لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-13, 12:50 AM   المشاركة رقم: 1271
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

كان يحب ان يبتاع ذلك المنظف خصيصاً، وعندما اعترضت عليه وأبلغته ألا يأتي به مرة أخرى وأنها لا تحب تلك الرائحة القوية، تتذكر لهجته الهادئة وهو يقول: انه أفضل من غيره، يقضي على الجراثيم ورائحته تدوم أطول.
نظرت له بغضب وقالت: أنا لا أريده، لا استطيع تحمل الرائحة عندما تقوم ماريا باستعماله.
خفض عينيه يومها وهز رأسه بطريقة لم تستطع ان تتبين منها ردة فعله، هل وافق على ذلك أم أنه لن يهتم بما تريد وسيهمله.
وعندما أتى موعد ماريا، أصر على اصطحابها هي والطفلين في نزهة لخارج البيت قضوا طوال اليوم بها، وعادا بعد ان أنهت ماريا عملها، ولم يتبق من رائحة المنظف إلا تلك الرائحة المنعشة التي تشمها الآن.
أغمضت عينيها قوياً وهي تتذكر أنها افتعلت مشاجرة معه يومها لأنه لم يهتم برأيها وأصر على نوع المنظف دون ان يهتم بما تريده هي، وان رائحة المنظف بشعة وأنها لا تطيقها وخرجت لتجلس بحديقة المنزل معلنة رفضها لكل شيء رغم محاولاته لإرضائها !!
دمعت عيناها وهي تسحب نفساً عميقاً وتفكر " إنها رائحة منعشة رغم قوتها وها هي الآن تشعر بالألفة وهي تشمها "
لم تفكر في أنه صحبها للخارج ليخفف وطأة الرائحة عليها أو ليريحها منها، لم تفكر بأي شيء إلا ما تريده فقط، وليذهب كل شيء أخر غيرها إلى الجحيم.
تمتم عقلها " يا الهي، لقد كنت أسيء فهمه وأترجم كل حركة منه على نقيض معناها"
زفرت بهدوء وهي تلوم نفسها الآن على هروبها منه وعودتها إلى هنا، كم تريد ان تعود فقط إلى الوراء قليلاً، فتكف عن تلك الحرب الباردة التي اشتعلت بينهما منذ وقت طويل دون ان يشعر بها احدهما، والآن انطلقت الأبواق لتعلن بداية حرب جديدة بينهما لا تعلم إلى أين ستنتهي بهما !!
سيطرت على تفكيرها وذهبت وهي ترسم ابتسامة واسعة على شفتيها واتجهت للسيدة التي كانت ترتب التحف بشكل جميل، وقالت: ما تلك الرائحة؟
ابتسمت السيدة وقالت: إنها رائحة المنظف يا هانم.
رفعت حاجبيها: حقاً؟ !
اتبعت وهي تسألها بدهشة: من أين أتيت به؟
قالت السيدة بتلقائية: بحثت عنه في الخزانات بالداخل وجدت خزانه كاملة بدورة المياه للمنظفات، اعتقدت انك من ابتعتها.
ضحكت السيدة بخجل فقالت منال بهدوء: لماذا تضحكين؟
قالت السيدة باستحياء: ظننتك من هؤلاء السيدات المهووسات بالنظافة.
ابتسمت منال وهي تقول داخلياً: لست أنا، إنه زوجي العزيز مهووسا بالنظافة والمنظفات.
سمعت صوتاً بالخارج لتشعر بالخوف فتحركت سريعاً باتجاه الشرفة لتجد سيارته وهي تدخل إلى الباحة الأمامية، فقالت سريعاً: أم أيمن، البك وصل.
نظرت لها السيدة باستفهام لتنطق منال سريعاً، اذهبي الآن لزوجك وتعالي في الغد أو عندما تشاهديه ينصرف.
هزت السيدة رأسها بتفهم وأسرعت لتصرخ منال بقوة: من أين ستخرجين الآن؟ إذا خرجت من هنا سيراك.
ابتسمت السيدة وقالت: اهدئي يا هانم سأخرج من باب المطبخ وسأتسلل إلى خارج الفيلا دون ان يراني.
هزت منال رأسها بالموافقة لتقف متيبسة وهي تنقل نظرها بينه وبين أم أيمن إلى ان سمعت صوت باب المطبخ يغلق وتراه هو يترجل من السيارة.
تنفست بقوة وهي تهف بيدها على وجهها لتتحرك سريعاً وتذهب لتقف أمام التحف التي كانت ترتبها أم أيمن وتستأنف عملها من مكان ما انتهت الأخرى.
ابتسم بخبث وهو يضع مفتاحه بالباب ويدلف إلى الداخل ليسيطر على ابتسامته ويرسم الذهول على وجهه جيداً ويقول باندهاش: واو.
رمشت بعينيها وهي تحاول ان تسيطر على توترها ورددت لنفسها " لن تخبريه منال، اخدعيه كما خدعك هو من قبل "
هزت رأسها بعنف " لا لا لن اخدعه كفى خداعاً وكذباً على بعضنا البعض، ولكني سأخفي عنه أمر تلك السيدة فقط، فهو يطلب شيئاً ويعلم جيداً أنني لست قادرة على فعله "
وقف ينظر إلى ظهرها المواجه له، يدير عينيه عليها من أخمص قدميها التي ارتدت بهما صندل مفتوح ابيض اللون، إلى ذلك القميص الواسع طويل من الخلف يصل إلى أول فخذيها وقصير من الجانبين ليصل إلى منتصف الفخذين .
ابتسم وهو يرى ان زيادة الوزن تناسبها وان امتلاء ساقيها يلائمها ويزيدها جمالاً. ركز نظره على ساقها لتنجذب عينيه إلى ذلك الشيء الرفيع اللامع الملتف حول كاحلها الأيمن. لمعت عيناه ببريق ازرق حاد وهو يراها بتلك الطريقة لأول مرة. تحرك بهدوء حذر في اتجاهها وقال بنبرة ساخرة عميقة: أنت من قمت بكل هذا منال؟
التفتت إليه وهي تبتسم له باتساع وقالت: هل أنت سعيد الآن؟
ابتسم بخبث وقال: بالطبع اشعر بالفخر لأنك أخيراً أوشكت على ان تكوني زوجة رائعة.
لمعت عيناها بحب وخفضتهما قبل ان يلوح الذنب من حدقتيها، اقتربت منه ببطء وهي تعض شفتيها برقة، رفعت ذراعيها وطوقت عنقه وهي ترفع جسدها على أطراف أصابعها لتطبع قبلة رقيقة أسفل وجنته وهي تقول بخفوت: حمداً لله على سلامتك.
قال بغضب لمع في عينيه وهو يزيح ذراعيها من حول عنقه: ماذا تفعلين؟
أجفلت من صوته الغاضب لتقول بتلعثم: أرحب بزوجي كما تفعل باقي الزوجات.
دفعها ببعض من الحدة وقال بصوت جليدي: لا أريد ذلك الترحيب.
نظرت له ملياً وهي تحاول ان ترى لمحة من زرقة وصفاء عينيه ولكن كل ما وجدته هو خيبة الأمل !!
تنهدت بقوة وأطرقت برأسها لأسفل لتنظر إلى تلك الأكياس الكثيرة التي تحمل علامة لسوبر ماركت شهير. رفعت نظرها له باستفهام فقال والخبث يلمع بعينيه: اعدي لنا الغداء يا زوجتي العزيزة فانا أتضور جوعاً.
ابتسمت ابتسامة باهته لتنظر إليه ببراءة وتقول: حسناً يا زوجي العزيز، سأعد الغداء على الفور.
تحرك باتجاه المطبخ لتتبعه هي في هدوء، رفع حاجبيه استغراباً وهو يرى المطبخ لا يقل بريقاً عن الخارج. وضع الأكياس من يديه على الطاولة التي تتوسط المطبخ ليعود ويستند بظهره على الخزانة التي ورائه، قال بسخرية: رائع.. لقد قمت بتنظيف المطبخ أيضاً.
رفعت لها حاجبيها متسائلة ليقول: لا اشكك بقدرتك ولكني متعجب ليس إلا.
اقتربت منه بطريقة مغوية وهي تقول: لا تتعجب يا زوجي العزيز، فلدي الكثير من المواهب المدفونة التي لا تعرف عنها شيئاً.
قال بابتسامة ساخرة: أنا بشوق لأن اعرفها كلها.
ابتسمت وذهبت لترى ما يوجد بالأكياس. رفعت عينيها لتقابل عينيه اللتان تنظران إليها بتفحص. رمشت بعينيها ثم خفضت نظرها وتابعت رؤية محتويات الأكياس بعيداً وهي تتشاغل عنه وعن نظراته المسلطة عليها، قالت بارتباك: أتريد شيئاً معيناً على الغذاء؟
ابتسم بسخرية وقال: كلا. أريني إبداعاتك يا زوجتي العزيزة.
قالها وانصرف من أمامها لتزفر بقوة وتنظر إلى أثره بألم وهي تفكر " ألن تنتهي تلك الحرب الدائرة بينهما، تريد هدنة.. فقط هدنة تشتاق إليها "
لمعت عيناها بضوء غامض وقالت بإصرار: سأحصل عليها.
.
.
خرج بخطوات ثقيلة وهو يعلم سبب ثقلها جيداً، فالثقل بقلبه ليس بقدميه، فهو دفع نفسه دفعاً وأرغمها على التحرك من أمامها قبل ان يفقد البقية المتبقية منه أمامها. إلى الآن قلبه يخذله أمامها، يئن بشوق حارق كلما نظر إليها، يحثه على ان يضمها بين ذراعيه ويبثها شوقه كاملاً لعلها تحترق معه بتلك النيران التي تحرقه.
على الرغم من غضبه الظاهر عليه والذي ينجح في ان يوصله لها بكل الطرق الممكنة إلا أنه يشعر بذلك الغضب العارم بداخله يخبو ببطء، فلا يستطع ان يؤجج ناره المشتعلة والتي كانت دائماً تحرقه الأيام الماضية كلها، بل يشعر بأنه مجرد وقت وستنطفئ فورة بركانه، وإذا حدث ذلك فلن يستطيع إيقاظه بعد الآن، فقد تغير شيء بداخله منذ اعترافها المثير الذي رمته به البارحة.
لأول مرة يفقد القدرة على التفكير والاستيعاب والفهم، اعترافها بعثره بقدر ما أغضبه، نعم هو شعر بأنها تلومه على شيء ما لم يفعله، تلومه على غبائها وكبريائها الجريحة التي لم يتسبب أبداً في جرحها أو التلاعب بمشاعرها، بل كان دائماً صريحاً معها، من الواضح انه كان صريحاً لدرجة آلمتها !!
غادر البارحة وهو غاضب بشده منها، غاضب على أيام كثيرة وليالي أكثر كان يتعذب بها بسببها، بسبب فكرة غبية تحكمت بعقلها فأبت ألا تصدق غيرها !!
وعلى الرغم من غضبه الشديد منها،فإن صدقها الذي مسه رغماً عنه نجح في إزالة الغضب كاملاً. في بادئ الأمر شعر أنها تسخر منه، بل هكذا كان تفسير عقله المنطقي أنها تفعل هذا وتقوله من اجل السخرية منه، والكذب عليه، ولكن منال كانت صادقه معه في مشاعرها،
ابتسم بسخرية وهو يسأل قلبه بعنف " متى كانت صادقة معنا، وهي البارحة أقرت بكذبها علينا، وأخبرتك أنها أحبتنا منذ فترة طويلة وكل ما كنا نلاقيه منها النفور والغضب "
رمش بعينيه وهو يتذكر عندما كانت زوجة لأخيه، كانت تنظر إليه باشمئزاز دائماً، تتكلم معه بضيق وتتململ من حديثه. لم تخش شيئاً وأخبرته في احد المرات أنها لا تحبذ رؤيته وأنها تستثقل زيارته لهما.
وقتها لم يعر الأمر اهتماماً، فأخيه نفسه كان يبتعد عنه ولا يتقبل وجوده في تلك الفترة، فهل سيطلب من زوجته التي أبدت من أول لقاء لهما عدم إعجابها به؟
هز رأسه باستنكار وهو يفكر " كيف كانت تستطيع الكذب بتلك الطريقة؟ "
صاح عقله بقوة " بل كيف استطاعت خداعنا بتلك الطريقة، كيف استطاعت ان تخفي عنا مشاعرها بتلك الطريقة؟ "
رمش بعينيه " وكيف استطاعت ان تخدعك أنت خالد، أنت من تعلمت الخداع والإخفاء والغموض، وأصبحت بارعاً بهم، كيف تغلبت عليك؟ كيف جعلتك ذلك الأحمق الغير واثق من راية وفهمه واستنتاجه؟
لمعت عيناه بالقهر " تلك المخادعة، تلاعبت بي لفترة طويلة والآن لا استطيع الثقة بما تتفوه به "
ليلمع وميض مخيف في عينيه وهو يفكر " فمن تستطيع الكذب بتلك الطريقة وإخفاء مشاعرها بذلك الذكاء تستطيع ان تفعل أي شيء لتنتصر عليك أيها الأحمق "
أغمض عينيه وهو يجز على أسنانه بقوة لينظر إلى الحديقة الخلفية ببطء وهو يقيم شيئاً برأسه ليبتسم بتوتر وهو يرى انه وجد شيئاً يشغله عن التفكير بها ولو لساعات قليلة معدودة
ساعات كافية ليرسم خطة جيدة يستطيع الوصول من خلالها لبر الأمان !!

