد وجذب بينهما...لا حبيبتي هو من سيذهب نظرت لولدها نظره قاطعه عندما شعرت بتخاذله في الرد علي ابنة خالته .....لن أورطه في الأمر،قالت كاذبه وبشئ من التشتت والتلعثم...يبدو أن الكذب صار صفه فيها...سأودع صديقاتي.. سأتصل بهن لنجتمع معاً ..في ذلك اليوم الذي سأذهب فيه..ليس لها صديقات تعثرها الدراسي لم يساعد،وزميلات المدرسه من قريتها تزوجن وأنجبن...حسناً حبيبتي ربتت الخاله علي ظهرها بحنو الأم التي لم تعرفها يوماً.
في حجرة المكتب كان الباب مغلقاً،وعمار والخاله يتبادلان الحديث عن ..جالسين علي الأريكه الزرقاء الفاخره الملاصقه لأحد الجدران،لا أصدق الحاج زكريا يفعل هذا...تلك الرئيفه لم أسترح لها يوماً قالت الخاله وهي تتذكر...ابتسامتها الصفراء ..نظرات الحقد..فقط كانت تخفيها أمام زكريا....أمي تنوين الإبقاء عليها ؟سأل ليكن متأكداً بنسبة مائه في المائه....هتفت محتده غاضبه من أن يكون ولدها قد تصور العكس للحظه واحده عرضي ألقيه علي قارعة الطريق...لا تريدني أن أرد علي جنه،أمي سألتك لتكون الصوره واضحه فقط قال في محاوله لتهدئة ثورتها فهي مريضه ولا تحتمل أي انفعال،تنهد وأرجع رأسه للخلف تبقي حتي نجد لها عريساً صالحاً...وأمي متي سترضي ...يجب أن تقومي بالعمليه....قالها وهو منحني نحو أمه الجالسه بجواره ليلتقط يدها ويطبع قبله كانت في الماضي حانيه ولكنها الان مهذبه وفقط،نظر لمعصمه ليري الساعه تأخرت علي العياده وكأن تيار كهربائي مسه ،نهض مسرعاً وكان سيره أقرب للركض ،عندما فتح الباب يبدو أنه تذكر التفت لها وقال أراك أمي عند المساء،لا يعود قبل الثانية عشرعن أي مساء يتحدث أنام في التاسعه.....
في الصباح الباكر عند الساعه السادسه بدت مستعده لتبدأ رحلتها مع النقل،كانت رحله شاقه وروتين حكومي ممل وبطئ ولكن الحمد لله انتهت من أمر جامعتها الإقليميه ،ومن الجيد أن الدراسه بدأت منذ أسبوع واحد فقط لم تواجه مشكله كبري مع الإجراءات،نسيت وجع جسدها في خضم ذلك فعندما يكون عقلها مشغول يذهب شبح الإعياء مبتعداً عنها ،و ذهبت إلي جامعة القاهره وأنهت كل الأوراق....عادت للبيت اه بيت الخاله أقصد،كل شئ تم علي ما يرام قالت بغبطه ،كانت في حضن خالتها علي فراشهما،انظري لي ياقمر ...يجب أن تشتري ملابس جديده...ستذهبي غداً إلي معقل الأناقه...جامعة القاهره ...لا بد أنك رأيت كيف ترتدي الفتيات هناك...ما الذي تقصده الخاله ...بنات الأقاليم لا ترتدي ملابس راقيه...أم هي ...ملابسها حقيره للغايه سوداء مجربه....ولكن تأخذ نقوداً منها أمر يجرح كرامتها....لعنة الله عليك يا رئيفه أنت وذريتك والحقير صابر...قاومت دموع تُهدد بالقفز من عينيها...رفعت رأسها قائله بخجل ولكن اللعنه التمعت عيونها بالدموع....لا أقدر أنت فعلت الكثير ..