كاتب الموضوع :
بنت أرض الكنانه
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثالث
وخان وعده لها
انصرف المأذون والشاهدان،أما الشاهد الأول فهو عليّ صديق عمار المماثل له في العمر..والذي فوجئ باتصال من صديقه يخبره فيه أن يأتي علي وجه العجله إلي منزله ليشهد علي كتب كتابه..الصدمه أذهبت عقل عليّ للحظات...عمار المعروف برصانته واتزانه لا يخطو خطوه لم يحسب لها جيداً..فتاه..لم يخبره بالأمر قبلاً..وأين ذهب عشقه الغير محدود لزوجته الراحله سهيله؟...زاد عجبه عندما رأي حال العروسين علي أرض الواقع...فجرقريبة عماروعروسه.. وجهها محروق يبدو وكأن الشمس لفحته في عزها..ترتدي ملابس سوداء قاتمة الروح كئيبه...يظهر علي محياها أمارات ضيق وتوتر..تتحاشي النظر نحو عريسها..وعمار يبدو غاضباً حانقاً ،وبرغم محاولاته لإخفاء مشاعره إلا أنه لم يفلح في هذا أبداً..كأن أمر عقد القران تم بدون ترتيب مسبق..ولزوج لا يطيق أحدهما الاخر...برغم برودة انفعالاتهما نحو بعضهما إلا أن حرب في الخفاء تدور بينهما باديه في عيونهما... سؤال يتردد في عقل عليّ بإلحاح ولكن لم يلفظه هناك شئ غريب في تلك الزيجه ولكن ما هو؟..وأما الشاهد الثاني فكان البواب صُدم عندما علم...ولكنه ابتلع الأمر...
في الصالون عمار جالس بجوار أمه علي الصوفي وفجر في مقعد مجاور،تشعر فجر بالاستياء مماحدث وبالتجاهل من قبل عمار...لم يهتم حتي بمعاملتها بشكل لائق أمام صديقه...نظر عمار نحو أمه وقال لها برقه :نفذت ما طلبت،سنذهب غداً إلي الطبيب ليحدد موعد العمليه..عمار جراح جهاز هضمي والأم بحاجه إلي جراح قلب...حتي وإن كان تخصصه لا يستطيع أن يفعل هذا بها...أن يُدخل مشرط في جسد أمه الحبيبه..نظرت الأم نحو فجر وابتسمت بحنو لها ثم توجهت ببصرها نحو عمار..وتساءلت بمكر متعجبه:هل توجد عروس علي وجه الأرض بدون خاتم زواج ؟أجبني..تساءلت فجر في نفسها إلي ما ترمي الخاله؟ ..زواجه منها ورطه بالنسبه له،زمن الزيجات الإجباريه انتهي إلا عند الخاله..الخاله رقيه بهذا الأسلوب تزيد الطين بَله...نظرات احتقاره وقرفه التي وجهها لها مازالت موجعه ومؤلمه إلي أقصي حد..بلغ الغضب من عمار مبلغه وقال بعصبيه :أمي أشعر أنك..لحقته الأم بتكملة جملته متنهده وقد أرجعت رأسها نحو الخلف وسندته علي ظهر المقعد ..محدقه نحو السقف....أتهرب من إتمام ما اتفقنا عليه أليس كذلك؟..سأسألكما سؤال منطقي ما الذي يضمن لي أن تكون تلك الزيجه حقيقيه وأن تسلك مسارها الطبيعي المعتاد؟...ربما فعلتما ذلك بغرض الضحك عليّ ...وبمجرد إتمام العمليه تنفصلان...ذكيه أنت أيتها الخاله،الذهول بدا واضحاً علي فجر اتسعت حدقتا عينيها وفغرت فمها ولالا لم تقل الخاله ذلك أنا أتخيل أكيد..عمار صُدم عقله للحظه ولكنه فهم..انتقلت الخاله بنظراتها بين عمار وفجر وابتسمت داخلياً وهي تقول بوداعه تحمل تأنيباً خفياً لطفلين ظنا نفسيهما قمه في الذكاء وبقادرين علي خداعها..فهمتماني...أليس كذلك..عندما يتأكد خبر حمل فجر ..خذاني حيث شئتما لن أعترض بل سأذهب سعيده مستبشره راغبه في الحياه من أجل رؤية ..تهدج صوتها وبان التأثر علي محياها وهي تقول حفيدي...فجر تفكر يلمسني رجلاً..وأتعرض لنفس..الذكريات المره انسابت متدفقه بداخل ثناياعقلها..الموقف الكريه المقزز..موجه من الارتعاش أصابت جسدها بأكمله..سببها القرف...الجانب المادي بات حقيراً بالنسبة لها لمماتها سيظل مرتبطاً بما حدث في ليلة وفاة الوالد.. ،مطلقاً لا تريد أن يلمسها أحد..حتي ولو عمار ولو كانت زيجتهما عن حب..عمار مطرق نحو الأرض يفكر هذا كثير لا أريد تلك الجَرَبَه،سهيله لا لن أفعلها أبداً..اطمئني..ولكن أمه..تركتهما الأم يُقلبان كلامها في عقليهما للحظات..نظرت نحو عمار ولمست وجنتيه بأنامل يديها بحنو بالغ..ولكنها قالت له بصوت صارم وهي تتحداه بعيونها أن يعترض:اذهب الان مع عروسك لشراء خاتمي زواج وشبكه تليق بأجمل فجر ...الأم تفكر مازال يرتدي خاتم زواجه من سهيله،يجب أن يفهم الحياه تستمر، وقد توقفت عجلة حياته بما يكفي..وعمار يفكرمغتاظاً تلك اللعينه سقت الأم سمها قطره قطره وشبعتها بأفكار..
