كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم يكن السؤال بحد ذاته مهينا بل طريقة طرحه ردت ببرود :
-لا يجدنى الرجال على ما أظن جذابة
رد معترضاً بطريقة فظة:
-كان الرجال فى حلبة الرقص يلتفون حولك كالذباب
-أنت تبالغ ! أعترف أننى رقصت مع العديد من الشبان الذين أعرفهم ولكن لم يحاول أحدهم مغازلتى....مع ذلك هذا ليس شأنك!
رد وكأنها لم تتكلم :
-لا اصدق الأمر...كيف تفعلين هذا؟ فستانك جميل,نعم,وإنما أنت ليست بهية الطلعة
حاولت الرد بعدم أكتراث:
-شكراً لك
-ألا يعرفون مدى حقارتك؟أم أنهم يعرفونها نعم معرفة؟منتديات ليلاس
أرعبتها كراهيته ورغبته فى إيلامها ولكن ماذا عليها أن تقول لتدافع عن نفسها؟الظروف كلها ضدها ولا طريقة تستطيع من خلالها حل نفسها من المسئولية دون توريط كارمن التى عانت الأمرين...فكرت بمرارة ترى هل سيصدقها مادوك إن باحت بالحقيقة؟أليس الأحرى بها أن تترك الأمور على ما هى؟فقد لا يمكث فى الجزيرة طويلاً أما هى فستحميها اللامبالاة التى بنتها حول نفسها فى السنتين الماضيتين حتى يرحل من جديد فماذا سيحققان من الأستمرار فى الوعيد والتهديد أو فى تمزيق بعضهما بعضاً أريباً ؟قالت بإحتجاج:
-أرجوك مادوك...لا أرى جدوى من هذا النقاش فلا شأن لك بما سأفعله
-نعم...لاشأن لى...ولكنى لا أراك أكثر من طفلة.
ردت ببلسان لاذع والغضب يحرك كل كلمة تقولها :
-غير صحيح...أنت ترانى صغيرة لأنك توشك أن تبلغ الأربعين
نظر إليها ببرود:
-أنا فى الخامسة والثلاثين.أما أنت فمازلت تبدين وكأنك فى السابعة عشر
-كنت فى الثامنة عشر حين رحلت
-أجل...هكذا كنت...مضت سنتان ومع ذلك مازلت تبدين برئية على الرغم من مغامراتك
همست بغضب:
-لماذا لا تقول عشاقى؟
رد رأسه مقهقهاً:
-كنت أؤمن بأنك مخلوقة رقيقة ناعمة!فصعب على مسك فكيف فى ما قد يفعله الحبيب دون أن تصابى بحمرة الخجل؟
صراحته دفعت الدماء تجرى فى عروقها فقالت وهو يوقف السيارة أمام منزل أبيها القديم :
-لم يكن الأمر بيننا كم تقول
أدار رأسه:
-الزمن كفيل بمحو أفضل الذكريات ولكن جسمك مازال جميلاً...وأن كان هناك ما ندمت عليه فى حياتى فهو عدمإستغلال جسدك قبل الرجال الأخرين...ولكن لا يمكن إحياء الشوق أم الندم فيقتضى لبمرء زمنا حتى يتخلص منه
حدقت إلى عينيه الخضراوين طويلاً قبل أن تعى ما تفعل...
كان رأيه فيها مدمراً وهو رأى لم تتصور يوماً أنه قد يكون بهذا السوء! أنسلت منها آهه قبل ان تهرع إلى فتح الباب الذى لم يستجب ونظرت إليه فقال:
-أنه يعمل كهربائياً
كيف يجلس هكذا متحدثاً ببرود؟يجب أن تبتعد عنه قبل أن يتفاقم سقمها.كان قلبها يخفق بشدة خاصة وأن شيئاً ما فى نظرته أخذ يخيفها.توسلته عيناها الزرقاوان بصمت فيما صوتها راح يهمس:
-أرجوك...دعنى أخرج
ضغط زراً بكل هدوء :
-طبعاً
أسرع هو أيضاً ليصل إليها قبل ان تخرج فقالت:
-أشكر لك أصطحابك إياى إلى المنزل مادوك
رد ساخراً:
-ما الأمر ألا تتوقعين منى قبلة المساء؟
ارتدت إلى الوراء:
-لا......!
-هذا أفضل فقد اقسمت ألا ألمسك ثانية
ردت بحدة :
-وأنا لا اريد ان ألمسك أيضاً!
مط شفتيه بسخرية فبدت أسنانه البيضاء :
-صحيح؟حسنا....ولكنى أرى الفكرة جيدة
وقبل ان تتحرك أطبق عليها فتجنبته لكن عناقه كان عنيفاً وحين تركها كانت ترتجف متساقطة دموعها على وجنتيها فقال:
-لا تقولى انك أنزعجتى...؟لقد كنت أحاول أن أعطيك ما كنت تتوقعينه من أحد معجبيك
كرهته وكرهت كلماته وكرهت أكثر منهما تجاوبها الذى بدأ يتحرك داخلها:
-كان السائق تيرى من سيصحبنى .هل نسيت؟
-أعتقد انك تكتفين بأى رجل؟
أغضبها اتهامه المذل فأنطلقت يدها ووصلت بقوة على وجهه....كان تصرفها هذا متهوراً نابعاً من غضب مرير داخل قلبها...نعم يدها صغيرها لكن العمل خشنها لذا لابد أن تكون قد ألمته بفضل القوة الشرسة التى شحنتها فيها على الرغم من ذلك لم يتحرك مادوك بل أخذت عيناه تسخران منها فكان أن أرتدت مبتعدة عنه.
