كاتب الموضوع :
روفـــي
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تتمة الفصل الثامن
جاء الاسبوع التالي فاتراً فقد كان ماكس يقضي معظم أوقات فراغه مع طاقم العمل وعندما يعود للمنزل يطلب منها مراجعة دورها , لكنه لم يصرح لها بأي شيء شخصي
ولو بادلها قبلاته الدافئة ، وظل يطهو العشاء لهما ولكن ليس دائماً فقد اعتادت على في المنزل واحياناً كانت تأكل لوحدها .
قبل الرحلة بيوم واحد نظفت لاسي شقتها بالكامل وخرج ماكس لعمله الخاص . للمرة الاولى من أسابيع تختلي بنفسها وترثي لحالها فلقد احبت انسان لا تتخيل الحياة بدونه .
ولا زالت لا تعرف نواياه تجاهها
اتصلت لورين بلاسي لتطمئن ان كل شيئ على ما يرام وكانت المراة الكبيرة التي قابلتها مع ماكس عند الكنيسة تمر على شقتي ماكس ولاسي كل يوم متطوعة تروي الزهور وتوصل لهما البريد , مما اقلق لاسي , لكن ذلك لا شيء مقارنة بخوفها من فقد ماكسبعد العودة من فلوريدا .
طلبت بالتلفون بيتزا من احد المحلات للعشاء لكن لا شيء يدل على انه عائد قريباً فلقد ذهب بسيارته الى مكان لا تعلمه .
فقدت شهيتها تماماً فذهبت لغرفة النوم ، وفي التاسعة رن جرس الباب , صلت لله ودعت ان يكون ماكس , وذهبت لغرفة الجلوس سمعت صوت المفتاح في الباب لكنه لم ينفتح حتى فتحته هي وقبل ان تنطق بكلمة "ماكس"
فوجئت بجريج امامها , لقد افتقدت ماكس كأنه غاب اثني عشرة يوماً لا اثني عشرة ساعة .
- اسف
قامت لاسي رغبتها بالتعبير عن خيبة املها وقالت :
- اجئت صديقاً ام عدواً ؟؟؟
- جئت فقط لاسلم عليك واهديك هدية بسيطة
- ماهذا يا جريج ادخل ولا تتصرف وكأننها تقابلنا بالامس فقط .
بعد فترة تردد بسيطة دخل ولكنه لم يجلس وقال :
- إلى متى ستنتظرين فتى احلامك ؟
- لا اعرف
- شيء غريب .
- على العموم فأنت تعلم دائماً انك مرحب بك في اي وقت .
- نعم حتى يصادر ماكس كل كلمة اقولها ؟! لا شكراً تنهدت لاسي بعمق وقالت :
- لماذا تتصرف هكذا أين ذهب اخي ؟
أنت لا تفهمين ابداً يا لاسي
لا شك انها لا تفهمه وقالت :
- انت الاخ الذي اردته أنا وفاليري .
- وأنت الفتاة التي أرغبها
- انا اسفة يا جريج لم اكن اعلم انك تشعر بذلك تجاهي
- هل ستتزوجينه ؟
سقط قلبها بين قدميها وقالت :
- لا اعرف اجابة هذا السؤال , ما اخبار انيت ؟
- ليست جيدة
- لا اصدق , فانت حزين لان علاقتي بك التي بدات منذ سنين تغيرت ، لمصلحتنا نحن الاثنين يجب ان تتغير , واعتقد انك اخطأت فهم شعورك نحوي .
فأنت تحبني كأخت لكنك لا تدري ذلك وهذا الحب مختلف عن الحب الاخر الذي ينتج عنه الزواج .
فكر في كلامها لدقيقة ثم أخرج هدية من جيبه (( ها هي )) كانت عبارة عن جوهرة صغيرة على شكل قرد أخضر , رفعت لاسي الهدية وقالت :
- كم ثمنها
- الثمن ليس هاماً فلما رأيته ذكرني بجورج واشتريته كي اتصالح معك
- اعجبني , وسنظل دائماً اصدقاء اشكرك . ثم احتضنته حضناً اخوياً . ظهر صوت كالثلج في الحجرة
- يا له من منظر مؤثر
ابتعدت لاسي عن جريج وهي تشعر بالذنب فلم يسمعا صوت يدل على قدوم ماكس وعرفت ما يمكن ان يعتقده ماكس وادركت أنه لن يقبل منها أي تفسير وهو في هذه الحالة.
- عشاؤك على الطاولة
- ما اطيبك فلم تنسي عشائي رغم مشاغلك
فقال جريج : اتيت لاعطي لاسي هدية وداع
حبست لاسي انفاسها وهو يضع ذراعه على كتفها بطريقة لا توحي بالغضب , هذه اول لمسة منه منذ اسبوع , امسك ماكس البروش واخذ يتأمله وقال :
- انه جوهرة جميلة , ليتني وجدتها اولاً فالحجارة الخضراء لها نفس لون عينيك يا حبيبتي .
لم يدعها بحبيبتي من قبل وهذا يعني انه تعدى مرحلة الغضب الى مرحلة الغل .
ويبدو ان جريج لاحظ ذلك فقال :
- انت رجل محظوظ يا جارفيس فلاسي افضل من قابلتهن . اتمنى لكما رحلة رائعة وان تعودا بالسلامة ومشى قبل ان تقول له مع السلامة .
في هذه اللحظة اعجبت كاسي بجريج أكثر من اي وقت اخر في حياتها فقد تشجع و ودعها امام ماكس واثبت أنه انسان بالغ .
قادها ماكس بخشونة حتى ان البروش سقط ولكنه لم يهتم وقال :
- لا ادري هل بالفعل انت الافضل , يحتمل أنني الرجل الوحيد الذي لم يجرب البضاعة , فجاة اطبقت شفتاه على شفتيها بعنف , جذبها بشدة واختلطت دقات قلبيهما , ولم تكن قبلة بل عقوبة قاومته لاسي وقالت : ماكس
- منذ متى هو هنا ؟
- فترة قصيرة , لا تدع لخيالك العنان لقد جاء ليخبرني انه تقبل حقيقة انني احبك
تعمد عدم اظهار رد فعل معين على ملامحه , وتحسس رقبتها بيده وقال :
- هذه هي المرة الثانية التي تقولين فيها ذلك , يا لحماقتي لم ادرك انك جياشة العواطف الا الليلة .
هربت دمعة من عينها وقالت ما رأيك اذاً ؟ هل بسبب تفكيرك فيما حدث و يمكن ان نلغي المشروع ؟
- لا , فات اوان ذلك سنستمر طبقاً لما خططناه ولن افعل معك اي شيء بعد ذلك فستعتمدين على نفسك فأنا سأبدا العمل مع نيك وانت تستطيعين العمل مع اي واحد تجدينه في طريقك وان عرفت انك تسببين مشكلة فستعودين الى هنا قبل ان تدركي لماذا حدث ذلك .
وتركها فاستلقن على اقرب كرسي حتى لا تقع .
نهاية الفصل الثامن أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقرائته.
القـــــــــــــــــــــــــاكم في الفصل التاسع .
|