كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ39 ج 3
بعد شهر ...
هرع الى الغرفة التي اخبروه عنها ليلهث بالحمد والشكر لله وهو ينظر اليه واعيا اليه اخيرا ، لا يعلم كم عليه من الوقت ولكنه استفاق من غيبوبته اخيرا .
اتسعت ابتسامته ليهمس وهو يدلف الى الغرفة بالفعل : حمد لله على سلامتك يا صديقي .
تنفس جاك بصعوبة ليرد ببطء : شكرا لمجيئك خالد .
ابتسم خالد بقوة وقال : اني اتي اليك كل يوم ولكني لا استطيع المكوث الى جوراك مع الاسف فانا اتحمل كل شيء بعد موت بابا رحمة الله عليه الى جانب الاطفال ومنال ، سأفقد عقلي قريبا
ضحك جاك بخفة ليتأوه ويصمت فابتسم خالد وهو يجلس بالكرسي بجانبه : ولكن اخبرني اولا كيف حالك جاك ؟ !
تمتم جاك بخفوت : بخير ، شكرا لله .
ازدرد لعابه ببطء ليهمس وهو يتحاشى النظر الى مقلتي خالد : كيف حالها ؟!
ابتسم خالد بهدوء لينحي مشاعره جانبا واجاب بصدق : بخير والحمد لله تسالني عنك كل يوم وتهتم بتفاصيل صحتك ومؤشراتك الحيوية واذا علمت انك فقت اليوم ولم اتى بها الى هنا ستتشاجر معي ومن المحتمل تطردني من الغرفة .
ابتسم جاك وقال : لن تفعل بالطبع فانت حب حياتها بأكمله .
زفر خالد بقوة ليهمس : وانت صديقها الاوحد جاك ، لقد اتت وراتك وانت في الغيبوبة لم ارى منال تبكي هكذا من قبل
لوى شفتيه في تهكم وهو يتبع : بالطبع رايتها تبكي مرارا وتكرارا ولكن كما بكتك لم تفعل ،
اردف بجدية : سآتي بها حتى تطمئن عليك وسنصحب الطفلين ايضا لتراهم
قال ببهجة زينت وجهه : لقد رزقنا بعمر وعبد الرحمن ،
ابتسم جاك بسعادة وقال : مبارك يا صديقي
قال خالد بصدق : العقبى لك انت الاخر .
هز جاك راسه بالإيجاب وقال : سأفعلها عندما اعود الى لندن ساترك تلك الحياة المأساوية واركن الى الحياة الهادئة سأتزوج وانجب اطفالا يحملون اسمي .
همس خالد : تمم الله شفائك على خير جاك
نظر الى خالد ليقول بجدية : ولكني ادين لك بتفسير قبل كل هذا .
عقد خالد حاجبيه ليهمس متبعا : لقد خدعني .
نظر اليه خالد بتفحص فاتبع هو بشرود : تعرفت عليه في الجامعة كان يصغرني بعامين انقذته من مشاجرة قوية نشأت بين الفتية خارج الحرم الجامعي ، كانوا بعضا من العرب والانجليز قص لي حينها انهم كانوا يضايقونه بسبب اصله العربي والذي كان متمسك به وبشدة ، توطدت علاقتنا حينها وخاصة وانا كنت عضوا في تنظيم الطلاب العرب ، الذي انشاته منال حينها فكنت مسئول البحث عن هؤلاء المتمسكون بهويتهم العربية ، ولكني لا اعلم الى الان لماذا لم افاتحه بالأمر الى ان تخرج وعاد الى مصر ، فهو اخبرني ذات مرة انه لن يبقى بلندن بل سيعود الى مصر فهو مصري مهما حدث !!
زفر قويا ليقول بغصة حشرجت صوته : لم اتوقع ابدا انه يخدعني حينما اتى لي واخبرني عما يفكر به ارون ، فوجئت بانه يخبرني بإنقاذه لأرون وانه اخوه الصغير ، كان يظن بانه سيعود الى رشده ولكنه ابى ويريد الانتقام من ثلاثتكم
رمش بعينيه ليطبق فكيه بحدة وهو يردف : اخبرني بان من يحيطون به حفنة من الهوا وان بإمكاننا التغلب عليهم قادني الى الفخ وانا كالأبله صدقته ، كان يعد الى الامر بدقه بالغة ، اختياراته للحمقى الذين كانوا يراقبونك ، تحركاتهم الهزلية
ارتعش فكه بقوة وتهدج صوته : امداده لي بمعلومات دقيقه كان يجرني اليه بسهوله ويسر وانا اتبعته .
