وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند..
: الله يرحمه العم خالد مات مقتول صحيح يا .... ست سهى
ارتخت أعصابه وهو يناظره بعيون غرقت بدهشة وتساؤل ما له نهاية
بسام يشد ع قبضته
الحقيقة لازم تطلع بيوم من الأيام مو معناها إذا تسترتي ع جريمتك بتظل مستوره
تكتف ع العموم أنا داري بالموضوع من يوم صار والحين حياتك متعلقة بيد لتين
عفت عشتي ما عفت بتنتهي حياتك بنفس الطريقة
صرخت بوجهه بجنون ما قتلت ما أدري عن ايش تتكلم أصلا
تشبثت بولدها شايف يا عبدالله يتهم أمك كذب
واقف بصدمة تهزه وكأنه مو موجود على أرض الواقع
بلع الغصة ودموعه تنزل بهدوء
: وش حجم الكره اللي شايلته بقلبك حرام عليك يمه والله حرام
بسام معقد حواجبه وزام شفايفه وبعصبية ظهرت عليه
بتعترفين وإلا اتصرف بنفسي
عبدالله اللي بعد عنها مو متخيل إنه أمه ممكن تسوي اللي قاعد يقوله
: قولي وين حطيتيه خلينا نفك المسكينة من اللي هي فيه
لما شاف بسام عنادها وسكوتها
آوكيه امشي عبدالله أوصلك أنا رايح لمركز الشرطة
وفعلا تحركوا طالعين
صرخت توقفه وهي تبكي انزين بقولك وينه
رجع بسام وعبدالله متسند ع الباب يسند طوله بتعب
بعيونها الغايرة وصوتها المتقطع الحاد مع تلعثمها
رفعت معدل الاحتقار بعيون بسام لها خاصة وهو يعرف كل شاردة وواردة تصرفت فيها السنوات الماضية
لكن السكوت حكمة في كثير من الأيام...
يَ قلبي ريّح آعصآإبڪ , ڪذآإ طبع آلزمن قـآإسي
قدمت لها صحن الأيس كريم بعجينة الباتاشو الفرنسية
ابتسمت مدام لتين تشربي القهوة سادة أو بـ لاتيه
" بالحليب "
لعبت بالملعقة بشرود لاتيه
صبت لها وابتعدت
رفعت رجولها ع الكرسي إلورا جوليين بريجو
" طيب جوليين تفضلي"
عدلت جلستها وهي تتحمحم وتغطي خصل شعرها الأشعث تحت الإيشارب الأخضر
امم هذا البيت بناه السيد بسام مثل ما عرفتي..
قاطعتها لتين أبغا أعرف سر الخدم وخاصة اللي قلت لك عنها
قصدك ليبيبنتا ؟ هذي أمها إيطاليه وأبوها سعودي يشتغل عند السيد بسام كان وتوفى بس...
تركت الصحن من يدها والحديث شدها
بس وشوو؟؟
بلعت ريقها الخدم يقولوا إنها كانت على علاقة مع السيد بسام
كف عماني بكلامها
عقلي وقلبي وكل شي فيني رفض هالكلام مع إنه مبرر لتصرفاته
عقدت حواجبي وبعصبية
إنتي ما تستحين ؟؟؟ شهالكلام اللي قاعده اسمعه
جوليين بخوف مدام لتين صدقيني أنا ما أعرف بس الخدم كذا يتناقلوا وهي ما تتكلم مع أحد
صرخت بوجهها قومي من قدامي ما أبي أشوف أحد
بلمحة البرق كانت مختفيه
بعدت شعري بتوتر وأنا أقوم
على كبر الحديقة إلا إني أحس بخنقة وكأنه أحد حابسني بعلبة
ضميت نفسي وأنا أمشي رايحه جايه
مستحيل بس على أي أساس طلع هالكلام
دخلت البيت وأنا مو حاسبة تصرفاتي
شفت قدامي وحده من الخدم
بأمر
: نادي ليبينتا
هزت راسها وراحت
شديت ع قبضة يدي بإحكام وأنا أحاول أحافظ ع رزانتي
دخلت وحده من الغرف الواسعة وتركت الباب مفتوح
ناظرت المدفأة الصناعية واللهب يتصاعد منها
دخلت وسكرت الباب وراها
: يقولوا طلبتيني
لفيت ع صوتها اللي شدني وكأنها تكلم خادمتها مو صاحبة البيت اللي هي تخدم فيه
رفعت حاجب وأشرت ع الكنب
: تفضلي
ظلت واقفة مكانها
: في أمر مهم ؟؟
جن جنوني قلت بعصبية مين محسبة نفسك تتكلمين بهالثقة
قربت وببرود من بين أسنانها أشرت ع نفسها أنا صاحبة البيت مثل ما إنتي صاحبته
القوة والغرور اللي تتحلى فيه ملامح لتين أثارت الغيرة في جوف عدوتها
ما كان بيني وبين الجنون شعرة لكن ما ظهر علي إلا الهدوء
ابتسمت ع طرف عن جد؟!