قالت بتأثر...مررت أناملها علي بشرة وجه فجر لتمسح دمعتها....غبيه ولا تفهم العائله واجب أولاً ومحبه ثانياً وأنا ملتزمه بالأولي وأكن لك الثانيه قالتها برقه،ستشتري حاجيات جديده اليوم وسيصحبك عمارأخبرته وانتهي قالت بصرامه،ارتعش قلبها خوفاً أنا وعمار وحدنا ،مررت أناملها بعصبيه في فروة رأسها...لا تحب أن تبقي معه وحدها....عندما دخلت أعتاب المراهقه،فكرت فيه كمحب لها،حبها الأفلاطوني البائس.... كان له وحده، الفتيات تحلمن بنجوم السينما ولاعبي الكره ولكن هي......عندما خطب انهارت باكيه ليله بأكملها..وفي فرحه رسمت ابتسامه مصطنعه علي شفتيها وقلبها يتمزق ،أجادت ببراعه مداراة أمر مشاعرها لم تكن تفضل الذهاب ولكن إصرار الخاله وماذا تقول كمبرر للرفض ...الكل عاملها كطفله في ذلك الزمن حتي هو...تحاشيه أسلم لي، قسوته وعدم مراعاته لها كما في السابق التي رأتها منه بالأمس أوجعت قلبها ،لقد تجاوزت المراهقه ما تلك الأفكار الغبيه؟ أنت الان فتاه أخري بالطبع الأمر ليس بأكثر من ذكري بهتت مع الزمن ولكن... مازالت مؤثره قليلاً ، وبتلك الخاطره انتهي سيل أفكارها.
أتي عمار متذمراً ومجبراً هل تنتوي الأم في تشغيلي سائقاً للهانم أم ماذا؟وهو الان في الصاله منتظراً علي أريكه وثيره نزول السفيره عزيزه،أخذته أفكاره فلم ينتبه لكونها واقفه أمامه محرجه للغايه، وتنحنحت قائله مستعده.....
أخذها إلي شارع ملئ بمحلات الملابس النسائيه،لا يحب تسوق النساء ساعات وساعات....يبدو الأمر وكأنه لن ينتهي..لدهشته اشترت من أول محل وملابس أسعارها معقوله....كادت الدموع تفر من عينيها عندما رأته يدفع الحساب ،أنا فجر الدين زكريا أعيش علي إحسان الأقارب...لم ترد تعطيله وقررت في نفسها أن تشتري من أول محل أكثر الملابس رخصاً...ولكن الحمد لله وجدت أشياء معقوله وجميله للغايه من وجهة نظرها طبعاً..
لا تراه في البيت طوال النهار لايأتي سوي لساعة فصل بين الجامعه والعياده...يأكل ويغتسل...الغريب لا ينام عصراً ولا ليلاً،لم يأتيها النوم في الليله السابقه، الذكريات المخجله المقرفه ومرارة الزمن أسهدتا عينيها....ولذا سمعت بأذنها المرهفه عودته قرابة الساعه الواحده صباحاً،فساعة حائط الخاله تُنور في الظلام ....
هذا الجزء من المحتوى مخفي
أتي يوم دراستها الأولي في جامعة القاهره....استيقظت عند الفجر وأيقظت الخاله التي تصلي جالسه ...ولم تستطع النوم مره أخري...شعور غريب مقبض مرعب يتملكها لن يحدث لي أسوأمما حدث طمأنت نفسها...الخاله عادت لرقدتها علي الفراش تفكر...عندما كانت فجر نائمه بجوارها أخذت تصرخ في سباتها دعوني أيها الحقراء كلاب ،فاستفاقت الخاله لتجدها نائمه، ولكن الناحيه التي تنام عليها فجر من الوساده مبلله بالدموع...