في السياره..عمار وفجر جالسان علي المقعدين الأماميين..بالطبع عمار هو الممسك بزمام القياده..وإلي الان لم يتبادلا أي حديث بعد عقد القران..بعد مسافه قصيره سارتها العربه...توقفت فجأه وبعنف بصوره دفعت بجسد فجر نحو الأمام لتصطدم رأسها بزجاج السياره الأمامي..نسيت ربط حزام الأمان..ولكن عمار لم يهتم بما فعله بتوقفه المفاجئ..بل أجهز عليها بكلماته..صرخ فيها مخرجاً غله وغضبه وهو متوجه ببصره نحوها غارساً أصابعه في لحم كتفيها بخشونه..هازاً إياها بقسوه. خطه بارعه أيتها...قرويه لئيمه...أفكر وأتساءل الان لم حرمك الوالد من الميراث؟ ...ربما السبب خطيئه صغيره علم بها ومات كمداً بسببها ولكن بعد أن تأكد من أنك... فجر مذهوله من مسلك أفكاره الأعوج..أخبرته الخاله بسبب إقامتها الدائمه عندهما...و...ظن السوء بها...كذبتها انقلبت عليها وهل كان يوماً طريق الكذب منجياً؟، نفضت فجر جمودها واستعاد عقلها قوته...وأجابت بصوت لم تدري كيف ولم؟ خرج منها بتلك البروده وهي متطلعه نحوه بثبات: إياك أن تقذفني بكلمه مره أخري ...أنت لا تعلم ولم ولن ..تهدج صوتها وبان مذاق العلقم الذي يسكن حلقها مع تلك الكلمه..أبداً..ولكنها استعادت ثبات صوتها مره أخري وأكملت...أتعرف لمَ لأنك أعمي البصيره..لاتري سوي سطح الأمور لا تشغل بالك بالتنقيب عن الحقيقه فربما كانت شيئاً مختلفاً....الخاله لم تظن بي ذلك الظن أبداً لأنها تثق بي..تعرف من هي فجر..عندما تبدو الأمور غريبه، لديك مواقف وذكريات تخبرك ،لا يتغير الشخص في يوم ولا سنه ولا بعد مئات الأعوام أين ذهبت ذكرياتك؟...أنت.. منذ كنت صغيره ولسنوات طوال مازلت لا تعرف من هي فجر....تَصور صوتها فقد برودته وصار باكياً مثقلاً بالدموع...التي لمعت في عينيها في تلك اللحظه بالفعل ظننتنا قريبين من دم واحد.. وتُحقر من أصلي ألست من نفس البلد حتي وإن عشت حياتك كلها هنا؟ جذورك منغرسه هناك.........فكر عمار نعم أعرف من هي فجر..أغمض عينيه وأراح جسده علي مقعده ممررا أصابعه في فروة رأسه...خطه من الأم لحمايتها لا تبدو ضلعاً في الأمر...لم يفت علي مجيئها وقتاً حتي ...لو كانت القصه وساوس من فجر لاحتاج الأمر منها وقتاً أطول لتقنع الأم...
