الفصل السابع :
ارتبكت لاسي ثم قالت :
- انا .... انا .... انت لم تفهم قصدي .
نظر اليها متحيراً وقال :
- لا اعتقد ذلك .. فقد قلت اننا يجب ان نبقى معاً وهذا يعني ليلاً ونهاراً فبقائي معك دائماً سيمنع عنك التفكير في احد غيري .
اطبق صدر لاسي عليها فلا شك انها تريد مساعدة لورين ولا شك انها تريد حب ماكس لكن ذلك ليس معناه ان تنام معه , فهي لا تنوي ذلك الا بعد الزواج .
- ماكس , قبل ان نكمل حديثنا يجب ان نتناقش في ترتيبات النوم .
ارتسمت في وجهه ابتسامة عريضة واجاب :
- كما قلت لك من قبل انا مغرم بك لكني اعتقد اننا سنجرب التقشف لفترة فهو مفيد للروح ستنامين انت في سريرك وسانام انا على الاريكة .
وجدت لاسي انها فكرة طيبة فستكون مع ماكس وفي نفس الوقت لن يتعارض ذلك مع مبادئها .
- متى ستأتي معي اذاً ؟
- الان .
- لكن ....
- لكن لاشيء سأجمع اشياء قليلة قبل ان نخرج . وقبلها على فمها المندهش ثم خرج من الغرفة .
صاح من بعيد :
- لاسي ليس عندي معجون اسنان سأستعمل معجونك حتى اشتري انبوبة غداً .
اخذت لاسي تفكر وهي مضطربة لا تصدق ان ذلك سيحدث او انها ستسمح به , فقد تندم على ذلك بقية حياتها .
لحظات وعاد اليها واحاط ظهرها بذراعيها وقبلها مرة اخرى و وجدت نفسها تمشي في اتجاه الباب بجانبه .
بمجرد ان دخلا شقتها من الباب الخلفي , سمعا صوت التلفون فأسرع الى المطبخ وهو يقول :
- سأرد انا . ورفع السماعة انتابها الخوف فغريغ هو الوحيد الذي يتصل في ساعة متاخرة ليلاً , عاد ماكس ونظرة الاتهام في عينيه مرة اخرى .
- انه غريغ , وقال انه سيتصل صباحاُ اعتقد انك اخبرتني ان له خطيبة سابقة .
- هذا صحيح والمفروض ان يتزوجا في عيد الميلاد لكنهما تشاجرا واتمنى ان يتصالحا .
- كيف ذلك وما زال يتصل بك في ساعة متأخرة ليلاً .
- انت لا تفهم , غريغ كان يسكن أمامنا وقد كبر امامنا فهو كأخي , ابواي اخذاه وربياه بعد موت والدته وانتقال ابيه الى نيويورك , نحن اصدقاء لا اكثر , وهو يحب فاليري كحبه لي ويزورها كما يزورني .
نظر اليها ملياً وقال :
- من الواضح أنني لست الوحيد الذي يجد وقتاً يقضيه معك لكن على الاقل انت لم تنكري ذلك ونظراً لظروفنا فمن حسن الحظ انني سأكون معك باستمرار واذا لم يحاول غريغ استرضاء خطيبته فإن زواجهما لن تنفعه الصلاة .
- هذا صحيح يا ماكس .
- على كل حال انا متعب , سأتصل بجيف ثم انام .
ارتاحت لأنه سينشغل عنها لعدة دقائق .. لبست قميص النوموارتدت فوقه الروب , واخذت تعد الملاءات والاسرة , وبمجرد ان انهى مكالمته كانت قد اعدت الاريكة له , كانت قد فعلت ذلك عدة مرات لغريغ لكنها اعدتها هذه المرة بطريقة مختلفة فشعورها تجاه ماكس اصبح حقيقة .
دخل عليها فوجدها تضع المخدة على الاريكة فقال :
- انسي ما تفكرين فيه .
احست انه كان يتنصت على ما تفكر فيه .
- انت تعلم انني اصحو كل صباح في الساعة السادسة للعمل .