***********************

رن هاتفها للمرة الثالثة على التوالي لتتنهد وتنظر إليه بصمت وتغلق الرنين بصلابة وهي تحاول ان تتحكم في نفسها حتى لا تفطن الفتيات لتبدل وجهها منذ ان رن هاتفها للمرة الأولى.
رفعت عينيها لتجد نظرات ليلى مسلطة عليها وابتسامة دافئة تلمع على شفتيها. اقتربت منها برأسها وهمست: انه وليد، أليس كذلك؟
فرقعت أصابعها بتوتر وهزت رأسها إيجابا فعقدت ليلى حاجبيها وهمست مرة أخرى ولكن باستنكار: هل تشاجرت معه؟
زمت ياسمين شفتيها وهمست: ليس الآن ليلى.
هزت ليلى رأسها متفهمة وقالت: حسناً.
صاحت ايني فجأة وقالت بحنق: يا الله.
رفعت ياسمين حاجبيها لتضحك ليلى وتقول: لا تتعجبي، إنها مجنونة قليلاً.
نظرت إلى أختها وقالت بابتسامة: ماذا بك؟
ردت ايني بضجر: بلال اتصل واخبرني ان نعود الآن.
نظرت ليلى إلى ساعتها وقالت في هدوء: معه حق، هيا بنا.
نهضوا جميعاً بنفس الوقت وقالت ياسمين: أنا الأخرى لابد ان أعود للجاليري فعندي موعد مع مسئول تسليم البضاعة.
زمت ايني شفتيها بحنق وقالت: تعالي معنا سوزي، واقضي الليلة عندنا.
هزت سوزي رأسها رافضة وقالت: لا استطيع، سأجهز حقائبي لنذهب لعمي غداً أو بعد غد على الأكثر ولا أريد ان توبخني عمتك العزيزة.
ابتسمت ايني وسارت بجانب ابنة عمتها، لتنتهز ياسمين الفرصة وتسير بجانب ليلى وتهمس لها: هيا اخبريني عما يحدث معك.
رمشت ليلى بتوتر وقالت بتساؤل: عم تتحدثين.
قالت ياسمين بصوت مميز: ليلى
اتبعت وهي ترى تورد وجه الأخرى: هيا تحدثي.
همست ليلى ببؤس: لا أريد.
نظرت لها ياسمين بدهشة لتتبع ليلى بتعب: لا أريد الحديث ياسمين، ليس الآن على الأقل،
تنهدت لتتبع: فانا إلى الآن لا استطيع ان أستوعب ما يحدث معي، اشعر بان حياتي انقلبت رأساً على عقب في لحظة.
نظرت لابنة عمها وقالت بصدق: ولا استطيع ان اعدل من وضعها أو ان أعود إلى ما كنت عليه، أنا باختصار لا افهم شيئاً حتى أقصه لك.
اتسعت عينا ياسمين وهمت بالتحدث ليقاطعها صوت دافئ يقول بمرح: مساء الخير.
التفتت الاثنتان لمصدر الصوت، ابتسمت ليلى لتتسع عينا الأخرى بدهشة ممزوجة بحدة، لم يعر نظراتها اهتماماً وابتسم لليلى وقال: كيف حالك ليلى؟
ردت ليلى: بخير والحمد لله.
نظرت لابنة عمها التي كسا الجمود وجهها لتتبع: كيف حالك أنت؟
نقل نظره إلى ياسمين وصمت قليلاً وهو يعاتبها بعينيه ليلتفت لليلى ويقول: الحمد لله.
تنحنحت ليلى وقالت: حسناً سأرحل أنا فمن المؤكد ان ايني تنتظرني عند السيارة.
قالت ياسمين بهدوء: انتظري ليلى، سآتي معك.
رفع حاجبيه بدهشة لتنقلب الدهشة في عينيه إلى غضب وقال بهدوء أمر: بل ستأتين معي.
نظر إلى ليلى وقال وهو يبتسم ابتسامة متوترة: سعدت بلقائك اليوم ليلى.
نظرت إلى ابنة عمها وأشارت لها برأسها لتضمها وتهمس لها: لا يجوز ما تفعلينه، اذهبي وتحدثي معه، هاتفيني عندما تصلي إلى المنزل.
ابتعدت عنها وقالت بصوت مرتفع قليلاً: ابلغي تحياتي لعمي ووالدتك.
أشارت بيدها وهي تنصرف: أراكم على خير، إلى اللقاء وليد.
عقدت يديها أمام صدرها ووقفت تنظر له بتحدي، فقال: لماذا لا تجيبين اتصالاتي.
رفعت حاجبيها بلا مبالاة وقالت من بين أسنانها: لا أريد.
اختلجت عضلة صدغه بطريقة لا إرادية وقال بغضب: حسناً، تعالي معي لنتحدث.
مسكها من ذراعها لتشده منه وتقول: لا أريد.
انطلق الغضب من عينيه وقال من بين أسنانه: تحركي ياسمين الآن، وكفي عن تصرفات الأطفال تلك.
لمع الغضب بعينيها وقالت: توقف أنت وإلا تسببت لك بفضيحة.
اتبعت بأمر بارد: اترك يدي.
زفر بقوة وترك يدها كما أرادت وقال مسيطراً على غضبه: حسناً تعالي معي.
لمع الرفض بعينيها فاتبع بمهادنة: سأوصلك للجاليري ونتحدث بالطريق.
تحركت وهي تتأفف غير راضية عن صحبته لتزم شفتيها بحنق وهي تنظر إلى سيارته المركونة قريباً نوعاً ما. وقفت تنظر إليها بحنق ظهر على ملامحها ليقول بهدوء: تفضلي حبيبتي.
فتح لها باب السيارة لتنظر إليه ملياً فتنهد وقال: ادخلي ياسمين من فضلك.
دلفت إليها وهي تسأله بحنق: كيف عرفت أنني هنا؟
دخل إلى السيارة وجلس أمام المقود وهو يشعر بخلايا جسده كلها تنتفض غضباً منها، تحرك بالسيارة سريعاً وكأن غضبه الوقود المحرك لها، ثم نظر لها بطرف عينه وقال وهو يجز على أسنانه: اتصلت بوالدتك وأخبرتها انك لا تردين على الهاتف وأنني قلق عليك فأخبرتني أنك ربما لا تسمعين الرنين بسبب الضوضاء وأخبرتني انك هنا، ولحسن حظي رايتك وأنا ادلف من بوابة المجمع التجاري بعد ان تعمدت سيادتك ألا تجيبي على الهاتف وإلا لكنت بحثت عنك في المجمع كله.
نطق جملته الأخيرة بما يشبه الصياح فقالت بتحدي وهي تنظر إليه: كان من الأفضل ذلك.
التفت لها بحدة وقال بعنف: ياسمين لا تختبري صبري عليك.
صاحت هي بدورها: بل لا تختبر أنت صبري، أخبرتك أنني لا أريد ان أراك لفترة من الوقت وأنني لا أريد ان أتحدث معك وأنت لا تستمع لما أقوله.
نظر لها وقال من بين أسنانه: اخفضي صوتك وأنت تتحدثين معي.
ظهر الذهول على وجهها ورددت باستنكار: اخفض صوتي؟
قال وهو يتحلى بالصبر على قدر ما استطاع: نعم اخفضي صوتك. لا يليق ان تتحدثي بتلك الطريقة إلى زوجك ياسمين.
قالت بغضب: لست زوجي.
كان دوره تلك المرة ليصيح بعنف: بل زوجك، عُقد قراننا البارحة أمام جميع معارفنا وأقارب عائلتينا، وضعت يدي بيد والدك وأنت وقعت على وثيقة عقد الزواج، أنا زوجك وعليك ان تعتادي على ذلك اللقب وعلى تصرفاتي وأسلوبي لأننا سنمضي حياتنا القادمة كلها معاً.
اتسعت عيناها بدهشة ممزوجة بخوف من أسلوب وليد الجديد عليها كلياً، لأول مرة تسمعه يصيح بها بتلك الطريقة، ولأول مرة بحياتهما معاً ومنذ ان تعرفت عليه في الجامعة لم تر نظرة الغضب العنيف التي تلمع بعينيه الآن.
صمتت على مضض وأشاحت بوجهها بعيداً عنه، زفر بقوة وقال بهدوء تلك المرة: لم يحدث شيء لما تفعلينه الآن ياسمين.
قالت بعتب: أفقدتني الثقة فيما أشعره نحوك وليد.
اتبعت وهي تتجاوز تلك النظرة المتألمة التي سطعت من عينيه: جعلتني أحس بطريقة سيئة وبأنك تزوجتني فقط من اجل ذلك.
هل تتوهم ما رأته أم انه يبتسم بالفعل، نظرت له بحدة وقالت من بين أسنانها: أنت تضحك.
ضحك بخفوت: نعم ولا.
عقدت حاجبيها وزمت شفتيها بتلك الطريقة التي يعلم جيداً أنها تفعلها من اجل ان تمسكك لسانها حتى لا تسبه أو توبخه كما كانت تفعل من قبل، ابتسم باتساع وقال: أنا سعيد لأنك اقتنعت أخيراً أننا تزوجنا، وحزين من أفكارك الغريبة ياسمين.
أوقف السيارة بهدوء على جانب الطريق وقال وهو ينظر أمامه: ألم تفكري قليلاً أنني لو أردت ذلك من البداية لكنت أغويتك ووصلت له.
احمر وجهها بقوة فأكمل: سر ابتعادي عنك منذ بداية تعارفنا ياسمين هو أنني لا أريد هذا فقط، بل أريدك أن تظلي معي دائماً، كنت سأضحي بأي شيء حتى تستمر صداقتنا، كنت مستعد لفعل أي شيء كيلا أخسرك ياسمين، تزوجت بك حتى تنيري حياتي وتظللي بيتي، وبالطبع أموت شوقاً لذلك الأمر ولكن ليس بتلك النظرة التي ترينه بها.
شعرت بالخجل من أفكارها الغبية وعلى الرغم من صدقه الواضح تماماً أمامها لم تستطع ان تتخلص من ذلك الشعور السيئ، زفرت بقوة وقالت: حسناً أمهلني بعض الوقت وليد حتى اعتاد على التغيير الكبير الذي حدث بيننا.
التفت إليها لتقول: إلى الآن لا استطيع ان افرق بين انك صديقي وخطيبي، وتأتي أنت وتخبرني انك زوجي، هذا يربكني وأريد بعض الوقت لأتعامل معه.
تنهد بقوة ونظر لها ليشدها من يديها ليقربهما إليه ويهمس بجانب أذنها: بل أنا صديقك وخطيبك وزوجك وحبيبك، لا يحتاج الأمر إلى وقت، فانا سأصبح دنياك كلها بعد أسبوعين.
رمشت بعينيها بدون فهم وهي تشعر بالخدر يصيبها جراء همسته الحنون لتتسع عيناها وتبتعد عنه سريعاً وهي تقول باستنكار: أسبوعين؟؟
هز رأسه بالإيجاب والتصميم يلمع بعينيه وقال: لن أتراجع عن قراري ذلك ياسمين.
رمشت بعدم استيعاب: أسبوعين؟؟
لينطلق الغضب من عينيها وتصيح بقوة: كيف أسبوعين؟
ابتسم بهدوء وهو يرى ثورتها التي توقعها مسبقاً وهي تتبع في صياح قوي: كيف سنتزوج في أسبوعين أيها الذكي، لن استطيع ان اشتري جهازي وأنت لن تستطيع ان تجهز الشقة.
نظرت إلى ابتسامته المتصدرة وجهه لتجز على أسنانها قوياً وتقول بعنف: إنها مدة غير كافية، أنا لا أوافق عليها.

