كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 26 ..
دلفت إلى المنزل هي وايني تحملان الكثير من الأكياس وتتحدثان سوياً بمرح. أشارت لهما الخادمة بأن تصمتا وهي تهمس " ان لديهم ضيوف بالصالون "
أومأت الاثنتان برأسيهما ودلفتا إلى الداخل لتقول ايني بتعجب: من تتوقعين بالداخل؟
هزت ليلى أكتافها بلا مبالاة وقالت: لا اعلم.
دلفتا إلى غرفة ليلى ووضعتا الأكياس من أيديهما وبدأت ايني تبحث عن الأشياء التي تخصها.
لا تعلم لماذا شعرت بذلك الشعور الخانق الذي سيطر عليها فجأة ولكنها نحته جانباً وهي تخبر نفسها أنها تشعر بذلك لأنها قابلته اليوم لا أكثر. تنفست بقوة وهي تنبه نفسها ألا تنجرف بأفكارها إليه، فهي لا تريد التفكير به، ولا بكلماته التي حملت الوعيد والثقة بشكل يفقدها تركيزها.
هزت رأسها بعنف وهي تجبر نفسها على التركيز مع أختها فقالت بمرح افتعلته: ما رأيك ان تساعديني بترتيب أغراضي وأنا سأذهب معك بعد ذلك لأساعدك.
هزت إيناس رأسها بمرح وقالت بالإنجليزية: اتفقنا.
ابتسمت ليلى و بدأت في حمل الأشياء و وضعها بالدولاب.
التفت لتأخذ بقية الملابس من يدي إيناس ليحتقن وجهها بقوة وهي تنظر إلى الفستان الذي حملته ايني من حمالتيه وهي تنظر إليه بانبهار. قالت بطلاقة: واو ليلى، انه خطير، لم أره وأنت تبتاعينه؟
اتسعت عيناها بذهول وهي ترى ذلك الفستان بين يدي ايني ورمشت بعينيها وهي تؤنب نفسها كيف لم تلقه في وجهه عندما ظهر أمامها في المطعم، لقد نسته تماماً، فقد خبأته بإحدى الأكياس الأخرى حتى لا تلاحظه إيناس وهما في المحل وتجبرها على ارتدائه أو رؤيته عليها، لتنساه كلية.
زفرت بقوة وهي تنظر لعيني ايني اللامعتين، فخفضت عينيها بحرج وقالت: حقاً؟ لم أدرك ذلك؟
رددت ايني: انه رائع حقاً، لا ينتمي لاختياراتك عادة ولكن اشعر انه صنع خصيصاً من أجلك.
اقتربت ايني ووضعته على جسد ليلى وقالت بانبهار: اللون والتصميم يناسبونك تماماً.
احتقنت وجنتا ليلى بقوة لتشد الفستان من بين يدي ايني سريعاً وتقول: لا اعلم لماذا ابتعته في الأساس فانا لن ارتديه على أي حال.
ابتسمت ايني وغمزت بعينيها: سترتدينه في وقت ما.
ابتسمت ليلى بتوتر وهمت بالرد ليقاطعها صوت طرقات على الباب قالت ايني بمرح: تفضلي أمي.
دلفت إلام إلى الغرفة وهي تبتسم بهدوء ورزانة _بعد ان بدأت تستعيد عافيتها وصحتها كاملة، قالت في هدوء: أرى أنكما تسوقتما معاً.
ابتسمت ايني وهي تتجه لتقبلها: اليوم كان ينقصك أمي.
ابتسمت إلام: عندما استعيد عافيتي بالكامل سنخرج جميعنا.
ارتبكت ليلى وخبأت الفستان وراء ظهرها وهي تتجه لوالدتها وتقبلها: ان شاء الله ماما.
ابتسمت السيدة وهي تلاحظ حركة ابنتها التي اتجهت سريعاً لتلقي بما في يدها بداخل الدولاب. ثرثرت ايني: كلا أمي لا تنسي انك وعدتني برحلة للشاطئ.
أومأت الأم موافقة: ورحلة للشاطئ أيضاَ. سنفعل كل ما تريدين ايني لا تقلقي.
صاحت ايني فرحة لتتساءل بفضول: من الزائر أمي؟
ابتسمت الأم وقالت: انه ضيف مميز، ارتديا شيئاً لائقاً وخاصة أنت ليلى.
نظرت لها بتعجب: لماذا أمي؟
ابتسمت ثم رتبت على خدها: عمك بالخارج حبيبتي.
اتبعت وهي تخرج من باب الغرفة: هيا لا تتأخري ليلى.
تألق وجه ليلى بقوة وقالت: حسناً أمي سأخرج حالاً.
نظرت ايني لها بطريقة مريبة فقالت بدهشة: ماذا بك؟
ابتسمت ايني بطريقة مميزة: لا شيء، ما رأيك ان انتقي معك ما سترتدينه ويكون من مشتريات اليوم؟
هزت ليلى كتفيها بلا مبالاة: حسناً موافقة.