- وانا انام حتى العاشرة متى تعودين للمنزل ؟
- لا اعلم لكن غالباً اعود في الساعة الرابعة تقريباً .
عندما بدأ خلع قميصه , لم تستطع ان تظل ناظرة اليه وادارت عينيها لكنها لاحظت ابتسامته ... ثم قال :
- سأذهب للمحطة الساعة الثانية وهذا سيتيح لنا ان نكون معاً من الساعة السادسة والنصف حتى ننام , وانا لا اعمل يومي الاحد والاثنين , ربما غداً الاحد يمكن ان ننام ونفر معاً .
- لا بأس , لكن علي ان اصحو مبكراً لأعد درس يوم الاحد المدرسي وسأذهب للكنيسة الساعة التاسعة والنصف ولن اعود حتى الظهر .
- اذاً فلنصحو معاً ونتناول الافطار وسأذهب معك للكنيسة .
اعتقدت انه لا يصدق انها تلقي درساً في الكنيسة فأجابت :
- اتفقنا , وسأعد الافطار وانت تعمل بلا مقاطعة سأرك صباحاً .
- تصبحبن على خير
- تصبح على خير
منتديات ليلاس
وبمجرد ان دخلت حجرتها حاولت الاتصال بغريغ من خلال الهاتف الموجود بجانب سريرها ولكن صوت حرارة الهاتف لم يكم موجوداً فادركت أن الجهاز الموجود في المطبخ مغلق , هل تعمد ماكس ذلك ؟ اوصل به الحال الى هذه الدرجة ؟
انتظرت نصف ساعة حتى تتأكد أنه نام ثم مشت على أطراف رجلها حتى تصل المطبخ , ولحسن حظها بدا غارقاص في النوم وبعد ان دخلت المطبخ سمعت صوته :
- سأحضر للمطبخ لأعد كوباً من الكاكاو لنفسي .
- اذا كنت لم تعده من قبل فاعترف واتركني اعده لك .
وكالبرق ظهر امامها حافياً ومرتدياً روب فوق البيجامة , وأضاءة مصباح المطبخ كان عليها ان تعد الكاكاو بعد ان كان اخر شيء تفكر في عمله .
ونظرت الى الهاتف المعلق على الحائط و وجدته مفصولاً فتتبع نظرها وابتسم قائلاً :
- فعلت ذلك لكي ننعم بنوم هادئ .
- غيرت رأي لن أعد الكاكاو.
- بل عليك ان تعديه , وقرصان من الاسبرين قد يجعلانك تنامين .
- شكراً لك يا دكتور جارفس تصبح على خير .
عندما سمعت جرس الباب اعتقدت انها تحلم , نهضت ونظرت للساعة فوجدتها السابعة والنصف , من آتاها مبكراً هكذا ؟؟
ارتدت الروب لكن ماكس توجه للباب قبلها , لا يوجد اثر على الاريكة يدل على نومه . رأت الدهشة مرتسمة على وجه غريغ عندما فتح له ماكس الباب . تمنت ان تتحدث مع غريغ قبل ان يحدث ذلك لكنها لم تستطع .
- غريغ : لم اقصد الازعاج يا لاسي اتصلي بي عندما تجدين وقتاً .
- ماكس : سنخرج الان ادخل وحدث لاسي فقد لا تجدنا فيما بعد
- غريغ : يمكن ان انتظر
احاط ماكس لاسي بذراعيه وقال :
- ما تود ان تقوله لها يمكن ان تقوله امامي فنحن نعيش معاً الآن .
تغير لون وجه غريغ , ادركت انه صدم لانه يعرف انها تربت على الاخلاق والمبادئ الدينية لكنها لم تفهم نظرة الالم في عينيه .
- غريغ انا اسفة لانني لم استطع ان اخبرك , لماذا لا تأتي في اي ليلة الاسبوع القادم
- لا شكراً
- اعتقد ان فكرة لاسي جيدة فأنا اريد ان اتعرف عليك اكثر فلاسي تقول انكما اسرة , لماذا لا تحضر خطيبتك ؟ فلم تتح لي فرصة عرض الفلم الذي اخرجته انا وزملائي في الامازون , اعتقد انك وانيت ... اليس هذا اسمها , ستجدانه ممتعاً .