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:53 AM   المشاركة رقم: 1272
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 25 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

لوى شفتيه بطريقة مضحكة وقال بهدوء: بل إنها أكثر من كافية.
تنفست بعمق وهي تعلم رأسه العنيد جيداً، فلطالما أخبرته من قبل ان رأسه يستحق التكسير بسبب عناده غير المبرر في مواقف لا تتحمل العناد، قالت بهدوء على قدر ما استطاعت: لا وليد لا تكفي، إنها لا تكفي لتفصيل فستان الزفاف.
قال ببساطة: لنشتري فستاناً جاهزاً.
جزت على أسنانها غضباً وقالت: كلا.. أريد ان افصل فستان زفافي كما حلمت طوال حياتي به، لا ان ارتدي فستاناً أخر حمل حلم أخرى غيري.
ابتسم ببشاشة: حسناً نذهب لأكبر مصمم أزياء في البلد وسنستلمه قبل الموعد.
نظرت له بحيرة وقالت: الآن في موسم الصيف لن يستطيع مصمم واحد ان يسلمك فستان زفاف في تلك المدة القصيرة.
نظر لها بابتسامة عبثية وقال: ثقي بي سنستلمه قبل الموعد حتى.
تنهدت بعمق وقالت: وليد لا سبب لهذا العناد الآن.
زفر بقوة: بل له أسباب عديدة ياسمين، من فضلك وافقي.
لوت شفتيها بحنق وقالت: أبي سيرفض وأمي ستهد الدنيا على راسي.
ضحك بخفوت وقال: بالعكس إنها مرحبة بالفكرة وأخبرتني أنها ستحدث عمي وتقنعه.
رفعت حاجبها وقالت بغضب أغشى عينيها: اتفقت مع أمي قبل ان تخبرني؟
أشار لها بيده ان تهدأ وقال سريعاً : لا اعلم بالضبط تلك العقدة لديك ولكنني تكلمت معها قليلاً ووجدت أنها مرحبة بالفكرة وهي من اقترح ان تقنع والدك، ولكنني أخبرتها أنه لابد من موافقتك قبل ان تخبر عمي، وهي منتظرة ان تبلغيها سيادتك بالموافقة لتشرع بإقناع أبيك.
تنهدت بقوة وهي تنظر أمامها لتشعر بكفه التي التفت حول يدها وأصابعه التي اشتبكت بأصابعها وهو يشد عليها بحنو ويقول هامساً: وافقي ياسمين، من فضلك.
شد على يدها مرة أخرى لتلتفت وتنظر إليه فاتبع برجاء عميق: من اجلي.
ابتسمت وخفضت عينيها التي لمعت بشقاوة وقالت: حسناً.
زفر بانتصار لتتبع هي والابتسامة الماكرة تتألق بعينيها: بشرط.
تجمد وجهه وتوقف عن الابتسام وهو ينظر إلى عينيها التي أخبرته بأن الآتي لن يعجبه على الإطلاق !!

************************

رن جرس الباب لينظر إلى ساعته ويزفر بقوة، استدار إلى والدته وقال بهدوء: انه سيادة المستشار، فقد اتفقت معه على ان يأتي قبل المدعو أمير لنتحدث سوياً.
ابتسمت والدته و أومأت بهزة رأس بسيطة
نهض هو واقفاً وتقدم باتجاه الباب وهو يرسم ابتسامة دبلوماسية ويمد يده ليصافح الرجل الوقور الذي دلف أمامه: مرحباً عمي، تفضل بالصالون.
ابتسم سيادة المستشار وصافحه بإعجاب لمع بعينيه: مرحباً بني، كيف حالك؟
صحبه إلى مكان جلوس والدته ليشعر بسكون الآخر وهو ينظر إلى والدته التي جلست على الكرسي الكبير بمنتصف الغرفة، عقد حاجبيه تلقائياً ليجز على أسنانه وهو يسمع تنهيدة الآخر وهو يقول بهدوء أخفى مشاعره الحقيقية، أو هكذا ظن هو : مرحباً ماجدة.
رفعت رأسها لتنظر إليه وتبتسم بعملية حافظت عليها: أهلاً يا بك.
وقفت بهدوء وهي تشير إليه بيدها ليدلف إلى الداخل: تفضل.
تقدم بهدوء ليجلس مجاوراً لمكان جلوسها، وهو يسأل بهدوء: كيف حالك الآن؟
هزت رأسها بطبيعية: بخير والحمد لله.
قال بصوت صادق: حمداً لله على سلامتك ماجدة.
همت بالرد ليأتي صوته وهو يقول بشيء من الحدة: سلمك الله يا سيادة المستشار.
التفت إلى ابنها وهي تنظر إليه بشيء من الصدمة، نهرته بعينيها غاضبة من أسلوبه الحاد غير المبرر، لتقول بهدوء آمر من بين شفتيها: اتصل بأختيك، لقد قضتا النهار بالخارج وهذا يكفي، ينبغي عودتهما قبل أن يأتي أمير بك، لابد لأختك ان تحضر ذلك اللقاء.
زم شفتيه وقال: ولكن أمي.
قاطعته بهدوء: اتصل بهما بلال.
هز راسه موافقاً وهم بالخروج لتقول آمرة: اخبر ايني ان يعودا، لا تحدث ليلى الآن.
عقد حاجبيه والتفت ينظر إليها مستفهماً فنظرت له ملياً وقالت: اخبرها بالعودة فقط بلال، فقط العودة.
زفر بضيق وخرج من الغرفة لتدلف بعده بقليل الخادمة تحمل قدحاً من القهوة، ابتسمت بهدوء وقالت: تفضل يا بك.
تناول فنجان القهوة ورشف منه ليبتسم ويقول: لازلت تتذكرين قهوتي.
التفتت له وهي تبتسم وقالت: لطالما ضيفتك وأنا زوجة أخيك " رحمة الله عليه "، كنت أنا من يصنع القهوة، ولا ينسى المرء شيئاً صنعه بيديه بسهولة.
ترحم على أخيه بهدوء ليجمد وجهه ثم وضع فنجان القهوة من بين يديه وازدرد لعابه الذي جف فجأة، تنحنح بهدوء وقال: هل استطيع طلب مسامحتك؟
ابتسمت بهدوء: علام أسامحك كامل، لم تفعل شيئاً ألومك عليه، بل كنت محقاً.
تنهدت بقوة لتتبع: وإذا نلت أنا مغفرة ليلى وتضحيتها من اجلي، فأنت تستحق ما هو أكثر من المسامحة، أنت تستحق الشكر كامل، لولا تربيتك لليلى على هذا النحو الفريد، لما قبلت بعد كل ما حدث التعاطي معي من جديد والرجوع لي.
ابتسم بألم وقال: لولاي ماجدة لما كانت ليلى عانت ما عانته في البعد عنك، ولما عانيت أنت فقدها طوال السنوات الماضية.
تنفست بقوة وقالت: وكان من الممكن ان تعاني أضعافاً لولا ما فعلته كامل.
اتبعت بهدوء: فسليم كان يغار بجنون وكان سيرى عادل بها دائماً وما كان سيرعاها كابنة له، كما فعلت أنت.
أكملت: لم يكن حبي له سيخفف عنه ألم رؤيتها طوال الوقت، تركتها لك وأنا اعلم انك ستحبها وترعاها أكثر منه فهي ابنة عادل مهما حدث بيننا.
ابتسم وهو يهز راسه موافقاً فأكملت بشرود: أتعلم أنني أراه بعينيها طوال الوقت، لقد ورثت منه الكثير.
همس: آه، نعم اعلم، طيبته ورقته، حتى حنانه المتدفق من عينيه، كنت كلما اشتاق إليه اذهب وأضمها إلى صدري فأشم رائحته واشعر بوجوده معي.
همست بصدق: كم اشتقت إليه.
رفع حاجبيه تعجباً فابتسمت وقالت: لم انس عادل يوماً !!
ظهرت الدهشة على وجهه فابتسمت بخفة وقالت: لم يكن عادل مجرد زوج لي، بل كان كل شيء بحياتي كامل، فقبل ان يصبح زوجي، كان أبي وأخي وصديقي.
أكملت بغصة: ليس من السهل ان تفقد كل هذا معاً وبوقت واحد.
قال بهدوء: وأنت كنت كل دنياه ماجدة.
ابتسمت ورفعت رأسها على دخول بلال الغرفة وهو يقول بصوت خشن: شرفت بيتنا المتواضع يا سيادة المستشار.
ابتسم كامل بك وقال في هدوء: شكراً لك بني.
جلس بلال في هدوء ظاهري وقال: أخبرت ايني ان عليهما العودة أمي.
ابتسمت الأم: حسناً فعلت.
التفت لسيادة المستشار وقال: حسناً عمي لم افهم ما أخبرتني به على الهاتف، لماذا توقعت ان ذلك الشخص الذي أخبرتك عنه هو من كانت ليلى تتحدث معه في خطبة ياسمين؟
ضحك المستشار بخفوت وقال بوقاره المعهود: هل حسبت ان أجد ابنتي تتحدث مع شخص بطريقة...
صمت قليلاً وقال: لنقل إنها طريقة لست معتاد منها عليها، وساترك الأمر دون السؤال على هوية هذا الشخص.
احمرت أذنا بلال بحرج فاتبع كامل بك: بالطبع سألت عنه واستقصيت أخباره أيضاً وعرفت اسمه ومهنته، واليوم قبل ان تتصل بي كنت سألت احد معاًرفي في الداخلية عنه وحقيقة اخبرني انه شاب رائع ومن عائلة عريقة.
هز بلال راسه وظهر التفكير على ملامحه فقالت السيدة ماجدة: ما رأيك أنت كامل؟
ابتسم بهدوء وقال: بالطبع موافق وخاصة بعد ان اخبرني بلال إنها تعرفه جيداً وهذا ما رايته من حديثها معه البارحة.
لم يستطع ان يمنع نفسه من السؤال فسأل من بين أسنانه: من أين؟
رفع المستشار عينيه ونظر إليه بدهشة، لتعقد إلام حاجبيها وتسال: ماذا تقصد بلال؟
لمعت الغيرة بعينيه وقال: أريد ان اعرف من أين تعرفت به، وكيف أصبحا أصدقاء؟
ابتسم سيادة المستشار بتفهم ونظر إلى ماجدة وقال: بلال، ان ليلى فتاه راشدة ومن المؤكد أنها تعرفت عليه بالنادي أو من خلال ياسمين فهو احد أصدقائها بالتأكيد.
قالت السيدة ماجدة بشيء من الصرامة: من المحتمل بالطبع، الآن ما يهمنا انه هنا لطلب يد أختك.
أكمل سيادة المستشار بهدوء: أنا أثق باختيار ليلى، بل أنا شديد الثقة به.
زفر بضيق لم يستطع منعه وقال: حسناً.
نهض واقفاً واتى بملف من الأوراق ناوله لسيادة المستشار وقال: انه فعلاً اختيار جيد فهذا ما تقوله الأوراق.
ابتسم سيادة المستشار وبدأ بتقليب الأوراق في هدوء وقال: معظم ما كتب هنا هو ما اخبرني به صديقي.
قالت السيدة ماجدة بارتياح : حسناً نحن متفقين على أنه مناسب.
قال بلال من بين أسنانه: ألن نسأل ليلى عن رأيها أمي؟
نظرت له والدته في تعجب وقالت: نسألها عن ماذا بلال، لا تخبرني انك تريد إحراجها بتلك الطريقة.
توترت ملامح وجهه وقال نافيا: لا طبعاً.
زفرت بضيق وقالت: حسناً سأتكلم أنا معها فلا تتدخل بالأمر.
هز راسه بالموافقة وهو يشعر بضيق لا يفهم سببه إلى الآن !!

**************************

بعدك على بالي
ياقمر الحلوين
يازهر التشرين
يا دهب الغالي
بعدك على بالي
ياحلو يا مغرور
ياحبق ومنتور
على سطح العالي
تنفس بقوة وهو يشعر بالسعادة تملأ خلاياه بقوة كان يبحث عنها منذ الصباح، وأتت إليه الآن وهو يستمع إلى تلك الأغنية التي انطلقت من المذياع الآن بعد ان وصل أمام بيتها قبل الموعد بخمس دقائق، وكأن مسئول الإذاعة اختارها خصيصاً له هو، ليذكره بأنها ورغم جرحها منه تذكرته وأنه لم يغب عن بالها مطلقاً.
ابتسم باتساع وتمتم: أنا الآخر ليلى لم تغيبي عن بالي مطلقاً.

مرق الصيف بمواعيد
والهوي لملم عناقيدو
وما عرفنا خبر
عنك ياقمر
ولاحدا لوحلنا بايدو
وبتطل الليالي وبتروح الليالي
وبعدك على بالي على بالي

دندن مع كلمات الأغنية وهو يشعر بأنها هي من يغنيها بصوتها الملائكي، تنفس بقوة بينما همس قلبه " كم تألمت في بعدك ليلى، لا تحسبي انك وحدك من قضى أياماً كالجحيم، فأنا أيضاً قضيت ليالي في الجحيم نفسه بل كانت لدي اشد جحيماً وأنا لا استطيع ان أصل إليك "
زفر بقوة وهمس بحب: ها أنا أتيت بنفسي ليلى لأخبرك بكل شيء، فقط استمعي إلي،
رفع عيناه وزفر: ولكنك أصبحت اشد عناداً وتجبرينني على ما افعله الآن.
قبض كفيه وبسطهما أكثر من مرة ليتنفس بقوة ويفتح باب السيارة ويترجل منها حاملاً بيده باقة كبيرة من الورود وضعها على سقف السيارة لينحني ويحمل بيديه شيئاً ملفوفاً بورق الهدايا الفخم، أغلق سيارته وحمل الاثنين بين يديه وتقدم باتجاه المصعد وهو يدعو ربه بصمت ان تسير الأمور كما يريد هو !!