أومأت براسها وهي ترد الإبتسامة ايوه زوجته قبلك يا سنيورا لتيين
" أنا , سيدة "
وعطتني ظهرها متسكعة
مسكت راسي بعد ما خرجت
جلست ع الأرض بضعف غير اللي صاير معي أحس بوهن
جسمي وكأني محمومه
حاولت أقوم
وبصعوبة طلعت غرفتي وأنا أحاول ما أبين للخدم المنتشرين أي أثر
قال رسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا)
ضرب الجرس بتوتر يخفيه بهيبته
عبدالله يطقطق أصابعه
: ظنك بيتجاوب معنا؟؟
وقبل لا يدلي بتوقعاته انفتح الباب
وطل شاب ثلاثيني واضح الصلاح بوجهه
ناظرهم الاثنين السلام عليكم ورحمة الله
: تآمر شي أخوي
بسام وعليكم السلام إذا سمحت ناخذ من وقتك دقايق
شرع الباب باستغراب حياكم
وفي المجلس عبدالله ذهنه مشتت خايف يرفض هالرجال وبنفس الوقت قاعد يفكر بمصير أمه ولو أخذها وين بيسكنها
ناظر بسام وهو يتكلم
: زوجتي مسحورة والسحر مدفون في هالبيت إذا سمحت لنا نخرجه
أبو عبدالرحمن باستغراب وش جاب السحر لبيتي؟؟
عبدالله دخل بالموضوع أهلي كانوا ساكنين فيه قبل لا ينباع
سكت بتفكير وبعدها
: طيب ممكن تقولي وين السحر بأي مكان في البيت
بسام رفع عينه له بترقب بحمام الرجال وإنت بكرامة تحت بلاط الزاوية اليمينية
أردف باحترام وحقك علينا يا خوي إذا ما عندك مانع العامل برا ينتظر
وإذا طلعناه تصليحه علينا
أبو عبدالرحمن قام أفا عليك ياخوي هذا واجب علي خليه يكسره لو كله أهم شي يفك الشر عنها بإذن الله...
كتاب علوم البحار
كتاب البداية والنهاية
رواية سمرقند
اممم مشاء الله معلومات شاملة
فتح عيونه وهو مسدوح ع السرير
:جمانة ليه طفيتي الشموع؟؟
عشان بس.. بعد اليوم ما في شموع
عدل جلسته ع السرير
جمانة اخزي الشيطان وافتحيها هلكان وبنام
عطت رف الكتب ظهرها وهي تترك وحده من الكتب اللي كانت ترتبها
بس أنا مو عاجبتني وإنت تقول إنه الزواج روحين تنمج وتصير وحدة وحنا كذا ما اندمجنا أنا ما أحب أنام كل يوم كأني بكنيسة نيران حولي
عقد حواجبه والنعس غالبه
: افتحيها اليوم وبكره نتفاهم
تخصرت وهي تقرب منه وتجلس جنبه بالبيجامة الحريرية
صار لنا خمس شهور متزوجين وكل يوم تقول بكره وأنا زهقت
حط راسه ع فخوذها وعيونه مغمضه وبصوت رايح
: افهميني أرجوك
مسحت ع راسه بحب
: مستعدة أنيمك كل يوم بيديني بس شغلت الشموع هذي تبطلها وبمزحة
ترا مأثرة ع ميزانية البيت
ما رد عليها
ميلت راسها ويوم شافته نام
باسته برقة
فديييتك يا حلوك وإنت ضعيف!!
