كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم إشراق
كصباح هذا اليوم المبارك
صباحكم مغفرة من الرحمن ورضا
أم الوليد..........
لا أدري هل نهنئك أم نهنئ أنفسنا
على هذا الإبداع المتواصل
والرقي في الطرح
والجمال وعذوبة الكلمة
التي تنساب أمام أعيننا لتعطينا
متعة في المتابعة نعيشها حتى آخر سطر نقرأه
مبروك غاليتي
هذا التميز والتكريم الذي حصلت عليه عن جدارة
ومنها للأعلى إن شاء الله
وأخيراً ترجلت أم عوق عن الشداد
وتركتها لتواجه الحزن والألم والفراق
كم هو مؤلم ما نمر به حين نفقد من نحب
لو كان بيدنا ما تركنا أحبابنا ليمضوا
ولكنها حكمة الباري عز وجل
عوق..........
هل كانت تستشعر قرب رحيل أمها حين أصرت على البقاء بقربها
والتدثر بدفيء حضنها في اللحظات الأخيرة
هل أحست في آخر لحظاتها بأن هذه الوصايا والحرص الشديد على ألا تنساها
ما هي إلا وصايا مودع
لمَ لمْ تفكر حين تحدث لها زياد عن الموت ورحيل من تحب
إلا بابنها
ألهذه الدرجة هي يائسة من بقائه على قيد الحياة
أم أنها لا تريد أن تضع احتمال فقدها لأمها في مخيلتها
حتى لا تفقدها حقاً
كيف ستواجه من سيحضر العزاء من أهلها
وأبناء زوج وضحى
وكيف ستحتمل ما يقولون أو يفعلون
هي لم تتحمل حديث وضحى بنت ناصر لها حين زارتها
وهي لم تبقى عندها سوى دقائق معدودة
فكيف ستحتمل ازدراءهم لها وكرههم لتواجدها
أثناء فترة العزاء
خصوصاً حين يعلمون أن وضحى قد تركت لها كل شيء
ولم تترك لهم شيئاً
وهم الأولى بإثرها من غيرهم بحكم أنها قريبة لهم من حيث النسب
وقريبة لأبناء ناصر كونها زوجة أبيهم
فأولئك يعصبونها ويرثونها كلالة وهؤلاء يريدون أن يأخذوا ما يظنوا أنه من حقهم
بحكم كونها زوجة أبيهم ولو كان على قيد الحياة لورثها
كيف ستخرج من حزنها وألمها لفقد أمها
واكتشاف الوجه الآخر لأهلها
هي تعرف بعضهم بالسابق حين أتوا ليطلبوا منها التبرع لأبيها
وطردتهم دون أن تلقي لعلاقتها بهم أهمية
ولكن الآن هم يريدون ما يظنون أنه من حقهم دون غيرهم
والمال كما يقول المثل عديل الروح
لذا قد يتعاملون معها أسوأ تعامل لأجل ذلك
فهل سيكون ابنها هو مفتاح هذا الحزن والخروج من الألم
أم أن تواجد زياد وأهله وأم إبراهيم وعائلتها حولها
هو من سيبعد عنها هذا الألم ويخلصها من تطاول هؤلاء القوم عليها
زياد..........
حين نتشارك مصيبة ما مع أحدهم
ونكون قد مررنا بمثلها سابقاً
فهذا قد يعطينا القدرة على الإحساس بمن يشاركنا إياها مجدداً
ويجعلنا قادرين أحياناً على أن نمنحه ما لم نسمح له بمنحنا إياه
حين كنا بمثل وضعه
قد يكون لفقد أمه وما شعر به آنذاك
ما جعله يعرف مقدار ما تشعر به عوق من ألم لفقد أمها
لذا أراد التخفيف عنها وعرف كيف ينقل لها هذا الخبر المؤلم
بأبسط طريقة استطاعها
كذلك سمح لها أن تذهب لبيت أمها رغم معرفته ما قد تواجهه من ألم
حين تدخل البيت لأول مرة وهي تعلم أن أمها لن تعود له أبداً
فهل معرفتها فيما بعد بأن ابنها لازال على قيد الحياة
سيجعلها تحتمل هذا الوجع والحزن
رغم أنها لا يمكن أن تنسى
غاليتي...........
سلمت يداك
وجزيتي الجنة
بانتظارك دائماً بشوق
دمت ومن تحبين بحفظ الله ورعايته
|