كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن
اصطحب عليّ فجر إلي فيللته في التجمع الخامس،منطقه نائيه نسبياً،بالطبع ستبيت وحدها،جعلها تُوقع علي عقد إيجارصوري لها لمدة شهر،لتأمين نفسه من أي شئ قد يطرأ،بدافع الصداقه يساعدها...ويتستر علي مجرمه،عمار أجابه بعد لحظات من الصمت الثقيل بصوتٍ متألم..موجوع ..مذبوح..غايه في الاضطراب:فجر أمانه لديك حتي عودتي أتسمع؟وسأرجع في أسرع وقتٍ ممكن،زفر في ضيق وأكمل:ولن أسامحك إذا أصابها سوءاً.
فجر الان في صالة الفيللا وحدها والساعه الحادية عشر مساءاً،قد تخلصت من شريحة رقم الجوال من بعد أن اتصلت بها الخادمه مباشرةًلتبلغها بالمصيبه الكبري أو بالفرحه الطاغيه..فأحدهم قد اختفي من علي ظهر الأرض،تُصلي وتصلي بدون لحظة انقطاع واحده منذ مجيئها إلي الفيللا في الصباح،تريد أن تعود فجر،فقد طال اشتياقهالها،تُجبر عقلها علي التركيز في معاني الكلمات،تتذلل في الركوع،تتصنع صوتاً خاشعاً،مرات ومرات ومرات وباب القلب لا يزال موصوداً،مرات ومرات ومرات..لا تيأس..لا تستسلم..تجاهد نفسها..تثابر وتثابر لتصل..ووصلت وعادت السكينه لتغمر روحها،ولاقت فجر التي ينبض قلبها بمحبة الله لا بالخوف من لقياه
فُتح الباب وفجر ليست بالمنتبهه،عمار يراقبها..لا يريد أن يخرجها من الصلاه...فجر الان تُسقي من منبع الرحمه الأصلي،مستمتعه..متلذذه بحالتها...مفصوله عن العالم الخارجي،وقد تلاشي الخوف من البشر وعاد الحب لله.
لم تأكل شيئاً منذ البارحه،قررت فاصلاً وتواصل..لتتناول أي شئ بسرعه ثم تعود لراحتها،نهضت والتفتت...وعمار،عمار الدموع تنسال من عينيه وقال لها بصوتٍ حنون حزين:لهذا نسيت يا فجر..قلت لي دوما استنذلت معي..ما رأيك ولو علي سبيل التغيير سأساندك ولو لمره،وفجر تتطلع نحوه في بلاهه وقد فغرت فيها ،توقعت اتهامات جارحه..شجاراً عنيفاً..أقوالاً فظه..غليظه..وكانت تعرف كيف تتعامل مع كل هذا؟..ولكن هذا هو عمار..هذا هو ابن خالتها الحبيب..قد عاد إلي سابق عهده،وكأنها لأول مره تلاقيه منذ زفافه علي سهيله،عيونه المشعه بالدفء..ملامح وجهه المتألمه لحالها..قلبه المؤمن ببراءتها..تقدم نحوها بتمهل ...فجر صغيرته الشقيه..في زي الصلاه..تبدو كملاك جميل لا وجود لمثيل له..هناك نور رباني يضئ وجهها..جذبها إلي حضنه..ليبث الطمأنينه بداخل نفسه هو،عاش ساعات سوداء ضائعاً وكل الأفكار تمرق علي باله،ولكن ولا فكره منها كانت تدين فجر فهو يعرفها،لم يغادر المطار برغم تأكيد الموظفه له علي استحالة حصوله علي تذكرة سفر،ولكنه تمكن من شراء واحده من أحد المسافرين بعشرة أضعاف ثمنها،بمجرد وصوله..اتصل بعليّ ليعرف أين فجر،اشتم عدم تصديق من عليّ الذي لم يتوقع مقدار إيمان عمار بفجر..ببراءتها،أخبره بمكانها وكان قريباً من المطارفقرر أن يعرج عليه ليوصله، في الطريق أشار عليّ لجريدة صفوان الموجوده أمام عمار وقرأ ها عمار..عليّ شعر صديقه ليس بناقص،سيتحدث معه مطولاً ولكن ليس الان،أعطاه المفتاح و..