الساعه السابعه كان عمار يتناول إفطاره ،بالأمس ذهبت مبكره ولذا لم تراه صباحاً،متي ينام ؟،الخاله تعمدت أن تمثل النوم لتعطي فرصه لعمار وفجر في التكلم سوياً..السلام عليكم قالت بحرج ووجهها في الأرض،وعليكم السلام انضمي إلي الإفطار هيا قال بشئ من الحماسه وهو يحرك يده لها بعلامة تعالي،أخذت تحدق في الطعام فاقده للشهيه تماماً،لا تأكلي لم؟لا تعجبك الأجبان والمربات سأل مقطباً الجبين وهو ينظر نحوها،جمي...له ..لل..غايه قالت متلعثمه من لقاء عينيه وقد زال عنها بعض جمودها وبرودتها...مدت يدها نحو الخبز والجبن بطريقه اليه وبدأت تأكل تريد لهذا الحديث أن ينتهي وقد أشاحت بوجهها عنه...ما رأيك في بيتنا المتواضع ؟سألها بأول شئ خطر علي باله،لم يرغب في الحديث معها ؟هل لأنها تذكره بفتاه صغيره تجيد الكلام كالكبار حافظه للعديد من الأشعار ...تلقيها وكأنها من كتبها...كانت تصدع رأسه بها كلما ذهب إلي القريه...لا لم يكن صداعاً كان شيئاً جميلاً...تلعثمت من الحرج رائع مذهل ما شاء الله،أنت تكذبين قالها وهو يضحك ،كيف عرف ؟،بُهتت وتطلعت نحوه بغباء،بدت مضحكه للغايه بمنظرها هذا فكر عمار،لسبب بسيط أي شئ أبدأه برائع ومذهل لا يكون كذلك أقولها فقط للمجامله لمعت عيونه ببريق أخاذ وهو ينظر لها هازاً رأسه هل تلك نصف ابتسامه؟،مازلت تذكر ذلك اليوم قالت بحرج ترغب في الركض هاربه من الذكري،تنحنحت وقالت لتغطي علي الذكري البيت جميل ولكنه ليس باللون الأخضر، أعشق الأخضر، لون أرضي .....أطرقت حزينه وقد عاوتها الذكري المريره...
هيا سأوصلك نهض ،لا صرخت في هلع أحب الذهاب وحدي ،تجربة أول يوم كليه من أوله لاخره بدون مساعده من أحد لا يجب أن أبقي قريبه منه،سيتحايل عليها ويستجديها ليوصلها هي حره،اه نسيت كلمتني الأم في الثامنه مساءاً لأحضرلك شيئاً،نسيته في حجرتي انتظري...ما هذا الغموض؟مازال له تأثير مهلك عليّ، ارحمني يارب لست بناقصه.
في حجرته وهو يحمل الكيس من علي ارضية حجرته اصطدمت عيناه بصورة زواجه من سهيله الموضوعه علي طاولة زينه قريبه من السرير،كيف فرح للحظات ونسي حبيبته....؟،أمسك الكيس بعنف وهبط السلم متوجها نحو فجر ..خذي قال محتداً وقاسياً ليس عليها ولكن علي نفسه،تريد أن تبكي.. يعاملني كشحاذه ...أمسكت الكيس بيد متراخيه قليلاً ونظرت ...جوز هند.. الخاله تذكرت عادة ابنه أختها في شرب الماء من جوز الهند،كان والد فجر يشتري لها أول كل شهر ثلاثة ثمرات من جوز الهند،تقسم الثمره التي يأتي عليها الدور إلي نصفين تفرغ السائل اللزج الموجود بداخلها وتغسلها عدة مرات،وتشرب منها إلي أن تبدأ في الجفاف والتشقق فتأتي بأخري...تحب الماء هكذا حلواً وبارداً ...عادة أمها... التي جعلت الوالد يتأثر باكياً لمسلك ابنته عادة الأم نواره بدون أن تعلم....بأن شرب الماء من الجوزه كانت صفه توصف بها..
