كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تبادلا النظرات بصمت بان مادوك مختلفاً فعلى وجهه تعب متغضن وفى عينيه ألم عميق أما وزنه فنقص حين جلس جانبها بدأ ألمه متصلاً بألمها.
أختنقت ودفنت وجها بين يديها:
-آهـ....مادوك! أين كنت؟
أنتزع أناملها بلطف عن وجنتيها ثم لم تشعر إلا بإنها بين ذراعيه يمسك بها بقدر ما يجرؤ خشية أن يؤلمها .تأوهـ :
-حبيبتى...لو تعلمين ما احتجت من قوة إرادة لأبتعد عنك!منتديات ليلاس
-لما أنتظرت طويلاً إذن؟
تمتم بخشونة:
-كدت أمتنع عن المجئ لأننى لم أجرؤ على ذلك بعد ما أخبرتنى به كارمن وبعد أعتراف غارسيا فيما بعد
تسمرت مورينا ثم رفعت وجهها لتنظر إليه وقد زال التورد عن وجنتيها
-كان هذا ما يجب أن أعرفه بنفسى حين أفكر فى ما أنزلت بك من آلم أحس بالإزدراء
همست بخوف :
-ماذا قالا لك؟
-كل شئ!
-كل شئ؟
هز رأسه بوجوم:
-أجل بعد رحيلك تصرفت كارمن بغرابة وتوقفت عن التخطيط لعرسها مع أننى طلبت منها أن تفعل.ليلة أتصل غاريت قائلاً أنك بالمستشفى تجرين عملية جراحية لإستئصال الزائدة الدودية وان هناك تعقيدات جرت لم أوقظها من نومها وهرعت إلى المستشفى....ولكن عندما عدت إلى المنزل بعد رفضك مقابلتى بدوت فظيعاً فإنهارت كلياً وأخبرتنى ما فعلت
لم تحس مورينا إلا بالدهشة فسألت بصوت مرتفع:
-ولم فعلت هذا؟
هز كتفيه متعباً
-ما لم تقله لى أنتزعته منها فعادت فى روايتها إلى الزيارة الأولى التى قامت بها حين كنت فى الثامنة عشرة ذلك قبل حادثة ما أعتقدته إنقاذاً يومذاك.أتذكرين؟حادثة الغرق؟
تمتمت بالإجاب فتابع:
-لأننى كنت مشغولاً فى بريطانيا أرادت السفر وحدها.حاولت منذ وفات والدينا أن ارعها وأراقبها لكنها كانت فى الثامنة والعشرين لذا حين اصرت على السفر وحدها أذعنت...أعرف الآن أن غارسيا هو ما أجتذبها أما فى ذلك الوقت فكنت جاهلاً السبب سألته ببطء :
-ولماذا لم يعجبك؟
-لم أكن راضياً أصلاً عن عمله حملته مسؤولية المزرعة ولكنة لاحظت أشياء غريبة وهذا ما كانت تعرفه كارمن.لكن لم يكن بينى ةبينه عداوة حتى رأيته ينظر إليك
-لم يكن مهتماً بى
رد بوحشية:
-هذا ما أعرفه فى الحاضر مع أننى غير واثق من أنه لم يبد إهتماماً
شهقت مورينا من الغضب البارز فى كلماته وسألت:
-وماذا قالت كارمن بالضبط؟إنما لا تذكر التفاصيل
-لا داعى للتفاصيل ما دمت تعرفينها قالت لى إنها كانت تعتقد أن كراهيتى لـ غارسيا أكبر مما هى بالفعل وإنها تعمدت صداقتك ودعتك إلى المزرعة لأصدق إذا حدثت متاعب أن غارسيا يهتم بك لا بها فكان أن جمعتكما فى بعض المرات على أمل أن تخدعنى أتذكرين أننى غضبت حين ذكرت لى قصة إختفاء مركبم؟يومذاك قلت لى إنها أنقذتك من الصخور؟حسنا.....يبدو إنها من قطعت حبل مركبك ليختل توازنه فقد شاهدتك تذهبين إلى هناك وعلمت أن الفرصة مؤاتية لتوقعك فى دين لها
-هذا ما لم أكن أعرفه
-وهذا ليس كل شئ....حين أكتشفت أننا نخرج معاً لم يعجبها الأمر وذلك بسبب الغيرة إنما لا تسألنى لماذا؟ فأنا لم أكن يوماً قريباً منها أعتقد إنها جاءت إلى هنا لتحدثك عن أشياء سخيفة تتعلق بـ كارينا روسيل وبفتاة أخرى فى لندن....نعم لا أنكر أننى كنت أقيم علاقات عديدة قبل ان ألتقى بك ولكن لم تكن كاينا أو تينا ممن أقمت معهن علاقة....فأنا لم أحب من قبل ولم أطلب من أية فتاة الزواج....آهـ ليتنى كنت موجوداً عندما أتت تطلب رؤيتك
مررت يد محبة على خده....حينما تمتم إنه يحبها فقزت نبضاتها وأدركت أنه يمنع نفسه بالقوة من معانقتها فهمست:
-جبت التلال يائسة ذلك اليوم لأننى كنت أشعر بالبؤس يكتنفنى بسبب ما أخبرتنى به كارمن ويومذاك كدت لا أعرف أين أتوجه لذلك راحت أراقب الطريق لأتجنبك حين تصل فكان أن شاهدت أرغون وكارمن وشاهدتك أنت أيضاً فذعرت وتذكرت أننى مدينة لها فتوجهت إليها أحذرها ....