فجر ذهبت إلي عالم اخر..وعمار يريدها لصيقه به هكذا طوال الحياه..هو مرعوب وبالطبع عليها..يُفكر ..صابر عزم الرجال..ظل يتذكر منذ أن قرأ الاسم أين سمعه مسبقاً..قريب رئيفه..الذي التقاه في جنازة أمه..هو ..ما الذي حاكته لك رئيفه؟بل ما الذي ارتضاه إخوانك لك؟يجب أن يعرف كي يساعدها..كي ُيبدل عادته معها ويقف إلي جانبها ولو لمره،ناداها بصوتٍ دافئ:صغيرتي..صغيرتي..منزعجه من عودتها للواقع..وسعيده لمناداته لها بصغيرتي..تتذكر كانت تغضب من ذلك النداء في الماضي كثيراً كثيراً..وتتشاجر معه عندمايناديها بها،تقول له:أنا أكبر منك صدقني،أنا مواليد أربعه وثمانين وأنت مواليد سبعين..عشت أكثر منك..وهناك الأوراق تثبت ذلك،..تعب معها حتي أفهمها أنه هو الذي يكبرها في السن..وتقبلت الحقيقه علي مضض.
تباعدا ولتغطي علي ماحدث توجهت نحو مقعد لتجلس عليه وهي تقظم أظافرها،وهو أتي ليجلس جارها...تتملكها رغبه جامحه في الحصول علي حضنه مره أخري،والأستاذ أتي جاري..أفكار لاتتناسب مع طبيعة ما ترتدي،متلهفه عليه، مشتاقه له، تريد الغرق في حضنه فقد عاد عمار حبيبها،لا فائده تُرجي من مخبوله مثلي أنا في كارثه و،وعمار ليس بأفضل حالاً..مغناطيس جذبه ليجلس هنا..هو نادم الان علي ذلك..يريد أكثر بكثير من حضن..َتعقل عمار..فجر في مصيبه مازلت غير ُملما بتفاصيلها..وأنت ماذا؟..تحبها..يعلم عقلك هذا الان..أما قلبك فدوماً كان ينبض باسمها..
تنحنحت وهي مشيحه بوجهها بعيداً عنه وسألت:لمَ تثق ببراءتي؟..أجاب مبتسماً بمراره :هل نسيت هذا أيضاً..أنا أعرفك..ردت عليه والذكري تفرض نفسها علي عقليهما:لست وحدي من نسي
،..لعبه كانا يلعباها في الماضي يحكي أشياءاً لها حدثت له وتحكي هي أيضاً..وسط الحكايات هناك كذبه..والرابح هو من كان يكتشف أين الكذب من الصدق بمبدأ أنا أعرفك..
تنهد متألماً وقال:احكي ولكن كل الحقيقه.أريدها كامله..ثقي بي لن تدخلي السجن ليومٍ واحد..لو فشلت في الحصول لك علي البراءه،سأُهربك خارج البلاد،لن أسمح بسجنك أبداً..علي جثتي الهامده هذا يحدث..
فجر ترفع يدها ملوحه في وجهه وهي تقول:كرهت سيرة الجثث فما بالك..لا تتحدث عن ..لا عمار أُفَضل الموت قبل..لتداري علي ماكانت علي وشك قوله،هزت رأسهابجزل وابتسمت وقالت:كلام كبير للغايه،..عمار مستغرب بترت جملتها الأولي هل كانت ُتفضل الموت قبل أن يصيبه أذي وتلك الفتاه تتقبل المصائب بروحٍ... راضيه،يقول بأسي:احكي فجر..أطرقت برأسها نحو الأرض وبصوتٍ خجل..جريح..باكٍ..تروي وتروي كل ما لاقت..وعمار يضرب بيده المكوره بمنتهي العنف علي حافة المقعد..يفكر اغتالوا انسانية فجر..أرادوا هتك عرض أختهم ..أوغاد..مم صنعوا؟..صابر هذا..لو كان يعلم..لكان قتله بيده..المنظر البشع الذي صورته له فجر بكلماتها خانق..مقبض..مهين لأقصي درجه..غاضباً مستاءاً راغباً في الانتقام لها نهض ليجثو علي ركبتيه أمامها وقال لها وقد تملكه الحقد:سأقتل إخوانك..وسأقتلع رأس رئيفه من جذوره..وأتته فكره ونطقها اللسان:ربما هم من قتلوا صابر،فجر مندهشه لم تفكر في هذا.أجابته حائره:هو قريبهم..رئيفه تحبه ..عمار يبتسم ساخراً من مدي طيبة قلب فجروقال:رئيفه لا تعرف الحب فقط المصلحه هي ما ُتسيرها،وأنت..تنهد مكملاً:ألم تكوني بأختهم؟ومع ذلك،..الدموع تنهمر من مقائيه..وفجر تمس بأناملها بشرة وجهه لتمحيها تقول له مواسيه:لا تحزن..معي الله..هذا ابتلاء منه..أعرف هذا الان..ولم أعد بناقمه....هو المنتقم..وهو الرحمن..لا خوف عليّ..فالله لن يُضيعني..فالله عند حسن ظن عباده به،..ورئيفه وأولادها منهم لله..لا تتحدث عن القتل وتلك الأمور ..فأنا لست بناقصه..خُلقنالُنطبب وليس لنقتل..وسط كل محنه هناك شئ َيسُر وأنا سعيده فعيون عمار قلقه عليّ.