خرج عمار من الباب كريح عاتيه غاضباً من نفسه حانقاً عليها،نسيت أن تأخذ مال من الخاله وعمار، بالأمس ذهبت إلي مشوارها بالمال المتبقي معها مُقسمه للخاله بأن معها ما يكفي ...عمار اصطحبها لشراء الملابس بسيارته..والان ستصعد لتوقظ خالتها...بدأت تسير وتسير ..جسدها لا يزال مجروحاً متوجعاً...ولكن سأصل...كانت تسير محتضنه كشكول كبير الحجم وقد بدأت في صعود السلالم...عندما سمعت صوت يأتي من خلفها....أسود وعجائزي للغايه من أي قرن جئت يا فتاه....بالفعل تحب الملابس الفضفاضه...ولذا غالبا لا تلبس تبعا للموضه ..لأنها علي الأرجح ملابس ضيقه،انكمشت علي نفسها وقررت مواصلة طريقها،فقد توقفت لبرهه بعد سماع ذلك الكلام،خرساء أم ماذا ...صوته المستفزهذا يقضي علي أي تعقل بداخلها،يا انسه بالطبع مازلت انسه وهل يرضي..؟،التفتت له وقالت بقرف عديم الأخلاق لا تستحي ،كان فارس جالساً مع رفاقه علي سلم المدرج الخارجي لا لشئ سوي تضييق الطريق ومضايقة خلق الله،قرويه عرف من لكنتها فابتسم في شر يقولون عندكم دود المش منه فيه تأكلون حتي الدود قال بخبث وتهكم،وحينها ذهب كل انكماشها، أشتري ملابس فضفاضه قديمة الطرازأنا حره.. قرويه ساذجه هكذا يظننوني ..ولكن التقطتها...قالت له متحديه واثقه شامخة الرأس من يعتز بأصله كيفما كان لا يقدر أحد علي السخريه منه وأنا فخوره إلي أقصي درجه..اه لست مثلك من أين تعرف بهذا المثل ؟هل سبق لك أكل المش بديدانه...لا يحب أصله القروي ..زلة لسان غرضها السخريه والتحقير منها فضحت حقيقته التي يخجل منها...و قبضت عليها الحمقاء..اللعينه فضحته أمام مجموعته..بكل الشر المعشعش المستطير بداخله نظر لها ...يا رب عيناه تشبهان عيني صابر نفس الإجرام يقفزان منهما... الستر،فارس كان مرتدياً قميصا لونه أحمر فاقع مفتوح لمنتصف صدره ،وسلسله ذهبيه متدلاه من عنقه، مع بنطال جينز ضيق باعداً رجليه عن بعضهما في جلسته بشكل مقزز للنفس،مع قصة شعر سبايكي أو شوكيه وفي طرف الخصلات يوجد لون نحاسي ،ساعه ذهبيه في معصمه كلها أشياء تقلل من الرجوله...هذا إذا كان امتلكها يوماً ...سأنتقم منك ياحقيره ...هددها وتوعدها.... ولكن بداخل نفسه.
متي ستحس يا عمار ؟أريدك ياغبي ...أختي اختطفتك مني وأنت بحمقك تحيا علي ذكراها...لولاها لكنا سوياً ولكنها وقفت لي كشوكه في الحلق..فكرت يارا...مساعدة عمار...فهو جراح وهي تلميذته...تصغره بتسعة سنوات...مطلقه ولها ابنه،أسلوبه الجاف معها لم يتغير...تخصصت في الجراحه مع أنها معروفه بمجال الرجال لتكون بقربه،طلبت الطلاق من زوجها الذي تمقته لتحظي بفرصه مع حبيبها،لو لم أتسرع وأتزوج بذلك المعتوه في فترة زواج أختي بعمار...لكانت الأمور الان أسهل...صارت يارا الان كذراع أيمن لعمار لا يقدر علي بتره بتاتاً...وهي مصممه علي الوصول إليه بأي ثمن...