-فدفعتك إلى داخل السيارة....حين أخبرتنى الحقيقى المتعلقة بشأن الحادثة كدت أقتلها ! لم تدرك يومها إنها لا تحبه إلا بعد أن هربت معه فأستخدمت الحادثة وأستغلت الفرصة التى أرسلها لها الله....‘ليها لتخلص منه....حين وصلت بدأ لها أن القدر يلعب لمصلحتها فورطتك وبهذا لم تتمكن من الخلاص منك فقط....بل أوحت لى أيضاً أنك غير برئية....لكن ....لماذا لم تخبرينى الحقيقة؟
أرتجف صوتها:
-وهل كنت ستصدقنى؟كنت قد وقعت فى المصيدة!
تمتمت:
-هل تسامحينى؟
ترقرقت عيناها بدموع الحب :
-ما أسهل ذلك!
-لا أستحق مسامحتك
المقاومة التى كان يفرضها على نفسه تلاشت فضمها إليه بشدة فعانقها عناقاً عاصفاً فيه شوق وجوع
-وجدت غارسيا فأعترف بما هو مهم إضافة إلى اشياء أخرى
تنهدت مورينا:
-مازال يحب كارمن فقد طلب منى مكالمتها وهدد بالمجئ إلى المزرعة فحرت بما أفعل لكن حين أخبرتها رفضت أن تقابله أما عندما رأيتنى معه فكنت أنصحه بالإبتعاد عنها ونسيانها
قال مادوك بفظاظة جعلتها تحس بالبرود:
-أخشى أنى غير مهتم بما يفعله كلاهما لقد سافرت كارمن إلى إنكلترا للإقامة مع أنجيس على أن نتزوج هناك لكننى أخبرتها أننا لن نحضر عرسها
أوهـ....لكن...إذا كانت آسفة...؟
-مورينا !!لا تقولى لى أنك قادرة على مسامحتها بعد ما فعلت بك؟!
ردت بلطف ورقة:
-فى النهاية ستنسى....فالحياة أقصر من أن نحمل فى قلوبنا ضغينة
غلظ صوته :
-لا أعدك بشئ لأننى لا أتصورنى أسامحها
-أحبك واسامحك على سوء ظنك بى ولعلك كنت على حق فى ذلك فالدلائل جميعها كانت ضدى...لكنك قلت فى رسالتك قبل أن تبوح كارمن بالحقيقة....أنك تؤمن بى
-حين ضبطتك منذ سنتين فى السيارة مع غارسيا كنت أحبك حباً جماً فأعمانى الغضب أتعلمين أننى منذ ليلة عيد مولدك عجزت عن إلا فيك...لكنى كنت مؤمنا أنك أصغر من أن تعرفى ما تريدين فكان حين ضبتك مع غارسيا أن ثبت لى صحة نظريتى والدور الذى لعبته فى حادثة كارمن أكد لى هذا الرأى
-كنت أحبك حينها
تآوهـ ودفن وجهه فى عنقها :
-حبيبتى...وأنا أحبك كثيراً...أمضيت وقتاً طويلاً محترقاً بأتون الغيرة!وحاولت البقاء فى أنكلترا لكن كان علىّ العودة كنت بائساً إلى رؤيتك يأس من أنقطع عنه الماء فى الصحراء.حين رأيتك تراقصين رجالاً آخرين عرفت أنى لم اكن أتخيل قوة مشاعرى نحوك لكننى كنت متكبراًعلى أن أسألك...أردتك لكننى أضطررت إلى أستخدام الأرض ذؤريعة للوصول إليك كان شهر عسلنا عذاباً لى وسعادة لأننى كنت فيه أحاول التظاهر بأننى لا أحبك
تذكرت وزتنهدت:
-كنت بارعاً جداً
-أما هذا أما التطرف الآخر لم ارغب فى أن اخيفك ولو عرفت أنك تحبينى لأختلفت الأمور ! لقد عذبتينى أكثر مما يجب أيتها الساحة اللعينة الصغيرة!
-كيف يمكن أن أصدق أنك مغرم بى وأنت تنادينى بهذه الصفات؟
رد بخشونة:
-سأقضى ما تبقى من عمرى أقتعك
قفز قلبها حين تسللت يده إلى ظهرها يشدها إليها بقوة عندما أحست بقوة عضلاته فأرتفعت ذراعها لا إرادياً إلى صدره العريض ومنه راحتا تشقان طريقهما غلى عنقه
المشاعر التى علمتها كانت مدمرة...أشياء لا حدود لها أو قياس كانت تدفعها ....حين رفع رأسه لينظر إلى وجهها فضحت عيناه شوق نفسه وسألها:
-كيف هى صحتك بالضبط يا حبيبتى؟
تحركت على مضض وهو ينتظر ردها :
-لست واثقة من صحتى لكننى واثقة من مشاعرى
-يا حبيبتى!
أشتدت ذراعاه حول قدها الرشيق حتى ظنته نسى مرضها وعمليتها الجراحية.
الشاطئ مهجور ورجل و زوجته فى عزلة تامة لكن حين تنهد مادوك ووقف ليرفعها والندم ظاهر عليه أحست بالحرمان فأبتسمبوقار وهو يفهم سبب مقاومتها المكرهة :
-أرى أننى مضطر إلى أن اكون قوياً لمصلحتنا معاً لكن إذا إضطررت لكبح رغباتى أياماً أخرى يا زوجتى الراغبة فعلى الأقل كونى معى. فراشى مهجور منذ تركتنى والمشكلة أننى لم أعد اذق طعم النوم ,ترى هل سيسامحنى غاريت لو أصطحبتك إلى منزلنا؟
قاومت لتخرج من سحابة الأحاسيس التى غلفتها وأندست فيه تطلق تنهيدة قناعة وقالت ببساطة:
-أظن هذا أكثر ما يريد
أستدار مادوك ليحملها فوق الشاطئ بخطوات سهلة فأحست أن أخر أحلامها قد بدأ يتحقق
|