توسلت لاسي اليه :
- من فضلك احضر , ما رأيك في مساء غد ؟
تمنت ان تخفف من وقع الصدمة عليه بهذه الدعوة .
قال ماكس :
- عظيم فليلة الاثنين ليس لدي عمل فيها ؟ ما رأيكما في الساعة السابعة ؟ فأنت ستكونين قد عدت من العمل حبيبتي .
ثم قبل جانب رقبتها وكأنه زوجها , لكن اليس ذلك ما ارادته ؟ وبعد فترة تردد قال غريغ :
- سأحاول ان ارتب لذلك مع انيت .
فرد ماكس :
- عظيم اتصل بنا وسأكون هنا حتى لو كانت لاسي في عملها ,
رد غريغ بكلام غير مؤكد ثم رحل .
أغلق ماكس الباب وقال لها :
- كان يجب ان يحدث هذا منذ فترة , لقد تعاطفت معه للحظة لكنني اعتقد أنه فهم .
لاسي رأت أنه على صواب لكنها استائت من لهجته , رأت شعره اشعث من تأثير النوم فبدا جذاباً و ودت لو تمرر عليه يدها لتعيده الى طبيعته وكانت هذه الرغبة جامحة في ذهنها .
- خطأ ان تنظري الي هكذا يا لاسي فلديك درس في الكنيسة بعد قليل تذكري ذلك .
للحظة نسيت الامر , توجهت الى الحمام وخرجت بعد نص ساعة مرتدية تنورة وبلوزة , بينما كان هو يطهو البيض في المطبخ وكان قد انهى عمل عصير البرتقال , لقد تعلم الكثير من اعمال ربات البيوت اثناء مغامراته , تعجبت لاسي في نفسها وتسائلت لم لم يتزوج حتى الآن ؟ وشعرت بقليل من الضيق حين فكرت أن بقائهما معاً لا يستند على رابطة حقيقة كما انها لا تملك تعهدات منه بأن المستقبل لن يحمل لها تغييرا كبيراً في مشاعره تجاهها .
- قليل من الطعام سيجعلك مبتهجة .
- ماصنعته لذيذ فشكراً لك لم يعد لي احد الافطار منذ سنين .
- اعرف السبب فالطعام أخر شيء يفكر فيه من يصحو من اجلك مبكراً
- سأذهب للغرفة لأعد درسي , اترك الاأطباق وساغسلها بعد عودتي من الكنيسة .
- أنا استطيع غسلها والاستعداد للذهاب الى الكنيسة في الوقت المحدد .
شكرته وذهبت لتحضر الحقبة التي تحتوي على ادواتها . وبمجرد ان جلست لتراجع الدرس اعلن ماكس انه مستعد للذهاب .
نظرت له فوجدته انيقاً كالعادة , وفي كل مرة تنظر اليه تجد قلبها يخفق بشدة , تركا الشقا وتوجها لسيارته دخلت لاسي بحذر وتأكدت من ان التنورة تغطي ركبتيها .
كانت الكنيسة بالقرب من الجامعة وكانت اسرتها معتادة على الذهاب اليها لتقوم ببعض الخدمات الكل يعرف بعضه هناك , وعقدت الدهشة السنتهم عندما شاهدوها بصحبة ماكس , وعندما اقترحت عليه ان يذهب ليحضر اجتماع البالغين اخبرها انه يريد ان يراها وهي تدرس , وبابتسامة حاولت اخفائها اخبرته انه قد يأسف لذلك , وقادته لغرفة بها احدى عشر طفلاً يبلغ عمره الاربع سنوات , صبوا عليها اسئلة محرجة مثل هل هو زوجها ؟ متى سينجبون طفلاً ؟ وفوجئت بماكس يتعامل معهم بروعة , وبعد كلمات قليلة منه استقروا ليسمعوا درسها وهم يشعرون بالامتنان لله لما خلقه من حولهم .