ارتدت ما استقرتا عليه هي وايني، كان فستاناً رقيقاً من الكتان الأزرق، بأكمام رقيقة عن قماش الفستان قليلاً منفوشة لآخر الذراع ومزمومة من عند الكف، مزين بحزام ابيض اللون عريض عند الخصر مزين بنقشات فضية وبه ثلاثة فصوص من الخرز الأزرق، طويل يرسم جسدها جيداً ولكنه محتشم، ضيق من عند الصدر وبفتحة صدر دائرية ضيقة.
وقفت تنظر إلى نفسها بالمرآة لتأتي لها ايني بحذاء بناتي خفيف ابيض اللون وقالت بمرح: هذا مناسب، شكلك رائع ليلى.
اتبعت: هيا جددي زينتك واجعليها ثقيلة نوعاً ما.
ازدردت لعابها قوياً وقالت بصوت مبحوح: أليس مكشوف الصدر قليلاً؟
أخرجت إيناس حجاباً عريض ابيض وبه تموجات نيلية اللون وقالت: هذا سيكون مناسباً وسيغطي صدر الفستان، هيا تحركي حتى لا نتأخر.
اتبعت وهي تخرج من باب الغرفة: سأذهب لأبدل ملابسي أنا الأخرى.
تركتها وخرجت لتقف هي وتنظر لنفسها في المرآة وهي تشعر بمشاعر مضطربة تموج بداخلها. تشعر بأنفاسها ثقيلة وبشعور مريب يكتنفها، قلبها يثب بجنون، لماذا تشعر بالخوف والتوتر الهائل الذي طغى عليها، ما الذي يحدث ليلى؟
زفرت بضيق من تلك الخنقة التي استحكمت حلقها فاستغفرت وهي تلف حجابها حول رأسها وتجدد زينتها كما أخبرتها إيناس، ابتسمت لنفسها في المرآة ابتسامة خرجت متوترة عكست شعورها الداخلي فحاولت بث بعضاً من الثقة في نفسها وهي تفكر " انه عمي من بالخارج، لماذا اشعر بأنني مقبلة على اختبار صعب. أمي تريدني أن اظهر بمظهر لائق فقط حتى يطمئن عمي علي وأنا هنا "
أراحها ذلك التفكير وطمأن قلبها لتخطو إلى الخارج بخطوات واثقة.
اتسعت ابتسامتها وهي تسمع صوت عمها يتحدث بهدوء كعادته ولكن هذا الحديث ليس موجهاً لبلال، نحت تلك الرائحة التي داعبت انفها وهي تجبر عقلها على عدم التفكير به الآن، وترغمه على البعد عن بؤرة تفكيرها وهي تحصر تفكيرها بعمها وأنها اشتاقت إليه، وأنها لابد ان تقنعه بسعادتها مع والدتها لتطمئنه !!
أنصتت سمعها قليلاً لتجده مستمراً في الحديث ولكن الطرف الآخر لا يتكلم.
هزت كتفيها بلامبالاة ودلفت إلى الداخل بمرح وهي تقول: مرحباً عمي، نورت بيتنا.
صمتت فجأة عن الكلام وهي تنظر إليه وهو ينتفض واقفاً أمامها، اتسعت عيناها بقوة وهي تنظر إليه بدهشة وعقلها يقفز سائلاً " ما الذي أتى به إلى هنا؟ "
************************
ظلت واقفة بصدمة والذهول يطل من عينيها وهي تنظر إليه، تردد السؤال بداخلها أكثر من مرة " هل هو هنا حقاً، أم يخيل إليها؟!!
لم تلحظ ان عمها احتضنها بين ذراعيه ورحب بها ترحيباً بالغاً، بل لم تحرك عينيها من عليه إطلاقاً، وإنما ظلت تحدق به وكأن كثرة تحديقها به سيجعله يختفى من أمامها الآن.
رمشت بعينيها لعل عندما تغلق عينيها وتفتحهما من جديد سينتهي ذلك الحلم الذي أزعجها بالفعل لتجده ينظر إليها وهو يبتسم ويخبرها بعينيه: لقد أخبرتك من قبل.
رمشت بعينيها مرة أخرى وهي تحاول ان تقنع عقلها ونفسها بأنه بالفعل موجود وأنها لا تتخيل، عبد الرحمن هنا يتوسط صالون شقة والدتها، يقف بين عمها وبلال الاثنان يرحبان به ووالدتها أيضاً، سألت نفسها " هل أصبت بهلوسة عقليه واجمع بين الأمور والأشخاص بعقلي "
تمتم عقلها " أنا أتخيل أليس كذلك؟ "
هزت رأسها وتمتمت بخفوت وهي تؤكد لنفسها : بالطبع انه ليس موجوداً.
انتبهت من أفكارها على يد عمها التي دفعتها بلطف لتدلف إلى منتصف الغرفة وهو يقول بمرح: طبعا لا تحتاجين ان تتعرفي على أمير.
ابتسم أمير بحرج وقال: أهلا ليلى.