في حجرة الخاله رقيه كانت الأم ممدده علي السرير، وابنها جالس علي حافة الفراش ممسكاً بيدهاأمي يجب أن تجري الجراحه ...صحتك أضحت لا تتحمل...هناك شرط واحد لو قبلت به قالت بدهاء ...قال بأمل ما هو ؟
تزوج أريد أحفاداً ستقطع دابر العائله بهذه الطريقه ...قالت بإصرار وثبات مطلقا لن تتراجع.....والعروس أمي من هي ؟سأل بتهكم وهو يهز رأسه في ضيق،أمه أحضرت عروساً جديداً لا تكف أبداً،ما بها فجر ابنة خالتك؟ تزوجها هذا شرطي الوحيد وبعد ذلك...أخذت تتأمل صفحة وجه ابنها المذهول......تلك الطفله هذا أول ما نطق به ألا تعرفي الفرق العمري بيننا ...ودم أبيها؟وأنا مطلقاً لن أخون حبيبتي سهيله قال بأسي صارخ ولوعه حارقه ...لا أريد أية امرأه لا أحتاجهن في شئ...أكد علي هذا الأمر ...لنفسه
أنهيت كلامك قالت الأم بحِلم وقد بدأت في تفنيد أسبابه التي تراها واهيه،إذاً اسمع فجر الان انسه لم تعد طفله أبداً..وفاة الوالد أمرالله وأكيد كان يرغب في سُترة ابنته...الفارق العمري لا أراه عائقاً إلا إذا اعتبرته هي كذلك ولا أظن...،.ولم لا سألها مستغرباً ثقتها في الأمر من كلامك يبدو أنك لم تكلميها بعد أم ماذا أمي؟ سأل بمكر...الخاله دوماً عرفت فجر تميل لعمار ولكنها تداري الأمر كأية فتاه محترمه..ربما تغيرت لم أختبرها بعد هذا العمر لأعرف كيف تفكر الان...عادت لها ثقتها وهي تتذكر الصغيره وهي تلقي بقصيده علي مسامعهم ولكنها بالطبع تقصد مسامع عمار،أخبرها الأب لا تنام قبل مجيئكما وتظل تحفظ في القصيده المنشوده بدون لحظة انقطاع ...حتي تصير كالمياه الجاريه في عقلها تتدفق بسهوله ويسر....كل هذا لأن عمار أخبرها صوتك معبر وحساس في الإلقاء فهي تعشق الشعر وقد أسمعته قصيده تحبها ذات مره بشكل عرضي ولكنها ذابت فيها،أنا متأكده لأنها تحبني مثلك وعندما تعرف أن الأمر فيه خير ليستقبل عادت صورة الفتاه التي بانت للحظه مفطورة الفؤاد في فرح ابن خالتها تحتل خيالها...لا لم تكن مشاعر مراهقه أنا أشعر بذلك...تنهد وقال محاولاً إقناعها بوسيله أخري....ربما تحب أحدهم أولا أنت تبتزيها بتلك الطريقه السكن والأمان مقابل الزواج...شرر غاضب خرج من عين الأم وصرخت فيه تتهمني بالابتزاز أبداً لو رفضت يكون الأمر انتهي أنا لا أساوم حبيبتي فجر مطلقاً.........وصارت الكره الان في ملعبك يا فجر....أم أنها لم ولن تفارق أبداً ملعب الخاله........
أمه مريضه وعنيده لأقصي درجه ،لو أتي الرفض من فجر لانتهي الأمر...عادت منهكة القوي بوجه محروق متفحم من الشمس فقد عادت سيراً وفتحت الباب الداخلي للفيللا فالخاله نسخت لها نسخة مفاتيح .....بالطبع سترفض مستحيل أن تقبل هي يافعه بالنسبة له...التقت عيونهما هي عند البوابه وهو علي الصوفي جالس...لماذا ينظر لي هكذا وكأنه يراني لأول مره؟.....ربما أقنعت الأم بأهمية زواجك وأوعزت لها بأنها العروس المناسبه فهي تريد سكن ونقود مثل كل فتاه وطريقها مع التعليم متعثرالداهيه لن يرحمها أبداً....لماذا قست عيناه هكذا...ستسرع إلي حجرة الخاله...وجدت من يمسك معصمها بالقوه وهي عند أول سِلمه قائلاً بصوت يبث الرعب في النفوس انتظري....أتته الأم من فوق علي كرسيها النقال ذي الأربعة عجلات...تعالي حبيبتي ولا تهتمي لأمره أنا من سيكلمها عمار قالت بتحدي وهي تقطع الكلمات وعيونها تلمع بالغضب.