وعندما حان الوقت لكي يلونوا اوراق الخريف ويقطعونها جلس ماكس على الارض معهم , وملأها شعور جميل نحوه اذ رأته طبيعياً مع الاطفال .وهو يحني رأسه على الصور مركزاً عليها مثلهم .
لا شك انه سيصبح اباً عظيماً , وبعد ان انتهى الدرس ارجعتهم لأبائهم , وامسك ماكس يدها واصطحبها للخارج وكل من يراهما يبتسم ويومئ برأسه ويود لو يتعرف على الرجل الذي بجانبها وبعضهم عرف انه المقدم الاذاعي الشهير .
منتديات ليلاس
لم تدر لاسي بما يقال حولها عن الخدمات الكنسية كل ما شعرت به الدفء الذي استمدته من يد ماكس والذي جعل قلبها يخفق حتى كاد ان ينفجر .وبمجرد ان تركا الكنيسة شعرت لاسي ان الدنيا تغيرت من حولها فالهواء نقي ومنعش والجبال ساحرة .
سمعت صوتاً يناديها :
- لاسي حبيبتي انتظري دقيقة هل هذا عاشقك الجديد ؟
كان الصوت للسيدة تاغرت صديقة قديمة للعائلة .
استدارت لاسي واحتضنتها وقدمت لها ماكس كصديق لها وقدكتها له على انها صديقة قديمة للعائلة .
قالت المراة الكبيرة :
- اعرف من انت فلم تفتني حلقة من برنامجك
- أنا سعيد لأنك تستمتعين بالبرنامج
- العجيب انك لست من يوته وتحظى بهذه الشعبية .
- أنا أحب يوته وافكر بالاستقرار فيها .
فوجئت لاسي فلم تكن تعرف ان وجوده في البلدة مؤقت
تابعت السيدة تاغرت :
- أنت تعلم ان السيد رنتس قال في الاذاعة ان اجمل فتيات العالم يأتين من يوته .
- نعم زرت الكثير من بلدان العالم لكنني اتفق معك .
- أتعرفين يا لاسي انا احب هذا الرجل أكثر من غريغ . سمعها ماكس وهي تهمس بتلك الجملة ل لاسي .
غريغ !! كل الناس تظن ان لها علاقة بغريغ الا هي , قررت ان تتجاهل التعليق وقالت :ا تحب قيود
- جميل ان نراك مرة اخرى يا سيدة تاغرت لكن علينا الذهاب الآن . تبادلو التحية .
وتوجهت مع ماكس للسيارة وبعد ان سارت السيارة مسافة كبيرة قال :
فهمت الآن لماذا لا تشعر خطيبة غريغ بالآمان . بعد دقيقتين من وجودهما في السيارة بلغ توترهما الذروة .
- السيدة تاغرت دائماً تعتقد انه على علاقة بي او بفاليري ولا تفهم انه بمثابة اخ لنا ولم تشعر احدانا بغير ذلك تجاهه .
- من جانبك , ربما لكن بالتأكيد احساس غريغ هو المشكلة
فقالت بحدة :
- الا يمكن ان نغير موضوع غريغ ؟
- لا تغضبي مني لأن كل العالم يعرف ان غريغ يحبك ما عدا انت على العموم نحن بحاجة الى الى تغيير الموضوع سأريك مافي قلبي في المكان المناسب , سنذهب الى الجبال وسنتناول العشاء ونحن في الطريق , فدرسك شوقني للاستمتاع بالكائنات الحية حولنا .
استرخت لاسي وفتحت الشباك وبعد ساعتين بعد ان تناولا الغداء وجدت لاسي نفسها تنظر الى ماكس الذي جلس بجانب جدول اسفل الجبل والشمس تكسب شعره بريقاً آخاذاً .
- الا تعتقد انه حان الوقت لتخبرني لماذا لم تتزوج ؟
ظنت انه لم يسمعها لان عينيه مغلقتان
- ماكس
- قابلت نساء كثيرات لكني لم افكر في الزواج بواحدة منهن .
- هل عاشرت واحدة منهن ؟
- لا فقط انت .
يتبع
08-01-12, 11:14 PM
جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
العرض العادي