************************

خرجت تبحث عنه وتخبره أنها أنهت إعداد الغذاء، تأففت بضجر عندما لم تجده في الدور الأرضي. اتجهت لتصعد وتأتي به من فوق، لكنها شعرت بألم أسفل ظهرها، فقررت عدم الصعود ووقفت بأول السلم و نادت بصوت عال إلى حد ما: خالد.
كررت بضيق: خالد.
أتاها صوته: نعم.
ضاقت عيناها وهي تسمع صوته يأتي من الخارج، تحركت إلى الحديقة وهي تبحث عنه، ابتسمت وهي تنظر إلى ظهره العاري الذي يلمع تحت أشعة الشمس الغاربة،
نظرت إلى بنطاله الجينز المشمر إلى نصف ساقيه وقدميه العاريتين لتكتم ضحكتها التي كادت تنطلق وهي تنظر إلى قبعة راعي البقر التي يضعها فوق راسه.
اقتربت مسحورة من تناسق جسده الرائع وقالت بصوت هامس: ماذا تفعل؟
رغم أنها لم تستمع إلى نفسها حقاً إلا انه التفت لها وهو يبتسم وينظر إليها بغموض: اصنع فراشاً معلقاً.
حبست أنفاسها وهي ترى صدره العاري يتحرك صعوداً ونزولاً بسبب أنفاسه اللاهثة، لترمش بعينيها وتقول بحشرجة غير مفهومة: الغذاء جاهز.
رفعت نظرها إليه لتصدم بعينيه التي تتأملها بدقة، فرددت بصوت أعلى قليلاً ظناً منها انه لم يستمع إلى ما قالته: لقد أعددت الغداء.
شهقت بقوة وهي تشعر بكفيه تقبضان قوياً على ذراعيها ويسحبها بعنف إليه حتى ارتطمت بصدره العاري، أحنى راسه حتى أصبح وجهه أمام وجهها مباشرة، نظر إلى عينيها مباشرة وسأل بجمود: هل هذا ما جذبك إلي؟
رمشت بعينيها في محاولة لاستيعاب ما يتفوه به وقالت بتلعثم: ماذا؟
هزها مرة أخرى وقال بغضب لمع في زرقة عينيه: ذلك الانجذاب الحسي بيننا منال، أم اسميه بمسماه الطبيعي؟
نظر إلى عينيها وقال بسخرية باردة: الانجذاب الجسدي، تلك الكيمياء الدائرة بيننا دون ان نتدخل بها.
اقترب منها أكثر حتى لامست شفتاه شفتيها وقال هامساً: تلك الروعة التي لم يشعر احدنا بها من قبل، لم نشعر بها الا سوياً.
ازدردت لعابها بتوتر وهي تنظر إلى شفتيه المغويتين لترفع عينيها إليه وقالت بصدق: لا خالد، ليس هذا سبب انجذابي إليك.
انطلقت ضحكته عالياً، ضحكة ساخرة متألمة ليقول ساخراً وقال وهو يرفع راسه بعيداً عنها قليلاً: حسناً اخبريني يا زوجتي العزيزة، ما الشيء الذي رأيته بي لتنجذبي إلى بتلك الطريقة المدمرة لحياتك كلها.
ابتسمت بألم وقالت بهدوء: رأيت رجلاً شرقياً خلف بياض لونك وانجليزيتك الصارخة، رأيت روحاً مرحة خلف ابتسامتك الساخرة، رأيت إخلاصاً نادراً خلف زرقة عينيك.
نظر لها يتهمها بالكذب لتكمل بهدوء: لا اكذب خالد، ولكنني أقنعت نفسي بخلاف ذلك لأنك لم ترني، لأنك صفعتني بعدم اهتمامك بي، صفعتني بغرورك الانجليزي وبرودك، صفعتني في كل مرة خفضت نظرك أو أشحت به بعيداً حتى لا تنظر إلي، وصفعتني بقوة عندما باركت لي يوم حفل خطوبتي وكأنني لا أعنيك.
ضغط على ذراعيها قوياً وصاح غاضباً: لأنك بالفعل لم تعنيني، كيف تنتظري مني ان انظر إليك وأنا اعلم جيداً انك ابنة سيادة السفير، هل كنت تتوقعين أنني سأدخل منزله لأغازل ابنته، أم كنت تتوقعين مني ان أغازلك وأنت زوجة أخي؟ ثم أخبرتك من قبل أنني لم اشعر بأي شيء اتجاهك الا بعد ان تزوجنا، بل بعد مرور عامين على زواجنا.
رمشت بعينيها وتجمعت الدموع بهما، شعرت بغصة كبيرة تقف بحلقها لتقول بصوت مخنوق: نعم اعلم، لم ألومك خالد، اعلم أنني لم أكن صالحة لمواصفات فتاة أحلامك.
لفظت جملتها الأخيرة بشيء من السخرية وهي تنظر إليه بألم لم تحاول إخفاؤه !!
شعر بالتخبط وهي تبلغه بأنها لا تلومه، وأنّ قلبه قوياً من دموعها المتجمعة بعينيها، بل شعر بلهيب يحرق صدره وهو يسمع نبرتها المخنوقة. رأى سخريتها الساطعة بعينيها فعقد حاجبيه وقال غاضباً: نعم كنت أفضل الشقراوات، أخبرتك من قبل.
نظرت له بغضب ولمعت الغيرة في دموع عينيها ليسأل هو بعنف: لماذا كنت تنتظرين ان انظر إليك في الأساس.
ابتسمت ساخرة باتساع لتنطلق ضحكتها قوية، لمع الغضب بعينيه فأرادت ان تحرقه معها بنيران الغيرة التي أشعلها في قلبها، قالت بصوت فخور: لأنني كنت حديث الجامعة يا زوجي العزيز.
ضيق عينيه مستفهماً لتقول بتلذذ وهي تنظر إلى مقلتيه بتحدي: كنت الفتاه المصرية التي يلقبونها بسمراء النيل، ذكية. . متفوقة. . وأيضاً جميلة، من عائلة عريقة واسمي معروف داخل أروقة الجامعة، كنت مثار إعجاب الطلبة والأساتذة أيضاً، يتوددون إلى ويطلبون رضاي، كنت مدللة الجامعة وما أريده يعتبر أمراً نافذ الجواب انجليز كانوا أو من الجالية العربية !!
اتسعت عيناه بغضب لم تره من قبل وقال بصوت منخفض ولكنه حاد لدرجة أرعبتها: وكنت أنا الاستثناء الوحيد.
أكمل دون ان ينتظر جوابها: أنا من لم يركع لك، لم يقم بالتودد إليك ولم ينفذ لك أحلامك واجبة النفاذ !!
عادت خطوتين إلى الوراء لتبتعد عنه ولكنه قبض على ذراعيها قوياً واجبرها على النظر إليه، ففغرت فاها ونظرت له بذهول وهي ترى ازرق عيناه يحترق ليتحول لونهما إلى اللون الرمادي. جذبها من ذراعيها إليه أكثر وهو يمنعها من الابتعاد قائلاَ بفحيح غاضب: فقضيت السنوات الماضية تتلذذين بعقابي، تنتقمين مني على عدم خضوعي لك سابقاً، تشعرين بلذة الانتصار يومياً وأنا افقد عقلي ومقدرتي أمامك، ترفضيني كل ليلة لأعود أنا بغبائي محاولاً كسب رضاك، تصيحين بوجهي كل يوم رافضة وجودي من حولك ومعلنه عن كرهك لي، لأخبرك أنا بحبي وعدم مقدرتي عن الابتعاد عنك.
هزها بعنف وهو يتبع بغضب أعمى: قضيت تلك السنوات الأربع الفائتة تتلاعبين بي وبمشاعري نحوك من اجل ان تنتقمي مني على عدم رؤيتي لك؟
أيقظها من ذهولها شعور بألم قوي بذراعيها فتأوهت بقوة وهي تشعر بأصابعه تفتت عظامها فصرخت باستجداء: اتركني خالد، أنت تؤلمني.
غامت عيناه بسواد حالك كلون البحر في مساء ليلة مقفرة: لا.. ليس بعد يا زوجتي العزيزة، من اليوم لا وجود لرغباتك أو أحلامك أو أوامرك، من اليوم فصاعداً أنا من سيقرر متى اقترب ومتى ابتعد، من اليوم سترين حياة أخرى غير تلك التي عشتها يا مدللة.
ضمها إلى صدره بإجبار لتصرخ بألم وهي تشعر بأنامله تشد خصلات شعرها من الخلف بقوة، ليجبرها على ان تحني رأسها إلى الخلف. تأوهت قوياً ودموعها تنهمر على خديها والألم يعلو وجهها ليحني راسه إليها وينظر في عمق عينيها بنظرة أرعبتها وجعلت مفاصلها ترتعد قوياً وهو ويقول والازدراء يصدح بصوته: انه دوري أنا تلك المرة في الانتقام منال.
شهقت بقوة وهي تشعر بشفتيه تمزقان شفتيها وهو يقبلها بطريقة مؤلمة آلمت روحها قبل ان تؤلم شفتيها. حاولت دفعه بعيداً عنها، ولكنها لم تستطع بل كانت محاولات دفعها له تزيده جنوناً، وتزيد قبلاته ضراوة ووحشية، وتزيدها هي ألماً. رفعت قدمها لتركله في كاحله بقوة، لعلها تستطيع ان تدفعه ليبتعد عنها ولو للحظات قليلة تستطيع ان تلتقط أنفاسها بها، لتتسع عينيها دهشة وهي ترى عينيه التي اتسعت بدورها ألماً لينطلق الوعيد من بينهما فتدرك حينها ان هذا ليس خالدها بل خالد آخر، خالد جديد صنعته هي بغبائها وكبريائها !!

*************************

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 12:57 AM   المشاركة رقم: 1273
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 26 ..

 
دعوه لزيارة موضوعي

دلفت إلى المنزل هي وايني تحملان الكثير من الأكياس وتتحدثان سوياً بمرح. أشارت لهما الخادمة بأن تصمتا وهي تهمس " ان لديهم ضيوف بالصالون "
أومأت الاثنتان برأسيهما ودلفتا إلى الداخل لتقول ايني بتعجب: من تتوقعين بالداخل؟
هزت ليلى أكتافها بلا مبالاة وقالت: لا اعلم.
دلفتا إلى غرفة ليلى ووضعتا الأكياس من أيديهما وبدأت ايني تبحث عن الأشياء التي تخصها.
لا تعلم لماذا شعرت بذلك الشعور الخانق الذي سيطر عليها فجأة ولكنها نحته جانباً وهي تخبر نفسها أنها تشعر بذلك لأنها قابلته اليوم لا أكثر. تنفست بقوة وهي تنبه نفسها ألا تنجرف بأفكارها إليه، فهي لا تريد التفكير به، ولا بكلماته التي حملت الوعيد والثقة بشكل يفقدها تركيزها.
هزت رأسها بعنف وهي تجبر نفسها على التركيز مع أختها فقالت بمرح افتعلته: ما رأيك ان تساعديني بترتيب أغراضي وأنا سأذهب معك بعد ذلك لأساعدك.
هزت إيناس رأسها بمرح وقالت بالإنجليزية: اتفقنا.
ابتسمت ليلى و بدأت في حمل الأشياء و وضعها بالدولاب.
التفت لتأخذ بقية الملابس من يدي إيناس ليحتقن وجهها بقوة وهي تنظر إلى الفستان الذي حملته ايني من حمالتيه وهي تنظر إليه بانبهار. قالت بطلاقة: واو ليلى، انه خطير، لم أره وأنت تبتاعينه؟
اتسعت عيناها بذهول وهي ترى ذلك الفستان بين يدي ايني ورمشت بعينيها وهي تؤنب نفسها كيف لم تلقه في وجهه عندما ظهر أمامها في المطعم، لقد نسته تماماً، فقد خبأته بإحدى الأكياس الأخرى حتى لا تلاحظه إيناس وهما في المحل وتجبرها على ارتدائه أو رؤيته عليها، لتنساه كلية.
زفرت بقوة وهي تنظر لعيني ايني اللامعتين، فخفضت عينيها بحرج وقالت: حقاً؟ لم أدرك ذلك؟
رددت ايني: انه رائع حقاً، لا ينتمي لاختياراتك عادة ولكن اشعر انه صنع خصيصاً من أجلك.
اقتربت ايني ووضعته على جسد ليلى وقالت بانبهار: اللون والتصميم يناسبونك تماماً.
احتقنت وجنتا ليلى بقوة لتشد الفستان من بين يدي ايني سريعاً وتقول: لا اعلم لماذا ابتعته في الأساس فانا لن ارتديه على أي حال.
ابتسمت ايني وغمزت بعينيها: سترتدينه في وقت ما.
ابتسمت ليلى بتوتر وهمت بالرد ليقاطعها صوت طرقات على الباب قالت ايني بمرح: تفضلي أمي.
دلفت إلام إلى الغرفة وهي تبتسم بهدوء ورزانة _بعد ان بدأت تستعيد عافيتها وصحتها كاملة، قالت في هدوء: أرى أنكما تسوقتما معاً.
ابتسمت ايني وهي تتجه لتقبلها: اليوم كان ينقصك أمي.
ابتسمت إلام: عندما استعيد عافيتي بالكامل سنخرج جميعنا.
ارتبكت ليلى وخبأت الفستان وراء ظهرها وهي تتجه لوالدتها وتقبلها: ان شاء الله ماما.
ابتسمت السيدة وهي تلاحظ حركة ابنتها التي اتجهت سريعاً لتلقي بما في يدها بداخل الدولاب. ثرثرت ايني: كلا أمي لا تنسي انك وعدتني برحلة للشاطئ.
أومأت الأم موافقة: ورحلة للشاطئ أيضاَ. سنفعل كل ما تريدين ايني لا تقلقي.
صاحت ايني فرحة لتتساءل بفضول: من الزائر أمي؟
ابتسمت الأم وقالت: انه ضيف مميز، ارتديا شيئاً لائقاً وخاصة أنت ليلى.
نظرت لها بتعجب: لماذا أمي؟
ابتسمت ثم رتبت على خدها: عمك بالخارج حبيبتي.
اتبعت وهي تخرج من باب الغرفة: هيا لا تتأخري ليلى.
تألق وجه ليلى بقوة وقالت: حسناً أمي سأخرج حالاً.
نظرت ايني لها بطريقة مريبة فقالت بدهشة: ماذا بك؟
ابتسمت ايني بطريقة مميزة: لا شيء، ما رأيك ان انتقي معك ما سترتدينه ويكون من مشتريات اليوم؟
هزت ليلى كتفيها بلا مبالاة: حسناً موافقة.
ارتدت ما استقرتا عليه هي وايني، كان فستاناً رقيقاً من الكتان الأزرق، بأكمام رقيقة عن قماش الفستان قليلاً منفوشة لآخر الذراع ومزمومة من عند الكف، مزين بحزام ابيض اللون عريض عند الخصر مزين بنقشات فضية وبه ثلاثة فصوص من الخرز الأزرق، طويل يرسم جسدها جيداً ولكنه محتشم، ضيق من عند الصدر وبفتحة صدر دائرية ضيقة.
وقفت تنظر إلى نفسها بالمرآة لتأتي لها ايني بحذاء بناتي خفيف ابيض اللون وقالت بمرح: هذا مناسب، شكلك رائع ليلى.
اتبعت: هيا جددي زينتك واجعليها ثقيلة نوعاً ما.
ازدردت لعابها قوياً وقالت بصوت مبحوح: أليس مكشوف الصدر قليلاً؟
أخرجت إيناس حجاباً عريض ابيض وبه تموجات نيلية اللون وقالت: هذا سيكون مناسباً وسيغطي صدر الفستان، هيا تحركي حتى لا نتأخر.
اتبعت وهي تخرج من باب الغرفة: سأذهب لأبدل ملابسي أنا الأخرى.
تركتها وخرجت لتقف هي وتنظر لنفسها في المرآة وهي تشعر بمشاعر مضطربة تموج بداخلها. تشعر بأنفاسها ثقيلة وبشعور مريب يكتنفها، قلبها يثب بجنون، لماذا تشعر بالخوف والتوتر الهائل الذي طغى عليها، ما الذي يحدث ليلى؟
زفرت بضيق من تلك الخنقة التي استحكمت حلقها فاستغفرت وهي تلف حجابها حول رأسها وتجدد زينتها كما أخبرتها إيناس، ابتسمت لنفسها في المرآة ابتسامة خرجت متوترة عكست شعورها الداخلي فحاولت بث بعضاً من الثقة في نفسها وهي تفكر " انه عمي من بالخارج، لماذا اشعر بأنني مقبلة على اختبار صعب. أمي تريدني أن اظهر بمظهر لائق فقط حتى يطمئن عمي علي وأنا هنا "
أراحها ذلك التفكير وطمأن قلبها لتخطو إلى الخارج بخطوات واثقة.
اتسعت ابتسامتها وهي تسمع صوت عمها يتحدث بهدوء كعادته ولكن هذا الحديث ليس موجهاً لبلال، نحت تلك الرائحة التي داعبت انفها وهي تجبر عقلها على عدم التفكير به الآن، وترغمه على البعد عن بؤرة تفكيرها وهي تحصر تفكيرها بعمها وأنها اشتاقت إليه، وأنها لابد ان تقنعه بسعادتها مع والدتها لتطمئنه !!
أنصتت سمعها قليلاً لتجده مستمراً في الحديث ولكن الطرف الآخر لا يتكلم.
هزت كتفيها بلامبالاة ودلفت إلى الداخل بمرح وهي تقول: مرحباً عمي، نورت بيتنا.
صمتت فجأة عن الكلام وهي تنظر إليه وهو ينتفض واقفاً أمامها، اتسعت عيناها بقوة وهي تنظر إليه بدهشة وعقلها يقفز سائلاً " ما الذي أتى به إلى هنا؟ "

