كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 250 -غرام عبر الأثير - ربيكا ونترز - مكتبة مدبولي
الفصل العاشر و الأخير
تحركي قليلاً يا لاسي , نعم هنا , فنفس القرد الذي كان ينظر اليك الاسبوع الماضي موجود يقف على غصن الشجرة فوق كتفك الايمن
اعطه الجزرة , عظيم .
الآن اخرجي جزرة اخرى من جيبك وضعيها فوق كتفك فأريد ان ارى هل سيقفز ليلتقطها ام لا
لم يتغير الوضع وظل القرد كما هو واخذ يراقب الموقف
وقف باقي اعضاء الطاقم خلف نيك الذي كان يصور المشهد وقفوا بالقرب من الماء يقترحون ويراقبون
وفجأة طرأت فكرة ل لاسي ان تصيح صيحة خفيفة مثل جورج فعلتها وكالسحر تدلى القرد ليلتقط الجزرة الاخرى من على كتفها
- جميل ما تفعلين يا لاسي .
احست لاسي انها حمقاء لكنها استمرت في صيحاتها وبقي القرد فترة كافية التقط فيها نك مشاهد مذهلة
- امشي باتجاه الماء نريد ان نرى هل سيتبعك ام لا ؟
مشت لاسي بحذر تجاه حافة البحيرة الزرقاءوالتقط نيك مشاهد جميلة , عرفت لاسي ان طاقم العمل ينشد الجودة الفائقة , وصار العمل كما ينبغي لكن بعد ان اعادو بعض المشاهد
عشرات المرات فقد كان التصوير مجهداً مع الحرارة المرتفعة والحشرات مما فاق الاحتمال في هذه الايام
مدح الرفاق تمثيل لاسي ولكنها لم ترغب ان تكون ممثلة رغم اصرار افراد الطاقم على انها تصرفت بتلقائية .
- نيك : تقدمي قليلاً حتى تغوص قدماك في المياه لنرى هل القرد سيتبعك ام لا ؟
اطاعت لاسي امر نيك وتقدمت بحذر فقد خافت ان يبتعد القرد فابتعد قليلاً ليستكشف ما تفعل
وبالصدفة انخلع حذائها من قدمها اليمنى فالتقطه القرد وجرى به نحو الشجرة وكانه حصل على جائزة
((اوه لا )) صاحت لاسي وسقطت في الماء , ضحك الرجال وطلبوا من نيك ان لا يقطع التصوير .
نهضت لاسي ضاحكة ايضاً عندما لمحت عيناها الخضراوان ابتسامة ماكس ولكن تلك الابتسامة خبت عندما قامت فالسفاري الذي كانت ترتديه التصق بجسدها و اوضح تفاصيله
ومن نظرة عينيه أحست كأنها لا ترتدي شيئاً , وادركت فيما يفكر وكأنها قد تعمدت ما حدث
- ماكس : بهذا انتهى عملنا اليوم
فصاح جيف : لم ينته بالنسبة لنا وقفز في الماء وغطس وتبعه مايلو وخلع نيك حذائه وصاح كالقرود وقفز في الماء واخذ لاسي معه فضحكت وتجاوبت معهم متجاهلة نظرات ماكس .
وبعد ان غطست مع نيك ورفع رأسها خارج الماء طافت على ظهرها وعندما وصلت الى الشط كان قد اختفى .
لم يعلق الاخرون بشيء وخرج الجميع من الماء الواحد تلو الاخر وبدأ نيك وجف بجمع الادوات الا ميلو الذي خرج ولم يعد .
صاح جيف : لاسي القرد ترك حذائك وقد وضعته مع الفردة الاخرى على الشاطئ وابتعد مع نيك .
صعدت لاسي الى كوخها وغاصت قدماها وهي تمشي بالاعشاب النامية قال ميلو الذي كان يسير الى جانبها
- ماذا حدث بينك وبين ماكس ؟
لمس ميلو مكمن المها فتباطئت خطواتها ثم قالت : انا خائفة ان ابوح لك الافضل ان تسأل ماكس .