ولقد مست قلبه بكلامها للحظات وأشعرته بالذنب ولكن طيف سهيله أطل ...لن يعتذر أبداً...لن يضعف...وتلك الزيجه لن تكتمل...ولكن الأم...أعاد تشغيل السياره مره أخري وانطلق بها يجوب الطرقات بسرعه مخيفه ...فكرت فجر تلك النهايه لن تنجو العربه من حادث بتلك الطريقه...تجاهله ...ظنت الإهانه تجرح أكثر ولكن...لم يرد علي كلامها ...هذا أقسي وأسوأ بكثير...ومضت فكره ذهبيه في عقلها ستخلصها من موضوع إتمام الزواج...نظرت نحوه ناسيه إساءته...تحدثه كما في الأيام الخوالي...قالت:أستطيع أن أوهم الخاله بأني حامل بدون تفعيل الزواج....لم يتطلع نحوها حتي وهتف ساخرا متهكما:أنت غبيه أم ماذا؟لا تعرفين أمي،ستتأكد بنفسها من حملك...تصطحبك معها إلي الطبيب أواختبار الحمل في المنزل تري نتيجته بنفسها..فكرت فجر إهانات تتوالي ولكن هو الغبي هو من لايفهم هل يظنها ساذجه لتقترح أمراً لا تعرف أبعاده...صرخت فيه :أوقف العربه لن أموت بسبب لحظة جنون تتملكك ورغبه انتحاريه تقض مضجعك...لدي الحل افهم..فكر عمار فجر الذكيه الطفله المعجزه التي تفاجئه دوماً ولكن هل هي بقادره علي إيجاد مخرج أعجز عقل أستاذ الجامعه الثلاثيني؟وهل هو أراد فعلا الانتحار ولذا سار بهذا الاستهتار؟..أوقف السياره علي جنب ونظر نحوها ...فكر لديها عيون مشعه بالذكاء والنباهه لا مثيل لها في الوجود كله..أخبرته بصوت متماسك واثق للغايه:اختبار الحمل في المنزل علي ما يرتكز؟،مازال لا يفهم وكأنه تلميذ فاشل أمام مدرس نابغه...أجاب مقراً حقيقه يعلمها:علي وجود هرمون إش سي جي ،تنهدت وقالت :لي زميله لديها أخت كانت تعاني من مشاكل في الإنجاب ذهبت إلي طبيب لا يراعي الله،انفعل عليها قائلاً مشوحاً بيديه نحو وجهها: هل أوقفت السياره لأسمع عن مشكله تعرفيها ما شأن هذا بأي شئ؟،احتدت عليه قائله: اعطيني فرصه لأنهي كلامي ..حسناً...أتعرف؟الطبيب كان متأكداً من أنها عاقر لا رجاء فيها ولكنها بقره تحلب له ذهباً ولذا خدعها...أعطاها حقن تفجير البويضات ...حقن الإش سي جي ..وبعد الحقنه يجري لها اختبار حمل ...كانت النتيجه تكون إيجابيه...ليست حامل بالفعل ولكن النتيجه تروي قصه أخري ...فكر عمار مازالت طالبه كيف؟التلميذه الصغيره أعطته درساً اليوم.. لا تستهين بها ثانيةً أبداً...قال بسعاده خالصه وقد ارتاح لعدم اضطراره علي إكمال الزواج:أنت عبقريه أمسك رأسها بين يديه وقبلها علي جبينها كما كان يفعل عندما كانت صغيره ..تقول وتفعل ما لا يقدر عليه الكبار..اضطربت وعلا صوت نفسها....ابتعد عنها وبدا وكأن ما حدث ليس له قيمه لديه ،ولكن الحقيقه أثر فيه ...فكرلم تعد صغيره عمار هي الان... ووسط فرحته بنجاته من إتمام زواجه بها قفزت فكره بداخل عقله لا تريدك فجر مطلقاً ولكن لم؟أهناك شخص اخر...استعادت اتزانها وقالت :مازلت مديناً لي باعتذار،أجاب وهو يدير السياره بصوت أراده بارداً ولكنه خانه وأتي مشوباً بحزن لا يفهمه: أنا اسف ..أعرفك فجر جيداً ولكن الظروف...قالت وقد اتخذت وضعيه أكثر راحه في مقعدهاوشرعت في هز رأسها ...:تقبلته تقبلته....قالتها كما في الماضي...بصوت مازال برغم كل شئ طفولياً..
في محل الصاغه اشتري خاتمي زواج الأول لفجر نُقش عليه اسمه من الداخل ...والثاني له عليه اسم سهيله زوجته المتوفاه...لابد أن يُغير الخاتم حتي لا تغضب الأم...فكرت فجر والغضب يتملكها مطلقاً لن أرتدي خاتم رجل منعدم الشعور مثله إلاأمام الخاله فقط سأفعل لأجلها ..ولكن...الغيره من تتكلم الان وتعطي الأوامر لعقلها أم ...أنه قلبها.
