حين وصلت مورينا إلى المزرعة وجدت أنجيس تنتظرها لتساعدها فى إرتداء فستان العرس
دهشت حين لاحظت جمال المنزل الذى زينه عمال متخصصون فى حقل الزهور ولكن هؤلاء العمال لم يعيروها أهتماماً بالرغم من إنها هى العروس الموعودة
بعدما أنهى مصفف الشعر مهمته ووضع بعض لمسات محترفة من الماكياج على وجه مورينا.طلبت منه أنجيس منه القيام بالشئ نفسه لكارمن أما هى فراحت فى هذا الوقت تساعد العروس فى إرتداء ثوب الزفاف . راحت مورينا تنظر بدهشة إلى قماشه الجميل الملتف حول كل ثنية من ثنايا جسدها النحيل بأناقة رأت أنها تبدو فيه اشبه بعارضة أزياء فى مجلة شهيرة فأحنت رأسها تشكر العمة أنجيس على العمل المتقن الذى قامت به فتلقت منه ابتسامة حقيقية للمرة الأولى منذو أيام.
منتديات ليلاس
كانا سيبحران لقضاء شهر العسل وهذا ما أستغربته لأنها لم تتوقع القيام بشهر عسل لكن مادوك أخبرها قادر على الأستغناء عن بضعة أيام من عمله فحاولت جهدها ألا تفكر فى المرة الأخيرة التى كانت برفقته على تلك الجزيرة المعزولة فهزت رأسها مبدية عدم أكتراث بمشاعر مادوك
سمعت أنجيس تقول :
-حين تتحسن صحة كارمن آمل أن تعودى معى إلى لندن فمنذو وفاة زوجى وأنا أشعر بالوحدة
ضمتها موينا بإندفاع بغض النظر عن زينتها:
-أتمنى أن تشعرى أن هذا بيتك فما دمت أنا و مادوك هنا فأهلاً بك ساعة شئت.
بدت أنجيس مندهشة:
-حبيبتى! أنت طفلة رائعة على الرغم من....
لكن صوتها تلاشى بارتباك حين أرتفع صوت آخر من الباب:
-يا لهذا المنظر المؤثر! هل هناك مناديل هنا؟
إنها كارمن
خنقت مورينا شهقة بعثتها إلى نفسها لهجة كارمن الكريهة أما أنجيس فصاحت بصوت مرتفع:
-آهـ ! يا عزيزتى ما أروعك
حدقت كارمن إلى مورينا ساخرة وردت :
-ربما...لكنى لن أعود أبداً سالمة الأطراف
ردت أنجيس بتصميم:
-آهـ حبيبتى مازلت جميلة لذا لا تفسدى يومك
-ومازال لدى عقل أرجح من عقل أخى!
نظرت إليها مورينا بكبرياء رافضة الإحساس بالذنب .من يظن أفراد عائلة لامب أنفسهم؟كلامهما يلومها على ما لاذنب لها فيه
وصلت السيدة يونيس تطلب مشورة أنجيس بعمل فى المطبخ فتركتها متنهدة
حين أصبحت على إنفراد مع كارمن سارعت تقول لها :
-أسمعى كارمن لم لا نكون صديقتين .إن الصداقة ستسهل علينا العيش تحت ظل سقف واحد وأعد أن أقدم لك يد العون
ردت مترددة تنوى المشاكسة:
-أنت مجبرة على مساعدتى....هذا ما يقوله مادوك فلا تدعى أن الأمر فى يدك سأعاملك بالضبط كما يحلو لى دون أن تتمكنى من القيام بشئ حيال ذلك
-ستكونين أسعد حالاً إن لم تفكرى فى الماضى بكآبة
-ولا فائدة من التفكير فى المستقبل ولى ساق كهذه
رفعت ثوبها الطويل بلؤم لتنظر مورينا إلى ساقها المشوهة
فذعرت مورينا على الرغم منها فللمرة الأولى ترى التشوة ولكنها عادت فرأت أن التشوة خفيف جداً فإن رفعت كارمن من ذيل فستانها أو تنورتها وعرضت ساقها للشمس لأختلط لون التشوة بلون البشرة الأصلية ولخف ظهور الندبة
وجدت أن الوقت غير مناسب لذكر رأيها هذا كما فكرت فى أن الأطباء نصحوها دون شك بهذا قالت لها بهدوء :
-لا أرى ساقك على هذه الدرجة من السوء
ضمت كارمن شفتيها حتى أصبحتا خط رفيع فذكر مورينا مرآها هذا بأخيها مادوك
-لكن الناس يلاحظون عرجى
-أنت تعرفين أن العرج سيصبح مع الوقت عادة وبعد أن تعتادى عليه ستتصرف ساقك بطريقة لا أرادية
-أن كنت تقصدين من قولك هذه النصيحة فأعلمى أننى لن أتبعها