دمعت عيناه بقوة : الى يوم الحفل ، لاقيته كما اتفقنا لأجد انه فخ محكم اعده لي عندما لاقيته ابتسمت كعادتي ليبتسم هو بسخرية اثارت تساؤلاتي لاكتشف اننا لسنا بمفردنا وانهم يحاوطونني من كل الجوانب حاولت ان انبهكم ولكن كما تقولون الكثرة تغلب الشجاعة ،
راقبوهم جيدا وهم ينهالون علي ضربا مبرحا الى ان اشار لهم بيده فتوقفوا ، طل على من علياءه ليهمس بخبث : هل تخيلت ايها الاسود اني سأبيع اخي من اجلكم ، انه اخي مهما فعل فهو اخي .
تركني وذهب لأتمسك انا بحياتي جيدا حتى اعطي بقية الفرقة الاشارة المتفق عليها ولكنهم اتوا متأخرين كعادتهم .
زفر بقوة ليهمس بوهن : ثم زحفت اليكم لأكون مفيدا اخيرا واقتل الحقير الاخر .
تنفس خالد بقوة ليشد على كفه ويهمس :هون على نفسك يا صديقي فما حدث قد حدث
اتبع بابتسامة صادقة : المهم انك بخير .
ابتسم جاك بتعب ليهمس بأنفاس متهدجة : المهم انكم جميعا بخير ،
ابتسم خالد وقال بمكر : نحن بخير لا تقلق ولكن توقف عن الحديث قليلا فالممرضة ستقتلني لقد اكدت علي الا ارهقك بحديث لا داع له .
قال جاك بخفوت : لقد انهيت ما لدي خالد
اقترب خالد منه قليلا ليهمس اليه مطمئنا : لم اكن اشك فيك ولو للحظة واحدة جاك .
ابتسم جاك بوهن الم بملامحه ليتبع خالد : سأتركك لتستريح وانصرف الان وسآتي بمنال والطفلين في الغد يا صديقي .
لمع الامل بعيني جاك ليهمس : سأنتظركم .
*************************
دلف الى البيت واوداجه تنتفخ غضبا ، تحرك سريعا في اتجاه غرفتها ليصدح صوت والدته من خلفه : بلال
كتم تنفسه ليلتفت اليها وينظر اليها بتفحص ، فاتبعت والدته : تعال بني اريد ان اتحدث معك .
هز راسه نافيا ليهمس بحدة : الا تستطيعي الانتظار قليلا ماما ؟!
نظرت اليه في صرامة وقالت : تعال بلال
زفر بقوة واتبعها الى غرفتها ليقف عند الباب ويسحب نفسا عميقا الى داخل صدره ، دلف خلفها ليهمس بهدوء : نعم ماما
جلست على حافة الفراش لتربت بجانبها وتقول بلطف : تعال واجلس بجانبي بلال .
نظر اليها بتفحص لتحثه بعينيها على الانصياع فهز كتفيه بقهر وهو يستجيب اليها في حدة صدحت في حركة جسده المتصلب ، ربتت على ربكته القريبة منها لتهمس : حاول ان تتحكم في غضبك بني ، وفكر جيدا قبل ان تتشاجر مع شقيقتك .
قبض بكفيه على حرف الفراش ليهمس بحدة : لقد تجاوزت الحدود ماما ،
التفت لينظر اليها ويقول بغضب : لقد نهيتها ان تذهب الى هناك لأفاجئ بها اليوم صوتها يصدح من الراديو .
اردف بعنف : كيف تتوقعين ان تكون ردة فعلي حينها ماما ، ان اتى اليها واضمها الى صدري ام اربت على راسها واخبرها ان تتفوق على قريناتها ، اخبريني ماما ماذا علي ان افعل لأوقفها عن المضي في هذ الطريق الذي تريده ؟!
زفرت والدته في قوة لتهمس : ليس عليك شيء بلال ، فمهما فعلت لن تثنيها عن رايها .
اتسعت عيناها في حدة لتتبع بجدية : انت اعلم بشقيقتك بني ، لن تستطيع اجبارها على فعل ما لا تريد ، ولن تستطيع حبسها ومنعها من الخروج ، انت لم تتربى على هذا وهي لن تقبل هذا .
انتفض واقفا وعروق رقبته النافرة تتقلص في غضب : لماذا هل ينقصني ذراع او ساق حتى لا امنعها من الخروج اذا تحتم الامر ؟!
اتبع بعنف لاح بمقلتيه المشتعلتين : بل سأكسر رقبتها ان دفعتني لهذا .
نهضت واقفة لتنظر الى عمق عينيه : هل ستستطيع فعلها بلال ؟!