في طريق العوده سألها هل أعجبتك الشبكه ؟الأم أوصتني أغلي ما لديه ولكن أنت من أصررت علي..؟...قالت بصوت مازال متأثراً من كونه يرتدي خاتم يحمل اسم سهيله لو نقش اسمها بجوار اسم زوجته الراحله لما تضايقت....:سأخبرها هذا ما راق لي خالتي وعلي كل بعد الطلاق سأعيدها لك...فكرت هو لا يعدك زوجته فلم يرتدي خاتماً؟...أنت حمقاء أم ماذا حتي أنت لا تريديه كما ...عقلك كان تحت ضغط عنيف حتي وجد الحل...لولا ما قلت لكنت الان....لا لا أريد ...نظر نحوها بغضب ثم أعاد نظره إلي الأمام...قال:لن اخذها إن كنت تعتقدين ذلك يكفي أن اسمك سيصير مطلقه لهذا ثمن...ردت متهكمه: وأنت تدفعه لا أقبل العوض ما يُفقد ...التمعت عيناها بالدموع وقد عاودتها...وتوقفت عن الكلام....دهنت مكان الاصطدام بجيل اشترته من صيدليه حتي لا يظهر للكدمه أثرفالخاله ليست بناقصه..
ترتيبات النوم، فترة زواجه من سهيله ...كانت فيها سهيله تنام في حجره مستقله وهو في الحجره المجاوره..كلتا الحجرتان متصلتان بباب خشبي...الأمر أشبه بجناح صغير ...عمار سينام الان في حجرة سهيله تاركا حجرته لفجر لتنام فيها....أخذت الخاله فجر عند العوده علي جنب وهمست في أذنها :حبيبتي ولدي يفضل النوم وحده ..حسنا ...يجب أن تنامي في حجره خاصه بك هذا أحسن...تفهميني...فكرت فجر في الحقيقه لا لا أفهم ولكن لم تقول شيئاً..الخاله طلبت منها ذلك لأنها سمعت صراخها أثناء نومها...واستشعرت أن هناك مكروهاً أصاب بسهامه فجر...فكرت الخاله من المسئول عن ارتعاش جسدها أثناء النوم ....عن نحيب لا يتوقف...عن خوف وقلق...وأتتها الإجابه الأفعي رئيفه ولكن ماذا فعلت لها؟
حجرة عمار طابعها رجولي بحت مازالت ملابسه تملأ الدولاب،أشياء تخص حلاقته وعطور من ماركات عالميه...منظمه بعنايه علي التسريحه...رائحته هي نفسها رائحة غرفته...كيف ستنام هنا هذا كثير؟...غرفة سهيله لم يدخلها من زمن الغريب لم تعد تثير شجوناً كما في الماضي..ربما الحنين صار التعبير المناسب..كانت حامل في شهورها الأخيره...ماتت وفي أحشائها طفله...ترقرقت الدموع من عينيه مع الذكري...وشعر بجسده ينهار فجلس علي حافة السرير...مطلقا لم يكن ليسمح لفجر بشغل غرفة حبيبته...سيتصل بعليّ صديقه فهو طبيب نسا وهو من سيتولي أمرتنفيذ الخدعه معه هو وفجر...
في الجامعه وتحديداً في المدرج..كانت فجر منكبه علي كتابة المحاضره غير واعيه لفارس الجالس بجوارها..فارس فكر كيف لا تشعر بوجود شاب وسيم مثلي إلي جوارها كما أن رائحة عطري مسكره هذا ما تقوله له كل الفتيات...ليداري حرجه من أصله الذي يراه وضيعاً حقيراً...تراهن علي ضم فجر لقائمة فتياته مع شلته..قيمة الرهان عشر ألاف جنيهاً من جانبه مقابل ربع جنيه من شلته...لأول مره يستيقظ في الصباح الباكر ليأتي إلي المحاضره هو يعرف نوعية تلك الفتاه من الفتيات المملات الملتزمات بحضور المحاضرات والسكاشن،تساءل في نفسه ماذا يستفدن من جري الوحوش هذا؟..فتيات حمقاوات ودميمات...عرف اسمها فكشكولها مكتوب عليه الاسم من الخارج علي الغلاف...فتاه قرويه ..سيشعرها بأنها حشره صغيره في هذا العالم المبهر... عالم المدينه...وسيسيطر عليها...ستصير طوع بنانه...فقط عندما تحس بأنها منعدمة القيمه هنا...انتهت المحاضره الأولي والهانم تراجع ما كتبت...