التفت إلى عمها بشيء من التوتر وأعاد عقلها مرة أخرى مرددا لاسم " أمير "
هزت رأسها بتشتت وشعرت بأنها استيقظت فجأة من السبات وهي تسمع صوته واضحاً بأذنيها وهو يرحب بها بود وحرج رسمه بإتقان.
نظرت إليه وهي تحاول ان تفهم ما يحدث أمامها دون فائدة، تشعر بأن عقلها يحيط به الغيوم نقلت عينيها إلى يده الممدودة كأنها ثعبان سيقرصها ورفعت عيناها إليه ونظرت له باستفهام ورفض لأن تصافحه، ضيق عينيه ونظر لها بقوة يخبرها ألا تفعل ما تفكر به، ابتسم باتساع وهو يقبض على كفها ويصافحها بود أتقنه.
تنحنح بلال وقال: تعالي حبيبتي اجلسي.
هم بالتحرك ليجلسها مكانه ويذهب هو للجلوس على الكرسي بجوار أمير، لتقول أمها بلطف وهي تخبره بعينيها ألا يتحرك: اجلسي حبيبتي فالكرسي بجوار أمير بك فارغ.
نظرت لأمها بذهول وهي غير مستوعبة " أحقاً والدتها تدعوها للجلوس بجواره أم ان عقلها ينسج أحداثاً لقصة خيالية؟ شعرت بالغباء يخيم على عقلها تلك المرة حقاً وهي ترى ابتسامة والدتها المطمئنة مرسومة على شفتيها، شعرت بأنها ستصاب بسكتة دماغية عندما سمعته يقول : أمير فقط أمي ألم نتفق؟
أجابت والدتها بحنان " طبعاً بني "
همست بخفوت: ماذا يحدث هنا؟
لكن همستها لم تخرج من حنجرتها بل ان صوتها حُشر بداخل حلقها وشفتيها لم تتحركان عن وضعهما الصامت.
شدها من يدها بخفة دون ان يلحظ الحاضرون ما فعل ليوجهها للكرسي. ولدهشتها استجابت له وتحركت، كما استجابت لنظراته المهدئة لها فشعرت ببعض الهدوء النسبي يتخلل توترها المسيطر على حواسها، لتشعر بجسدها كله يتصلب وهي تسمعه يهمس بأذنها القريبة منه: بل أنا موجود ليلى، أنا هنا عريسك المنتظر.
وكأنه يقرأ أفكارها، يعلم جيداً بحالة التشتت العقلي التي تمر بها، همسته أتت على ما تبقى من عقلها واتزانها فشعرت بأنها سيغشى عليها، فجلست مرغمة في المكان الذي حدده هو وهي تحاول ان تحافظ على وجودها بينهم، لا تسمع الحوار الدائر بينهم ولكنها تومئ برأسها وكأنها تستمع بالفعل، تحرك رأسها بإيماءات خفيفة وهي ترد على والدتها وعمها وهي تحاول ان تركز لتفهم ما يدور، فقط هي تريد الفهم، تبتسم بتوتر لبلال وتتحاشى النظر إليه فهو يسألها بعينيه أسئلة لا تفهمها هي ولا تجد لها إجابة، بل لأول مرة منذ ان قابلت بلال وهي لا تستطيع فهم عينيه، أكد عقلها " بل لا تستطيعين فهم شيء على الإطلاق "
أدارت عينيها مرة أخرى وهي تجبر عقلها على التركيز لعلها تستطيع حل تلك المعضلة التي أمامها وتعلم سبب وجوده هنا، لتشعر بالقهر يجثم على صدرها وهي ترى عمها يتكلم مع عبد الرحمن بود يسأله عن أشياء تخصه والآخر يجيب بثقة كما عهدته دوماً.
نقلت عينيها لأمها لترى أنها أيضاً تعامله بلطف منقطع النظير وكأنه أصبح من العائلة فعلياً، رفعت حاجبيها بصدمة وهي تسمع ضحكة عمها الرزينة تنطلق على شيء قاله ذاك المستفز الجالس إلى جوارها، أما أكثر شيء تعجبت منه هو حديث بلال الودي معه وكأنه يعرفه منذ زمن وأنهما أصدقاء.
انتبهت من أفكارها على دخول إيناس ومعها موجات المرح التابعة لها، ولكنها تميزت من الغيظ وهي تسمع ايني ترحب به بمرح ثم انحنت لتهمس لها: لماذا لم تخبريني عنه؟
نظرت لها مستفهمة فأكملت الأخرى بخفوت : لقد رأيته اليوم وهو معك.
اتبعت بطفولية معاتبة: رغم أنني عاتبة عليك لأنك لم تخبريني، إلا أنني فرحة من أجلك، مبروك لولا.
أغمضت عينيها وهي تفكر " ماذا يحدث بحق الله، لماذا تعاتبها ايني و تغضب منها، والاهم علام تبارك لها تلك الفتاه؟ "
نظرت حولها وهي تفكر هل اتفق معهم عبد الرحمن ليصيبوني بالجنون جميعاً، أم أن ذلك الكاذب تلاعب بهم ليوهمهم بشيء غير موجود اخترعه هو.
