كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم سُلافه الشرقاوي ..مكتملة بالرابط
#ريفيو_أمير_ليلي
رواية اجتماعية رومانسية
اللغة فصحي
هل من الممكن أن نتحول إلي مجرد ظلال يسيرها الماضي بكل ما فيه من حلو أو مر؟ ولماذا؟ وكيف ومتي نتحول إلي شخص مرن قادر علي الأخذ و العطاء دون خوف أو دون فقدان الثقة بالمتلقي أو الاحساس بأنه لا يوجد من يستحق هذا العطاء؟
أبطال قصتنا هذه المرة تعددت أسبابهم للغضب ولكن يبقي السبب الرئيسي لأي منهم فقدان الحياة الأسرية الكاملة التي أمر الله بها فهم ما بين يتيم الأبوين وهما أو أحدهما علي قيد الحياة، أو ما بين تفضيل ابن علي اخر أو محاسبة ابن علي خطأ ارتكبه الوالدين، أو يتيم فقد الاهل والسند لمجرد أنهم خدموا الاوطان، أو تحكم الاهل في حياة الابناء تحت مبرر لا تعصي الاهل فأنت عنهم محاسب ولكن نسي كل هؤلاء أن ذلك سوف يكون عقبة في حياة كل ابن وابنه وانه بطريقة ما سيحدد مصيرهم وفكرهم بطريقة غير سوية خوفا من تكرار تجربة الماضي او تكرار صورة الاهل فقدنا التسامح والثقة في العلاقة وبالتالي فقدنا كل شئ واصبح الحب معرض للضياع، وهنا تدخل الأهل لاصلاح العطب في نفوس الابناء فقام كل منهم بواجبه المتأخر ونجحوا في رسم خطوط حياتهم مرة اخري، علاقات الصداقة في القصة جميلة ورائعة تعبر عن المعني الحقيقي للصداقة خاصة لانها بدأت مع بعضهم من الشدة مثل وليد وأمير وخالد وهي اقوي العلاقات فالصديق هو من يقف للاخر في شدته وليس في فرحه، بالنسبة للأخوة تدرجت العلاقات فكانت هناك الاخوة الحقيقية وكانت هناك الاخوة المجروحة كما كان وليد ووائل، وبلال وايناس ولن اعلق عليهم حاليا حتي ينتهي الجزء الثاني وذلك لانهم قصة غير منتهية حتي الان بها الكثير من الألم والأمل ولكن تحتاج لشمعة تنير الطريق
بلال محمود وائل حاتم ماهر ، فاطمة ايناس سارة مديحة ايمان أسماء كلها قصص معلقة لها وعليها مؤجلة، ولكن فاطمة كنت اكره عجرفتها الزائدة واكره مواقفها مع ليلي، ولم اتحمس لها في أمير واتوقع تغير دورها وظهور الافضل لديها بعد ذلك ولكن اتمني ان يكون بعيد عن الكبر والعجرفة الفارغة.
أمير وليلاه الثنائي المكمل فهو كان بحاجة للحب والأهل والبراءة في حياته وهي كانت في حاجة لتعويض اليتم وفقدان الاهل وما عاشته من ألم نفسي بسبب احساس النبذ واليتم حتي مع حب العم وابنته الا انه لم يكن كافي لتعويضها عن نبذ الام كما عاشت تعتقد، نعم كانت تتمادي في بعض ردود الافعال ولكن لها مبررها فهي عاشت عمرها تعتقد أن الام لا تريدها ونبذتها للزواج والاستقرار وفجأة تكتشف ان السبب يكمن مع العم وان البعد كان للحماية من زوج الام وبالتالي يجب ان تفقد الثقة في الجميع وتحاول التظاهر بعكس ما يعتمل داخل ليلي لتحمي ليلي من اي هجوم اخر حتي لو كان من الامير حلمها الجميل والذي تفهم ذلك وعرف من هي ليلي فكان هو الرزق والتعويض لها عن ما عاشته بحبه وتفهمه، ونجح في الارتباط بها عندما تدخل الاهل واعادوا الامور لنصابها معهم، ليلي فتاة مصرية جميلة حلم كل من هو بشخصية الامير لن يرغب بسواها وهي لن ترغب بسواه لان كل منهم عرف حاجة الاخر.