اردفت وهي تتأمل ملامحه التي شحبت تدريجيا : هل ستستطيع حينها ان تنظر الى مراتك وتخلد الى نومك قرير العين بلال .
زاغت حدقتيه ليزدرد لعابه بقوة ويهمس : ماذا تقصدين ماما ؟!
تنهدت بقوة وقالت : انت تعلم بني مقصدي ،
نظرت اليه وهمست : لا تخسر شقيقتك بلال ، فيكفيك خسارة الى هذا الحد .
رمش بعينيه سريعا فاتبعت وهي تربت على راسه كما كانت تفعل وهو صغير فهمست : حاول ان تحتوي شقيقتك بلال بدلا من المشاجرة معها فإيناس لن تأتي بالشدة ابدا .
اطبق فكيه بقوة ليقبض كفيه ويهمس بخفوت : ان شاء الله ماما .
تحرك مغادرا ببطء وخطوات متثاقلة لتهمس هي : تذكر بلال انك لا تريد ان تمني نفسك بخسارة اخرى .
زم شفتيه قويا ليهز راسه بتفهم ويندفع مغادرا الغرفة ليتجه الى غرفة شقيقته ، توقف قليلا امامها ليضبط تنفسه ويتحكم في فورة مشاعره ، دق الباب بهدوء ليسمع صوتها تسمح له بالدخول ،ففتح الباب ليقف دون ان يدخل فعليا ، رفعت حاجبها بتعجب لتهمس : تفضل بلال ،
اتبعت بتهكم قصدته : انها كغرفتك تماما
زفر بقوة ليدلف الى الغرفة دون رغبة فعليه منه ليهمس بصوت صارم : توقفي عن تهكمك ايناس فانا اريد التحدث معك بجدية .
نظرت اليه بدهشة لتقول بجدية : تفضل بلال .
جلس على الاريكة ليقول بهدوء : الم نتحدث من قبل في امر عملك في الاذاعة ايني ؟!
هزت راسها بتفهم لتقول بنبرة طبيعية : لا بلال لم نتحدث بل انت لم تستمع الي من الاساس ، رفضت الامر رفضا قاطعا ولم تتناقش معي
زفر بقوة وقال : ظننت انك تفهمت وجهة نظري ايناس .
عقدت حاجبيها بتعجب وقالت باستخفاف : أي وجهة نظر بلال انت لم تتحدث معي لقد رفضت الامر وابلغتني برفضك وظننت انني سأمتثل لذلك .
اتبعت باقتدار : ولكن عفوا اخي فانا لن افعل الا عندما اقتنع به .
تنفس بعمق ليقول بجدية : ايناس انت تعلمين جيدا ان امر الغناء هذا لا يكون لفتيات العائلات الراقية ، ما الذي يدفعك للتعامل مع انواع من البشر لا نعلم عنهم شيئا .
نظرت اليه وقالت بحماس شع من مقلتيها : انه حلمي الذي حلمت به منذ الصغر ، كنت تخبر ابي دائما انك تريد ان تدير الشركة مثلة وانا كنت اخبره اني اريد اصبح كسعاد حسني ،
ابتسمت بسعادة وقالت : ابي كان يضحك ويضمني الى صدره ويهمس لي انت اجمل من سعاد حسني
اتسعت عينا بلال بدهشة ليهمس : ولكنها احلام اطفال ايني .
تنهدت بقوة وقالت : لوكنك حققت حلمك بلال ، لماذا تستكثر علي تحقيق حلمي انا الاخرى ؟!
هز راسه بعدم فهم وقال : ولكنه حلم غير مقبول ايني
انتفضت واقفة بغضب وقالت : لماذا غير مقبول ، لأنني فتاة ام لأنني اريد ان اصبح كسعاد حسني
زفر بقوة ليتسمك بهدوئه ويقول : الاثنين ايني .
رفعت راسها في اعتداد وقالت : انا لا افهم هذا كل ما افهمه انك تثق بي وباختياري وتتركني افعل ما اشاء .
زم شفتيه بقوة ليصمت فاتبعت بحدة : اعتقد ان كلا منا مسئول عن قراراته بلال وكما انت دافعت عن اختيارك لابنة السائق فمن حقي انا ان ادافع عن حلمي الذي اوشكت على تحقيقه .
انتفض واقفا ليقترب منها ويهمس بحد ة : اياك ان تذكري اسما بسوء مرة اخرى ايناس .
ابتسمت بسخرية لاحت بملامحها وقالت : لم افعل بلال ولن اعيدها اذا كان هذا يضايقك ولكني كنت اضرب لك مثلا ليس اكثر .