تنحنح قائلاً:السلام عليكم.....نظرت نحوه فجر وعرفته هذا الشاب المقبض لقلبها...لهذا كان فؤادها يوجعها طوال المحاضره الماضيه لأنه كان إلي جوارها...ولكن ماذا حدث له؟ قص شعره كرجل وارتدي قميص مغلق لونه هادئ ومريح وأين السلسله؟...ولكن مازال كريهاً لها تشعر داخلياً يريد بها شراً....أعادت نظرها نحو كشكولها وردت وعليكم السلام ..ردها عليه لأن الرد علي السلام فرض صحيح نوعه كفايه ولكن لم يُجب أحداً عليه ولذا....فكرردها مقتضب..ولكنه سيثابر..قال بصوت مؤدب:أنت جديده هنا،أجابت وهي مازالت تطالع كشكولها لا أحب أو بمعني اخر لا أتحدث مع الأولاد...انفجر ضاحكاً أولاد هكذا إذاً...نظرت نحوه مستغربه فقد تكلم بلكنه ريفيه ..تنهد قائلاً:لا تندهشي عندما تأتي لدنيا تنظر نحو الفلاح بدونيه وتعامله باحتقار...لا بد أن يتهرب من أصله..والدي عبد السلام فوده..فلاح يملك أراضي شاسعه وبيوت فاخره أتي علي ذكر البيوت والأراضي عل لعابها يسيل ولكن يظل ...عندما أتيت لأدرس هنا عوملت..هل تصدقي هناك رابطه علي الفيس بوك تسمي كارهي الفلاح...تذكرت سخرية واحتقار عمار لأصلها كونها نشأت في حضن الريف...حتي هو قال شيئاً مماثلاً..قالت لفارس بصوت أتي لأذنه مخيباً لأمله فقد كان جافاً توقع أن يكون في صوتها شئ من الوديه..ولم لم تنشئ رابطه لمحبي الفلاح؟،سيكمل حتي النهايه قال بصوتٍ صبغه بتأثرشديد: أتعرفين الغراب الذي زَين جسده بريش الطاووس ففقد هويته ليس أمام معشر الغربان والطواويس..ولكن أمام نفسه،دخل أستاذ المحاضره الثانيه ...فانتهي الكلام حتي إشعار اخر...ابتسم فارس في قرارة نفسه لم يخسر رهاناً مطلقاً وقد بدأت اللعبه الان ،أمتع لعبه في الوجود العبث بحياة الناس....
الأيام تمر ...فارس ملتصق بفجر لا يفارقها ولكن بشكل غير مستفز فهو علي مسافه منها...ولكنها مازالت لا ترتاح له....علي باب المدرج..كانت فجر تتأكد من أن كل أشيائها في الحقيبه لم تنسي شيئاً في المدرج عندما أتي فارس...اقترب منها وقال بود:أريد أن أطلب منك خدمه......لن يكف عن إزعاجي سمج ...أجابت بامتعاض ما نوعها؟...لقد مللت منك يا معتوهه بدأت أشعر بقلة جاذبيتي بسببك ...تصنع ابتسامه..وقال:كشكول محاضراتك ما شاء الله لا يفوتك شيئاً....
قالت بصوت متضايق :أحتاجه لو تريده صوره الان....أجاب بسرعه: معك حق هيا بنا...
قال لها عمار:يارا نحن الان في وقت الذروه ..سأوصلك...هيا،لا يوصل فجر أبداً...سيارة الخاله المتهالكه هي ما تنقلها فقد عينت الخاله سائقاً عجوزاً لأجل فجر،يارا تحضر ماجيستير جراحه وعمار أحد المشرفين عليها...وهي مساعدته في عملياته...قالت بدلال:سنسير مسافه طويله أم ماذا....لم ينتبه لصوتها المتغنج وقال برصانه واحترام معروف بهما:ركنتها في الكليه ...المشوار ليس بالطويل أبداً هيا ...كانا خارجين للتو من مستشفي الجامعه...
فارس قال لشلته أنها بدأت تميل وبسيرهما بجوار بعض نحو المكتبه...يثبت لهم أن الرهان له لا محاله...فهم منتشرون كالجراد في الجامعه كلها ولكنهم لا يدخلون لحضور أية محاضره أو سيكشن....فقط يتندون علي من يفعل...فارس يبلغ من العمر ثلاثه وعشرين ...ومازال أيضاً في الفرقه الثالثه...تعثره ليس سببه ظروفاً خارجه عن الإراده مثل فجر ولكن ...عاشق للفشل والكسل والغش .....