حطت البودرة المعطرة بالشنطة وقفلتها
تنهدت أخيرا خلصت
متسند ع الباب بعصبية ممكن تفهميني ليه رايحه لحالك أقنع أبوي يخليني أروح معاك حتى أنا بشوف لتين
بعدت خصلة من شعرها راكان أنا مو فاضية روح تفاهم معاه هو اشدخلني أنا
ناظرها بعيض مثل ما أقنعتيه إنك تروحين تقدري تقنعيه يخليني أروح معك
تاله ببرود بس أنا ما أبيك تجي معي
بعدين إنت تعرف إنه بسام ما يحبك تجلس مع لتين بيرضى يخليك تروح هناك بدونه
ابتسمت ع جنب يا حبيبي..
وم شفايفه الصغيرة إلورا تاله بعرف كيف أتصرف معك
ورقع الباب وراه
انسحدت ع السرير بدلع وهي تضحك
: ما بقى إلا هالبزر يخرب إجازتي
!!
كـ نّه خذآكـْ آلَشوق يمي وأرسلَت
لَبييكْ يآ دآعي [ آلَغلَآ ] وين مآ كْنت , !
بآلَلَي وجودك من { دوآعي سروري ,.~
كـ نّه خذآكـْ آلَشوق يمي وأرسلَت ،
صوبك ْ ضمآ آلَمشتآق يعلَن حضوري ,
آشتقتُ لَك . . . ،
وآشتقتُ / وآشتقتُ. . !
وخآيف من آلَأشوآق " أفقد شعـوري ؛
بـ..علية الباخرة
صحى ع صوت البخار الصادر منها
ناظر الساعة ما بقى على مناوبته شي
أخذ الجوال وحطه ع إذنه
دقايق جاه صوتها الناعس
: هلا حبيبي
ابتسم والشوق جارفه لحد وصله لها ورجعه ع أرض الواقع اسمه بلسانها
: طلال .!
: صباح الحب
ابتسمت صباحك ورد حبيبي توك قايم
طلال بضحكة الساعة عندنا ثمان الصبح
وبهمس من بعدك صرت أصحى بدري
ابتسمت بحب والله وحشتني البيت بدونك كئيب كل يوم جالسة لحالي
مسح ع راسه وش تقولين عليّ أجل كل يوم نفس اللي قبله ولا شي يونس إلا قرقرة الربان السوري
ضحكت وإنت متى مناوبتك
مناوبتي تبدأ 9:30 وتنتهي 6:30 المغرب يتخللها وقت غدا وصلوات
عاد برجعلك مسود الشمس حارقتني لا تنفجعي إذا شفتيني
هههههههههه حلو بكل حالاتك بعيوني لا تشيل هم
طلال يلف جنبه يناظر المرايا لا والله ما ظني بتقولين نفس الكلام إذا شفتي وجهي من جد سمرت
قطع جوهم دخول المضيفة
ابتسمت
: صباح الخير كابتن طلال الفطور جاهز
أومأ براسه وأشر لها تنصرف
عقدت حواجبي أنا سمعت صوت حرمه وإلا أتوهم
دق قلبي بقوة وأنا أتخيلها داخلة عنده وهو في السرير توه صاحي
: رووبي وين رحتي؟؟
غمضت عيوني
طلال بأي حق تدخل عندك هالزفت؟؟ بعدين إنت ما قلت لي إنه في حريم معاكم في الرحلة
: ربى حبيبتي هذي أرامكو يعني طبيعي هم في شراكاتهم في حريم تبين في رحلة كذا ما يكون في
بغيرة وعصبية واضحة بس مو لدرجة تدخل تناديك الفطور
شدت على أسنانها شهالمسخرة هذي ؟؟؟
طلال يهديها وهو يقوم الله يقلع إبليس اللي جابها ربى استوعبي زين هي مجرد مأمورة وش تبين مني أقلعها؟؟إذا هذا اللي تبيه آمرك
سكت لدقايق الغيرة ذبحتني يا ربي ليه يصير كذا معي
همس بحب
والله كل حريم الدنيا ما يهزون فيني شعره دامك موجودة في قلبي
ربى أنا صار عمري 28 سنة وما تزوجت إلا يوم شفتك !