نظر اليها بغضب اشتعل بمقلتيه لتبتسم له في تحدي فهمس من بين اسنانه : حسنا ايني فلتفعلي ما تريدي ، ولكن ضعي في حساباتك اسم العائلة .
ضحكت في سخرية وقالت : لا تقلق يا شقيقي ، سأضعه في اعتباراتي الكاملة .
***************************
ابتسمت وهي تتأرجح على الارجوحة القماشية التي صنعها لها ممدوح منذ صغرها ، كان يقوم بتكبير حجمها كلما كبرت هي ،يعدها اليها وهو مبتسم ويقول لها بمرح : انت بكريتي ديدي
تنفست بقوة وهي تستمتع بملامسة الهواء لخصلات شعرها وبعثرته لها ، ابعدت بعض خصلاتها الامامية لتتنهد بقوة وهي تنظر الى تلك الرسالة الاتية لها من الخارج ، وصلت اليوم مع طرد كبير بعثته لها هنادي من الخارج يحتوي على كثير من اقمصة النوم بجميع اشكالها وانواعها ، زمت شفتيها بغضب وهي تتذكر موعد العرس القريب والتجهيزات القائمة على قدم وساق من اجل عرسها
ابتسمت بسخرية لتتمتم : والعريس غير موجود .
فضت الرسالة بهدوء لتبتسم وهي تشعر بروح هنادي المرحة تقفز من بين سطورها تخبرها ان عصر الرسائل انتهى ولكنها لا زالت تفضل التراسل عن طريق البريد ، تخبرها عن احوالهم باختصار سريع وان الامور بينها وبين هشام عادت الى نصابها الصحيح وخاصة بعد ان وافقت على الاحتفاظ بالطفل حتى لو اتى كاخيه فهي لن ترفضه ، بل انها تنتظره بحب وسعادة ، تسالها عن اخبارها واحوالها واخر ترتيبات عرسها وما الذي ينقصها حتى تأتي لها به من هنا ، و تعتذر لها عن تأخيرهم في العودة فكريم لديه دورة علاجية اخرى ستساهم بقدر كبير في تحسن نطقه وحركته
تمتمت مديحة : شفاه الله وعافاه .
شعرت بهنادي تبتسم لها بخبث وهي تذكر في اخر رسالتها : اتمنى ان تعجبك هديتي لك فهي تنقيتي الخاصة
زمت شفتيها بحنق وهي تنظر اليها بغيظ لتقرا اخر جملة بالرسالة
" اتمنى لك السعادة دائما يا صغيرتي واذا احتجت أي شيء ابعثي لي ، لا تقلقي سنعود قبل موعد العرس ، هشام يبعث لك تحياته وامنياته بحياة سعيدة لك انت ومحمود "
رمشت بعينيها وهي تقرأها مرارا لتزدرد لعابها بقوة وهي تشعر بالغصة تسيطر عليها ، تشعر بالاختناق وهي تعلم انها ذاهبه الى حتفها مع هذا المحمود المختفي بشكل مريب يثير خوفها .
فهو عاد من الخارج منذ ما يقارب الشهر ولكنه مختفي بحجة انه يجهز شقة الزوجية في القاهرة ، تلك الشقة التي لم تذهب اليها يوما ولم تراها ، تشعر بالخوف يقتلها ببطء وهي لا تعلم علام ينوي معها ، فحتى الهاتف لا يتحدث اليها عن طريقه
زفرت بقوة وهي تعود براسها الى الوراء فيتناثر شعرها للخلف ، اغمضت عينيها وهي تضم الرسالة الى صدرها بعفوية ، ضربت قدمها بالأرض لتبدا بأرجحه نفسها بقوة اكثر عن ذي قبل ، فيتطاير شعرها بشكل يخطف الانفاس ،
تنفس بقوة وهو يراقبها وينظر الى تلك الدمعة الوحيدة التي تسللت من بين رموشها تلامس خدها برقة خوفا من ان تجرح بشرتها الناعمة ،
اقترب منها بهدوء ليهمس بخفوت شديد وهو يجلس على ركبه ونصف بجانب الارجوحة : لماذا تبكي امنيتي ؟!
انتفضت بقوة لتقفز واقفة وهي تراه قريب منها ، رمشت بعينيها غير مصدقة وكانه تجسد من عقلها همست بتشتت : ماذا تفعل هنا ؟!
تنهد بقوة لينهض واقفا ويبتسم بهدوء : اتيت لأراك
ابتسمت بسخرية وقلت في صوت ابح : فيك الخير ، تذكرتني اخيرا .