اصطدمت عيون عمار بمنظر لم يروقه بتاتاً..ففارس مجاور لفجر في الوقوف عند مكتبة الكليه.. رافعاً يده معلقه في الهواء ولكن تبدو لمن يري من بعيد وكأنه يمسد ظهرها...عمار فكر بغضب هي فجر صحيح لا يري سوي ظهرها ولكنه يعرفها..فكر بسخريه أليست زوجته..يارا لاحظت انصراف اهتمامه نحو نقطه معينه...فتاه وشاب متلاصقان هذا ما بدا لها ولكن ما شأن عمار؟...تقدم عمار نحو فجر بخطوات سريعه للغايه لم يكن عقله فيه فقط غاضباً يجب أن تحترمه إن كانت لا تجد غضاضه في عدم احترام نفسها..صرخ فيها عندما اقترب فجر....تلفتت نحو مصدر الصوت وقالت مندهشه عمار كيف حالك؟تساءلت لم يبدو هكذا؟هو أستاذ في الكليه ولكن تلك المره الأولي التي تصادفه...لذا أصابها الاستغراب عندما سمعت صوته..شدها من ذراعها بعد أن ألقي نظره ناريه نحو فارس...قالت له محتده بعد أن استفاقت من الصدمه: اتركني كشكولي هناك أريد أن أجلبه مستقبلي ألا تفهم؟.....يارا مذهوله وفارس يبتسم في خبث من هذا الرجل صغيرتي؟...اقتربا من السياره حيث تقف يارا ،وبدا وكأنه مستغرباً مما يفعل أمام الناس....ترك ذراعها...قال متلعثماً موجهاً الكلام ليارا...فجر ابنة خالتي.. تعيش معنا... وهي...فكرت فجر لن ينطقها زوجتي...ابتلعت يارا غيرتها ومدت يدها لتسلم عليها قائله أهلاً انسه فجر...فكر عمار انسه فجر ترتدي خاتم زواج ألم تنتبه له يارا؟....نظر نحو يدها اليسري ليجدها خاليه من أي خاتم،لم تنتبه فجر لكونه رأي يدها...فكراللعينه....ومن هذا الشاب؟...حياة القاهره تجرف فتاة الريف لسكه خاطئه..سمع ورأي العديد من تلك القصص ولكن فجر ابنة خالته ليست من هذا النوع أم ماذا؟أنت غبي ألم تري بعينيك كيف كان الشاب يمسد ظهرها حسابك عسير يا فتاه ولكن عندما نكون وحدنا...جلست يارا بجوار عمار وفجر علي المقعد الخلفي ...استدارت يارا نحو فجر وقالت بأسف مصطنع :نسيت أن أعرفك بنفسي أو ربما...نسي عمار أقصد أستاذي عمار...أنا أخت سهيله ....كنت أناديه باسمه عندما كان زوج أختي ولذا أنا..أجاب عمار بسرعه :ومازلت زوجها يارا...فكرت فجر بتهكم مازلت زوجها...ومن أكون؟...فتاه صفراء ليست من النوع المريح..وكشكولها لابد أن فارس سيحضره غداً...ولكن ماذا سيقول عنها هي لا ترتدي خاتم زواج...أخطاؤها تجلب لها المصائب ألا تتعظ؟...لم فعل عمار هذا؟هذا سؤال لا تعرف إجابته أبداً...لابد أن تعرف...ستتكلم معه..ماذا يظن نفسه ؟
وصلا إلي البيت ..ليجدا الخادمه تجري مهروله نحوهما ،كانا لا يزالا في السياره...عمار يركنها في الجراج..صرخت بصوت باكي: السيده رقيه ...انجدوها...
في المستشفي عماروفجر واقفان خارج حجرة العنايه المركزه حيث ترقد الأم،..فجر تفكر لا خالتي أتوسل إليك..ليس لي أحد سواك...عمار يفكر أمي أرجوك أنت اخر من بقي لي...خرج الطبيب،فركضا نحوه...قال الطبيب بصوت دافئ:هي أفضل حالاً الان ولكن حالتها باتت لا تحتمل التأجيل،بعد أن نتأكد من استقرار حالتها ستُنقل إلي حجره عاديه عن إذنكما لدي عمل،والزياره ممنوعه الان .. قالت فجر لعمار بصوت خائف علي الخاله:حسب خطتنا كنا سنُبَشر الأم بالحمل اليوم أو غداً ،أول ما يُسمح لنا بالزياره نخبرها فوراً،وهذا ما فعلوه... وأي حواربينهما لتوضيح الأمور المعلقه بات قليل القدر أمام الحدث الجلل ...