والدها على ما يبدو نائم فليس فى المنزل بصيص نور وهو هادئ إلى حد كبير بحيث لم تسمع إلا هدير السيارة وصوت إطارتها
اللعنة عليه!أحست مورينا بحشرجة ثقيلة تسد حلقها وتلوى فمها وتجعد قسمات الوجه أسندته إلى إطار الباب الخشبى ملأت رئتيها بالهواء فى محاولة لدفع الضيق المطبق على صدرها.ألن يلطف بها القدر أبداً؟ لماذا عاد مادوك؟إن مزرعته تسير على ما يرام دون وجوده وقد أستبدل أرغون غارسيا بمدير جديد يبدو إنه يعرف ما يفعل إنها لم ترى المزرعة منذ سفر مادوك وكارمن إلى إنكلترا ولكن والدها يعرف ما يجرى هناك
ربما جاء مادوك فى زيارة خاطفة ولكن هذا غير محتمل لأنه أصطحب معه كارمن.ترى هل رافقه شخص أخر؟ لم يفتقر مادوك يوماً إلى الأصدقاء وكارمن كانت مما يحب ان يحدق بها الناس,مع أن القليل القليل منهم أقام بالمزرعة منذ وفاة والديهما
سمعت غاريت براندز يصيح من غرفة نومه :
-أهذا أنت مورينا؟عدت باكراً...سمعت السيارة
سارت فى رواق طويل نحو غرفته:
-أسفة أبى...لم أقصد إزعاج منامك
-لم أكن نائماً,من أعادك إلى المنزل؟
-مادوك لامب.هل علمت بعودته؟
-تناهى إلى شيئا من هذا فلم أدهش طبعا إنه يملك قطعة أرض شاسعة لا يمكنه إهمالها غلى الأبد
-تيمن ديزمان مدير كفوء
رد الوالد فى الظلام دون أن يحاول أحدهما إشعال النور :
-أجل لا بأس بديزمان على طريقته إنما لا شئ قد يوازى يد المعلم بإمكان مادوك وعيناه مغمضتان أن يرى ما لا يراه ديزمان وعيناه مفتوحتان
ردت بحذر :
-قد لا يمكث مادوك هنا طويلاً
-لا...ربما لا يمكث.هل كارمن معه؟
أبتلعت ريقها بتعاسة:
-قال إنها معه...إنه...أخبرنى إنها مازالت عرجاء
شخر غاريت يرد:
-تلك المرأة الكتوحشة ولكنه للأسف لا يرى حقيقتها!
عضت ماروينا على شفتها من الأفضل ألا يرى مادوك طيش شقيقته كما يفعل والدها غالباً...
-بإمكان كارمن أن تكون لطيفة
-نعم حين تنفذ مبتغاها...إنها كأمها تماماً
-أمها؟
لم يحدث أن سمعت مورينا يوماً أباها يتحدث بتلك الصراحة عن عائلة لامب . رد والدها:
-كانت تبالغ فى تنفيذ مبتغاها كما كانت تبالغ فى تبذير مال زوجها العجوز الذى لم يكن يستطيع منع شئ عنها على الرغم من عدم أكتراثها به
-غاريت!...يجب ألا تتحدث بسوء عن الأموات !
كان غاريت يرفض أن تناديه أبنته يا أبى.أجابها:
-أنا ليست منافقاً مورينا كنت أسفاً كالجميع عندما قتلا أثناء توجهما إلى أمريكا تاركين لكادوك ديوناً أسطورية فأن قرر أن يصرف ما تبقى منه على شقيقته فهو غبى.إن هذا عائد له...لقد اثبت إنه عكس أبيه
تمتمت مورينا بمرارة:
-ألا يجب أن أكون شاكرة لهذا؟
تحرك غاريت بقلق:
-ماذا قلت يا فتاة؟ليتك تتعلمين البوح بما فى نفسك
تنهدت:
-لا شئ غاريت لم أكن أعرف شيئا عن والدى مادوك بدوا لى زوجين عاديين ربما لهذا لم يتزوج
-كان عليه أن يصطحب زوجة من إنكلترا من يدرى ماذا كان يفعل فى إنكلترا؟
أحست مورينا بالبرد يجتاح جسدها فقد تذكرت أن كارمن تحدثت عن فتاة فى لندن مخطوبة له كان هذا أحد الأسباب التى منعتها من تصحيح رأيه البشع فيها قبل أن يسافر سمعت أباها يكمل:
-سنكتشف قريباً
-أجل يا أبى...أنا متعبة....عفواً أبى سآوى إلى فراشى أراك فى الصباح
|