************************

ظلت واقفة بصدمة والذهول يطل من عينيها وهي تنظر إليه، تردد السؤال بداخلها أكثر من مرة " هل هو هنا حقاً، أم يخيل إليها؟!!
لم تلحظ ان عمها احتضنها بين ذراعيه ورحب بها ترحيباً بالغاً، بل لم تحرك عينيها من عليه إطلاقاً، وإنما ظلت تحدق به وكأن كثرة تحديقها به سيجعله يختفى من أمامها الآن.
رمشت بعينيها لعل عندما تغلق عينيها وتفتحهما من جديد سينتهي ذلك الحلم الذي أزعجها بالفعل لتجده ينظر إليها وهو يبتسم ويخبرها بعينيه: لقد أخبرتك من قبل.
رمشت بعينيها مرة أخرى وهي تحاول ان تقنع عقلها ونفسها بأنه بالفعل موجود وأنها لا تتخيل، عبد الرحمن هنا يتوسط صالون شقة والدتها، يقف بين عمها وبلال الاثنان يرحبان به ووالدتها أيضاً، سألت نفسها " هل أصبت بهلوسة عقليه واجمع بين الأمور والأشخاص بعقلي "
تمتم عقلها " أنا أتخيل أليس كذلك؟ "
هزت رأسها وتمتمت بخفوت وهي تؤكد لنفسها : بالطبع انه ليس موجوداً.
انتبهت من أفكارها على يد عمها التي دفعتها بلطف لتدلف إلى منتصف الغرفة وهو يقول بمرح: طبعا لا تحتاجين ان تتعرفي على أمير.
ابتسم أمير بحرج وقال: أهلا ليلى.
التفت إلى عمها بشيء من التوتر وأعاد عقلها مرة أخرى مرددا لاسم " أمير "
هزت رأسها بتشتت وشعرت بأنها استيقظت فجأة من السبات وهي تسمع صوته واضحاً بأذنيها وهو يرحب بها بود وحرج رسمه بإتقان.
نظرت إليه وهي تحاول ان تفهم ما يحدث أمامها دون فائدة، تشعر بأن عقلها يحيط به الغيوم نقلت عينيها إلى يده الممدودة كأنها ثعبان سيقرصها ورفعت عيناها إليه ونظرت له باستفهام ورفض لأن تصافحه، ضيق عينيه ونظر لها بقوة يخبرها ألا تفعل ما تفكر به، ابتسم باتساع وهو يقبض على كفها ويصافحها بود أتقنه.
تنحنح بلال وقال: تعالي حبيبتي اجلسي.
هم بالتحرك ليجلسها مكانه ويذهب هو للجلوس على الكرسي بجوار أمير، لتقول أمها بلطف وهي تخبره بعينيها ألا يتحرك: اجلسي حبيبتي فالكرسي بجوار أمير بك فارغ.
نظرت لأمها بذهول وهي غير مستوعبة " أحقاً والدتها تدعوها للجلوس بجواره أم ان عقلها ينسج أحداثاً لقصة خيالية؟ شعرت بالغباء يخيم على عقلها تلك المرة حقاً وهي ترى ابتسامة والدتها المطمئنة مرسومة على شفتيها، شعرت بأنها ستصاب بسكتة دماغية عندما سمعته يقول : أمير فقط أمي ألم نتفق؟
أجابت والدتها بحنان " طبعاً بني "
همست بخفوت: ماذا يحدث هنا؟
لكن همستها لم تخرج من حنجرتها بل ان صوتها حُشر بداخل حلقها وشفتيها لم تتحركان عن وضعهما الصامت.
شدها من يدها بخفة دون ان يلحظ الحاضرون ما فعل ليوجهها للكرسي. ولدهشتها استجابت له وتحركت، كما استجابت لنظراته المهدئة لها فشعرت ببعض الهدوء النسبي يتخلل توترها المسيطر على حواسها، لتشعر بجسدها كله يتصلب وهي تسمعه يهمس بأذنها القريبة منه: بل أنا موجود ليلى، أنا هنا عريسك المنتظر.
وكأنه يقرأ أفكارها، يعلم جيداً بحالة التشتت العقلي التي تمر بها، همسته أتت على ما تبقى من عقلها واتزانها فشعرت بأنها سيغشى عليها، فجلست مرغمة في المكان الذي حدده هو وهي تحاول ان تحافظ على وجودها بينهم، لا تسمع الحوار الدائر بينهم ولكنها تومئ برأسها وكأنها تستمع بالفعل، تحرك رأسها بإيماءات خفيفة وهي ترد على والدتها وعمها وهي تحاول ان تركز لتفهم ما يدور، فقط هي تريد الفهم، تبتسم بتوتر لبلال وتتحاشى النظر إليه فهو يسألها بعينيه أسئلة لا تفهمها هي ولا تجد لها إجابة، بل لأول مرة منذ ان قابلت بلال وهي لا تستطيع فهم عينيه، أكد عقلها " بل لا تستطيعين فهم شيء على الإطلاق "
أدارت عينيها مرة أخرى وهي تجبر عقلها على التركيز لعلها تستطيع حل تلك المعضلة التي أمامها وتعلم سبب وجوده هنا، لتشعر بالقهر يجثم على صدرها وهي ترى عمها يتكلم مع عبد الرحمن بود يسأله عن أشياء تخصه والآخر يجيب بثقة كما عهدته دوماً.
نقلت عينيها لأمها لترى أنها أيضاً تعامله بلطف منقطع النظير وكأنه أصبح من العائلة فعلياً، رفعت حاجبيها بصدمة وهي تسمع ضحكة عمها الرزينة تنطلق على شيء قاله ذاك المستفز الجالس إلى جوارها، أما أكثر شيء تعجبت منه هو حديث بلال الودي معه وكأنه يعرفه منذ زمن وأنهما أصدقاء.
انتبهت من أفكارها على دخول إيناس ومعها موجات المرح التابعة لها، ولكنها تميزت من الغيظ وهي تسمع ايني ترحب به بمرح ثم انحنت لتهمس لها: لماذا لم تخبريني عنه؟
نظرت لها مستفهمة فأكملت الأخرى بخفوت : لقد رأيته اليوم وهو معك.
اتبعت بطفولية معاتبة: رغم أنني عاتبة عليك لأنك لم تخبريني، إلا أنني فرحة من أجلك، مبروك لولا.
أغمضت عينيها وهي تفكر " ماذا يحدث بحق الله، لماذا تعاتبها ايني و تغضب منها، والاهم علام تبارك لها تلك الفتاه؟ "
نظرت حولها وهي تفكر هل اتفق معهم عبد الرحمن ليصيبوني بالجنون جميعاً، أم أن ذلك الكاذب تلاعب بهم ليوهمهم بشيء غير موجود اخترعه هو.
رفعت حاجبيها وقد بدأت في إدراك ما يحدث بالفعل وتمتم عقلها " من الواضح ان جميعهم مدركون للأمر بشكل خاطئ كلياً "
خفضت رأسها و فكرت " ما الذي حدث وجعلهم يرحبون به بتلك الطريقة؟ بل ما الذي اخبرهم به هذا العبد الرحمن لينظروا لها بتلك النظرات السعيدة التي تتمنى لها التوفيق؟ "
والاهم لديها بلال فهو الذي سينفذ لها رغبتها في طرد ذلك الأحمق الذي يجلس منتفخاً كالطاووس بجانبها، بل سينتقم منه إذا أرادت هي. ما الذي اخبره به ليجعله يستمع إليه بتلك الطريقة ويتعامل معه كصديق مقرب له؟
انتبهت من أفكارها على الصمت السائد بالمكان لترفع عينيها وتنظر حولها لتجد المكان فارغا !!
تنفست بقوة ثم أغمضت عينيها وهي تخبر نفسها انه كان حلماً، أو كابوساً لن تفرق معها، المهم انه انتهى والحمد لله.
انتفضت واقفة وهي تسمعه يقول بصوت ساخر: لم يكن حلماً، أنا ما زلت هنا.
شهقت بقوة وهي تنظر إليه ليضحك على ملامحها المرتعبة وقال بخفة: اهدئي يا أميرتي فانا لست شبحاً.
اتبع وهو يشير إليها بيده ملوحاً بظرف مبالغ فيه: انظري إنه أنا أتحرك أمامك.
نظرت له بغيظ وقالت من بين أسنانها: كف عن تلك التصرفات السخيفة.
رفع حاجبيه باستمتاع وهو ينظر إليها بسخرية قالت بقوة: ماذا تفعل هنا؟
نظر لها من بين رموشه وهو يبتسم باستفزاز فاتبعت بكبرياء وحنق: ولماذا أتيت من الأصل؟
رفع عينيه ونظر لها بتفحص ليقول بهدوء: اجلسي يا عروسي الحسناًء حتى لا يدخل احدهم ويجدك واقفة بتلك الطريقة ويشكون انك تريني ذلك الثوب من جميع الجهات.
شعرت بالخجل والحرج يكسوها ولكنها لم تترك ذلك الإحساس يتحكم بها فنظرت له بغضب وقالت: بل سأجعلهم يدخلون واخبرهم ان يرموك خارجاً.
نظر لها بقوة فأشاحت بعينيها بعيداً عنه وجلست في ابعد مكان عنه، وسألت بصوت مهزوز: لم ترد على أسئلتي؟
نظر لها وقال ببرود: أية أسئلة؟
جزت على أسنانها قوياً ورددت بحنق: لماذا أتيت وماذا تفعل هنا؟
هز راسه وقال: آها، تلك الأسئلة !
نظرت له بغيظ فاتبع وهو يبتسم بثقة وعيناه تلمع بتلك الابتسامة التي باتت تكرهها حقاً: أتيت أرى عروسي ونحدد موعد للخطبة.
انتفضت واقفة وقالت بغضب: في أحلامك.
رفع حاجبه لها وهو ينظر بقوة: بل في الواقع ليلى. وقريبا جداً أيضاً.
جزت على أسنانها غضباً وشعرت بدمائها تغلي بأوردتها فقالت وهي تصر على حروفها: لن اقبل بك وسأرفضك الآن أمامهم جميعاً ولن تستطيع ان تفعل شيئاً، بل سأخبر أخي وعمي انك تلاعبت بي وسأجعلهم ينتقمون منك.
ابتسم ساخراً وقال بنبرة لا مبالية: كيف ستخبرينهم ليلى؟
نظر إلى عينيها نظرة مباشرة وقال بخفوت: هل ستخبرين أخاك العزيز انك كنت تتحدثين مع احدهم على الانترنت وتبادلينه المشاعر والآن لا تريدين الزواج منه؟
اتبع بفحيح: أم ستخبرين عمك العزيز انك كنت على علاقة بسائق سيادة السفير؟
نهض واقفا أمامها فجأة وأحنى راسه لينظر إليها ويجبرها على النظر إليه: هيا ليلى اخبريني عن التصور الذي يدور في راسك.
تحاشت النظر إليه ليمسك ذقنها بأطراف أنامله ويرفع رأسها إليه ويقول بغيظ: اخبريني كيف ستخبرين أخاك وعمك عني، هل ستخبرينهم بعلاقتك مع الأسطى أم مع السيد أمير؟ أم ستخبرينهم عن الاثنين؟
نظرت إلى عينيه بتحدي وإصرار: ولماذا لا اخبرهم عن الاثنين؟ لم افعل شيئاً خاطئا وهما سيقدران ذلك، وأنا مستعدة ان افعل أي شيء لأتخلص منك ومن رؤية وجهك هذا.
احتقنت أذناه بقوة ونظر إلى عينيها بجمود: لن تستطيعي مجاراتي ليلى، واعلمي أنني سأفعل أي شيء لأنالك، اختصري على نفسك الكثير، وأخوك الذي تستقوين به من السهل جداً ان اجعله لا ينظر إلى وجهك مرة ثانية.
همس بجانب أذنها: أنا اعلم عنك الكثير، تخيلي ما استطيع ان اخبره به، ولن أتحرى الصدق عزيزتي.
شحب وجهها بقوة وهي تنظر إليه ليبتسم فجأة باتساع ويقول بطريقة مختلفة كلياً عن الطريقة التي كان يحدثها بها: لا اصدق أنني هنا أخيراً.
لمعت عيناه برقة وهو يتبع: أتمنى ان اختصر المسافات لنكون سوياً حبي. .
قضم كلماته وهو يبتعد عنها فجأة، لتزداد عقدة حاجبيها إلى ان ابتسم بحرج وقال بخفوت: مرحباً بلال.
احتقن وجهها بقوة وهي تتذكر أنه كان قريباً منها وأن ما تفوه به للتو سيعطي أخاها فكرة أخرى كلية عن الحديث الذي كان يدور بينهما، شعرت بأنها تريد ان تقتله فهو يتلاعب بها وبمن حولها أيضاً، زمت شفتيها بحنق وشعرت بالغضب يتملكها بالفعل وراودتها تلك الفكرة ان تخبر بلال بكل ما حدث، ولكنها نظرت إلى عينيه التي لمعت بتحذير واضح وكأنه يقرأ أفكارها، خفضت عينيها وهي تشعر بالقهر يسيطر عليها وما زاد من قهرها رد بلال الذي أتى هادئاً وهو يقول: لا عليك، أتيت لأطمئن على ليلى.
اقترب الآخر سريعاً وقال بلهفة خرجت منه تلقائية ولكنها شعرت بأنها مفتعلة وتمثيلية كبقية حديثه الآخر: ماذا بك ليلى؟ هل أنت متعبة؟
نظرت له بغضب وهزت رأسها نافية. همت بالحديث لتسمع صوت ايني تقول بخفة: بلال أمي تريدك.
ابتسم بلال بتوتر وقال: بعد إذنكما.
تبعته إيناس في هدوء ليخرج الاثنان من الغرفة، ظلت واقفة كما هي وأطرقت برأسها إلى الأرض، تنظر إلى نقوش السجادة الجميلة التي تقع تحت قدميها، صمتت لوقت ليس بكثير تفكر في طريقة للخلاص منه، طريقة سهلة لتقنعه ان يبتعد عنها، فهي لا تريده !!
صاح صوت قوي بداخلها " أحقاً لا تريدنه ليلى؟ أم يوجد بداخلك ذلك الشيء الصغير الفرح بوجوده هنا أخيراً؟ ذلك الشيء الصغير الذي يقفز لأن من أحببته أتى ليطلب يدك ويتزوج منك "
شعرت بالضعف يخلل قدميها ليصيح عقلها " كلا نحن لا نريده، فقد تلاعب بنا وخدعنا، آلمنا كثيراً، بالتأكيد لا نريده !!"
قبضت كفيها قوياً وهي تحاول ان تسيطر على تموجات المشاعر المتضاربة بداخلها، تريد السيطرة على أعصابها وتواجهه دون ان تشعر بالخسارة مرة أخرى، فالخسارة تمزقها. تعلم جيداً انه لا سبيل للنصر أمامه ولكنها ستحاول، بالتأكيد ستحاول !!
رفعت نظرها أخيراً إليه وزفرت بقوة لتقول بصوت هادئ: ماذا تريد؟