- عملت معه لمدة خمس سنوات ولم الحظ عليه في وقت ما هذا الوجوم الذي يظهر به كما اننا لا تعجبنا معاملته لك واردت ان احدثه في ذلك
- من فضلك ميلو لا تفعل ذلك سوف يعتقد ....
- يعتقد ماذا ؟؟
ملات الدموع الساخنة عينيها وسالت على وجنتيها فقد كان المها شديداص وكان عليها ان تنطق والا تنهار فقالت :
- لسبب ما يعتقد انني امرأة متعددة العلاقات ومن الصعب ان اخلص لرجل واحد . وارتعش صوتها وهي تقول : انه يتحتقرني
ارتفع حاجبا ميلو وقال :
- الهذا السبب كنت تحرصين على ان توجد مسافة بينك وبين افراد الطاقم ؟ لأن ماكس حذرك ؟
- فقط قل انه يستطيع ان يستنتج شيئاً من كل حركة افعلها
- انه احمق رد ماكس بغضب
- لو رافقتني لفترة يا ميلو لظن بنا اسوا الظنون
- ماكس يعرف انني مستقيم واحب زوجتي واننا متخاصمان حالياً
- انه يتهمني اني انجذب لأي شخص ييبدي اعجابه بي
- انه يحبك يا لاسي
- اوه .. لا ... وهزت لاسي رأسها بأسى
- بل يحبك ولكن في ماضيه احداث تجعله يفكر هكذا
- لقد اخبرني بذلك انها امراة جعلته معقداً لا يستطيع الحب انه يكرهني
- هذا ليس صحيحاص يا لاسي هو يريد ان يكرهك فقط
- وما الفرق يا ميلو بمجرد ان ننتهي من التصوير سأعود الى سولت ليك في اول رحلة وبما انك قمت بعمل الترتيبات مع جيف لهذه الرحلة فاريدك ان تعرف خطتي ولا تتعجب اذا اختفيت فجاة
وانا واثقة انك لن تقول شيئاً لماكس .
- لن انطق بكلمة ولكنني اوكد لك انك امراة رائعة
انهالت الدموع على خديها مرة اخرى وهي تقول :
- اشكرك ميلو لم اكن بهذه الحالة قبل ظهور ماكس في حياتي
وضع ذراعه على كتفها ليواسيها ومشيا حتى كوخها . وبمجرد ان وصلا رأيا ماكس خارج كوخه يتحدث مع جيف ورمقها بنظرة وتمنت لاسي ان يرفع ميلو ذراعه لكن لحظها السيء لم يفعل .
وكان الامر ينقصه هذا الموقف , شكرها ميلو على السباحة معه بصوت عالي بحيث يسمعه ماكس ثم طلب منها ان يفعلا ذلك مرة اخرى في وقت اخر ثم قبل جبهتها
ولكنها دخلت بعد ذلك كوخها مباشرة فلم تر رد فعل ماكس
وفي الليل استحمت لاسي وغسلت شعرها واتجهت لكوخها تناولت بعض الفاكهة فلم تكن تحتمل ان تتناول الطعام في مكان يجمعها ب ماكس .
وفجاة دخل ماكس كوخها دون استئذان
- ليس لك الحق ان تدخل هنا يا ماكس
- بابك غير مغلق يعني ان الدخول مسموح وارى ان ميلو لن يلبي الدعوة الليلة فدعوت نفسي بدلاً عنه
لهجته جعلت الادرينالين يتصاعد في جسمها في اي وقت اخر اثناء تقاربهما كانت ستستمتع بهذه الكلمات وكانت سترتمي بين ذراعيه ولكن قلبها مات منذ ان حضرت ل جلاديس ولم ترد ان تتطور العلاقة بينهما
- اسفة لن اقبل عرضك يا ماكس فالقرب من رجل يكره النساء مثل هذا الكره وقاحة
- وقاحة ؟؟!! صاح ماكس ودمه يغلي تحت جلده
- لا تغضب فلتعتبره غباء هذه الكلمة افضل
انت لا تعرف شيئاً عني , فقط خيالك المريض هو من يهيأ لك , لعلمك لم انم مع رجل على فراش واحد في حياتي وبعد ان عرفتك لا اعتقد بأنني سأفعل ذلك في يوم ما فقد عقدتني , كنت اتمنى ان لا القاك ابداً
امتقع وجه ماكس بشدة وقال :
- اتمنى ذلك اكثر منك , سنذهب للقرية غداً للتصوير بعض المشاهد في الحديقة , حضورك غير مطلوب .
