كاتب الموضوع :
دانة ليبية
المنتدى :
قهوة ليلاس
رد: ألة الزمن مع دانة وبسومة ..
السلام عليكم و رحمة الله
وصلت مع الآله و ركنتها في الجراج (:
اليكم ما حدث في مغامرتي هناك ...
بدون إهدار للوقت قفزت فورا داخل الآلة و ربطت حزام الأمان ثم ضبطت عداد الزمن مع بداية الفيلم و توكلنا على الله ..
ومضه سريعة و تغير العالم ليصبح باللونين الأبيض و الأسود فقط ! عموما لن اشغل باللي بالبحث عن الألوان الآن ..
المنطقة حولي جبليه و مقفرة بشكل كبير بالرغم من انتشار عدد من المساكن الحجرية ، لكن مهلا ما هذه الضوضاء ؟!
سأستعلم من هذه الفتاة الملثمة علها تخبرني عن ما يحدث ، اقترب مع ابتسامة كبادرة للصداقة و تحدثت بهدوء قائلة : - عفوا ، لكن ما هذه الجلبة هناك ؟
نظرت إلي بغرابة مع قطبه للحاجبين و قد عكست عيونها اتهامها المباشر بالجنون لكني لم اهتم و استمرت ابتسامتي تنتظر قولها ..
أشاحت بكفها و أجابت بلا اكتراث : - الأمر واضح السيدة تصطحب ابنتيها للرحيل لقد أصدر شقيقها حكمه بخروجهم من القرية بعد فضيحة زوجها الذي قُتل جراء أفعاله المخزية مع الفتيات ..
هتفت باستنكار : - لكن ما ذنبهن المسكينات ؟ أليس الخال والد كما يقال ؟
ضحكت قائلة بسخرية : - كم أنت ساذجة أي والد أيتها الغريبة ! انه رجل جشع طماع لن يتوانى عن بيعهن لأول شاري يدفع الثمن لكنه الآن يخشى الفضيحة و فضل اختيار الجانب الأسهل بالتخلي عنهن ..
ظهر الجذع على وجهي بينما أقول بحدة : - لكن لا يجب أن يغادروا ، ستحدث كوارث إن وصلوا للبلدة ، أنت لا تعرفين شيئا المهندس هناك و قد ارتدى ثوب الغواية ينتظر دخول العصفورة للقفص و الكروان لا يكف عن الدعاء يريد إيصال الرسالة ، يجب منع رحيلهن بأي ثمن ..
عاد الشك حول صحة قواي العقلية يملأ عيونها الكحيلة لكنها رفعت كتفيها و تركتني لتكمل طريقها !
تحركت مباشرة و ركضت إلى حيث المنزل البسيط المقام فوق احد النتوءات البارزة في الجبل و هتفت بصوت لاهث : - مهلا ليس عليكم الذهاب .. منحني الخال نظرة تقدح بالشرر و أطل الجنون من أحداقه هادرا بغضب : - و ما شأنك أنت أيها الغريبة بما ترتدين من أسمال ؟!
شهقت جذعا و استنكار من رؤية هذا البربري الهمجي عديم اللياقة لثوبي الجميل و حجابي المنمق و قد ابتعتهم من أشهر مركز تجاري و قد كلفاني كل مخصصات الشهر بل يزيد !!
- أنت أيها الـ ...( ثم زفرت لأهدأ فليس مجاله الآن و عدت للموضوع الرئيسي ) افهم أنا أريدهم معي ، الست ترسلهم بعيدا بهدف التخلص منهن لتعملان في الخدمة ؟ حسنا ستعملان معي ، سأصطحب الفتاتين و لتبق والدتهن معززة مكرمة في منزلها و هكذا يرتاح كل الأطراف ..