اسبل جفنيه ليهمس : لقد اعطيتك بعض من المساحة كم اردت ديدي ، انتظرت ان تهاتفيني لاقترب منك ولكنك لم تفعلي ،
اقترب منها بخطوة واحدة وهو يضع يده في جيب بنطلونه كعادته ليقول بنبرته الهادئة والقوية في ان واحد : لقد تمسكت بمكانك مديحة فأتيت لأرى ماذا تريدين بالضبط ؟!
رفعت عيناها اليه لتردد : ماذا اريد ؟!
هز راسه بالإيجاب وهو ينظر الى عينيها يسبر اغوارها بصبر وتأني ، تلمع مقلتيه المعتمتين فتثير ارتعاشاتها بقوة لتتماسك هي قويا وترفع راسها في كبرياء يعشقه فابتسم بحنو وهو يقترب منها خطوة اخرى ليتبعها بأخرى ليقف امامها منتصبا .. قويا كالجبال ، همس بدفء وهو يداعب خدها بطرف ابهامه : هل الاجابة عسيرة عليك ديدي ؟!
ابعدت وجهها بعيدا عن يده ليزفر بقوة ويهمس : ماذا تفعلين بنا امنيتي ؟!
قالت بعجرفة وهي تنظر اليه بغضب : بل ماذا تفعل انت بي محمود ؟!
نظر بهدوء الى الورقة بين اصابعها ليسال بجدية : ماذا تقرأِ ؟!
جمد وجهها لتطوي الورقة بحرص وتقول بحدة : لا تتلاعب بالحديث يا ابن العم
رفع حاجبيه بدهشة وهو ينظر اليها تلك النظرة التي تمتلك حواسها كلها فابتعدت الى الوراء خطوتين وهمست بحدة والغضب يتجمع في دموع انحسرت في ماقيها : اجبني محمود ماذا تريد انت مني ،
اشاحت بيدها في هيستريا غير مبرره له : اتريد اذلالي ، ام تريد اخضاعي ، اخبرني انت عما تريد لافهم ما الذي مقبلة عليه ؟!
عقد حجبيه بتعجب ليقول : اذلالك
اتبع سريعا باستنكار : بالطبع لا ،
ليردف بهدوء وجدية : ولا حتى اخضاعك بل اريدك ان تأتي لي برغبتك راضية .. محبة وعاشقة .
ابتسمت بسخرية لتهمس بتهكم وصله جيدا : اذا انه حلم كبير يا ابن العم .
لوى شفتيه عن ابتسامة اقرب الى التكشيرة : لقد اعتدت تحقيق كل احلامي مديحة وكلما كان الحلم كبير كلما استمتعت بتحقيقه .
رفعت راسها بكبرياء مقيت لتهمس :استعد للتخلي عن احلامك كلها يا دكتور فانا سأحولها الى كوابيس .
انطلقت ضحكته قوية وعيناه تلمع باستمتاع ليهمس وهو يقترب منها بغته يحاصرها بذراعيه ويضمها الى صدره : افعلي ما يحلو لك يا امنيتي فقط كوني جزء منها سواء كانت احلاما او كوابيسا فهي ستجمعنا سويا في اخر المطاف .
****************************
ابتسمت بهدوء وهو يدلف الي غرفتهما ويبتسم باتساع وهو يجدها مستيقظة ويقول : السلام عليكم
انحنى ليقبلها برقة وهي تجيبه : حمد الله على سلامتك .
ابتسم وهو يضع ما بيديه ويقول : الله يسلمك حبيبتي .
تخلص من سترته وقال بضيق : اسف لتأخري ولكنه كان اجتماع عمل هام وتلك الشركة التي نتعاقد معها ضايقتنا كثيرا في شروطهم وطلباتهم .
ابتسمت وهي تنظر اليه من بين رموشها وهو يضع سترته في الدولاب ، قالت بهدوء : هل توصلتما الي اتفاق ام لا ؟
هز راسه بالإيجاب وهو يقول : بالطبع المحامية التي يتعامل معها مصطفى رائعة ، وضعت بنودا في العقد تحفظ حقنا نحن ايضا ، صراحتا بدونها لم نكن لنتقدم ولو انش واحد .
شعرت بغضة تسيطر عليها لا تعلم سببها فقالت وهي تنهض واقفة وتحاول ان تسيطر على توترها الذي نشا بدون سبب وجيه : مبروك .