نهض وهو متأثر من قولها الأخير ولكن بعد ثوانٍ وجد نفسه وقد اشتعل فتيل غضبه منهاوأخذ يجوب الصاله وهو يُشوح بيده قائلاً:أنت مجنونه...لا مخطئه..لمَ سكت؟لمَ ارتضيت بهوانك؟لم ارتأيت ما حدث لك عاراً؟أنت الان في العار..مارأيك؟فضيحه في الجريده وجريمة قتل..يقترب منها بسرعة الفهد ليُقرب وجهه من وجهها وهو يقول متضايقاً منها:لو كنت أخبرتيني..لمَ لم تذهبي إلي الشرطه؟لكان الان الوضع معكوساً تماماً..لمَ لم تحكي لأمي؟لمَ لم تلجأي لي؟قلت لنفسي لن أقسو عليك..لن أُجهز عليك بكلماتي...سأسمع وأتفهم..ولكن تنازلت..وبدون داعٍ،..ابتعد عنها وأدار وجهه ناحية الحائط المقابل لمكان جلوسها..فجرترفع عيونها وتقول بأسي:كذبت علي الخاله..كان الجرح لا يزال جديداً..ملتهباً..متقيحاً..ولم أكن بقادره علي البوح لها في ذلك الوقت..وهناك مرضها..والكذبه تكبر وتكبر والتراجع بات مستحيلاً..وأنت..قاسي..لا تطيقني..لم أري عمار ابن خالتي عندما أتيت إلي القاهره التفت لهاوبان الألم علي محياه..تكمل وعيونهما متواصلتان.:.بل غريب، لثوانٍ قليله كان يرجع ثم يعود للاختفاء وراء وجه بلاستيكي متجمد..كنت تريد أن أخبرك..لم أجد عمار لأبوح له..أتي الان وقلت كل شئ..فجر تفهمه أكثر بكثير مما كان يتصور..تكمل متنهده:قلبي مَل من كثرة البكاء علي ما حدث لي..أخطأت نعم..ولكن كنت وحدي..ولم يكن هناك من يدعمني سوي خاله يتاكلها المرض،ولكن..اتسعت حدقتا عينيها وقالت بصوتٍ أجش:فضيحه في الجرائد قلت..تدمدم يا الله اه يا الله،أشعرته بذنبه..ولم ينتبه وأخبرها بأمر الجريده وكأن الهموم التي لديها لم تكن بالكافيه،سألته بلهفه وهي تنهض لتمسك بقميصه:ما الذي كُتب عني انطق.يفكر ...زلة لسان يا عمار ليست في محلها أبداً..تطلع نحوها بمراره وقال بحنو:خبر منشور ..خبر صغير..يكذب عليها خبر يحتل صفحه كامله ..يكمل:في جريده مغموره لا يقرأها أحداً..يكذب مره أخري جريده شهيره للغايه..قدماها صارتا هلاماً ولم تعد بالقادرتين علي حملها فكادت تسقط لولا عمار الذي رفعها من خصرها..وحملها برقه ليضعها علي الأريكه..يرغبها وتلك مشكله..ابتعد قليلاً عنها..ووجدها تنتحب قائله:رضيت بكل الهموم ولكن هذا قاسي..خبر صغير خبر كبير تظل فضيحه..جريده مغموره جريده مشهوره اه اه..وانتبهت فنظرت نحوه قائله:وأنت هل أتوا علي سيرتك؟..يكذب مره ثالثه قائلاً ليطمئنها وهو يهز رأسه بالنفي:لا لم يذكروني..نظرت لأعلي ورفعت يديها للسماء شاكره وقالت:الحمد لله الحمدلله..اقشعر بدنه من فعلهاوتطلع نحوها في ذهول،تتضرع لله بقولها:أنت الستار وأنا راضيه..استرني يارب..واكتب لهذا الظلم نهاية قريبه..وحدك من بيدك مفاتيح كل شئ،نادته عمار وهي مازالت تنظر لأعلي وقالت بثبات:طلقني
|