رفعت حاجبيها وقد بدأت في إدراك ما يحدث بالفعل وتمتم عقلها " من الواضح ان جميعهم مدركون للأمر بشكل خاطئ كلياً "
خفضت رأسها و فكرت " ما الذي حدث وجعلهم يرحبون به بتلك الطريقة؟ بل ما الذي اخبرهم به هذا العبد الرحمن لينظروا لها بتلك النظرات السعيدة التي تتمنى لها التوفيق؟ "
والاهم لديها بلال فهو الذي سينفذ لها رغبتها في طرد ذلك الأحمق الذي يجلس منتفخاً كالطاووس بجانبها، بل سينتقم منه إذا أرادت هي. ما الذي اخبره به ليجعله يستمع إليه بتلك الطريقة ويتعامل معه كصديق مقرب له؟
انتبهت من أفكارها على الصمت السائد بالمكان لترفع عينيها وتنظر حولها لتجد المكان فارغا !!
تنفست بقوة ثم أغمضت عينيها وهي تخبر نفسها انه كان حلماً، أو كابوساً لن تفرق معها، المهم انه انتهى والحمد لله.
انتفضت واقفة وهي تسمعه يقول بصوت ساخر: لم يكن حلماً، أنا ما زلت هنا.
شهقت بقوة وهي تنظر إليه ليضحك على ملامحها المرتعبة وقال بخفة: اهدئي يا أميرتي فانا لست شبحاً.
اتبع وهو يشير إليها بيده ملوحاً بظرف مبالغ فيه: انظري إنه أنا أتحرك أمامك.
نظرت له بغيظ وقالت من بين أسنانها: كف عن تلك التصرفات السخيفة.
رفع حاجبيه باستمتاع وهو ينظر إليها بسخرية قالت بقوة: ماذا تفعل هنا؟
نظر لها من بين رموشه وهو يبتسم باستفزاز فاتبعت بكبرياء وحنق: ولماذا أتيت من الأصل؟
رفع عينيه ونظر لها بتفحص ليقول بهدوء: اجلسي يا عروسي الحسناًء حتى لا يدخل احدهم ويجدك واقفة بتلك الطريقة ويشكون انك تريني ذلك الثوب من جميع الجهات.
شعرت بالخجل والحرج يكسوها ولكنها لم تترك ذلك الإحساس يتحكم بها فنظرت له بغضب وقالت: بل سأجعلهم يدخلون واخبرهم ان يرموك خارجاً.
نظر لها بقوة فأشاحت بعينيها بعيداً عنه وجلست في ابعد مكان عنه، وسألت بصوت مهزوز: لم ترد على أسئلتي؟
نظر لها وقال ببرود: أية أسئلة؟
جزت على أسنانها قوياً ورددت بحنق: لماذا أتيت وماذا تفعل هنا؟
هز راسه وقال: آها، تلك الأسئلة !
نظرت له بغيظ فاتبع وهو يبتسم بثقة وعيناه تلمع بتلك الابتسامة التي باتت تكرهها حقاً: أتيت أرى عروسي ونحدد موعد للخطبة.
انتفضت واقفة وقالت بغضب: في أحلامك.
رفع حاجبه لها وهو ينظر بقوة: بل في الواقع ليلى. وقريبا جداً أيضاً.
جزت على أسنانها غضباً وشعرت بدمائها تغلي بأوردتها فقالت وهي تصر على حروفها: لن اقبل بك وسأرفضك الآن أمامهم جميعاً ولن تستطيع ان تفعل شيئاً، بل سأخبر أخي وعمي انك تلاعبت بي وسأجعلهم ينتقمون منك.
ابتسم ساخراً وقال بنبرة لا مبالية: كيف ستخبرينهم ليلى؟
نظر إلى عينيها نظرة مباشرة وقال بخفوت: هل ستخبرين أخاك العزيز انك كنت تتحدثين مع احدهم على الانترنت وتبادلينه المشاعر والآن لا تريدين الزواج منه؟
اتبع بفحيح: أم ستخبرين عمك العزيز انك كنت على علاقة بسائق سيادة السفير؟
نهض واقفا أمامها فجأة وأحنى راسه لينظر إليها ويجبرها على النظر إليه: هيا ليلى اخبريني عن التصور الذي يدور في راسك.
تحاشت النظر إليه ليمسك ذقنها بأطراف أنامله ويرفع رأسها إليه ويقول بغيظ: اخبريني كيف ستخبرين أخاك وعمك عني، هل ستخبرينهم بعلاقتك مع الأسطى أم مع السيد أمير؟ أم ستخبرينهم عن الاثنين؟
نظرت إلى عينيه بتحدي وإصرار: ولماذا لا اخبرهم عن الاثنين؟ لم افعل شيئاً خاطئا وهما سيقدران ذلك، وأنا مستعدة ان افعل أي شيء لأتخلص منك ومن رؤية وجهك هذا.
احتقنت أذناه بقوة ونظر إلى عينيها بجمود: لن تستطيعي مجاراتي ليلى، واعلمي أنني سأفعل أي شيء لأنالك، اختصري على نفسك الكثير، وأخوك الذي تستقوين به من السهل جداً ان اجعله لا ينظر إلى وجهك مرة ثانية.