ابتسم وهو يقترب منها ويجذبها من خصرها اليه : الله يبارك فيك يا عيون وليد
ابتسمت بهدوء وهي تحاول ان تفلت من بين ذراعيه وتقول : هل اعد لك الطعام ؟
نظر لها بهدوء لتبتسم له باعتذار رقيق وهي تضع كفيها فوق كتفيه ابتسم باتساع ليضمها اليه اكثر ويقول : لا تناولت العشاء معهم
اتبع وهو يطلقها برقة ليكمل خلع ملابسه : اكثر ما ضايقني تلك البدلة وربطة العنق ، اخبرت مصطفى الا يوجد سبب لحضوري ولكنه اصر ؟!
قالت بعمليه : انت شريك رئيسي في الشركة وليد ومن المفترض ان تحضر اجتماعاتها بالعملاء وخاصة المهمين منهم .
زفر بضيق وقال : اعلم ومصطفى كان لديه حق فهم تناقشوا بأشياء تخص الديكور ومصطفى لم يكن ليستطيع ان يشرح وجهات نظري .
ابتسمت بموافقة وهي ترتب ملابسه بهمه ثم ترتدي حذائها المنزلي الخفيف وتقول : أرأيت ؟
ظهر الانزعاج بعينيه وزم شفتيه بضيق وهو يراها تتحرك خارجة من الغرفة ليقول : الي اين ياسمين ؟
ابتسمت له وقالت : اتيت ببعض الحلوى التي تفضلها سآتي لك بشيء منها .
ابتسم بتفهم وقال : حسنا سأستحم الي ان تأتي ، لا تخلدي للنوم قبل ان اخرج من هنا .
لم يسمع ردها فتحرك سريعا ليدخل الي دورة المياه
تحركت في المطبخ بضيق وهي تتذكر تعليقه على تلك المحامية التي من الواضح انها ابهرته ، تعرف جيدا نظرة الاعجاب عندما تتألق بعينيه ولم تستطع ان تنحي ذلك الشعور الحارق الذي انتشر بقلبها
تنفست بقوة وهي تعد كوبين من القهوة مع الحلوى وتحمل الصينية وتتجه بها للداخل مرة اخرى ،
قالت بملل وهي تنظر اليه يقف امام المرآه ويعدل من خصلات شعره المبللة ويرتدي شورتا قصيرا يصل لمنتصف فخذيه : ارتدي ملابسك وليد .
ابتسم بغيظ وقال : انا بغرفة النوم ياسمين كيف ارتدي ملابسي بالله عليك .
لوت شفتيها بضيق وقالت : لقد اتفقنا انك تلتزم ببعض القواعد وليد لا يصح ان تتجول عاريا في انحناء المنزل .
ابتسم بضيق وقال : انا لم اغادر غرفة النوم ياسمين .
اتبعت بغيظ وكأنها لم تسمعه وهي تضع الصينية من يدها : لم ارى ابي بهكذا منظر ولا مرة في حياتي
ليبتسم هو بتسليه وهو يقترب منها ويضمها من ظهرها اليه ويقول : بالتأكيد كان يتجرد من ملابسه كاملة في غرفة نومه .
تأففت بضيق واذنيها تحتقن بقوة : وليد كف عن ذلك .
ضحك بقوة وهو يلفها اليه وقال : لم تعتبريها اهانه ، اليس والدك هذا بشر مثلنا ؟!
نظر لها بمكر وهو يتبع بتسلية : اكان يستحم بملابسة ؟!
ضحكت بقوة وهي تلكزه في كتفه وتقول بتبرم : اخبرتك ان تتوقف .
ضحك مقهقها وقال : حسنا سأتوقف عن الحديث عن سيادة المستشار
جلس على الكرسي الهزاز الموضوع جانب الشرفة وقال وهو يمد يده لها : تعالي .
ابتسمت بهدوء لتناوله كفها في غنج ابهجه وهي تقترب منه بخفة وتجلس بحضنه كما يريد ، ناولته طبق الحلوى وقالت : تذوقه ان ذلك الحلواني افضل من يعد هذا النوع .
اكملت وهي تتعلق برقبته : لقد ذهبت اليه خصيصا لابتاعها من اجلك .
رفع حاجبيه بدهشة ليهمس : اووه ممتاز ،
ابتسمت بتوتر لينظر الى عينيها ويقول بجدية : اخبريني ما الامر ؟!
نظرت له باستفهام فردد : كنت طبيعية عندما اتيت ولكن الان اشعر بك ضائقة .
لوت شفتيها وقالت بهمس : لا شيء .
مط شفتيه بتفكير ليهمس : ازعجك حديثي عن محامية مصطفى .
ارتجفت شفتاها في توتر لتبدا بفرقعة اصابعها فيحتضن هو اناملها يجبرها على التوقف ليهمس بعتب : ياسمين .
