كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم الوليد.......
لله درك ما أجمل ما كتبت
وكيف وصفت اللحظات المؤلمة وعذاب الاستجداء من امرأة ابتليت بفقد الأبناء
فكان قدرها أن تقف على باب مسؤولٍ لم يرحم ضعفها ولم يحس بمدى ألمها وحاجتها لهذا الطفل..........
عوق وزياد..........
هل كانت عوق تقسو على نفسها بشخص زياد
أم أنها أرادت أن تؤلمه بمقدار ما أحست بالألم وهي تكتشف أنها لقيطة لأول مرة
أرادت أن تجعله يحس كم كرهت نفسها حين علمت أنها ليست سوى خطيئة لا تغتفر لشخصين عاشا متعة اللحظة ونسيا ما سواها
هل كان انفجارها رد فعل طبيعي لكبت السنين الماضية التي اكتشفت فيها أنها لقيطة
ووجدت من تصب عليه جام غضبها المكبوت على والديها الحقيقين
أم أنه كره لوضعها أنها تزوجت من شخص مجهول النسب تشك حتى أن يكون سعودي أو عربي الأصل
بينما هي تعرف هي ابنة من ولكن حالت الخطيئة دون أن تظهر للعلن باسمها الحقيقي
هل تفجر غضبها لأنها وجدت زياد متسامحاً مع نفسه وراضٍ بقدره بينما هي لازالت تعاني من الإحساس البشع بأنها لقيطة
وأنها لازالت ساخطة على وضعها والدليل أنها قالت له تمنيت أن تكون أمي قد قتلتني قبل أن أولد
أم كان سبب غضبها أنه رغم أنه مجهول النسب إلا أنه قد حظي بأبٍ وأم رغم اختلاف لونه عنهما وهي التي تعرف نسبها جيداً حرمت هذه النعمة وتربت على يدٍ امرأة وحيدة وكان الرجال الوحيدون في حياتها إما ضعيف الشخصية كسعد أو معتدٍ لا يراعي الأمانة كسالم أو شخصٌ مريض كبدر الذي لا يعلم عنها شيئاً
بغض النظر طبعاً عن جارهم أبو ابراهيم
أنا لا ألومها بانفجارها هذا فالكبت يولد الانفجار خصوصاً أنها حين عرفت بوضعها لم تجرؤ على البوح بما يعتمل بداخلها لأحد
ولم تحاول أن تتخلص من الجرح الذي بداخلها أو أن تداويه على الأقل بالبوح لمتخصص
ولكن ما كان لها أن تسيء لزياد هكذا وتعري حقيقته أمامه وتظهر له مدى احتقارها لوضعها ووضعه وهو ليس له ذنب بما حصل
هو لم يختر أن يكون لقيطاً ولكنه تأقلم مع الوضع الذي وجد نفسه فيه
فهل كان ذنبه أن رضي بقدره
ربما لأنها هي ساخطة توقعت منه على الأقل ألا يتحدث عن قصته بهذه الأريحية وأن لا يظهر رضاه بما وجد نفسه عليه
ربما كانت تتوقع منه بعض الغضب على من وضعه في هذا الموقف ولم تتوقع أن يكون حبه وولاءه للعنود ومساعد أكبر من كرهه لوالديه الحقيقيين
بحيث عاش إنساناً طبيعياً متصالحاً مع نفسه ولا يعاني من عقدها التي تعاني منها
لا أظن أن زياد سيعيدها لبيت أمها ولو من باب التأديب ولكن يريد أن يلقنها درساً لن تنساه حتى تستطيع مستقبلاً التحكم في ردود أفعالها والسيطرة على لسانها قبل أن تنطق بما يجرح أو يسيء
العنود.............
قصة مؤلمة ما حدث لها في فقد أبنائها ولكن هكذا هي الحياة
موقفها مع المسؤول مؤلم جداً فليس من السهولة بمكان أن تستجدي شخصاً أمراً هو بالنسبة لك كالحياة وهو لا يعرف هذا الشعور ولم يحسه يوماً
رغم أني لا ألومه في رفضه لإعطائها الطفل نظراً لاختلاف لونه عنها فهو فكر فيما قد يحدث مستقبلاً حين يكبر هذا المولود ويرى مدى اختلافه عن والديه وما قد ينشأ بسبب ذلك من عقد نفسية
قد تؤثر عليه سلباً وتجعله ينحرف سلوكياً أو ينشأ معقداً نفسياً لا يستطيع أن يتعايش مع وضعه فيصبح عالة على والديه وعلى المجتمع وساخطاً على وضعه وبالتالي قد يتحول من لبنة بناء إلى معول هدم
تفكيرها بأن ترضعه أختها معها حتى يكون محرماً لبناتها تفكير سليم
فهي بهذا قد أغلقت باب الفتنة وارتاحت من مشاكل لا حصر لها خصوصاً أن هذا الولد لقيط ولا يمكن أن تزوجه من إحدى بنات أختها على فرض أن إحداهن تناسبه عمراً
غاليتي.................
يطول الحديث وتزداد المتعة بمناقشة ما تبدع أناملك
ويعجز القلم أن يخط لك ما يجول في الخاطر
فلك كل الشكر يا راقية على هذا الإبداع
بانتظارك دائماً بشوق
دمت بألف خير
|