همس بجانب أذنها: أنا اعلم عنك الكثير، تخيلي ما استطيع ان اخبره به، ولن أتحرى الصدق عزيزتي.
شحب وجهها بقوة وهي تنظر إليه ليبتسم فجأة باتساع ويقول بطريقة مختلفة كلياً عن الطريقة التي كان يحدثها بها: لا اصدق أنني هنا أخيراً.
لمعت عيناه برقة وهو يتبع: أتمنى ان اختصر المسافات لنكون سوياً حبي. .
قضم كلماته وهو يبتعد عنها فجأة، لتزداد عقدة حاجبيها إلى ان ابتسم بحرج وقال بخفوت: مرحباً بلال.
احتقن وجهها بقوة وهي تتذكر أنه كان قريباً منها وأن ما تفوه به للتو سيعطي أخاها فكرة أخرى كلية عن الحديث الذي كان يدور بينهما، شعرت بأنها تريد ان تقتله فهو يتلاعب بها وبمن حولها أيضاً، زمت شفتيها بحنق وشعرت بالغضب يتملكها بالفعل وراودتها تلك الفكرة ان تخبر بلال بكل ما حدث، ولكنها نظرت إلى عينيه التي لمعت بتحذير واضح وكأنه يقرأ أفكارها، خفضت عينيها وهي تشعر بالقهر يسيطر عليها وما زاد من قهرها رد بلال الذي أتى هادئاً وهو يقول: لا عليك، أتيت لأطمئن على ليلى.
اقترب الآخر سريعاً وقال بلهفة خرجت منه تلقائية ولكنها شعرت بأنها مفتعلة وتمثيلية كبقية حديثه الآخر: ماذا بك ليلى؟ هل أنت متعبة؟
نظرت له بغضب وهزت رأسها نافية. همت بالحديث لتسمع صوت ايني تقول بخفة: بلال أمي تريدك.
ابتسم بلال بتوتر وقال: بعد إذنكما.
تبعته إيناس في هدوء ليخرج الاثنان من الغرفة، ظلت واقفة كما هي وأطرقت برأسها إلى الأرض، تنظر إلى نقوش السجادة الجميلة التي تقع تحت قدميها، صمتت لوقت ليس بكثير تفكر في طريقة للخلاص منه، طريقة سهلة لتقنعه ان يبتعد عنها، فهي لا تريده !!
صاح صوت قوي بداخلها " أحقاً لا تريدنه ليلى؟ أم يوجد بداخلك ذلك الشيء الصغير الفرح بوجوده هنا أخيراً؟ ذلك الشيء الصغير الذي يقفز لأن من أحببته أتى ليطلب يدك ويتزوج منك "
شعرت بالضعف يخلل قدميها ليصيح عقلها " كلا نحن لا نريده، فقد تلاعب بنا وخدعنا، آلمنا كثيراً، بالتأكيد لا نريده !!"
قبضت كفيها قوياً وهي تحاول ان تسيطر على تموجات المشاعر المتضاربة بداخلها، تريد السيطرة على أعصابها وتواجهه دون ان تشعر بالخسارة مرة أخرى، فالخسارة تمزقها. تعلم جيداً انه لا سبيل للنصر أمامه ولكنها ستحاول، بالتأكيد ستحاول !!
رفعت نظرها أخيراً إليه وزفرت بقوة لتقول بصوت هادئ: ماذا تريد؟
**********************
تبع شقيقته في صمت وهو يشعر بالغضب من ذلك الأمير الذي جاء طائراً ليحط رحاله لديهم ويخطف أخته الكبيرة من بين يديه !!
جز على أسنانه قوياً " نعم هو يخطفها، يسحبها من جانبه، يأخذها معه إلى عالم بعيد عنه، وهو لا يحب ذلك بل يكرهه، يكره ان يستولى شخص آخر على مشاعر أخته التي باتت اقرب إليه من نفسه، بل أكثر ما يكرهه هو ذلك الحدس الخفي الذي يخبره ان ذلك الأمير استولى على قلب أخته من فترة بعيدة، استولى على قلبها وعقلها وقريباً جداً سيصبح كل دنياها وعالمها "
طرق عقله قوياً: ستتركك وحيداً بلال وتذهب معه.
زمجر بغضب رغماً عنه لتنظر إليه إيناس بطرف عينها وتقول: ماذا بك بلال؟ هل أنت ضائق من خطبة اختنا الكبرى؟
نظر إليها بحدة فقالت بهدوء: من المفترض ان تفرح ولكن ملامح وجهك بعيدة كل البعد عن السعادة.
ضم شفتيه قوياً حتى لا يتفوه بما لا يليق لتتبع هي بسلاسة: أنا سعيدة من اجلها فهي ستتزوج ممن تحب.