هزت كتفيها بعدم معرفة لتقول بخفوت : انه شيء رغما عني
نظرت اليه لتتبع بصدق : انا اغار عليك وهذا امر ليس بيدي .
ابتسم باتساع : لا ضرر من قليل من الغيرة ولكن تأكدي انني ملك لك دائما وابدا .
تنهدت بقوة وقالت : اعلم حبيبي اعلم
فقالت وهي تعض شفتيها : لم تسالني عن سبب شرائي للحلوى .
حرك حاجبيه مغيظا وقال : لأنك لا تستطيعين صنعها .
اخرجت لسانها بغيظ وقالت : لن اخبرك .
همت بالقفز من حضنه ليتمسك بها قويا ويقول : انتظري جاسي واخبريني
اشاحت بوجهها بعديا عنه ليقبل وجنتها القريبة منه ويقربها اليه ثانية ويهمس: لا تكوني سريعة الغضب .
همست بمكر انثوي : انا اتدلل عليك .
تنهد بحب لمع ببندقيتيه : وانا اسير دلالك يا ياسمينتي
اتبع بتساؤل غامض : اذا هناك سببا لنحتفل به .
هزت راسها بالإيجاب ليقول : ليس العقد الخاص بشركتي .
هزت راسها نافية فقال يضمها اليه اكثر : هل علي ان اخمن ؟
هزت راسها بدلال فتنفس بقوة : اذا علي ان افكر بتمهل .
هزت راسها بالموافقة فهمس : قبليني .
ضحكت بقوة وقالت : لماذا ؟!
اشار اليها بعفوية وقال : لأستطيع التفكير جيدا ياسمين
ضحكت بخفة وقالت وهي تقبله في وجنته بالفعل : حسنا يا باشمهندس فكر واخبرني بتخميناتك الرائعة .
قال بتسلية : سأفكر جيدا وانا اتناول قطعة الحلوى التي تبدو شهية بالفعل من بين اناملك .
هزت راسها في عدم امل لتباشر بإطعامه الحلوى ،عضت شفتيها برقة عندما قبل اطراف اصابعها بإغواء يتمكن منه جيدا فهمس : كم من المرات طلبت منك الا تفعلينها ثانية .
همست بدلال : كثيرا .
نظر اليها بلهفة : اذا انت تتقصدين اثارة غضبي ياسمين .
ضحكت بانطلاق وقالت : تلك المرة لا ، فعلتها بدون قصد مني .
احتضنها بلهفه وقال وهو يبدا بنثر قبلاته على صلاتها اللولبية : حسنا ، ما المناسبة ؟
رفعت حاجبيها ونظرت اليه بمكر ، فعقد حاجبيه وهو يمضغ الحلوى بعد ان وضعت له هي قطعه بفمه : هل هو شيء يخص عملك ؟!
هزت راسها نافية فاتبع : لا يخص عملي ولا يخص عملك ، ولكنه يخصنا .
هزت راسها بالإيجاب فقال بصدمة : لا تخبريني ان عيد مولدي اليوم .
ضحكت بسعادة وقالت : لا طبعا .
اتبعت : ومن المؤكد انه ليس خاصتي ، لأنك تتذكره دائما .
تنفس بقوة وقال : عروستي .
تورد وجهها بحمرة زينت وجنتيها وشعر بتوترها الذي اجتاح جسدها بأكمله ، قالت وهي تخفض بصرها بعيدا عنه : انا حامل .
تدلى فكه ببلاهة ليهمس بعدم تصديق : فعلا.
هزت راسها بالإيجاب مؤكده ليحملها بين ذراعيه ويقفز واقفا ، يدور بها في الغرفة ويصرخ بمرح كطفل صغير
دوت ضحكتها مجلجلة لتصيح من بينها : توقف وليد لقد افزعت الجيران بصراخك .
صاح بصخب : فليستيقظوا جميعا فسيادة الوزير سيرزق بحفيد ، وابن الوزير سعيد للغاية بان ربنا من عليه ورزقه بزوجة مثلك .
دمعت عيناه بقوة ليسند جبهته براسها ويهمس : احبك يا ياسمينتي .
*********************
ابتسمت بهدوء وهي تضع الطفلين في كرسيهما في الخلف وتهمس :سيسر برؤيتهما .
استند بمرفقه على سقف السيارة وقال من بين اسنانه وهو يرفع حاجبيه بغيظ لم يحاول اخفائه : بالطبع وخاصة عندما اصبحا يشبهانك منال .
نظرت اليه بتعجب لتقول بتعجب : لم يرثا مني أي شيء خالد الا لون بشرتي القمحية لقد ورثوا كل شيء فيك حتى شعرك الاسود الفاحم .