اقتربت مني السيدة المتشحة بالسواد بنظرات متشككة فتنحيت بها جانبا لأجيب استفسارها الصامت و أهدئ روعها : - صدقيني خالتي هذا أفضل كثيرا ثقي بي ، إذا خرجت بهن من هنا ستبتلعكن دوامة بلا قرار و سيكون مصيرك الخبال و تدورين بين القبائل باحثة عن ( صبيتين ملاح ) لكني سأحافظ على آمنه و هنادي .. أعدك
لمعت عيونها بالثقة و ظهرت بوادر ابتسامة تضيء وجهها الفتي لكن الرجل البغيض عاد للنباح :- ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟! بناتنا لن يذهبن معك أبدا ..
زمجرت هاتفة بغيظ : - لكن تتركهن للمجهول أفضل أليس كذلك ؟ يا لك من قاسي متحجر العقل ، حســـنا كم تريد ؟
ظهر التردد واضحا عليه ثم ما لبث أن تغلب الجشع قائلا : - عشرون ريالا فضي لكل واحدة و ذلك دون فصال ..
فهمت من الشهقات الخافتة أن الرقم يبدو مبالغا فيه فابتسمت بتفكه لمفهومه عن الابتزاز و سارعت لمحفظتي اخرج منها ورقة من فئة المائة جنيه مددتها له بظفر موقنة أن لعابه سوف يسيل لهذه الثروة القادرة على شراء البلدة بأكملها آن ذاك ، لكنه نظر إليها بازدراء و أشاح وجهه قائلا :
- أي مزاح أحمق ، لقد علمت انك مجنونة من البداية تريدين ، خداعي بورقة ملونة لا قيمة لها !
صرخت هاتفة بقهر : - أيها الغبي إنها نقود تفوق ما طلبته بأضعاف كثيرة ، تحتوي الكثير من الريالات التعسة التي تريد ..
عاد ينظر إليها بتشكك لكنه حرك رأسه بعناد بغل أصيل قائلا بفظاظة :
- لن اقبل سوى بعملات معدنية رنانة إما هذا أو اغربي عن وجهي ..
أوشكت على النواح من فرط الإحباط ، من أين لي بما يريد ؟! هل اطمح بتواجد احد مكاتب الصرافة الخاصة بتبديل العملة في بطن الجبل !
لكن قبل أن افعلها التفت و عيونه على سواري الذهبي الجميل قائلا :
- أعطني هذا ..
أدركت من نظراته انه لن يتراجع و يقبل بالمال لذا فككت القفل صاغرة و ناولته إياه لكنه لم يكتفي بل أشار لساعتي اليدوية قائلا : - و هذا أيضا ..
صرخت قهرا : - لا .. إنها روليكس أصليه ، معك السوار و هو يساوي الكثير .
لكنه زم شفتيه مصرا على قوله فكادت دموعي أن تطفر لكن مجرد نظرة لعيون هنادي التي تتابع ما يدور بفضول متوثب حتى دوى صوت آمنة الباكية يملأ أذني بالنداء الشهير ( وين هنادي يا ماي ) و تذكرت الوباء الذي أخذها دون شفقة عندها خلعت الساعة و ناولته إياها داعية أن تسرق منه ..
و سارعت بإخفاء نظارتي الشانيل موديل العام و الهاتف الذكي و إن كنت اشك أنهما قد يلفتان انتباه من الأساس لكن الحرص واجب مع رجل مثله ..
عندما حصل على غنيمته انصرف دون اكتراث بالفتاتين اللتان تحملان ملابسهن القليلة داخل قطعة من القماش المعقودة و ينظران إلي بقلة حيلة فابتسمت قائلة :
- هاي يا فتيات لا داعي لتلك النظرة سوف نمرح كثيرا ، انتظرا حتى أضمكم للجروب على الفيس سترحب بكن فتيات ليلاس بأذرع مفتوحة ..
أجمل ما حدث أن الفيلم فسد و المهندس راح في الوبا ، هنادي موجودة و آمنة بخير ، لله الحمد و الشكر
ابتعدت أعطيهن المجال لوداع الوالدة التي عادت مستبشرة الوجه لبقائها بين أهلها و هرعت أتأكد من ضبط تاريخ آلة الزمن للعودة مع صديقاتي الجدد آملة أن لا يفزعهن ذلك ..
شكرا جزيلا للاستضافة
تحياتي للجميع ^^
|