قالت الأم وهي ممدده علي سرير المشفي....وهي تقلب نظرها بين عمار وفجر الواقفين بجوار بعضهما....أريد أن أتأكد وبعد ذلك ..أنا لكما كلياً تصرفا في كما تشاءان....التقطت فجر علبة الاختبار وذهبت إلي حمام حجرة الخاله...لتعود بعد قليل وتريها النتيجه...رسمت فجر ابتسامه سعيده علي وجهها ...وعمار ساير فجر في اللعبه وتفوق عليها...في خداع الأم....نظرت إلي النتيجه غير مصدقه وقالت بلهفة المشتاق:حفيدي ..نظرت نحو فجر الجالسه علي حافة سريرها ...حبيبتي أحبك كثيراً كثيراً...اقتربي مني أكثر لأقَبلك،عمار غاضب من نفسه يغش أمه، وفجر تكتم دموع العين ولكن القلب ينزف دماًلقد تحولت إلي كاذبه محترفه...وتكذبين علي من؟،قدمت لها وجنتها لتطبع الخاله رقيه قبله رقيقه عليها،تحولت الخاله إلي طفله سعيده للغايه وهي تقول بجزل:حفيد أو حفيده لا أهتم بنوع المولود فقط لي طلب..قال عمار بلهفه اامري أمي...تنهدت الخاله وتوجهت ببصرها نحو عمار وقالت لو كان صبياً سموه عامر ولو كانت فتاه سموها نواره....نظرت نحو فجر وقالت :ليست وصيه فقط طلب ولكن الأم هي من تتعب ولذا الاسم النهائي تقرره فجر وحدها أتسمعني عمار؟...قالت الأم وهي تبدو مشرقه من الفرحه التي غمرتها:أنا لكما ولكن لي رجاء أيا كانت النتيجه اعلما لم أشعر بسعاده مثل التي أشعر بها الان أبداً ولذا لا تحزنا لو كانت النتيجه ...صرخ عماربلوعه وقد جثا علي ركبتيه بجوار سرير أمه ناظراً لها بضراعه: لا تقوليها أتوسل لك،قالت الأم بحنو :اقترب حبيبي طفل صغير عنيد ومشاغب ولكن طيب القلب ..أحبك سعيداً حبيبي ...لأجلي كن فرحاً...فهذا ما يريحني...الدموع انهمرت من عيون فجر وعمار ولكن الأم التي تمرر أناملها الان في فروة شعر ولدها الذي استكان في حضنها قالت بغضب: لا أحب البكاء أتفهمان ؟كفا عن ذلك...وأكملت بحنو عمار حبيبي لي طلب منك أنت..رفع رأسه ليلاقي عيني أمه وقال بصدق :فقط قولي أمي طلباتك أوامر،قالت الأم: لا تتخلي عن فجر أبداً...هي فتاه طيبه وهي اختيار أمك ...ولتعلم خير متاع الدنيا الزوجه الصالحه وفجر كذلك،أجاب عمار بدون أن يفكر :أعدك أمي،تطلعت الأم نحو فجر وقالت: اقتربي لم ابتعدت؟أنا أمك أيضاً ..هل عرفت يوماً أماً غيري؟.. أجابت بصدق :أبداً خالتي...أنت أمي....رأسان صارا في حضن الخاله وأناملها الرقيقه تتحسسهما...عند الباب فجروعمار واقفان يتطلعان نحو الأم حيث قدمت الممرضه لتجهزها....نظرت الأم نحو الممرضه وقالت :نسيت فقط اعطيني دقيقه واحده انستي ،قالت الممرضه برسميه:حسناً،نظرت الخاله نحو فجروأشارت لها بيدها اقتربي..قالت:أريدك فجر وحدنا،خرج عمار من الغرفه...والأم قالت لفجر:حبيبتي ماذا حدث لك؟هناك شئ أنا أعلم،لم تصرخين في نومك؟لم تبدين خائفه؟لا تكتمي الهم صغيرتي...فهو إن عرف طريق قلب أشاخه وأهلكه..فقط يد محب قد تشفي أقسي الجراح...تكلمي واشكي...الصدق والصراحه منجيان...لا يجب أن تخفي أموراً عن زوجك حسناً...ابتسمت لها وأكملت تناوشها:لا أدري يا فتاه مازالت عيونك بريئه كيف يمكن هذا؟ ...فكرت فجر بل كيف تشعرين خالتي ؟أنت شفافه للغايه،وأنا حقيره غششتك...
ماتت الخاله علي طاولة العمليات ،ماتت سعيده وهي تظن أن حلمها تحقق ولن تمر سوي شهور معدوده ويري النور...فكر عماررفضت أمك طويلاً العمليه،لم أصررت عليها؟والحسنه الوحيده التي كانت ستعود عليك من زواجك بفجر ...أين هي الان؟ولكن لن أتخلي عنها، قد وعدتك أمي.... فجر مصدومه تفكر أنا السبب لو لم أأتي لما أجبرت ابنها علي الزواج بي، واضعه شرط العمليه مقابل...وأنا صاحبة الفكره الخبيثه التي خُدعت بها...