شلون تبيني ألتفت لوحده من هذولي ؟؟
ارتخت أعصابي كلامه يخدرني لكني أنثى والأنثى بطبيعتها تغار وتتملك
: أنا بعد أحبك طلال..
تنهد بعمق معقولة ما في اختراع للحين يجيبني لك...
ابتسمت أنا معك في كل وقت...
بعد ما حفروا بعمق نص متر تقريبا
طلعه العامل
كيس أسود مربوط عليه ثلاث حبال
التراب مغطيه
واقف معهم أبو عبدالرحمن
مسح ع لحيته الطويلة إذا بغيت يا أخ بسام أقدر أفكه لك
ناظر عبدالله
وافقه الرأي
رفع ثوبه آوكيه يعطيك العافيه
حطه ع الأرض والتفوا حوله
بسام ناظر العامل محمد رجع البلاط نفس ما كان
أبو عبدالرحمن لا والله إنه ما يمسكه خليه علي أصلا أنا بغيره كله وإنت ساعدتني
بسام ماحب يناقش دامه حلف
ناظره وهو يفك الحبال بالمشرط
فرد الكيس ع الأرض
عبدالله حط يده ع فمه وهو يقاوم الغثيان اللي حس فيه أول ما شاف المنظر
أوراق ملفوفة متعفنة ودم وشعر وقطع قماش واللي هز كيانه وكيان الموجودين
صفحة سورة الفاتحه ملطخة بالقاذورات وكأنها قاعدة للعمل المسحور
أبو عبدالرحمن وهو يفك العُقد لا حول ولا قوة إلا بالله
... ومن شر النفاثات في العقد....)
برهبة الموقف ناظر بسام وعبدالله
قلت لي إنه سحر على اثنين
بس الظاهر هذا مو بس عليهم
كان ماسك العقدة الثالثة لسى ما فكها
ركز ع بسام إنت زوجها والسحر شاملك
عبدالله باستغراب بس شلون وقتها كان بسام مو هنا
بسام ساكت
أبو عبدالرحمن سحب المشرط ع العقدة وانفكت
قرأ سورة الفلق وناظره وهو يرمي العقدة ع القماش
الأخت المسحورة لها سحر تفريق بحيث إنها ما تقدر تتزوج فعليا أي أحد يتزوجها وأظن إنك فاهم علي أخ بسام
مسك راسه بسام وهو متربع بينهم وكأنه فجأة استوعب شي
قام
وقف معه عبدالله والرجال
: بسام فيك شي
تلخبط ما عرف وش يقول ناظره بتيه ما أدري بس لازم أكون جنب لتين الحين أكيد تحتاجني دامه انفك السحر
عبدالله لف ع أبو عبدالرحمن والحين ياخوي وش نسوي فيه؟؟
أبو عبدالرحمن ما عليك أنا بتخلص منه
صافحه الله يعطيك العافيه ويجعله بميزان حسناتك آميين
أبو عبدالرحمن عطاه رقمه ببشاشة وإياك يا رب طمني على خويك إذا ارتاح
هز راسه إن شاء الله
سلم عليه بسام وطلعوا
... ربما هي نهاية ألم وربما تكون البداية..
" حبيت أنوه عن السحر وأبين عظمة ذنبه سبحان الله اللي يعايش التجربة يعرف إن السحر فعلا له حقيقة مثل ما قال النبي عليه الصلاة والسلام
الله يحفظنا وإياكم