خالد ومناله الثنائي الصامت مشكلتهم الأساسية هي الصمت وعدم القدرة علي البوح بمشاعرهم ايا كان المبرر خافوا من الحب والتعبير عنه فأصبح كل منهم معذب للاخر بدلا من أن يكون مسكنه، وحتي عندما نجحوا في علاقتهم لم يستطيعوا التعبير الصريح بل اكتفوا بالافعال ونسوا ان الماضي له الدور الاكبر في حياتهم لانه حتي يستقيم حاضرهم ومستقبلهم يجب أن يفصحوا عن ماضيهم بشره قبل خيره، أحببت علاقتهم جدا وأحببت تطورها حتي في الخلاف كانت مميزة لان خلافهم طبيعي ومقبول ناتج عن عدم فهم ومعرفة، فهما الحب الصامت، الخواجة وشخصيته كانت مثيرة ومميزة فهو حمائي من الدرجة الاولي عرف من البداية انه الرجل في حياة السفير وعائلته وكان علي قدر المسئولية.
وليد وياسمينه الثنائي الصديق هنا تختلف المشكلة فالي جانب الخوف من التعبير عن المشاعر والخوف من الفقد لدي كل منهما كانت صداقتهم عقبة في حياتهم لانهم نسوا انه لا توجد صداقة بين رجل وامرأة ولن تستقيم واذا توافرت تحتاج لظروف من نوع خاص لم تتوافر في ابن الوزير وابنة المستشار، وليد كان ضحية أنانية أبوين نجحا في جعله خائف من اي مشاعر وكاره لكونه ابن الوزير لان الوزير نفسه كان ضعيف جبان لم يستطع تحمل نتيجة افعاله واختياره ولم يتقبلها وهذا زرع في وليد شعور النبذ حتي مع وجود الام وهي اسم علي مسمي نجحت سلافة في وضعه إنعام وهي فهلا نعمة وهدية وعطاء ليس لوليد فحسب ولكن لكل ابنائها وحتي الوزير كان يعلم ذلك ومعترف به، ولولا هذه الام الرائعة لما كان وليد علي الاقل انسان طبيعي في حاجة للتقويم نعم في حاجة للثقة والحب والتعويض نعم فكانت ياسمينه التي عطرت وغيرت حياته فهموا بعضهما ولم يتمكنا من البوح، علاقتهم أيضا جميلة ومميزة فهم وحب واحتياج وصداقة نعم تعبوا في البداية ولكن تمكنوا من العودة والسير بحياة طبيعية عندما أفصح كل منهما عن دواخله وبدأوا بكتابة سطور حبهم في صفحات بيضاء جديدة لهم وبهم
هشام وهناديه الثنائي الشارد مشكلتهم الرئيسية مع ماضيهم وظروف حياتهم ونشأتهم كان يكمن فرق السن الذي لم تستطع هنادي التأقلم معه في حين لم يتذكره هشام من الأساس وساعد هنادي علي ذلك الشعور عائلة هشام التي كانت خير هادم لهذه العلاقة، ونسوا أن نصيب الانسان يناديه وانه مهما حدث لن يستطيعوا تغيير الأقدار الا بالرضا وهذا ما آمن به هشام وحده من البداية ولكن كان كمن يحارب الهواء واحتاج لوقت طويل حتي استطاع تقويم حياته وتقويم هنادي واحتوائها مرة اخري فما هي الا انثي ضعيفة لا أهل لها سواه تحتاج للكثير من القوة والحنان والاحتياج والحماية من الغير وهذا ما استطاع هشام توفيره، حتي عندما قررت الشرود مرة اخري كانت تشرد منه اليه لانها لجأت للجد الذي رضي واقتنع فكان خير معين لها ولما لا فهو من ربي هشام علي الشخصية والاستقلال والصبر حتي تحقيق الامنيات، فوزية مثال طبيعي ومنتشر للام الارملة التي تحمل ابنائها نتيجة وحدتها متمسكة بحقها في البر والطاعة والتعويض عن فقد الزوج ونسيت انها من حرمت نفسها الحق وليس اولادها وان البر لا يعني الطاعة العمياء بل يعني الطاعة في حدود ما أمر الله به وفي حدود الحفاظ علي الاخرين فكما هي والدته، هنادي زوجته وام طفله مهما حدث ولها عليه نفس الحقوق، معالجة قصتهم كانت جيدة واستطاعت القصة في الوقت المناسب ارجاع كل شئ لاصله واستطاع هشام التوفيق بينهم، العلاقة في هذه العائلة اعتمدت علي منطق كما تدين تدان فكما فعلت فوزية مع عمها وحرمت حقوقه وولده، حرمت بنفس الطريقة، مديحة تراجعت في الوقت المناسب وأعجبني تصر الجد معها يدل علي احترام وحفاظ علي الأصول والمبادئ، علاقتها بمحمود تتمتع في هذه القصة بالكثير من فقدان البصر والبصيرة لديها لان الكل اخبرها وأكد حب محمود ولكن هي لا وألف لا سأنتقم، منطق سطحي غبي لا أحبه ولا أعترف به.