خرج من الحجرة بكبرياء وقد تركها ضعيفة ومتوترة .
أعجزها الالم لفترة عن الحركة ثم قامت تخرج متعلقاتها من الخزانة وتضعها في حقائبها , ستتجه للمدينة ومنها سترحل الى بلدتها في اول رحلة .
عادت لاسي وسكنت في شقة مفروشة في ميموري جروف في جنوب سولت ليك وبعد اسبوعين ادركت بانها لا تحبها فإحساسها بأي مكان سيكون سيئاً بدون ماكس وقد اختارت هذه الشقة لان غرفة الجلوس بها نافذة تتيح لها رؤية سماء المدينة الى جانب انها بالقرب من المؤسسات التي تنجر لها اعمالاً
ولتقطع كل صلة لها ب ماكس اشترت الة للرد على المكالمات الهاتفية بحيث ان اتصل احد بها تعرف من هو ولماذا يتصل
ولم تكن قد ردت على مكالمات لورين وفاليري رغم اتصالهما كل يوم تقريباً مما جعلها تشعر بالذنب وبآنها طفلة
أو للامانة قلبها محطم .
منتديات ليلاس
كان رقم هاتفها سرياً لم تعطه سوى ل لورين وفاليري وبعض المؤسسات التي تعمل معها
سخنت بعض الشوربة وادارت التلفزيون , منذ عودتها من فلورديدا لم تفتح الراديو حتى لا تسمع صوته
كان الامر بمثابة تعذيب لها ان لا تسمع صوته الساحر , ورغم علمها ان ذلك سيضرها كانت مستعدة ان تضحي بروحها لتسمع صوته مجدداً
فالساعة كانت الثامنة من مساء السبت وكل ما عليها ان تفعله هو ان تضغط زر الراديو لتسمح لصوته ان يغزو مطبخها .
غضبت من تفكيرها في هذا واغلقت التلفزيون واخرجت من حقيبتها بعض الاوراق
تعمل فيها , وبعد عشر دقائق ادركت انها عاجزة عن التركيز ونظرت الى الساعة فعرفت انه باقي خمسة وابعون دقيقة حتى ينتهي برنامج ماكس
كأن ليدها ارادة مستقلة فقد امتدت وادارت الراديو فسمعته يقول :
- لم اتوقع ابداً ان لا اعرف مكانها , هل تعرفين انه احساس مرير ان تكوني مستعدة ان تهبي روحك لشخص ما وتكتشفين انك لا تستطيعين معرفة مكانه ؟
اشفقت لاسي عليه فقد سمعت صوته مرتعشاً .
- اذاً لم يحافك الحظ في العثور على لورين حتى الان ؟
- لا لكني لن استسلم فأنا احبها يا باتسي ويجب ان اجدها والا فأن حياتي لن يكون لها قيمة .
- هذا ما قلته الشهر الماضي عندما رجع زوجي لادمان الخمر واعلنت يأسي منه فقلت لي الا اقول ذلك ويبدو انك الان بحاجة للنصيحة فكل انسان يمر بلحظة يأس في حياته .
- نعم يا باتسي فلورين هي الوحيدة في العالم المناسبة لي فأنا لم افكر في الزواج الا عندما قابلتها , كل ما اريده هو ان اجدها لاخبرها بذلك واتوسل لها لكي تسامحني على معاملتي لها .
احست لاسي انه سيغمى عليها
- اذا كانت رائعة كما تقول فستسامحك فكما قلت لي لا يوجد انسان كامل والخطأ من طبيعة الانسان .
يتبع :)
|