اتسعت عيناها بقوة ولاح الغضب بهما ليديرها إليه بحدة ويقول: من أخبرك بذلك؟
هزت رأسها باستنكار وقالت بخفوت: اترك يدي بلال، ما الذي تفعله؟ ثم عماذا تسأل؟ هل هو سر حربي لتسألني بتلك الطريقة؟
ردد بغضب وهو يترك يدها: هل أخبرتك ليلى عنه؟
لوت شفتيها بغضب طفولي: كلا لم تفعل، رغم أنني رأيته معها اليوم مرتين وكأنها أخبرته عن مكان وجودنا. فأتى مرة وتحدث معها والمرة الثانية كان يتناول غدائه بنفس المطعم الذي اخترناه نحن، اعتقد ان المرة الثانية مصادفة لا أكثر. فهي ارتبكت عندما رأته وكأنها لم تكن تعلم بوجوده.
لمحت الغضب بعيني شقيقها فشعرت أنها أخطأت بشدة فاستدركت كلامها وهي تحاول ان تخفف عنه وهي لا تفهم إلى الآن سبب غضبه حقاً، فقالت بهدوء: ولكني رأيتهما وهما يتحدثان بلال، طريقتهما ذكرتني بحديثك الخافت مع سوزان.
هنا شعرت بأن شيء ما حدث ولم تدركه هي، فقد انقلبت ملامح بلال كلية وأصبح وجهه محترقاً تماماً من الغضب ولمعت عيناه ببريق وحشي، لا تفهم سبب أي منهما.
هزته برفق وقالت بخفوت: اهدأ بلال، لا يوجد ما يستدعي غضبك هذا.
اتبعت بقدر من التعقل: الشاب أعلن عن سلامة نواياه واتى ليتقدم لها بعد وصولنا فوراً، واعتقد أنه رتب الأمر مع ليلى.
رفع عينيه إليها وقال بحشرجة غريبة: آه نعم، إنه بالفعل سليم النوايا، وغضبي ليس له علاقة بليلى، انه شيء خاص بالعمل.
تركها وتحرك باتجاه غرفته فقالت بدهشة: بلال هل ستترك عم ليلى بمفرده، ثم إن أمي تريدك.
قال بخفوت: سآتي على الفور.
تحرك باندفاع وهو إلى الآن لا يستطيع ان يهدئ من غضبه الذي ليس له مبرر عقلاني، بل من المفترض ان يسعده ما أخبرته به ايني، فأخته ستتزوج من رجل أحبها بعمق واتي ليطلب يدها. رجل عاشق، نعم لقد تبين ذلك جيداً وهو ينظر إلى عيني أمير التي تألقت بلهفة رجل محب عندما أطلت ليلى عليهم، بل إنه يجزم ان أمير نهض واقفاً قبل ان تطل ليلى وكأنه شعر بدخولها قبل ان تدخل بالفعل. رجل أعاد حديثه الخافت إلى ذاكرة شقيقته غرامه بمن يحب!!
عند هذا الحد اندفع إلى دورة المياه وفتح صنبور المياه ووضع راسه تحت المياه تلقائياً، حتى يستطيع إخماد تلك الثورة التي صدحت في راسه دون سابق إنذار. رفع راسه بعد قليل وهو يشعر ببعض الهدوء الذي تخلل خلايا عقله قليلاً، ليجفف خصلات شعره ويصففها من جديد، وينظر إلى نفسه في المرآة ويرسم ابتسامة هادئة على شفتيه ويتحرك خارجاً من غرفته ليذهب ويرى ما في جعبة ذلك الأمير.
**********************
ابتسم السيد كامل وسألها بهدوء: ما رأيك به؟
اتسعت ابتسامتها وقالت بفرحة حقيقة سطعت في صوتها: انه رائع، ويحب ليلى.
هز المستشار راسه وقال: نعم ان عينيه تدليان بالكثير.
اتبع بابتسامة واثقة: سأطمئن على ليلى معه.
تمتمت بخفوت: بإذن الله سيتمم لهما على الخير.
رفعت نظرها لترى ذلك الواقف بمدخل الغرفة، عقدت حاجبيها وبغضب وهي ترى شعره المبلول وتنظر له باستنكار، أشاح بعينيه بعيداً عنها، فهزت رأسها بعدم رضا وهي تعلم ما يحدث معه جيداً. شعرت بالغيرة تفوح من كلماته منذ ان حدثها عن مجيء أمير له وطلبه ليد ليلى، وانه شبه أرغمه على القدوم اليوم، رغم رفضه هو بذلك. تعلم جيداً ولدها ورفضه الباطني للأمر، فبلال رغم انه لم يرث الكثير من ملامح والده ولا طباعه، الا انه ورث أسوأ صفه به، الغيرة العمياء !!
انه يغار بجنون على ما يملكه أو ما يخصه، منذ الصغر وهو يغار عليها من كل شيء حتى والده، وسليم مع الأسف كان معجباً بتلك الصفة به فكبرها بداخله دون ان يقصد بمدحها تارة أو بزرع الأفكار في عقله انه كرجل شرقي من المفترض ان يغار ويحافظ على عائلته، بل كان يشجعه وهو يراه يخنق الفتاتين الأصغر منه سناً بغيرته المجنونة.
فعلت معه الكثير منذ صغره وحاولت تهذيب تلك الصفة فيه بكل وسيلة ممكنه لها، ولكنها تبقت بداخله يسيطر عليها كثيراً ويذمها بنفسه ولكنها تبقى خالدة في قلبه لا يستطيع الخلاص منها كلية.
نظرت إلى خصلات شعره الندية مرة أخرى وهي تعلم ما فعله، فلطالما فعلها من قبل، عندما يزداد ضيقه ويشعر الغضب يسيطر عليه يضع راسه تحت الماء ليخفف من وطأة مشاعره السلبية.
حمدت الله بسرها انه عاقل قليلاً ويستطيع السيطرة على تلك المشاعر وإلا لما استطاع ان يتعامل مع أمير بتلك اللباقة التي أسعدتها منذ قليل.
همس بضيق: أليس ذلك الوقت كافياً لكليهما؟
ضحكت بخفوت رغماً عنها وقالت في هدوء: انتظر قليلاً بلال، دعهم يتحدثون على راحتهم.
قال من بين أسنانه: فيم أمي. اعتقد أنهما اعتادا الحديث سوياً أكثر من اللازم.
نظرت له بتحذير وقالت معاتبه إياه بخفوت: بلال.
أشاح بوجه بعيداً والغضب يأكله ليقول العم بصوت هادئ: انه محق ماجدة، انه لوقت كاف لهما، هيا لنعود.
زفر بارتياح وهو يشعر للمرة الأولى بسعادته لوجود ذلك الرجل الآن، بل هو يريد شكره على إقناع والدته والوقوف بجانبه وتأييد رأيه.
هزت الأم رأسها بالموافقة وقالت: حسناً، لنذهب إليهما.
*****************************
منذ ان أصبحا بمفرديهما وهو يشعر بغضب فعلي من نفسه، لم يكن يريد ان يتمادى معها بذلك الشكل، شعر بأنه حقير بذلك التهديد الغبي الذي أطلقه في وجهها. ولكنها تثير غضبه بسبب لهجتها المتعجرفة التي تحدثه بها، رفضها له يثير غيظه منها، وعدم استماعها له يشعره انه سيفقد عقله بسببها، كل ما يريده منها ان تستمع. .. فقط تستمع إليه ولكنها تفعل كل شيء عدا ذلك.
لا يريد ان ينظر إلى عينيها ويرى ذلك الغضب المتألق بهما، بل يريد نظرتها الدافئة التي تنعش عقله، يريد ان يشعر بحبها له وليس حقدها عليه، يريد ان يرى بعينيها نظرات الخجل التي تفقده صوابه وليس ذلك التحدي المقيت الذي يسطع بعينيها كلما رآها أو اقترب منها، يريد ان يستمع إلى صوتها ذو النغمات الرقيقة وليس صوتها المليء بالكبرياء والعجرفة التي مقتها طوال عمره.
تنهد بخفوت وهو ينظر إليها وكأنها تبحث عن شيء مفقود بأرضية الغرفة، رفعت عينيها إليه أخيراً فنظر إليها وهو يمني نفسه ان تنظر إليه بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة التي تجعله يستشيط غضباً.
ليشعر بالانتصار يغمره وهي تسأل ببرود: ماذا تريد؟
تنهد قوياً وتغاضى عن لهجتها الباردة وقال: أريدك ليلى.
نظرت له ملياً وهو يجلس بأريحية ويضع ساقاً فوق ساق و يتبع بفخامة كعادته: سأفعل أي شيء لأحصل عليك.
زفرت ببطء وقالت: وإن رفضتك؟
ابتسم بسخرية ولمع الخبث بعينيه وهو ينظر لها لدقيقة كاملة ثم يستقيم واقفاً أمامها، تأمل ملامحها المتنمرة بتفحص وقال بهمس خبيث وهو يضرب طرف انفها بطرف سبابته بخفة: لن تستطيعي حبيبتي.
جزت على أسنانها غضباً وهي تشعر بالعجز يملأ أوردتها لدرجة أنها لم تستطيع ان تشعر بمذاق تلك الكلمة التي كانت تقتات عليها كل الفترة الماضية، من المحتمل أنها لم تشعر بها لأنها خرجت منه باردة. . خبيثة. . مهينة. . متجبرة. . يريد ان يملكها بها، ليس لأنه يحبها بل لأنه يريدها.
تنفست بقوة وقالت بشيء من السخرية: ماذا ستفعل يا أسطى؟
جمد وجهه قليلاً ليبتسم تلك الابتسامة التي تلمع بعينيه ولا تصل إلى شفتيه: سأريك عينة بسيطة الآن ليلى.
تحرك بخفة وجلس بمكانه مرة أخرى بتلك الأريحية التي تستفزها، نظر لها بمكر وقال: ألن تجلسي عزيزتي؟
هدرت فيه بخفوت: كف عن تلك الطريقة السمجة التي تحدثني بها.
رفع حاجبيه بتسلية وزم شفتيه وهو يمنع نفسه من الضحك قوياً، تنحنح واعتدل جالسا وهو يقول بهدوء: عمك سيدخل الآن، اجلسي من الأفضل لي ولك.
نظرت له بتشكك لتسمع صوت عمها يحادث بلال بشيء لم تتبينه، جلست سريعاً بدون تفكير لتأتي جلستها بجانبه لينظر إليها ويبتسم بثقة، قال بخفوت: لا تعانديني عزيزتي.
تأففت بصوت مسموع ليضحك هو باستمتاع ويصمت عندما قال عمها: أسعدك الله دائماً أمير، أضحكونا معكم.
ابتسم بحرج لتقول والدتها وهي تنقل نظرها بين وجه ابنتها المورد خجلاً كما اعتقدت هي وبين نظرة التسلية التي صدحت بعينيه فقالت برضا: اتركهما كامل اعتقد انه كان حديثاً خاصاً.
تنحنح بطريقة مقصودة ليقول بخفوت: هلا سمحتما لي بطلب صغير.
ردت الأم سريعاً: بالطبع بني.
صمت قليلاً ليقول بهدوء مدروس: هلا قرأنا الفاتحة الآن؟
استغل الدهشة التي ظهرت على وجه سيادة المستشار والفضول الذي ظهر على وجه والدة ليلى، ليتغاضى النظر على حنق بلال الذي ظهر جيداً على ملامحه واتبع بطريقة رزينة يعلم جيداً انه يستطيع بها إقناع من أمامه: من وجهة نظري لا أرى ما يمنعنا من قراءتها فلا يوجد احد من عائلتي على أي حال ولن يوجد في المستقبل وانتم جميعاً حاضرين.
شعر بالرفض يلمع في عيني بلال ولكنه نحاه من الموافقة فهو كان يستأذن عمها ووالدتها فقط، لم يهتم برفضه الصامت لينظر إلى والدتها بانتظار ما ستتفوه به، فهو شعر خفياً ان كلمتها هي النافذة، فالأخ والعم سيفعلان ما ستأمر به.
ابتسم العم بحرج وقال: ستقتلني ياسمين إذا علمت بالأمر ولكنني سأخبرها بأنها ستحضر حفل الخطبة والعرس ان شاء الله.
ابتسم وهو يشعر انه على وشك الفوز ليتنهد بقوة فرحاً ووالدتها تقول: على بركة الله.
التفت لها بلال ليخبرها برفضه فنظرت إليه بصرامة وهمست له: انتظر بني سنتفاهم فيما بعد.
زفر بلال بقوة ليقول هو: ما رأيك بلال؟
نظر له بلال طويلاً وكأنه يخبره برفضه ولكن بأسلوب مهذب ليقول: أرى أننا نتعجل دون داعي.
قال أمير بمهادنة: لست متعجلاً ولكنني لا أرى فائدة من الانتظار.
قال بلال بغضب مكبوت: لم آخذ وقتي في السؤال عنك.
ابتسم أمير بمراوغة: أنها مجرد قراءة فاتحة وليست عقد قران.
زفر الآخر بضيق لتقول الأم منهية الحديث: لا عليك بني، أنا أثق بك وارى انك ستسعد ليلى، ثم ان ليلى حسمت الأمر بالفعل.
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى ولدها بطريقة مقصودة ليشيح بنظره بعيداً
قال العم بهدوء: على بركة الله لنقرا الفاتحة.
.
.
.
شعرت بالشلل يجتاحها وهي تنظر إليه بعينين مذهولتين، لا تفهم ما يجري من حولها لا تستطيع ان تستوعب ما يطلبه ذلك ال. .
للمرة التي لا تعرف عددها لا تستطيع سبه، حاولت ان ترفض، بل تصرخ رافضه، ان تغضب وتقفز واقفة وتخبره برأيها الصريح فيه وفيما يفعله وتخبر عمها وأخيها بما فعله بها. ولكنها بكل بساطة لم تستطع. صوتها لم يصعد خارج رئتيها، كل ما استطاعت فعله هو ان تقبض كفيها قوياً وهي تحاول ان تحافظ على المتبقي من عقلها لتستوعب ما يحدث أمامها، حاولت ان تنصت لما يقوله لترفض ما يطلبه بهدوء كما يفعل هو كل شيء بهدوء، ولكن عقلها ظل جامداً، لا يستطيع الإتيان بأي ردة فعل فظلت صامتة وهي تسمع ما يحدث حولها دون ان تفهمه، فعقلها وتفكيرها أصابهم شلل مؤقت.
انتبهت من حالتها تلك على صوته يهمس بفحيح جانب أذنها: ارفعي يديك عزيزتي واقرئي الفاتحة حتى يبارك لنا الله في تلك الزيجة.
انتهى الفصل السادس وعشرون
اتمنى لكم قراءة ممتعة
منتظرة ارائكم وردودكم وانتقادتكم
وسوري على التاخير والبطئ في التنزيل
لاني من على الفلاشه والنت بطيء
اراكم على خير
احتمال كبير يبقى في بارت تاني قبل رمضان بس هعمل عنه اعلان قبل ما ينزل
رمضان كريم عليكم جميعا
في حفظ الرحمن
|