في الصاله صرخت فجرصرخة المذبوح الذي خُضبت ملابسه بدمائه في وجه عمار :لا لن أذهب أتسمع ؟مطلقاً.... قابل صراخها بصراخ غاضب:لا تريدي أن تذهبي إلي بلدك لم؟الأم ستدفن هناك بجوار قبر أبي،لا تريدي أن تحضري جنازتها لا أفهمك يا فتاه ،بدا عليها الانكساروهي تفكر بلدي لقد هنت عليك ذُللت علي أرضك وأنت لم تهبي لنجدتي أحبك وأموت شوقاً إليك ولكن مطلقاً لن أذهب إليك،انسابت الدموع غزيره من عيونها وتهالكت علي الصوفي نظرت نحو عمار الواقف أمامها...قالت بأسي :لأجل الله لا تسأل وعدني لا تخبر أحداً بأني أعيش هنا قل لم تراني...عدني أرجوك ،هناك سر لا يعلمه بات متأكداً....هل يجوز أن يعد بوعد لا يفمهه؟...قال لها وهو يتنهد:حسناً أعدك ....بعد عودته من جنازة أمه سيُضيق عليها الخناق ويجبرها علي الاعتراف بما تقوله عيناها وتكتمه شفتاها...
في صوان العزاء...تقدم نحو عمار عم دسوقي صديق الحاج زكريا..قال له :البقاء لله ولدي أتسمح لي بدقيقه علي انفراد...داخل فيللا عمار في القريه...وفي الصالون جلس مع العم الدسوقي...نظر نحوه الرجل الكهل نظره تحمل عذاباً أليماً وقال :فجر الغاليه ليست موجوده في القريه...تقول رئيفه ذهبت إلي مصر{ يقصد القاهره}..ولكن فجر تحب قريتها لا تغادرها أبداً...هل هي عندك ولدي؟لقد وعدها فأجاب متحاشياً النظر نحو العم ،فهو خجل من الكذبه التي سيلقيها عليه...لا ليست عندي،اضطرب العم وتعالي صوت أنفاسه..وصرخ كالمخبول...قتلوك قتلوك... كنت أشعر بمصيبه يحيكوها لك وسكت،انهمرت الدموع من عين العم ودموع الرجال خاصة الكبار عزيزه ...تساءل عمار في نفسه ما قصتك فجر كل يوم أكتشف شئ يخصك يفوق ما سبقه غموضاً؟....أخذ العم يهذي وقد علق لسانه علي جمله واحده لم ولن تعرفي أبداً لم فعلوا بك هذا صغيرتي؟
صابر دق باب خالته رئيفه ففتحت له وأخذته في حضنها مهلله:نورت عزيزي لم لم تأتي أمك صبيحه معك؟،دخل صابر ولم يرضي بالجلوس فقد أتي ليأخذ ما تم تسجيله بينه وبين فجر من رئيفه...مجئ عمار فتح ذهنه عن كون مصر ليست ببعيده وكأن الله قد وضع غشاوه علي عقله طوال الأيام الماضيه لحكمه يعلمها، ولكن الان..لم تأتي فجرمعه ولهذا سبب منطقي..سيبتزها..وسيحصل علي أجمل فتيات القريه...وعلي مال وفير أيضاً..أعطته الفاسده ما أراد....هو الان سائر نحو صوان العزاء...وعيونه تلمع بالشر...عنوان عمار في مصر سيحصل عليه من رضا...قريب لعمار من بعيد من ناحية الأب ..من الفرع الفقير في العائله حاقد علي أثريائها...وهو يتناول مع صابر الجوزه الشيشه كل يوم ليلاً...ولا تخلو جلساتهم من المخدرات الرخيصه نسبياً مثل البانجو والحشيش....
وصل صابر ولم يجد عمار ،سأل عنه وأخبروه ذهب مع عم دسوقي إلي الفيللا...علي باب الفيللا وقف صابر صائحاً أنا قريب عمارصحيح من بعيد ولكن قريبه تجمعنا فجر أريد الدخول...معروف عن عمار اهتمامه بصلة الرحم ...صحيح الحزن أبعده ولكن الطبع يغلب التطبع...ومجيئه إلي بلده بعد سنوات جعلته متعطشاً لعائلته...ولذا فأي قريب يُسمح له بالدخول بدون العوده إليه ليُكرم ويلتقي به..وسُمح له بالدخول
عمار ينظر نحو الرجل المنكوب ويفكر سأريحه ونسي أو خان وعده لها ...قال له:فجرعندي يا عم لا تقلق هي بخير صدقني...كذبت عليك لأن فجر طلبت ذلك ...وسمع......
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 03-12-11 الساعة 05:19 AM
سبب آخر: <<<
|