قالت مورينا ببطء :
-بنى أبى مرة خارج بابنا الأمامى باحة لم تكن أكثر من سطح إضافى إلى الواح قديمة وعندما لم يعد أمام الباب درجة تؤدى إليه ظلت قدمى بضعة أيام ترتفع آلياً وكأن الدرجة مازالت موجودة أعتقد ولو بطريقة مختلفة قليلاً أن هذا ما سيحدث لك
حدقت كارمن إليها وقد علا وجهها القلق والضياع ترى هل تأثرت تساءلت مورينا ولكنها لم تعرف الإجابة لأن ظهور غاريت والعمة حالا دون دلك.قالت أنجيس مبتسمة:
-ها هو والدك يا أبنتى
وقف غاريت بالباب يبتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر إلى أبنته رد فعله العاطفى ظاهر وأفتخاره بها باد فى نظراته لكن أنجيس لاحظت عدائية كارمن فسارعت للقول :
-هيا بنا الآن لا ينفع الوقوف يجب أن نتحرك.غاريت! أحط بذراع العروس فلقد سمعت أن مادوك بدأ يقلق
جرت مراسم الزفاف فى غرفة فى الطابق السفلى أما حفلة الأستقبال فجرت فى الحديقة الواسعة حيث قام الرقص والسمر ولم يغادر العروسان إلا وسط رمى الحلوى وقصاصات الورق والأرز ووسط التمنيات الحارة والنكات الثقيلة والخفيفة المتعلقة بشهر العسل
كانت قصة زواجهما وكأنها مرسومة على صدفة من أصداف مورينا هذا ما كانت تفكر فيه أثناء توجههما إلى الشاطئ حيث يرسو اليخت .قطع مادوك الصمت ليقول ساخراً :
-تمتعت بالحفل؟
لم تتظاهر مورينا إنها لا تعرف ما يقصد ولم تتجنب الحقيقة
-ليس كطثيراً
ضحك بشدة:
-حسنا...ليس هناك أجمل من الصدق
-أنا صادقة دائماً
-أفسدت الآن كل شئ مع أننى كنت قد بدأت أتاثر
نظرت إليه حائرة فلم تكن تتصور ما سيكون عليه شهر عسلهما ولو سألها رأيها لفضلت المكوث فى المنزل...ترى هل سيبقى ديكتاتورياً على الدوام معها ؟
حين لم ترد وحين لم يكمل كلامه بدأت التفكير فى الزفاف الذى كان معظمه ضبابياً بشكل لا يصدق لكن ما تذكره أنها كانت بائسة خائفة معظم الوقت وقد حاولت من اجل أبيها ألا تظهر تعاستها فكان أن رسمت الأبتسامة على شفتيها
كان مادوك أثناء المراسم وحفل الأستقبال مهتما بها حتى أنبعث الأمل إلى نفسها ولكنه عاد الآن إلى برودته مما أقنعها أنه كان يمثل , ليس فى سبيلها بل فى سبيل أقناع المدعوين
سألته بجفاء:
-لماذا تأخرت حتى قلت اننا سنبتعد بضعة أيام؟
وجه السيارة نحو المكان الذى يرسو عنده اليخت:
-ليس لدى وقت لأشرح لك كل شئ
-وما أهمية شهر العسل مادام سيكتشف الناس عاجلاً أو أجلاً أن زواجنا غير طبيعى؟
-ماذا يعنى هذا بالله عليك؟
-أن كنت تشعر أنك غير مضطر للشرح فأنا غير مضطرة أيضاً
سألها ساخراً:
-أتقولين إن على أن أفعل ما أشاء؟
نظرت إلى البحر الأزرق اللطيف :
-إذا أحببت!
-النساء عادة يحورون كلام الرجال لكنهن لا يستطعن القيام بشئ لتغيير نواياهم ستجدين مع الوقت أن زواجنا زواج طبيعى أن بقيت بعد فترة قلقة مما سيظنه الناس بنا نستطيع إظهار دليل على طبيعة زواجنا
ترجلت مورينا من السيارة متوترة غير مهتمة بما يعتقده مادوك
كان فى المركب رجل يعتنى به وهو من سيأخذ السيارة إلى المزرعة تقدمت مورينا إلى اليخت أما مادوك فراح يتبادل الكلمات مع الرجل الأخر كان المركب مكن طراز المركب السابق لكنه أكبر حجماً سألته بفضول :
-لماذا غيرته؟
-لم يعد يعجبنى الأول
ففكرت فى المركب الآخر الذى أمضيا فيه يوماً سعيداً وقالت:
-لكنه أعجبنى
-حسنا....ولكنه لم يعجبنى...ألم أخبرك أن الماضى مات؟ولا فائدة من إعادت إحيائه خاصة بعد ما قتلتيه بنفسك