تمتم بشيء لم تستمع اليه لتقول بجدية : اعتقد انك انت من اقترحت ذهابنا الى جاك ولست انا .
نظر اليها من بين رموشه : اذا
زفرت بضيق وقالت : لماذا اشعر بانك ضائق من الامر ؟!
زم شفتيه بقوة ليقول وهو يدخل الى السيارة : هيا منال حتى لا يفوتنا موعد الزيارة .
رفعت حاجبيها في دهشة لتتبعه وهي تشعر بالضيق يخيم عليها ، زفرت بقوة لتهمس : ما بالك خالد ؟!
نظرت اليه وقالت : اخبرني من فضلك .
لوى شفتيه في حنق ليهمس بحدة : الا يحق لي ان اتضايق وانا اصحب زوجتي الى زيارة صديق لها اعلم تمام المعرفة انه يهيم بها حبا .
احتقنت وجنتيها بقوة لتهمس بتلعثم : ما الذي تقوله خالد ؟!
تنفس بقوة ليقول : الحقيقة منال ، انها الحقيقة .
قالت بتوتر : ولكن جاك صديق ولم يكن ابدا أي شيء اخر .
اتبعت سريعا : بل هو لم يتعد حدوده اطلاقا كان دائما محترم .. خلوق .. ومتعاون .
ضحك بسخرية واتبع : ومحب .. عاشق .. متيم .
صاحت بضيق : خالد .
زم شفتيه بحنق وقال بحدة : اعلم جيدا انه لم يتعدى حدوده معك واعلم ايضا انك لم تشعري ناحيته باي شيء الا مشاعر الصداقة ولكني لا استطيع السيطرة على غيرتي .
اتبع بخفوت : حاولت ان اكون متحضرا وانحي مشاعري السلبية اتجاهه ولكني لم استطع الا ان اشعر بالغيرة تمزقني ولكن في الاخير انا اصحبك لتودعيه قبل ان يغادر الى لندن دون رجعة .
ابتسمت بسعادة طلت من مقلتيها لتنفرج شفتيها تدريجيا عن ضحكة خفيفة تطورت الى ضحكة انطلقت مجلجلة بالسيارة ووجها ينطق بسعادته ، التفت اليها في عنف وقال : علام تضحكين منال ؟!
اقتربت منه في رقة وقالت بشقاوة : سعيدة خالد ، لأول مرة اشعر بغيرتك هكذا قوية وواضحة .
اتبعت بإغواء وهي تهمس بجانب اذنه : اشعلت حواسي .
ابتسم بمكر وقال : ستتسبين لنا في حادثة منال .
ضحكت بدلال وقالت ببوح لم يتوقعه : رغم ضيقي منك الا اني اشعر الان باني احبك جدا يا خواجة .
ابتسم بخبث وقال : اعلم انكي تحبينني جدا جدا ولكن الى الان لم اتوصل لماذا ضائقة مني ؟!
تنهد بقوة ليهمس بتساؤل لاح في عمق زرقاويتيه : شعرت بك منذ ولادتك منال ، ولكني اثرت الصمت الى ان تبوحي انت ،
ابتسم بخفة وقال :لابد ان تتعلمي ان تبوحي يا منالي فالكتمان ليس بعلامة جيدة في علاقات الحب والغرام .
ضحكت بخفة وقالت : انظر من يتكلم ؟!
اتبعت بتهكم : سيد الغموض يتكلم عن البوح ،
اردفت بجدية : ان هذا سبب ضيقي خالد ، هذا الغموض الذي لم تحاول ان تكشفه لي ، تلك الحياة السرية التي لم تحاول اخباري بها ، حتى عندما تعرضت الى الخطر معك لم تحاول ان تخبرني عن ما سأتعرض له ، لم اتوقع منك ان تخفي عني شيئا بعد ان تصارحنا بكل شيء .
تنفس بقوة وقال : المعذرة منال ولكني لم استطع ان اخبرك ، لم استطع ان اقص عليك الامر ، كنت اشعر بالقلق يحاوطني والخطر يداهمني فأشفقت عليك من تحمل كل هذا التوتر ، لذا لم اخبرك .
همت بالحديث ليشير اليها بيده ويهمس بجدية : ولكن اعدك اني لن افعلها ثانية ، منذ اليوم لا مزيد من الاسرار ولا مزيد من الغموض ، سأصبح كالكتاب المفتوح امامك .
نظر اليها بمكر وقال : أيرضيك هذا حبيبتي ؟!
ابتسمت بدلال وهمست : بل يرضيني ان تحتفظ ببعض من غموضك يا خواجة لاستمتع وانا افك شفراته المتجددة دائما
|