كاتب الموضوع :
chassey
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
الموقف الثاني
أبو ذر والصدع بالحق
أبو ذر بن غفار واسمه جندب بن جناده الغفاري ، كان من المسلمين المعدودين على الأصابع حيث لا تعرف الدنيا مسلمين غيرهم فهو من الطلائع الأول، حيث أسلم دون وساطة من أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أسلم أمامه مباشرة، وذلك عندما سمع القرآن الكريم يتلى من سيد البشر عليه الصلاة و السلام فتمكنت الآيات من الدخول إلى أحشاء قبله ، وهناك عملت عملها مع تلك المضغة الصغيرة(( القلب )) فقلبت الشر إلى خير وأصبح القلب خاليا من جميع الشواغل غير ما دخله حديثا ، فلما تمكن الإيمان من أبي ذر رضي الله عنه رغب في الصدع بالحق والجهر به على رؤوس الأشهاد غير عابئ بما سيصيبه من جراء ذلك ، فكل شيء يهون أمام الحق والصدع به ، هذا ما كان يدور في ذهن أبي ذر ، ولقد فعل ما عزم عليه فدخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته يسمعه البعيد قبل القريب
((أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله))
قالها متحديا الكبراء و الزعماء من قريش الذين كانوا صناديد الكفر و رؤوس الضلالة ، فلما لا مست هذة الكلمات آذان القوم حتى أقبلوا عليه وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم ، فأذاقوه أصناف العذاب وأنواعه ، فلما انتهوا وقد ذاق أبو ذر حلاوة الأذى في سبيل الله عز وجل رغب في الصدع بالحق مرة أخرى ، حيث هان عليه كل ما يلقاه في سبيل إعلاء كلمة الحق مدوية.
فعاد اليوم الثاني إلى نفس الموقع فشاهد مشهدا لم يعجبه ويخالف دينه الذي أعلنه بالأمس ، شاهد أمرأتين تطوفان حول صنمين من أصنام الجاهلية وتدعونهما من دون الله ، فلما رأى هذا المشهد لم يعجبه السكون على الباطل فاقترب منهما وأخذ يسفه الصنمين ويحتقرهما ومن يطوف حولهما ويدعوهما، فما كان من المرأتين إلا أن أطلقتا الصيحات المتتالية ، فسمعهما رجال كانوا بالقرب منهما فأقبلوا على أبي ذر وأوسعوه ضربا وشتما ، حتى غاب عن الوعى قليلا ثم عاود الكرة فأعلن للملأ بأنه دخل في الدين الإسلامي بإعلانه لشهادة أن لا اله إلا الله و بأن محمد رسول الله ، وعندها أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا ذر إن بقي في مكة فسوف يلاقي في كل يوم العذاب اضعافا مضاعفة فأمره أن يذهب إلى غفار يدعوهم إلى الإسلام هم ومن يجاورهم من القبائل الأخرى .
وهكذا امتثل أبو ذر رضي الله عنه إلى امر السول صلى الله عليه وسلم واخذ يدعو قومه إلى الإسلام فأسلم على يديه خلق كثير من قومه غفار ومن قبيلة (( أسلم )) وهكذا سجل التاريخ لأبي ذر هذه الواقف العظيمة.
|