كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
امير ليلي
- ربما لم يعد لفارس الاحلام وجود الا في كلمات بعض الاغنيات التي تتردد هذه الايام، فالاحلام تغيرت وتبدلت بحسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وربما السياسية ، ولم يعد من المهم في عصر العولمة ان يكون وسيما يمتطي صهوة جواد ابيض .
فتى الاحلام صورة ارتبطت الماضي، طالما كان بطل القصص المكتوبة اوأحد نجوم الشاشة الوسمين ، ولم يكن امام الفتاة سوى انتظارهذا الفارس المغوارليأتي ويعلن حبه امام الناس ، ويخطفها متحديا كل الناس أيضا.
في منتصف ستينات القرن الماضي عرفت لعبة بين المراهقات كانت تسمى» فتى الاحلام « وكانت تتضمن كتابة معلومات عن هذا الفتي المجهول ..اسمه ، شكله ، لون عيونه ، شعره ، طوله..الخ وكانت كل صفة تحتل خانة، تحمل احد الأرقام من 1 وحتى 10 وكان على الفتاة ان تختار رقما ليتم سرد مواصفات « فتاها « المنتظر، والطريف ان فارس احلام كثير من الفتيات على الورقة كان عكس ما كن يتمنين .
نجوم الفن والاعلام والكرة الشباب هم فرسان احلام الصبايا الصغيرات هذه الايام ..وسامة وشهرة ومال كما تقول « شذا 16عاما « التي تحلم بأن ترتبط بلاعب في وسامة «كاكا» وفي شهرته حينها ستكون اسعد مخلوقة في الدنيا,فهي تتابع مبارياته وصوره تملأ جدران غرفتها، اما «لانا 17عاما « فتقول بان فتى احلامها مذيع عربي احتفظت باسمه فهو وسيم ولبق وانيق تتمنى ان تلتقي بشاب في مواصفاته ، لكن « زينا 15عاما « ترى بأن اكثر من فنان يصلح لان يكون فتى احلام للفتيات وسردت قائمة باشهر المطربين الشباب .
تشير أبحاث بأن التفكيربفتى الاحلام ينتهي بعد اجتيازالمراهقة ليحل مكانه البحث عن الشخص المناسب ، والفتاة لاتلبث ان تتخطى هذه المرحلة حين تلتحق بالجامعة وتتخرج وتعمل ، حيث تتغيراشياء كثيرة في شخصيتها ونظرتها للحياة والامورمن بينها ايضا الفارس الذي طالما انتظرته وتمنته شريكا لحياتها ، فالنضج العاطفي وارادة الفتاة يحددان مدى تعلقها بفتى الاحلام وسعيها للبحث عنه وجعله واقعا .
فتى احلام طالبات الجامعة اختلف عما كان كما تقول» رنا19عاما « ، فبعد دخولها الجامعة اختلفت القناعة ومن الصعب ان يكون فارس احلامها زميل على مقاعد الدراسة «مصروع « بالموضة ونكش ونفش الشعر، لقد تغيرت نظرتها واصبحت تتجه في تفكيرها لشاب أنيق صادق ورزين قادرا على تحمل المسؤولية.
توافقها الى حد كبير زميلتها «نهلة «وهي مغتربة من بلد عربي وتقول :» الحلم شيء والواقع مختلف تماما ، وفتى الاحلام لم يعد له وجود الا في خيال الفتيات الصغيرات فقط ، لكن عند التفكير المنطقي لانصادف هذا الشخص في حياتنا ابدا، او ربما نراه زوجا لصديقة او قريبة أو زميلا مرتبطا بأخر ، او ربما كان الطبيب الذي يعالجنا او الاستاذ الذي يدرسنا في الجامعة بمعنى انه ليس لنا حتى لو التقيناه صدفة.
كثيرمن الفتيات يرسمن ملامح لهذا الفارس قد لاتتطابق مع الواقع ، ومع تقدم العمريصبح هذا الفتى المعادلة الصعبة ، و»اميمة «التي تجاوزت الثلاثين بأربعة اعوام تقول :»اريده على الاقل يحمل بعض الصفات التي اتمناها فيمن سيشاركني مشوارالعمر، والإرتباط بشخص يجب ان يكون مدروسا الى حد كبير، وقرارالزواج يجب ان يكون عن قناعة تامة حتى يتمكن كلا الطرفين من بناء اسرة سعيدة والا لماذا يتزوج الشاب والفتاة؟ فيما تضيف» انشراح 35عاما « بأنها وهي في سن المراهقة كثيرا ما كانت تحلم بشاب وسيم له عيون ملونة وشعر اشقراقرب لمشاهيرهوليوود ، لكن بعد ان تخرجت من الجامعة وعملت تغيرت هذه المواصفات واصبحت تتمنى ان تلتقي برجل له مكانة اجتماعية ومقتدر ماليا ، يستطيع ان يوفر لها كل ما تحتاج ، اضافة الى الحب والاحترام ، حتى لو كانت صفاته مغايرة تماما لما كانت تحلم به ايام المراهقة.
فتاة الاحلام هي الاخرى اختلفت بحسب دراسة لقسم الاجتماع بجامعة عين شمس في القاهرة حيث تشير الى ان 36% من الشباب يريدونها انسانة تتحمل زوجها وتعينه برأيها ودخلها الخاص وقت الشدة ، و25% يطمحون بأن تكونا قادرة على تحمل المسؤوليات دون تبرم او قلق وفي قلبها حب كبير، بينما 14% يفضلونها مقبولة الشكل متواضعة تسير معهم خطوة بخطوة ، و 12% يتمنون أن تكون خارقة تجملع الجمال والجاذبية والشخصية القوية وحسن التصرف ، فيما يرفض 7% ان تكون اغنى منهم ويفضلون المساواة في العلم والمعرفة والمكانة الاجتماعية ولايهتم 5% منهم اذا ماكانت اصغر او اكبر بسنوات ، اما 88% من مواصفات فتى الاحلام بالنسبة للفتيات وبحسب ذات الدراسة فهو ان يكون متفائلا ، رزينا ، واثقا بنفسه ، قادرا على تحمل المسؤولية ، يفي بمتطلبات الزواج ، طموح له احساس مرهف لاينسى عيد ميلادها ولاتاريخ زواجهما برغم كثرة انشغالاته ..
|