في حجرة الخاله علي سريرها كانتا جالستين ماذا ؟اتسعت حدقتا عينيها وفتحت فمها كالبلهاء....ما الأمر ألست بموافقه ؟سألت الخاله وهي تتأمل تعبيرات وجهها....لهذا أطلت من عينيه نظرات الكره والحقد في الأسفل ...بدت فكره حلوه للحظه ولكنها وئدتها في مهدها مستحيل أن تقبل لقد أوضحت لها الخاله في كل الأحوال أنت حبيبتي مطلقاً لن أتخلي عنك....ما الذي فعلتيه لتجعليه موافقاً والأمر يصير مرهوناً بي سألت تريد أن تعرف جواب السؤال...ربما يحبك قالت بمكر لتختبرها..توقف عقلها للحظه يحبني أنا ...بان التأثر علي محياها...لا لا يحبني ولم يراني سوي طفله يُحضر لها الحلوي وتصدع رأسه بما رأته قد يلفت انتباهه...علمت الخاله الجواب وأتاها كما تشتهي..نظرت لعين خالتها وقد فهمت هددتيه ...مرضك والجراحه..قالت لخالتها بعتب ظننتني غاليه عندك لا ترخصيني أمام ابنك بهذا الشكل،أنت لا تفهميني لدي ابن وابنه كل واحد منهما في مفترق الطرق لومُت أين ستذهبي أنا من أسره فقيره تزوجت بابن الأثرياء،كل شئ ملك لعمار لوطلبت منه رعايتك لن يتأخر ولكن ...أنا أطلب مساعدتك يغرق نفسه في العمل والعمر يزوي...لو رفضت لن ألومك ولكن لكوني سأظل قلقه عليكما لن أجري الجراحه أبداً لست بضامنه كيف سأخرج منها...قالت بحنو ودهاء تضرب علي أوتار قلب فجر مستخدمه كارت مضمون لتحقيق ما تريد..فكري فجر فكري
نزلت فجرللأسفل لتلاقي ابن خالتها يجب أن تتحدث معه لم يذهب للعياده اليوم وكيف يذهب بعد ما قالته الأم حالتها سيئه للغايه كانت متشبثه بفكرة رفض العمليه ولكن الان.........جلست علي مقعد مواجه للأريكه.....لا ترغب في لقاء عينيه...أغلقت عينيها بشده وأخفتهما وراء يدها وهي منحنية الظهر للأمام...ينتظر لتبدأ الحديث في ترقب ....الممثله قلبت الأم في يوم واحد عليه وسيشعر بالذنب إذا لم يلبي طلبها وأصابها مكروهاً....بالطبع ستقبل فتلك وساوسها سممت بها عقل الأم....لم تضع يوماً شرط زواجه مقابل العمليه ...فهي من النوع الخواف....ولكن بعد لقاءها بتلك ...فتاه قرويه لئيمه....نظر لها بحقد وتهكم وهو يعرف ما ستقول....قالت لي الزواج مقابل العمليه حاولت أن تتحدث ببرود وبلا انفعال مستمره في إشاحة بصرها عنه...صمت وطال صمته وأنت موافقه بالطبع ؟ سأل بصوت يحمل كره الدنيا ... هي أمك و خالتي وضعت يدها جانباً وقررت المواجهه وتطلعت له بتحدي..ماذا تري؟، موافق وهل عندك شك قالها بقرف وهو متطلع نحوها ولكن أقسم داخلياً ستدفعي ثمن أفعالك،انكمشت من نظراته ماذا فعلت في الحياه ليحدث لي كل هذا؟
خير البر عاجله علي حسب قول الأم أتت بالمأذون علي الفور،وتم عقد القران،كان فجروعمار ممسكان بيد بعضهما ومنديل أبيض يغطي..،العريس بدا مجبورا وحاقدا وكارها ...والعروس تفكر كرهه يحميك، لأن حبك له لم يموت، فالحب يحدث بدون سبب ولكن الكره له أسباب ،وكراهيته لك ستجعلك تكرهيه بمرور الوقت ،فالكره داء معدي ،وشجرة الحب ضعيفه أمام شجرة الكره المتعمقة الجذور التي تعيش علي الدماءوتنمو بسرعه سرطانيه....ربما بزواجهما انتهت القصه أم أنها بدأت
|