**********************

تبع شقيقته في صمت وهو يشعر بالغضب من ذلك الأمير الذي جاء طائراً ليحط رحاله لديهم ويخطف أخته الكبيرة من بين يديه !!
جز على أسنانه قوياً " نعم هو يخطفها، يسحبها من جانبه، يأخذها معه إلى عالم بعيد عنه، وهو لا يحب ذلك بل يكرهه، يكره ان يستولى شخص آخر على مشاعر أخته التي باتت اقرب إليه من نفسه، بل أكثر ما يكرهه هو ذلك الحدس الخفي الذي يخبره ان ذلك الأمير استولى على قلب أخته من فترة بعيدة، استولى على قلبها وعقلها وقريباً جداً سيصبح كل دنياها وعالمها "
طرق عقله قوياً: ستتركك وحيداً بلال وتذهب معه.
زمجر بغضب رغماً عنه لتنظر إليه إيناس بطرف عينها وتقول: ماذا بك بلال؟ هل أنت ضائق من خطبة اختنا الكبرى؟
نظر إليها بحدة فقالت بهدوء: من المفترض ان تفرح ولكن ملامح وجهك بعيدة كل البعد عن السعادة.
ضم شفتيه قوياً حتى لا يتفوه بما لا يليق لتتبع هي بسلاسة: أنا سعيدة من اجلها فهي ستتزوج ممن تحب.
اتسعت عيناها بقوة ولاح الغضب بهما ليديرها إليه بحدة ويقول: من أخبرك بذلك؟
هزت رأسها باستنكار وقالت بخفوت: اترك يدي بلال، ما الذي تفعله؟ ثم عماذا تسأل؟ هل هو سر حربي لتسألني بتلك الطريقة؟
ردد بغضب وهو يترك يدها: هل أخبرتك ليلى عنه؟
لوت شفتيها بغضب طفولي: كلا لم تفعل، رغم أنني رأيته معها اليوم مرتين وكأنها أخبرته عن مكان وجودنا. فأتى مرة وتحدث معها والمرة الثانية كان يتناول غدائه بنفس المطعم الذي اخترناه نحن، اعتقد ان المرة الثانية مصادفة لا أكثر. فهي ارتبكت عندما رأته وكأنها لم تكن تعلم بوجوده.
لمحت الغضب بعيني شقيقها فشعرت أنها أخطأت بشدة فاستدركت كلامها وهي تحاول ان تخفف عنه وهي لا تفهم إلى الآن سبب غضبه حقاً، فقالت بهدوء: ولكني رأيتهما وهما يتحدثان بلال، طريقتهما ذكرتني بحديثك الخافت مع سوزان.
هنا شعرت بأن شيء ما حدث ولم تدركه هي، فقد انقلبت ملامح بلال كلية وأصبح وجهه محترقاً تماماً من الغضب ولمعت عيناه ببريق وحشي، لا تفهم سبب أي منهما.
هزته برفق وقالت بخفوت: اهدأ بلال، لا يوجد ما يستدعي غضبك هذا.
اتبعت بقدر من التعقل: الشاب أعلن عن سلامة نواياه واتى ليتقدم لها بعد وصولنا فوراً، واعتقد أنه رتب الأمر مع ليلى.
رفع عينيه إليها وقال بحشرجة غريبة: آه نعم، إنه بالفعل سليم النوايا، وغضبي ليس له علاقة بليلى، انه شيء خاص بالعمل.
تركها وتحرك باتجاه غرفته فقالت بدهشة: بلال هل ستترك عم ليلى بمفرده، ثم إن أمي تريدك.
قال بخفوت: سآتي على الفور.
تحرك باندفاع وهو إلى الآن لا يستطيع ان يهدئ من غضبه الذي ليس له مبرر عقلاني، بل من المفترض ان يسعده ما أخبرته به ايني، فأخته ستتزوج من رجل أحبها بعمق واتي ليطلب يدها. رجل عاشق، نعم لقد تبين ذلك جيداً وهو ينظر إلى عيني أمير التي تألقت بلهفة رجل محب عندما أطلت ليلى عليهم، بل إنه يجزم ان أمير نهض واقفاً قبل ان تطل ليلى وكأنه شعر بدخولها قبل ان تدخل بالفعل. رجل أعاد حديثه الخافت إلى ذاكرة شقيقته غرامه بمن يحب!!
عند هذا الحد اندفع إلى دورة المياه وفتح صنبور المياه ووضع راسه تحت المياه تلقائياً، حتى يستطيع إخماد تلك الثورة التي صدحت في راسه دون سابق إنذار. رفع راسه بعد قليل وهو يشعر ببعض الهدوء الذي تخلل خلايا عقله قليلاً، ليجفف خصلات شعره ويصففها من جديد، وينظر إلى نفسه في المرآة ويرسم ابتسامة هادئة على شفتيه ويتحرك خارجاً من غرفته ليذهب ويرى ما في جعبة ذلك الأمير.

**********************

ابتسم السيد كامل وسألها بهدوء: ما رأيك به؟
اتسعت ابتسامتها وقالت بفرحة حقيقة سطعت في صوتها: انه رائع، ويحب ليلى.
هز المستشار راسه وقال: نعم ان عينيه تدليان بالكثير.
اتبع بابتسامة واثقة: سأطمئن على ليلى معه.
تمتمت بخفوت: بإذن الله سيتمم لهما على الخير.
رفعت نظرها لترى ذلك الواقف بمدخل الغرفة، عقدت حاجبيها وبغضب وهي ترى شعره المبلول وتنظر له باستنكار، أشاح بعينيه بعيداً عنها، فهزت رأسها بعدم رضا وهي تعلم ما يحدث معه جيداً. شعرت بالغيرة تفوح من كلماته منذ ان حدثها عن مجيء أمير له وطلبه ليد ليلى، وانه شبه أرغمه على القدوم اليوم، رغم رفضه هو بذلك. تعلم جيداً ولدها ورفضه الباطني للأمر، فبلال رغم انه لم يرث الكثير من ملامح والده ولا طباعه، الا انه ورث أسوأ صفه به، الغيرة العمياء !!
انه يغار بجنون على ما يملكه أو ما يخصه، منذ الصغر وهو يغار عليها من كل شيء حتى والده، وسليم مع الأسف كان معجباً بتلك الصفة به فكبرها بداخله دون ان يقصد بمدحها تارة أو بزرع الأفكار في عقله انه كرجل شرقي من المفترض ان يغار ويحافظ على عائلته، بل كان يشجعه وهو يراه يخنق الفتاتين الأصغر منه سناً بغيرته المجنونة.
فعلت معه الكثير منذ صغره وحاولت تهذيب تلك الصفة فيه بكل وسيلة ممكنه لها، ولكنها تبقت بداخله يسيطر عليها كثيراً ويذمها بنفسه ولكنها تبقى خالدة في قلبه لا يستطيع الخلاص منها كلية.
نظرت إلى خصلات شعره الندية مرة أخرى وهي تعلم ما فعله، فلطالما فعلها من قبل، عندما يزداد ضيقه ويشعر الغضب يسيطر عليه يضع راسه تحت الماء ليخفف من وطأة مشاعره السلبية.
حمدت الله بسرها انه عاقل قليلاً ويستطيع السيطرة على تلك المشاعر وإلا لما استطاع ان يتعامل مع أمير بتلك اللباقة التي أسعدتها منذ قليل.
همس بضيق: أليس ذلك الوقت كافياً لكليهما؟
ضحكت بخفوت رغماً عنها وقالت في هدوء: انتظر قليلاً بلال، دعهم يتحدثون على راحتهم.
قال من بين أسنانه: فيم أمي. اعتقد أنهما اعتادا الحديث سوياً أكثر من اللازم.
نظرت له بتحذير وقالت معاتبه إياه بخفوت: بلال.
أشاح بوجه بعيداً والغضب يأكله ليقول العم بصوت هادئ: انه محق ماجدة، انه لوقت كاف لهما، هيا لنعود.
زفر بارتياح وهو يشعر للمرة الأولى بسعادته لوجود ذلك الرجل الآن، بل هو يريد شكره على إقناع والدته والوقوف بجانبه وتأييد رأيه.
هزت الأم رأسها بالموافقة وقالت: حسناً، لنذهب إليهما.