الآباء في هذه القصة لم تكن هناك علاقات سوية بل شابها الماضي وأثر عليهم جميعا عائلة الوزير وعائلة المستشار وعائلة سليم وعائلة الشرقاوي وبالتالي أثر علي جميع الابناء، وبالنسبة لعائلة السفير أثرت عليهم الغربة والتركيز علي الدرجات العلمية ونسوا درجات الابناء هنا فقدوا التوازن فكان انشغال هناء هو احد اسباب تأزم نفسية منال وفاطمة ولولا خالد استطاع احتواء الموقف خاصة مع فاطمة لكانوا فقدوها للابد، ولكن علي الرغم من ذلك كان هناك الاحترام والحب الواضح في حياتهم جميعا وحتي مع الماضي استطاعوا زرعه في الابناء وهو ما جعلهم قاديرن علي التعافي بعد ذلك، كل مخطئ في القصة نال جزائه وكان العقاب عادل من وجهة نظري ومنطقي لكل حالة وحتي المبررات لبعضهم كانت مقبولة، فالاعتراف بالحق فضيلة ، والرجع للحق خير من التمادي في الباطل هذا ما كان واضح في القصة حتي مع الخيانة فلو اخذ باسم فرصته لاستطاع التكفير عن خيانته وغدره بوطنه وأهله
من المعاني الجميلة أيضا اظهار الجانب الاخر لحياة السفراء والوزراء والمستشارين فليس لانك أحدهم انت فاسد، لا لان الفساد لا يشترط الغني او الفقر بل يبحث عن ضعاف النفوس فاقدي الايمان بالله ورسوله، وهذه الصفة ليست لها مستوي اجتماعي فهي تشمل الجميع، وانا أحيي الكاتبة علي ابراز هذا الجانب وان الحلال حق للجميع وليس لانك ذو منصب سياسي او اقتصادي فانت لص ومن يفكر في ذلك فهو مريض التفكير فاقد للحكم الجيد علي الامور فليس كل غني ظالم، وليس كل فقير مظلوم بل الظالم هو فاقد الضمير والرضا مهما كان وضعه، ونجد أيضا حب الوطن في عمل امير وخالد والسفير معاني جميلة رائعة لان حب الاوطان من الايمان والتضحية في سبيله شرف، احببت جدا جو المخابرات والامن في القصة تم عرضه بدقة شديدة ومثيرة للاهتمام والاعجاب، وكذلك المناظر التي وصفها للقاهرة كانت اكثر من رائعة وكنت استطيع تخيلها بسهولة واتمني لو اني في نفس المكان هناك في القاهرة وليس في القصة وهذا ليس بجديد علي سلافة فهي دائما ما تظهر اجمل الاماكن في قصصها
لي تعقيب بسيط علي الرواية واتمني الا يكون السبب في اي ضيق لديك وهو تكرار بعض الالفاظ حيث كان من الممكن استبدالها بالفاظ اخري تناسب كل شخصية وسلوكها، استخدام بعض الكلمات العامية في الحوار، وكذلك الكلمات الدالة علي الغرور لدي بعض الشخصيات تولد لدي بعض القراء شعور بالكره لدي الشخصية وخاصة لو كان يرفضها في الواقع.
في النهاية اعتذر عن الاطالة واي اساءة غير مقصودة مني، واتمني لكي مستقبل ادبي رائع ومشرق دائما وان تكوني افضل سفيرة لبلادنا وأوطاننا.
|