كاتب الموضوع :
طيف الأحباب
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا حين نحزن نشعر أنه لم يحزن أحدٌ مثلنا ولم يشعر بحزننا
ولم يصب أحدٌ بما أصبنا به
ولماذا حين تسوء أخلاقنا لأي سبب كان
نسيء أول ما نسيء لمن نحب
ونبدأ بجرحه قبل غيره
هل نعاقبه لأنه لم يشعرنا بأنه يتألم لأجلنا
أم نعاقبه لشيء في نفوسنا لم نستطع أن نقوله له في لحظة صفائنا معه
زياد حمل الحزن وذاق الألم وفقد الحضن الدافئ والصدر الحنون
ولكن هذا ليس مبرر لأن يخطئ بحق نفسه ويظهرها بهذا المظهر البشع
الذي ينافي أخلاقه ورجولته
بين العقل والجنون شعره
وعند الغضب يعمى البصر ويحضر الشيطان ليزين لنا ما نقول أو نفعل
أنا لا أبرر له فعلته
ولكن كان على عوق أن تبتعد عن وجهه تلك الساعة وأن تتركه لينفس عن غضبه لأخته حتى لا تكبر الهوة بينهما وتكثر التراكمات
لو كنت مكانها وسمعتُ ما سَمِعَتْ لربما رددت بأكثر مما ردت
وربما قذفته بأكبر ما عندي
ولكن حين نفكر بموقفه قد نلتمس له عذراً بحزنه ولكن ليس بتطاوله عليها
لم أتصور أبداً أن إنساناً متعلماً وعلى خلقٍ ودين أن يكون هذا تفكيره
يتشاءم منها ويحس بأنها نحس فقط لأنه فقد أمه بعد وقت قصير من زواجه منها
المشكلة أنه طبيب ويعلم أن الأعمار بيد الله
والمشكلة الأكبر أنه مسلم ويعلم أن لكل أجلٍ كتاب وأننا لا نتأخر ولا نتقدم عن يومنا الموعود
فلم وصل به الحال لما وصل إليه
هو يعاقبها على شيء ما
ربما لعدم تواجدها بقربه
وربما لأنه قد سامحها في ثورتها الأولى وأتى الوقت الآن ليرد لها الصفعة
وربما ليس هذا وذاك ولكن لأنه لم يتجاوز حزنه بعد وأغضبه أن أخته تلومه على هذا الحزن
وحين وجد من شاركه الألم انقلب على من ظن أنها لم تحس به
أتعلمين............
ربما لو أنها أمسكت يده في أي لحظة من لحظات حزنه رغم رفضه لذلك
لخف عنه بعض ما يعاني لإحساسه بوجودها تشاركه تلك اللحظة
ولخفت عليه التراكمات التي بات يجمعها لها ليفرغ جام غضبه عليها عند أول خطوة اتخذتها لإخراجه من حزنه
هي لم تخطئ حين لجأت لنجلاء
رغم أنها قد لا تعرف ذلك
فمن أقدر على إخراجك من وضعك الذي تعاني منه إلا شخصٌ قد عانى أشد مما عانيت وأنت تعلم بذلك
وزياد قد شارك نجلاء بمصابها بزوجها ويعلم ما مرت به
وربما هذا ما جعله يثور كل هذه الثورة
لإحساسه بأن ما عانت منه نجلاء أشد مما يعاني منه هو
ولعدم قدرته على الخروج من هذا المأزق صب جام غضبه على عوق
قد ألتمس له عذراً لحزنه وغضبه ولكنني لن ألتمس لها أي عذر إن سامحته على ما فعل بها بسهولة
ليس فقط لما قاله أمام أخته ولكن لوقوفها كل هذا الوقت في الشارع أمام بيته فرجة للخلائق
وكأنها متسولة دون أن يحرك ذلك به شعره
فكل شيء يمكن أن يُتسامح به إلا الكرامة وعزة النفس
وإن كانت ستتنازل له من أول مرة فعلى الباقي السلام
وضحى لن يرضيها ما حدث وستحاول أن تصلح ما بينهما
قد يطول الأمر ولكن لن تتركهما يفسدان حياتهما بهذه السهولة دون تدخلٍ منها
وقد يكون حمل عوق سبب آخر يضغط عليهما ليصلحا ما فسد بينهما حتى لا يخرج للحياة طفل آخر يتيم وأبواه على الدنيا
غاليتي.............
مهما كتبت أو قلت فلن أفيك حقك بالشكر
على ما تمتعيننا به من إبداع
سلمت يداك وحرمهما الله عن النار
ورزقك ومن تحبين ما تتمنين
بانتظارك دائماً بشوق
دمت بحفظ الله ورعايته
|