*****************************

منذ ان أصبحا بمفرديهما وهو يشعر بغضب فعلي من نفسه، لم يكن يريد ان يتمادى معها بذلك الشكل، شعر بأنه حقير بذلك التهديد الغبي الذي أطلقه في وجهها. ولكنها تثير غضبه بسبب لهجتها المتعجرفة التي تحدثه بها، رفضها له يثير غيظه منها، وعدم استماعها له يشعره انه سيفقد عقله بسببها، كل ما يريده منها ان تستمع. .. فقط تستمع إليه ولكنها تفعل كل شيء عدا ذلك.
لا يريد ان ينظر إلى عينيها ويرى ذلك الغضب المتألق بهما، بل يريد نظرتها الدافئة التي تنعش عقله، يريد ان يشعر بحبها له وليس حقدها عليه، يريد ان يرى بعينيها نظرات الخجل التي تفقده صوابه وليس ذلك التحدي المقيت الذي يسطع بعينيها كلما رآها أو اقترب منها، يريد ان يستمع إلى صوتها ذو النغمات الرقيقة وليس صوتها المليء بالكبرياء والعجرفة التي مقتها طوال عمره.
تنهد بخفوت وهو ينظر إليها وكأنها تبحث عن شيء مفقود بأرضية الغرفة، رفعت عينيها إليه أخيراً فنظر إليها وهو يمني نفسه ان تنظر إليه بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة التي تجعله يستشيط غضباً.
ليشعر بالانتصار يغمره وهي تسأل ببرود: ماذا تريد؟
تنهد قوياً وتغاضى عن لهجتها الباردة وقال: أريدك ليلى.
نظرت له ملياً وهو يجلس بأريحية ويضع ساقاً فوق ساق و يتبع بفخامة كعادته: سأفعل أي شيء لأحصل عليك.
زفرت ببطء وقالت: وإن رفضتك؟
ابتسم بسخرية ولمع الخبث بعينيه وهو ينظر لها لدقيقة كاملة ثم يستقيم واقفاً أمامها، تأمل ملامحها المتنمرة بتفحص وقال بهمس خبيث وهو يضرب طرف انفها بطرف سبابته بخفة: لن تستطيعي حبيبتي.
جزت على أسنانها غضباً وهي تشعر بالعجز يملأ أوردتها لدرجة أنها لم تستطيع ان تشعر بمذاق تلك الكلمة التي كانت تقتات عليها كل الفترة الماضية، من المحتمل أنها لم تشعر بها لأنها خرجت منه باردة. . خبيثة. . مهينة. . متجبرة. . يريد ان يملكها بها، ليس لأنه يحبها بل لأنه يريدها.
تنفست بقوة وقالت بشيء من السخرية: ماذا ستفعل يا أسطى؟
جمد وجهه قليلاً ليبتسم تلك الابتسامة التي تلمع بعينيه ولا تصل إلى شفتيه: سأريك عينة بسيطة الآن ليلى.

تحرك بخفة وجلس بمكانه مرة أخرى بتلك الأريحية التي تستفزها، نظر لها بمكر وقال: ألن تجلسي عزيزتي؟
هدرت فيه بخفوت: كف عن تلك الطريقة السمجة التي تحدثني بها.
رفع حاجبيه بتسلية وزم شفتيه وهو يمنع نفسه من الضحك قوياً، تنحنح واعتدل جالسا وهو يقول بهدوء: عمك سيدخل الآن، اجلسي من الأفضل لي ولك.
نظرت له بتشكك لتسمع صوت عمها يحادث بلال بشيء لم تتبينه، جلست سريعاً بدون تفكير لتأتي جلستها بجانبه لينظر إليها ويبتسم بثقة، قال بخفوت: لا تعانديني عزيزتي.
تأففت بصوت مسموع ليضحك هو باستمتاع ويصمت عندما قال عمها: أسعدك الله دائماً أمير، أضحكونا معكم.
ابتسم بحرج لتقول والدتها وهي تنقل نظرها بين وجه ابنتها المورد خجلاً كما اعتقدت هي وبين نظرة التسلية التي صدحت بعينيه فقالت برضا: اتركهما كامل اعتقد انه كان حديثاً خاصاً.
تنحنح بطريقة مقصودة ليقول بخفوت: هلا سمحتما لي بطلب صغير.
ردت الأم سريعاً: بالطبع بني.
صمت قليلاً ليقول بهدوء مدروس: هلا قرأنا الفاتحة الآن؟
استغل الدهشة التي ظهرت على وجه سيادة المستشار والفضول الذي ظهر على وجه والدة ليلى، ليتغاضى النظر على حنق بلال الذي ظهر جيداً على ملامحه واتبع بطريقة رزينة يعلم جيداً انه يستطيع بها إقناع من أمامه: من وجهة نظري لا أرى ما يمنعنا من قراءتها فلا يوجد احد من عائلتي على أي حال ولن يوجد في المستقبل وانتم جميعاً حاضرين.
شعر بالرفض يلمع في عيني بلال ولكنه نحاه من الموافقة فهو كان يستأذن عمها ووالدتها فقط، لم يهتم برفضه الصامت لينظر إلى والدتها بانتظار ما ستتفوه به، فهو شعر خفياً ان كلمتها هي النافذة، فالأخ والعم سيفعلان ما ستأمر به.
ابتسم العم بحرج وقال: ستقتلني ياسمين إذا علمت بالأمر ولكنني سأخبرها بأنها ستحضر حفل الخطبة والعرس ان شاء الله.
ابتسم وهو يشعر انه على وشك الفوز ليتنهد بقوة فرحاً ووالدتها تقول: على بركة الله.
التفت لها بلال ليخبرها برفضه فنظرت إليه بصرامة وهمست له: انتظر بني سنتفاهم فيما بعد.
زفر بلال بقوة ليقول هو: ما رأيك بلال؟
نظر له بلال طويلاً وكأنه يخبره برفضه ولكن بأسلوب مهذب ليقول: أرى أننا نتعجل دون داعي.
قال أمير بمهادنة: لست متعجلاً ولكنني لا أرى فائدة من الانتظار.
قال بلال بغضب مكبوت: لم آخذ وقتي في السؤال عنك.
ابتسم أمير بمراوغة: أنها مجرد قراءة فاتحة وليست عقد قران.
زفر الآخر بضيق لتقول الأم منهية الحديث: لا عليك بني، أنا أثق بك وارى انك ستسعد ليلى، ثم ان ليلى حسمت الأمر بالفعل.
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى ولدها بطريقة مقصودة ليشيح بنظره بعيداً
قال العم بهدوء: على بركة الله لنقرا الفاتحة.
.
.
.
شعرت بالشلل يجتاحها وهي تنظر إليه بعينين مذهولتين، لا تفهم ما يجري من حولها لا تستطيع ان تستوعب ما يطلبه ذلك ال. .
للمرة التي لا تعرف عددها لا تستطيع سبه، حاولت ان ترفض، بل تصرخ رافضه، ان تغضب وتقفز واقفة وتخبره برأيها الصريح فيه وفيما يفعله وتخبر عمها وأخيها بما فعله بها. ولكنها بكل بساطة لم تستطع. صوتها لم يصعد خارج رئتيها، كل ما استطاعت فعله هو ان تقبض كفيها قوياً وهي تحاول ان تحافظ على المتبقي من عقلها لتستوعب ما يحدث أمامها، حاولت ان تنصت لما يقوله لترفض ما يطلبه بهدوء كما يفعل هو كل شيء بهدوء، ولكن عقلها ظل جامداً، لا يستطيع الإتيان بأي ردة فعل فظلت صامتة وهي تسمع ما يحدث حولها دون ان تفهمه، فعقلها وتفكيرها أصابهم شلل مؤقت.
انتبهت من حالتها تلك على صوته يهمس بفحيح جانب أذنها: ارفعي يديك عزيزتي واقرئي الفاتحة حتى يبارك لنا الله في تلك الزيجة.



انتهى الفصل السادس وعشرون


اتمنى لكم قراءة ممتعة
منتظرة ارائكم وردودكم وانتقادتكم
وسوري على التاخير والبطئ في التنزيل
لاني من على الفلاشه والنت بطيء
اراكم على خير
احتمال كبير يبقى في بارت تاني قبل رمضان بس هعمل عنه اعلان قبل ما ينزل
رمضان كريم عليكم جميعا
في حفظ الرحمن

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 01:51 AM   المشاركة رقم: 1274
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2012
العضوية: 245166
المشاركات: 1,173
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييمالروح التائهة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2450

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح التائهة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 26 ..

 

رمضان كريم ع الكل :)
صباح الفل سولي حبيبتي
يعني كالعادة بارت راائع
ماشاء الله عليج كتابتج تجنننن والاحداث سلسة بشكل
يعني ما احس باي شي مندمجة بالاحداث ..
شكرااااا من اعماق قلبي ع هل الابداع الراقي :)
وااو كلام مديحة بالصميم ... يلا هشام اصحى لنفسك
اوووبس كان لازم اول مكان يروحله هو شقتهم :( شلون ضابط وهيج اهبل هههههههه
اممم شنو حتروح ويه مديحة لبيتهم ..؟؟ حيتخبل هشام لعد
خالد يؤبر البي مطلع هواية؟ هههههههه ع اساس مسلسل بالتيفي
انتقلوا فيلا لوحدهم ؟؟ ما ادري حسيتهم وحدهم
هو هذ عقابها ؟ الاعمال المنزلية ؟؟ هههههههه الله يساعدها عقاب متوحش صراحة
شنو هل التعقيد اللي عند منال .. بدليها واني اتبرع مكانها ههههههه
احم احم رح تنهار خالد بك اصبر شوية اوف بس
ياااااااااااااعيني ع رومانسية وليدو فيس ابو قلوب
احم احم هذا كوله صباح الخير عتدي شك ههههههههه
ترا شلعت قلبه :( خطية عانى هواية تساهلي وياه جاسي
واو امير بك قمة الذكاء شنو هاي تلاعب بيهم كولهم
ياعيني ع صدمتج يامسكينة بس يلا كل شي مباح بالحب والحرب
اريد اشوف الفستان اللي اشتراه امير سولي ههههههههه
شنو مشكلته بلال يغار ع اخته !؟ خلي ينظم لال العزب المهابيل
متشوقة اعرف شحيجاوبها امير :)
يااارب سولي تكدرين اسيوع الجاي تنزلين البارت
وعاااااااااااااشت ايدج ياااااااااامبدعة
مواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه من بغداد
:)

 
 

 

عرض البوم صور الروح التائهة   رد مع اقتباس
قديم 22-06-13, 02:10 AM   المشاركة رقم: 1275
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد مميز جدا



البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 39151
المشاركات: 1,624
الجنس أنثى
معدل التقييم: waxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييمwaxengirl عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1141

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
waxengirl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
Flowers رد: 18- رواية امير ليلى بقلم Solafa El Sharqawey .. الفصل الـ 26 ..

 

انا جيييييييييييييييييييييييييييييييييت وسورى ياسوسو اتاخرت عليكى ياجميل

البارت رائع ولازمن يكون رائع عشان فرح ديدو طبعا >>فيسى ابو لساااان

نبدا بقى ونروح لهشام ونودا المفاجات الجديدة من فوزية خانوم ...

مازالت هذه السيدة المستبدة تتعامل مع ولدها بعاطفة امومة متملكة تريده ان يفعل كل ما تأمر به فقط بدافع انها من تحبه وانها من تريد الصالح له .. وعندما يرفض ويتمرد تتعلل بقولها انه حقها عليه ...

من الواضح انها مش ناوية تتهد غير بمصيبة اه وربنا اللى زى الناس دول ما يتهدوش غير بمصيبة او ان الجد يتدخل اخيرا ولو انه اتكلم معاها قبل كده وهى دماغها قفلت قفلة سودا ..

نرجع للحوار هى ما زالت تحاول تستميل هشام لافكارها عن طريق التاثير ع نودا مرة تانية بعد ما شافت ان كل الكلام اللى قالته لم يحقق النتائج المرجوة عن طريق تذكيرها دايما ان عندها بن غير معاف صحيا وان هشام من حقه اطفال اصحاء ...

المحادثه بينهم رائعه ومروعه ف نفس الوقت .. ما بين محاولة هنادى انها تقنعها ان تصرفاتها كام بيفسد حياة ابنها وانها ما يهمهاش هو عايز ايه ما يهمهاش سعادته وكل اللى يهمها شىء واحد بس ان هشام ينفذ كلامها وتخلص من نودا .. وهى بتكره نودا مش لانها مش ع هواها لا خالص ابسلوتلى كراهيتها لنودا لانها عارفه ان هنادى ليها تأثير ومكانة عند هشام ...بتزاحمها فيه ..ويمكن تقلبه عليها بس هى ماادركتش العبارة الجميلة اللى قالتها نودا هتفضلى امه اللى بيحبها وبيقدرها وانا زوجته اللى بيعشقها وماحدش فينا هيقدر ياخد مكان التانى .. المهم ان التانية دماغها متصفحة ردت عليها ف ساعتها فورا ايون بس ممكن يستبدلك >> يانهار ابيض ايه ياست انتى عينى عينك كده بمنتهى الصراحة وكمان كان ابنك ده ايه لامؤاخذه خيال مآتة >> اتخنقت انا بدأت بالناس ديه ليه ...

وجود هشام قلب الموازيييين واخير اواخيرا وها هنا ف هذا الفصل شفت لك موقف يابنى .. خرجت من شرنقة اللى فاهم كل حاجه وملتزم الصمت ويكتفى بالقرارات الى زى ما تقولى كده ع الحياد بمحاولة التوفيق بين الاتنين وهو عارف ان التوفيق بينهم صعب نوعا ما فاخد قرار الشقه المنفردة ف الاول ودلوقتى حانت المواجهة مع الام ... المواجهة اللى انتهت بنهر هنادى لامه للكف عن اذية ابنها ف الكلام وهنا عندها حق جدا فى اللى قالتله انتى ليكى الحق انك تدافعى عن ابنك وانا ليا كل الحق انى ادافع عن ابنى ..... واصلا المفروض الست ديه مش كل ما تعصب تقول كده ع كريم وتجرح شعور نودا بالقسوة ديه ....... الطفل مش ذنبه حاجة وف الاول وف الاخر هو حفيدها سواء قبلت او رضيت ما ينفعش تخلى سواد قلبها ع هنادى يدمر علاقتها بابنها وحفيدها وياريت تدرك ده قبل قبل ما تفقدهم من حياتها ..

نرجع لاتش طبعا جيت ف لحظة صعبة جدا وبتحاول ترضى والداتك هو مش عيب انك تحاول ترضى والداتك بالعكس لكن ما ينفعش يكون بالشكل ده وبالطريقه ديه وع حساب كرامة نودا خصوصا وانت سامع الدرر اللى اطلقتها والداتك وخصوصا انك عارف ان نودا ف لحظة مش هتقولك حاضر ... دانت كنت متأكد ياراجل كنت بتراهن ع ايه بالظبط ؟؟؟

ومع ذلك الست اللى بتتلون زى العقربة استغلت الموقف وعيزاه يسيبها وتستغل احساسه انها مش سمعت كلامه .. لكن هشام قلب الدونيا بكلماته ومواجهته ليها .. وهنا عرفنا ان هشام ع ادارك تام باللى حصل بين نودا ومامته وواجهها وهى ثارت عليه واتخذ قراره اللى اكيد اول مرة كانت تسمعه انه هيستقل بحياته وده افضل ...

المصيبة انه عرف ان هنادى صدقت كل ده صدقت انه هينكر طفله هينكر نسبه وهربت وبعدت وده العقدة اللى معقده هشام واللى هى عملتها تانى هربت وبعدت بابنه مرة تانية ... فهل سيجدها وهو يحمل كل هذا القدر من مشاعر الغضب تجاهها ؟؟

ننتقل دلوقتى لاجواء حفلة كتب الكتاب و كلها كانت مشاهد رائعه جميلة جدا وانتى ياسوسو اجدتى الانتقال بين مشاهد الحفلة بانسيابية وخفة مدهشة .....

الحفلة غمرتنا برومانسية ديدو حبيب قلبى وعشق جاسى الواضح ف عنيها خجلها .... ورغم كل شىء فيه بتعشقه ...... طبعا وليد باشا ده اذا كان ما يحرجش ياسمي يبقى وليد ازاى بس ...... بس احسن خدت يامعلم كلمتين من مامتك العثل وكان نفسى تمسك ودنك وتقرص عليها وتقولك اتلم يابنى شوية ...

الاغنية رائعه اللى اختارها وليد والاروع هو حديث العيون بينهم وتاكيده انه كان بيشغلها ليها وعشانها ><<<ناوية ع ايه ياست سولى تموتينا ولا ايه

انتى فعلا ناوية تموتينا لما ظهر وائل وعرفت ياسمين انه اخو وليد وحست ان فيه شىء مش طبيعى بيربط بين الاتنين ... ووليد قالها واعترف لها وهى سمعت منه وبينت له خطأه وحماقته ف الوقت ده وانتقدت الطريقه اللى استخدمها عشان يوضح لاخوه الحقيقه وازاى ده كان ليه دور ف افساد علاقته بااخوه .... اعترف واقر ان ياسمين تتميز بالعقل شوية عن وليد ف مواقف كتير .. المهم ياجاسى خودى بالك مع وليد ستكتشفى مصايب وكوارث وما خفى كان اعظم ...

ورجع العربية لمكانها ياولد ورجع ياسمين لبيتها وبطل نزعة الجنان اللى فيك ديه .....

نروح بقى لميرو ولولى

امير وظهور خاص لامير الخيال بتعجرفه بغروره بمحاولة سيطرته ع ليلى ذات الملامح المتنمرة التى لم يلحظها قط ... ليلى ليها كل الحق ف اللى هى عملاها .. شعور صعب ان الانسان يشعر انه لعبه بين ايدين شخص يخدعه يكدب عليه ايا كانت اعذاراه حتى وان كانت اعذار مغلفه بحب شديد .. هى حبت عبد الرحمن وامير حيرها بتصرفاته اللى فيها حب وتملك وغيره وما ظنتش للحظة انهما شخص واحد ولقت ف الاخر ان هى كانت المضحوك عليها ف الرواية ديه .... حتى القراء بيضحكوا عليها >>> فيس بيطلع لسانه ومتخصر

فردة فعلها طبيعيه انها اولا مش عايزة تسمعه اصلا ثانيا بتعاملها بعجرفة وغضب وتمرد وانها عايزة تغيظة بس الحقيقه الثابته اللى اكدتيها ياسولى ف الاحداث ديه هى انها مش ند لامير الخيال بس ممكن تحرق دمه كويس زى ماعملت ف البارت ده ...

استمرى لولى .... وريله ليلى تانية .. وكررى كلمة اسطى بتحمر الودان وبتحرق الدم يااوختشى ... بس هو مستفز بصراحة واكتر مشهد عجبنى واستفزنى بجد هو لما قالها انا مش قلت لك بطلى توزعى ابتسامات ؟؟ انا هنا قلتله نعم بس ما كملتش بصراحة لقيت ليلى اديتهومله صح ....

كمان مشهد التعارف بينهم المزعوم وياسمين بتعرفهم ع بعض .. كانت مفاجئة ان ياسمين تعرف امير لينا و كمان للولى .. بصراحة انا اتغاظت ليها بس تعاملها معاه عجبنى ومش عجبنى انكرت انها تعرفه باسلوب متعالى متكبر عشان تحرق دمه لكن للاسف الاسلوب ده ماكنش محترف لان الاسلوب ده ببساطة غريب ع مسامع ياسمين ووليد اثارت شكوكهم واعترفت بيه ف حياتها .. وخلت ياسمين وليد ينتبهوا ليها ..

مشاهد امير وليلى رائعه امير ومحاولاته معاها وغضبه وتهديده وليلى الرافضة المتذمرة المتحدية

طريقه تعارف وائل بليلى كانت راقية ومميزة وخلت امير يروح لهم وعايز يخبط وائل بحاجة ههههههه وكمان طريقته بالكلام عنها خلت الخيال مش ع بعضه >> ابعد عنه ياوائل ابعد عنه خليك ف نفسك وحافظ عليها عشان فيه واحده ف الطريق شكلها هتقومها وهتغير نمط حياتك ... احم احم انا قلتلكوا انى ضميت وائل الى قايمه ابطالى المدمرين نفسيا .. ماعلينا ادينى قلت ...

عايزة بقى اقولك ع حاجة ... المهم بقى انك تكونى عرفتى ان وليد ذذذذذذذذذكى ولماااااااااح وفاهم صاحبه يمكن من اشد المواقف اللى ضحكتنى وعجبتنى ووليد متابع المشهد المحتد والوعيد والتهديد بين ليلى وامير وفاهم صاحبه وتعبيرات وجهه اما بقى وجيه فممكن اقوله وربنا انت عثل ههههههههههههه عارف ليه عشان سلمت القط مفتاح الكرار ... وقلت لوليد ع البنت اللى قلبت امير عليه وهو عرف انها ليلى وده ف حد ذاته هيخلى وليد يظبط امير ههههههههههههههههه وبدأ فعلا بس بدون قصد طبعا ف مشهد الوداع قال لليلى عقبالك عشان يرخمن ع امير ويخدمه ف نفس الوقت بس هى قلبت الدونيا بتصريحها بوجود عريس فعلا >> وليد وليد اعمل ميت ...

وائل وظهور رائع برضه ف الفرح تصالح وهدوء مع وليد ومع نفسه ف المقام الاول ... ولما شاف نظرات ياسمين لوليد تذكر اخرى كانت تنظر له بنفس الطريقه ؟؟؟ >>> مين ديه ياسوسو فيسى البرىء جدا

واصطدم بكارثه صغيرة .. مرحبا تومى نورتى الاحداث .... ايه التعامل الرائع ده ياتومى من فرط قلقها ع منال ومن اثر الاصطدام عاملته ع انه كائن هلامى ياسوسو ... بداية موفقه تومى ووائل >> فيسى بيغمز بعينه بصراحة حركة انا ما اتوقعتاش كنت معتقده ف دماغى ان اينى ووائل هوما اللى هيكون بينهم خط رومانسى ...

بلال ....................... جزء رائع جدا وموجع جدا .... وهو بيحاول بيخفف ع نفسه صدمه معرفه ان وليد هو بن الوزير وهو اللى اينى انجذبت ليه ... وقلب عليه المواجع كلها .. ورجع القضية ف دماغه لما بنت عمته اعترفت له بالحقيقه وهو جواه عارف انها بتكدب او الحقيقه ناقصه ... ومع ذلك ما استطعش يمنع غضبه تجاه وليد ابدا او ما يحملوش مسئولية انهيار صرح الحب فهو مش هيقدر ينسى بسهولة ان بنت عمته اللى جرحته بسبب طيشها وانجذابها لوليد وكمان مش قادر يقتنع ان وليد يقدر يؤتمن ع ياسمين اللى بيعتبرها بمثابة اخته وخايف عليه جدا <<<>>>>> احب اقولك يابلال ان الجالاكسى هى اللى بتخلينا ننسى عمايل وليد المهببة

نروح بقى لخالد ومنال ... لوجع القلب اللى ع حق ... طبعا الاول مهما خالد عمل مهما قسى عليها هو للاسف بيحبها جدا جدا .. ورغم غموضه وذكائه ومكره الا انى شايفه ان حبه ليها كان بسيط وصريح ولكن لان منال مشاعرها ناحيته دايما كانت معقدة ما قدرتش ابدا تتفهم حبه ومشاعره بالطريقه الصح ... ومن هنا ظهرت معاناتها مع نفسها قبل ما يكون مع خالد نفسه ...

اول محاولة للاعتراف بينهم ومقاطعه تومى لهم خلته ف حالة اضطراب للى هتقوله منال .... كمان معاملة منال الودودة معه بعد الطلاق حيرته اكتر ...

ومن المشاهد الرائعه هو مشهد خالد ووالد ووالده منال وهوما بيحاولوا يعرفوا مالهم هو ومنال ... و الاستفاده من المشهد ده هو شىء واحد ان خالد يعرف بحالة منال ف غيابه ويزيد توتره وحيرته اكتر ويقرر بقى انه يواجهها ويردها ويسمعها وياريته ما سمع ...

سمع ان منال حبته ومن زمان وخلقت قصه حب وهمية بينها وبين باسم وبالغت فيها ع انها حقيقه وبالغت ف كرهها ليه كالمعتاد محاولة منها انها تبعده عن طريقها .. ونجحت فعلا ولكن قدرهم انهم يجتمعوا مرة تانية ....

رغم الاعتراف بالحب الا انه اعتراف بمغلف بعذاب سنين من الزواج بينهم فازاى هو هيقدر يتقبله بسهولة هو بيحبها اه لكن الخواجه كرامته غالية عليه برضه >>> وا بالنسبة لى اقولك اتفضل ياكش تموتها ف ايديك .. هى عذبت نفسها وعيشت نفسها ف وهم كبير وعذبتك معاها فبراحتك ..

يعنى ف فترة زواجها بباسم ديه انا لاالومها مطلقا .. منال نبدا نعلقها بجد من لما اتجوزته واستمرت ف مسلسل كراهيته وبالغت فيها وماشافتش الحب اللى هو غمرها بيه وافتكرت انه مرغم ع الزواج بيها وراعيتها هى واولاد اخوه ...

تسلم ايديك ياسوسو ومستنية الاحداث الجديدة مووووووووووووووووووواه








 
 

 

عرض البوم صور waxengirl   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حصري, .....قريبا, ليلاس, ليلى, مستشار, موال, منتدى, منتديات ليلاس, امير, الكاتية اسيل, برنامج, بقلمي, يالي, ياسمين, رومنسيات عربية, سائق, شفير, عبد الرحمن, عبق الرومانسية, هنادي هشام, وليد
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t169803.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 03-01-16 02:51 AM
Untitled document This thread Refback 29-08-14 11:55 PM


الساعة الآن 03:16 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية